الأب فقير بالكاد يوفر لقمة العيش*
والأم تعمل لتعين زوجها وتحاول تدبير المال من إخوتها وأهلها اذا كانوا أحسن منهما حالاً .. هذا الأب لايجد عملاً دائماً بل يعمل لفترة ثم يجلس اياماً حتى يحصل على عمل آخر براتب لا يكاد يذكر .
ثم .. مات هذا الرجل المسكين وخلف أربعة أطفال ، بدأ أغنياء المجتمع بذكر محاسنه والعناية بأطفاله وتوفير كسوة العيد وما إلى ذلك ، وأصبح حالهم أحسن وأمورهم تيسرت قليلاً ،*
لم لا يحسن الأغنياء إلى الفقراء وهم أحياء فلا ندري كم حسرة باتت في القلب المسكين تتقد كالجمر عندما يرى الفاقة والحاجة في وجوه أطفاله ، وكم دين تحمله ليشتري لقمة لأبنائه على عيون الأغنياء ومسامعهم*
فقد كان بمقدورك أن تعتقه من ضرورة الدين بأن تحضر له مؤنة أو قطعة لحم في العيد ينعم بها سعيداً بين أطفاله !
الأغنياء وثقافة رعاية اليتيم في بلدي باتت مقلقة ومزعجة خصوصا بعد موقف مرّ بي
فبينما الأطفال اليتامى يجلسون بجوار البقالة وقد أمتلأ الكيس بالسكاكر والبسكويت يمر طفل فقير ، سألهم : أنتم أيتام صح ؟'
قالوا له : اي نعم*
قال خلاص أنا يتيم مثلكم عطوني من كيسكم !!
هل أصبح الأطفال في مجتمعنا يتمنون أن يصبحون أيتام فقط من أجل الحصول على أشياء بسيطة جداً؟
، فهذا الطفل لا يعي معنى اليتم ومرارته لكنه رغم ذلك يرى فيه مخرجاً له وفسحة يحقق فيها أحلامه .
هل أنا مخطئة في انزعاجي من الأمر ؟
وهل يجب أن نعتني باليتيم والفقير ينام وقلبه يتمزق وربما يبقى ساهراً لا يغمض له جفن ؟!
لست ضد رعاية الأيتام فهذا تكافل وتماسك في المجتمع*
ولكن لماذا الفقير لا يهتم لأمره أيضاً ؟
هناك جمعيات خصصت للأرامل والأيتام ولكن لا توجد جمعيات لرعاية الفقراء*
لماذا وماهو المنطق الذي بنيت عليه هذه الأفكار ؟!
ربما لا توجد هكذا حالات في مجتمعات أخرى ولكن بات الأمر مزعجاً جداً ..
هل أصبحنا ضمن ثقافة .. أنا والطوفان من بعدي ؟؟!!*
آخر تعديل بواسطة المشرف: