وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بكِ سرسورة ربي يفرحم حبيبتي دنيا وآخرة
ويهنيك، مروركِ أسعدني حقاً
وكلماتكم هي لي تخليني نبدع هذا إذا كانت كتاباتي المتواضعة ابداع
ربي يحفظك يا غالية واكيد وجودك يشرفني
اصبرو علي شوي برك خاطر تفاصاتلي القصة وراني نعاود فيها
وان شاء الله نكون في المستوى
تحياتي القلبية لكِ جميلتي :regards01:
مرّ الأسبوع مسرعاً وهادئاً كعادته، حيث تقوم فيه الزوجة بالاعتناء بزوجها طول الوقت .. فتشاركه تناول الطعام وتبادله الأحاديث الشيقة كلّ مساء بينما تخرج في الصباح لشراء ما تحتاجه من مأكولات وأدوية بتلك القطع النقدية القليلة التي تجنيها لقاء تدريس الأطفال، كان يمكنها الاتصال بإخوتها علّهم يساعدونها على الاقل في حمل كل تلك المشتريات التي يعجز الشاب عن حملها ولكنها دائما تعطيهم أعذاراً وتفكرّ في أن لكل واحد منهم مشاكله الخاصة ومسؤولياته فتأبى إزعاجهم ،، وهكذا أتى يوم الجمعة مسرعاً ليجتمع الاطفالُ من جديد في بيت الزوجين لتلقّي الدروس .. وفي نهاية الحصة يغادر الجميع ليبقى ذلك الطفل الصغير كعادته وحيدا ينتظر قدوم والدته،، اقتربت منه الزوجة في هدوء وجلست بجانبه وهي تمرر اصابعها على شعره الناعم بحنان ثم قالت{ ستصلُ أمّك بعد قليل يا صغيري لذلك لا تقلق }، حرّك الطفل رأسه موافقاً دون أن يضيف كلمة، وفجأة ارتفع رنين جرس الباب .. ابتسمت الزوجة وقالت وهي تغادر الغرفة {ها قد أتت والدتك} ثم ذهبت مباشرة لفتح الباب فوجدت تلك السيدة كعادتها تقف عند الباب تلتقط أنفاسها بصعوبة والتعب الشديد ظاهر على واجهها وقبل أن تقول أية كلمة قاطعتها الزوجة قائلة {هذه المرّة عليكِ الدخول لبعض الوقت لأخذ قسطٍ من الراحة .. وليس لكِ الحق في الاعتراض .. وإلا سأشعر حقّاً بالسوء هذه المرة} ابتسمت السيدة للحظة وقد أدركت أنه لا مجال للهروب من دعوة الزوجة هذه المرة ثم قالت {حسنا .. لابأس .. سأبقى لبعض الوقت بما أنكِ تصرين على ذلك} ثم دخلت برفقة صاحبة البيت وجلست في غرفة الاستقبال بينما ذهبت الزوجة لتحضير القهوة.
جلست السيدتان ترتشفان فنجانين من القهوة على مهل وتتبادلان الأحاديث الشيقة، وبعد سؤال سريع عن الأحوال باشرت السيدة كلامها قائلة {بصراحة لقد تحسن مستوى ابني كثيراً في الآونة الأخيرة .. وتحسنت علاماته .. وهذا كله بفضلكِ}، ابتسمت الزوجة وهي تلقي بنظرها على الصغير الذي يجلس بهدوء وهو يتناول الكعك ثم قالت {لا داعي لشكري فهذا من فضل الله .. كما أنني أقوم بواجبي اتجاه هؤلاء الصغار فقط .. وكل ما يهمني هو نجاحهم وكسب ثقتكم}، بادلتها السيدة الابتسامة ثم خيم الصمت فجأة على المكان لبعض الوقت، واصلت الزوجة مد جسور التواصل بينها وبين تلك السيدة وقالت في استغراب {بصراحة هناك سؤال دائما ما يشغل تفكيري .. ولكنني كنتُ دائما أخشى من أن يسبب لكِ الإزعاج .. بصراحة .. لماذا تأتين دائماً متأخرة لاصطحاب ابنك؟ .. هل تواجهين بعض المشاكل؟؟ .. يمكنكِ اخباري بذلك ربما يمكنني مساعدتكِ .. هذا إن اردتِ طبعاً}، تنهدت السيدة للحظة وهي تضع فنجان القهوة جانباً وبعد مدة من التفكير الممتزج بالشرود أجابت {بصراحة والدتي مريضة وهي طريحة الفراش تكتفي بتحريك عينيها فقط فقد أصاب الشلل كل جسدها .. وأنا الابنة الوحيدة بين شابين .. أحدهما غادر البلد منذ ثلاث سنوات ولم يعد والاصغر لا يزال برفقتها ويعتني بها طول الوقت .. وفي أيام الأسبوع اذهب للاعتناء بها وتنظيف البيت وإعداد الطعام لها ولأخي .. أما في الجمعة فأخي لا يعود من العمل إلا بعد منتصف النهار فاضطر للبقاء معها ريثما يعود .. فلا يمكنني تركها بمفردها ولذلك أتأخر في القدوم لاصطحاب ابني .. في الحقيقة أنا شاكرة لكِ كثيراً على تعاونكِ وعلى اعتنائكِ به بينما أكون غائبة}، أجابت الزوجة وقد ظهر على وجهها التأثر بكلامِ السيدة { لا داعي لشكري .. ومن اليوم فصاعداً يمكن لإبنك البقاء معنا متى ما شاء ريثما تنهين أعمالك وتأتين لاصطحابه .. لذلك لا تقلقي .. ففي النهاية أنا أدرك تماما كم هُو متعب الاعتناء بشخص مريض} رمقتها السيدة بنظرات حيرة واستغراب ثم قالت {هل والدتكِ مريضة؟ .. وتقومين بالاعتناء بها؟}، شردت الزوجة لبعض الوقت وقد مر بين عينيها سربٌ من الذكريات الأليمة ثم أجابت بصوت حزين {لا .. والدتي ووالدي توفيا في حادث سير لما كنت في الثامنة عشرة من العمر .. خبر وفاتهما كان أصعب ربما من الاعتناء بشخص مريض .. فقد تركا حرقة في قلبي بالإضافة لمسؤولية الاعتناء بإخوتي الأصغر مني سناً .. وأن توفري الأكل والملبس وظروف الدراسة المناسبة لثلاثة شباب ليس بالأمر السهل} رفعت الزوجة يدها ومسحت بعض الدموع التي لمع بريقها في عينيها ثم واصلت حديثها {أما بالإجابة عن سؤالك .. فأنا أعتني بزوجي المريض}، أجابتها السيدة بسرعة وقد اعتلت الدهشة وجهها {زوجك لا يزال على قيد الحياة؟؟ .. صراحة منذ بدايتك تدريس ابني لم ألمح زوجكِ ولو لمرة ولذلك ظننته ميتا}، واصلت الزوجة حديثها قائلة {صحيح .. فقد أصيب بمرض جلدي نادرٍ قبل 7 سنوات تقريبا جعله يبقى طريح الفراش .. كل ما يمكنه فعله هو رفع تلك اليد المرتعشة لتغيير القنوات بجهاز التحكم .. ولذلك أعمل بدلاً منه واقوم بتدريس الأطفال .. علّني اشتري بعض المأكولات المغذية له والقليل من الادوية المسكنة}، لم تجب السيدة بكلمة ووضعت يدها على وجنتها في منظر يوحي بالتفكير العميق وأخذت تتمتم بصوت خافت {مرض جلدي نادر يفقد الحركة .. مرض جلدي يفـ ...} ثم ارتفع صوتها وهي تقول {صحيح .. لقد تذكرت .. لقد أصيب ابن عمتي قبل اربع سنوات بمرض جلدي نادرٍ أفقده الحركة وبالرغم من أدوية الأطباء فهو لم يشفى من ذلك المرض .. ولكن شقيقه الاصغر لم يستسلم بل ظل يحاول البحث عن حل يُشفي شقيقه وفي النهاية وبعد بحث طويل في شبكة الأنترنت اكتشف دواءاً نادراً يباع في أحد الصيدليات بباريس يمكنه أن يساعد أخاه في الشفاء .. وقد ذهب بعد ذلك لفرنسا باحثاً عن الدواء وأحضره لأخيه وفي النهاية وبفضل الله قد شفي .. هذا ما سمعته من عمتي .. كما أن ابنها في صحة جيدة وعاد للمشي من جديد وتزوج وأنجب طفلة .. في الحقيقة أظن أن مرضه يشبه مرض زوجك}، اعتلت الدهشة وجه الزوجة بعدما سمعته ثم قالت بصوت مرتجف {هل أنتِ متأكدة؟ .. هل هنالك أمل في عودة زوجي للمشي؟ .. هل هنالك أمل في شفائه؟}، ردت عليها قائلة {لست متأكدة إن كان نفس المرض .. ولكن ما رأيك أن تعطيني أوراقه الطبية وسأريها لقريبي وهو سيخبرني بكل التفاصيل .. بالإضافة إلى رقم هاتفك حتى أخبرك بكل جديد} خرجت الزوجة مسرعة من مكانها دون أن تجيب بكلمة ثم عادت وبرفقتها أوراق زوجها الطبية .. أخذت تكتب في ارتباك على ورقة صغيرة رقم هاتفها ثم قدمتها برفقة الأوراق للسيدة بيدين مرتعشتين وهي تقول {أنا اعتمد عليك .. فأملي فيك كبير بعد الله سبحانه وتعالى .. أرجو منكِ أن تعلميني بكل جديد}، خبأت السيدة الأوراق بعناية في حقيبتها ثم قامت من مكانها وهي تقول {لا عليكِ سأحاول اعلامكِ بكل جديد .. أما الآن فاعذريني علي الذهاب .. شكراً جزيلاً لاستضافتي لقد سررتُ جدا بالحديث معكِ .. وأتمنى الشفاء العاجل لزوجك} ثم نادت ابنها وودعت الزوجة وغادرت البيت.
أغلقت الزوجة الباب في هدوء ثم وقفت عنده للحظة بجسم متصلب وقد فقدت الإحساس بكل ما يحيط بها .. كانت تستمع فقط لدقات قلبها المتسارعة .. رفعت يدها المرتعشة لتتحسس وجهها فلامست أناملها دموعاً متمردة قد بللت وجنتيها أغمضت عينيها قليلاً وهي تحاور نفسها {هل يمكن أن يشفى ويعود لطبيعته؟ .. هل حقاً هنالك أمل حقا؟ .. يا الله ربما تكون هذه إشارة منك} مسحت عينيها بأطراف اصابعها ثم أرسلت ابتسامة جميلة وذهبت مسرعة لغرفة زوجها لتبشره بما سمعت، وما أن اقتربت من غرفته حتى لمحته يلقي بجسده المتصلب ويحاول التقاط جهاز التحكم الذي سقط منه أرضا، دخلت الغرفة في هدوء والتقطت جهاز التحكم ووضعته جانباً ثم ساعدته على الجلوس ورتبت غطاء سريره ثم جلست بجانبه وابتسامة جميلة على وجهها، استغرب زوجها هذه الابتسامة فسألها {ما سرّ هذه الابتسامة على وجهك؟ تبدين سعيدة}، فردت عليه {أجل .. أنا سعيدة اليوم .. في الحقيقة أنا ....}، توقفت للحظة وقد تبادرت فكرة سريعة لرأسها أفقدتها تلك الابتسامة المشرقة {إنه يشعر بالضعف لعدم قدرته على التحكم في جسده وإذا أخبرته بأنه هنالك أمل وقد يشفى .. فستتغير نظرته السلبية للحياة وتزداد ثقته بنفسه .. ولكن ماذا لو كان ليس نفس المرض الذي أصيب به قريب تلك السيدة؟ .. عندها سيصاب بخيبة أمل وسيفقد الامل مدى الحياة .. وسأسبب له حزناً مضاعفاً .. هل من الأفضل أن لا أخبره حتى أتأكد؟؟}، {ما بكِ أراكِ شاردة؟} استفاقت فجأة من شرودها بسبب كلام زوجها ثم ارسلت ابتسامة وقالت {لا شيء .. لقد كنت أفكر فقط في كلام السيدة التي غادرت قبل قليل .. لقد شكرتني لأن ابنها قد تحسن مستواه الدراسي}، ارسل الزوج ابتسامة وقال {جميل .. ها قد بدأت ثمار تعبك تظهر .. ولم يذهب جهدك عبثاً .. والآن ألن تجهزي لي طبق الغذاء الشهي الذي تعدينه دائما؟؟ .. عصافير بطني تزقزق من الجوع}، ابتسمت الزوجة وقامت من مكانها وهي تقول{ دقائق فقط ويكون طبق الطعام جاهزاً} ثم ذهبت مسرعاً للمطبخ لتجهيز الغذاء. يتبع...
بقلمي:لؤلؤة قسنطينة
ملاحظة: تلبية لطلبات المتابعين هذه القصة ستحوي أكثر من 3 أجزاء
ان شاء الله هاد الجزء يكون في المستوى ^^
وكالعادة انتقاداتكم تهمني
الجزء مشوق جداً جعلتي قلبي يذووب من الشوق لإكمال هذه القصة المميزة
بارك الله فيكِ عزيزتي واعذريني على الإلحاح عليكِ، صدقيني احببت طريقتك في الكتابة
وهذه المرة الاولى التي اتابع فيها قصة عبر النت، بوركتِ حبيبتي
تابعي تابعي عسى ربي يجزيكِ الجنة
أسأل الله ان تصبحي كاتبة مشهورة يا غالية
بالتوفيق حبيبتي
الجزء مشوق جداً جعلتي قلبي يذووب من الشوق لإكمال هذه القصة المميزة
بارك الله فيكِ عزيزتي واعذريني على الإلحاح عليكِ، صدقيني احببت طريقتك في الكتابة
وهذه المرة الاولى التي اتابع فيها قصة عبر النت، بوركتِ حبيبتي
تابعي تابعي عسى ربي يجزيكِ الجنة
أسأل الله ان تصبحي كاتبة مشهورة يا غالية
بالتوفيق حبيبتي
يا حبيبتي الغالية ربي يحفظك على هاد الكلمات الراقية
يشرفني ويفرحني أنو ختي العزيزة سكون تكون متابعة ليا ولكتاباتي المتواضعة
ان شاء الله تكون في المستوى فقط، والنهاية رايحة تكون حزينة شوي هههه كيما باقي التذاكر
لي سبقو، لأنو الهدف من هاد السلسلة هو إيصال فكرة وعبرة أكثر من ايصال نهاية سعيدة
متوقعة لدى الجميع
ان شاء الله خلال الايام لي تكوني غايبة فيهم رايحة نحاول نكمل القصة كاملة
باه لما ترجعي تلقاي القصة كلها جاهزة بإذن الله
ربي يحفظك حبيبتي ويهنيك ويفرحك دنيا وآخرة
تحياتي القلبية لكِ :love01:
جلست الزوجة في غرفة الاستقبال في قلق واضطراب تعدّ الدقائق والساعات التي بدت من طُول الانتظار كأعوامٍ لا نهاية لها .. ظلت تراقب عقرب الساعة الكبير الذي بدى كسولاً على غير عادته ومع كلّ حركة له تتعجّب من تأخر السيدة في الاتصال بها {هل اكتشفت أن مرض زوجي مختلف عن مرض قريبها ولم تشأ إخباري حتى لا تُفقدني الأمل؟ .. أم أنها نسيت أمري تماما؟ .. والدتها مريضة وعليها مسؤوليات كبيرة بما فيها بيتها وبيت أهلها .. لا أظن أنها ستتذكرني} انصاعت الزوجة لتلك الهواجس التي كادت تفتك بذهنها المتعب فأخذت تتجول في الغرفة ذهاباً وإياباً في توتر وهي تحمل ذلك الهاتف الصغير الذي كان هدية من أخيها ليكون أداة تواصل بينه وبينها وليطمئن على حالها .. ولكن ما من متّصل، أعادت التأكد من آخر الاتصالات السابقة لربّما لم تنتبه لاتصالها بينما كانت مشغولة في المطبخ ولكن ما من جديد، تنهدت في يأس شديد وهي تضع الهاتف على الطاولة بعدما غزت الخيبة تفكيرها، وفجأة ارتفع رنين الهاتف برقم غريب ليس من الأرقام المحفوظة عليه، رفعته بلهفة وأجابت بسرعة دون التأكد من هوية المتصل كعادتها .. وبعد سماع ذلك الصوت المألوف عاد الاطمئنان لقلبها فقد كان المتصل هو الشخص المنتظر.
كانت الزوجة تستمع لكلام السيدة في توتّر شديد فكل ما كانت تنتظره هو نهاية هذا الاتصال .. وهل سيُختم بأمل جديد في حياتها أم بصفعة يأس تنسيها ذاك الأمل الجميل، ظلت شاردة بينما كانت السيدة تسأل عن الأحوال وتعتذر عن تأخرها في الاتصال ثم قطعت شرودها بتلك الكلمة المفتاحية "ابشرك"، استيقظت جميع حواس الزوجة على هذه الكلمة وهي تترقب ما يليها، فواصلت السيدة حديثها {لقد اتصلت بقريبي واخبرته عن مرض زوجك .. وبعدما ذكرت له اسم المرض أخبرني أنه نفس المرض الذي أصاب أخاه .. وبعد حديث طويل بيني وبينه أظن أنه يمكنني مساعدتك .. على كل حال هذا الكلام لا يقال على الهاتف .. هل أزوركِ غداً؟ .. إن لم يكن لديكِ مانع طبعاً}، ظلت الزوجة ساكتة لبعض الوقت وقد تصلب كل جسدها من شدة الصدمة .. هل ستتمكن من مساعدة زوجها وإخراجه من تلك الغرفة المغلقة؟ .. هل سيتمكن من المشي مجددا وتعود حياتهما كما كانت في السابق؟ .. تدحرجت حبات الدمع على خدها من شدّة الفرح ومن جمال الأحلام التي تسربت لذهنها في لحظة {آلو .. هل تسمعينني؟؟} استفاقت الزوجة من شرودها ومسحت دموعها بظهر كفها وقالت بصوت مرتبك {أجل اسمعك .. كما يمكنكِ القدوم غداً .. مرحباً بكِ في أي وقت} فردت السيدة {حسنا غدا صباحا سآتي لزيارتك .. تصبحين على خيرا} {إن شاء الله .. تصبحين على خير .. في أمان الله} انقطع الصوت من الهاتف وساد الصمت المكان، غرقت الزوجة في شرودها للحظة ثم ختمت افكارها بابتسامة .. فقد عاد ذلك الأمل من جديد ليزور قلبها .. ذلك الأمل الذي ذبُل بسبب قسوة الأيام، فكرت كثيراً في اخبار زوجها واسعاده بهذا الخبر ولكن ليس الآن .. بعد أن تقابل السيدة غدا ستخبره بكل شيء.
مرّت تلك الليلة على الزوجة أطول من تلك الدقائق التي استمرت في عدها في المساء، فهي تنتظر بلهفة ما ستخبرها به تلك السيدة غدا وهل فعلاً ستتمكن من مساعدة زوجها بعد سبع سنوات من العجز والمعاناة؟ .. أحست بألم يسري في قدميها ماراً بجميع أطراف جسدها .. تنهدت للحظة وهي تدلّك قدميها وقد تذكرت تلك المشتريات الثقيلة التي حملتها طيلة الأسبوع .. أكيد ستخلّف لها هذا الألم الشديد، وبعد ذلك التدليك المستمر توقّف الألم واستسلمت الزوجة للنوم.
مع إشراق شمس يومٍ جديد باشرت الزوجة أعمالها في حماسٍ شديد، أعدت غرفة الاستقبال وأحسنت ترتيبها لاستقبال ضيفتها وجهزت الحليب لزوجها وساعدته على تناوله ثم باشرت في اعداد الغداء، حماسها الزائد كان مثيراً للريبة مما اثار فضول واستفهامات زوجها ولكنها اوهمته بأنها تنتظر استقبال أحد أمهات تلاميذها لتناقشها حول دراسة ولدها .. وبعد انتظار ليس بالطويل ارتفع رنين جرس الباب، استقبلت الزوجة ضيفتها بحفاوة وهي تدعوها للجلوس في غرفة الاستقبال ريثما تحضر الشاي.
جلست السيدتان تتبادلان أطراف الحديث القصيرة وتسألان عن الأحوال ثم افتتحت الضيفة الموضوع الذي جلبها إلى هنا قائلة {في الحقيقة لقد اتصلت بقريبي البارحة واخبرته بما حدث مع زوجكِ .. ولحسن الحظ أن المرض كان مشابها .. أي ان الدواء الذي استعمله أخاه قد يفيد زوجك ويعيد إليه نشاطه وعافيته .. ولكن هنالك بعض المشاكل التي يجب أن نجد لها حلاً} أجابت الزوجة في تلهف {أنا مستعدة لأي شيء .. المهم أن يشفى زوجي .. لذلك أخبريني بهذه المشاكل فأكيد هنالك حل} أومأت السيدة برأسها وهي ترتشف فنجان القهوة بهدوء ثم وضعته جانبا وأضافت قائلة {أول مشكلة هو فارق الزمن الذي استولى فيه المرض على جسد المريض .. فابن عمتي لم يتجاوز المرض في جسده لأكثر من عام بينما زوجكِ فقد استمر مرضه لسبع سنوات .. أي ان الأثر الذي يخلفه المرض على جسد المريض يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار .. لذلك عليكِ أولا سؤال طبيبه إن كان هذا الدواء يفيد .. كما أن مدة مكوث زوجكِ طول هذه المدة في الفراش ستشكل له صعوبة في المشي لاحقا .. أي أن الدواء سيكون مكثف وقد تطول مدة شفائه بالإضافة لاصطحابه لمراكز إعادة التأهيل حيث سيتعلم الحركة من جديد حتى يتمكن من المشي} أحست الزوجة للحظة بأن ما ينتظرها أصعب مما كانت تتوقع ولكن لا وقت للاستسلام فأضافت قائلة {حسناً فلندع أمر إعادة التأهيل جانبا ولنهتم أولا بإحضار الدواء .. بعدما أُخبر الطبيب بهذا الدواء ويسمح لي بإحضاره ما الذي علي فعله؟} ردت السيدة وقد ظهرت علامات الاضطراب على وجهها {حين يسمح لكِ الطبيب بذلك ويعطيك الوصفة الطبية أحضريها إلي .. فلحسن حظك أن قريبي بعد أسبوع سيذهب في رحلة لباريس لا تتجاوز مدتها يومين وهو من عرض علي إحضار الدواء فهو الوحيد الذي يعلم مكان الصيدلية .. ولكن المشكلة تكمن في توفير النقود .. فهذا الدواء غالي الثمن .. كما أن عملتنا مختلفة عن العملة الفرنسية .. أي يلزمك بعض النقود .. أو بعبارة أخرى الكثير من النقود} تنهدت الزوجة في يأس وقد شعرت بأن الحلم الذي اقتربت من تحقيقه قد اصبح صعب المنال ثم أجابت بصوت يائس {حسنا شكرا لك .. سأتدبر الأمر .. سأحاول التحدث مع الطبيب أولا ثم سأعلمك بكل جديد}، تواصلت بين السيدتين بعض الأحاديث الطريفة لتلطيف الجو قليلا والابتعاد عن مصطلحات اليأس والاكتئاب .. ثم غادرت بعدها الضيفة بعد رفض دعوة الزوجة للبقاء للغداء فمازالت تنتظرها العديد من المسؤوليات.
بعدما تأكدت الزوجة من أن زوجها يغط في نوم عميق مستمتعا بقيلولته .. خرجت مسرعة ووجهتها عيادة الطبيب فبالرغم من تلك الآلام التي تفتك بين الحين والآخر بمفاصلها إلا أنه لم يكن بوسعها الانتظار حتى الغد،، استمر الانتظار لدقائق معدودة في تلك القاعة المزدحمة التي تعج بأصوات المرضى إلى أن سمعت لقبها على لسان الممرضة وقد تسلل من بين تلك الفوضى .. فقامت مسرعة باتجاه مكتب الطبيب،، دام مكوثها في مكتب الطبيب لوقت ليس بالقليل إلى أن خرجت من عنده وعلامات القلق ظاهرة على وجهها .. لم تكن علامات يأس أو قنوط ولكن لم تكن علامات الرضا، {إذا كان يمكنكِ توفير هذا الدواء لزوجكِ فهذا أمر جيد .. لا يمكنني أن أؤكد نسبة شفائه ولكن أظن أنه سيفيد بإذن الله .. ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار فترة مرض زوجكِ التي كانت طويلة وبالتالي فإن فترة شفائه ستكون طويلة كذلك .. لذلك وبما أن هذا الدواء نادر الوجود في بلدنا عليكِ أن توفريه بكمية مناسبة حتى لا يضطر زوجك لإيقاف العلاج لاحقا .. تفضلِ الوصفة الطبية .. حين توفرين الدواء أعلميني بذلك حتى أشرح لكِ طريقة استعماله التي يجب أن تكون على فترات متجانسة .. وأتمنى الشفاء لزوجك} تنهدت الزوجة للحظة وهي تتذكر جزءاً من كلام الطبيب .. تريد أن تعبر عن سعادتها بذلك الأمل الصغير الذي أنار حياتها وخاصة بعدما رأت ذلك التفاؤل على وجه الطبيب ولكن توفير المال اللازم يرهق تفكيرها، وبسبب شرودها لم تنتبه حتى وجدت نفسها تقف أمام عتبة الباب.
فتحت تلك الخزانة المركونة في زاوية الغرفة وأخرجت ذلك الصندوق الصغير المخفي بين كومة من الأوراق .. جلست بهدوء وأخذت ترتب الرقم السري حتى فُتح الصندوق، {لا تزال كما هي} قالت وهي تبتسم بعد إلقاء نظرة على محتوى الصندوق، أخرجت تلك المجوهرات الذهبية القليلة التي كانت تحتوي على قلادتين وبضع اسوار وخواتم، ثم تنهدت وهي تفكر للحظة ثم حملت الصندوق وذهبت باتجاه غرفة زوجها،، طرقت الباب بهدوء ثم فتحته ليقابلها زوجها وهو يُسند كتاباً على يديه محاولاً قراءته وما أن لمح زوجته حتى ابتسم وقال {أنظري .. لم تعد هاتان اليدان بدون نفع .. أستطيع الآن مطالعة بعض الكتب دون مساعدتك} بادلته الابتسامة ثم اقتربت منه وهي تسحب كرسياً للجلوس عليه .. وضعت صندوق المجوهرات جانبا ثم قالت {هل يمكننا أن نتحدث قليلا؟}.
خيم الصمت على تلك الغرفة بعد ذلك الحوار الطويل والمتعب بين الزوجين .. ولم يبقى سوى صدى كلمات كل منهما يتكرر في فكر الآخر، تنهد الزوج للحظة ثم قال {ألا تزالين مصرة على بيع قطع الذهب تلك؟} حركت الزوجة رأسها موافقة دون أن تضيف أي كلمة، فواصل الزوج حديثه {لا أنكر أن الخبر فاجأني .. وربما أسعدني قليلاً .. ولكن أن تقومي بالتضحية بمجوهراتكِ فأنا أرفض ذلك} أغلقت الزوجة صندوق المجوهرات وقالت {ها قد أغلقته .. ولن أبيع محتوياته .. هل هذه هي سعادتي؟؟ .. ما فائدة هذه المجوهرات إن كانت طول الوقت داخل تلك الخزانة تتجمع فوقها طبقات الغبار وتحيط بها خيوط العنكبوت بينما زوجي طريح الفراش؟ .. ما أفكر فيه الآن هو أن يتحقق ذلك الحلم الصغير وتعود معافاً .. أما هذه المجوهرات فأنا لا أريدها .. ولكي اريح ضميرك سأحتفظ بتلك القلادة التي اهدتني إياها أمي يوم نجاحي في الباكالوريا كذكرى .. أما البقية فسأبيعه}، سكت الزوج وهو يراقب سقف البيت في حيرة، هل يوافق على قرار زوجته ويتحقق ذلك الحلم .. أم يرفض قراراها؟ .. تبدو مصرة على ذلك، تنهد طويلاً ثم قال {افعلي ما ترينه مناسبا .. المهم أن تكوني حذرة وواثقة من الأشخاص الذين ستقدمين لهم النقود} ظهرت ابتسامة جميلة على وجهها وقالت {لا تقلق كل نقود تدفع ستسجل .. بالإضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى .. سيكون الله في عوننا وستشفى بإذن الله .. أنا متأكدة من ذلك} بادلها الابتسامة وفي نفسه يتمنى أن تدوم هذه الابتسامة للأبد. يتبع ...
بقلمي: لؤلؤة قسنطينة
ملاحظة: انتظر ردودكم مهما كانت، فانتقاداتكم تهمني
تسلم ايديكِ يا أحلى لؤلؤة بالدنيااااا
كان فصلاً رائع على الرغم من ان قلبي لم يرتح كثيراً ولكن الامل جميل جداً
سلمت تلك الأنامل الذهبية التي خطت لنا هذه الكلمات
اتمنى ان لا تتأخري علينا في الفصل القادم
جزاكِ الله عني كل خير حبيبة قلبي
اشكرك من اعمااااق قلبي
تسلم ايديكِ يا أحلى لؤلؤة بالدنيااااا
كان فصلاً رائع على الرغم من ان قلبي لم يرتح كثيراً ولكن الامل جميل جداً
سلمت تلك الأنامل الذهبية التي خطت لنا هذه الكلمات
اتمنى ان لا تتأخري علينا في الفصل القادم
جزاكِ الله عني كل خير حبيبة قلبي
اشكرك من اعمااااق قلبي
ربي يحفظك حبيبتي سكون وربي يخليك ويحميك من كل سوء
دائما تشجعين كتاباتي المتواضعة والبسيطة
سأحاول أن اجعل الجزء القادم آخر الأجزاء حتى نبدأ
مع قصة جديدة بإذن الله
بوركتي غاليتي وربي يفرحك دنيا وآخرة
والشكر موصول لكِ على كلماتك العطرة
تحياتي القلبية لكِ غاليتي :love01:
السلام عليك
قلمك جميل
لكن حين كنت بصدد القراءة شعرت ببعض الملل ربما لأنكِ أطلت في السرد كثيرا
فمثلا حين جاءت الزوجة من أجل تغيير ملابسها لماذا تم اعادة سبب الحروق كان من الافضل تجنبها
هناك تكرار و اطالة فالسرد فحاولي اصلاح الخلل
الرأي المقدم من طرفي ليس من باب الحط من قيمة قلمك لا هو فقط ملاحظة من القراءة عاشقة لقلم مبدع كقلمك
موفقة و لي عودة لتكملة الأجزاء الباقية
السلام عليك
قلمك جميل
لكن حين كنت بصدد القراءة شعرت ببعض الملل ربما لأنكِ أطلت في السرد كثيرا
فمثلا حين جاءت الزوجة من أجل تغيير ملابسها لماذا تم اعادة سبب الحروق كان من الافضل تجنبها
هناك تكرار و اطالة فالسرد فحاولي اصلاح الخلل
الرأي المقدم من طرفي ليس من باب الحط من قيمة قلمك لا هو فقط ملاحظة من القراءة عاشقة لقلم مبدع كقلمك
موفقة و لي عودة لتكملة الأجزاء الباقية
وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا ومرحباً بكِ أختي الغالية :love01: نورتي موضوعي المتواضع
شكرا غاليتي وأنت الأجمل بمرورك :$
اما عن انتقادكِ فهذا ما أبحث عنه، انتقدي كتابتي كما تشائين عزيزتي
فهدفي هو الاستفادة من أخطائي وعثراتي
اما عن ملاحظاتك فقد اعتدت في هذه السلسلة ان لا تتجاوز أجزاء القصة الثلاثة اجزاء
ولكن تلبية لرغبة بعض المتابعين والذين طلبوا مني اضافة اجزاء اخرى
جعلت لهذه التذكرة أكثر من 3 اجزاء، كما أن هذه التذكرة لا يوجد فيها احداث مشوقة
ولذلك وجدت صعوبة في سردها لأنها تروي حياة هادئة لزوجين أحدهما طريح الفراش،
وبالتالي لا تتغير المشاهد، ولذلك كانت من أكثر التذاكر صعوبة
على كل حال ملاحظاتك سآخذها بعين الاعتبار وقد سررت بها كثيراً
شكراً لمرورك غاليتي ربي يحفظك وتشرفني متابعتك
تحياتي القلبية لكِ :regards01:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بجميلتي هُدى :love01: نورتيني بمرورك غاليتي
شكراً حبيبتي احرجتني بكلماتكِ :$
وفعلاً أهم رمز لهذه التذكرة هو وفاء الزوجة لزوجها
اسعدني جداً أن خربشاتي نالت اعجابكِ ان شاء الله جزء آخر
وننتقل لقصة أخرى
علابالي هادي رايحة ترقدكم ههه :d
شكرا غاليتي على مرورك العطر
تحياتي القلبية لكِ :regards01: