* كان ينام على الفراش تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة.
* وكان ينام أول الليل، ويحيى آخره، وربما سهر أول الليل في مصالح المسلمين.
* وكان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ ثم نام.
* وكان ينام على شقه الأيمن، ويضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ثم يقول «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك». وإذا نام قبل صلاة الصبح وضع رأيه على كفه اليمنى، وأقام ساعده.
* وكان لا ينام إلا والسواك عند رأسه، فإذا استيقظ بدأ بالسواك.
* وكان إذا تضور [أي تلوى وتقلب] من الليل قال: «لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار».
* كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا وقال: «الله أكبر». ولم يقل شيئًا قبلها ولا تلفظ بالنية، ولا قال: أصلي لله صلاة كذا مستقبلاً القبلة أربع ركعات إمامًا أو مأمومًا، ولا قال: أداءً ولا قضاءً، ولا فرقت وقت، [فإن ذلك كله بدعة].
* وكان إذا استفتح الصلاة قال: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك ([1])، ولا إله غيرك».
* وكان أخف الناس صلاة على الناس، وأطول الناس صلاة لنفسه.
* وكان يضع يده اليمنى على اليسري (على صدره) في الصلاة.
* وكان إذا ركع سوَّى ظهره حتى لو صُب عليه الماء لاستقر.
* وكان يفرج أصابعه إذا ركع. وإذا سجد ضم أصابعه.
* وكان إذا سجد جافى (ذراعيه عن صدره) حتى يرى بياض إبطيه.
* وكان يطيل الركعة الأولى على الثانية. * وكان يصلي حافيًا تارة، ومنتعلاً تارة. * وكان إذا صلى صلى إلى سترة.
* وكان إذا صلى الغداة (الفجر) جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس.
* ونهي أن يصلي الرجل وهو حاقن ([2]).
* ونهى أن يرفع المصلي بصره إلى السماء وهو في الصلاة.
* كان يصلي قبل الظهر أربعًا، إذا زالت الشمس... ويقول: «أبواب السماء تفتح إذا زالت الشمس» وبعد الظهر ركعتين، وبعد المغرب ركعتين، وبعد العشاء ركعتين، وقبل الفجر ركعتين.
* وكان إذا فاته الأربع قبل الظهر صلاها بعد الظهر.
* وكان يصلي النوافل في بيته ويقول «أيها الناس صلوا في بيوتكم، إن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة». رواه البخاري.
* وكان يصلي قبل الظهر ركعتين، وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين، في بيته، وبعد العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيته.
* كان من هديه، صلى الله عليه وسلم، الإسراع في تجهيز الميت.
* وكان من هديه صلى الله عليه وسلم، تسجية الميت إذا مات، وتغميض عينيه، وتغطية وجهه وبدنه.
* وكان يقوم – في الصلاة على الميت – عند رأس الرجل ووسط المرأة.
* وإذا فاتته الصلاة على الجنازة، صلى على القبر [متجهًا للقبلة]، ولم يؤقت في ذلك وقتًا.
* وكان يأمر بإخلاص الدعاء للميت.
* وكان إذا صلى على ميت، تبعه إلى المقابر ماشيًا أمامه، وسن لمن تبعها [أي الجنازة] إن كان راكبًا أن يكون وراءها.
* وكان إذا تبعها لم يجلس حتى توضع، وقال: «إذا تبعتم الجنازة، فلا تجلسوا حتى توضع».
* وكان إذا وضع الميت في لحده قال: «بسم الله، وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله».
* وكان يحثوا التراب على قبر الميت إذا دفن من قبل رأسه ثلاثًا.
* وكان إذا فرغ من دفن الميت قام على قبره هو وأصحابه، وسأل له التثبيت، وأمرهم أن يسألوا له التثبيت، فقال: «استغفروا الله لأخيكم وسلوا الله التثبيت، فإنه الآن يسأل».
* ولم يكن يجلس يقرأ عند القبر، ولا يلقن الميت.
* ولم يكن من هديه تعلية القبور ولا بناؤها بآجر، ولا بحجر ولبن، [ولا غير ذلك]، ولا تشييدها، ولا تطيينها، ولا بناء القبور عليها. فكل هذا بدعة.
* وكان هديه ألا تهان القبور وتوطأ، وألا يجلس عليها. * وكان يعلم قبر من يريد تعرف قبره بصخرة.
* نهى أن يسافر الرجل وحده، وأمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمروا أحدهم.
* وكان يستحب أن يسافر يوم الخميس.
* وكان إذا ودع رجلاً أخذ بيده، فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده ويقول: «استودع الله دينك، وأمانتك وخواتيم عملك».
* وكان يقصر الرباعية، فيصليها ركعتين من حين يخرج مسافرًا إلى أن يرجع إلى المدينة.
* وكان يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء في السفر إذا جد به السير.
* وكان هديه في السفر الاقتصار على الفرض، ولم يحفظ عنه، صلى الله عليه وسلم، أنه صلى سنة الصلاة قبلها ولا بعدها، إلا ما كان وترًا وسنة فجر، فإنه لم يكن ليدعهما حضرًا ولا سفرًا.
* وكان هو وأصحابه إذا علوا الثنايا، كبَّروا، وإذا هبطوا الأودية، سبَّحوا.
* كان خلقه القرآن، وكان أحسن الناس خلقًا، وأجود الناس، وأشجع الناس. * وكان أشد حياءً من العذراء في خدرها. * وكان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير. * وكان لا يدفع عنه الناس، ولا يضربوا عنه. * وكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع ألأرملة والمسكين والعبد. * وكان إذا لقيه أحد من أصحابه فقام معه، فلم ينصرف حتى يكون هو الذي ينصرف عنه. * وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناوله إياها، فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه. * وإذا لقي أحدًا من أصحابه فتناول أذنه – أي حادثه وأسر إليه – ناوله إياه – أي استمع له – ثم لم ينزعها حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه. * وكان إذا لقيه الرجل من أصحابه مسحه، ودعا له. * كان رحيمًا، وكان لا يأتيه أحد إلا دعا له، وأنجز له إن كان عنده. * كان أرحم الناس بالصبيان والعيال. * وكان يمر بالصبيان ويسلم عليهم. * وكان يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح رءوسهم. * وكان يلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول: «يا زوينب يا زوينب! مرارًا». * وكان يفلي ثوبه، ويحلب الشاة، ويخدم نفسه. * وكان أبغض الخلق إليه الكذب. * وكان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة، لم يزل معرضًا عنه حتى يحدث توبة. * وكان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: «السلام عليكم، السلام عليكم». * وكان إذا بعث أحدًا من أصحابه في بعض أمره قال: «بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا».
* كان هديه، صلى الله عليه وسلم، أن يلبس ما تيسر من اللباس. * وكان أحد أحب الألوان إليه البياض، وقال: «هي من خير ثيابكم، فالبسوها، وكفنوا فيها موتاكم». * ونهى عن لبس الثياب ذات اللون الأحمر البحت. * وكان أحب الثياب إليه القميص، ومكن كمه إلى الرسغ. * وكان إذا لبس قميصًا بدأ بميامنه، وكان يحب التيامن ما استطاع، في طهوره، وتنعله، وترجله [أي تمشيط شعره]، وفي شأنه كله. * ونهى عن إسبال الثوب، وقال: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة». * ونهى عن ثوب الشهرة فقال: «من لبس ثوب شهرة، ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة، ثم تلهب فيه النار». * قال بعض السلف: كانوا يكرهون الشهرتين من الثياب العالي، والمنخفض. * وقوله «ثوب شهرة»: الشهرة ظهور الشيء، والمراد أن ثوبه بشتهر بين الناس، لمخالفة لزنه لألوان ثيابهم.. * والخلاصة ثياب الشهرة هي التي تلفت نظر الناس إما للونها أو تفصيلها تفصيلاً غريبًا أو تجاوزها الحد في الترف أو كونها دنية رثة يقصد بها التزهد والتقلل. * وكان إذا اعتَّم سدل عمامته بين كتفيه. * وكان إذا استجد ثوبًا سماه باسمه قميصًا أو عمامة أو رداء، ثم يقول:« اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك من خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له».