أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

seifellah

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
16 جانفي 2009
المشاركات
5,964
نقاط التفاعل
7,169
النقاط
351
بسم الله الرحمن الرحيم



إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلمتسليمًا كثيرا.



أما بعد؛ فهذا كتاب مختصر في سيرة أمير المؤمنين، وخالهم، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وصهره، وابن عمه، معاوية بن أبي سفيان الأموي رضي الله عنه، ومناقبه وخلافته. وقسمته إلى فصول.
الفصل الأول اسمه ونسبه




هو أمير المؤمنين، أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر «وهو قريش» بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.



وأمه هي هند بنت عم أبيه عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي...إلخ.



يلتقي نسبه من جهة أبيه وأمه مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده عبد مناف بن قصي، لأن عبد مناف ولد أربعة من الولد، كلهم أبو قبيلة وذو شرف، وهم:

هاشم – واسمه عامر أبو عمرو -، وهو جد النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: عبد شمس، وهو توأم لهاشم، وهو أبو أمية جد الأمويين.

والثالث: نوفل، هو جد بني نوفل.

والرابع: المطلب، وهو جد المطلبيين، ومنهم الإمام الشافعي.
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

الفصل الثاني مولده




لم أقف على تحديد ولادته، بالدقة إلا ما ذكره ابن حجر في «الإصابة» قال: ولد قبل البعثة بخمس سنين وقيل بسبع وقيل بثلاث عشرة والأول أشهر. اهـ لكن الظاهر من التواريخ والأحداث أنه كان يوم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حدثًا جدًا، إذ كان عمره عام الهجرة النبوية إلى المدينة نحو ثلاث عشرة سنة، فقد ذكر ابن كثير في (البداية والنهاية) أنه مات سنة ستين للهجرة في رجب، واختار أن عمره يوم وفاته ثلاث وسبعون سنة، فيكون عمره يوم الهجرة ثلاث عشرة سنة، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة قبل الهجرة ثلاث عشرة سنةً – على الأصح – فيكون مولده عام البعثة والله أعلم، ويكون صغيرًا لم يبلغ الحنث أيام وجود النبي صلى الله عليه وسلم بمكة.



لم ينتقل رضي الله عنه إلى المدينة إلا بعد الفتح سنة ثمان، فيكون عمره يوم الفتح إحدى وعشرين سنةً، وهذا أقصى ما ذُكر في بدء إسلامه، بل الأصح أنه أسلم في مدة صلح الحديبية – كما سيأتي -.



ومما يؤيد هذا أنه بعد نُقلته إلى المدينة أيام النبي صلى الله عليه وسلم كان صعلوكًا – لا مال له -، فالظاهر أنه لم يتزوج بعد، فعن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة، قالت: فلما حللت ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم هشام خطباني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أبو الجهم فلا يضع عصاه على عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد»، فكرهته، ثم قال: «انكحي اسامة»، فنكحته، فجعل الله فيه خيرًا، واغتبطت([1]).
وتعني بالغبطة هنا: الفرح والسرور بالشيء فيما بعد.
و«الصعلوك» بالضم الفقير الذي لا مال له، وهذا يدل على أنه كان في غاية من الفقر والفاقة حتى قال في حقه إنه صعلوك، قال النووي رحمه الله: كان معاوية قليل المال جدًا. ا.هـ([2]).


قيل: إن فقره ذلك الوقت لأن أباه كان كافرًا، ولم يسلم بعد، ولم يعط ابنه شيئًا بعدما أسلم، وهذا مردود؛ لأن أباه من مسلمة الفتح، وانتقل للمدينة بعد ذلك، فالأظهر أنه لشح فيه، كما في حديث هند بنت عتبة في (الصحيحين) عن عائشة رضي الله عنها أن هندًا قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي؛ إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: «خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف»([3]).

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref1[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT]) أخرجه مسلم (1480). [/FONT]
[FONT=&quot]وقوله: «فلا يضع عصاه عن عاتقه» قال ابن الأثير: أراد: التأديب والضرب، وقيل: أراد به: كثرة الأسفار عن وطنه، يقال: رفع الرجل عصاه: إذا سافر، ووضع عصاه: إذا نزل وأقام. اهـ قلت: والأول أرجح اختاره الإمام البغوي في «شرح السنة» (9/297) وقال: ورواه أبو بكر بن أبي الجهم بن صخير العدوي عن فاطمة، وقال: «وأما أبو جهم، فرجل ضراب للنساء» ا.هـ.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref2[FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT]) شرح النووي على صحيح مسلم (10/98). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref3[FONT=&quot]([FONT=&quot][3][/FONT]) أخرجه البخاري (2097، 2328، 3613، 5044، 5049، 5055، 6265، 6742، 6758)، ومسلم (1714). [/FONT]
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

الفصل الثالث في إسلامه

أسلم معاوية رضي الله عنه قبل أبيه، وقت عمرة القضاء، في السنة السابعة من الهجرة، وعمره حينئذ أقل من عشرين سنة، وخاف من أبيه أن يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يظهر إسلامه إلا يوم الفتح. وهذا ما رجحه الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) كما سيأتي إن شاء الله. قال الحافظ ابن الجوزي: «قال معاوية لما كان عام الحديبية وكتبوا القضية: وقع الإسلام في قلبي، فذكرت ذلك لأمي، فقالت: إياك أن تخالف أباك، فيقطع عنك القوت، فأسلمت وأخفيت إسلامي، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام القضية وأنا مسلم، وعلم أبو سفيان بإسلامي فقال لي يومًا: أخوك خير منك، هو على ديني، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح، فأظهرت إسلامي، ولقيته فرحب بي، وكتبت له أسلم معاوية، وهو ابن ثمان عشرة سنة». ا.هـ([1]).


قال شيخ الإسلام([2]): «تواتر إسلام معاوية ويزيد وخلفاء بني أمية وبني العباس وصلاتهم وصيامهم وجهادهم للكفار» ا.هـ.


وقال حافظ المشرق أبو بكر الخطيب البغدادي: «أسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة، وكان يقول: أسلمت عام القضية، ولقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت عنده إسلامي». ا.هـ([3]).


وقال مصعب الزبيري: «كان معاوية يقول: أسلمت عام القضية، لقيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان عام القضية لما صُد النبي صلى الله عليه وسلم عن البيت» ا.هـ([4]). يعني عمرة القضاء سنة سبع، بعد الحديبية بسنة.



وقال الزبير بن بكار: «ومعاوية بن أبي سفيان كان يقول: أسلمت عام القضية، ولقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت إسلامي عنده، وقبل مني»([5]).
وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني والحافظ أبو القاسم ابن عساكر: «أسلم قبيل الفتح، وقيل: عام القضية وهو ابن ثمان عشرة، عده ابن عباس من الفقهاء، وقال كان فقيهًا» ا.هـ([6]).


وعن عمر بن عبد الله العنسي قال: قال معاوية رضي الله عنه: لما كان عام الحديبية، وصدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت، وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت لأمي، فقالت: إياك أن تخالف أباك، فأخفيت إسلامي، فوالله لقد رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية وإني مصدق به، ودخل مكة عام عمرة القضية، وأنا مسلم. وعلم أبو سفيان بإسلامي، فقال لي يومًا: لكن أخاك خير منك، وهو على ديني. فقلت: لم آل نفسي خيرًا، وأظهرت إسلامي يوم الفتح، فرحب بي النبي صلى الله عليه وسلم وكُتبت له([7]).



ومما يؤيد ذلك ما صح عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس أن معاوية رضي الله عنه: قصرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص([8]) قلنا لابن عباس ما بلغنا هذا إلا عن معاوية، فقال ابن عباس: ما كان معاوية على رسول الله صلى الله عليه وسلم متهمًا([9]).



وما جاء في بعض الروايات أن ذلك كان في حجة الوداع فغير صحيح، كما قال القاضي عياض وغيره، ورجح النووي والقاضي عياض أنها في عمرة الجعرانة بعد الفتح([10]).


قال ابن حجر في (الإصابة): «وقد أخرج أحمد من طريق محمد بن علي بن الحسين عن بن عباس أن معاوية قال قصرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند المروة وأصل الحديث في البخاري من طريق طاوس عن بن عباس بلفظ قصرت بمشقص ولم يذكر المروة وذكر المروة يعين أنه كان معتمرًا لأنه كان في حجة الوداع حلق بمنى كما ثبت في الصحيحين عن أنس» ا.هـ.


ورجح الحافظ ابن حجر العسقلاني – رحمه الله – في (الفتح) أن ذلك كان في عمرة القضية سنة سبع، فقال – في شرح هذا الحديث([11]) -: روى مسلم في هذا الحديث أن ذلك كان بالمروة، ولفظه: قصرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص، وهو على المروة، أو رأيته يقصر عنه بمقشص، وهو على المروة، وهذا يحتمل أن يكون في عمرة القضية أو الجعرانة... وفي كونه في حجة الوداع نظر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحل حتى بلغ الهدي محله فكيف يقصر عنه على المروة. وقد بالغ النووي هنا في الرد على من زعم أن ذلك كان في حجة الوداع، فقال: هذا الحديث محمول على أن معاوية قصر عن النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة الجعرانة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع كان قارنًا، وثبت أنه حلق بمنى وفرق أبو طلحة شعره بين الناس، فلا يصح حمل تقصير معاوية على حجة الوداع، ولا يصح حمله أيضًا على عمرة القضاء الواقعة سنة سبع؛ لأن معاوية لم يكن يومئذ مسلمًا إنما أسلم يوم الفتح سنة ثمان، هذا هو الصحيح المشهور، ولا يصح قول من حمله على حجة الوداع وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان متمتعًا؛ لأن هذا غلط فاحش.



قال ابن حجر: ولم يذكر الشيخ هنا ما مر في عمرة القضية، والذي رجحه من كون معاوية إنما أسلم يوم الفتح صحيح من حيث السند، لكن يمكن الجمع بأنه كان أسلم خفية وكان يكتم إسلامه ولم يتمكن من إظهاره إلا يوم الفتح. وقد أخرج ابن عساكر في «تاريخ دمشق» من ترجمة معاوية تصريح معاوية بأنه أسلم بين الحديبية والقضية، وأنه كان يخفي إسلامه خوفًا من أبويه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل في عمرة القضية مكة خرج أكثر أهلها عنها حتى لا ينظروه وأصحابه يطوفون بالبيت، فلعل معاوية كان ممن تخلف بمكة لسبب اقتضاه، ولا يعارضه أيضًا قول سعد بن أبي وقاص – فيما أخرجه مسلم([12]) وغيره: فعلناها – يعني العمرة في أشهر الحج – وهذا يومئذ كافر بالعرش، - بضمتين، يعني بيوت مكة، يشير إلى معاوية – لأنه يحمل على أنه أخبر بما استصحبه من حاله، ولم يطلع على إسلامه لكونه كان يخفيه. ويعكر على ما جوزوه أن تقصيره كان في عمرة الجعرانة أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب من الجعرانة بعد أن أحرم بعمرة ولم يستصحب أحدًا معه إلا بعض أصحابه المهاجرين، فقدم مكة، فطاف وسعى وحلق ورجع إلى الجعرانة فأصبح بها كبائبٍ، فخفيت عمرته على كثير من الناس. وكذا أخرجه الترمذي وغيره، ولم يعد معاوية فيمن صحبه حينئذ، ولا كان معاوية فيمن تخلف عنه بمكة في غزوة حنين حتى يقال لعله وجده بمكة، بل كان مع القوم([13])، وأعطاه مثل ما أعطى أباه من الغنيمة مع جملة المؤلفة، وأخرج الحاكم في (الإكليل) في آخر قصة غزوة حنين أن الذي حلق رأسه صلى الله عليه وسلم في عمرته التي اعتمرها من الجعرانة أبو هند عبد بني بياضة، فإن ثبت هذا وثبت أن معاوية كان حينئذ معه أو كان بمكة فقصر عنه بالمروة أمكن الجمع بأن يكون معاوية قصر عنه أولًا، وكان الحلاق غائبًا في بعض حاجته، ثم حضر فأمره أن يكمل إزالة الشعر بالحلق؛ لأنه أفضل ففعل، وإن ثبت أن ذلك كان في عمرة القضية وثبت أنه صلى الله عليه وسلم حلق فيها جاء هذا الاحتمال بعينه وحصل التوفيق بين الأخبار كلها، وهذا مما فتح الله علي به في هذا «الفتح» ولله الحمد، ثم لله الحمد أبدًا. انتهى كلام ابن حجر – رحمه الله -.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref1[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT]) انظر: تلقيح فهوم أهل الأثر (ص: 112). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref2[FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT]) في منهاج السنة النبوية (2/62). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref3[FONT=&quot]([FONT=&quot][3][/FONT]) تاريخ بغداد (1/207). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref4[FONT=&quot]([FONT=&quot][4][/FONT]) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (59/66) وسير أعلام النبلاء للذهبي (3/122). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref5[FONT=&quot]([FONT=&quot][5][/FONT]) تاريخ مدينة دمشق (59/66). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref6[FONT=&quot]([FONT=&quot][6][/FONT]) معرفة الصحابة لأبي نعيم (5/2497)، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (59/60). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref7[FONT=&quot]([FONT=&quot][7][/FONT]) سير أعلام النبلاء (3/122)، وانظر: طبقات ابن سعد (7/406). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref8[FONT=&quot]([FONT=&quot][8][/FONT]) المشقص: نصل السهم إذا كان طويلًا عريضًا. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref9[FONT=&quot]([FONT=&quot][9][/FONT]) أخرجه البخاري (1730، 1643)، ومسلم (3081، 1246)، وأبو داود (1804)، وأبو نعيم في المستخرج على مسلم (2886)، والبيهقي في السنن (9176)، والطبراني المعجم الكبير (19/309)، والخلال في السنة (674). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref10[FONT=&quot]([FONT=&quot][10][/FONT]) شرح النووي على مسلم (8/231). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref11[FONT=&quot]([FONT=&quot][11][/FONT]) فتح الباري بشرح صحيح البخاري (3/565). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref12[FONT=&quot]([FONT=&quot][12][/FONT]) رقم (1225). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref13[FONT=&quot]([FONT=&quot][13][/FONT]) يعني مسلمة الفتح في حنين. [/FONT]
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

جَزَآْك رَبِّيْ خَيْرَ الْجَزَآْءْ ~
وَ جَعَلَهُ فِيْ مَوَآْزِيْنِ حَسَنَآْتِك ~
وَ بَآْرَك فِيْك وَ أَثَآْبَك الْجَنَّةْ بِ غَيْرِ حِسَآْبْ ~
لَآْ حُرِمْنَآْك ~
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

الفصل الرابع في صفته رضي الله عنه([1])


كان معاوية رضي الله عنه طويلًا، أبيض، جميلًا، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وكان يخضب.



روى: سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبد ربه: رأيت معاوية يخضب بالصفرة، كأن لحيته الذهب. وقال أسلم مولى عمر: قدم علينا معاوية وهو أبيض الناس، وأجملهم.



وروى محمد بن إسحاق «صاحب السيرة»: عن أبيه: رأيت معاوية بالأبطح أبيض الرأس واللحية، كأنه فلج.



وعن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ قال: رأيت معاوية، وبيده قصة من شعر، فوضعها على رأسه، فما رأيتها على عروس ولا غيرها أجمل منه على معاوية رضي الله عنه([2]).

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref1[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT]) انظر: سير أعلام النبلاء، للحافظ شمس الدين الذهبي (3/122). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref2[FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT]) رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/418). [/FONT]
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

الفصل الخامس

في فضله وعلمه وفقهه وصلاحه





لا شك أن معاوية رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته – كما تقدم -، ويكفيه هذا شرفًا وفضلًا، مع الصحبة، وهو خال المؤمنين، وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أخته أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهو كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ونال شرف خدمته في مواقف كثيرة، منها أنه حلق له شعره في إحدى عمره أو في حجته([1])، ومنها ما روى أبو أمية عمرو بن يحيى بن سعيد، قال: سمعت جدي يحدث أن معاوية أخذ الإداوة بعد أبي هريرة يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، واشتكى أبو هريرة، فبينا هو يوضئ رسول الله صلى الله عليه وسلم، رفع رأسه إليه مرة أو مرتين فقال: «يا معاوية، إن وليت أمرًا فاتق الله عز وجل واعدل»، قال: «فما زلت أظن أني مبتلى بعمل لقول النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ابتليت»([2]).


وعن عبد الله بن بريدة قال: قال معاوية: أما إنكم لا تجدون رجلًا منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلتي، أقل حديثًا عنه، إني كنت ختنه([3]) وكنت في كتابه، وكنت أرحل له راحلته([4]).
وعن المسور بن مخرمة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الأنساب تنقطع يوم القيامة، غير نسبي وسببي وصهري»([5]).
وقال أبو بكر الخلال في كتاب (السنة)([6]): أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال: قلت لأحمد بن حنبل: أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل صهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي»؟ قال: بلى! قلت: وهذه لمعاوية؟ قال: نعم، له صهر ونسب، قال: وسمعت ابن حنبل يقول: ما لهم ولمعاوية؟ نسأل الله العافية!



وعن عمر بن بزيع قال سمعت علي بن عبد الله بن عباس وأنا أريد أن أسب معاوية، فقال لي: مهلًا! لا تسبه؛ فإنه صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم([7]).



وعن أبي طالب صاحب الإمام أحمد أنه سأل أبا عبد الله أحمد بن حنبل: أقول معاوية خال المؤمنين وابن عمر خال المؤمنين؟ قال نعم معاوية أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما، وابن عمر أخو حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما، قلت أقول معاوية خال المؤمنين؟ قال: نعم([8]).


وقال أبو بكر الخلال أخبرنا أبو بكر المروذي، قال: سمعت هارون ابن عبد الله يقول لأبي عبد الله: جاءني كتاب من الرقة أن قومًا قالوا: لا نقول معاوية خال المؤمنين! فغضب، وقال: ما اعتراضهم في هذا الموضع، يجفون حتى يتوبوا([9])!


وقال الخلال: وأخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن أبي جعفر أن أبا الحارث حدثهم، قال: وجهنا رقعة إلى أبي عبد الله: ما تقول – رحمك الله – فيمن قال: لا أقول إن معاوية كاتب الوحي! ولا أقول إنه خال المؤمنين! فإنه أخذها بالسيف غصبًا! قال أبو عبد الله: هذا قول سوء رديء، يجانبون هؤلاء القوم، ولا يجالسون، ويبين أمرهم للناس.




قال الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني في كتاب «الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة»([10]) أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أخبرنا أبو منصور معمر بن أحمد([11]) قال: لما رأيت غربة السنة، وكثرة الحوادث واتباع الأهواء أحببت أن أوصي أصحابي وسائر المسلمين بوصية من السنة وموعظة من الحكمة، وأجمع ما كان عليه أهل الحديث والأثر، وأهل المعرفة والتصوف من السلف المتقدمين، والبقية من المتأخرين، فأقول وبالله التوفيق: ... ثم ذكر فصولًا من السنة، وقال: وإن أفضل الناس وخيرهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين ، فإنهم الخلفاء الراشدون المهديون، بُويع كل واحد منهم يوم بويع، وليس أحد أحق بالخلافة منه، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد للعشرة بالجنة، وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة بن الزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح y، وأن عائشة الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله مبرأة من كل دنس، طاهرة من كان ريبة، فرضي الله عنها، وعن جميع أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين الطاهرات وأن معاوية بن أبي سفيان كاتب وحي الله وأمينة، ورديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخال المؤمنين ...إلخ.



وقال الشيخ موفق الدين أبو محمد ابن قدامة المقدسي رحمه الله: ومعاوية خال المؤمنين، وكاتب وحي الله، وأحد خلفاء المسلمين رضي الله تعالى عنهم([12]).



قال الحافظ ابن بطة([13]) في سياق عقيدة أهل السنة والجماعة بعد كلام سبق: وتحب جميع أصحاب رسول الله على مراتبهم ومنازلهم أولًا فأولا، وتترحم على أبي عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان أخي أم حبيبة زوجة رسول الله، خال المؤمنين أجمعين، كاتب الوحي، وتذكر فضائله...إلخ.



وذكر البيهقي في (دلائل النبوة) خبرًا غريبًا، وذكره عنه ابن كثير في (البداية والنهاية) عن الكلبي، وهو شديد الضعف، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في هذه الآية: ]عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً[ قال: كانت المودة التي جعل الله بينهم تزويج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان؛ فصارت أم المؤمنين، وصار معاوية خال المؤمنين، قال البيهقي: كذا في رواية الكلبي([14]).



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والذين أطلقوا على الواحد من أصهار النبي صلى الله عليه وسلم أنه خال المؤمنين، قصدوا بذلك الإطلاق: أن لأحدهم مصاهرة مع النبي صلى الله عليه وسلم، واشتهر ذكرهم لذلك عن معاوية رضي الله عنه، كما اشتهر أنه كاتب الوحي، وقد كتب الوحي غيره، وأنه رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أردف غيره، فهم لا يذكرون ما يذكرون من ذلك لاختصاصه به، بل يذكرون ما له من الاتصال بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما يذكرون في فضائل غيره ما ليس من خصائصه، كقوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: «لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله»([15])، وقوله: «إنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق»([16])، وقوله صلى الله عليه وسلم: «أما ترضى أن تكون بمنى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعده»([17])، فهذه الأمور ليست من خصائص علي لكنها من فضائله ومناقبه التي تعرف بها فضيلته، واشتهر رواية أهل السنة لها؛ ليدفعوا بها قدح من قدح في علي رضي الله عنه وجعلوه كافرًا أو ظالمًا من الخوارج وغيرهم، ومعاوية رضي الله عنه أيضًا لما كان له نصيب من الصحبة والاتصال برسول الله صلى الله عليه وسلم، وصار أقوام يجعلونه كافرًا أو فاسقًا، ويستحلون لعنته، ونحو ذلك احتاج أهل العلم أن يذكروا ما له من الاتصال برسول الله صلى الله عليه وسلم، ليرعى بذلك حق المتصلين برسول الله صلى الله عليه وسلم بحسب درجاتهم، وهذا القدر لو اجتهد فيه الرجل وأخطأ لكان خيرًا ممن اجتهد في بغضهم وأخطأ، فإن باب الإحسان إلى الناس والعفو عنهم مقدم على باب الإساءة والانتقام، كما في الحديث: «ادرؤوا الحدود بالشبهات»([18])، فإن الإمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة» اهـ.([19]).

([1]) وتقدم أن الصحيح أنه في عمرة القضاء سنة سبع من الهجرة.

([2]) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (4/101) بإسناد صحيح.

([3]) الختن بفتح الخاء والتاء هو الصهر. كما في (القاموس).

([4]) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/426) بسند صحيح.

([5]) رواه أحمد في مسنده (18907)، والخلال في السنة (2/432) بإسناد حسن، والحاكم في مستدركه (4747)، والبيهقي في السنن (13778)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وصححه ابن الملقن في البدر المنير وغيره.

([6]) كتاب السنة للحافظ أبي بكر الخلال الحنبلي (654).

([7]) السنة، للخلال (656).

([8]) السنة (657).

([9]) أي يهجرون، حتى يتوبوا من قولهم هذا.

([10]) الحجة في بيان المحجة (1/247).

([11]) هو الشيخ الزاهد أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد اللنباني.

([12]) لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد (ص: 33).

([13]) في كتاب الشرح والإبانة عن أصول الديانة (ص: 128-129)، ط. علي الحلبي. ونقله عنه مستشهدًا به الفقيه ابن حجر الهيتمي الشافعي في كتاب الصواعق المحرقة على أهل الرفض والزندقة.

([14]) دلائل النبوة (1339).

([15]) أخرجه البخاري (4210)، ومسلم (2406).

([16]) أخرجه مسلم (78).

([17]) أخرجه مسلم (2404).

([18]) روي بعدة ألفاظ، وانظر الترمذي (1424)، والدارقطني (3/84)، والحاكم (4/384)، وانظر: تلخيص الحبير (4/160).

([19]) منهاج السنة النبوية (4/370-371).
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

مشكورين
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

موضعك جد رائع
اتحفت به منتدى اللمة الجزائرية
تسلم
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

موضوع في القمة
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

بارك الله فيك اخي
موضوع في القمة
شكرااااا
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

السلام عليكم
جزاك الله خيرا
وجعلك الله من اهل الجنة يارب
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

الفصل السادس في علمه وفقهه



كان معاوية من فقهاء الصحابة وعلمائهم المعدودين، قال الحافظ ابن عساكر: «كان من الكتبة، الحسبة، الفصحة، أسلم قبيل الفتح وقيل عام القضية، وهو ابن ثمان عشرة، عده ابن عباس من الفقهاء، وقال: كان فقيهًا» اهـ([1]).


وقد حدث عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وكتب له الوحي والكتب، وحدث أيضًا عن: أخته أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها، وعن: أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما.


روي له عن النبي صلى الله عليه وسلم مائة حديث وثلاثة وستون حديثًا([2])، روى عنه من الصحابة جرير بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، والنعمان بن بشير، وعبد الله بن الزبير، وابن عباس، ومن التابعين سعيد بن المسيب، وأبو صالح السمان، وأبو إدريس الخولاني، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، وسعيد المقبري، وخالد بن معدان، وهمام بن منبه، وعبد الله بن عامر المقرئ، والقاسم أبو عبد الرحمن، وعمير بن هانئ، وعبادة بن نسي، وسالم بن عبد الله، ومحمد بن سيرين، ووالد عمرو بن شعيب، وخلق سواهم.



وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: قال: «خرج معاوية على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟ قال: آلله ما أجلسنا غيره، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمةً لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثًا مني، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومن به علينا، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: آلله ما أجلسنا إلا ذلك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمةً لكم، ولكنه أتاني جبريل، فأخبرني أن الله عليه السلام[FONT=&quot] يباهي بكم الملائكة»([3]).[/FONT]


وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ما رأيت أحدًا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا – يعني معاوية -([4]).



وعن عمرو بن واقد: حدثنا يونس بن ميسرة: سمعت معاوية يقول على منبر دمشق: تصدقوا، ولا يقل أحدكم، إني مقل، فإن صدقة المقل أفضل من صدقة الغني([5]).


وعن ابن أبي مليكة قال قيل لابن عباس: هل لك في معاوية ما أوتر إلا بواحدة! قال: أصاب، إنه فقيه([6]).


وعن كريب مولى ابن عباس: أنه رأى معاوية صلى العشاء، ثم أوتر بركعة واحدة لم يزد، فأُخبر ابن عباس، فقال: أصاب، أي بني! ليس أحد منا أعلم من معاوية، هي واحدة أو خمس أو سبع، أو أكثر([7]).

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref1[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT]) تاريخ مدينة دمشق (59/60). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref2[FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT]) تاريخ الخلفاء للسيوطي (ص: 172). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref3[FONT=&quot]([FONT=&quot][3][/FONT]) أخرجه مسلم (2701)، والترمذي (3379)، والنسائي (5426). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref4[FONT=&quot]([FONT=&quot][4][/FONT]) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (282، 283). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref5[FONT=&quot]([FONT=&quot][5][/FONT]) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2191)، وابن عساكر في تاريخ دمشق. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref6[FONT=&quot]([FONT=&quot][6][/FONT]) رواه البخاري (3554). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref7[FONT=&quot]([FONT=&quot][7][/FONT]) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4641)، والشافعي في مسنده (386)، ومن طريقه البيهقي في السنن (4988). [/FONT]
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

الفصل السابع كتابته للوحي ومنزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم



من فضل الله عليه أن شرفه بكتابة الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان كاتبًا أمينًا، فعن عبد الله بن عمرو، قال: كان معاوية يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.



وقد ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية([1]) والذهبي([2]) وابن القيم([3]) وابن كثير([4]) وابن حجر وجماعات من العلماء والمؤرخين في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بالغ مبلغ التواتر المعنوي، قال الذهبي وابن حجر: وفي مسند أحمد – وأصله في مسلم – عن ابن عباس قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «ادع لي معاوية» وكان كاتبه([5]).

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref1[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT]) منهاج السنة النبوية (4/371). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref2[FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT]) في سير أعلام النبلاء (3/122-123). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref3[FONT=&quot]([FONT=&quot][3][/FONT]) زاد المعاد في هدي خير العباد (1/117). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref4[FONT=&quot]([FONT=&quot][4][/FONT]) في البداية والنهاية في حوادث سنة 60هـ. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref5[FONT=&quot]([FONT=&quot][5][/FONT]) الإصابة في تمييز الصحابة (10/231). [/FONT]
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

الفصل الثامن فضائله ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له



الأحاديث في فضائل معاوية رضي الله عنه ومناقبه خاصة، وافرة مشهورة بعضها في الصحيحين. قال الحافظ ابن كثير([1]): قال ابن عساكر([2]): وأصح ما رُوي في فضل معاوية حديث أبي حمزة عن ابن عباس أنه كاتب النبي منذ أسلم، أخرجه مسلم في صحيحه، وبعده حديث العرباض: «اللهم علمه الكتاب»([3])، وبعد حديث ابن أبي عميرة: «اللهم اجعله هاديًا مهديًا»([4]).


وقال الحافظ الذهبي([5]): روى جماعة: عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم السماعي، عن العرباض رضي الله عنه: سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان: «هلم إلى الغداء المبارك»، ثم سمعته يقول: «اللهم علم معاوية الكتاب، والحساب، وقه العذاب»([6])، رواه: ابن مهدي، وأسد السنة، وأبو صالح، وبشر بن السري، عنه، وللحديث شاهد قوي، أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني – وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية: «اللهم علمه الكتاب، والحساب، وقه العذاب»([7])، وهو حديث مشهور، له طرق وشواهد كثيرة مرسلة إلى متصلة تقويه، وتثبت أنه ليس فيه تفرد.



ومنها عن جماعة عن أبي هلال، حدثنا جبلة بن عطية، عن مسلمة بن مخلد – أو عن رجل عن مسلمة بن مخلد -، أنه رأى معاوية يأكل فقال لعمرو بن العاص: إن ابن عمك هذا لمخضد، أما إني أقول هذا، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم علمه الكتاب، ومكن له في البلاد وقه العذاب»([8]).


قال الذهبي: وجاء نحوه من مراسيل الزهري، ومراسيل عروة بن رويم، وحريز بن عثمان.



ومنها عن عبد الرحمن بن أبي عميرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لمعاوية: «اللهم اجعله هاديًا، مهديًا واهدِ به»([9]).


ومنها عن شريح بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لمعاوية بن أبي سفيان: «اللهم علمه الكتاب، والحساب، وقه العذاب»([10])، وقال الذهبي: هذا حديث مرسل قوي.



عن عبد الله بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن أبا بكر وعمر [FONT=&quot]رضي الله عنهما في أمرٍ، فقال: «أشيروا» فقالا: الله ورسوله أعلم، فقال صلى الله عليه وسلم: «أشيروا علي» فقالا: الله ورسوله أعلم، فقال: «ادعوا معاوية» فقال أبو بكر وعمر: أما كان في رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلين من رجال قريش ما ينفذون أمرهم حتى يبعث الله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غلام من غلمان قريش، فقال: «ادعوا لي معاوية» فلما وقف بين يديه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحضروا أمركم، وأشهدوه أمركم؛ فإنه قوي أمين»([11]).[/FONT]


وعن جبير بن نفير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير ومعه جماعة، فذكروا الشام، فقال رجل: كيف نستطيع الشام وفيه الروم؟ قال:- ومعاوية في القوم، وبيده عصا – فضرب بها كتف معاوية، وقال: «يكفيكم الله بهذا»، قال الذهبي: «هذا مرسل، قوي، فهذه أحاديث مقاربة» ا.هـ.


وعن أبي إدريس الخولاني قال: لما عزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمير بن سعد عن حمص ولى معاوية، فقال الناس: عزل عميرًا وولى معاوية؟! فقال عمير: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم اهد به»([12]).


ومنها أنه أول من غزا البحر وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قد أوجب فقد أخرج البخاري – رحمه الله – في صحيحه([13]) عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان، قالت: نام النبي صلى الله عليه وسلم يومًا قريبًا مني، ثم استيقظ يبتسم، فقلت: ما أضحكك؟ قال: «أناس من أمتي عرضوا علي، ير**** هذا البحر الأخضر، كالملوك على الأسرة»! قالت: فادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم نام الثانية، ففعل مثلها، فقالت قولها، فأجابها مثلها، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: «أنت من الأولين»، فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازيًا أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين، فنزلوا الشام، فقربت إليها دابة لتركبها، فصرعتها فماتت.



قال ابن حجر معلقًا على رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قوله: «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة...» يشعر بأن ضحكه كان إعجابًا بهم، وفرحًا لما رأى لهم من المنزلة الرفيعة» ا.هـ.


وعن أم حرام بنت ملحان رضي الله عنه قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا». قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: «أنت فيهم»، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر – أي القسطنطينية – مغفور لهم»، فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: «لا»([14]).


ومعنى «أوجبوا»: أي فعلوا فعلًا وجبت لهم به الجنة([15]). قال المهلب بن أحمد بن أبي صفرة الأسدي الأندلسي (ت435هـ) معلقًا على هذا الحديث: في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر([16]).


قلت: ومن المتفق عليه بين المؤرخين أن غزو البحر وفتح جزيرة قبرص كان في سنة (27هـ) في إمارة معاوية رضي الله عنه على الشام، أيام خلافة عثمان رضي الله عنه، وكذلك غزو القسطنطينية كان في منتصف عهده([17]).


قال ابن كثير: «وقد كان يزيد أول من غزى مدينة قسطنطينية في سنة تسع وأربعين في قول يعقوب بن سفيان، وقال خليفة بن خياط: سنة خمسين، ثم حج بالناس في تلك السنة بعد مرجعه من هذه الغزوة من أرض الروم. وقد ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أول جيش يغزو مدينة قيصر مغفور لهم»، وهو الجيش الثاني الذي رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه عند أم حرام فقالت: «ادع الله أن يجعلني منهم»، فقال: «أنت من الأولين»، يعني جيش معاوية حين غزا قبرص ففتحها في سنة سبع وعشرين أيام عثمان بن عفان، وكانت معهم أم حرام فماتت هنالك بقبرص، ثم كان أمير الجيش الثاني ابن يزيد بن معاوية، ولم تُدرك أم حرام جيش يزيد هذا، وهذا من أعظم دلائل النبوة» ا.هـ.


وقال الخلال: وأخبرنا أبو بكرالمروذي، قال: قلت لأبي عبد الله: أيما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز فقال: معاوية أفضل، لسنا نقيس بأصحاب رسول الله أحدًا قال النبي صلى الله عليه وسلم «خير الناس قرني الذي بعثت فيهم»([18]).


وقال الخلال: أخبرني يوسف بن موسى وأحمد بن الحسين بن حسان أن أبا عبد الله قيل له: هل يُقاس بأصحاب رسول الله أحد؟ قال: معاذ الله! قيل: فمعاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز قال: أي لعمري، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني».


وقال سمعت أبا بكر بن صدقة يقول: حدثنا إبراهيم بن سعيد، قال: سمعت أبا أسامة([19]) وذكروا له معاوية رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز، فقال: لا يقاس بأصحاب النبي أحد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني».


وقال الخلال: أخبرني أبو بكر المروذي قال: كتب إلينا علي بن خشرم، قال: سمعت بشر بن الحارث([20]) يقول: سُئل المعافى([21]) وأنا أسمع أو سألته: معاوية أفضل أو عمر بن عبد العزيز، فقال: كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبد العزيز!



قال الخلال: أخبرنا يعقوب بن سفيان، قال ثنا أبو عاصم، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله أي الناس أفضل؟ قال: «أنا ومن معي» قيل: ثم من؟ قال: «الذين على الأثر» قيل: ثم من؟ قال: «الذي على الأثر» ثم رفضهم في الرابعة([22]).


قال الخلال: أخبرني محمد بن يزيد بن سعيد النهرواني، قال: وجدت في كتاب أبي بخطه قال: حدثني الفضل بن جعفر، قال يا أبا عبد الله([23]): أيش تقول في حديث قبيصة، عن عباد السماك، عن سفيان: أئمة العدل خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز! فقال: هذا باطل. يعني ما ادعى على سفيان([24])! ثم قال: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدانيهم أحد، أصحاب رسول الله لا يقاربهم أحد.



قال: وسألت أبا معمر الكرخي([25]) عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبو بكر وعمر وعثمان. قلت: إن عندنا إنسانًا يقول: وعلي وعمر بن عبد العزيز! فقال أبو معمر: ما قال بهذا أحد([26]) ويحك من هذا؟ لم تصحبون مثل هذا! لم يخطئ معاوية؟ أصحاب محمد عليه السلام خير الناس بعد رسول الله، لو جاء من بعدهم بأمثال الجبال من الأعمال لكانوا أفضل منه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه»([27]) ولو أن رجلًا في قلبه على أصحاب محمد لكان كافرًا؛ لأن الله [FONT=&quot]عز وجل يقول: [FONT=&quot]][/FONT]أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ[FONT=&quot][[/FONT] [الفتح: 29] فمن كان في قلبه غيظ فهو كافر([28]). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref1[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT]) في البداية والنهاية (11/410). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref2[FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT]) انظر: تاريخ دمشق، لابن عساكر (59/106). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref3[FONT=&quot]([FONT=&quot][3][/FONT]) سيأتي. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref4[FONT=&quot]([FONT=&quot][4][/FONT]) سيأتي. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref5[FONT=&quot]([FONT=&quot][5][/FONT]) في السير (3/125). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref6[FONT=&quot]([FONT=&quot][6][/FONT]) أخرجه الإمام أحمد في المسند (17152)، وفضائل الصحابة (1748)، والطبراني في المعجم الكبير (18/628)، وصححه ابن خزيمة (1938)، وابن حبان (2278 موارد)، وصححه الألباني في الصحيحة (3227). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref7[FONT=&quot]([FONT=&quot][7][/FONT]) أخرجه البخاري بإسناد صحيح في تاريخه الكبير (5/240)، والطبراني في مسند الشاميين (1/190) والترمذي وحسنه وقال الشيخ الألباني: صحيح كما في السلسلة الصحيحة (1969)، وصحيح سنن الترمذي (3/236). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref8[FONT=&quot]([FONT=&quot][8][/FONT]) أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2/915)، والطبراني في معجمه الكبير (19/439) وغيرهم، ورواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2/913) بسند صحيح عن شُريح بن عُبيد مرسلًا. قال الألباني: وهذا إسناد شامي مرسل صحيح، رجاله ثقات. ورواه الحسن بن عرفة في جزئه (66)، ومن طريقه ابن عساكر (59/79) بسند صحيح عن حريز بن عثمان الرحبي مرسلًا. قال الألباني: «وهذا أيضًا إسناد شامي مرسل صحيح. ورواه ابن عساكر (59/85) بسند صحيح عن يونس بن ميسرة بن حلبس مرسلا» ا.هـ. انظر: السلسلة الصحيحة (3227). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref9[FONT=&quot]([FONT=&quot][9][/FONT]) أخرجه الإمام البخاري بسند صحيح في التاريخ الكبير (5/240)، والطبراني في مسند الشاميين (1/190)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/358). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref10[FONT=&quot]([FONT=&quot][10][/FONT]) أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2/914). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref11[FONT=&quot]([FONT=&quot][11][/FONT]) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1110)، ورواه البزار مختصرًا (2721)، عن عمر بن الخطاب السجستاني، عن نعيم به، وفي نعيم كلام، قال الهيثمي في المجمع (9/356): «فهو حديث منكر». [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref12[FONT=&quot]([FONT=&quot][12][/FONT]) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3/236). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref13[FONT=&quot]([FONT=&quot][13][/FONT]) البخاري مع الفتح (6/22). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref14[FONT=&quot]([FONT=&quot][14][/FONT]) أخرجه البخاري (6/22 فتح). ومسلم (13/57 نووي). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref15[FONT=&quot]([FONT=&quot][15][/FONT]) قاله ابن حجر في الفتح (6/121). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref16[FONT=&quot]([FONT=&quot][16][/FONT]) انظر: الفتح، لابن حجر (6/120). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref17[FONT=&quot]([FONT=&quot][17][/FONT]) انظر: تاريخ الطبري (4/258)، وتاريخ الإسلام، للذهبي، عهد الخلفاء الراشدين (ص: 317). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref18[FONT=&quot]([FONT=&quot][18][/FONT]) أخرجه البخاري (3649) بنحوه. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref19[FONT=&quot]([FONT=&quot][19][/FONT]) حماد بن أسامة من أئمة الحديث وشيوخ الإسلام. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref20[FONT=&quot]([FONT=&quot][20][/FONT]) هو الحافي. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref21[FONT=&quot]([FONT=&quot][21][/FONT]) هو المعافى بن عمران شيخ أهل السنة في الموصل والجزيرة. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref22[FONT=&quot]([FONT=&quot][22][/FONT]) في سنده ضعف وأخرجه الإمام أحمد في المسند (2/297). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref23[FONT=&quot]([FONT=&quot][23][/FONT]) هو أحمد بن حنبل. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref24[FONT=&quot]([FONT=&quot][24][/FONT]) قال الذهبي في ميزان الاعتدال: «عباد السماك عن سفيان الثوري وعنه قبيصة لا يدرى من هو!»، وقال ابن حجر في التقريب: «عباد السماك عن الثوري: مجهول!».[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref25[FONT=&quot]([FONT=&quot][25][/FONT]) قال الذهبي: «الإمام الحافظ الكبير الثبت، أبو معمر، إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهذلي الهروي، ثم البغدادي حدث عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ذكره محمد بن سعد في طبقاته فقال: ثقة ثبت، صاحب سنة وفضل. قال عبيد بن شريك البزار: كان أبو معمر القطيعي من شدة إدلاله بالسنة يقول: لو تكلمت بلغتي لقالت: إنها سنية» ا.هـ. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref26[FONT=&quot]([FONT=&quot][26][/FONT]) يعني تفضيل عمر بن عبد العزيز على معاوية، لم يقل به أحد من علماء السنة. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref27[FONT=&quot]([FONT=&quot][27][/FONT]) أخرجه البخاري (3673) بنحوه. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref28[FONT=&quot]([FONT=&quot][28][/FONT]) السنة، للخلال (666). [/FONT]
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

تنبيه:



قد شاع في بعض الكتب نسبة قول لبعض المحدثين بعدم صحة الحديث في فضائل معاوية، فهذا غير دقيق؛ لأن لعلماء الحديث اصطلاحًا قديمًا في تقسيم الحديث إلى صحيح وضعيف فقط، فالصحيح عندهم هو ما ثبت عدالة رواته وتمام ضبطهم واتصال السند، فلا يدخل فيه إلا قسم الصحيح لذاته عند المتأخرين، وما سوى ذلك يسمونه ضعيفًا باعتبار السند، فيدخل فيه الصحيح لغيره والحسن لذاته والحسن لغيره، فهذه من قسم الضعيف المنجبر بعضها أقوى من بعض، ويدخل فيه الضعيف غير المنجبر([1]).



ولهذا أمثلة كثيرة لأحاديث ضعفها الحفاظ ويعملون بها من باب القبول، ومن هذا الباب قول الإمام البخاري أنه لم يجد في فضائل معاوية شيئًا، فقد أجاب عنها ابن حجر بقوله: إن كان المراد أنه لم يصح منها شيء وفق شرطه – أي شرط البخاري – فأكثر الصحابة كذلك، ولكنه أخرج في صحيحه وتاريخه أحاديث صحيحة في فضائل معاوية رضي الله عنه.



إذا تقرر هذا ففضائل معاوية رضي الله عنه كثيرة مما صح فيه خاصة وما ورد من نصوص في فضل عموم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: [FONT=&quot]]وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ[FONT=&quot][[/FONT] [الحديد: 10].[/FONT]


قال ابن كثير: أي: لا يستوي هذا ومن لم يفعل كفعله، وذلك أن قبل فتح مكة كان الحال شديدًا، فلم يكن يؤمن حينئذ إلا الصديقون، وأما بعد الفتح فإنه قد ظهر الإسلام ظهورًا عظيمًا، ودخل الناس في دين الله أفواجًا؛ ولهذا قال: [FONT=&quot]]أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى[FONT=&quot][[/FONT] والجمهور على أن المراد بالفتح هاهنا فتح مكة، وعن الشعبي وغيره أن المراد بالفتح هاهنا: صلح الحديبية، وقوله: [FONT=&quot]][/FONT]وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى[FONT=&quot][[/FONT] يعني المنفقين قبل الفتح وبعده، كلهم لهم ثواب على ما عملوا، وإن كان بينهم تفاوت في تفاضل الجزاء، كما قال: [FONT=&quot]][/FONT]لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلًا وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا[FONT=&quot][[/FONT] [النساء: 95]. وإنما نبه بهذا لئلا يهدر جانب الآخر بمدح الأول دون الآخر، فيتوهم متوهم ذمه؛ فلهذا عطف بمدح الآخر والثناء عليه، مع تفضيل الأول عليه؛ ولهذا قال: [FONT=&quot]][/FONT]وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ[FONT=&quot][[/FONT] أي: فلخبرته فاوت بين ثواب من أنفق من قبل الفتح وقاتل، ومن فعل ذلك بعد ذلك، وما ذلك إلا لعلمه بقصد الأول وإخلاصه التام، وإنفاقه في حال الجهد والقلة والضيق، وفي الحديث: «سبق درهم مائة ألف»([2]) ولا شك عند أهل الإيمان أن الصديق أبا بكر، رضي الله عنه، له الحظ الأوفر من هذه الآية، فإنه سيد من عمل بها من سائر أمم الأنبياء، فإنه أنفق ماله كله ابتغاء وجه الله تعالى[FONT=&quot][/FONT]، ولم يكن لأحد عنده نعمة يجزيه بها. اهـ.[/FONT]


قال القرطبي: «قوله تعالى: [FONT=&quot]]وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى[FONT=&quot][[/FONT] أي المتقدمون المتناهون السابقة، والمتأخرون اللاحقون، وعدهم الله جميعًا الجنة مع تفاوت الدرجات» ا.هـ.[/FONT]


وقال الطاهر بن عاشور: «وقوله: [FONT=&quot]]وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى[FONT=&quot][[/FONT] احتراس من أن يتوهم متوهم أن اسم التفضيل مسلوب المفاضلة للمبالغة مثل ما في قول: [FONT=&quot]][/FONT]قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ[FONT=&quot][[/FONT] [يوسف: 33]، أي حبيب إلي دون ما يدعونني إليه من المعصية، وعبر بالحسنى لبيان أن الدرجة هي درجة الحسنى ليكون للاحتراس معنى زائد على التأكيد وهو ما فيه من البيان» ا.هـ.[/FONT]


وقال تعالى: [FONT=&quot]]وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ {74} وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[FONT=&quot][[/FONT] [الأنفال: 74-75]. وقال تعالى[FONT=&quot][/FONT]: [FONT=&quot]][/FONT]لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {88} أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[FONT=&quot][[/FONT] [التوبة: 88-89].[/FONT]


قال الإمام الطحاوي في (عقيدة أهل السنة والجماعة): «ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان» ا.هـ.


قال شارحها الشيخ علي بن أبي العز الحنفي رحمه الله([3]): «يشير الشيخ – رحمه الله – إلى الرد على الروافض والنواصب، وقد أثنى الله تعالى على الصحابة هو ورسوله، ورضي عنهم، ووعدهم الحسنى، كما قال تعالى: [FONT=&quot]]وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[FONT=&quot][[/FONT] [التوبة: 100]. وقال تعالى: [FONT=&quot]][/FONT]مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا[FONT=&quot][[/FONT] [الفتح: 29]، إلى آخر السورة، وقال تعالى: [FONT=&quot]][/FONT]لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ[FONT=&quot][[/FONT] [الفتح: 18]. وقال تعالى: [FONT=&quot]][/FONT]إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ[FONT=&quot][[/FONT] [الأنفال: 72]، إلى آخر السورة. وقال تعالى [FONT=&quot]][/FONT]لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ[FONT=&quot][[/FONT] [الحديد: 10]، وقال تعالى: [FONT=&quot]][/FONT]لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {8} وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {9}‏ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ[FONT=&quot][[/FONT] [الحشر: 8-10]، وهذه الآيات تتضمن الثناء على المهاجرين والأنصار، وعلى الذين جاءوا من بعدهم، يستغفرون لهم، ويسألون الله أن لا يجعل في قلوبهم غلا لهم، وتتضمن أن هؤلاء هم المستحقون للفيء، فمن كان في قلبه غل للذين آمنوا ولم يستغفر لهم لا يستحق في الفيء نصيبًا، بنص القرآن، وفي الصحيحين([4]) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء، فسبه خالد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أحدًا من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحدٍ ذهبًا، ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه»، انفرد مسلم بذكر سب خالد لعبد الرحمن، دون البخاري، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول لخالد ونحوه: «لا تسبوا أصحابي»، يعني عبد الرحمن وأمثاله، لأن عبد الرحمن ونحوه هم السابقون الأولون، وهم الذين أسلموا من قبل الفتح وقاتلوا، وهم أهل بيعة الرضوان، فهم أفضل وأخص بصحبته ممن أسلم بعد بيعة الرضوان، وهم الذين أسلموا بعد الحديبية، وبعد مصالحة النبي صلى الله عليه وسلم أهل مكة، ومنهم خالد ابن الوليد، وهؤلاء أسبق ممن تأخر إسلامهم إلى فتح مكة، وسموا الطلقاء، منهم أبو سفيان وابناه يزيد ومعاوية، والمقصود أنه نهى من له صحبة آخرًا أن يسب من له صحبة أولًا، لامتيازهم عنهم من الصحبة بما لا يمكن أن يشركوهم فيه، حتى لو أنفق أحدهم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه، فإذا كان هذا حال الذين أسلموا بعد الحديبية، وإن كان قبل فتح مكة فكيف حال من ليس من الصحابة بحال من الصحابة؟! رضي الله عنهم أجمعين.
[/FONT]


والسابقون الأولون – من المهاجرين والأنصار – هم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، وأهل بيعة الرضوان كلهم منهم، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة، وفي صحيح مسلم عن جابر، قال: قيل لعائشة رضي الله عنها: إن ناسًا يتناولون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أبا بكر وعمر! فقالت: وما تعجبون من هذا! انقطع عنهم العمل، فأحب الله أن لا يقطع عنهم الأجر، وروى ابن بطة بإسناد صحيح، عن ابن عباس، أنه قال: لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فلمقام أحدهم ساعة يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم، خير من عمل أحدكم أربعين سنة، وفي رواية وكيع: خير من عبادة أحدكم عمره، وفي الصحيحين من حديث عمران بن حصين وغيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»([5]).قال عمران: فلا أدري: أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة، الحديث، وقد ثبت في صحيح مسلم عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة»([6])، وقال تعالى: [FONT=&quot]]لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ[FONT=&quot][[/FONT] [التوبة: 117] الآيات، ولقد صدق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في وصفهم، حيث قال: إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رأوه سيئًا فهو عند الله سيء، وفي رواية: وقد رأى أصحاب محمد جميعًا أن يستخلفوا أبا بكر فمن أضل ممن يكون في قلبه غل على خيار المؤمنين، وسادات أولياء الله تعالى بعد النبيين؟ بل قد فضلهم اليهود والنصارى بخصلة، قيل لليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وقيل للنصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب عيسى، وقيل للرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد!! لم يستثنوا منهم إلا القليل، وفيمن سبوهم من هو خير ممن استثنوهم بأضعاف مضاعفة.
[/FONT]


وقوله: «ولا نفرط في حب أحد منهم»، أي لا نتجاوز الحد في حب أحد منهم، كما تفعل الشيعة، فنكون من المعتدين، قال تعالى: [FONT=&quot]]يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ[FONT=&quot][[/FONT] [النساء: 171].[/FONT]


وقوله: «ولا نتبرأ من أحد منهم»، كما فعلت الرافضة! فعندهم لا ولاء إلا ببراء، أي لا يتولى أهل البيت حتى يتبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما[FONT=&quot]!! وأهل السنة يوالونهم كلهم، وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها، بالعدل والإنصاف، لا بالهوى والتعصب، فإن ذلك كله من البغي الذي هو مجاوزة الحد، كما قال تعالى: [FONT=&quot]][/FONT]فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ[FONT=&quot][[/FONT] [الجاثية: 17]، وهذا معنى قول من قال من السلف: الشهادة بدعة، والبراءة بدعة، يُروى ذلك عن جماعة من السلف، من الصحابة والتابعين، منهم: أبو سعيد الخدري، والحسن البصري، وإبراهيم النخعي، والضحاك، وغيرهم، ومعنى الشهادة: أن يشهد على معين من المسلمين أنه من أهل النار، أو أنه كافر، بدون العلم بما ختم الله له به.
[/FONT]


وقوله: وحبهم دين وإيمان وإحسان؛ لأنه امتثال لأمر الله فيما تقدم من النصوص، وروى الترمذي عن عبد الله بن مغفل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضًا بعدي([7]فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تعالى، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه»([8]) ا.هـ.

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref1[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT]) قال الحافظ ابن القيم – في كتاب إعلام الموقعين (1/31) في سياق ذكر أصول الإمام أحد التي بنى عليها مذهبه -: «الأصل الرابع: الأخذ بالمرسل والحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه وهو الذي رجحه على القياس، وليس المراد بالضعيف عنده الباطل ولا المنكر ولا ما في روايته تهم بحيث لا يسوغ الذهاب إليه، والعمل به؛ بل الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح وقسم من أقسام الحسن، ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، بل إلى صحيح وضعيف، وللضعيف عنده مراتب، فإذا لم يجد في الباب أثرًا يدفعه ولا قول صاحب ولا إجماعًا على خلافه كان العمل به عنده أولى من القياس، وليس أحد من الأئمة إلا وهو موافقة على هذا الأصل من حيث الجملة فإنه ما منهم أحد إلا وقد قدم الحديث الضعيف على القياس» ا.هـ.[/FONT]
[FONT=&quot]وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (18/23 و25): «وأما قسمة الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف فهذا أول من عرف أنه قسمه هذه القسمة أبو عيسى الترمذي، ولم تعرف هذه القسمة عن أحدٍ قبله، وقد بين أبو عيسى مراده بذلك. فذكر: أن الحسن قد تعددت طرقه ولم يكن فيهم متهم بالكذب ولم يكن شاذًا وهو دون الصحيح الذي عرفت عدالة ناقليه وضبطهم... وأما من قبل الترمذي من العلماء فما عرف عنهم هذا التقسيم الثلاثي لكن كانوا يقسمونه إلى صحيح وضعيف، والضعيف عندهم نوعان: ضعيف ضعفًا لا يمتنع العمل به وهو يشبه الحسن في اصطلاح الترمذي. وضعيف ضعفًا يوجب تركه وهو الواهي وهذا بمنزلة مرض المريض قد يكون قاطعًا بصاحبه فيجعل التبرع من الثلث، وقد لا يكون قاطعًا بصاحبه وهذا موجود في كلام الإمام أحمد وغيره؛ ولهذا يقولون: هذا فيه لين، فيه ضعف، وهذا عندهم موجود في الحديث» ا.هـ.[/FONT]
[FONT=&quot]وقال العلامة التعانوي في كتابه قواعد في علوم الحديث (ص: 99-100): «قال الحافظ ابن تيمية: إثبات الحسن اصطلاح الترمذي وغير الترمذي من أهل الحديث ليس عندهم إلا صحيح وضعيف، والضعيف عندهم ما انحط عن درجة الصحيح، ثم قد يكون متروكًا وهو أن يكون متهمًا بالكذب أو كثير الغلط، وقد يكون حسنًا بأن لا يتهم بالكذب، وهذا معنى قول أحمد: والعمل بالضعيف أولى من القياس» ا.هـ.[/FONT]
[FONT=&quot]فالمشهور أن أول من عرف الحديث الحسن وشهره هو الإمام أبو عيسى الترمذي – رحمه الله – وتعريفه له ينطبق على الحسن لغيره، قال رحمه الله في العلل الصغير له الذي ختم به جامعه: «وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث حسن فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا، كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذًا، وُيروى من غير وجه» ا.هـ. انظر: العلل في آخر جامع الترمذي (5/758). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref2[FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT]) رواه النسائي في السنن (2528)، وصححه ابن خزيمة (2443)، وابن حبان (838 موارد)، والحاكم (1519) من حديث أبي هريرة. وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ا.هـ.[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref3[FONT=&quot]([FONT=&quot][3][/FONT]) شرح الطحاوية (1/467). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref4[FONT=&quot]([FONT=&quot][4][/FONT]) أخرجه البخاري (3673)، ومسلم (2540). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref5[FONT=&quot]([FONT=&quot][5][/FONT]) أخرجه البخاري (6429)، ومسلم (2533). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref6[FONT=&quot]([FONT=&quot][6][/FONT]) ينظر البخاري (4155)، ومسلم (1857). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref7[FONT=&quot]([FONT=&quot][7][/FONT]) الغرض: الهدف، أي: لا تجعلوهم هدفًا ومرمى ترمونهم بأقوالكم وطعنكم وسبابكم. [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref8[FONT=&quot]([FONT=&quot][8][/FONT]) أخرجه أحمد في المسند (20549) وفي فضائل الصحابة (3)، والترمذي (3862)، وابن أبي عاصم في السنة (992)، والروياني في مسنده (882) والبيهقي في الاعتقاد (ص: 207)، والبغوي في شرح السنة (3860)، وصححه ابن حبان (7256)، وحسنه الترمذي، وضعفه غيرهما. [/FONT]
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

الفصل التاسع: صلاحه وإصلاحاته ورأفته بالرعية



عن قيس بن أبي حازم قال: أخرج معاوية ذراعيه كأنهما عسيبا نخل، فقال: ما الدنيا إلا ما رأينا وجربنا، والله لوددت أني لا أغبر فيكم إلا ثلاث حتى ألحق بالله – تعالى -! قالوا: يا أمير المؤمنين إلى رحمة الله – تعالى – ورضانه، وإلى ما شاء، قد علم الله تعالى إني لم آلو، وما أراد الله – تعالى – أن يغير غيره([1]).


وعن المسور بن مخرمة قال قال معاوية رضي الله عنه: «ما كنت لأخير ما بين الله تعالى وبين ما سواه إلا اخترت الله [FONT=&quot]سبحانه وتعالى على ما سواه»([2]).
[/FONT]


وعن ابن أبي حملة، عن أبيه، قال: رأيت معاوية على المنبر، وعليه قباء مرقوع([3]).


وعن أبي هريرة المكتب حباب، قال: كنا عند الأعمش فذكروا عمر بن عبد العزيز وعدله، فقال الأعمش: فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: يا أبا محمد يعني في حلمه، قال: لا والله، ألا بل في عدله([4]).


وعن قتادة، قال: لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم هذا المهدي([5]).



وعن أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق: ما رأيت بعده مثله – يعني معاوية -([6]).

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref1[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT]) رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/422). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref2[FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT]) رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/423). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref3[FONT=&quot]([FONT=&quot][3][/FONT]) الآحاد والمثاني (1/423). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref4[FONT=&quot]([FONT=&quot][4][/FONT]) السنة، للخلال (667). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref5[FONT=&quot]([FONT=&quot][5][/FONT]) السنة، للخلال (668، 669). [/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1908407#_ftnref6[FONT=&quot]([FONT=&quot][6][/FONT]) السنة، للخلال (670). [/FONT]
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

رضي الله عنه
شكرا ليك ع الموضوع القيم
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

شكرا لك اخي بارك الله فيك و جزاك الجنة
 
رد: أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مناقبه وخلافته

جزاك الله كل خير علي موضوع
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top