أشواق حنين ل:فاطمة الزهراء بطوش

الحرف الجميل

:: عضو منتسِب ::
إنضم
13 ماي 2016
المشاركات
22
نقاط التفاعل
38
النقاط
8
[FONT=&quot]..[/FONT][FONT=&quot]كانت قبل أن تعرفه أنانية،تعيسة ..تحب نفسها وفقط..تأخذ لها كل شيء..ليست تبالي بمن حولها.لا تفرح معهم،ولا تحزن عليهم،ولا تتألم من أجلهم.[/FONT]
[FONT=&quot]شعارها في الحياة-أنا ومن بعدي الطوفان..-.[/FONT]
[FONT=&quot] كم كانت تسهر وتسكر في ملاهي الخمر..كانت نفسها صحراء قاحلة لم يكن يميزها إلا تلك القوة والصمود في نيل مبتغاها.[/FONT]
[FONT=&quot]بعد أن أحبته تغيرت طباعها..أحبت حنين أحمد من أول يوم رأته .مستعدة لأن تدفع عمرها فداء له،فقد سبق ودفع كل عمره في سبيل تغييرها.. .[/FONT]
[FONT=&quot]هو منها كالروح التي تحيا بنوره وهديه..هو الفجر والأمل المشرق أضاء دربها..كل المواقع التي سار عليها تثير عواطفها،يخفق لها فؤادها..يخفق بذكريات وكأنها حدثت للتو.[/FONT]
[FONT=&quot]ساحات الحرب التي خاض عليها معاركه لأجلها..البساتين والطرقات التي اجتازها..كلها تمنحه أعلى مراتب الحب محفوفة بمعاني الإجلال والإكبار،والإعظام فتزيد في تعلقها به دون سواه..[/FONT]
[FONT=&quot]مرت عليها سنين الغياب كمرور جسد مجروح ببركة ماء الأكسيد..كل ثانية مرت عليها دونه تذوب فيها كشمعة حزينة.. .[/FONT]
[FONT=&quot]هاهي ذاكرتها وأحاسيسها المفعمة بالحب والشوق تختزل الزمن،لترحل بها إلى تلك الصحراء مكان اللقاء.. .[/FONT]
[FONT=&quot]في أول نظرة لهما جمدت حواسهما..اتهج قلبيهما بنار أصدق حب وأصفاه على الإطلاق..[/FONT]
[FONT=&quot]انبهرت بجماله،بصفاء وبياض وجهه..كان شمسا في نهارها،وقمرا في ليلها..أبهرتها ابتسامته الملازمة لثغره.. .[/FONT]
[FONT=&quot]يا الله ما أجمله..ما أروعه تقول عنه حنين لأترابها..[/FONT]
[FONT=&quot]في واقع الأمر ما أسر حنين في حب أحمد هي حمله لنفس جليلة،وروح جميلة،وقلب صاف كبير يسع هموم العالم أجمع..حتى نظراته لها فقد كانت مزينة بالرفق والتأدب..أحبها بل عشقها حتى صار كل همه حمايتها وإخراجها من مستنقع الذل إلى واحة الحب و الأنوثة البريئة.. .[/FONT]
[FONT=&quot]ترحل حنين في كل مرة إلى زمن حبيبها أحمد.تعرج كل لحظة عند كل إلى من كانوا يدَعون الهيام بها ..هم في حقيقة الأمر عشاق طامعين،طمعوا في كل رخيس وغال فيها..طمعوا في السهر الأبدي معها على طاولة الحقد والخيانة..علموها كيف تكون ناكرة،كافرة لربها..إلا أنها في قرارتها كانت تطمح لحب عفيف حر لا تشوبه شوائب الغدر.ويمنحها خاصية الخلود.[/FONT]
[FONT=&quot]كانت تدرك أنها لن تجده في خانة خمر،ولا في جلسة سمر،ولا في أي مكان قذر..من المحال أن يكون من عبدة الهوى والشياطين...[/FONT]
[FONT=&quot]عادت ذاكرتها كما هو الحال معها في كل ذكرى إلى لقاءاتها بأحمد ومواقفه الرجولية معها..كيف كانت تخبرها تصرفاته عن حبه الكبير لها..لم يرد امتلاكها قط..أرادها لنفسها..أرادها لخالقها..[/FONT]
[FONT=&quot]حبه لها يختلف عن حب عنترة لعبلة.وعن حب قيس لليلى..حبه لها يشبه كثيرا حب رابعة العدوية لله..حب في هيئة رجل حقيقي له شخصية عيسى وجمال يوسف وصوت داوود وبقاء ابراهيم لا يحترق في نار الحروب وقوة موسى وطهارة لوط وله صبر أيوب وإرادة يعقوب..حب يجمع كل صفات الأنبياء ...[/FONT]
[FONT=&quot]سماحة وجهه،وصدق عاطفته أطفأت نار الأنا في قلب حنين.[/FONT]
[FONT=&quot]حبه يجري في جسدها جريان الدم ففي العروق،..كيف لا؟وهو أول حبيب أحبها لشخصها،لم يطمع في مالها ولا في جمالها..أخذ بيديها الجميلتين فأخرجها من وحل الضياع.[/FONT]
[FONT=&quot]كيف لا تعشقه؟وهو من حارب الذل و الاضطراب والفوضى داخلها..كبح عنها الاستعباد وخضوعها للشهوات والرذيلة.[/FONT]
[FONT=&quot]قاوم أحمد شر عشاق حنين الأوائل،الذين ومن أول يوم لاحظوه يتعهدها..ما جعل هيام حنين يزداد أكثر هو يوم خروجه من نطاق الحديد والنار الذي ضربه به أعداؤه حول بيته ضربة واحدة ليتفرق بها دمه بين شعاب وقبائل تلك الصحراء فيستريحوا منه..ويصرفوا نظر حنين عنه..فتعود بذلك إلى أحضانهم .[/FONT]
[FONT=&quot]تغلب على مكرهم وخيانتهم بصدق مشاعره تجاه محبوبته،وبثقته من أن العاشق الصادق تحميه عين ساهرة لا تنام ،تقهر شر اللئام.[/FONT]
[FONT=&quot] رياح الأشواق تدفعها في كل مكان وبأي وسيلة،لأي شخص تقابله أن تردد قصة حبهما..تعترف أن حب أحمد لها كن سفينة النجاة التي أيقظتها من الغفلة..برحمته وعلمه غمرها.[/FONT]
[FONT=&quot]مامن حبيب يصبر على أذى محبوبته،وقسوة من يحيطون بها إلاه..فكيف لها أن تنساه أو تتنازل عن حبها له..حرقة أشواقها تتفتح أذرعتها لتعانق طيفه في استحياء،تورد وجنتيها الخجلتين،فبعد غيابه الطويل عنها صارت في أزمات الضعف تتقبل الذل وتدخل إليها من حين إلى آخر عاشق مر بها..[/FONT]
[FONT=&quot]في كل ذنب يقترفه ضعفها تنزل من عينيها السوداويتين دمعة فدمعتين فعبرات الندم..تجهش بكاء في لحظات استرجاع لحظة الوداع.[/FONT]
[FONT=&quot] سويعة إحتظار أحمد كانت ولازالت أقسى ما يستوقفها..مات الحبيب وترك الحب الذي لا تمحوه أي قوة.مات الحبيب وترك حوبا عميقا في كل حنين.مات الحبيب فاشتعلت نيران الأشواق للقياه.[/FONT]
[FONT=&quot]هو إحساس لم يكن ليشاركها فيه أحد..لم يتمكن هادم اللذات طمس بسمة الرضى التي رسمها حب أحمد على حياة حنين عندما ترك لها رسالة يحكي لها فيها ما قاله مالك الملك عند سدرة المنتهى:لولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبت أمتك-.[/FONT]
[FONT=&quot]وعدت نفسها أن تقتفي أثره أينما كان. حاملة معها حاجيات اللقاء في حقائب الأشواق.[/FONT]
[FONT=&quot]14-02-2009[/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]​
 

المرفقات

  • حنين.jpg
    حنين.jpg
    8.5 KB · المشاهدات: 0
رد: أشواق حنين ل:فاطمة الزهراء بطوش

نعم هذا هو الطريق الصحيح للحب الدائم الذي ميزه الله بالمودة والرحمة عكس طريق الحب التعيس الذي لافائدة فيه إلا الشقاء والكره والندم في الاخير
"شكرا"
^^
 
رد: أشواق حنين ل:فاطمة الزهراء بطوش

بارك الله فيك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top