ردو الغطاء عن ولدي .. فالابيض ليس ثوبا. للشهداء...
وامسحو الدموع على خدي...فالعبرات تحرق يا احباء....
واعلو الزغاريد يا صحبي...فابني قد اختارته السماء...
رحل باسما يوم غادرني..ولم اعلم انه آخر لقاء...
عودو بالازمان ولو مرة..لاطبع قبلاتي واشبع من فلذتي ولو ليوم واحدا....
قال : اماه احبكي وقبّل كف يدي...ولم اعلم انها ساعة الوداع ....
انتظرته بفارغ صبر والدمع محبوس والعيون ترتقب....
زيّنتُ الموائد والحلويات بدون جهد او تعب...
عسى بنيا يعود فيتلذذ وينام على ركبتيا نوما عميقا سينى به التعب....
لكنه نام بعيدا ...وعن حظني تُراه يبتعد ويبتعد...
وقد قمت صبيحة العيد اتزين واقفز بين زوايا بيت اركانه ترتعد...
فحتى الججارة قد علمت بفراق ابني وامتزج دمه بحصى الجبال والتُربِ....
اي نعم.. لقد نسو ان يقولو : مات. يا اماه من كنا ننتظر....
وسرعان ما حملوه على الاكتاف بغصة في العيون ترتقب....
قالو : شهيد الوطن ... فمات كل خافق في الاجساد معك يا ولدي...
.
رحم الله كل شهيد والهم ذويه الصبر والسلوان..