رد: مشروع النهضة -- مالك بن نبي
المستشار عبد الله العقيل يكتب عن علاقته بمالك بن نبي
معرفتي به
تربطني بالمفكر الجزائري الأستاذ الكبير مالك بن نبي روابط فكرية، فقد سعدتُ بقراءة أول كتاب له بالعربية وهو (الظاهرة القرآنية)، وشدّتني لقراءته والتمعّن فيه المقدمة التي دبّجتها يراعة الأديب اللغوي الكبير الأستاذ محمود محمد شاكر، فضلاً عن أن مترجم الكتاب الدكتور عبد الصبور شاهين من الزملاء الأعزاء الذين جمعتني وإياهم روابط العقيدة والعمل المشترك في ميدان الدعوة إلى الله، فكان اضطلاعه بالترجمة حافزًا لي لقراءة كتاب عن مؤلف لا أعرفه من قبل، ثم تتابعت قراءاتي لما صدر بعد ذلك من كتبه المترجمة إلى العربية التي وجدتُ فيها نظرة تستوعب مشكلات الحضارة وحل معضلات العصر وبناء شخصية المسلم المعاصر؛ البناء العقدي الإيجابي المبني على النظر والتدبر في حقائق الكون والحياة والنفس الإنسانية ومساربها ومحاربة التخلف الفكري والحضاري لمواجهة ضرورات العصر ومنطلقاته.
ثم شاء الله أن ألتقي المفكر الجزائري أول مرة في الكويت حين دعوناه للموسم الثقافي هناك أواخر الستينيات، وكان لنا معه حوارات وندوات وأحاديث ومناظرات، خرجتُ منها بأن الأستاذ مالك بن نبي طراز فريد من المفكرين الذين يستخدمون العقل في تعضيد ما ورد بالنص ويؤثرون التحليل للمشكلات ودراستها دراسة استيعاب، ويطرحون الحلول لمعضلاتها على ضوء التصور الإسلامي وفي ظل القرآن وهدي السُّنَّة
من تلامذته
ولقد تأثر به قطاع عريض من الشباب في المغرب والمشرق على حد سواء، فكان منهم الأستاذ رشيد بن عيسى من الجزائر، والأستاذ عمر مسقاوي من لبنان، والأستاذ جودت سعيد من سوريا، ود. عبد الصبور شاهين من مصر وغيرهم من الذين حملوا الفكر الإسلامي المعاصر، فلقد كانت المدارس الفكرية للبنا والمودودي وسيد قطب ومالك بن نبي، ينتظم في عدادها الألوف من شباب العالم الإسلامي والعربي على وجه الخصوص.