بسم الله الرحمن الرحيم
أختي أريح المحبة تحية إسلامية طيبة . وبعد .
وتحيتنا ان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخصك بالرد لأني التمس فيك شيء من المحاورة الجادّة والمجادلة الحسنة , وأحسن ظني بك حيث يبدو أن نيتك صافية و تريدين نصرة دين الله عز وجل فقط .
حمدا وفضلا من الله نحاور ونستمع لاراء الاخرين
فرايي خطا يحتمل الصواب ورايك صواب يحتمل الخطا
ولكلامك تيقني ساكون مستمعة فقاعدتنا لا اكراه في دين
أرى أنه فيك شيء من الميول العاطفي , وهذا صيّر النصوص الصحيحة الني تأتيك من الصحاح تحريف وفهم خاطئ للحقائق , مع صراحتها ووضوحها ...
هنا اعارضك لا ميول عاطفي بل نحتكم الى المنطق اخية
وتاكدي انني لا افهم حقائق فهما خاطئا لنا عقل نميز به الصح من الخطا
قلت التمست فيك ما سلف ذكره لأني رأيت في ردود بعض الإخوة يركل النصوص النبوية ثم يدعي " ناسبا قوله إلى اهل السنة والجماعة أكرمهم الله " بقوله : نحن نؤمن ... ( و ان رغمت أنوف القوم )!! هذه الكلمة( و ان رغمت أنوف القوم ) حجة ضعاف الحجة " نتاع المكرة" , هذه ليست نصا دينيا يُعتمد عليه بقدر ما هي إرغام الناس فهم الباطل حقيقة ...
من يركل النصوص النبوية معاذ الله وانما هناك احاديث نبوية بعضها حسن واخر ضعيف وهكذا لا يمكن يا اخية ان تستندي على ضعاف الاحاديث او احاديث لم ترو عن النبي صلى الله عليه وسلم .
اما حكي بعض الاخوة -حفظهم الله - بقولهم وان رغمت انوف القوم
ليست لضعف الحجة او الاكراه على شيء وفهم الباطل حقيقة كما قلتي
او تاع المكرة بلهجتنا اسئللك هل احسست انها تاع مكرة مثلما ذكرتي
**ستعلو السنة الغراء يوما ¤¤ وإن رغمت أنوف الحاقدينا ¤¤ ويظهر نورها في كل أفق ¤¤ وينشر خيرها للسالكينا ¤¤ ويدخل خيرها في كل دار ¤¤ وينصرها إله العالمينا ¤¤ **
فالصحابة عند اهل السنة والجماعة عباد غير معصومين , يخطئون ويذنبون ... لكن عُبّاد الصحابة ملئوا رؤوسنا أن ذنوبهم وإن كانت كبيرة فهي حسنات ! لا لشيء إلا لأنهم صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم ! وفي ذلك يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية ص 623 { ولا شك أنه حصل من بعضهم " الصحابة " سرقة وشرب خمر وقذف وزنى بإحصان وزنى بغير إحصان }...
الصحابة ماهم الا بشر مثلناغير معصومين من خطا ولهم رب جبار يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولا دخل لنا في حكم الله عز وجل ، ومن قال ان ذنوبهم حسنات (هلا اتيتني ببرهان).
الصحابة من حقوهم علينا ان نحبهم ونعتبر منهم
اما كلامك انه قد حصل من بعض صحابة ما ذكرت من سرقة وزنا
فلنفترض انهم قامو بذلك اذنبوا وتابو بعدها
قال شيخ الإسلام بن تيمية – رحمه الله - : " بل نشهد أن العشرة في الجنة وأن أهل بيعة الرضوان في الجنة وأن أهل بدر في الجنة كما ثبت الخبر بذلك عن الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، وقد دخل في الفتنة خلق من هؤلاء المشهود لهم بالجنة ، والذي قتل عمار بن ياسر هو أبو الغادية ، وقد قيل إنه من أهل بيعة الرضوان ذكر ذلك ابن حزم .
فنحن نشهد لعمار بالجنة ، ولقاتله إن كان من أهل بيعة الرضوان بالجنة ، وأما عثمان وعلي وطلحة والزبير فهم أجلّ قدراً من غيرهم ، ولو كان منهم ما كان ، فنحن لا نشهد أن الواحد من هؤلاء لا يذنب ؛ بل الذي نشهد به أن الواحد من هؤلاء إذا أذنب : فإن الله لا يعذبه في الآخرة ، ولا يدخله النار ، بل يدخله الجنة بلا ريب ، وعقوبة الآخرة تزول عنه : إما بتوبة منه ، وأما بحسناته الكثيرة ، وإما بمصائبه المكفرة ، وإما بغير ذلك كما قد بسطناه في موضعه " انتهى من " منهاج السنة " ( 6 / 227 ) .
وقال ابن حجر – رحمه الله - : " والظن بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأولين ، وللمجتهد المخطئ أجر ، وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس ، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى " انتهى من " الإصابة " ( 7 / 312 ) .
فما بالك أيتها الأخت الفاضلة في صحابي صاحب نبيي الله وآمن به ورأى من آيات الله ما رأى , ثم بعده صلى الله عليه وسلم يأتي بالفواحش الكبيرة البيّنة كالتي ذكرها الشيخ العثيمين رحمه الله ؟..
وما صحابة الا بشر ونحن البشر خطاؤون
اخطؤوا او اذنبوا لهم رب يتولاهم اما يغفر لهم او يعذبهم
وان اقدمو على الزنا وشرب الخمر
فيتم فيهم اقامة الحد والتي تعد كفارة على ما اذنبوا
والله سبحانه وتعالى يضاعف العذاب لمن يأتي بفاحشة حتى وإن كان لأقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة { يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين } .. فالعاقل اللبيب الذي كسر الأغلال التي كُبّل بها والذي لا يهمّه سوى دين الله يرى أن الآتي بما ذكره الشيخ كائن من كان كفر صريح بعد الإيمان ... والله عز وجل يقول : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلضَّآلُّونَ } .
وسارد عليك باية كريمة
" كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [آل عمران : 86]
ولكن انظري ما تحتويه الاية التي بعدها
" إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ [آل عمران : 89] يواصل الشيخ العثيمين رحمه الله مبررا لموقف هؤلاء المقترفين لهذه الكبائر فيقول { لكن كل هذه الأشياء مغمورة في جنب فضائل القوم ومحاسنهم } شرح العقيدة الواسطية ص 623 .
وسازيدك انه :
قد حدث قتال بين الصحابة في فتنة " صفِّين " وحادثة " الجمل " وقاتل بعضهم بعضا ، وكان منهم أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وكان منهم رجال من أهل بيعة الرضوان ، فقاتل طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام مع عائشة رضي الله عنها وكلهم كانوا متأولين للخير اجتهدوا فأخطئوا كما تجده في " سير أعلام النبلاء " ( 2 / 193 ) .
فالشيخ رحمه الله يرى أن هذه الفواحش تمحها تلك الحسنات السالفة , كالصحبة وغيرها... !!! .. لعله لم ينتبه للنص النبوي الشريف الصريح الذي يُبيّن أن الحسنة هي التي تمحو السيئة , وليس العكس ! وذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم { اتقِ اللهَ حيثُ كنتَ وأتبعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها } لا اتبع الحسنة السيئة تمحها !! . إلى هنا انتهي , و لا أعتبر هذه المشاركة ردّا وإنما هي كمقدمة للتوضيح لمن يريد الحوار لأجل الوصول إلى الحقيقة , وتنقية الدين الحنيف من النصوص الموضوعة التي ترفع من وضعه الدين وتضع من رفعه الدين !! وتحية خالصة أختي العزيزة ولكل من قرأ الصفحة