كان السلف الصالح يتركون مجالس العلم في رمضان ويتفرغون لتلاوته
قال أبو عبيد القاسم ببن سلام في فضائل القرآن [ 234 ] :
حدثنا حجاج ، عن شعبة ، عن محمد بن ذكوان ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، عن أبيه ، أنه كان يقرأ القرآن في رمضان في ثلاث .
وقال ابن كثير في فضائل القرآن :
ولهذا يستحب إكثار تلاوة القرآن فى شهر رمضان لأنه ابتدئ بنزوله ولهذا كان جبريل يعارض به رسول الله فى كل سنة فى شهر رمضان.اهـ
ولكن لا بد لقاريء القرآن من تدبره ، قال الله تعالى : { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله ـ :
وكان السلف رحمهم الله والصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم يخصون شهر رمضان بمزيد من الاهتمام بتلاوة القرآن، فكانوا يجتمعون في المساجد ويحضرون المصاحف ويقرؤون القرآن في هذا الشهر العظيم، كان جبريل عليه السلام ينزل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ويتدارسه القرآن كل ليلة، مما يدل على أهمية تلاوة القرآن في هذا الشهر العظيم، ليجتمع في ذلك فضل التلاوة وفضل الوقت الذي هو الشهر العظيم، وأهم شيء قراءة بتدبر، تفهم معانيه على حسب ما يؤتي الله العبد من الفهم؛ ولكن كل يفهم من القرآن بقدر ما منَّ الله عليه ولا أحد لا يفهم شيء من القرآن أبدا لأن القرآن كلام الله وهو أفصح الكلام، وهو باللغة العربية فيفهم الإنسان من القرآن بقدر ما أتاه الله من الفهم، لكن في الشأن الذي يتلوه بحضور قلب وتدبر لما يتلوا، تفهم معانيه، مراجعة كتب التفسير، سؤال أهل العلم عن ما أشكل عليه من معاني القرآن الكريم حتى يحصل له فضل التلاوة وفضل التدبر: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)، (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)، (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ)، (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)، فالقراءة بالتدبر وليس المقصود أن الإنسان يمر على الآيات أو يختم القرآن بدون تدبر، كل إنسان ينظر ماذا خرج به بعد تلاوة القرآن؟ هل فهم شيئا؟ يحاسب نفسه يراجع نفسه هذا هو المقصود.