بسم الله الرحمن الرحيم
الخلط بين اللغة العربية و الفرنسية
- الرطانة في الجزائر أنموذجا -
الخلط بين اللغة العربية و الفرنسية
- الرطانة في الجزائر أنموذجا -
الحمد لله القائل {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي لا ينطق عن الهوى ، صلى الله عليه وعلى آله العرب الشرفاء وجميع صحبه الأطهار الفصحاء ومن تبعهم ونهج نهجهم واهتدى.
أما بعد:
اللغة العربية لغة التاريخ والحضارة ، لغة القرآن ، لغة الرسول صلى الله عليه وسلم .
كلنا يعرف هذا !! ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ، لماذا تركت اللغة العربية وأهينت بين أهلها ؟؟
لماذا الذي يتكلم بها في المجتمع يصبح مسخرة ومتخلفا ورمزا للقديم كما يقال ؟؟
لماذا أهملت وتركت حتى من الجهات الرسمية ؟؟
هذا موضوع احببت أن أتكلم فيه مع إخواني ، لأني رأيت الأمر تفاقم والهوية أصبحت على شفا هاوية – والله المستعان –
ولنضرب مثالا من واقعنا الذي نعيشه – الجزائر انموذجا –
تأثير اللغة الفرنسية على جل المجتمع ، ترى الشخص الجزائري نصف كلامه – بل أكثره – بالفرنسية ، حتى أن بعض المناطق كأن اللغة الرسمية فيها الفرنسية ، وكأنها قطعة من أوربا ، حتى وصل الأمر بهم أنهم يتعجبون ممن يتكلم بالعربية ، ويحكي لي أحد الإخوة من الجنوب الجزائري أنه ذهب إلى العاصمة ، وهو بطبيعته يتكلم العربية دون تكلف ليس العربية الفصحى البحتة ، فقيل له لما سمعوه يتكلم بها هل أنت من المشرق العربي !!!
ليس العيب في تعلم اللغة الفرنسية ، ولكن العيب في التكلم بها لغير حاجة بين العرب .
وكذلك إذا دخلت إلى الإدارات والمؤسسات والجامعات تجد أكثر الأوراق والوثائق بالفرنسية للأسف ، حتى أنك تحتاج لمترجم لكي تفهم المراد – والله المستعان – والعجب أن اللغة الرسمية هي العربية !
وأما التعليم فحدث ولا حرج ، تجد الطلبة يتقنون اللغة الفرنسية وبعض اللغات ، ولا يتقنون اللغة العربية في الإملاء أو النطق الصحيح عند القراءة ، وناهيك عن الإعراب والشكل.
الأسباب التي أدت إلى ترك اللغة العربية :
1- الاستدمار الفرنسي ومحاولته لطمس الهوية العربية والإسلامية.
2- التكلم باللغة الفرنسية في بلد عربي لغير حاجة
3- ضعف الإهتمام باللغة العربية من الجهات الرسمية
4- إعطاء اللغة الفرنسية أهمية كبرى على اللغة العربية واعتبارها لغة العلم والثقافة.
5- التكلم بالعامية والدارجة
6- تربية الأولاد في المنزل والشارع والمدرسة وتعويدهم التكلم بالفرنسية ليقال مثقف.
الأثر السلبي في التكلم بغير العربية عند العرب:
1 – التشبه بقوم نهينا عن التشبه بهم قال صلى الله عليه وسلم : (ومَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)
2 – نسيان الأصل والتاريخ الذي كان عليه أسلافنا.
3 – عدم فهم الكتاب والسنة الذي يؤدي إلى الإنحراف في الفهم والمعتقد.
4 – الوقوع في الذل والوهن والتبعية للغرب.
5 – كثرة التفرق والإنشقاق ، فاللغة تزيد في وحدة المجتمع العربي المسلم.
6 – حمل ثقافة وأفكار الغرب بسبب استعمال لغته لأن اللغة هي وعاء للفكر والثقافة.
الأثر الإيجابي في التكلم باللغة العربية :
ويكفي ماقاله أمام اللغة الثعالبي .
قال الثعالبي :
من أحب الله تعالى أحب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، ومن أحبَّ الرسول العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحبَّ العربية عُنيَ بها، وثابر عليها، وصرف همَّته إليها، ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمداً صلى الله عليه وسلم خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد، ثم هي لإحراز الفضائل، والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب، كالينبوع للماء والزند للنار. ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها ومصارفها والتبحر في جلائها ودقائقها، إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن، وزيادة البصيرة في إثبات النبوة، التي هي عمدة الإيمان، لكفى بهما فضلا يَحْسُنُ فيهما أثره، ويطيب في الدارين ثمره، فكيف وأيسر ما خصَّها الله عزَّ وجلَّ به من ضروب الممادح يُكِلُّ أقلام الكتبة ويتعب أنامل الحسبة.
حكم التكلم بكلام غير عربي للعرب:
نهي السلف عن التكلم بغير العربية أو خلطها بغيرها.
عَنْ سفْيَانَ الثَّورِيِّ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لا تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الْأَعَاجِمِ وَلا تَدْخُلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِي كَنَائِسِهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ فَإِنَّ السَّخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ .( مصنف ابن أبي شيبة )
والرَّطَانة : كلام لا يَفْهمه الجمهور ,والعرب تَخُص بها غالبا كلامَ العجم وعليه فالرطانة التكلم بالعجمية
وَكَرِهَ الإِمامُ الشافعي لمن يعرف العربيةَ أن يتكلم بها خالطاً بالعجمية وهو ظاهرُ كلامِهِ فيما حكاه عنه ابن عبدِ الحكم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت 728 هـ ) في " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " : اعتياد الخطاب بغير اللغة العربية، التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله، أو لأهل الدار، للرجل مع صاحبه، أو لأهل السوق، أو للأمراء، أو لأهل الديوان، أو لأهل الفقه، فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم، وهو مكروه كما تقدم، ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر، وأهلهما رومية، وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية، وأهل المغرب، ولغة أهلها بربرية، عوّدوا أهل هذه البلاد العربية، حتى غلبت على أهل هذه الأمصار: مسلمهم وكافرهم، وهكذا كانت خراسان قديماً .
ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة، واعتادوا الخطاب بالفارسية، حتى غلبت عليهم، وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم، ولا ريب أن هذا مكروه، إنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية، حتى يتلقنها الصغار في المكاتب وفي الدور فيظهر شعار الإسلام وأهله، ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف، بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب .
واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل، والخلق، والدين تأثيراً قويًّا بيّناً، ويؤثر أيضاً في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق.
وأيضاً، فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية .
العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
السؤال: أحسن الله إليكم يقول: بعض الإخوة العرب يتكلم باللغة الإنجليزية لغير حاجة، فهل هذا الأمر مذموم أو مباح وهل ينافي العزة بالإسلام؟
الجواب: التكلم بكلام غير العربية للعرب؛ هذا تشبه، تشبه بالأعاجم؛ لكن يجوز عند الحاجة، يجوز أن يتكلم بقدر الحاجة، ويزول المنع في ذلك. أما إذا كان من غير حاجة فهذا لا يجوز؛ لأنه من التشبه، من تكلم بهم تشبه بهم، وهو لغير حاجة لا يجوز. نعم.
موقع الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى .
قال الشاعر حافظ إبراهيم : عن اللغة العربية.
وَسِعْتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً
وَما ضِقْتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
وَتَنسيقِ أَسْماءٍ لِمُختَرَعاتِ .
بادروا اللغة العربيّة قبل انقراضها: وهذا كلام مقتبس للشيخ الفوزان يحث فيه على إنقاذ اللغة العربية .
قال الشيخ صالح الفوزان إنني أضم صوتي لصوت الشيخ الأديب: عبدالله بن إدريس حفظه الله بالمبادرة إلى إنقاذ اللغة العربية التي هي الآن تحت الإنعاش , وهي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) واللغة التي نطق بها الرسول صلى الله عليه وسلم. وهي اللغة التي كتبت بها كتب بالتفسير وشروح الحديث وكتب بها الفقه. وهي اللغة التي لا يمكن فهم القرآن و السنة النبوية إلاّ بواسطتها لأنهما نزلا بها – كيف ينشأ شباب الإسلام على لغة غيرها تبعدهم عن كتاب الله وسنة رسوله ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم"، وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن من التشبه بالكفار التخاطب لغتهم من غير حاجة.
فالواجب على المسلمين عموما، وعلى وزارة التربية والتعليم خصوصا الإهتمام باللغة العربية وإحياؤها والعمل على بقائها وتقويتها. ومن أعظم مهام الوزارة الاهتمام بهذا الجانب العظيم والرجوع عن قرارها الذي روّع المسلمين. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. موقع الشيخ صالح الفوزان .
ونرجوا من الإخوة الكرام تجنب التكلم باللغة الفرنسية أوغيرها لغير حاجة ، لأنني رأيت وسمعت - للأسف - بعض السلفيين يتكلمون بالفرنسية في بلد عربي كالجزائر ، يخلطون بينها وبين العربية – والله المستعان –
وهذه بعض الكلامات التي تساهلنا فيها نرجوا تغييرها
merci شكرا"
merci beaucoup شكرا" جزيلا"
de rien عفوا
oui نعم
non لا
biensûr بالتأكيد
d'accord موافق
s'il vous plaît لو سمحت
bon حسنا"
pardon عذرا"
ça ne fait rien لا بأس
je vous en prie أرجوك
après vous من بعدك
je suis désolé أنا أسف
وغيرها من الكلمات المتداولة .
قال تعلى ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]
نسأل الله أن يغير حالنا لأحسن حال ويعز الإسلام والمسلمين. آمين