السلام عليكم إخواني ..
موضوعنا هذه المرة هو :
الـتـحـــــــرش الفكري ؟ !
هل سمعتم به من قبل ؟؟
هذا المفهوم الحديث نسبيا ..
كلكم تعرفون " التحرش الجنسي " سماعا أو معاينة أو معايشة .. في حياتكم اليومية .. وهو سلوك مشين قبيح غير أخلاقي يمارسه شخص على شخص آخر بغض النظر عن الجنس (ذكر على انثى أو العكس ..) ..
لكن ليس هذا موضوعي ..
هناك نوع آخر من التحرش يسمى " التحرش الفكري " .. لا يقل خطرا عن " التحرش الجنسي " بل قد يفوقه في ما يخلفه من آثار نفسية مدمرة على الشخص وقد يتسبب له في اضطرابات نفسية تجعله يرتاد العيادات النفسية و يطلب التكفل من أخصائي نفسي ..
سلوك مشين يمارسه البعض ( وقد نكون كلنا تورطنا فيه بالخطأ - يوما ما ؟ - و نسأل إخواننا الذين أخطأنا معهم العفو) يحدث ذلك في المنتديات أو في الواقع ..
يمارسه الوالد على ولده // الأستاذ على تلميذه // الرئيس على المرؤوس // شخص عادي على شخص آخر نظير له ... وغيرها من الحالات .. و قد يكون الوضع معكوسا في الأمثلة التي ضربتها هنا .. !
يتمثل ذلك التحرش في السخرية من شخص ما ومن أفكاره و كلامه و قدراته العقلية عموما ..
مما قد يفقد ذلك المُتَحَرَّشَ به ثقته بنفسه و يزعزع تقديره لذاته و يتأذى أشد الأذى ..
الكلمة مؤثرة .. إخواني الكرام ... الكلمة قد تمرض و قد تقتل .. و قد تشافي ..
نحن في العلوم النفسية نقول بأننا :
" نعالج الآلام بالكلام "
و بالفرنسية يقولون " On guérit les maux par les mots "
و جاء في السنة في صحيح مسلم : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه "حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرححدثنا ابن وهبعن أسامة وهو ابن زيدأنه سمع أبا سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز يقول سمعت أبا هريرةيقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديث داود وزاد ونقص ومما زاد فيه : " إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأشار بأصابعه إلى صدره " – حديث رقم 2564
و روى الترمذي :" بِحسْبِ المْرِء مِنَ الشرّأنْ يَحْقِرَأخاهُ المُسْلمَ "
و روى مسلم أيضا من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ" ، فقال رجلٌ: إن الرجلَ يُحبّ أن يكون ثوبُه حسناً ونعلُه حسنةً، قال عليه الصلاة والسلام: " إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ".
و معنى كلمة غَمْطُ من قاموس المعاني هي:
أَنْكَرَ , إِحْتَقَرَ , إِزْدَرَى , إِسْتَحْقَرَ , إِسْتَخَفَّ , إِسْتَصْغَرَ , إِمْتَهَنَ , جَحَدَ , كَفَرَ , هَجَعَ.
تأملوا بشاعتها إخواني ..
و الأحاديث كثيرة في هذا الباب ..
أما في المثل الشعبي فيقولون و هم صادقون : " اللي فات على كلمة ... فات على روح "
و قال جبران :
و العدل في الأرض يبكي الجن لو سمعوا به
و يستضحك الأموات لو نظروا
فقاتل الجسم مقتول بفعلته
و قاتل الروح لا تدري به البشر
*****
أرجو أن أكون قد وفقت في بسط الموضوع ... و أنتظر مساهماتكم إخواني الكرام.
أخوكم المُحِبْ لكم جميعا .. أمير جزائري حر
الموضوع بقلمي ..
كتبته يوم 29/07/2015
على الساعة 14 و18 د
منقول هنا ..
سلامكتبته يوم 29/07/2015
على الساعة 14 و18 د
منقول هنا ..
آخر تعديل بواسطة المشرف: