- إنضم
- 27 جويلية 2014
- المشاركات
- 15,118
- نقاط التفاعل
- 39,538
- النقاط
- 13,026
- محل الإقامة
- العاصمة
- الجنس
- أنثى
تعبت أمي يوماً و ذهبت معها إلى المستشفى ، و بقيت معها في غرفة الطوارئ أو الملاحظة المكونة من ستة أسرة .
منذ الفجر ، كانت الغرفة ممتلئة بالمريضات و أعتقد أن جميعهن من مرضى الدم ( سكر ) و لا يرافقهن أحد ...
كنت أنا المرافقة الوحيدة
في تلك الغرفة .
بمجرد أن أعطيت أمي الإبر المناسبة لارتفاع السكر نامت و بقيت أراقب الوضع في الغرفة و انتبه ﻷنين المريضات ... حتى مرت فتاة قد تكبرني بعامين أو ثلاث ...
فتاة في غاية الجمال ... شد انتباهي جمالها و بقيت انظر إلى جميع ملامحها الناعمة و شعرها و جسمها الرشيق .
ثم اختفت عن ناظري .
تسائلت لماذا أنا لست بجمالها ؟ أو حتى نصف جمالها ؟ لماذا لست رشيقة مثلها فقد تعبت من شرب الشاي اﻷخضر و الزنجبيل و القرفة ! و ممارسة رياضة المشي يومياً !
أتى الظهر ... و إذا بفتاة تئن بصوت عال جداً و تنادي الممرضة المناوبة دائماً لكي تدلك لها رجلها فقط ... أحببت أن أساعد تلك الممرضة الوحيدة فتوجهت لتدليك الفتاة .
ما إن ابعدت الستارة عن السرير فإذا بي أجد تلك الفتاة الجميلة نفسها تلتوي من شدة اﻷلم و تقول لي : ( نادي على الممرضة تعبت و انا هنا من البارحة ما ابغي مغذي خلاص ابغى إبرة ثانية ) .
بقيت أدلك رجليها حتى هدئت، أصبحت
تنظر إليّ و تبتسم حتى نامت .
هنا فكرت في تساؤلاتي السابقة ...
مللت أنا من شرب الشاي اﻷخضر
بينما مَلَت هي من المغذي و الإبر ...
مللت أنا من المشي يومياً بينما ملت هي من ملازمة السرير ... هكذا نحن نفكر
في مانراه فقط ... في الشكل الخارجي ... في النعم الظاهرة .
ومــــضــــة
لكل منا نصيب من الهم ونصيب من الفرح .
نصيب من البلاء و نصيب من النعم .
لا تجعل همك و بلاءك يعميك
عن فرحك ونعمك ولا تنسى شكر الله
في السراء والضراء ▪▫▪▫▪▫▪▫▪
تذكير
...وردكم من القرآن الكريم...