السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاهم أعداء الإسلام لا يفوتون أي فرصة الا وينتهزونها في مهاجمة والطعن في سيرة الصحابة الكرام- رضي الله عنهم جميعا-
يتطاولون على الإسلام وأعلامه، يتهمون هذا ويطعنون في ذاك .
ومن هنا كان لزاما علينا الرد على ادعاءاتهم ودحض افتراءاتهم وأكاذيبهم بالدليل والبيان.
ومن بين الافتراءات التي طالت اعلامنا اتهام خال المؤمنين معاوية – رضي الله عنه- بقتل ام المؤمنين عائشة بنت ابي بكر- رضي الله عنها- .
وماهاته الا محاولة بسيطة للرد على المشوهين لسيرة أصحاب النبي وامهات المؤمنين- رضي الله عنهم اجمعين-.
بداية سنبدا بادعاء الشيعة -والمعروف عنهم انهم اكثر الناس افتراءا - ان معاوية هو من قتل السيدة عائشة- رضي الله عنها- لما اخذ البيعة لابنه يزيد
حيث خاطبته السيدة عائشة مستنكرة :‹هل استدعى الشيوخ لبنيهم البيعة؟ › ، فاجابها: "لا"، فردت عليه : " فبمن تقتدي؟"، فخجل معاوية وهيا لها حفرة فوقعت فيها وماتت.
وزادوا عليها انها دفنت ليلا بسبب انها قتلت غيلة ولكي يخفى موضع قبرها،
كما لو انهم كانوا على حق كيف يقولون ان معاوية قتل عائشة وهما الاثنان في الجنة.
وهنا النقيض في الكلام كيف ان يكون القاتل والمقتول في نفس المكان؟.
والان ناتي الى الحديث عن عائشة –رضي الله عنها- وطهارتها وبرائتها
ففي القرآن سورة النور، فيها آيات بينات تبرئ عائشة رضي الله عنها، مما اتهمها به المنافقون من الإفك، تضمنت نهيا المؤمنين عن تناول أم المؤمنين بالكلام، قال تعالى: {ولولا إذا سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم * يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين{
وقد بدأت تلك الآيات الواصفة للحادثة بوعيد شديد لمن خاض وتكلم، بقوله تعالى: {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم{.
حتى انتهت إلى لعن من يتكلم في أعراض المؤمنات:{إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم* يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون * يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين{.
ثم ختمت بشهادة إلهية لعائشة رضي الله عنها بالطهارة، فقال تعالى: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم{.
ويكفي انها ابنة الصديق –رضي الله عنه- وماادراك من الصديق ، زد عليها ان جبريل يقرؤها السلام، ويأتي الوحي النبي صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها دون بقية الأزواج، وقال فيها- عليه الصلاة والسلام- : (فضل عائشة على النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام(..
وقد قبض بين سحرها ونحرها، وهو ما كان يتمناه، وقد سأله عمرو بن العاص عن أحب الناس إليه، فقال: (عائشة(.
فالاتفاق على فضلها بين الأمة مشهور، فما حمل هؤلاء الشيعة والزنادقة على الإساءة إليها تكفيرا وتفسيقا الا الضعف في الأخذ بالقرآن، تارة بالنظر إليه ناقصا، أو بتحريف معانيه وتفسيره بما لم يدل عليه، ثم الإعراض عن السنة جملة وتفصيلا: لم يكن مبررا صحيحا للطعن.
لأن الإعراض عن المصدر يحمل على إنكار ما فيه، ولا يحمل إلى إلقاء التهم بغير بينة، فهل باضافة الى انهم يعتقدون بناء على أصلهم في عصمة الأئمة، أن الخطأ والزلل مانع من الولاية، ولذا شنعوا على الصحابة، حين وجدوا من بعضهم زللا وخطأ.
ومن الحديث عن الطاهرة البريئة المبرئة ننتقل الى الحديث عن معاوية.
معاوية- رضي الله عنه- هو صحابي معروف وابن صحابي وامه صحابية وهو خال المؤمنين باعتباره اخو ام المؤمنين ام حبيبة- رضي الله عنهم جميعا-
كما انه استامن على كتابة الوحي وهي اعظم امانه يمكن ان يستامن عليها المسلم.
كما يكفيه شرف صحبة رسول الله – عليه الصلاة والسلام- وكفى بها شرفا.
وكما هو معلوم لدينا ان الصحابة رضوان الله عليهم قد مدحهم الله –عز وجل- واثنى عليهم وزكاهم قال تعالى:" مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [FONT="]" (29).[/FONT]
كما اننا لو رجعنا إلى مواقف الصحابة الصحيحة نجدها تدل على فضل معاوية وكرمه وحسن سيرته وتكشف عن رضاهم عنه وعن ولايته , وتدل على نقيض ما ينسبه إليه المغالون المبغضون له من الكفر والنفاق والفسق والخداع .
فعمر بن الخطاب ولى معاوية خلفا لأخيه يزيد بعد موته على الشام , وهو آنذاك ثغر من ثغور المسلمين.
زيادة على ذلك لوا انتقلنا إلى موقف الحسن بن علي رضي الله عنه حيث تنازل لمعاوية عن الحكم , وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أثنى على هذا الصنيع وبشر به , فقال : " إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ".
وقد مدحه عدد من أجلة الصحابة كسعد بن أبي وقاص وابن عمر وأبي هريرة وأبي الدرداء وأبي سعيد الخدري وعائشة رضي الله عنهم , وأخبارهم في هذا صحيحة مشهورة فهل من المقبول عقلا أن يتوارد كل هؤلاء الصحابة على كتمان العلم وبيان حال معاوية لو كان عنده ما يقدح في دينه وأمانته؟!
بل روى ابن سعد عن أم علقمة أنها قالت : قَدِمَ معاويةُ بن أبي سفيانَ المدينة، فأرسلَ إلى عائشةَ: أن أَرْسِلي إليَّ بأنبجانيّة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وشَعْرِه، فأَرْسَلَتْ به معي، حتى دخلْتُ به عليه، فأخذَ الأنبجانيةَ فَلَبسَها، وأخذَ شَعْرَه فدعا بماء فَغَسلَه، فشَرِبَه وأفاضَ على جِلْدِه" .
فلو كان معاوية كافرا أو منافقا لما أرسلت إليه عائشة أنبجانية رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما امتنعت من ذلك .
وما ذكر سابقا الا كلام قليل في حق معاوية بن ابي سفيان .
وبعد الحديث عن عائشة ومعاوية
سنتحدث عن العلاقة التي بينهما فالمتعارف عليه ان العلاقة التي كانت تجمعهما موصوفة بالود والاخاء والبر فقد كان يزورها ويصلها ويستنصحها ، فقد ورد في سنن الترمذي" أن مُعَاوِيَة كتَب إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَنْ اكْتُبِي إِلَيَّ كِتَابًا تُوصِينِي فِيهِ وَلَا تُكْثِرِي عَلَيَّ ، فَكَتَبَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى مُعَاوِيَةَ : سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ : فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ ) وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (2024(.
وروى علقمة بن أبي علقمة ، عن أمه قالت : " قدم معاوية المدينة ، فأرسل إلى عائشة : أرسلي إلي بأنبجانية رسول الله صلى الله عليه وسلم وشعره ، فأرسلت بذلك معي أحمله ، فأخذ الأنبجانية ، فلبسها، وغسل الشعر بماء ، فشرب منه ، وأفاض على جلده " .
وعن وفاة عائشة- رضي الله عنها- فقد ذكر في مستدرك الحاكم انها ماتت ليلة ثلاثاء بعد صلاة الوتر ودفنت من ليلتها بالبقيع لخمس عشر ليلة خلت من رمضان ، وصلى عليها ابو هريرة وكان مروان غائبا وكان ابو هريرة يخلفه.
وقال القاسم بن محمد: " اشتكت عائشة ، فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين تقدمين على فَرَط صدق ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى أبي بكر رضي الله عنه " .
وبالتالي فان عائشة رضي الله عنها توفيت وفاة طبيعية ولم تُقتل ، رضي الله عنها ، وهذا بإجماع أهل العلم.
اما عن دفنها ليلا فليس من اجل انها قتلت غيلة ولا ليخفى قبرها فكما هو متعارف قبرها .
وما اداعئهم بان سيدنا معاوية قتل امنا عائشة ماهو الا افتراء ومؤامرة دنيئة منهم لتشويه الاسلام و صحابة رسول الله – رضي الله عنهم-
وختاما يمكن القول ان الزنادقة والشيعة سيظلون يتطاولون على اصحاب رسول الله والطعن فيهم كامهات المؤمنين والعشرة المبشرين بالجنة ... فيكفيهم انهم نالوا شرف صحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام .