ملفات ساخنة- متجدد

angegardienretour

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
23 أكتوبر 2016
المشاركات
1,505
نقاط التفاعل
1,028
النقاط
71
محل الإقامة
الجزائر العاصمة
الجنس
أنثى
السلام عليكم

مسلمو القرم بين البطش الروسي والنفاق الغربي

يبدو أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر تصفية الحسابات وتقاسم المصالح بين القوى العالمية الكبرى على حساب المسلمين، وأن نتائج انفراط عقد وحدة المسلمين التي عمل الشرق والغرب على ضربها من خلال تفتيت الخلافة العثمانية قد تزايدت مظاهرها بشكل واضح هذه الأيام.

فبين عدو منافق يحاول التستر دائما خلف شعارات حماية حقوق الإنسان في العالم ظاهريا، بينما يتغافل عنها تماما حين يتعلق أمر انتهاكها بالمسلمين، وبين عدو تاريخي واضح وظاهر، لا يخفي عداءه للإسلام والمسلمين، ولا يتورع عن اغتنام أي فرصة للنيل من حقوقهم ومقدساتهم، يقبع مسلمو القرم في أوكرانيا بين المطرقة والسندان.

النفاق الغربي والأمريكي

بالأمس بدأت ظواهر النفاق الغربي والأمريكي بالظهور، فحذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما روسيا من مغبة أي تدخل عسكري في أوكرانيا، بينما الجنود الروس يعيثون فسادا هناك ويعتدون على الأقلية المسلمة بشبه جزيرة القرم بشكل خاص فعليا وواقعيا.

ومن خلال نفس عبارات النفاق الغربي المعتادة عبر أوباما في بيان ألقاه مساء الجمعة في البيت الأبيض عن عميق قلقه إزاء التحركات التي تقوم بها القوات المسلحة الروسية في شبه جزيرة القرم، محذرا روسيا من أن أي انتهاك لسيادة أوكرانيا سيكون له ثمن.

ومن المؤكد أن قلق أمريكا والغرب على شبه جزيرة القرم ليس على المسلمين هناك، وإنما على الأوكرانيين المسيحيين ومصالحها الإستراتيجية، فقد أكدت شبكة "أوكرانيا برس" حدوث اعتداءات على ممتلكات تعود لمسلمي تتار القرم في منطقة "فنتان".

وهناك أنباء عن إصابة مسلمين بإصابات بالغة في منطقة "سفتسكايا"، إضافة عن قيام الروس بكتابة شعارات تحريضية على تتار القرم، كما كشف السكان المسلمون هناك، دون أن يقوم الغرب بأي تحرك إزاء عودة الاضطهاد الروس لمسلمين القرم.

ومن خلال تسارع الأحداث التي تجري في أوكرانيا ومثيلاتها في العالم كإفريقيا الوسطى وغيرها، يتبين للمتابع أن أمريكا والغرب على استعداد لإعطاء الضوء الأخضر لروسيا وغيرها بقتل المسلمين واضطهادهم في كل مكان في العالم دون أي مواجهة أو اعتراض، اللهم إلا ما تستلزمه الشكليات الدبلوماسية التي لا بد منها "النفاق السياسي"، من مثل عبارات " القلق - التنديد - الاستهجان"، بينما لا تسمح بذلك أبدا إذا تعلق الأمر بالمسيحيين أو بمصالحها.

تدخل روسيا العسكري في القرم

لقد تدخلت روسيا عسكريا في شبه جزيرة القرم منفردة دون أي تنسيق مع الحكومة الأوكرانية الجديدة، كما ادعت وزارة الخارجية الروسية والسفير الروسي لدى الأمم المتحدة "فيتالي تشوركين"، الذي قال: "إن أي تحركات عسكرية روسية في القرم تتماشى مع الاتفاقية الموقعة بين موسكو وكييف".

واستولى مسلحون مقربون من الروس الخميس على البرلمان والحكومة المحليين في "سيمفروبول"، كما استولوا صباح الجمعة على مطارين في منطقة القرم الأوكرانية التي تتمتع بحكم ذاتي، فيما يبدو أنه "غزو واحتلال"، كما وصفتها القيادة الجديدة لأوكرانيا.

وبالإضافة لكل ما سبق نشرت صفحة وزارة الخارجية الروسية على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" أن القنصلية الروسية في سيمفروبل بدأت بإعطاء جوازات سفر روسية للأوكران في القرم، وأن الأولوية كانت لمقاتلي القوات الخاصة لمكافحة الشغب "البركوت"، والتي أعلن البرلمان الأوكراني عن حلها قبل أيام.

اتفاق روسي أمريكي ضد مسلمي القرم

ومع كل هذا لم تتعد التهديدات الأمريكية والأوربية لروسيا إزاء هذا التدخل حيز التلويح بعدم حضورها قمة الدول الصناعية الثماني الكبري المقرر عقدة بعد 3 أشهر في منتجع سوتشي الروسي، مما يشير إلى وجود توافق بينهما على مسألة اضطهاد مسلمي القرم، وربما تهجيرهم أيضا من بلادهم بعد قرن ونصف القرن من تهجير أجدادهم من نفس المكان على يد الروس.

ورغم تأكيد بعض المحللين السياسيين أن ما يجري في شبه جزيرة القرم لعبة سياسية من أجل الضغط على أوكرانيا لكسب أوراق و مكاسب، و أن فصل القرم عن أوكرانيا أمر مستبعد، إلا أن الأمر غير المستبعد بالتأكيد هو التوافق الأمريكي والروسي على اضطهاد مسلمين القرم، وعدم الاكتراث بحقوقهم المدنية والسياسية في تلك البلاد.

ورغم عقد مجلس الأمن أمس الجمعة اجتماعا طارئا للتعبير عن دعمه لوحدة أوكرانيا وسلامة أراضيها وسيادتها، مشددا على أهمية ضبط النفس من قبل جميع الأطراف السياسية في البلاد، إلا أن مخاوف مسلمي القرم من عودة سيطرة الدب الروسي على بلدهم مشروعة ومحتملة , خاصة مع تزايد النفاق الأمريكي والغربي الواضح مع قضايا المسلمين.

تخاذل عربي إسلامي تجاه مسلمي القرم

وأمام هواجس مسلمي القوم من المستقبل الذي ينتظرهم في ظل الأحداث المتسارعة، لا يبدو أن هناك تحرك عربي إسلامي يذكر إزاء قضيتهم، اللهم إلا إذا ذكرنا تحرك السيد أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي، الذي التقى في وقت متأخر من مساء أمس في "كييف" مع مصطفى جميلوف عضو البرلمان الأوكراني عن جمهورية القرم للتباحث حول وضع المسلمين التتار في شبه جزيرة القرم والذين يشكلون 20 % من نسبة السكان.

فهل يكفي هذا التحرك لمواجهة الهجمة العنصرية الروسية الشرسة على المسلمين هناك في ظل الصمت والتواطؤ والنفاق الأمريكي الغربي ؟؟!!
...
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلــــــــــــــــــــــــــنا اخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة
السلام عليكم

ماذا تريد إسرائيل من السودان ؟

الهجوم الصهيوني الأخير على السودان وتدمير مصنع إستراتيجي لتصنيع الأسلحة والذخائر ليس مفاجئًا وليس جديدًا، ولن يكون أخيرًا ما دامت الأمور تجري على هذا النحو في العالم العربي. لقد شنت "إسرائيل" من قبل هجومين في العامين 2009 و2011م داخل الأراضي السودانية استهدفا مواقع حيوية, ومرَّا دون أي عقاب، ولم تتحرك الدول العربية والإسلامية للدفاع عن السودان أو وضع ترتيبات للمستقبل، وهي حالة متكررة في السياسات العربية تستغلها "إسرائيل" وإيران وغيرها من الدول المتربصة بالمنطقة..

نستمع لتصريحات منددة ومستنكرة، ولكننا لا نرى أبدًا خطة للتعامل مع الموقف الذي يمثل تهديدًا للأمن العربي والإسلامي بأكمله وليس للسودان وحده.. السودان ليس عمقًا إستراتيجيًّا مهمًّا لمصر وحدها ولكن للعالم العربي كله، وهو بوابة العالم الإسلامي لإفريقيا السوداء والتي تعدّ على مدار التاريخ مطمعًا كبيرًا للغرب وحلفائه لما؛ فيها من ثروات ضخمة لم يكتشف منها حتى الآن إلا الجزء اليسير. كما أنها أرض خصبة للمنصرين الذين يستغلون فقر سكانها وجهل الكثير منهم بالأديان السماوية لنشر معتقداتهم وتحويلهم لطابور خامس يخدمون سياسات الدول الاستعمارية الكبرى، التي تمتص خيرات هذه البلدان للحفاظ على رفاهية شعوبها.

"إسرائيل" لم تعد مجرد عدو محتل للأراضي العربية، ولكنه كيان له خطة وإستراتيجية تهدف للتوسع والسيطرة وخلخلة القوى المعارضة لها في المنطقة، والاستفادة من الخلافات بين دولها لتحقيق مكاسب أكبر.. لقد اقتحمت "إسرائيل" العالم العربي قبل أكثر من 60 عامًا وابتلعت قطعة من قلبه، ومنذ ذلك الوقت وهي تتمدد وغيرها ينكمش، حتى أصبح أقصى أماني بعض العرب أن توافق على "السلام" مقابل جزء صغير من الأرض، فلماذا لا تضرب في العمق مرة بعد الأخرى؟!

الضربة الأخيرة كانت لها دلالات عميقة، فقد جاءت والدنيا كلها تتكلم عن وقت توجيه "إسرائيل" ضربة "قاصمة" لإيران بسبب برنامجها النووي، وكأن وقوع الضربة أمر مفروغ منه، وقد اشترك في هذه المسرحية الكثيرون بحسن نية أو بسوء نية؛ لأن "إسرائيل" معركتها لم تكن في يوم من الأيام مع إيران، ولا كانت حتى مع "أشاوس" العالم العربي الذين استغلوا "إسرائيل" لتثبيت دعائم ملكهم مثل طاغية الشام حافظ الأسد ونجله بشار..

إيران على حسب ما ينشر في الإعلام الغربي وتروجه هي عن نفسها تعدت بخطوات في مشروعها النووي دول أخرى وجهت لها "إسرائيل" ضربات وقائية مثل العراق، فلماذا تقف مترددة هكذا أمامها؟!

والعجيب عندما تضرب بعد كل هذا الصراخ والصخب الإعلامي تضرب دولة فقيرة محاصرة، وتزعم أنها دولة "إرهابية"، وتدعي أن قصف مصنع "اليرموك" للأسلحة والذخيرة في العاصمة السودانية الخرطوم استهدف شحنات أسلحة متطورة من صنع إيران كانت سترسل إلى قطاع غزة، وليس مصنع الأسلحة نفسه! إذا كان هذا الكلام صحيح، فلماذا لم تضرب إيران نفسها وهي دولة المنبع وصاحبة البرنامج النووي المتطور؟ على الأقل ستمنعها من تكرار المحاولة عن طريق آخر، وقد تفلت وتصل إلى غزة، وهو أمر تعلم "إسرائيل" جيدًا أنه وارد الحدوث؛ لأن أقوى دولة في العالم وهي الولايات المتحدة لا تستطيع منع وصول أسلحة إلى أي مكان في العالم بنسبة 100%.

إن القضية ليست أسلحة تخشى من وصولها إلى غزة، ولا حتى كما قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن "إسرائيل أرادت بعدوانها على مجمع اليرموك الصناعي في الخرطوم، التأكيد للإسرائيليين على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو من يحمي أمنهم ومصالحهم, وأن ضرب المجمع جاء في إطار السباق الانتخابي في إسرائيل، حيث يعاني التحالف المكون للحكومة الإسرائيلية الآن حالة ضعف ويحاول أن يلملم أطرافه" وحسب، فالأمر أبعد من ذلك..

إن السودان تخوض مباحثات حامية مع "دولة الجنوب" الموالية لـ"إسرائيل" في عدة ملفات أمنية واقتصادية مهمة تتعلق بالأراضي والحدود والنفط، وقد اتفقوا على بعض النقاط وما زال الخلاف دائرًا حول البعض الآخر؛ لذا فتسديد ضربة للمصنع الذي يمد الجيش السوداني بمعظم احتياجاته يضعف من موقفه التفاوضي ويقوِّي من موقف الجانب الآخر، والذي انتهز الفرصة وضرب بعض الولايات الحدودية بالمدفعية عقب الضربة الصهيونية.

رسائل إسرائيلية في اتجاهات عديدة
إن إسرائيل تريد إيصال عدد من الرسائل كعادتها في مثل هذه الظروف وليست رسالة واحدة...

الرسالة الأولى للسودان لكي تسلم للجنوب وتمنحه ما يريد؛ لكي يصبح قاعدة عسكرية واقتصادية "لإسرائيل" تعبر من خلالها لإفريقيا وتهدد الدول العربية من الجنوب.

والرسالة الثانية لمصر التي وضح منذ وصول الرئيس مرسي للحكم أنها تعرف جيدًا قدر السودان وأهميته، حيث كثر الحديث حول مشاريع عديدة بين الطرفين؛ لذا أرادت أن تحجّم هذا التعاون في مهده.

الرسالة الثالثة للعالم العربي والإسلامي بأكمله وهي رسالة ترهيبيّة اعتيادية تتلخص في "أنها الأطول يدًا في المنطقة، وتستطيع العبث كما شاءت، فلا يغرنّكم الربيع العربي أو حتى الخريف".

الرسالة الرابعة للفلسطينيين وهي "إمّا أن تقبلوا بالخضوع وفتات الأرض، أو الإبادة دون داعم أو مناصر".

المصدر: موقع المسلم.
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلــــــــــــــــــــــــــنا اخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة

السلام عليكم

مسلمو القرم بين البطش الروسي والنفاق الغربي

يبدو أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر تصفية الحسابات وتقاسم المصالح بين القوى العالمية الكبرى على حساب المسلمين، وأن نتائج انفراط عقد وحدة المسلمين التي عمل الشرق والغرب على ضربها من خلال تفتيت الخلافة العثمانية قد تزايدت مظاهرها بشكل واضح هذه الأيام.

فبين عدو منافق يحاول التستر دائما خلف شعارات حماية حقوق الإنسان في العالم ظاهريا، بينما يتغافل عنها تماما حين يتعلق أمر انتهاكها بالمسلمين، وبين عدو تاريخي واضح وظاهر، لا يخفي عداءه للإسلام والمسلمين، ولا يتورع عن اغتنام أي فرصة للنيل من حقوقهم ومقدساتهم، يقبع مسلمو القرم في أوكرانيا بين المطرقة والسندان.

النفاق الغربي والأمريكي

بالأمس بدأت ظواهر النفاق الغربي والأمريكي بالظهور، فحذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما روسيا من مغبة أي تدخل عسكري في أوكرانيا، بينما الجنود الروس يعيثون فسادا هناك ويعتدون على الأقلية المسلمة بشبه جزيرة القرم بشكل خاص فعليا وواقعيا.

ومن خلال نفس عبارات النفاق الغربي المعتادة عبر أوباما في بيان ألقاه مساء الجمعة في البيت الأبيض عن عميق قلقه إزاء التحركات التي تقوم بها القوات المسلحة الروسية في شبه جزيرة القرم، محذرا روسيا من أن أي انتهاك لسيادة أوكرانيا سيكون له ثمن.

ومن المؤكد أن قلق أمريكا والغرب على شبه جزيرة القرم ليس على المسلمين هناك، وإنما على الأوكرانيين المسيحيين ومصالحها الإستراتيجية، فقد أكدت شبكة "أوكرانيا برس" حدوث اعتداءات على ممتلكات تعود لمسلمي تتار القرم في منطقة "فنتان".

وهناك أنباء عن إصابة مسلمين بإصابات بالغة في منطقة "سفتسكايا"، إضافة عن قيام الروس بكتابة شعارات تحريضية على تتار القرم، كما كشف السكان المسلمون هناك، دون أن يقوم الغرب بأي تحرك إزاء عودة الاضطهاد الروس لمسلمين القرم.

ومن خلال تسارع الأحداث التي تجري في أوكرانيا ومثيلاتها في العالم كإفريقيا الوسطى وغيرها، يتبين للمتابع أن أمريكا والغرب على استعداد لإعطاء الضوء الأخضر لروسيا وغيرها بقتل المسلمين واضطهادهم في كل مكان في العالم دون أي مواجهة أو اعتراض، اللهم إلا ما تستلزمه الشكليات الدبلوماسية التي لا بد منها "النفاق السياسي"، من مثل عبارات " القلق - التنديد - الاستهجان"، بينما لا تسمح بذلك أبدا إذا تعلق الأمر بالمسيحيين أو بمصالحها.

تدخل روسيا العسكري في القرم

لقد تدخلت روسيا عسكريا في شبه جزيرة القرم منفردة دون أي تنسيق مع الحكومة الأوكرانية الجديدة، كما ادعت وزارة الخارجية الروسية والسفير الروسي لدى الأمم المتحدة "فيتالي تشوركين"، الذي قال: "إن أي تحركات عسكرية روسية في القرم تتماشى مع الاتفاقية الموقعة بين موسكو وكييف".

واستولى مسلحون مقربون من الروس الخميس على البرلمان والحكومة المحليين في "سيمفروبول"، كما استولوا صباح الجمعة على مطارين في منطقة القرم الأوكرانية التي تتمتع بحكم ذاتي، فيما يبدو أنه "غزو واحتلال"، كما وصفتها القيادة الجديدة لأوكرانيا.

وبالإضافة لكل ما سبق نشرت صفحة وزارة الخارجية الروسية على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" أن القنصلية الروسية في سيمفروبل بدأت بإعطاء جوازات سفر روسية للأوكران في القرم، وأن الأولوية كانت لمقاتلي القوات الخاصة لمكافحة الشغب "البركوت"، والتي أعلن البرلمان الأوكراني عن حلها قبل أيام.

اتفاق روسي أمريكي ضد مسلمي القرم

ومع كل هذا لم تتعد التهديدات الأمريكية والأوربية لروسيا إزاء هذا التدخل حيز التلويح بعدم حضورها قمة الدول الصناعية الثماني الكبري المقرر عقدة بعد 3 أشهر في منتجع سوتشي الروسي، مما يشير إلى وجود توافق بينهما على مسألة اضطهاد مسلمي القرم، وربما تهجيرهم أيضا من بلادهم بعد قرن ونصف القرن من تهجير أجدادهم من نفس المكان على يد الروس.

ورغم تأكيد بعض المحللين السياسيين أن ما يجري في شبه جزيرة القرم لعبة سياسية من أجل الضغط على أوكرانيا لكسب أوراق و مكاسب، و أن فصل القرم عن أوكرانيا أمر مستبعد، إلا أن الأمر غير المستبعد بالتأكيد هو التوافق الأمريكي والروسي على اضطهاد مسلمين القرم، وعدم الاكتراث بحقوقهم المدنية والسياسية في تلك البلاد.

ورغم عقد مجلس الأمن أمس الجمعة اجتماعا طارئا للتعبير عن دعمه لوحدة أوكرانيا وسلامة أراضيها وسيادتها، مشددا على أهمية ضبط النفس من قبل جميع الأطراف السياسية في البلاد، إلا أن مخاوف مسلمي القرم من عودة سيطرة الدب الروسي على بلدهم مشروعة ومحتملة , خاصة مع تزايد النفاق الأمريكي والغربي الواضح مع قضايا المسلمين.

تخاذل عربي إسلامي تجاه مسلمي القرم

وأمام هواجس مسلمي القوم من المستقبل الذي ينتظرهم في ظل الأحداث المتسارعة، لا يبدو أن هناك تحرك عربي إسلامي يذكر إزاء قضيتهم، اللهم إلا إذا ذكرنا تحرك السيد أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي، الذي التقى في وقت متأخر من مساء أمس في "كييف" مع مصطفى جميلوف عضو البرلمان الأوكراني عن جمهورية القرم للتباحث حول وضع المسلمين التتار في شبه جزيرة القرم والذين يشكلون 20 % من نسبة السكان.

فهل يكفي هذا التحرك لمواجهة الهجمة العنصرية الروسية الشرسة على المسلمين هناك في ظل الصمت والتواطؤ والنفاق الأمريكي الغربي ؟؟!!
...
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلــــــــــــــــــــــــــنا اخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة
السلام عليكم

مسلمو تايلاند .. مأساة لا تنتهي

رغم عراقة أصول لمسلمين في تايلاند إلا أنهم سقطوا في بحر متلاطم من الغرباء ليصيروا أقلية تعاني الأمرّين من العسف والهوان والذوبان ..

وإن اختلفت آراء المتابعين في نسبتهم فإن أكثر الآراء تفاؤلا تُرجع نسبتهم إلى 10% من تعداد السكان ، فقد أتى البوذيون من الشمال ليسيطروا على الأرض وينحسر المسلمون في الجنوب، وتعود الأصول المسلمة إلى التجار العرب الذين أتوا إلى جنوب شرق آسيا والهنود الذين تصاهروا مع سكان جزر الملايو في القرن الثاني عشر الميلادي، وإذا بالاجتياح الكبير من شمال البلاد يغمر جزر الملايو .

حاول المسلمون الحفاظ على الهوية والمعتقد ولكن لاقوا أشد الامتهان، حتى الأقاليم التي يشكل فيها المسلمون أغلبية مثل إقليم فطاني تعرض للاحتلال من قبل البوذيين الذين امتلأوا كراهية للمسلمين وطمعا في مقدرات بلادهم، وذلك في القرن الثاني عشر الهجري.

هاجم البوذيون إقليم فطاني مرات عديدة، وقاموا بإبادة جماعية للمسلمين هناك، لاستئصال شأفتهم، فأحرقت فطاني، وأسر آلاف المسلمين ليذوقوا أشد العذاب .. فقط لأنهم مسلمون.
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلــــــــــــــــــــــــــنا اخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة
السلام عليكم

عام على إبادة الروهنجيا

الجسد الإسلامي مثخن بالجراحات، لا يكاد يندمل جرح إلا ويتدفق شلال من الدم من جرح آخر.. كانت قضايا الأمة الإسلامية محدودة حتى رأى الغرب أن المسلمين انشغلوا بأنفسهم مع تلك الحدود البغيضة التي قسمت الجسد الإسلامي وأن كل دولة تستأثر بما لديها وأن مفهوم الأخوة أصبحت مبنية على المصالح لا على الدين حينها طمع الكفار في خيرات المسلمين فأصبحوا يحتلون دولة عقب دولة، وأصبح المسلم الأبي يتلفت يمنة ليضمد جرحًا فيصاب من خلف ظهره بجراحات أكبر.. أصبح الطبيب الذي يداوي هذا الجسد مذهولا لا يدري من أين يبدأ فما أن يضمد جرحا حتى يُفتح جرح آخر ينسيه الأول وهكذا تتوالى النكبات والأمم المنكوبة تُنسى في خضم كل تلك الأحداث.. ومن بين القضايا التي تفجرت حينا ثم اندثرت رغم ما يعانيه أهلها من إبادة ربما هي الأشنع في القرن الماضي وهي قضية أراكان المسلمة..

أراكان.. مجد تليد
أراكان.. هي ولاية من ولايات اتحاد ميانمار تقع غربي بورما ويفصلها عن بقية ولايات بورما سلسلة جبال الهملايا فهي منفصلة تماما عن بقية الولايات الميانمارية البوذية.

وصل المسلمون من التجار العرب إلى أراكان في عهد الخليفة هارون الرشيد حوالي سنة 788م فبدأ الناس يتعرفون على هذا الدين المجيد وبدؤوا يدخلون في دين الله أفواجا على أيدي هؤلاء التجار حتى جاء السلطان شهاب الدين وفتح البلاد إلى أن وصل إلى أراكان فأقيمت أول مملكة إسلامية على أراكان حوالي عام 1231م فعاشت أراكان قرونًا ذهبية تحت حكم الإسلام وعدله وسماحته وتناوب الحكام المسلمون على هذه المملكة والذين بلغوا 24 حاكمًا خلال فترة وجود الدولة الإسلامية يحكمون بـ العدل والرحمة ومن أشهرهم سليمان شاه وشيخ شاه وشجاع شاه وازدهرت الحياة في هذا العصر وبنيت العديد من الآثار الإسلامية والتي بقيت إلى الآن شاهدة على حضارة عريقة عادلة سكنت المنطقة..

وبقيت الدولة في أيدي المسلمين حتى القرن الثامن عشر حينما اعتدى عليها الملك البوذي ثم وقعت تحت سيطرة الإنجليز مع جميع ولايات بورما.

تأريخ أراكان وأرقام من دماء:
استولى الحقد على قلوب البوذيين وخططوا طويلا لإخراج المسلمين من هذه الديار، ومن هنا بدأت فصول حكاية العذاب للشعب الروهنجي المسلم ففي عام 1942م ومع جلاء الاحتلال الانجليزي أقامت طائفة الماغ مذبحة عظيمة على الشعب الروهنجي المسلم حيث قاموا بمهاجمة قرى المسلمين في أراكان وأحرقوا المزارع والبيوت.. كما أخرجوا النساء والأطفال والرجال وقتلوهم بالسيوف والبنادق وبقروا بطون النساء الحوامل وقد وصف بعض شهود عيان هذه الواقعة بأنها أشبه بيوم الحشر.

• 1949م قامت قوات الحكومة بأعمال وحشية ضد الأقلية الروهنجية المسلمة فسلبوا الأموال وانتهكوا الأعراض وأحرقوا البيوت وأدت هذه العملية إلى قتل الكثير وتهجير أكثر من 20,000، مسلم إلى البلاد المجاورة.

• 1955م قام البوذيون بحملة لتدنيس مساجد المسلمين وحولوا بعضها إلى معسكرات للجيش البوذي.

• 1978م اعتقلت الحكومة الميانمارية أعدادا كبيرة من الروهنجيا بحجة عدم حملهم لبطاقات المواطنة، كما أهانوا النساء وعرضوهم للعذاب النفسي والجسدي، وألقي القبض على كل من حاول أن يحتج أو يقاوم، وقد انتهكت الشرطة أعراض كثير من النساء المسلمات أثناء استجوابهن كما أن فتاة مسلمة قد اغتصبت من قبل مجموعة من البوذين حتى قضت نحبها واضطر الكثيرون للفرار بدينهم إلى الدول المجاورة ومنها دولة بنغلاديش.

هذا عرض مختصر لسلسلة من الانتهاكات التي تعرضت لها الأقلية الروهنجية المسلمة بهدف إبعادهم عن البلاد واحتلال أراكان.

التأريخ يعيد نفسه:
10/يونيو/2012 كانت بداية شرارة مذبحة القرن الحادي والعشرين حيث قتلت مجموعة من البوذيين عشرة من علماء المسلمين ومثلوا بجثثهم بطريقة وحشية فخرج المسلمون متظاهرين مطالبين بحقوقهم ولأن المسلم دمه هدر عندهم ولاحق له بالمطالبة قام البوذيون بإحياء حقدهم الدفين فبدؤوا بشن حملة إبادة شرسة لم يشهدها العالم منذ قرون.. والمطلع على أوضاع الداخل يرى حجم الفاجعة وقدر المعاناة حيث أُحرقت كثير من القرى بمن فيها وشُرد الآلاف وقُتل الكثير والأدهى والأمر هو انتهاك أعراض أخواتنا في الدين وبالرغم من كل ذلك إلا أن الشهامة الإسلامية في نفوس أبنائها قد ماتت.. فلا مجيب لنداءاتهم ولا سامع لصرخاتهم وليس في الأمة واحد كالمعتصم ليحترق غيرة على هذه الأعراض التي انتهكت فيرفع راية الحق ليعيد الحقوق.

مرّ عام والأرقام التي وصلتنا تشير إلى عظم المأساة رغم أنها أرقام تقريبية للتكتم الإعلامي الذي تفرضه السلطات الميانمارية.. ولتكونوا على معرفة بحجم الفاجعة إليكم هذه الأرقام السريعة خلال عام واحد:

♦ أكثر من 10,000، شهيد قتلوا على أيدي البوذيين.

♦ أكثر من 4000 غريق غرقوا أثناء هروبهم بدينهم عبر البحار.

♦ أكثر من 5330 سجين وسجينة يمارس عليهم أبشع أنواع العذاب.

♦ أكثر من 1200 روهنجي تم الاتجار بهم وبيعهم كعبيد في سوق النخاسة.

♦ أكثر من 320 مسجدا تم هدمه وأكثر من 1223 مسجدا تم إغلاقه.

♦ أكثر من 243 مدرسة تم هدمها وأكثر من 643 مدرسة تم إغلاقها.

♦ أكثر من 220,000، مشرد يعيشون ظروفا حالكة في مخيمات اللاجئين.

هذه نظرة سريعة وإحصائية تقريبية لعام واحد فيا مسلمون هل ننتظر عاما آخر حتى يباد الشعب بأكمله؟؟
التأريخ يعيد نفسه وسيتكرر كل حين مادام أن المسلمين غارقين في نعيمهم وترفهم ومادام أننا ننتظر الغرب في كل صغيرة وكبيرة ليحلوا عنا أزماتنا مع أننا نرى عيانًا موقف الغرب من القضية وأن قتل المسلم بطولة يُكرم صاحبها وهذا ما فعلت الدول الغربية حيث رفعت عن ميانمار العقوبات وأقامت الولايات المتحدة نشاطًا عسكريًا في المنطقة، كما قدمت اليابان والبنك الدولي قرضا لميانمار كل ذلك بعد أن تواطأت الحكومة لإبادة المسلمين ولا عجب فملة الكفر واحدة.. ولا يحق لنا أن نلوم الغرب ونحن أمة الجسد الواحد لا نحرك ساكنا لتضميد جراحاتنا..

♦ عام كامل مرّ على إبادة المسلمين ولازال المسلمون غارقون في الشهوات يجيدون كل شيء إلا الدفاع عن إخوانهم وأعراضهم.

♦ مرّ عام ولازال المسلمون في أراكان يعيشون حالة الخوف والرعب فالموت يحيط بهم من كل مكان.

♦ مرّ عام ولازال أطفال أراكان يستغيثون.. سُرقت أحلام طفولتهم ورجال الأمة لم تتداركهم رحمة الأبوة بعد.

♦ مرّ عام وآلاف الأعراض انتهكت وشباب أمتني يتفاخرون بذكوريتهم في بلاد الخنا وأماكن الدعارة وهم أشباه رجال.

♦ مرّ عام وكل عام يتكاثر ذكور أمتي ويتناقص رجالها.

♦ مرّ عام فيا أمة الإسلام إلى كم عام تنتظرون؟ أما يبكيكم أنين مسلمة حرة.. أما يشجيكم صراخ طفل جائع.. أما يحزنكم آهات أم مكلومة.

♦ مرّ عام ولازالت فصول الإبادة في استمرار فمتى يا أمتى نرى نهاية هذه الحكاية.. متى سنرفع راية التوحيد أعزاء ونعيد الوطن المسلوب والحق المنتهك؟؟

اللهم إنك ترى حال إخواننا وما نزل بهم فاللهم انصرهم نصرا مؤزرا.. اللهم إنهم عباد ضعفاء يؤمنون بك ولا ملجأ لهم إلا أنت فكن لهم يا رب خير معين.

المصدر: موقع الألوكة
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلــــــــــــــــــــــــــنا اخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة
السلام عليكم

مقدمة جرح كوسوفو

دخل الإسلام كوسوفو في عام 1389م، إبَّان المواجهة الحاسمة بين العثمانيين والصرب، في المعركة التي اشتهرت باسم قوصوه وكوسوفو وقد هُزم الصرب في تلك المعركة، وقتل فيها ملكهم بعد هزيمة جيشه.

وبعد حرب البلقان الأولى عام 1912 تقاسمت مملكتي صربيا والجبل الأسود أراضي كوسوفو. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أصبحت كوسوفو ضمن مملكة يوغسلافيا. خلال الحرب العالمية الثانية احتلت يوغسلافيا وضم إقليم كوسوفو إلى ألبانيا التي كانت تحت الاحتلال الإيطالي.

بعد الحرب العالمية الثانية وتحديدا عام 1946 ضم إقليم كوسوفو إلى يوغوسلافيا الاتحادية، وفي عهد الرئيس جوزيف بروز تيتو ووفق دستور 1947 عاشت كوسوفو حكماً ذاتيا ضمن إطار اتحاد الجمهوريات اليوغوسلافية إلى أواخر السبعينات من القرن العشرين. في عام 1989 ألغى الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش الحكم الذاتي الذي كان يتمتع به ألبان كوسوفو وحَكَم الإقليم بالحديد والنار، مستخدماً أساليب بوليسية وقمعية عنيفة.

نظم أهالي كوسوفو أنفسهم لمواجهة الاضطهاد الذي يتعرضون له بعد إلغاء الحكم الذاتي واتخذ تنظيمهم طابعا قوميا أكثر منه دينياً وقادهم ن ذاك حزب الاتحاد الديموقراطي الألباني الذي كان يترأسه الأديب والأستاذ الجامعي إبراهيم روغوفا وكان يتخذ من النضال السياسي السلمي منهجاً له.

في يوليو 1990 أجرى أهالي كوسوفو أستفتاءً عاماً كانت نتيجته معبرة عن رغبة الغالبية العظمى في الانفصال عن صربيا وإقامة جمهورية مستقلة، وفي سبتمبر من العام نفسه نظم الألبان إضرابا واسعاً يشبه العصيان المدني لصربيا.

في الرابع والعشرين من مايو عام 1992 انتخب الألبان إبراهيم روغوفا رئيساً لجمهوريتهم التي أطلقوا عليها اسم جمهورية كوسوفو ولم تعترف بها صربيا.

حاول إبراهيم روغوفا المعروف بنهجه السلمي كسب تعاطف المجتمع الدولي ونيل اعترافه بجمهورية كوسوفو لكنه لم ينجح فكون الشباب الألباني خلايا عسكرية سموها جيش تحرير كوسوفو.

كان عام 1998 هو العام الذي لفت أنظار العالم بقوة إلى خطورة الأوضاع في كوسوفو حيث دخل جيش تحرير كوسوفو في صراع مع الجيش الصربي فأرتكب الأخير مجازر وحشية ضد المدنيين الألبان مما أجبر المجتمع الدولي على التحرك.

في مارس 1999، شن حلف شمال الاطلسي غارات جوية على صربيا ما ارغم ميلوشيفيتش على الانسحاب من كوسوفو. وفقدت بلغراد السيطرة الفعلية على الإقليم الذي وضع تحت حماية الأمم المتحدة والحلف الاطلسي الذي ينشر نحو 17 الف عسكري فيه.

وجرت مفاوضات حول الوضع النهائي لكوسوفو بين الصرب والكوسوفيين الالبان, قدم في ختامها مارتي اهتيساري الذي كلفته الأمم المتحدة اعداد وضع نهائي للإقليم خطة تقضي باستقلاله تحت اشراف دولي, دعمها الاميركيون ومعظم الأوروبيين.

وتقع كوسوفو في البلقان محاصرة من الشمال والشمال الشرقي بصربيا، ويحدها من الجنوب مقدونيا وألبانيا، ومن الغرب الجبل الأسود، وتبلغ مساحتها 10.887 كيلومتراً مربعا.

يبلغ عدد سكان كوسوفو ثلاثة ملايين نسمة، ويتألفون من أعراق مختلفة، ويلكن يغلب بينهم العرق الألباني: 90% ألبـان ويوجد 4% صرب و3% أتراك و2% بشناق و1% قوميات أخرى، ويعتنق الإسلام حوالي 95% من سكان كوسوفو.

وبريشتينا عاصمة كوسوفو، أما أهم مدن فيها فهي : كامنيتسا وجيلان..
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلــــــــــــــــــــــــــنا اخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة
السلام عليكم

الصومال وبلاد إسلامية أخرى

إن المجاعة التي ضربت بأطنابها في أرض الصومال لن تحلَّ بالمعونات الإنسانية ولا بالمؤتمرات التي تجعل من الصومال المسلمة بلدة متسوِّلة على فتات الموائد الغربيَّة، فكلُّ هذا ما هو إلا مسكِّن، سرعان ما ينتهي أثره، وإذا بالكارثة تبدأ من جديد.

وحتى لا تتجدد هذه الكارثة، وتزول إلى الأبد؛ علينا بقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الأعراف: 96].

فهل لنا أن نجعل من هذا الحلِّ واقعًا عمَليًّا؛ فنعيش لإيماننا، ونموت دفاعًا عن ديننا؟

سمعت امرأة صوماليَّة تقول في حرقة وانكسار: "أطلب من إخواني المسلمين أن يُساعدوني".

أتى الزَّمن الذي يُذلُّ فيه المسلم من أجل كِسْرة خبزٍ يطلبها من أعدائه!

إنَّ المرأة الصومالية المسلمة تناشد المسلمين أخوَّةَ الإسلام، فهلاَّ انبرى إخوانها من المسلمين لِنجْدتِها! أم أنَّ "أُخوَّة الإسلام" صارت كلمة باليةً عند الكثير منَّا؛ بحيث لا يعبأ بآلام إخوانه، أم أننا أَوْكَلْنا أمرهم إلى هيئة الأمم المتَّحدة، والمنظمات النصرانية التي يديرها شياطين الإنس وطواغيت الأرض؟!

ومن المعلوم أنَّ مثل هذه المنظَّمات تبعث بجحافل من المنصِّرين في هذه الأماكن المنكوبة، ويقدِّمون لهم المساعدات؛ بُغيةَ أن يَنسلخ النَّاس عن دينهم؛ مصدر عزِّهم، وموطن فخرهم.

وإذا بك تُفاجأ بامرأة أوربيَّة تركَت كلَّ شيء في سبيل الوصول إلى أدغال إفريقيا حيث شظَفُ العيش ومرُّ الطعام وقلَّة الماء، لمَ يا تُرى؟!

أهي الإنسانيَّة كما يزعمون كذبًا؟ فأين كانت هذه الإنسانيَّة حين دُكَّت العراق، ودُمِّرَت أفغانستان؟!

أين كانت هذه الإنسانية حين ذُبِّح المسلمون في البوسنة على يد الصِّرب المُجْرمين، كلُّ هذا تحت سمع وبصرِ هذه المنظَّمات المجرمة؟!

إنّه الحقد الصليبِيُّ على الإسلام والمسلمين، فهم يريدون ديننا مصدر قوَّتِنا وموضع رفعتنا، فهل نُخلِّي بينهم وبين إخواننا في الصومال؟ لا خير فينا إن فعَلْناها.

المصدر: شبكة الألوكة.
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلــــــــــــــــــــــــــنا اخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة
السلام عليكم

قصة الإسلام في الفلبين

تقع الفليبين في جنوب شرقي آسيا على شكل أرخبيل يضم أكثر من سبعة آلاف جزيرة، تتفاوت في مساحتها تفاوتًا كبيرًا، ومعظمها غير مأهول بالسكان، وتعتبر الفليبين جزءًا من أرخبيل الملايو الذي يضم ثلاثة دول، وهي: إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة، وهي الدول العامرة بالخيرات والثروات الطبيعية ممَّا جلب عليها أطماع الدول الأوروبية.

تتسم بعض جزر الفلبين بأنها بركانيَّة، وكثيرًا ما تتعرَّض للزَّلازل والبراكين الثَّائرة، والتي من بينها بركان "مايون"، وهو من أضخم براكين العالَم، ويقع في حزيرة لوزون، وبركان "إيو" في جزيرة مندناو، ويرتفع لمسافة 9.450 قدَمًا فوق سطح البحر.

بدأ الإسلام في جزر الفليبين في منتصف القرن الثالث الهجري عن طريق التجارة، حيث كان التجار المسلمون يجوبون البلاد، ويطوفون أنحاء المعمورة من أجل التجارة والدعوة إلى الله تعالى؛ فالتاجر المسلم قديمًا كان خير داعية للإسلام بحسن تعامله مع الناس وعدله وأمانته وسمته وهديه.

ومع دخول القرن الخامس ظهر الأثر الإسلامي في تلك البقاع، حيث استوطن كثير من المسلمين شبه جزيرة الملايو وسومطرة وجاوة وأرخبيل الفليبين.

ومع سقوط الخلافة العباسية سنة 656هـ ـ 1258م حدث تحول كبير في تاريخ الوجود الإسلامي في المنطقة بأسرها؛ إذ هاجر كثير من الفقهاء والمشايخ والأسر المسلمة إلى تلك الجزر، وحصل نشاط كبير للدعوة الإسلامية في الفليبين، أدى لقيام العديد من الممالك والإمارات الإسلامية، على الرغم من أن غالبية السكان ما زالوا على الوثنية، ولكن المسلمين كانوا هم الفئة الحاكمة لرقيهم في شتى المجالات، ومن هذه الممالك والإمارات مملكة «صولو» الإسلامية والتي كانت تشرف على أكثر إمارات وممالك الجنوب، ومملكة «أمان الله» التي أصبحت بعد ذلك «مانيلا» وتشرف على إمارات وممالك الشمال، وعلى رأس كل مملكة أو إمارة صغيرة حاكم يُدعى (داتو) ويندمج بعضها مع بعض في كيانات أكبر يحكمها (راجا)، وكان أشهر الراجات راجا مانيلا، وراجا صولو.

وبالجملة فإنَّ الإسلام قد وصل جزر الفليبين وانتشر وحكم وساد وأقام الممالك الكبيرة والقوية وذلك كله دون أن يشهر سيف واحد أو تراق نقطة دم واحدة من المسلمين أو من أهل البلاد، مما يوضح مدى عظمة هذا الدين وتأثيره، ويوضح أيضًا الدور الكبير والرائع الذي حققه التجار والدعاة في نشر رسالة الإسلام حتى أقصى بلاد الأرض.

البرتغال وجنوب شرق آسيا:
كان البرتغاليون هم أول الأوروبيين وصولاً إلى بلاد الهند والجزر الإندونيسية، وأرخبيل الملايو، وذلك في أوائل القرن العاشر الهجري وذلك بدوافع صليبية محضة مغلفة بأطماع وطموحات اقتصادية، فهم كانوا يستهدفون من وصولهم إلى هذه الجزر القضاء على الإسلام ونشر النصرانية، ثمَّ السيطرة على تجارة المشرق وحرمان المماليك وأعوانهم من المدن التجارية الإيطالية من مصادر هذا الثراء العظيم.

أدرك مسلمو الفليبين لأول وهلة مدى خطورة وتعصب البرتغاليين، وكان أكبر سلاطين المنطقة آنذاك السلطان محمود شرف الدين حاكم «ملقا» والذي استطاع استدراج البرتغاليين للداخل حيث تجمعات المسلمين السكانية، وبدأ في تأسيس سلطنة جديدة تزعمت لواء مقاومة العدوان البرتغالي على بلاده، وقام أحد أبناء السلطان واسمه محمد كابونسوان بتأسيس سلطنة أخرى جديدة في «ملابانك»، فعجز البرتغاليون رغم تفوقهم العسكري عن زحزحة المسلمين عن مناطق نفوذهم وممالكهم حتى ظهر في الأفق عدو طارئ جديد هم الأسبان.

ماجلان الصليبي ولابو لابو المسلم:
كما كان فاسكو دي جاما أشهر بحارة البرتغال ومكتشف طريق رأس الرجاء الصالح، كان فرناندو ماجلان أشهر بحارة إسبانيا، ونظرًا للتنافس الكبير بين أسبانيا والبرتغال قررت الأولى إرسال حملة بحرية تدور حول أفريقيا لتكتشف طريقًا جديدًا للتجارة يصلون خلاله مباشرة إلى مناجم الثروات الطبيعية في جنوب شرق آسيا دون المرور على المراكز البرتغالية التي تتحكم في حركة التجارة العالمية وقتها.

خرج (ماجلان) بحملة بحرية مكونة من خمس سفن وطاقم مكون من 265 بحارًا، لاكتشاف الطريق الجديد، وذلك في أواخر سنة 925هـ، فظل في رحلته البحرية طيلة عشرين شهرًا في غير فائدة حتى استبد اليأس بقلبه، وأخيرًا رست سفن ماجلان على سواحل الجزر الفليبينية، وقد ظن ماجلان أنه وصل جزر المولوك المشهورة بالتوابل ولكن سرعان ما اكتشف الحقيقة، فأطلق على الجزيرة التي رست سفنه عندها اسم «سانت لازار» الوثنية، فاتفق ماجلان مع حاكم جزيرة «سيبو» ويُدعى (هومابون) وكان وثنيًا على أن يدخل النصرانية مقابل أن يكون ملكًا على جميع الجزر تحت اسم ملك أسبانيا، وفي المقابل يعمل ماجلان بجنوده وأسلحته النارية على توسيع ملك (هومابون) وتمكينه من السيطرة على سائر الجزر.

انتقل ماجلان من جزيرة «سيبو» إلى جزيرة «ماكنتان» وكان عليها السلطان المسلم لابو لابو، فما علم الأسبان بإسلام أهل الجزيرة إلا وأصابهم الغضب الشديد وثارت أحقادهم؛ فأضرموا النار في بيوت السكان وسرقوا مؤنهم، ورفض لابو لابو التسليم والخضوع للعرض الذي قدمه ماجلان كما فعل مع (هومابون)، فحشد ماجلان قواته وقرر تأديب لابو لابو حتى يكون عبرة لغيره من الأمراء والسلاطين.

وخطب ماجلان الصليبي بكل صلف وعنجهية واستعلاء صليبي في أهل الجزيرة قائلاً: « باسم المسيح أطلب منكم التسليم، ونحن العرق الأبيض أصحاب الحضارة أولى منكم بحكم هذه البلاد»؛ فأجاب السلطان لابو لابو بكل عزة وشموخ: «إن الدين لله، وإنَّ الإله الذي أعبده هو إله جميع البشر على اختلاف ألوانهم»، ثم اشتبك المسلمون الفليبينيون مع الأسبان، وقتل لابو لابو ماجلان بيده، وشتت شمل فرقته، وأنزل بهم هزيمة منكرة، ورفض تسليم جثة ماجلان للأسبان، ودفنه في أرض الجزيرة كَرمز على نصر المسلمين على الصليبيين؛ فانسحب الأسبان إلى بلادهم.

أرسل الأسبان أربع حملات دينية متتابعة ليشفوا غليلهم وينتقموا من مصابهم ومن سوء طالعهم أن هذه الحملات رست على شواطئ جزيرة «مينداناو» في الجنوب حيث أغلبية السكان من المسلمين، ففتك المسلمون بتلك الحملات كلها وذلك خلال الفترة من 930هـ حتى سنة 950هـ، وكان (روي لوبيز) قائد الحملة الرابعة وهو الذي أطلق على تلك الجزر اسم (الفليبين) على اسم ملك أسبانيا (فليب الثاني) وخلال الحملات الأسبانية الفاشلة كوّن الأسبان رؤية مستقبلية في التعامل مع صلابة المقاومة الإسلامية في الفليبين.

* الاحتلال الأسباني لجزر الفليبين:
بدأ الاحتلال الأسباني للفليبين سنة 973هـ، أي بعد قرابة الخمسين عامًا من وصول ماجلان لشواطئها، حيث وصلت حملة أسبانية ضخمة بقيادة "ميجل" إلى سواحل الفليبين سنة 973هـ، فرست عند جزيرة «سيبو» وقام الأسبان ببناء قلعة حصينة، جعلوها مقرًا لإقامة الجند ونقطة انطلاق للإغارة على باقي الجزر وبعد قتال عنيف ومرير استولى الأسبان على مملكة «راجا سليمان» في الشمال، ودمر عاصمتها «أمان الله» وأقاموا مكانها مدينة جديدة أسموها «مانيلا»، ولكن مع ذلك التوسع والنصر على المملكة الإسلامية في الشمال ظل الأسبان في حالة فزع وخوف من انقضاض السكان عليهم لضراوة المقاومة الإسلامية هناك، لذلك عمدوا إلى بناء مدينة صغيرة داخل مدينة مانيلا، ولكن شديدة التحصين أطلقوا عليها اسم «انترامورس» أي المدينة المسَّورة ضد المسلمين، وجعلوها مقرًا لحكومة الاحتلال.

وانطلاقًا من مدينة «مانيلا» استولى الأسبان على الجزر الشمالية لقلة عدد المسلمين بها وغلبة الوثنيين، في حين عجزوا تمامًا عن السيطرة على الجزر الجنوبية التي يحكمها المسلمون، وعلى الرغم من المحاولات المستميتة للأسبان لاحتلال مناطق المسلمين إلا إنهم فشلوا في النهاية، فقرروا التركيز على ما تحت أيديهم، فأجبروا السكان على التنصر والتحول إلى الكاثوليكية، وامتزج الأسبان مع السكان الأصليين للجزر المعروفين بالأنديو، فنشأ عنصر خليط من ذلك التمازج هو عنصر «المستيزو» وهو الذي سيشكل رأس الحربة الصليبية ضد مسلمي الفليبين لعهود طويلة وحتى وقتنا الحاضر.

* ملحمة حروب المورو - المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال الأسباني:
المورو هو الاسم الذي يطلق على المسلمين في الفليبين وتايلاند وسيلان ومدغشقر وسائر البقاع التي دخلها الاحتلال الأسباني والبرتغالي لمنطقة جنوب شرق آسيا، وأصل التسمية مأخوذ من لفظة أسبانية معناها صاحب الوجه الأسمر أو الكالح، وكان الأسبان يطلقونها على مسلمي الأندلس والمغرب، فلما فرغوا من إنهاء الوجود الإسلامي في الأندلس، وداروا دورتهم حول أفريقيا، ورست أساطيلهم على جزر أرخبيل الملايو، رأوا المسلمين بها فصعقوا وقالوا: الموروس، ومن يومها أطلق على مسلمي تلك الجزر اسم المورو.

عند احتلال الأسبان للجزر الشمالية للفليبين كان للمسلمين عدة ممالك قوية في الجنوب أهمها سلطنة «ديبتروان»، وسلطنة «صولو»، وسلطنة «ماجنيدنا»، وسلطنة «بويان»، وتلك الممالك هي التي قادت الجهاد الإسلامي ضد الاحتلال الديني الأسباني وبرز العديد من قادة الجهاد الإسلامي مثل البطل المقدام (ديبتروان قدرات) الذي دوخ الأسبان وقهرهم في معارك كثيرة، ومنهم السلطان نصر الدين سلطان المسلمين في جزيرة صولو، والذي قاد الجهاد الإسلامي من داخل الغابات، وأصبح أسطورة البلاد والشبح الذي بث الرعب في نفوس الأسبان لفترات طويلة.

استمرت المقاومة الإسلامية في الفليبين ضد الاحتلال الأسباني طيلة فترة وجود ذلك الاحتلال أي لزيادة على ثلاثة قرون، أخذت خلالها المقاومة الإسلامية هناك شكل الملحمة التاريخية الرائعة ومرت بست مراحل لا تكاد تنتهي الحروب من واحدة حتى تبدأ الثانية، وذلك في التواريخ الآتية:

1ـ الحروب الأولى من سنة 1565م حتى 1578م.
2ـ الحروب الثانية من سنة 1587م حتى 1599م.
3ـ الحروب الثالثة من سنة 1606م حتى 1635م.
4ـ الحروب الرابعة من سنة 1637م حتى 1645م.
5ـ الحروب الخامسة من سنة 1818م حتى 1850م.
6ـ الحروب السادسة من سنة 1851م حتى 1898م.

وخلال تلك الحروب كلها استخدم الأسبان كل أنواع الأسلحة المادية والمعنوية، وأظهروا صليبية مقيتة وصبغوها بصفة دينية كاملة، وتعاون معهم في بعض مراحلها الهولنديون على الرغم من العداوة التاريخية الشديدة بين الأسبان والهولنديين، ولكنه نداء الدين ووحدة الصليب الذي جعلهم يتناسون أحقادهم ويتحالفون ضد المسلمين.

وقد أبدى المسلمون في الفليبين مقاومة باسلة ورائعة صارت مضرب الأمثال في جنوب شرق آسيا كله، فلقد حارب المسلمون من بيت إلى بيت، فلما أحرقوا منازلهم انتقلوا إلى الغابات، فلما أحرقوا الغابات عادون يبنون بيوتًا جديدة من الأغصان وظلوا يقاتلون بمنتهى الشراسة على الرغم من وحشية الاحتلال الأسباني مع مواجهة المقاومة، حتى أنهم أجبروا الحاكم العام الأسباني في الفليبين على الفرار إلى هونج كونج سنة 1895م وهو ما جعل الأسبان يفكرون جديًا في كيفية الخروج من المأزق الفليبيني المرعب ولكن بصورة تحفظ لهم كرامتهم التي تمرمغت في الوحل على يد المقاومة الإسلامية هناك.

* مؤامرة أمريكية أسبانية:
شعر الأسبان بعجزهم الكبير عن مواجهة المقاومة الإسلامية في الفليبين، وبحثوا عن مخرج لأزمتهم فقرروا الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية وكانت وقتها قوة جديدة وناشئة على بيع جزر الفليبين وكوبا وبورتوريكو وهي المستعمرات الأسبانية بمبلغ خمسة ملايين دولار، وذلك بعد عدة معارك استعراضية بين الأسبان والأمريكان سنة 1316هـ ليظهر الأمريكان بصورة المنقذ والمحرر لجزر الفليبين من الاحتلال الأسباني، وبالفعل انطلت الخدعة على سكان البلاد ورحبوا بالأمريكان وساعدوهم بقوة ضد الأسبان، وأعلنت أسبانيا على لسان الحاكم العام للفليبين الجنرال (جوينالدو) استقلال الفليبين عن أسبانيا وذلك سنة 1316هـ.

ولكن سرعان ما اكتشف أهل البلاد الخديعة إذ أعلن الأسبان انسحابهم من الجزر والأمريكان ما زالوا على أراضيها، فطلب مسلموا الفليبين من الأمريكان المغادرة فرفضوا بشدة وأعلنوا ضم الفليبين للولايات المتحدة الأمريكية، فثار المسلمون لذلك وحملوا سلاحهم مرة أخرى ضد الأمريكان الذين ساروا على نفس الخط الأسباني في محاربة الممالك الإسلامية وعزل مناطق المسلمين وفرض سياج من الجهل والتخلف والفقر على أبناء الإسلام هناك، في حين تم تقريب نصارى البلاد واحتضانهم ورفع مستوى المعيشة لأبنائهم وذلك للهدف البعيد وهو تسليم البلاد لتلك الطبقة النصرانية الموالية للاحتلال الأجنبي.

استمر الاحتلال الأمريكي الصليبي للفليبين قرابة النصف قرن استطاع خلالها أن يحقق ما عجز عنه الأسبان في ثلاثة قرون باستخدام الخديعة والمكر والخداع.

* كفاح المسلمين ضد أذناب الاحتلال:
حصلت الفليبين على استقلالها الظاهري من الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1946م ـ 1365هـ، بعد أن سلمت أمريكا الحكم لحلفائهم النصارى وتأكدت من ولائهم التام للسياسة الأمريكية، وأيضًا تركت لهم مهمة محاربة الوجود الإسلامي في البلاد، وبالفعل بدأت الحكومة الصليبية في الفليبين تمارس سياسة البطش والإرهاب ضد مسلمي البلاد بصورة منهجية كما يلي:

1ـ تشجيع النصارى على الاستيطان في مناطق المسلمين وتمليكهم لأراضيهم، مع حرمان المسلمين من المشاركة في المشاريع الهامة والحيوية في البلاد.
2ـ إغراق المناطق الإسلامية بأعداد ضخمة من قوات الأمن لمراقبة تحركات المسلمين وقمع أي ثورة يقوموا بها ضد مظالم الحكومة الصليبية.
3ـ دفع المسلمين لترك أراضيهم الزراعية ومصايد الأسماك، وإرغامهم على اللجوء إلى الغابات والأحراش وشعب الجبال ليمتهنوا أشق الأعمال وأحقرها.
4ـ تشكيل العصابات الإجرامية والمنظمات الإرهابية التي تعمل على إنهاء الوجود الإسلامي في الفليبين وإجبار المسلمين على التنصر أو القتل، ولقد تشكلت عدة عصابات إرهابية كبيرة مثل منظمة «إيلاجا» وقد أشرف عليها الرئيس الفليبيني الهالك ماركوس، وهي مزودة بأحدث الأسلحة ويبلغ عدد أفرادها مائة ألف مجرم وقاتل مأجور، وعصابة الفئران وكانت تهدف لإحراق المزارع وتدمير الأملاك، وعصابة الأخطبوط وتهدف لتصفية قادة المسلمين واغتيال الشباب والعلماء والشيوخ، ولقد قامت تلك التشكيلات الإرهابية والإجرامية بمجازر مروعة بحق المسلمين يندى لها جبين كل حر في العالم المعاصر.
5ـ معارضة كل اتجاه نحو فتح مدارس إسلامية أو إقامة شعائر الإسلام مع تبني عمليات التنصير المنظمة داخل مناطق المسلمين وخاصة الفقيرة منها تحت شعار الفلبيني الصالح هو الفلبيني النصراني.
6ـ استدراج المسلمين لصدامات مفتعلة لخلق الذرائع اللازمة للقضاء عليهم وجر المسلمين لمعركة هم غير مستعدين لها، وكانت الخطة الصليبية تقضي بأن يتم الاستيلاء على أراضي المسلمين في البداية لجرهم إلى القتال وهم غير مستعدين على حين تهيأ النصارى للقتال واستعدوا، وبالفعل تم زحف النصارى من الشمال إلى الجنوب حيث مناطق المسلمين وذلك سنة 1391هـ ـ 1970م، وبدأت عمليات الشغب وحرق المزارع وإلقاء السموم في الآباء وقتل الحيوانات، كما قامت حوادث الخطف والاغتيال وأدى ذلك القتال لتشريد أكثر من ستين ألف أسرة مسلمة في الجبال والغابات.

على الرغم من ضخامة وكثافة الهجوم الصليبي على مسلمي الفليبين إلا أن مسلمي الفليبين الذين جاهدوا الاحتلال الأسباني ثم الأمريكي لقرون زادوا استمساكًا بدينهم وإصرارًا على حقوقهم، وتكونت في بداية الأمر منظمة إسلامية لقيادة الكفاح الإسلامي ضد العدوان الصليبي وهي جبهة اتحاد الهيئات الإسلامية وتعرف اختصارًا (بانسا) بزعامة الدكتور أحمد ألونتو ثم تكون الذراع العسكري لتلك الجبهة باسم «الجبهة الوطنية لتحرير مورو» بزعامة نورميسوري وسلامات هاشم رحمه الله.

تحصن المسلمون بأعداد كبيرة في بلدة «بابا لومان» وطالبوا بفصل المناطق الإسلامية في جزر مينداناو وصولو وبالاوان، وتدخلت منظمة المؤتمر الإسلامي، ولكن أصر نصارى الفليبين وزعيمهم ماركوس على مواصلة قمع المسلمين، وظل القتال بين الطرفين عدة سنوات أبدى فيه المسلمون ضراوة في القتال والمقاومة أجبرت الحكومة الصليبية في الفليبين على الجلوس على مائدة المفاوضات وذلك سنة 1396هـ بعاصمة الجماهيرية الليبية طرابلس وبرعاية الرئيس الليبي معمر القذافي، وتم الاتفاق على بنود معاهدة السلام بين الطرفين كانت في مجملها لصالح المسلمين في الفليبين.

لم يكن في نية الحكومة الصليبية في مانيلا الوفاء بأي بند من بنود معاهدة السلام، وإنما كانت مناورة لالتقاط الأنفاس والتعرف على قادة المسلمين الحقيقيين ومواطن قوة المقاومة، وبالفعل لم تمض سوى عدة شهور حتى نقضت الحكومة الصليبية في منانيلا تعاهداتها كلها وهجمت بقوات ضخمة على جزيرة مينداناو سنة 1397هـ، وأوقعت عدة مجازر مروعة في بولوان وكوتاباتو، وقرية سوباه بوكول، وكان الهجوم من كل الاتجاهات برًا وبحرًا وجوًا، وسقط الضحايا بالآلاف، وكان القصف بأسلحة محرمة دوليًا، وكانت القوات الصليبية تتعمد استهداف المساجد والجوامع والكتاتيب لطمس معالم الوجود الإسلامي غير أن قوات حركة تحرير مورو استطاعت أن تصد الهجوم الحكومي وتكبده خسائر كبيرة من بينها قائد الحملة الصليبية نفسه الجنرال المجرم (باتيستا)، وبرز في المقاومة الإسلامية القائد البطل (عثمان صالح) الذي أرهق الصليبيين بتكتيكاته القتالية الذكية حتى أن الطاغية ماركوس قد وضع مكافأة تقدر بمائة ألف دولار لمن يأتي بعثمان صالح حيًا أو ميتًا، وقد حاولت منظمة المؤتمر الإسلامي وبعض الدول الإسلامية الاحتجاج على المجازر التي ترتكبها الحكومة الصليبية بحق مسلمي الفليبين، ولكن ذهبت كلها أدراج الرياح.

وعلى الرغم من رحيل ماركوس الصليبي في سنة 1406هـ ـ 1986م، وتظاهر الحكومة الجديدة بإنصاف المسلمين وإعطائهم حقوقهم السليبة إلا إن شيئًا لم يتغير على أرض الواقع، وما زالت فصول الملحمة قائمة.
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلــــــــــــــــــــــــــنا اخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة
السلام عليكم

تطور النزاع حول إقليم الصحراء الغربية

كان اقتسام الدول الاستعمارية للشرق الإسلامي ـ وبلاد العرب جزء منه ـ إيذانا بنهب ثرواته ، وتفتيت أرجائه، وتركه يعاني الأمرّين من الفقر والجهل والمرض، ولم يكتف بذلك بل أوجد تركة ثقيلة من مشكلات مزمنة استعصت على الحلّ؛ ففي كافة البقاع الإسلامية تظل رحى الدمار تدور وتطحن هذه الأرجاء .

حين تعذر البقاء للاستعمار لاستيقاظ روح المقاومة في جنبات عالمنا سعوا لغرس أفكار، وأشخاص تربوا على مبادئ الاستعمار ليقودوا مسيرة الاستعمار، واستنزاف خيرات بلادنا لصالح الاستعمار السابق، أو تركوا مشكلة مستعصية تؤمن أن يظل البلد في ارتباك دائم فلا يجد حلا إلا بالعودة إلى الولاء للمحتل السابق ، لتعيش هذه الفئة تحت رعايته لاحقا ، وتسعى لسماع ما يقول ، وتأتمر بأمره .

وكان هذا شأن الاحتلال الذي جسم على أنفاس دول المغرب العربي، واستطاعت المقاومة الصامدة أن تلقن المحتل دروسا في التحدي .. ولكن جنى الثمرة آخرون من أصحاب التوجهات اليسارية أو القومية ، أو الرأسمالية وتعود الغنيمة الباردة للاستعمار السابق بعد أن نضج الصيد على نار هادئة .

والصحراء الغربية تتنازعها العديد من الرؤى والمفاهيم بعد دفعها إلى المنظمة الدولية التي تعمل لحساب القوى الكبرى ، ولا تنظر لحقوق، ولا لقيم ولا تلتزم بمبادئ حتى لو أقرها القانون الدولي، وها هي رؤية محايدة للقضية

أولاً: تباين مفهوم حق تقرير المصير بين أطراف النزاع

مفهوم المملكة المغربية لحق تقرير المصير

أكدت المغرب، دوماً، أنها كانت صاحبة المبادرة الأولى لإدراج المشكلة الصحراوية في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولذلك فهي لا ترى وجود تناقض بين فلسفة الأمم المتحدة، فيما يتعلق بإنهاء الاستعمار بصورة عامة، وفي الصحراء الغربية بصورة خاصة، وبين السياسة، التي دعت إليها المملكة المغربية؛ من أجل تحرير الصحراء الغربية من الاستعمار الأسباني،كما ترى الحكومة المغربية أن إقرارها بحق تقرير المصير للصحراء الغربية لا يعني التخلي عن جزء من أراضيها، بل هو إصرار على استرداد كل أراضيها، ومن ثم، فإن مساهمتها في صياغة قرارات الأمم المتحدة، منذ عام 1965 والخاصة بحق تقرير المصير، تعني إعادة دمج الصحراء الغربية بأراضي المملكة المغربية.

كما أنه لا يوجد شك في أن أطرف النزاع في هذه المشكلة هما أسبانيا والمغرب فقط، ولذلك فهي ترى أن التطبيق السليم لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم 1514/15، والقرارات الأخرى التالية لها، وذات الصلة بالمشكلة، يكمن في الجمع بين مبدأي إنهاء الاستعمار واحترام وحدة المغرب وسلامتها الإقليمية. ولقد حددت المغرب أربعة شروط لإجراء الاستفتاء لتحقيق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، تمثلت في الآتي:

أ. انسحاب القوات الأسبانية وجهازها الإداري.

ب. وجود قوات الأمم المتحدة في الإقليم.

ج. إدارة الأمم المتحدة للإقليم.

المغرب والجزائر مشكلة الصحراء الغربيةوأضافت المغرب شرطاً أساسياً لصيغة الاستفتاء، وهو أن يكون هذا الاستفتاء بهدف تحديد رغبة شعب الصحراء في البقاء تحت سلطة أسبانيا أو الاتحاد مع المملكة المغربية ، وقد استندت المملكة المغربية إلى العديد من الحجج في مطالبتها بالصحراء الغربية، تمثلت في التاريخ المشترك، والامتداد الجغرافي لهذا الإقليم، وكذلك الصلات الدينية والحقوق التاريخية المشتركة، إضافة إلى لجوء بعض الشخصيات الصحراوية إلى المغرب معلنين بيعتهم للملك الحسن الثاني، خاصة بعد إعلان جبهة البوليساريو الحرب عام 1973. ولذلك كانت موافقة المملكة المغربية على إجراء الاستفتاء في إقليم الصحراء الغربية لا تعبر عن تغيير في السياسة المغربية، بقدر ما تعبر عن الاستجابة لظروف خارجية، أدت إلى الموافقة على إجراء الاستفتاء، وكان من أهم هذه الظروف تأخير قبول الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية في منظمة الوحدة الأفريقية، حيث كانت جميع المؤشرات تؤكد وجود تأييد أفريقي متزايد لها.

مفهوم الجمهورية الجزائرية لحق تقرير المصير

هواري بو ميدين ـ الرئيس الجزائري الأسبقاستند المفهوم الجزائري لحق تقرير المصير إلى العديد من قرارات الأمم المتحدة، ومنها القرار الرقم 1514، الصادر عن الدورة الرقم 15 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يؤكد حق الشعوب في تقرير مصيرها، والإقرار بحريتهم الكاملة في اختيار وضعهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، كذلك استند إلى القرار الرقم 3229/20 الذي يؤكد ضرورة اتخاذ الخطوات العاجلة، في الأقاليم التي لم تحقق استقلالها، لتحويل السلطة إلى شعوب هذه الأقاليم، بدون شروط أو تحفظ في التعبير، وبكل حرية من دون النظر إلى المعتقد أو اللون أو الجنس، لكي يمكنهم الحصول على الاستقلال التام، واستندت الجمهورية الجزائرية أيضاً إلى أن الصحراء الغربية هي أحد الأقاليم، التي لا تتمتع بالحكم الذاتي، ومن ثم يتعين على الدولة القائمة بالإدارة،

وفقاً للفصل الحادي عشر من ميثاق الأمم المتحدة، أن تسير بها نحو الاستقلال، من خلال ممارسة سكانها لحق تقرير المصير ، كذلك بُني المفهوم الجزائري على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة أرقام 2591/24، 2711/25، 2984/27، 3163/28، والتي تقر بوجوب ممارسة سكان الصحراء لحقهم في تقرير مصيرهم، من خلال الاستفتاء ، على أن تقوم الدولة القائمة بالإدارة، بالتشاور مع الحكومة المغربية والموريتانية، وأي طرف آخر، بتقرير الإجراءات لإجراء هذا

الاستفتاء.

وعلى رغم أن الجزائر قد أيدت مسعى المغرب، فيما طلبته من محكمة العدل الدولية، فإنها، بعد صدور حكم المحكمة في 16 أكتوبر 1975، تمسكت برؤية المحكمة من حيث عدم ثبوت وجود أي رابطة من روابط السيادة الترابية بين الصحراء الغربية، وبين أي من المملكة المغربية أو الجمهورية الموريتانية، وإذا كان تنظيم المغرب للمسيرة الخضراء قد شكل ضغطاً على أسبانيا، نتج عنه توقيع اتفاق مدريد الثلاثي، الذي تضمن تقسيم الصحراء الغربية بين المملكة المغربية والجمهورية الموريتانية، على رغم ذلك فإن الموقف الجزائري كان معارضاً لاتفاق مدريد ووصفه بأنه انتقاض لقرار مجلس الأمن ، ولقد سلمت الحكومة الجزائرية مذكرة إلى الأمين العام، وضحت فيها عدم اعترافها باتفاقية مدريد، وأعلنت أن الإطار الوحيد والمقبول، لتصفية الاستعمار في الصحراء، يجب أن يكون تحت إشراف الأمم المتحدة، وعلى أساس مبدأ حق تقرير المصير .

وترى الحكومة الجزائرية أن المملكة المغربية لها مطامع بإنشاء إمبراطورية كبرى، تمتد من طنجة إلى تمبوكتو، وإلى سان لوي في السنغال، كما تضم جزءاً من الجزائر ومالي، إضافة إلى الصحراء الغربية والجمهورية الموريتانية، حتى تصل إلى مصب نهر السنغال.

وتفسر الجزائر سياسة المملكة المغربية تجاه مشكلة الصحراء الغربية في الآتي:

أ. سياسة التوسع على حساب الشعوب الأخرى.

ب. إعطاء تفسيرات خاصة لمسألة تصفية الاستعمار، وتطبيق مبدأ تقرير المصير.

ج. عدم الاعتراف بجبهة البوليساريو، واعتبارها حركة غير شرعية، ولا تمثل

سكان الصحراء الغربية.

د. عدم الاعتراف بالحدود الموروثة عن الاستعمار.

هـ. اعتماد سياسة التعنت ضد القوى الوطنية المغربية، التي تؤيد مبدأ تقرير مصير سكان الصحراء الغربية.

وقد ركزت السياسة الجزائرية على محورين أساسيين تمثلا في:

المحور الأول: إقناع المجتمع الدولي بضرورة العدول عن التسوية، التي تم التوصل إليها، وتطبيق مبدأ حق تقرير المصير على سكان الصحراء، وتكثيف الحملات الدبلوماسية لدى الدول والمنظمات الدولية؛ لدفعها إلى الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية.

المحور الثاني: التركيز على موريتانيا، من خلال تقديم الدعم المادي والعسكري لجبهة البوليساريو؛ لإرغامها على العدول عن موقفها المؤيد للمغرب، حيال مشكلة الصحراء .

مفهوم الجمهورية الموريتانية لحق تقرير المصير

عندما طلبت المملكة المغربية الاستشارة من محكمة العدل الدولية، ساندت الجمهورية الموريتانية هذا الطلب، إلا أنها اعترضت على أسئلة الاستفتاء، فطالبت بأن يشمل حق تقرير المصير سؤالاً ثالثاً، وهو العودة إلى الوطن الموريتاني، ولذلك تم تسليم مذكرة للأمم المتحدة في 20 أغسطس 1974، أكدت فيها موريتانيا أن الصحراء الخاضعة للإدارة الأسبانية هي جزء من الأراضي

الموريتانية، وأنها لم تفوض أحداً بالتفاوض، نيابة عنها مع الدولة، التي تدير الإقليم، ومع صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، وقعت اتفاقية مدريد الثلاثية، في 14 نوفمبر 1975، بين المغرب وموريتانيا وأسبانيا، وفي 14 أبريل 1976 وقعت اتفاقية ثنائية بين موريتانيا والمغرب

لتقسيم الصحراء بينهما، إلا أن تركيز جبهة البوليساريو لعملياتها العسكرية ضد موريتانيا، أدى إلى قيام الحكومة الموريتانية بطلب المساعدة العسكرية من المغرب وفرنسا، وعلى رغم نجاح جبهة البوليساريو في هجماتها وتهديدها للأمن والاستقرار الموريتاني، فإن موريتانيا لم تعدل عن موقفها وتعاونها مع المغرب.

ومع تزايد الاضطرابات الموريتانية الداخلية، وتعدد الانقلابات العسكرية ، وقعت اتفاقية الجزائر، بين موريتانيا وجبهة البوليساريو، في أغسطس 1979، والتي أكدت إنهاء حالة الحرب بين موريتانيا وجبهة البوليساريو، وانسحاب القوات الموريتانية من وادي الذهب، وبعد ذلك دخلت الحكومة الموريتانية في مفاوضات مع المغرب، فتم الاتفاق على انسحاب القوات المغربية من الأراضي الموريتانية، وفضلت موريتانيا عدم التدخل في مشكلة الصحراء، والابتعاد عن أي نزاعات حيال هذه المشكلة.

المفهوم الأسباني لحق تقرير المصير

كيفت الحكومة الأسبانية موقفها، من مبدأ حق تقرير المصير، مع تطور الأحداث السياسية والمتغيرات، التي تطرأ على العلاقات بين دول المغرب العربي، ففي إحدى المراحل، أيدت أسبانيا حق تقرير المصير لشعب الصحراء، مؤكدة أن أساس إنهاء الاستعمار في الصحراء هو قيام السكان الأصليين بممارسة حقهم في تقرير مصيرهم، وفقاً لمبادئ وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الرقم 1514/15، وفي مرحلة أخرى، عندما أيدت الأمم المتحدة تطبيق هذا المبدأ، تراجعت أسبانيا، بحجة عدم أهلية السكان وعدم استعدادهم، وكذلك عدم رغبة زعماء قبائل الصحراء في عدم التعجل بالتنفيذ. وعندما تعاونت أسبانيا مع الجماعة الصحراوية، وضمنت أن مصالحها ستتحقق عبر هذه الجماعة، عملت على بناء تنظيم سياسي صحراوي، بهدف منحه الاستقلال، استناداً إلى إقرار الجماعة الصحراوية عام 1974 للنظام الأساسي، الذي يقضي بإقامة حكم ذاتي، وعندما تقدمت كل من المغرب وموريتانيا بطلب الحصول على الرأي الاستشاري من محكمة العدل الدولية، تراجعت أسبانيا عن فكرة الاستفتاء، على أن تمنح الإقليم حكماً ذاتياً، لذلك كان الموقف الأسباني متردداً، وكان تمسكها بمبدأ حق تقرير المصير والشروع في بناء دولة صحراوية، من خلال التنظيم السياسي للجماعة الصحراوية، ما هو إلا عوامل، كانت تستغلها للحفاظ على مصالحها في الإقليم.

الحركة الوطنية الصحراوية

خلال سنوات الاحتلال الأسباني للصحراء الغربية، والتي بدأت في أوائل القرن وانتهت عام 1976، لم تكن الصحراء جرداء سياسياً. على العكس تماماً، كانت هناك الحركة السياسية والانتفاضة الوطنية في الصحراء. وعلى الرغم من قلة عدد السكان بالنسبة إلى المساحة الشاسعة، وعلى الرغم من أنهم ـ في معظمهم ـ بدو رحل يصعب عليهم التماسك الحضري في حركة واحدة أو سلسلة مترابطة، فإن الحافز الوطني كان دائماً مشتعلاً ضد الاحتلال الأسباني، تقوده القبائل الصحراوية الغربية الأصل، وهي حوالي 1700 قبيلة يتزعمهم قبيلة الرقيبات، التي تعتبر أكبر وأقوى هذه القبائل، وكانت أهم هذه الثورات، التي قامت بها القبائل الصحراوية، هي ثورة 1934، وثورة 1957 ، وقد شهد عقد السبعينيات تطوراً مثيراً في مسار الحركة الوطنية الاستقلالية بالصحراء، إذ برز على السطح حادثان مهمان:

1. شهدت الصحراء انتفاضة شديدة الغليان ضد الاحتلال، خاصة في مدينة العيون عام 1970، تماثل انتفاضتي عامي 1943 و1957، إن لم تكن أشد. وكانت بقيادة صحفي سابق هو "البصير ولد سيدي إبراهيم"، الذي اعتقله الأسبان وقتها، ثم استُشهد فيما بعد. ولقد استطاعت هذه الانتفاضة الدامية أن تحرك كثيراً من الأحداث، وأن تدفع بها إلى تطورات أعمق، وأن تبلور الحركة الوطنية، من مجرد "هبّات" فجائية، إلى حركة أكثر تنظيماً، تمهد لمرحلة تطور جديدة.

2. في عام 1970، أُعلن عن تشكيل منظمة سرية جديدة في الصحراء، تعمل لمقاومة الممثل الأسباني، هي منظمة (موريهوب) أي الرجال الزرق ويطلق على الطوارق غالبا .

وعملياً تعد الموريهوب أول منظمة سياسية صحراوية يسارية، حتى ذلك الوقت. فلقد تأسست بدعم جزائري مباشر، واستطاعت أن تمد تعاونها إلى قلب أسبانيا، حيث وجدت مساندة سياسية من الحزب الشيوعي الأسباني، وكذلك تعاونت مع حركة استقلال جزر الكناري، وكان مقر الحركة الأخيرة، مثل مقر الموريهوب، في الجزائر.

وقد بنت الموريهوب فلسفتها السياسية على عدة مبادئ، أهمها:

· الاستقلال التام وقطع كل تعاون مهما كان نوعه مع أسبانيا. لا تقارب أو تعاون من أي شكل مع المغرب وموريتانيا.

· إقامة دولة مستقلة في الصحراء ذات حكم ديموقراطي تقدمي شعبي.

غير أن تطور الأحداث في قضية الصحراء، وتسابق الزمن، واحتدام الصراع بين "الأطراف المعنية" الجزائر والمغرب وموريتانيا، من جهة، ونضوج الحركة الوطنية في الصحراء، وتعمق مفاهيمها، واستفادتها من التجارب، من جهة أخرى، ساعدت على بروز عنصر جديد، قلب موازين القوى في صراع الصحراء، وهو ظهور الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو)، في مايو 1973.

وقد تعددت التنظيمات السياسية، التي كانت سائدة في الصحراء الغربية، منذ عام 1960، وتمثلت في الآتي:

1. مجلس الأربعين

تم إنشاؤه عام 1960، ويتكون من 41 عضواً، وهم من شيوخ القبائل، ويختص هذا المجلس بحفظ الأمن، وإعلان الحرب ضد المعتدين، وعقد الصلح مع المتحاربين، كما يقوم المجلس بتعيين القضاة، الذين يكونون من كبار العلماء والفقهاء وينظرون في الخصومات والنزاعات بين سكان المنطقة.

2. المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء

تأسست عام 1966، بهدف تكوين جبهة ثورية، طالبت بتكوين إدارة صحراوية قادرة على تسيير البلاد والعمل على تحديد توقيت انسحاب القوات الأسبانية من إقليم الصحراء، وكذلك طالبت بالمساواة بين الأسبان والصحراويين في الحقوق والمطالب، كما كان هدفها حل الجمعية الصحراوية، وإجراء انتخابات حرة، ووقف الهجرة الأسبانية، ولذلك قامت أسبانيا بإجراءات قمعية ضد الصحراويين.

3. حزب الإسلام

وتأسس هذا الحزب عام 1965، وتحددت مبادئه في التحرر بالسلاح، والانضمام إلى المملكة المغربية، مع الاحتفاظ بحقوق كاملة لسكان الإقليم الصحراوي، وأثار هذا المبدأ خلافات حادة داخل الحزب، وحًسم الخلاف لصالح الاستقلال التام عن الاستعمار الأسباني على أنه مرحلة أولى.

4. حركة المقاومة لتحرير الأقاليم الواقعة تحت السيطرة الأسبانية

وعرفت هذه الحركة سابقاً، باسم حركة الرجال الزرق، التي أنشأتها المغرب عام 1961، وكانت تهدف إلى توحيد الصحراء مع المغرب، إلا أنها غيرت مقر قيادتها إلى الجزائر ثم بلجيكا، ثم استقرت عام 1975 بالمغرب . واصطدمت بالقوات الأسبانية عدة مرات، وانفصل عن هذه الحركة مجموعة من أصل مغربي طالبوا بالاندماج مع المغرب، في إطار حزب جبهة التحرير والوحدة.

5. حزب الاتحاد الوطني الصحراوي

تأسس هذا الحزب تحت إشراف الحكومة الأسبانية في أكتوبر 1974، إذ سعت الإدارة الأسبانية لمد سيطرتها على كل أنحاء الصحراء الغربية، بهدف تحضيرها لتسلم السلطة، في أعقاب الانسحاب الأسباني من الصحراء؛ لكي تستطيع، من خلال هذا الحزب، المحافظة على مصالحها الاقتصادية والتجارية، وانضم لهذا الحزب، أعضاء الجماعة الصحراوية، وبعد حل هذا الحزب، انضم معظم قادته إلى جبهة البوليساريو.

6. الجماعة الصحراوية

منذ عام 1958، بدأت الخصوصية الصحراوية تتضح معالمها في إطار العلاقات الثنائية الأسبانية ـ الصحراوية. وفي عام 1961 قامت أسبانيا بإصدار وثيقة، تعتبر فيها الساقية الحمراء ووادي الذهب جزءاً من أسبانيا، وفي خطوة تالية قامت الإدارة الأسبانية، في عام 1967، بإنشاء الجماعة الصحراوية، التي تضم زعماء القبائل الصحراوية، في الساقية الحمراء ووادي الذهب ومدينة العيون والداخلة، وزعماء البطون والفروع الكبرى لكل قبيلة، وبذلك وصل عدد أعضاء

هذه الجماعة 102 عضواً، وتحدد مهمة الجماعة في تمثيل السكان المحليين، في علاقاتهم مع الإدارة الأسبانية، والإشراف والسيطرة على العلاقات القبلية، وكان السبب الأساسي لتكوين هذه الجماعة، هو توفير التغطية القانونية اللازمة لاستمرار النفوذ الأسباني في الصحراء الغربية، وذلك من خلال استيعاب جميع الحركات والاتجاهات والأحزاب، داخل هذه الجماعة؛ لتكون تحت السيطرة الأسبانية .

7ـ الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ـ البوليساريو

ظهرت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، بعد المذابح الأسبانية ضد شعب الصحراء، عام 1970، حيث عُقد المؤتمر التأسيسي الأول، بتاريخ 10 مايو 1973، على الحدود بين موريتانيا والصحراء، وأعلن فيه ميلاد جبهة البوليساريو ، على أنقاض كل التنظيمات السياسية القائمة، في ذلك الوقت، والتي سبقت الإشارة إليها. إذ استطاعت الجبهة أن تضم إلى صفوفها جميع المناضلين في الصحراء، وكذلك كل التنظيمات السياسية فيها، ولذلك أصبحت جبهة البوليساريو هي التنظيم الوحيد الممثل لشعب الصحراء. وقامت على أهداف ومبادئ أكثر تحديداً ووضوحاً. وركزت في هدف رئيسي، هو الاستقلال التام للصحراء، بعيداً عن أسبانيا والمغرب وموريتانيا. وبنت أساليبها على أساس العمل السياسي والعسكري المنظمَيْن. وتحددت الأهداف السياسية للكفاح المسلح في الآتي:

1. عروبة الصحراء، بإرجاعها إلى أصلها العربي، رداً أولياً على الاستعمار الأسباني، الذي حاول، بمختلف الأساليب الاستعمارية، إلحاق الأراضي الصحراوية، تعسفاً، بالأراضي الأسبانية.

2. الرد على الإهمال العربي، سواء من قِبَل الأنظمة العربية المجاورة، في شمال أفريقيا، أو من قِبَل الأنظمة العربية، التي تبتعد مسافات بعيدة عن الإقليم.

وعلى رغم أن جبهة البوليساريو قد تكونت في موريتانيا، فإن التطور الأساسي في الحركة، بعد أن حقق زعماء الجبهة اتصالهم وتفاهمهم مع الجزائر، باعتبارها دولة تقدمية، تناصر حركات التحرر العربية والأفريقية، دفع قيادات الجبهة، منذ عام 1974 إلى التوجه إلى الجزائر، التي رحبت بهم. وتميزت هذه المرحلة بأنها المنطلق الوحدوي لشعب الصحراء في مواجهة الاستعمار، وارتكزت انطلاقة الجبهة، خلال هذه المرحلة، على الآتي:

1. أن المنطقة الممتدة من جبل طارق إلى نهر السنغال تطل على المحيط الأطلسي، أي أنها حكماً يجب أن تخضع لسياسة الحلف الأطلسي، والساقية الحمراء ووادي الذهب تعتبر نقطة التلاقي في شمال غرب أفريقيا، ومن ثم، هي نقطة التماس بين الوطن العربي والقارة الأفريقية.

2. نظراً للأهمية الإستراتيجية لإقليم الصحراء، عسكرياً واقتصادياً، فإن بقاءه تحت سيطرة الاستعمار والإمبريالية سيكرسه مركزاً لمراقبة شعوب المنطقة وكل تحركاتها، هذا فضلاً عن الناحية الاقتصادية المتمثلة في وجود الموارد الطبيعية في الصحراء.

3. الانتماء إلى الوطن العربي، والإيمان بأن الشعب في الساقية الحمراء ووادي الذهب هو شعب عربي، وسيبقى، كما كان قديماً، منارة جديدة في النضال ضد الوجود الاستعماري في المغرب العربي.

انطلاق الكفاح المسلح

كان يوم 20 مايو 1973 بداية مرحلة الكفاح المسلح لجبهة البوليساريو اليسارية بدعم من الجزائر وليبيا، وركزت، خلال هذه المرحلة، على التنسيق بين أجهزة التنظيم، التي بدأت تسير في خطها الطبيعي، وعلى رغم كل الجهود، التي بذلتها جبهة البوليساريو، كان هناك نقص ملحوظ في الإمكانيات والقدرات العسكرية، إذ وصل أعضاء جيش التحرير الشعبي إلى خمسة وأربعين مقاتلاً ، وإلى جانب النقص في أعداد الجبهة العسكرية، وكذلك في سلاحها، كان لجبهة البوليساريو "معارضة إقليمية شديدة"، فبدلاً من الدعم والمساندة المنتظرة في كفاحها، قامت الحكومة الموريتانية بحرمان شعب الصحراء من مساعدتها، أما الحكومة المغربية، فقد ذهبت إلى أبعد من ذلك، فمارست الضغوط على المواطنين اللاجئين إلى المغرب لأسباب سياسية؛ ليكونوا آلة سياسية تخدم أهدافها ، كما أعلنت جبهة البوليساريو أن تدخلات الجيش المغربي ضد الشعب الصحراوي قد تعددت، ووصلت إلى درجة الإبادة للصحراويين.

وفور إعلان الجبهة عن أهدافها وبيانها السياسي، في أغسطس 1974 ، بدأ الاستعمار الأسباني في مقاومتها ومطاردتها داخل الأراضي المغربية والموريتانية، وأدى ذلك إلى انتشار عمليات الجبهة، التي انتشرت على طول الأراضي الصحراوية، خاصة بعد الدعم والتأييد الذي قدمته الحكومة الجزائرية للجبهة من أراضيها، وهذا ما مكنها من خوض عمليات متصلة، ومع تزايد حدة المقاومة، التي أصبحت الخيار الوحيد لشعب الصحراء، الذي ساند الجبهة، انضمت كل التنظيمات السياسية إليها. ومع تزايد المقاومة، اضطرت الحكومة الأسبانية إلى إعلان نيتها في إجراء استفتاء في الصحراء الغربية، خلال عام 1975 بإشراف الأمم المتحدة، وبالفعل بدأت الإدارة الأسبانية بإجراء تعداد لسكان الصحراء.

رأت جبهة البوليساريو أنه ليس من الضروري إجراء الاستفتاء؛ لأن حركتهم تمثل شعب الإقليم، ولكنهم يقبلون إجراء الاستفتاء، تحت إشراف الأمم المتحدة، بشروط تمثلت في الآتي:

1. الانسحاب المسبق للإدارة الأسبانية وإحلال إدارة وطنية مؤقتة محلها.

2. الانسحاب المسبق لجميع القوات الأسبانية واضطلاع جيش التحرير التابع لجبهة البوليساريو بالدفاع والأمن في الإقليم، تحت ضمانات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

3. عودة المنفيين واللاجئين السياسيين.

كما أعلنت الجبهة ضرورة مشاركتها لأي هيئة تقوم بالتحقق من هوية الأشخاص، على أن تكون المعايير التي تسود الإحصاء (أو الاستفتاء) هي:

1. انتماء الأشخاص لمجموعة عائلية موجودة داخل الإقليم.

2. عزم هؤلاء الأشخاص على العودة والحياة المستمرة في الإقليم، بغض النظر عن نتيجة التصويت.

وعلى رغم أن تقرير لجنة تقصي الحقائق، الذي قدمته للأمم المتحدة في 15 أكتوبر 1975، قد أوصى بإجراء الاستفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة، فإن البعثة ذكرت، في تقريرها، أن غالبية سكان الصحراء الغربية، قد عبروا عن رغبتهم في الاستقلال ومعارضتهم للمطالب الإقليمية المغربية والموريتانية ، إذ أعرب سكان الصحراء عن أملهم في مساعدة الأمم المتحدة، ومنظمة الوحدة الأفريقية، وجامعة الدول العربية، لهم على نيل استقلالهم.

وبعد إعلان محكمة العدل الدولية لرأيها الاستشاري، في 17 أكتوبر 1975، طلبت الأمم المتحدة من أسبانيا، أن تعلن انسحابها من الصحراء، ونقل إدارتها إلى الأمم المتحدة حتى يتم تحديد رغبات شعب الصحراء، إلا أن المغرب رفضت ذلك! ، وانطلقت المسيرة الخضراء، وبعد ذلك وقع اتفاق مدريد الثلاثي، فأعلنت جبهة البوليساريو معارضتها لهذا الاتفاق، وكان الرد الصحراوي عليه، من خلال اجتماع مدينة القلتة، الذي عُقد في 28 نوفمبر 1975 وحضره 68 عضواً من أعضاء الجمعية العامة الصحراوية، وثلاثة أعضاء صحراويين في البرلمان الصحراوي ـ الكورتس ـ وأصدروا وثيقة نصت على:

1. أن الطريق الوحيد لاستشارة الشعب الصحراوي هو تمكينه من تقرير مصيره بنفسه، والحصول على استقلاله، من غير أي تدخل أجنبي، مهما كان نوعه، ولكون الجمعية لم تنتخب ديمقراطياً من قِبَل الشعب الصحراوي، فإنها لا تستطيع أن تقرر مصيره.

2. ن الجمعية العامة، بإجماع أعضائها، تقرر حل نفسها نهائياً، حتى لا تستغل أسبانيا هذه المؤسسة لخدمة مصالحها وأهدافها.

3. إن السلطة الشرعية والوحيدة للشعب الصحراوي هي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، المعترف بها من قِبَل الأمم المتحدة.

4. في إطار حلّ يقوم على أساس الوحدة الوطنية، وخارج أي تدخل أجنبي، أسس مجلس وطني صحراوي مؤقت.

5. نحن الموقعين وثيقة مدينة قتلة؛ نؤكد من جديد، تأييدنا غير المشروط للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي.

6. نؤكد، من جديد، إصرارنا على استمرار الكفاح من أجل عز وطننا حتى الاستقلال التام، والحفاظ على وحدته الترابية.

وهكذا نجد أن البوليساريو لم تنشأ في فراغ، لكنها برزت فوق أرضية سياسية محددة وسابقة على نشأتها هي، فاكتسبت منها وتعلمت من دروس نجاحها المحدود وفشلها اللا محدود، فسارعت البوليساريو خلال سنوات انطلاقها الأولى إلى التركيز على وضع "برنامج سياسي واضح المعالم" وعلى تحديد الهدف الإستراتيجي لها، واللجوء إلى أساليب الوصول إلى هذا الهدف، سواء كان أسلوباً سياسياً أو عسكرياً أو كان مزيجاً بينهما، مثل كل حركات التحرير.

فقد انطلقت الحركة في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية مميزة، ساعدت، في معظمها، على إعطاء الانطلاق دفعة قوية، وساعدت على إعلاء مكانة هؤلاء الصحراويين، فوضعتهم في صفوف المناضلين من أجل الحرية، وربطت حركتهم بحركة التحرر العالمي والنضال ضد الاستعمار.

انطلقت حركة البوليساريوـ في مناخ عام يدعم التوجه القومي ـ بينما كانت الجزائر في عزّ نشأتها السياسية، لا عبر أفريقيا فحسب، بل في العالم الثالث ومجموعة عدم الانحياز، وفي العالم كله، من خلال مبادرات سياسية بارزة، قادها رئيسها الراحل هواري بومدين. وكانت أبرز ملامح هذه السياسة هي تبنـّي الجزائر رسمياً لحركات التحرر في العالم الثالث، كما تبنت مص إبان حكم عبد الناصر حركة التحرير الجزائرية واستضافت أحمد بن بيلا في القاهرة ومساندتها لها، كذلك انتهاجها خطاً راديكالياً مع قضايا التحرر والاستقلال السياسي والاقتصادي، ومع الكفاح المسلح ضد الامبريالية العالمية، وبقايا التراث الاستعماري، والنهب المنظم لثروات الشعوب.

لقد وجدت البوليساريو أحضاناً دافئة في الجزائر، التي منحتها المأوى المؤقت ـ في صحراء تندوف، ومنحتها الدعم السياسي والمالي والعسكري، بكل أبعاده، منطلقة من موقفين: الأول هو ما يمليه التوجه الجزائري من مناصرة حركات التحرير وحق تقرير المصير، والثاني هو موقف الجزائر تجاه المغرب، ورغبتها في حرمانه من ضم الصحراء الغربية، حتى لا تكون عمقاً إستراتيجياً ومخزوناً إضافياً للعرش المغربي. ولا جدال أن حسابات موازين القوى الإقليمية في شمال أفريقيا، تفرض على الجزائر أن تطوق سلطة هذا العرش وتقلص نفوذه لصالحها، بحيث تتحول الصحراء الغربية إلى دولة مستقلة، تصبح بشكل من الأشكال "مجالاً حيوياً" للجزائر، وتسمح لها بمد خط سكك حديدية مباشر يربط الجنوب الجزائري الغني بالمعادن والغاز والبترول، بشواطئ المحيط الأطلسي، ليكون أقصر طريق بين المناجم والحقول البترولية وموانئ التصدير إلى أوروبا وأمريكا.

ثم إن البوليساريو انطلقت في مرحلة "انطلاقة" العقيد معمر القذافي إلى أفريقيا، حين شكلت ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية عامل جذب شديد لعدد كبير من الثوار، والمتمردين، والساخطين ضد نظم حكم مختلفة. وجاءت حركة البوليساريو ليجد القذافي فيها نموذجاً فريداً من "العمل الثوري"، ولتجد هي فيه نموذجاً فذاً "للقائد الثوري". وسرعان ما تلاقت الأهداف.

ولكن ظل الخلاف الحاد بين أطراف النزاع والاستقطاب ، والثروة التي تحويها الصحراء الغربية مثار مطامع لكافة الأطراف ، وإن كان قرار الاستفتاء الخطير قبل 30 أبريل 2010م والذي قررته الأمم المتحدة ربما يضع نهاية للوضع الحالي في الصحراء، ولكن من المؤكد أنه يكون بداية لصراع جديد على الثروة لانتزاعها من الشعب الصحراوي بلعبة الخداع الذي لا يملك مقومات حفظ الثروة بينما يملك الآخرون القوة التي تسلب ما في أيديهم ـ بأي لغة للقوة ـ ، أو تلجأ للحرب من أجل السيطرة على الثروة وحرمان الجميع منها، أو إشراكهم في الفتات دون النظر إلى مستقبل الصحراء .

فهل يدرك شعب الصحراء المصير ؟

بتصرف عن موقع ـ مقاتل من الصحراء
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلنا اخوة​
السلام عليكم

شبه جزيرة القرم .. تاريخ من الجهاد والمحن

http://islamstory.com/sites/default/files/styles/300px_node_fullcontent_img/public/14/03/10/qerm.jpg

كثيرة هي جراحات المسلمين وآلامهم، ولكن القليل من المسلمين من يتألم لها ويناصرها، بل إن النذر القليل من هؤلاء لا يعرفون تاريخها. وكذلك هناك الكثير من التطورات السياسية على الساحة العالمية، ربما لا يفقه مراميها المسلمون، الذين جهلوا تاريخ أمتهم، في الوقت الذي لم ينساه أحفاد الصليبيين.

ننكأْ اليوم جرح المسلمين في بلاد القرم المنسية، حيث تنزل القوات الروسية تقرع طبول الحرب، لنتساءل: لماذا القرم ؟ وهل هناك حقا صراع بين القطبين الروسي والأمريكي ؟ أم هي مصالح تتلاقى بينهما في إبادة المسلمين غرب الأرض ومشرقها ؟

شبه جزيرة القرم
تقع شبه جزيرة القرم في جنوب أوكرانيا، يحدها من الجنوب والغرب البحر الأسود، ومن الشرق بحر آزوف، وكان اسمها فيما مضى "آق مسجد" أي "المسجد الأبيض"، قبل أن يستولي عليها الروس الشيوعيون.

تبلغ مساحة شبة جزيرة القرم 150، 26 كيلو مترا، أما المنطقة التي كانت تخضع لنفوذها فتبلغ أضعاف هذه المساحة، وينتشر فيها التتار، ثم انتشر فيها القوازق حتى تخوم أوكرانيا، ثم تقلصت مع الزمن، حتى انحصرت في شبه الجزيرة هذه.

http://islamstory.com/uploads/8970-3.jpg

الإسلام في شبه جزيرة القرم
وصل الإسلام إلى القرم عن طريق التتار، وذلك في عهد القبيلة الذهبية، الذين يرجع نسبهم إلى جوجي الابن الأكبر لجنكيز خان، ولما مات جوجي قبل أبيه أقطع جنكيز خان لولده باتو بلاد روسيا وخوارزم والوقوقاز وبلغاريا، وأُطلق عليهم القبيلة الذهبية أو مغول الشمال، وهي أول قبائل المغول في اعتناق الإسلام، ويعتبر بركة خان أول من أسلم من أمراء المغول، وذلك عام 650هـ وهو عائد من قرة قورم عاصمة دولة المغول الكبرى. ثم بايع الخليفة العباسي المستعصم بالله في بغداد وأتم بناء مدينة سراي (مدينة سراتوف في روسيا الآن)، عاصمة مغول الشمال وبنى بها المساجد وجعلها أكبر مدن العالم في ذلك الوقت.

كانت دولة المغول المسلمة في بلاد القرم وما جاورها على علاقة طيبة مع دولة المماليك في مصر والشام، وكانا يقفان معا في حملات الجهاد ضد هجمات البيزنطيين.

بدأ الضعف يدب في دولة التتار المسلمين بعد عصر القوة الذي زاد على 120 عاما، نتيجة الصراع بين أبناء الأسرة الحاكمة وتفشي الظلم، فاستقل الحاج شركس في استراخان، واستقل ماماي ببلاد القرم، وزاد الضعف باجتياح تيمور لنك لمدينة سراي في مطلع القرن التاسع الهجري، مما أدى إلى تفتت الدولة الواحدة إلى خمس دول، هي: القرم، استراخان، خوارزم، قازان، سيبريا الغربية.، وهذا كله شجع الروس للوقوف في وجه التتار، الذين ظهر ضعفهم واضحا للعيان.

الصراع بين تتار القرم والروس
تحرك الروس ضد التتار، غير أن حاكم التتار توقتاميش (762- 798هـ) تمكن من صد هجماتهم ودخل موسكو عام 783هـ، غير أنه وقع القتال بينه وبين تيمور لنك، الذي تمكن من هزيمته عام 788هـ، واختفى ولم يعلم له مكان. وعين تيمو لنك على سراي أميرا من قبله، وحينها عاود الروس هجماتهم على التتار في القرم وما حولها.

العلاقة بين الخلافة العثمانية وبلاد القرم
ظهرت الدولة العثمانية كقوة عظمى في الجنوب، وتمكن السلطان محمد الفاتح من فتح القسطنطينية عام 857هـ، وغيَّر اسمها إلى استانبول أي عاصمة الإسلام، وبذلك انتقلت قيادة المذهب الأرثوذكسي المسيحي إلى موسكو، ومن هذا المنطلق فقد أثار المسئولون الروس الروح الصليبية لدى مواطنيهم، فعدّوا التتار والعثمانيين عدوا واحدا، وقد كان كذلك، إذ عدّ العثمانيون بلاد القرم من أملاك الخلافة الإسلامية.

في بداية الأمر لم يكن العثمانيون ليهتموا بأمر الروس إما إزدراءًً بقوتهم واحتقارًا، وإما لانشغالهم بما هو أكبر من ذلك، وعلى الجانب الآخر كان الروس أكثر تخطيطا وإدراكا لمهمتهم الدينية – الصليبية، فعملوا على إيقاع الخلاف بين الأسر التترية، واتجهوا ناحية الشرق لاحتلال قازان، ولم يتحركوا صوب القرم حتى لا يجعلوا العثمانيين يحسون بالخطر الروسي القادم.

وما هي إلا سنوات حتى احتل الروس إمارات قازان 959هـ، والباشغرد 959هـ، استارخان 961هـ، سيبريا الغربية 1078هـ، وهكذا غدت بلاد التتار تحت الاحتلال الروسي باستثناء بلاد القرم، التي أجلها الروس خوفا من العثمانيين [1].

شبه جزيرة القرم .. تاريخ من الجهاد
كانت روسيا عدوا لدودا للخلافة العثمانية، وكانت تمد يد المساعدة لكل من يتوافق معها في حربها ضد دولة الإسلام وخاصة الشيعة الصفويين في إيران، غير أن الكثير من المسلمين لا يعرفون أن العثمانيين كانوا يؤدبونهم يوم رفعوا راية الجهاد وكانت روسيا تدفع الجزية للمسلمين، بل فكر المسلمون في فتح موسكو نفسها، وذلك على حملتين:

الحملة الأولى
كانت في عهد السلطان العثماني سليم الثاني وبقيادة خان قرم (دولت كيراي) في ربيع 978هـ/1571م، بجيش مكون من 120 ألف خيال وأكترهم من منطقة القرم كما جلب معه سرية مدفعية عثمانية، هدفت هذه الحملة من أجل وضع الروس عند حدهم ومنعهم من التوسع على حساب المناطق الإسلامية.

لم يتمكن الجيش الروسي من الدفاع عن مدينة موسكو، بعدما خسر ثمانية آلاف جندي، فضلا عن هروب القيصر (إيفان الرابع الرهيب ) تاركا ورائه 30 ألف خيال و6 ألاف مشاة من حملة البنادق، إضافة إلى مقتل أخوي زوجة القيصر الاثنين.

دخل المسلمون الأتراك موسكو في 24 مايو 1571م، رافعين راية التوحيد والجهاد على أبواب الكرملين، ثم قاموا بإحراق المدينة بعد أن استولوا على خزانة القيصر الهارب، ثم عاد القائد العثماني خان إلى القرم ومعه 150 ألف أسير، وحاملا معه انتصار كبيرا حيت حصل على مباركة السلطان سليم الثاني ولقب " تخت - آلان"، أي "كاسب العرش".

كما بارك السلطان سليم الثاني دولت كيراي بإرساله إليه سيفا مرصعا وخلعة وكتابا سلطانيا، فضلا عن طرد الديوان العثماني للسفراء الروس الذين جاءوا لإيقاف الغزوات الإسلامية القرمية، وقد كان الشعب المسلم آنذاك في إستانبول حانقا جدا على الروس بسبب احتلالهم إمارات قازان واستراخان حيت كانت الاماراتان هما من أوائل الأقطار المنتقلة لحوزة المسيحيين، وحاليا مسلمين وما زالت لدى الروس.

http://islamstory.com/sites/default...ullcontent_img/public/14/03/10/Untitled-2.jpg
شبه جزيرة القرم

الحملة الثانية
أما الحملة الثانية فكانت في عام 1572م، حيث سار خان القرم دولت كيراي بحملة ثانية . اجتاز نهر (oka اوكا)، ولم يصعد إلى الشمال أكثر من ذلك. وترتب على هذه الحملة قيام روسيا بدفع ضريبة سنوية قدرها 60 ألف ليرة ذهبية، وعقدت صلحا مع قرم [2].

الاحتلال الروسي لبلاد القرم
لمّا أصاب الدولة العثمانية الضعف في الجهة الشمالية، تمكن الروس من غزو شبه جزيرة القرم في سنة 1198هـ - 1783م، بعد أن قتلوا 350 ألف من مسلمي القرم. إن حقد الروس على بلاد القرم كبير، سواء كانت روسيا قيصرية أم شيوعية فالأمر واحد، إذ هي حرب على الدين.

تراوحت السيطرة الغربية على بلاد القرم بعد أن ضعفت الخلافة العثمانية بين روسيا الشيوعية وألمانيا النازية، فعندما قامت الحرب العالمية الأولى دمر الروس مدينة سيمفروبول، وقضوا على الحكومة التترية، غير أن الألمان تمكنوا من احتلال القرم من الروس، ثم انسحب الألمان بعد مدة.

سيطر الروس الشيوعيون على بلاد القرم بعد الألمان، وعندها أعلن التتار الجهاد والدفاع عن الدين، ورأى الشيوعيون أن حبل المقاومة طويل، فلجأوا إلى حرب التجويع، فجمعوا الطعام والأقوات من البلاد، ليموت المسلمون جوعا، وكان معدل موت المسلمين 300 إنسانا يوميا، وعندها فضّل المجاهدون لأنفسهم الموت من أن يصيب الناس ما أصابهم من بلاء بسبب اعتصام المجاهدين ومقاومتهم.

في عام 1928م أراد ستالين البلشفي المجرم إنشاء كيان يهودي في القرم، فثار عليه التتار المسلمين بقيادة أئمة المساجد والمثقفين فأعدم 3500 منهم، وجميع أعضاء الحكومة المحلية بمن فيهم رئيس الجمهورية ولي إبراهيم، وقام عام 1929م بنفي أكثر من 40 ألف تتري إلى منطقة سفر دلوفسك في سيبيريا، كما أودت مجاعة أصابت القرم عام 1931م بحوالي 60 ألف شخص.

هبط عدد التتار من تسعة ملايين نسمة تقريبا عام 1883م إلى نحو 850 ألف نسمة عام 1941م وذلك بسبب سياسات التهجير والقتل والطرد التي اتبعتها الحكومات الروسية سواءً على عهود القياصرة أو خلفائهم البلاشفة، وتكفل ستالين بتجنيد حوالي 60 ألف تتري في ذلك العام لمحاربة ألمانيا النازية.

في الحرب العالمية الثانية احتدمت المعركة بين الروس والألمان على أبواب القرم، وظن التتار أن الألمان سيكونون أرحم عليهم من الروس المجرمين، فقرروا الاستسلام لهم انتقاما من الروس، ولم يدر في خلدهم أن الكفر ملة واحدة، وأن عداوة النصارى موجهة للإسلام والمسلمين، فما إن علم الألمان أن المستسلمين من التتار المسلمين حتى نزعوا منهم السلاح وساقوهم حفاة 150 كيلو مترا سيرا على الأقدام ودون طعام، وبدأ المسلمون يوتون جوعا، وبدأ الأحياء يأكلون لحم الأموات، فلما أدرك الألمان ذلك أخرجوهم من السجن وأبادوهم رميا بالرصاص.

وهزمت ألمانيا في الحرب، وعاد المستعمرون الشيوعيون إلى القرم، واتهم الروس التتار أنهم من أعوان الألمان، فدخل الشيوعيون العاصمة (باغجه- سراي)، وطمسوا معالم الإسلام فيها، حتى دكوا المساجد الأثرية، مثل: جامع خان، وجامع بازار، وجمعوا المصاحف وأحرقوها في الميادين العامة، فكان مجموع ما هدمه السوفييت 1558 مسجدا في شبه جزيرة القرم، والعديد من المعاهد والمدارس، وأقاموا مكانها حانات للخمر وحظائر للماشية ودور للهو.

وهذه كانت محاكمة المباني قبل محاكمة السكان، إذ انطلق الجنود الروس الشيوعيون في الشوارع والطرقات يفتحون نيران أسلحتهم دون تمييز، حتى قتل من المسلمين ربع مليون مسلم. وأرغموا أهلها على الهجرة الإجبارية إلى سيبيريا وآسيا الوسطى، خصوصًا في أوزبكستان، وهرب مليون وربع مليون منهم إلى تركيا وأوروبا الغربية، وبعضهم في بلغاريا، ورومانيا، ثم تدفقت جماعات المستعمرين من الروس والأوكرانيين فحلت محل السكان الأصليين، ولم يبق من خمسة ملايين مسلم من تتار القرم غير نصف مليون [3].

المسلمون في القرم حاليا
تقول الأرقام: إن تتار القرم كانوا يشكلون عام 1770م نسبة 93% من سكان القرم والبقية أرمن ويونان ولم يكن هنالك روس آنذاك، وسرعان ما تراجعت نسبة التتار إلى 25.9% في عام 1921م، فيما الروس والأوكران معًا شكلوا نسبة 51.5%، والبقية يهود وألمان، ومع حلول عام 1959م لم يُسجَّل أي وجود للمسلمين التتار في القرم أبدًا، في حين أصبحت نسبة الروس الذين يسكنون القرم 71%، والأوكران 22%، والبقية من اليهود وقوميات أخرى.

لكن الأمر بدأ بالتغير عندما سُمِحَ لهم بالعودة إلى أراضيهم تدريجيًّا، ثم تعقدت الأمور مرة أخرى، وهم اليوم يشكلون 20% فقط من سكان القرم، بينما بقية التتاريين ما يزالون في محاولات مستمرة للعودة من شتى أماكن وجودهم التي أجبروا على العيش فيها، في مناطق مختلفة من روسيا وأوزباكستان وأوكرانيا نفسها وغيرها.

وتم إدراج مسلمي القرم التتار في قائمة الأمم المتحدة للشعوب، باعتبارهم من الأمم المهددة بالانقراض، نتيجة لما يتعرضون له من ضغوط ثقافية وزواج مختلط وفقدان للقيم والتلاعب بمفاهيم الدين والتقاليد والعرف.

أعلنت أوكرانيا استقلالها رسميًّا عن الاتحاد السوفييتي في ديسمبر من عام 1991م، كما وافقت السلطات الأوكرانية بعد استقلال أوكرانيا رسميًّا إعطاء شبه جزيرة القرم حكمًا ذاتيًّا ضمن أوكرانيا وذلك في يونيو 1992م. وعقد تتار القرم مؤتمرهم الأول في مدينة سيمفروبل عاصمة الإقليم وذلك في يونيو من العام نفسه، وأسسوا المجلس الأعلى للتتار القرم كممثل للشعب التتاري المسلم

ووفقًا للإحصائيات الأوكرانية لعام 2001م، بلغ عدد سكان القرم 2،033،700 نسمة. وتتكون التركيبة السكانية من عده مجموعات عرقية: روس: 58.32%، أوكرانيون: 24.32%، تتار القرم: 12.1%; بيلاروس: 1.44%، تتار: 0.54%، أرمن: 0.43%، يهود: 0.22%، يونانيون: 0.15% وآخرون [4].

حقيقة ما يحدث في القرم بين روسيا وأمريكا
إنه يجب على المسلمين ألا يغتروا من التجاذب بين أمريكا وروسيا فكلهم صليبيين، ومصالحهم مشتركة ما دامت ضد الإسلام والمسلمين.

إن هذا التجاذب بين أوباما وبوتين ليس بالتأكيد خوفا على المسلمين في القرم، وإنما على المسيحيين الأوكرانيين ومصالحهم الشخصية طبقا لمراكز القوى بين الدولتين في المنطقة. إذ تشير الأنباء عن حدوث اعتداءات على ممتلكات تعود لمسلمي تتار القرم، إضافة عن قيام الروس بكتابة شعارات تحريضية على تتار القرم، ولم تتحرك أمريكا إزاء عودة الاضطهاد الروس لمسلمين القرم.

كلمة أخيرة
من هنا وجب النداء إلى كل مسلم: ألم تسأل نفسك يوما: لماذا هذا الاهتمام الكبير من حكومة بوتين بشبه جزيرة القرم؟
أما آن لنا أن نفهم أنها ليست حربا بين روسيا وأمريكا، وإنما ثأر قديم وحقد دفين من الصليبيين تجاه الإسلام والمسلمين .. إنهم لم ينسوا تاريخ أجدادهم ونسينا نحن .. ولكننّا حتما سنعود ..

أيها المسلمون!: ذكِّروا بوتين يوم بكت موسكو، وهرب قيصرها .. يوم دفعت روسيا الجزية للخلافة العثمانية .. يوم كنا أعزّ أمة

[1] محمود شاكر: التاريخ الإسلامي، المسلمون في الإمبراطورية الروسية، المكتب الإسلامي، ط2- 1994م، 21/ 36- 45. بتصرف.
[2] يلماز ايزتونا، تاريخ الدولة العثمانية، ترجمة: عدنان محمود سليمان، مؤسسة فيصل للتمويل 1988م، جـ1/ 376- 377.
[3] انظر تفاصيل هذه المحن في:
- محمود شاكر: التاريخ الإسلامي، المسلمون في الإمبراطورية الروسية، 21/ 190- 196. بتصرف.
- الأقلية المسلمة في جمهورية القرم الإسلامية - شبكة الألوكة.
[4] مسلمو القرم حقوق مسلوبة، تقرير موقع مفكرة الإسلام، 9 يناير 2013م.
- انظر موقع All-Ukrainian population census
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلنا اخوة​
السلام عليكم

البلوش .. مأساة أخرى للسنة في إيران

البلوش السنة في إيرانأكرمني بعض المثقفين بثنائهم الأخويّ على مقالة الأسبوع الماضي التي سلطت فيها الضوء على محنة إخوتنا بالأحواز العربية المحتلة في إيران، والسبب -برأيي- يكمُن في شحّ المعلومات عن إخوتنا السُّنَّة في الضفة الأخرى من الخليج العربي، وهو ما شجعني في البحث والتقصّي عن أحوالهم بشكل مفصَّل، وتناول تلك القوميات ببعض المعلومات العامة. والمعروف أن نسبة إخوتنا السنّة هناك في إيران حسب الإحصاءات شبه الرسمية تتراوح بين 20- 25 مليون مسلم، يشكلون نسبة تقدر بـ30% من الشعب الإيراني، وهم مقسّمون إلى 3 عرقيات رئيسية هي الأكراد والبلوش والتركمان، فضلاً عن العرب في إقليم الأحواز المحتل.

والسنّة يسكنون بالقرب من خطوط الحدود التي تفصل إيران عن الدول المجاورة ذات الأغلبية السنية مثل باكستان وأفغانستان والعراق وتركمانستان، أما المسلمون السنّة من العرق الفارسي فوجودهم نادر.

رغم أن العداء والتهميش لهم من قبل السلطات الإيرانية سببه -بما يجزم به كثير من الباحثين- مذهبهم السنِّي؛ إلا أن الكاتب فهمي هويدي -المنحاز أبدًا لإيران- يرى أن المشاكل التي يتعرض لها أهل السنة في إيران مرجعها ليس المذهبيَّة وحدها وإن كانت أكبر العوامل، فجزء منها يعود لأسباب عرقية في دولة متعددة العرقيات مثل إيران، أو لأسباب جغرافية؛ فمعظم أهل السنة يقيمون على أطراف الدول التي تصل بينهما وبين دول سنِّية هي على خلاف مع إيران مثل العراق أو أفغانستان أو باكستان.

ويضيف هويدي -في تحقيق لموقع المسلم- أن هذه الأسباب وغيرها كانت مبررًا لإثارة الشكّ تجاههم، فهم في نظر النظام الإيراني ليسوا مجرد فصيل يختلف مذهبيًّا معه، ولكنهم عرق مشكوك في انتمائه إلى جسد الدولة الإيرانية، وكثيرًا ما يتهمون بالقيام بعمليات التهريب أو الاتصال بالجهات المعادية، وهي مبررات كافية للنظام الإيراني للتنكيل بهم، من وجهة نظرهم.

آتي اليوم للتعريف بقومية سنِّية أخرى تعيش في تلك البلاد وتواجه تمييزًا عنصريًّا ومذهبيًّا من لدن القيادة الإيرانية الحالية، وقصدت بهم إخوتنا من قومية البلوش، وسبق لي في عام 1407هـ زيارة منطقة بلوشستان في جزئها الواقع في باكستان، وكانت مدينة (كويتا) تزخر بالكثيرين منهم، وميّزت هذا الشعب المعروف ببأسه وشدّته عن باقي الشعب الباكستاني -لذلك كان شاه إيران الهالك يصفهم في جزئهم الإيراني بأنهم بدو شرسون ومتخلفون وقام بقمعهم بشدَّة- ولديهم زيّ شعبي تقليدي يميّزهم، أتذكر الرعب الذي عشته في تلك المنطقة بتلك الفترة المتوترة، وقد اتجهت لمؤسسة (الحرمين) الخيرية التي كان لها فرع هناك، وضافنا الشيخ الفاضل عقيل العقيل بكل كرم السعوديين، وسهّل مهمتنا الإنسانية هناك.

عدد سكان البلوش القاطنين في الجزء الإيراني -بحسب الباحث والمعارض السياسي عبد الرحيم أبو منتصر البلوشي- هو ثلاثة ملايين نسمة تقريبًا، والاسم القديم لبلوشستان -سيما القسم الجنوبي منها إلى اليوم- يسمى مكران، وقد شدّد حرف الكاف الحكم بن عمرو التغلبي الذي كان قد افتتحها في أيام سيدنا عمر .

وليست جبال ساحل مكران القاحلة في مظهرها الطبيعي العام إلا امتدادًا للمفازة الكبرى، ومع أن بلاد مكران كانت في القرون الوسطى أوفر خصبًا وأكثر أهلاً عمَّا هي عليه اليوم، ومكران -بلوشستان- حسب رأي بعض المحققين هي المكان الثالث الذي استقر فيه البلوش بعد جيلان وكرمان وهي مركز القبائل البلوشية، يقول الباحث محمد سردارخان البلوشي: "أطلق العرب في العصور الوسطى اسم (طوران) على صحراء بلوشستان الوسطى، وأطلقوا اسم (مكران) على جميع القسم الغربي من بلوشستان حتى ساحل الخليج العربي، وحتى منطقة بمبور، وقد سمّاها الفرس القدامى: (ماكرستان) أو (مكريا)، ويسمّيها اليونان (جدروسي) و(ميكياو). قال الأستاذ فريدي: إن كلمة (مكران) مركبة من كلمتي مك وران، والمعنى أرض النخيل..

وجاء في معجم البلدان لياقوت الحموي أن أصل التسمية هو (مكران بن فارك بن سام بن نوح ) وقد كانت هذه الأرض موطنًا له، وقال ياقوت: إن ذلك في وقت تبلبل الألسن في بابل. والظاهر أن (مكران) هي اسم لشخص هو مكران بن فارك بن سام بن نوح ، مثلما كان سام وحام وكرمان أسماء الأشخاص، ونقلاً عن ياقوت وعن طبقات ابن سعد أن مكران كان معاصرًا (لناحور) الجد الأعلى لإبراهيم عليه السلام[1].

ولكن كيف هي نظرة الإيرانيين لهم؟!

للأسف يعرف المواطن الإيراني عن البلوش أنهم شعب من جهلة البدو من آكلي لحوم البشر، يتّسمون بكل معاني الوحشية والتخلف، ولا همَّ لهم إلا القتل والنهب وتجارة المخدرات!.. هكذا يصوِّر الإعلام الإيراني البلوش، وهكذا تحكي عنهم الأفلام الإيرانية! بل أكثر من ذلك، تمّ تصميم حذاء في غاية القبح في إيران باسم "البلوش"!..

ويضيف رضا حسين برّ الناشط السياسي البلوشي المقيم في لندن في مقالة له بعنوان: (نصيب البلوش من المواطنة في إيران) بأن "كل ما يباع من المصنوعات الشعبية البلوشية وما يشتهر من ثقافة البلوش في البلد تعرض باسم مدينة (زابل) التي تقطنها الفرس، وتعد المدينة الفارسية الشيعية الوحيدة في محافظة بلوشستان؛ ولهذا تسمى المحافظة بـ(السيستان)، أي أن اسم هذه المدينة التي لا تساوي عشر معشار بلوشستان جزء من اسم المحافظة كلها اعترافًا لسيادة هؤلاء القوم!

والأغرب من كل ذلك، فإن الفرس الشيعة من هذه المدينة يسيطرون على أكثر من 95% من الوظائف الحكومية في المحافظة كلها! لا لشيء إلا لأنهم من الشيعة الفرس! والأدهى والأمرّ من هذا وذاك، أن من تشيَّع من البلوش لا يعترف به كذلك، فيظل من المغضوب عليهم , ولا يجد من عطف الحكومة إلا شيئًا يسيرًا جدًّا، علمًا بأنه لم يتشيَّع من البلوش إلا بضعة أنفار من الأراذل هروبًا من حكم الإعدام؛ لأن البلوشي إذا حكم عليه بالإعدام بسبب أو آخر، يرفع عنه الحكم إذا تشيَّع أو طمعًا في مال أو جاه أو غير ذلك".

ويصف لنا برّ الناشط السياسي وضع البلوش في إيران بحسب دراسات علمية في التالي:

- معدل وفيات أطفال البلوش أكثر بكثير من جميع المناطق في إيران.

- معدل وفيات النساء الحوامل حين الولادة أكثر من جميع أنحاء إيران.

- عدد المستشفيات في إقليم بلوشستان أقل من جميع المناطق الإيرانية.

- الدخل المعيشي للشعب البلوشي منخفض جدًّا مقارنة مع بقية الشعوب الإيرانية.

- معدل الطلاب الذين يضطرون لترك الدراسة والتعليم؛ بسبب الفقر وسوء المعيشة والضغوط في بلوشستان أكثر بكثير من أية منطقة أخرى في إيران.

- عدد الطلاب البلوش الذين يتم تسجيلهم في الجامعات الإيرانية أقل من أي منطقة أخرى في البلاد.

- الطلبة البلوش الذين تبلغ نسبة درجاتهم 19 من 20 لا يقبلون في الجامعات الإيرانية!

- يدرس في إيران ثلاثة ملايين ومائتا ألف طالب، ونصيب البلوش من هذا العدد حسب نسبتهم السكانية يجب أن يكون سبعين ألف طالب، بينما عدد الطلبة البلوش في جميع الجامعات الإيرانية لا يبلغ ألفي طالب! أي ثمانية وستين ألفًا من حقهم في المقاعد الدراسية يُعطى لغيرهم، وسطَّر في مقالته جملة كبيرة من المظالم التي يشتكي منها البلوش في إيران.

الظروف مواتية لاستثمار ما يحصل في إيران من غليان، وعلى الخليجيين اهتبال الفرصة السانحة، وكل العوامل، المذهبيَّة والسياسيَّة تلحُّ على دعم إخوتنا السنّة هناك.

وأختم مقالتي بسرد ما قاله لي الناشط السياسي أبو منتصر البلوشي -في اتصال هاتفي معه قبل يومين- عمّا يجب على الخليجيين أن يقوموا به لدعم أهل السنة في إيران، حيث قال: "الدعم الأهمّ والأول يتمثل في إنشاء محطات إعلامية فضائية باللغة الفارسية، توجَّه إلى إيران، فوالله إنها لتفعل فعل السحر في تلك البلاد، التي ستحفظ من جهة إخوتنا من القوميات العربية السنية من الذوبان في القالب الصفوي الفارسي، ومن جهة أخرى سيتسنَّن كثيرون من عقلاء الشيعة عندما تتبيَّن لهم الحقائق، وتدحض الشبهات والمقولات الباطلة التي يغذيها الإعلام الإيراني، ويشوِّه بها أهل السنة ومذهبهم، وكذلك الساسة العرب.

إن التركيز على البعد الإعلامي له فعل السحر في تلك المنطقة، والخليجيون إن لم يدعمونا الآن وفي هذه الفرصة الذهبية؛ سيندمون كثيرًا عندما تهتزُّ كراسيهم مع أصوات الشيعة في بلادهم بكل دعم إيران المالي واللوجستي لهم، افعلوا لنا مثلما تفعل إيران مع الشيعة في الخليج، وسترون ثمرة ذلك قريبًا".

المصدر: صحيفة الوطن السعودية.

روابط ذات صلة:

- أصول الشيعة بقلم د. راغب السرجاني

- خطر الشيعة بقلم د. راغب السرجاني

- الدولة الصفوية في إيران .. التاريخ والمنهاج

- انتفاضة الأحواز المحتل

- عنصرية الفرس ضد العرب

[1] الحموي: معجم البلدان 5/179-181، نقلاً عن أطروحة ماجستير لعبد الرحيم أبو منتصر البلوشي ص25.
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلنا اخوة​
السلام عليكم

ملخص أزمة مياه حوض النيل وسد النهضة

كل ما تريد معرفته حول أزمة مياه حوض النيل وسد النهضة .. 13 سؤالا تشرح لك كل شيء.
رغم كون مصر تعتمد على نهر النيل في تغطية أكثر من 97% من احتياجاتها المائية، إلا أنه يبدو أن الحكومات المصرية المتعاقبة لم تتعامل مع ملف حوض النيل بالجدية والاهتمام الذي يستحقه، ومع وصول الرئيس المعزول محمد مرسي إلى قمة السلطة في مصر، حمل الإعلام المصري ملف سد النهضة إلى الواجهة كمادة للمزايدة السياسية ضد النظام، ثم لم يلبث الحديث حول سد النهضة وأزمة المياه أن تلاشى تماما وانخفض الاهتمام الإعلامي به في أعقاب الانقلاب العسكري في 3 يوليو الماضي، في هذا التقرير نرصد أهم الحقائق المرتبطة بنهر النيل و دول الحوض وأهم الاتفاقات المنظمة لتوزيع حصص المياه بينها، وحقيقة أزمة المياه المنتظرة في مصر.

1- ما المقصود بحوض النيل؟ وما هي أهم دول الحوض؟
حوض النيل هو مسمى يطلق على عشر دول إفريقية يمر فيها نهر النيل بالإضافة إلى دولة أريتريا كمراقب؛ سواء تلك التي يجري مساره مخترقا أراضيها، أو تلك التي يوجد على أراضيها منابع نهر النيل، أو تلك التي يجري عبر أراضيها الأنهار المغذية لنهر النيل. ويغطي حوض النيل مساحة 3.4 مليون كم² من المنبع في بحيرة فيكتوريا وحتى المصب في البحر المتوسط.

ودول حوض النيل هي كينيا وأوغندا وتنزانيا ورواندا وبوروندى والكونغو الديمقراطية وأثيوبيا إضافة إلى شمال السودان وجنوب السودان، وأخيرًا مصر.

2- من أين ينبع النيل وما هي فروعه؟ وماذا يقصد بدول المنبع ودول المصب؟
يمتد نهر النيل لمسافة 6650 من منابعه الاستوائية إلى مصباته في البحر المتوسط، مارًا وفروعه بإحدى عشر دولة كما سبق أن ذكرنا وهي مصر والسودان وجنوب السودان وتعرف بدول المصب، وإثيوبيا وأوغندا وكينيا وتنزانيا ورواندا وبوروندي والكونغو الديمقراطية وأرتيريا وتعرف بدول المنبع .

و ينبع نهر النيل من العديد من البحيرات الإفريقية أبرزها بحيرة فيكتوريا الاستوائية، بحيرة إدوارد الاستوائية، بحيرة ألبرت (موبوتو) وبحيرة تانا ثم يخترق النيل أراضي السودان حيث يلتقي النيل الأبيض بالأزرق فوق الخرطوم قبل أن يلتقي بهما نهر عطبرة (الذي ينبع من الهضبة الإثيوبية شمال بحيرة تانا بطول 800 كم قبل أن يلتقي بالنيل في شمال السودان) ثم يشق طريقه إلى أرض مصر.

جدير بالذكر أن النيل الأزرق يشكل 80-85% من مياه النيل الإجمالية، ولا يحصل هذا إلا أثناء مواسم الصيف بسبب الأمطار الموسمية على مرتفعات إثيوبيا، بينما لا يشكل في باقي أيام العام إلا نسبة قليلة، حيث تكون المياه قليلة.

جدير بالذكر أن مساهمة النيل الأزرق في مياه النيل تقدر تقريبا بضعف مساهمة النيل الأبيض ولكن تبقى هذه النسبة متغيرة، إذ تخضع للتغيرات في مواسم الأمطار على مدار العام، حيث يبقى جريان النيل الأبيض ثابتًا تقريبًا خلال الفصول الأربعة، وبذلك تصبح مساهمة النيل الأزرق 90% والنيل الأبيض 5% عند الذروة، في حين 70% للأول و30% للثاني في الحد الأدنى.

3- كيف تتوزع مياه النيل بين دول الحوض؟
بموجب الاتفاقات الدولية الموقعة حول النيل (قبل عام 2007) فإن دول المصب -مصر والسودان- تستأثر بحوالي 90% من مياه النيل السنوية (84 مليار متر مكعب) بواقع 55 مليار متر مكعب لمصر تمثل 97% من إنتاجها المائي، و18 مليار متر مكعب للسودان تمثل 77% من إنتاجها المائي.

يبدو هذا التوزيع مجحفا لدول المنبع، لكن الحقيقة تكمن في أن دول المنبع لا تعتمد على نهر النيل في تأمين حاجاتها المائية لأغراض الزراعة وإنتاج الغذاء بقدر اعتمادها على الأمطار الموسمية التي تقدر بعشرين مرة حجم مياه النيل ويذهب معظمها هدرًا.

الأمر لا يمنع أن دول المنبع خاصة أثيوبيا ثم كينيا وأوغندا قد بدأت تبدي تذمرًا كبيرًا تجاه استئثار مصر والسودان بنصيب الأسد من مياه النيل وطالبت أكثر من مرة باعتماد توزيع أكثر عدالة لحصص المياه وإجراء تعديلات على الاتفاقيات المرتبطة بحوض النيل.

4- حسنا، ما أهم هذه الاتفاقيات المرتبطة بحوض النيل؟
وقعت مصر عددًا من الاتفاقيات بحوض النيل، ربما يكون المشترك فيما بينها عدم إقامة أي مشروعات على مجرى النهر أو فروعه تقلِّل من نسبة تدفُّق المياه إلى مصر، وهذه الاتفاقيات حسب ترتيبها الزمني كما يلي:

(1) عام 1981: أبرمت بريطانيا باسم مصر والسودان اتفاقًا مع إيطاليا –التي كانت توقع باسم أريتريا- يقضى بالامتناع عن إقامة أية أعمال أو منشآت على نهر عطبرة يكون من شأنها التأثير بدرجة محسوسة على مياه نهر النيل .

(2)عام 1902: أبرمت بريطانيا نيابة عن مصر والسودان اتفاقا مع إثيوبيا، تتعهد بمقتضاه بعدم القيام بأعمال على النيل الأزرق أو بحيرة تانا قد تؤدي إلى التأثير في مياه النيل إلا بعد موافقة الحكومة البريطانية.

(3)1925: اتفاق بين إيطاليا وبريطانيا، ويكفل اعتراف إيطاليا بالحق المسبق لمصر والسودان في مياه النيل الأزرق والأبيض وتعهدها بعدم إقامة أي إنشاءات من شأنها أن تؤثر تأثيرًا ملحوظا في المياه التي تصل إلى النهر الرئيسي .

(4)1929: أهم الاتفاقات المرتبطة بحوض النيل، هي اتفاقية أبرمتها الحكومة البريطانية -بصفتها الاستعمارية- نيابة عن عدد من دول حوض النيل، أوغندا وكينيا وتنزانيا، تتضمن إقرار دول الحوض بحصة مصر المكتسبة من مياه النيل كما ينحصر حق الاعتراض حال إنشاء هذه الدول لمشروعات على فروع النيل قد ترى مصر أنها تهدد أمنها المائي، كما تنص على تقديم جميع التسهيلات للحكومة المصرية لعمل الدراسات والبحوث المائية لنهر النيل في السودان ويمكنها إقامة أعمال هناك لزيادة مياه النيل لمصلحة مصر بالاتفاق مع السلطات المحلية.

كما أبرمت مصر اتفاقا مع بريطانيا نيابة عن أوغندا بخصوص إنشاء سد على شلالات "أوين" لتوليد الطاقة ولرفع مستوى المياه في بحيرة فيكتوريا لكي تتمكن مصر من الاستفادة منها وقت التحاريق على أن تدفع النفقات اللازمة وتعويض الأضرار التي تصيب أوغندا من جراء ارتفاع منسوب المياه في البحيرة.

(5)1959: وتعتبر استكمالا لاتفاقية عام 1929م ، وتمت عقب استقلال السودان عن مصر، وفيها تم توزيع حصص المياه بين البلدين والبالغة 84 مليار متر مكعب تخصص منها 55.5 مليار متر مكعب لمصر، و18.5 مليار متر مكعب للسودان، ولكن دول المنبع الثمانية رفضت الاتفاقية واعتبرتها غير عادلة.

(6) مبادرة 1999م: يفترض أنها تمثل الآلية الحاليَّة التي تجمع كل دول الحوض تحت مظلة واحدة تقوم على مبدأين أساسيين؛ هما: تحقيق المنفعة للجميع، وعدم الضرر، إلا أنها آلية مؤقتة، ليست معاهدة أو اتفاقية، لذا فإنها لا تحمل قوة إلزامية أو قانونية.

5- ما هي اتفاقية عنتيبى؟ ولماذا رفضت مصر التوقيع عليها؟
في يوليو من عام 2009م اجتمع المجلس الوزاري السابع عشر لدول حوض النيل في الإسكندرية؛ حيث سعت دول المنبع إلى فرض إقامة "مفوضية" لحوض النيل، بغض النظر عن مشاركة دولتي المصب (مصر والسودان)، عوضًا عن الاتفاقيات القديمة لتوزيع المياه، ولما اشتدَّت الخلافات بين دول الحوض قرَّر المؤتمر الاستمرار في المفاوضات والتشاور لمدة 6 أشهر قادمة، على أن يتم الانتهاء من حسم نقاط الخلاف للوصول إلى اتفاقية موحدة تجمع دول حوض النيل أو مبادرة دول حوض النيل.

يمكننا أن نعتبر مايو 2010م هو نقطة البداية الملموسة لتفاقم أزمة دول حوض النيل، حيث قررت 6 من دول منابع النهر هى إثيوبيا وأوغندا وكينيا وتنزانيا ورواندا وبوروندي التوقيع في مدينة "عنتيبي" الأوغندية على معاهدة جديدة لاقتسام موارده تنتهى بموجبها لحصص التاريخية لمصر والسودان وفقا لاتفاقيات 1929م و1959م، ومنحت القاهرة والخرطوم مهلة عاما واحدا للانضمام إلى المعاهدة، يذكر أن دولة جنوب السودان قد أعلنت في مارس 2013م اعتزامها الانضمام إلى معاهدة عنتيبى.

رفضت كل من القاهرة والخرطوم الاتفاقية، واعتبرتها "مخالفة لكل الاتفاقيات الدولية"، وأعلنت أنها ستخاطب الدول المانحة للتنبيه على عدم قانونية تمويل أي مشروعات مائية، سواء على مجري النيل أو منابعه وإقناعها بعدم تمويل مشروع سد الألفية "سد النهضة" الذي سيتكلف نحو 4.8 مليار دولار أميركي حسب تصريحات المسئولين الإثيوبيين.

6- هل تفتعل دول حوض النيل أزمة مصر؟ ما حقيقة مطالب هذه الدول؟
ينبغي أن نؤكد أولا أن دولة إثيوبيا هي التي تتزعم حراك دول المنبع ضد مصر، لا تبدو هذه الدول تعاني مشكلة كبيرة في توفير المياه للزراعة وإن أعلنت غير ذلك، فحجم المياه الذي توفره الأمطار الموسمية يتعدى حجم مياه النيل سنويا بمعدل 10 أضعاف أي 800 -900 مليار متر مكعب، تبقى المشاكل الرئيسية التي تعاني منها هذه البلاد تتعلق بالبنى التحتية الزراعية كشق الترع والمصارف وتوفر التكنولوجيا إضافة إلى بطء معدلات التنمية بشكل عام.
ومع تقلص التواجد المصري في إفريقيا، وغيابه تماما في أعقاب محاولة اغتيال الرئيس المخلوع حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995م بدأت هذه الدول تلجأ إلى قوى إقليمية ودولية أخرى لمشاركتها طموحها نحو التنمية عبر إقامة مشروعات اقتصادية كان أهمها استغلال التدفق المائي من أجل توليد الكهرباء عبر إقامة السدود، لذا فإن السدود الأربعة التي تشرع إثيوبيا في تشييدها إضافة إلى سد النهضة لا تهدف بشكل مباشر إلى تخزين المياه بقدر ما تهدف إلى توليد الكهرباء لتغطية العجز أولا وتحقيق فائض لتصدير الكهرباء ثانيا.

7- ما حقيقة الدور الصهيوني (الإسرائيلي) في أزمة مياه النيل؟
لا توجد وثائق لترقى لدرجة التأكيد توشي بتورط إسرائيل بالتحريض ضد مصر في أزمة المياه، لكن النفوذ الإسرائيلي في دول حوض النيل صار حقيقة لا تقبل الجدال، وهو ما أكده البروفيسور (شلومو أهرونسون) أستاذ العلوم السياسية بجامعة تل أبيب في بحث له عن تصنيف علاقات إسرائيل بالدول الإفريقية والذي جاءت فيه دول إريتريا، إثيوبيا، أوغندا، الكونغو برازافيل، رواندا، بوروندى وكينيا ضمن المستوى الأول في التصنيف بما يعني أن إسرائيل تركز جهودها فعليا على دول حوض النيل.

على سبيل المثال، تعد أريتريا أكبر قاعدة للوجود العسكري الإسرائيلي في إفريقيا، تنطق بذلك حقائق ومعطيات حجم الوجود العسكري. فلقد كشفت وثيقة صادرة عن إدارة التعاون الدولي بوزارة الدفاع الإسرائيلية في شهر أغسطس عام 1997م حول الوجود العسكري، تناولت الأرقام التالية: وجود ما بين (500-700) مستشار عسكري من مختلف صنوف الأسلحة لا يتولون تدريب القوات الإريترية وحسب، وإنما قيادة بعض الوحدات المهمة مثل بعض القطع البحرية وتشمل المنظومات الإلكترونية، ووسائل الدفاع الجوي والبحري، ومحطات الرادار .

كما تمد إسرائيل إريتريا بمنظومات قتالية متطورة مثل الطائرات ، وقطع البحرية كالزوارق الحاملة للصواريخ (سفر) و(دابورا) وصواريخ مضادة للأهداف البحرية من طراز (جريانيل) وصواريخ مضادة للدروع ، ويؤكد التقرير أن إريتريا ستكون حتى عام 2000 قادرة على امتلاك قوة عسكرية فاعلة ومؤثرة وقادرة على منازلة الخصوم .

الأمر لا يقتصر على إريتريا، فقد سبق للصحف الإسرائيلية أن نشرت تفاصيل عن مهمة تطوير القوات المسلحة الإثيوبية أشرفت عليه إسرائيل بداية من عام 1995م، حيث عملت على تنفيذ برنامج خماسي -أي خمسة أعوام- يتعين إعادة هيكلة وتنظيم وتسليح الجيش الأثيوبي ليكون قادراً على مواجهة أية تحديات من داخل القارة الأمر الذي قد يؤشر ربما أن إثيوبيا كانت تخطط لاتخاذ خطوات بشأن ملف المياه منذ عقدين من الزمان.

وطبقاً لتلك المصادر فإن إسرائيل بدأت ومنذ عام 1996م، تضخ كميات كبيرة من الأسلحة إلى أثيوبيا، شملت طائرات نقل واستطلاع من نوع "عرابا" المنتجة في إسرائيل، كما شملت دبابات من طراز (ميركافا) السوفيتية والتى جرى تحسينها وكانت إسرائيل قد استولت عليها أثناء حرب 67، إضافة إلى منظومات رادار وصواريخ بحرية، ومنظومات صواريخ "باراك" و "جبريائيل" وصواريخ ومدافع مضادة للطائرات .

بالنسبة لأوغندا هناك عدد كبير من المستشارين الإسرائيليين في مجال القوة الجوية والدفاع الجوى والقوات البرية والقوات الخاصة والدروع وتتراوح أعدادهم ما بين (250-300) ضابط، كما تحتفظ إسرائيل بعلاقات مع الكونغو برازافيل ومع رواندا وبوروندي، وكانت تقارير قد أعدتها عضوة الكنيست "بغما حزان" عن حركة "ميرتس" قد أماط اللثام عن تدفق الأسلحة الإسرائ يلية إلى كل من بوروندى، ورواندا ، والكونغو برازافيل، وعرضت " حزان " صوراً من الأسلحة الإسرائيلية المستخدمة في ساحة الحروب الأهلية ودور المستشارين الإسرائيليين المتواجدين هناك في إذكاء هذه الحروب .

فيما يخص النفوذ الاقتصادي والتجاري فحدث ولا حرج، يمكنك مطالعة المزيد في هذا الباب من هنا.

8- قبل أن نشرع في الحديث عن سد النهضة ذاته، دعنا نعود في جولة حول أهم المحطات في علاقة مصر بأثيوبيا.
(1) في عهد الرئيس عبد الناصر: كان مشروع عبد الناصر الأيدولوجي يقتضي اهتماما كبيرا بإفريقيا وتحررها من الاستعمار، لذا يبدو أن ناصر كانت تجمعه علاقات صداقة بكثير من الزعماء الأفارقة ومنهم الإمبراطور "هـيلا سيلاسي" بما تلاشى معه استخدام قضية مياه النيل كورقة ضغط سياسي على مصر، بيد أن هذا الوفاق لم يستمر طويلاً، فسرعان ما نشبت الخلافات بين البلدين على خلفية قيام مصر ببناء السد العالي دون أن تستشير دول المنبع، وهو ما عارضته إثيوبيا.

(2) في عهد الرئيس السادات: جاء إعلان الرئيس السادات عن مشروع لتحويل جزء من مياه النيل لرى 35 ألف فدان في سيناء ليشعل العلاقات بين مصر وأثيوبيا في عهد الامبراطور "منجستو هيلا ماريام" خليفة "هيلا سيلاسى" الذى تقدم بشكوى إلى منظمة الوحدة الأفريقية في ذلك الوقت تتهم فيها مصر بإساءة استخدام مياه النيل، واحتدم الخلاف إلى حد تهديد الرئيس الإثيوبى "منجستو" مصر بتحويل مجرى نهر النيل،فيما وجه الرئيس السادات خطاباً حاداً إلى إثيوبيا مهددا باستخدام القوة العسكرية.

(3) في عهد الرئيس المخلوع مبارك: في البداية ساد قدر من التفهم و العلاقات بين البلدين وجها تكوين تجمع (الأندوجو)، الذي نشأ عام 1983م، وهو يعنى (الإخاء) باللغة السواحلية، وذلك كإطار إقليمى للتشاور والتنسيق بين دول حوض النيل، رغم أن إثيوبيا لم تنضم إليه إلا بصفة مراقب مع كينيا .

توترت علاقات خطط نظام "منجستو" لإقامة مشروع كبير في منطقة "تانا بيليز"، لمضاعفة الإنتاج الكهربائي الإثيوبي، وهو مشروع بدأت مرحلته الأولى عام 1988ك، وبلغت ميزانيته 300 مليون دولار أمريكي، وكان من المقرر أن يتم من خلاله إقامة خمسة سدود لتوفير المياه لحوالي 200 ألف مزارع في إثيوبيا. فعارضت مصر وتصدت لمحاولة حصول إثيوبيا على قرض من بنك التنمية الأفريقي، مما زاد من توتر العلاقات بين الطرفين .

مع قدوم عام 1995م حدثت قطيعة تامة في العلاقات بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس السابق مبارك بأديس أبابا إبان زيارته لحضور مؤتمر منظمة الوحدة الأفريقية المنعقد هناك، بعد تصاعد لهجة التصريحات الرسمية والإعلامية العدائية المتبادلة بين البلدين، واستمرت هذه القطيعة حتى قيام ثورة يناير.

(4) 2011م وما بعدها: استغلت إثيوبيا حالة القطيعة في علاقتها مع مصر في تعزيز نفوذها في دول حوض النيل وصناعة علاقات إقليمية، كما استفادت من حالة التوتر السياسي في مصر بعد الثورة وتطاحن الفرقاء السياسيين في الشروع في بناء عدة سدود أبرزها سد النهضة الذى طورت تصميمه القديم "يبلغ ارتفاعه 8 أمتار وطوله 900 متر، وذو إمكانيات تحدد بـ 11 مليار متر مكعب من المياه"، إلى التصميم الحالي الذي سنتحدث عنه لاحقا، بل وإنهاء حوالي 25% من إجمالي العمل فيه تقريبا.

9- إلى أي مدى تمثل مياه النيل أزمة حيوية بالنسبة لمصر؟
طبقا لخارطة توزيع مصادر المياه في مصر، فإن أكثر من 97% من احتياجات مصر المائية يتم تمويلها عبر نهر النيل بينما تغيب التكنولوجيا والموارد اللازمة للمصادر الأخرى كالتحلية، ومع التزايد الكبير في عدد السكان في مصر فإن حصة الفرد قد تتقلص إلى ما دون 500 متر مكعب سنويا بحلول عام 2015 أي أقل من نصف المعدل العالمي هذا قطعا بافتراض نجاح مصر في الحفاظ على حصتها من مياه النيل.

ترتبط الزيادة السكانية بأهمية توزيع رقعة السماحة الزراعية، ووفقا للتقديرات فإن كل 200 ألف فدان تحتاج إلى مليار متر مكعب سنويا في الأماكن الصالحة للزراعة، أما في المناطق الصحراوية كسيناء فالنسبة قد تتضاعف عدة مرات.

10- ما أهم الحقائق المتعلقة بسد النهضة؟
هو أكبر السدود في قارة إفريقيا ويعرف باسم سد الألفية العظيم، حيث يبلغ ارتفاعه 145 متر وطوله حوالي 1800 متر وتقدر تكلفة إنشائه بحوالي 5 مليارات دولار ، أغلبها تمويل حكومي واستثمارات لشركات أجنبية حيث لم تسمح الحكومة الإثيوبية بمشاركة جهات حكومية أجنبية في المشروع.

يقطع السد مجرى النيل الأزرق –أكبر فروع النيل كما سبق- قرب الحدود مع السودان في ولاية بنيشنقول قماز الإثيوبية وتبلغ سعته التخزينية 74 مليار متر مكعب، أي حوالي مرة ونصف من إجمالي سعة النيل الأزرق من المياه سنويا.

تقدر القدرة المبدئية للسد على توليد الكهرباء بحوالي 6000-7000 ميجاوات ، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف الطاقة الكهربائية المولدة من محطة سد أسوان الكهرومائية.

وجب الانتباه أيضًا إلى أن سد النهضة هذا ليس آخر المطاف فالخطة الإثيوبية قد تعمد إلى إضافة ثلاثة سدود أخرى هى "كارادوبي" و"بيكو أبو" و"مندايا" بسعات تخزينية تصل إلى 200 مليار متر مكعب.

11- كيف يمكن أن يشكل السد خطرا على مصر؟
يمثل السد خطرا على مصر من عدة أوجه وليس وجها واحدا.
أولها يتعلق بالفترة اللازمة لملء خزان السد "74 مليار متر مكعب" حتى يمكن للسد العمل بكامل طاقته، وبالطبع تريد إثيوبيا تقليص هذه الفترة لأقصى درجة ممكنة، فبافتراض كون هذه الفترة 5 سنوات مثلا، فهذا يعنى استهلاك السد لـ 15 مليار متر مكعب من الماء سنويا على مدار 5 سنوات تخصم من مصر والسودان بنسبة حصتيهما "3 إلى 1" بما يعنى تناقص حصة مصر السنوية بحوالى 12 مليار متر مكعب على الأقل لتصل إلى "40-43 مليار متر مكعب سنويا" وهو ما قد يمثل كارثة بالنسبة لمصر التى تصنف كإحدى الدول الفقيرة مائيا حيث حصة الفرد أقل من 650 متر مكعب من الماء سنويا أي أقل من ثلثى المعدل العالمي "1000 متر مكعب للفرد" ، كما أنه في مقابل كل مليار متر مكعب تناقص من حصة مصر المائية فإنه من المتوقع أن تخسر مصر 200 ألف فدان زراعي.

الخطر الثاني المؤكد أن نقص مخزون المياه خلف السد العالي سيؤثر سلبا على الطاقة الكهربائية المتولدة منه بما يتراوح بين 20 و40%، بحسب خبراء في مجال المياه مما سيعمق من أزمة الكهرباء التي تعيشها مصر.

الخطر المحتمل يتمثل في استخدام جزء من هذه المياه للزراعة بما يعني أن حصة من مياه الخزان سيتم تفريغها لأغراض زراعية بما يعني الحاجة لإعادة ملئها وساعتها لن تكون الأزمة متعلقة بفترة ملء الخزان فقط ولكن بتناقص دائم في حصة مصر السنوية في مياه النيل.

الخطر الأكبر يكمن في الاستهداف العسكري للسد، لأي سبب أو توظيفه لأغراض عسكرية أو حتى وجود احتمالية لانهياره بسبب أي أخطاء في التصميم أو لطبيعة المنطقة التي أقيم فيها كما يزعم بعض الخبراء مما يؤدي إلى انهيارخزاناته لتدفق مفاجىء للمياه الأمر الذى ينذر بفيضانات هائلة وغرق لمساحات شاسعة في السودان ومصر وإلحاق أضرار بالغة بالسد الحالي قد تصل إلى تدميره كاملا في حالات معينة.

12- ما هي خيارات مصر للتعامل مع الأزمة؟
تلتزم السودان موقفا حياديا تجاه الأزمة رغم ما تمثله من خطر عليها، وأعلنت تمسكها بعلاقتها مع كل من القاهرة وأديس أبابا، الأمر الذي يثير الغضب المصري.

طبقا لشحاتة مغاوري أستاذ الموارد المائية الدولي والخبير المصري في حواره مع وكالة الأناضول فإن مصر مستمرة في التفاوض -ربما يتم رفعه إلى مستوى الوزراء أو ربما أكثر من ذلك- وإقناع إثيوبيا في الوقت الراهن، بضرورة وجود بدائل علمية وفنية للسد، من خلال العودة للمواصفات الأولية (11 مليار متر مكعب من المياه بدلاً من 74 مليار مكعب حاليا)، أو إنشاء مجموعة من السدود الصغيرة التي يمكن أن تولد طاقة كهربائية تعادل ما يمكن توليده من سد النهضة.

الخيار الثاني سيكون الوساطة من خلال اللجوء لدول إفريقية مثل السودان، وقوى غربية مثل روسيا التي يمكن أن تتدخل هي الأخرى في التوصل إلى اتفاق مقبول بين الطرفين، وتجاوز النقاط الخلافية، أو ربما يتم اللجوء لوساطات خليجية حيث تملك كل من السعودية والإمارات استثمارات ضخمة في أثيوبيا.

الخيار الثالث وهو اللجوء إلى التصعيد الدولي عبر طلب الوساطة من دول مؤثرة، أو رفع القضية في المحافل الدولية كمجلس الأمن وهو أمر قد ينذر بتفاقم المشكلة.

13- وأخيرا، ماذا عن احتمالية الخيار العسكري في حال فشلت الخيارات السابقة؟
رغم استبعاد أي خيار عسكري إلا أن هذا لم يمنع "ستراتفور" من دراسة الخيارات المحتملة حال رغبة مصر في إيقاف مشروع السد عبر حل عسكري بغض النظر عن التبعات المحتملة للجوء لمثل هذا الخيار.

ووفقا لستراتفور أفضل طريقة أمام مصر لضرب سد قائم هو استخدام القنابل التي يتأخر عملها ونشرها من ارتفاعات منخفضة تماماً، أو الأفضل من هذا استخدام ذخائر الهجوم المباشر المشتركة التى يتأخر تشغيلها أيضا من ارتفاع متوسط، وتكمن الصعوبة، كما يوضح التقرير، في أن هذه القنابل يجب أن يتم وضعها في قاعدة السد تحديداً تحت المياه، حيث يكون التأثير الناتج ضخمًا وموجة الضغط كبيرة جداً، ويفضل نشر أكثر من قنبلة بنفس الطريقة، حتى تكون القوة كافية لخرق السد.

لتجنب الإزعاج من ضرب سد قائم وخلق حالة من الفيضان الهائل في المصب في السودان، وربما مصر، من المرجح أن تفضل القاهرة ضرب السد أثناء إنشائه في مرحلة متقدمة أو ربما بعد إنشائه خلال الفترة الأولى وقبل امتلاء خزانه بالمياه للحد الذي يضر مصر وفي هذه الحالة ستكون السودان أكبر المتضررين وسيتوقف حجم الضرر على مدى امتلاء خزانات السد بالمياه.

يشير التقرير إلى أن المسافة تمثل عقبة هائلة في طريق أي خيار عسكري مصري، لأن إثيوبيا بعيدة جداً عن مصر، وبما أن مصر لم تستثمر في أي نوع من القدرة على التزود بالوقود الجوي، فإن الأمر أكثر صعوبة، والعزاء الوحيد لمصر هو أن السد قريب جدًا من الحدود السودانية، إلا أن انطلاق الطائرات المصرية من السودان سيكون أمرًا معقدًا من الناحية السياسية، وسيكون له عواقب دولية للسودان ومصر، كما أن قرب السودان من إثيوبيا سيجعلها معرضة لانتقام عسكري مباشر.

ثمة خيار آخر تحدث عنه تقرير ستراتفور، وهو إدخال قوات من العمليات الخاصة المصرية إلى السودان، ومن هناك يمكن أن تتحرك القوات عبر الحدود، وإما أن تعطل بناء السد أو تحاول تخريب البنية تحت ستار من المسلحين. وهذا الخيار ربما سيسمح للخرطوم بأن تقول بواقعية أنه لا فكرة لديها عن المسلحين هناك، ولكن العمليات العسكرية للقوات الخاصة سيؤدى فقط لتأجيل المشروع وليس إنهاءه.

المصدر: موقع ساسة بوست.
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلنا اخوة​
السلام عليكم

الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب .. انتصارات السرداب !!

"انتصارات السرداب"!!
= خامنئي انتصر!!
* على من انتصر خامنئي؟
= -هنا يبدأ الهمس ويأتي الجواب بصوت مبحوح-: على "الشيطان الأكبر" سابقًا!!
* لكنكم لم تحاربوا أمريكا أبدًا حتى عندما ضربت لكم ناقلات نفط وأسقطت طائرة مدنية؟
= كيف يجرؤ حزب الشيطان الأكبر على محاربة ولي صاحب الزمان عجل الله فرجه والإمام سلام الله عليه هو ولي الله؟
* جميل.. ما دمتم هزمتم أمريكا بلا حرب ومرغتم أنفها بالتراب فلمَ لا يظهر "مهديكم" ويغادر سردابه؟
= أنت منافق ناصبي من أتباع الشيطان الأكبر ومستاء من انتصارنا على سيدك!!

واضحٌ لكل عاقل أن ما سبق ليس حوارًا جرى فعلاً؛ لكنه تعبير تقريبي لحال ملالي قم في هذه الأيام، وفضح لعرسهم المهزلة الذي ينخرط فيه القطيع الأحمق مغسول الأدمغة، كما يتم فرضه على المترددين والمشككين في خرافة الولي الفقيه بل وفي خرافته المسردبة أصلاً.

فلن يعجز الكهنة عن تزوير نصر لا وجود له، وهم الذين افتروا أسطورة شخص لا وجود له، ثم أقاموا فوقها دينًا عجيبًا، استمر منذ اثني عشر قرنًا لأسباب يعلمها كل من يتعمق في عقائد القوم ويتبصر في بنية المجوسية التي تخفت وراء قناع محبة آل البيت لتدمير الإسلام من داخله، ولتمزيق أمته بشعار يمكن الترويج له في بيئات الجهل والغفلة والفقر، على غرار حلفائهم المنصرين تمامًا.. وكيف لا "ينجح" أحبار النار في بناء قبة على كذبة، وهم يجزمون بأن الكذب تسعة أعشار دينهم؟

نحن لدينا قراءة تختلف جذريًّا عن مجمل الخطاب الإعلامي السطحي السائد، وقد عبرنا عنها مرات ومرات منذ سنوات، لكننا اليوم سنغض النظر عن تلك الحقائق بالرغم من انكشاف كثير منها بحسب ما كنا نؤكد، وسوف نقرأ صفقة الملف النووي الإيراني قبل أيام بحسب التضليل الصفوي ذاته، لكي يتبين مدى "الصدق" في الدعاوى الإيرانية.

في ما يشبه تقاسم أدوار انتهت مفاوضات مجموعة 5 + 1 وملالي قم (المجموعة المذكورة تضم الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا!!) انتهت بتصريحين متناقضين: أمريكا تقول بلسان وزير خارجيتها جون كيري: طهران لن تخصب اليورانيوم، وطهران تقول عن طريق رئيس وفدها المفاوض ثم رئيس الجمهورية حسن روحاني ثم خامنئي شخصيًّا: أقر العالم بحقنا في التخصيب داخل أراضينا!!

فمن نصدق وكلا الطرفين لا يرى في الكذب بأسًا: الغرب يبيح الكذب إذا كان فيه "منفعة" للبلد، والمجوس الجدد يتقربون بالكذب بسبب وبلا سبب..

التجربة تقضي بأننا مضطرون إلى تصديق مبيح الكذب وليس من يوجبه، ليس بالتشهي؛ وإنما لأن الكذب المسموح به في ثقافة الغرب الذرائعية هو الكذب على الأمم الأخرى، ولا مانع منه في البلاد نفسها ما لم يكن عليه دليل يورط صاحبه قضائيًّا.. لذلك فإن كيري لن يكذب ليس عن عفة؛ وإنما لئلا يقضي بيديه على حاضره ومستقبله السياسي.

وأما في دولة المجوس الجدد فإن خامنئي "معصوم" ينوب عن "معصوم" فأي مجنون سيجرؤ على رفع صوته بسؤال؛ فكيف بمناقشة أو محاججة، أو تشكيك في كلام خامنئي؟ ألم يفرض "فوز" نجاد في انتخابات 2009م من عنده؟

لقد ترك الشيطان الأكبر لملالي قم أن يقيموا الأعراس وأن يتشدقوا بانتصار تاريخي؛ فالغرب لا يعنيه إلا ما يحصده، وأما ضجيج العملاء فلا يشغل باله.. وما المشكلة إذا تطلبت مصالح الغرب المتحققة السماح لوكلائهم المحليين بفخر مفتعل لا يسمن ولا يغني من جوع؟ بل إن تأريخ الغرب في هذا المضمار يتيح للعميل أن يشتم "سيده" الغربي ويهجوه ابتداء من "ثورة يوليو الأمريكية" بحسب تسمية صاحب القلم الرائع محمد جلال كشك، وانتهاء ببشار الأسد!!

إن اللعبة الغربية الخبيثة هنا قامت على التلاعب بالمصطلحات، فهم تركوا للملالي إمكان التخصيب بمعدلات تتراوح بين 3.5 و5%، وهي معدلات مقبولة من البداية.

والمثير للسخرية أن واشنطن -بحسب التصريحات- سبق لها أن عرضت على طهران من قبل صفقة أفضل من هذه التي أُبْرِمَتْ في جنيف أخيرًا..

بالطبع سوف يتوقف البعض عند المأتم الذي يصطنعه اليهود بزعامة نتنياهو؛ إذ يتظاهرون برفض الصفقة ويزعمون أن إيران حققت ما تريد، وأن الغرب فشل في لجم أطماعها! وهذا العبث المسرحي متعمد لأنه يعطي "انتصار" خامنئي وجاهة لدى القطعان التي تسير وراءه مغمضة العينين مغلولة اليدين!!

المصدر: موقع المسلم
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلنا اخوة​
السلام عليكم

المجاعة في الصومال .. والتحرك الإسلامي

اجتاحت موجة الجفاف منطقة القرن الإفريقي كواحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية والإنسانية التي يشهدها العالم منذ 60 عامًا واضعة 12 مليون شخص وجهًا لوجه مع الجوع والمرض والخوف؛ مما دفع برئيس وزراء جمهورية الصومال عبد الولي محمد علي إلى توجيه نداء عاجل إلى منظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة الأمم المتحدة، وبرنامج الغذاء العالمي، والمنظمات الإنسانية الخيرية أن تهب لنجدة الشعب الصومالي، مؤكدًا فيه أن هؤلاء النازحين لن ينجوا من الموت إذا لم تنقذهم قدرة الله ولم تصل إليهم يد العون والمساعدة من حكومات وشعوب الدول الإسلامية.

وقدرت الأمم المتحدة الاحتياج الفعلي لدرء خطر المجاعة عن الصومال وعدد من دول القرن الإفريقي الأخرى بما لا يقل عن (1.6) مليار دولار.

وقد فاقم المشكلة في الصومال العمليات المسلحة والارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية التي وصلت إلى نسبة 400% في الأشهر الستة الماضية.

وعلى الفور واستشعارًا للواجب الذي تمليه أخوَّة الدين والضمير الإنساني بادرت عدة من المنظمات والهيئات الإسلامية بالتحرك لإنقاذ الشعب الصومالي المسلم, وناشد عدد من الدعاة والمفتين الحكومات والشعوب الإسلامية بالمسارعة لإغاثة وكفاية المنكوبين من الصدقات والزكوات وخاصة في هذا الشهر الفضيل.

منظمة التعاون الإسلامي
كان من أول المبادرين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوجلو الذي أعلن الصومال منطقة مجاعة وحث على الفور الأطراف الصومالية على وقف الاقتتال، والسماح للمنظمات الدولية بإدخال المساعدات وتوزيعها على المتضررين.

وعقدت المنظمة اجتماعًا في إسطنبول لبحث سبل مكافحة المجاعة في الصومال، وقرر المجتمعون تأسيس تحالف منظمة التعاون الإسلامي للإغاثة ومقره مكتب المنظمة للشئون الإنسانية في مقديشو؛ لتنسيق الأعمال الإنسانية في الصومال أو أي بلد تتعرض لكوارث إنسانية في الوقت الحاضر.

كما أطلق المشاركون حملة إنسانية تحت مسمى "أيام العطاء" تمتد طوال شهر رمضان المبارك وبعده لجمع التبرعات والمساعدات في العالم الإسلامي وإيصالها إلى الصومال. وتتوقع المنظمة أن تبلغ قيمة التبرعات ملايين الدولارات.

ورحب إحسان أوجلو في البيان الختامي للاجتماع بقرار السعودية تخصيص 60 مليون دولار (42 مليون يورو) لتقديم مساعدة طارئة إلى الصومال، وبهبة بقيمة عشرة ملايين دولار (سبعة ملايين يورو) قدمتها الكويت.

وبدأ وفد تابع لمنظمة التعاون الإسلامي بتوزيع المساعدات الإنسانية على النازحين في المخيمات المحيطة بالعاصمة الصومالية.

جهود إغاثية
هيئة الإغاثة الإسلامية

وقدّمت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي مساعدات غذائية للصومال بالتعاون مع المنظمات العالمية، حيث وزعت كميات متنوعة من المواد الغذائية على المتأثرين من هذه المجاعة.

وقامت مؤخرًا بإرسال (235) طنًّا من المواد الغذائية المختلفة، وزعتها من خلال مكاتبها في مقديشو وهرجيسا.

وتساهم الهيئة في توفير مياه الشرب النقية للمتضررين عن طريق من خلال حفر الآبار لهم في ظل الجفاف السائد، وعدم توفر مياه شرب نقية، الأمر الذي أدى إلى تفشي الأمراض والأوبئة.

الندوة العالمية للشباب الإسلامي

كرست الندوة العالمية للشباب أنشطتها في الصومال لتقديم المواد الإغاثية للجياع والنازحين من خلال المخيمات التي أقامتها لهذا الغرض.

وأكدت الندوة أنها تستقبل التبرعات لإغاثة الصومال نقديًّا داخل مكاتبها الرئيسية، أو الفروع المنتشرة لها في السعودية.

وأعلنت الندوة عن تبرعها بمبلغ أربعة ملايين ريال لصالح حملة أيام العطاء التي أطلقتها منظمة التعاون الإسلامي مطلع لمواجهة الأزمة الإنسانية الكارثية في الصومال.

غزة المحاصرة تمد يد العون

وبهدف إظهار أن غزة المحاصرة الجريحة تشارك الأمة آلامها ومعاناتها وتسهم في رفع الظلم عن غيرها، أطلق اتحاد الأطباء العرب في غزة حملة "من غزة إلى الصومال يدًا بيد لننقذ أطفال الصومال" ستستمر لما بعد شهر رمضان، وقد أعلن الاتحاد عن جمع 17 ألف دولار منذ مطلع شهر رمضان من أجل المساهمة في إغاثة منكوبي المجاعة في الصومال.

وفي إطار حملات المساعدة أطلقت مؤسسة الشئون الدينية التركية حملة للتبرع بمبلغ 5 ليرات "نحو 3 دولارات" من كل مواطن عبر رسالة قصيرة عبر الهاتف الجوال باسم "إفريقيا"، كما قدمت مؤسسة حقوق الإنسان والمساعدات الانسانية "أي إتش إتش" 3 آلاف طن من الغذاء لشعب الصومال.

أما الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت فسارعت في إرسال وفد إغاثي إلى الصومال ونفذت حزمة مشاريع بينها حفر الآبار وتقديم سلال غذائية وتنظيم قوافل طبية لفحص المرضى وتزويدهم بالأدوية والعلاج اللازم.

مناشدات إسلامية
الشيخ سعد البريك وسلمان العودة

وناشد فضيلة الشيخ الدكتور سعد البريك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولاة الأمر إلى التدخل العاجل يتبنى حملة إنقاذ للشعب الصومالي, كما دعا المسلمين إلى التحرك وبسرعة لإنهاء تلك الكارثة.

وقال البريك: إن الشعب السعودي يتقطع حسرة وهو يرى مشاهد ما يجري في هذا البلد المسلم.

وناشد كافة المسلمين قائلاً: "يا أحبابي يا إخواني، نحن أمام كارثة، ومن يتفرج على كربة أخيه، يدفع الغرامة ضعفين.

ووصف فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أنّ مجاعة القرن الإفريقي عار على النظام العربي والإسلامي. ودعا الجمعيات والمؤسسات الخيريَّة لأن تُبادر للميدان وتسهل للداعمين الوصول للمحتاجين، كما دعا رواد الأعمال الخيرية في الخليج خاصة لإطلاق حملة إغاثيَّة.

الشيخ محمد حسان

ودعا الشيخ الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامي المعروف إخراج زكاة المال لأهالي الصومال، معللاً ذلك بأن الاحتياج في تلك البلاد أشد من حالة احتياج فقراء المسلمين المتواجدين في بلادنا, وأن العلماء أصدروا فتوى بجواز إخراج الزكاة في بلد آخر غير بلد المزكي.

مفتي مصر ولبنان

وجه الدكتور علي جمعة مفتي مصر نداء لأغنياء العالم الاسلامي وللمنظمات الإغاثية والخيرية في العالم الإسلامي بأن يكثفوا من جهودهم وتبرعاتهم لإغاثة إخوانهم المنكوبين في الصومال, وقال: إن إغاثة وكفاية المنكوبين في الصومال في هذه الآونة من أموال الزكاة والصدقات والتبرعات هي من أهم وأولى وجوه الإنفاق.

أما الشيخ محمد رشيد قباني مفتي لبنان فأطلق حملة لإغاثة الشعب الصومالي ودعا اللبنانيين إلى تقديم كل ما أمكن لإغاثة إخوانهم في الصومال، وطلب جميع خطباء وأئمة المساجد في لبنان التطرق إلى موضع دعم الشعب الصومالي في خطبة الجمعة، وحث المسلمين على التبرع بما تجود به أنفسهم.

الإخوان المسلمون واتحاد علماء المسلمين

وجاءت مناشدة جماعة الإخوان المسلمين في مصر عن طريق مرشدهم العام الدكتور محمد بديع في ندائه للمصرين والعرب والمسلمين بالتبرع لإنقاذ الملايين في الصومال، واصفًا الوضع فيه بأنه كارثة تعتبر عارًا في حق الإنسانية ما لم يتحمل كل فرد مسئوليته، ولو اقتضى الأمر اقتسام رغيف خبز مع إخوانه في الإنسانية.

أما الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فقد ناشد المسلمين في كل مكان والمنظمات الإغاثية والخيرية والحكومات الإسلامية إلى إغاثة الشعب الصومال وإنقاذه من الجوع والمرض, كما طالب الحكومة الصومالية والمتقاتلين على ساحات الصومال أن يتقوا الله في شعبهم، وأن يستعملوا قيمة المصروفات العسكرية في سد حاجيات شعبهم الجائع، وطالبهم بأن يعلنوا شهر رمضان -على الأقل- شهر مصالحة وهدنة.

ونظرًا لتفاقم الأزمة في الصومال والخطر الذي يهدد آلاف السكان في تلك المناطق بالموت جوعًا وخاصة الأطفال, فإن الحاجة لا تزال ماسة إلى إقامة حملة شعبية واسعة لإيصال المساعدات العاجلة للشعب المنكوب ودعم الجمعيات الخيرية العاملة في الساحة الصومالية وخاصة في هذا الشهر الكريم، في ظل تباطؤ المجتمع الدولي وتزايد المخاطر بأن يقضي الجفاف والجوع والمرض على شتى صور الحياة المتبقية.

المصدر: موقع المسلم.
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلنا اخوة​
السلام عليكم

مسلمو الصين بين مطرقة الشيوعية وسندان التشيع

في الوقت الذي يعاني فيه إخواننا المسلمون في إقليم سينكيانج (تركستان الشرقية) من تصرفات الحكومة الصينية الشيوعية، وبالرغم من التضييق الهائل عليهم الذي يحتاج تحركًا قويًّا من أهل الإسلام على المستويين الرسمي والشعبي، إلا أننا نجد التدخل يأتي من الشيعة الذين يتسللون داخلهم بدعوى النصرة، لتجعل المسلمين فيها كهيئة المستجير من الرمضاء بالنار! فكلاهما ألم، وكلاهما عدو.

يبلغ عدد المسلمين في الصين أكثر من عشرين مليون نسمة، يعيش بينهم أكثر من ثلاثين ألفًا من أبناء قومية الطاجيك الذين يتبعون الطائفة الإسماعيلية، التي تعتبر من غلاة فرق الشيعة.

وللشيعة تاريخ قديم يذكره مؤرخو الصين، ولم نقف على دليل قوي لإثباته أو نفيه، سوى ما قاله المؤرخ المسلم باي شو يي في كتابه (موجز تاريخ الإسلام في الصين) حول المسلمين والإسلام في عهد أسرة يوان، فيقول فيه إن ظهور الشيعة وعدائهم وخيانتهم لأهل السنة قديم جدًّا، ويمتد إلى عهد أسرة يوان التي أسسها جنكيز خان، فقال ما يلي: "لقد أجمعت الوثائق التاريخية التي تم تدوينها في أسرة يوان على أن ذلك العهد قد عرف النزاع الطائفي عند المسلمين، وعند الاطلاع على التاريخ المنغولي نجد أن كثيرًا من أتباع الشيعة قد انضموا إلى صفوف الجيش الزاحف نحو الغرب تحت قيادة هولاكو (1217-1265م)؛ ليشدوا عضده في حملته ضد حكم الخليفة الإسلامي".

وقد سعى قديمًا بالإسماعيلية بينهم رجل إيراني الجنسية يُدعى سعيد شارخان، الذي انتقل من بخارى إلى الصين في القرن السابع عشر الميلادي، فعلمهم الإسلام على عقائد تلك الطائفة الضالة.

وفي العصر الحديث نشطت الدعوات إلى التشيع في المناطق المسلمة في الصين بدعم كامل وقوي من الحكومة الإيرانية، التي تقبل وفود المئات من الطلاب الصينيين المسلمين في العام الواحد إلى إيران؛ لكي يدرسوا العلوم الشرعية على المذهب الشيعي، وليصبح ولاؤهم بعد ذلك للتشيع مذهبًا، ولإيران سياسة.

وتستخدم إيران نفس السياسية الإغرائية التي تستخدمها لاستقطاب غير المتشيعين في الكثير من المناطق في العالم الفقير، فيقول أحد الدارسين: إنه تلقى دعوة من السفارة الإيرانية في الصين لاستكمال دراسته الشرعية في إيران، عارضين عليه توفير سكن مجاني خاص به وسيارة خاصة، مع معاونته في تزويجه أي زوجة يختارها، فهل هذا عرض يرفضه شاب مقبل على حياته؟!!!

وييسرون أيضًا سبل الحصول على تلك البعثة، إذ يُسمح لأي صيني بالحصول على البعثة بمجرد تقديم طلب لدى السفارة الإيرانية، ويأتي الرد دائمًا بالموافقة بعد مدة وجيزة!!

وتحققت بعض الثمار التي تمثلت في وجود شيعة من الجنسية الصينية قدموا لإحياء مراسم عاشوراء، وليحضروا المواكب الحسينية، وذلك في لقطات مسجلة من مدينة كربلاء العراقية، والتي تناقلتها الكثير من المواقع الإلكترونية.

فكيف نتخيل مستقبل المسلمين الصينيين السُّنَّة بعد فترة تقل عن عشر سنوات؟!

وهل تملك إيران راعية نشر التشيع في العالم من الغيرة على مذهبها ما لا يملكه المسلمون السنة؟

أم يملكون من المال أو البترول أكثر من الدول العربية والإسلامية؟

أم أن هناك مَن يعيش لقضية ولو باطلة، بينما يغفل أهل الحق عن قضيتهم وينشغلون بأمور أخرى؟!

وأخشى أن يأتي عليهم اليوم الذي يجدون أن أطرافهم قد تآكلت، وانتزعها السارق منهم، وحينها يندمون في وقت لن ينفع فيه الندم.

المصدر: موقع مركز التأصيل للدراسات والبحوث.
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلنا اخوة​
السلام عليكم

المواقف الدولية من القضية الكردية

يعيش الأكراد في أربع دولٍ بصورة أساسية، وقد عرفوا الإسلام خلال الفتوح الإسلامية في فارس أيام الصِّدِّيق والفاروق، ويلتزمون بالمذهب الشافعي السني، وكانوا مخلصين دائمًا لدولة الخلافة الإسلامية. انضم الأكراد للدولة العثمانية في صراعها ضد الصفويين الشيعة، ولكن الدولتين اتفقتا في (أماسيا) على تقسيم كردستان، كما انضم الأكراد لتركيا في الحرب العالمية الأولى، ثم بدأوا يطالبون بالاستقلال من خلال المؤتمرات الدولية.

معاهدة سيفر 1920م
نجح ممثل الأكراد شريف باشا في إدخال ثلاثة بنود تتعلق بالقضية الكردية في معاهدة سيفر التي أبرمها الحلفاء بباريس في أغسطس 1920م، وقد كرس ذلك عملية تدويل القضية الكردية بصورة رسمية، رغم أن الدولة العثمانية حاولت مرارًا أن تصف القضية الكردية بأنها قضية داخلية تستطيع الدولة حلها.

وكان من الممكن أن تصبح معاهدة سيفر محطة مهمة في تاريخ القضية الكردية، حيث نصت على تحقيق حل المشكلة الكردية على مراحل، وإذا اجتاز الأكراد هذه المراحل - وطالبوا بالاستقلال، ورأت دول الحلفاء أهلية الأكراد لذلك - يصبح الاستقلال أمرًا واقعيًّا، وعلى الحكومة التركية الاعتراف بذلك. لكن كان رد تركيا على المعاهدة عنيفًا، ووصف كمال أتاتورك المعاهدة بأنها بمثابة حكم الإعدام على تركيا، وحاول بمختلف الوسائل وضع العراقيل لمنع تطبيق المعاهدة.

وهكذا لم تر معاهدة سيفر النور؛ بسبب صعود نجم "مصطفى أتاتورك" والحركة الكمالية، وتوسيع مناطق نفوذها، وكذلك لرغبة أوروبا في إبراز مصطفى كمال كبطل؛ لدعمه في حربه على الإسلام والخلافة الإسلامية في تركيا مقر الخلافة؛ لذا لم يكن من مصلحتهم إضعافه بتمكين الأكراد من الحصول على استقلالهم.

لكل ذلك لم يمر عام ونصف العام على توقيع معاهدة سيفر حتى طرحت فكرة إعادة النظر فيها، وجاءت هذه المواقف من قبل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، واتخذ المجلس الأعلى للحلفاء قرارًا بهذا الشأن يوم (25 من يناير 1921م)، إضافة إلى توجيه الدعوة إلى وفد حكومة أنقرة لحضور المؤتمر القادم، الأمر الذي دلّ على اعتراف الحلفاء بالواقع الجديد في تركيا.

مؤتمر لندن 1921م
عقد مؤتمر بلندن في فبراير 1921م لبحث المشاكل العالقة، ومن ضمنها المشكلة الكردية، حيث اعتزم الحلفاء إعطاء تنازلات مهمة في هذه القضية، لكن الحكومة التركية أصرت على أن المسألة يمكن حلها داخليًّا، لا سيما وأن الأكراد لهم الرغبة في العيش مع إخوانهم الأتراك حسبما زعمت آنذاك. وأثناء انعقاد مؤتمر لندن، عقدت حكومة أنقرة عددًا من الاتفاقيات الدولية التي كرست الشرعية الدولية القانونية للنظام الجديد في تركيا، ثم قامت الحكومة الجديدة بإلغاء جميع الاتفاقيات والمعاهدات التي أبرمتها حكومة الأستانة ومن ضمنها معاهدة سيفر. كل ذلك أدى إلى تعزيز مكانة الحكومة التركية الجديدة، وبذلك فشل مؤتمر لندن؛ لتوجه ضربة إضافية للآمال القومية الكردية.

معاهدة لوزان 1923م
جاءت فكرة عقد معاهدة لوزان بعد تنفيذ المسرحية التي خططت لها المخابرات الإنجليزية من أجل هدم الإسلام، والقضاء على الخلافة الإسلامية بإبراز اليهودي الحقود مصطفى كمال أتاتورك كبطل مغوار استطاع إنقاذ شرف الدولة العثمانية من الحلفاء واليونان الذين احتلوا أزمير بتمكين من بريطانيا عام 1920م، وتوغلوا في الأناضول؛ فقام مصطفى كمال باستثارة روح الجهاد في الأتراك، وخدعهم برفع القرآن، ورد اليونانيين على أعقابهم، وتراجعت أمامه قوات الحلفاء بدون أن يستعمل أسلحته، وأخلت له المواقع؛ وعندها بزغ نجم مصطفى كمال في العالم الإسلامي كله، ولُقِّب بالغازي، ومدحه الشعراء، وأشاد به الخطباء.

ونصت معاهدة لوزان الموقعة في (24 من يوليو 1924م) على أن تتعهد أنقرة بمنح سكان تركيا الحماية التامة والكاملة، ومنح الحريات دون تمييز، من غير أن ترد أية إشارة للأكراد فيها، كما لم تجرِ الإشارة إلى معاهدة سيفر، وعدَّ الأكراد هذه المعاهدة ضربةً قاسية ضد مستقبلهم ومحطمة لآمالهم.

عملت بريطانيا بعد المعاهدة على إلحاق جنوب إقليم كردستان -والمعروف بولاية الموصل- بالعراق، بينما اعتبر الأتراك أن بقاء أكراد الموصل خارج نطاق سيطرتهم يمهد السبيل أمامهم لإثارة أكراد تركيا؛ لذا طالبوا بضم ولاية الموصل إلى أراضي تركيا.

وصلت المفاوضات لطريق مسدود؛ فأحالت بريطانيا القضية إلى عصبة الأمم التي أمرت بتشكيل لجنة لبحث القضية؛ وذلك من أجل استنفاد الوقت، وخلق أوضاع جديدة على أرض الواقع؛ حتى لا تعود الولاية لتركيا، وهذه هي طريقة الاحتلال دائمًا.

قامت هذه اللجنة باستطلاع آراء أهل الموصل في القضية؛ فمنهم من كان يريد الرجوع إلى الحكم التركي بدافع الدين الإسلامي، ورفض حكم الإنجليز غير المسلمين، بينما كانت الأقليات المسيحية واليهودية تصر على عدم العودة للحكم التركي. أمَّا الأكراد الذين يؤلِّفون ثلاثة أخماس الولاية فكانوا ضد الحكم العربي والتركي، وكان كبار الملاَّك منهم هم الطبقة الوحيدة المؤيدة للحكومة العربية، وترى تبعية الولاية لحكومة بغداد.

في ذلك الوقت قامت ثورة كردية بزعامة الشيخ سعيد بيران في مارس 1925م ضد السلطات التركية، واتهمت تركيا الحكومة البريطانية بتحريض الأكراد على الثورة، ورغم عدم وجود أدلة على ذلك، إلا أن الثابت أن بريطانيا قد قابلت الثورة بارتياح.

بداية من عام 1931م بدأ الأكراد في القيام بالثورة ضد الدولة الإيرانية والعراقية والتركية؛ وذلك بقياد عائلة البارزانيين الذين ظهروا على مسرح الأحداث منذ 1908م، والذين عُرِفوا بالسيادة والقيادة الدينية والعسكرية، وكان من أبرزهم الشيخ عبد السلام الذي قاد الأكراد لمقاومة القوانين الجديدة التي فرضها نظام تركيا الفتاة العلماني، وأعلن الثورة المسلحة ضدهم حتى تمَّ الصلح عام 1909م، ولكن السلطات التركية قامت بعد ذلك بإعدامه عام 1914م؛ لتقدمه بمطالب كردية خاصة بجمع الضرائب بما يوافق الشريعة الإسلامية، وإنفاقها في إصلاح المرافق في كردستان، وطلب تعيين مفتيين على المذهب الشافعي، وطلب اعتماد التعليم في كردستان باللغة الكردية، وكذلك لرفضه إرسال متطوعين للقتال مع الجيش التركي في الحرب العالمية الأولى, وكان منهم الشيخ أحمد البارزاني الذي اتصف بالقسوة حتى مع الأكراد.

مصطفى البرازانيثم ظهر المُلا مصطفى البارزاني على مسرح الأحداث من هذا الوقت ولفترة طويلة خاض فيها معارك كثيرة، وأعلن التمرد على الحكومة العراقية، وتنقَّل بين العراق وتركيا وروسيا، وحُدِّدَت إقامته لمدة عشر سنوات في الناصرية، ثم السليمانية، ثم فرَّ من منفاه؛ ليتزعم الحركة الثورية الكردية، ويؤسس الحزب الديمقراطي الكردستاني.

دعَّم مصطفى البارزاني قواته بعد ذلك، ودخل في معارك كثيرة مع الجيش العراقي مستعينًا بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة التي كانت ضد العراق، ومستعينًا كذلك بإمدادات عسكرية كبيرة من إيران التي كانت تعادي العراق، ولكن من يعتمد على الولايات المتحدة لا بد أن يخسر في النهاية؛ إذ قامت أمريكا برعاية اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران في 6 من مارس 1975م عن طريق وزير خارجيتها اليهودي الشهير هنري كيسنجر؛ ومن ثَمَّ سحبت إيران الشاه أسلحتها، وتركت الأكراد فريسةً لهجوم عراقي كاسح أسفر عن هزيمة تامة لقوات البارزاني، وانتهاء الثورة الكردية بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في هذا الوقت تمامًا، ولجوء البارزاني إلى إيران. وقد نشأت بعد هذه الهزيمة تيارات سياسية مختلفة انبثق عنها أحزاب جديدة.
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلنا اخوة​
السلام عليكم

مسلمو تايلاند .. اضطهاد وتجويع وتهجير !

بالرغم من عولمة وسائل الإعلام وسيادة قيم الكوكبية التي جعلت العالم أجمع كقرية صغيرة، إلا أن الوضع في تايلاند ما زال يعيش قرون التخلف؛ من عنصرية وتعسف غير مسوّغ ضد مسلمي جنوب تايلاند البالغ تعدادهم أكثر من (17) مليون مسلم، فمنذ 15/7/2005 تشن القوات التايلاندية حملات تمشيط واسعة في أقاليم تايلاند الجنوبية التي يتركز فيها المسلمون بعدما أقر مجلس الوزراء مرسوماً يخول السلطات صلاحيات واسعة لقمع السكان المسلمين في مقاطعات "ناراثيوات" و"يالا" و"فطاني" التي يشكل المسلمون أغلب سكانها –تحت سمع العالم وسمع وبصر المسلمين، ويمنح هذا المرسوم الحق لرئيس الوزراء تاكسين شيناواترا الصلاحيات لفرض الإقامة الجبرية والرقابة على الأخبار، ومنع الاجتماعات العامة، وتسجيل المكالمات الهاتفية، واعتقال المشتبه فيهم دون توجيه تهم لمدة تصل إلى (30) يوماً.

وقد تسبب تطبيق أحكام الطوارئ في إقليم فطاني المسلمة إلى حالة ذعر بين المواطنين؛ إذ وسعت قوات الشرطة حالات القتل المباشر دون دليل، ولمجرد الاشتباه، كما اعتقلت المئات من مدرسي التربية الإسلامية بحجة دعمهم للاتجاهات الانفصالية في الإقليم، مما دفع آلاف المسلمين من الرجال والأطفال والنساء بالفرار إلى ماليزيا المجاورة مطلع سبتمبر الجاري، التي دخلت في أزمة دبلوماسية مع تايلاند التي تتهمها بدعم الانفصاليين المسلمين، الأمر الذي تنفيه ماليزيا، مقررة أن استقبال الفارين جاء كاستجابة إنسانية لأحوالهم المتدهورة وممارسات السلطات الأمنية التايلاندية القمعية التي تتفنن في تعذيب المسلمين في الجنوب، لدرجة أن وزارة الداخلية عكفت مدة ستة شهور بحثاً في قوانين دول العالم القمعية، واستقت قانون الطوارئ المطبق مؤخراً من سنغافورة.

ويشهد ملف مسلمي الجنوب التايلاندي تصعيداً غير مسبوق منذ منتصف فبراير2005 حين تعهد تاكسين شيناواترا رئيس الحكومة التايلاندية بسحق مسلمي فطاني المطالبين بالاستقلال خلال أربع سنوات، وذلك أثناء أول زيارة يقوم بها إلى محافظات البلاد الجنوبية ذات الأغلبية المسلمة منذ فوز حزبه في الانتخابات بفترة ولاية ثانية. وقد بدأ التصعيد الأخير منذ يناير 2004 حين قُتل أكثر من (800) شخص معظمهم من المسلمين في سلسلة من عمليات إطلاق النار والتفجيرات في أقاليم فطاني ويالا وناراثيوات.

صور من تجويع المسلمين في تايلاند
كما تفتق ذهن رئيس الوزراء تاكسين شيناوترا عن سياسة جديدة مؤداها قطع المساعدات المالية للتنمية عن القرى التي يعتقد بأنها متعاطفة مع من أسماهم بـ "المتمردين"، وأن حكومته ستصنف الجنوب المضطرب إلى ثلاث مناطق: حمراء وصفراء وخضراء، ممثلة في ذلك مستويات تعاون أهلها مع سلطات الدولة في التعامل مع ما تصفه الحكومة التايلاندية بالتمرد الواقع. وأوضح أنه من بين (1580) قرية بمحافظات تايلاند الجنوبية الثلاث (ناراتيوات ويالا وباتانى) تُعدّ (358) قرية واقعة في نطاق مناطق حمراء لتعاطفها مع الناشطين، وسوف يُمنع عنها أي تمويل حكومي، بينما تقع (200) قرية في مناطق صفراء بما يعني وجود مقاومة معتدلة للدولة، أما بقية القرى فيمكن عدها مناطق خضراء يلتزم 90 % من سكانها بالقانون -حسب مزاعمه- وسوف تتمتع هذه بمعظم مساعدات التنمية تليها في ذلك الصفراء. وأضاف تاكسين أن الحكومة سوف تنشر قواتها المسلحة في المنطقة الحمراء فيما وصفه بأنه لحماية السكان الأبرياء، كما حثَّ هؤلاء على الضغط على جيرانهم لتغيير مسلكهم والتقدم بمعلومات تفيد في قمع التمرد وإنهائه.

ويُذكر أن هذه السياسة سبق تطبيقها في تايلاند لأول مرة أثناء محاربة المد الشيوعي في السبعينيات والثمانينيات في الضغط على أهالي القرى لطرد الناشطين وقطع العلاقات معهم. كما أشار رئيس الوزراء إلى أن حكومته اعتمدت ميزانية إقليمية خاصة للتنمية في الجنوب تولي تركيزًا على إصلاح قطاع المدارس الدينية الإسلامية المنتشرة به، وسوف يتحتم على تلك المدارس من الآن فصاعدًا تدريس مناهج المدارس العامة، وتخضع لإشراف وزارة التعليم.

خطة إسلامية للمصالحة في تايلاند
وعلى الرغم من الاحتقان السياسي والتصعيد الأمني غير المبرر من قبل الحكومة التي أقرت مبدأ عدم المحاسبة لجنودها العاملين في الجنوب التايلاندي مما فتح لهم باب القتل والنهب للمسلمين مطمئنين إلى عدم محاسبتهم قضائياً؛ الأمر الذي انتقدته لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة مؤخراً بعد إقرار قانون الطوارئ، إلا أن نحو (73) من زعماء المسلمين من مختلف أنحاء تايلاند بقيادة الزعيم الإسلامي (ولاراجا مونتري) قدموا خطة للمصالحة تضمنت سبعة بنود إلى وزير الداخلية "كونجساك وانتانا" يوم الأحد 28-8-2005، في محاولة لوضع نهاية سلمية للعنف الدائر في الأقاليم الجنوبية ذات الأغلبية المسلمة، تكون بديلة لحال الطوارئ التي تخوّل السلطات صلاحيات واسعة لقمع السكان المسلمين.

وتتضمن الخطة: دعوة الحكومة "لانتهاج حلول سليمة وعادلة بدلاً من الإجراءات السياسية التي تغلب عليها المنفعة الذاتية، ومراعاة ألاّ تجرح الإجراءات المتخذة مشاعر الأهالي المسلمين، أو تسيء لمعتقداتهم الدينية، وتثير حساسيتهم". مع مراعاة المعاملة العادلة للمشتبه في ارتكابهم لأفعال خاطئة، وعقد النية المخلصة لاستعادة ثقة وتأييد أهل الجنوب، وإنشاء آلية مركزية لتقليل التوترات بين سلطات الدولة والسكان المحليين، مع ضرورة أن "تلزم الحكومة نفسها باقتصاص العدالة من مرتكبي الجرائم، سواء كانوا من مسؤولي الدولة أو المتمردين المشتبه فيهم".

على أن تضطلع اللجنة الإسلامية المركزية لتايلاند بتقديم حلول خلاقة لمشكلة الجنوب المسلم، وأن تسعى اللجان الإسلامية المحلية في مختلف المحافظات لتبني إجراءات فعّالة لحلها، وتعبر عن عدم موافقتها على العنف والقتل خاصة حيال الأبرياء". لكن وزير الداخلية لم يقدم حلولاً فاعلة أو أية وعود بالتخلي عن أحكام الطوارئ، وجاء الردّ قاسياً بصورة عسكرية؛ إذ أرسلت الحكومة التايلاندية نحو (30) ألفاً من قواتها العسكرية للقيام بحملة قمع جديدة تحت شعار ارتباط بعض الجماعات الإسلامية في الجنوب بتنظيم القاعدة، الأمر الذي ينفيه تماماً قادة المسلمين، مؤكدين أنهم يطالبون بحقوقهم فقط، وهي دولة تحفظ هويتهم.

لا أمل في الاستقرار
وفي ضوء دراسة مستقبل أوضاع مسلمي تايلاند يتبدى في الأفق السياسي أن الأمور تسير في طريق لا رجعة فيه من التوتر والتصعيد الأمني.

إذ أدت محاولات الحكومة المتكررة لفرض هوية تايلاندية على الجنوب إلى زيادة الشعور بالاستياء وتغذية حركة استقلال أخفقت حتى الآن، في كسب قبول سياسي واسع النطاق. ولعل ظاهرة قتل المدرسين بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة تفسر رفض المسلمين فرض تعليم حكومي يتعارض تماماً مع هويتهم.

كما أن الاضطرابات آخذة بالتنامي في تايلاند؛ فالمظالم القديمة تزداد تعقيداً بسبب إهمال الحكومة وتصرفاتها الخرقاء. وبطبيعة الحال فإن التقصير في الاستجابة لشكاوى المسلمين سوف يضمن تحول الغضب إلى تمرّد قد تترتب عليه عواقب كارثية بالنسبة لتايلاند وسائر أنحاء جنوب شرق آسيا.
إن مواطني جنوب تايلاند لديهم أسباب عديدة تجعلهم ساخطين على الأوضاع، فهم مختلفون عن بقية البلد؛ إذ إنهم مسلمون في بلد أغلبيته الساحقة من البوذيين، وذلك لكونهم من سلالة شعب مملكة فطاني المسلمة التي استولت عليها تايلاند عام 1902. ولذلك فإن لديهم روابط قوية مع ماليزيا وهم يتحدثون اللهجة الملاوية، ويعدون أنفسهم فطانيين لا تايلانديين. وعلاوة على ذلك فإن منطقتهم أقل تنمية من بقية تايلاند ولا تنتج سوى 5,1 % من إجمالي الناتج القومي بعدما سلبت الحكومة أراضيهم الخصبة وأعطتها للبوذيين.

دولة للمسلمين في الماضي والمستقبل تاريخ الدولة وتاريخ الاحتلال
وأخير وبعد دراسة معالم الفوبيا السياسية والعنصرية التايلاندية، لابد من التأكيد على عدة حقائق تفسر الأزمة الأخيرة وترسم مستقبل الأوضاع السياسية في تايلاند..

وعلى رأس الحقائق أن فطاني هي المنطقة الواقعة بين ماليزيا وتايلاند ويرجع أصل سكانها للمجموعة الملايوية ويتكلمون اللغة الملايوية ويكتبونها حتى الآن بأحرف عربية, ووصل الإسلام إلى فطاني عن طريق التجارة في القرن الخامس الهجري وأخذ في التنامي حتى صارت المنطقة كلها إسلامية وتحت حكم المسلمين في القرن الثامن الهجري، وصارت فطاني مملكة إسلامية خالصة ومستقلة.

وعندما احتل البرتغاليون تايلاند أوعزوا إلى قادة تايلاند بحتمية احتلال فطاني للقضاء على سلطنة الإسلام بها ولابتلاع خيراتها، فقام التايلاندون باحتلال فطاني سنة 917هـ، ولكنهم ما لبثوا أن خرجوا منها بعد قليل تحت ضغط المقاومة الإسلامية. ولكن الصليبية العالمية لم تكن لتهدأ ويرتاح لها بال طالما للإسلام دولة بتلك البقاع السحرية من العالم؛ فدخل الإنجليز حلبة الصراع ودعموا التايلانديين البوذيين للهجوم على فطاني وقمع الثورات وتهجير المسلمين من البلد حتى أعلنت تايلاند ضم فطاني رسمياً لها سنة 1320هـ -1902م بعد سلسلة طويلة من الثورات والمقاومة الباسلة من المسلمين، وكان هذا الضم إيذاناً بعهد جديد في الصراع بين المسلمين وأعدائهم.

رحلة كفاح المسلمين في تايلاند
وتعد رحلة كفاح مسلمي فطاني من أروع وأقوى قصص الكفاح الإسلامي المغيب عن ذاكرة المسلمين؛ واجه مسلمو فطاني عدواناً بوذياً قاسياً وتجاهلاً منكراً من مسلمي العالم، ومع ذلك ما زال هذا الكفاح صامداً قوياً معتزاً بإسلامه وعقيدته.

وتبدأ رحلة الكفاح الهائلة منذ أن أعلنت تايلاند ضم فطاني لها وعدتها مديرية تايلاندية في سنة 1320هـ , فقام الأمير عبد القادر وهو آخر ملوك فطاني المسلمين بقيادة الثورة سنة 1321هـ بعد سنة واحدة فقط من الضم، وتعرض للاعتقال واندلعت الثورة بفطاني على إثر ذلك، ولكن التايلانديين قمعوها بمنتهى الوحشية بمساعدة قوية من الإنجليز.

انقلاب على الحكم أم على المسلمين !
ومع الانقلاب العسكري سنة 1351هـ الذي أطاح بالملكية في تايلاند، والذي دعمه مسلمو فطاني الذين استغلوا الفرصة، وقدموا عريضة بمطالبهم من الحكومة الجديدة وتلخصت هذه المطالب:

1- تعيين حاكم واحد على المديريات الأربع المسلمة عن طريق أهل البلاد، ويكون مسلمًا.
2- أن يدين 80% من موظفي حكومة فطاني بالإسلام.
3- أن تكون اللغة الملايوية هي لغة التعليم بالمدارس واللغة الرسمية لأهل فطاني.
4- تطبيق الشريعة الإسلامية.
5- تكوين مجلس أعلى إسلامي لتسيير شؤون المسلمين. ولعل تلك المطالب هي نفس المطالب الحالية مع اختلافات في الصياغة السياسية.

ولكن جاءت الريح بما لا يشتهي المسلمون، وتحول الحكم العسكري إلى واقع مرير للمسلمين؛ ليس لأنه تجاهل مطالبهم؛ ولكنه سعى إلى مسخ هويتهم تمامًا، وإذابتهم داخل الدولة؛ إذ أصدر الفريق أول "سنقرام"- الذي تولى السلطة في تايلاند- قرارات بتغيير الأسماء المسلمة إلى تايلندية، ومنع لبس الجلباب الأبيض المميز للمسلمين غطاء الرأس للنساء، وتحريم استعمال اللغة الملايوية ذات الحروف العربية، وأُغلقت أبواب المدارس والجامعات أمام الفطانيين، وكذلك المناصب الحكومية والجيش والشرطة، وأُغلقت الجوامع والمساجد، وحرم التبليغ والتبشير بالدين الإسلامي.

وقد توالت على الإقليم المسلم عدة ثورات ومحاولات من جانب المسلمين لإعادة المطالبة بحقوقهم، واجهتها السلطات هناك بالقمع والاعتقال لكل من قاد المطالبة بهذه الحقوق، مثل: حركة الحاج محمد سولونج- أحد العلماء المسلمين بفطاني- والذي عمل على تكثيف جهود المسلمين سنة 1367هـ، ورفع عريضة مطالب للحكومة البوذية بتايلاند يطالب فيها بنفس المطالب السالف ذكرها مع إضافة بند عدم إخراج محصولات وموارد فطاني خارجها واستهلاكها محلياً، وقام الحاج محمد برفع عريضة الدعوى في نفس السنة إلى الأمم المتحدة، ولأول مرة تُثار قضية فطاني في المحافل الدولية, وبسبب ذلك قُبض على الحاج محمد سولونج ورفاقه وحكم عليهم بثلاث سنوات، ولكنهم ما لبثوا أن اغتيلوا سراً في 14ذي الحجة 1373هـ.

ولعل ثبات المطالب التاريخية يؤكد أن حلمهم سيتحقق مستقبلاً بالرغم من الحملات الدولية لمكافحة الإرهاب التي يعد المسلمون ضحيتها الأولى في كل مكان!!

المصدر: الإسلام اليوم
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلنا اخوة​
السلام عليكم

المراكز الإسلامية بالبلقان تواجه اﻹسلاموفوبيا

لا تزال ظاهرة الإسلاموفوبيا تثير قلق الأقليات المسلمة في الدول الغربية، وخصوصا في أوربا، وليست منطقة البلقان التي شهدت حروبا طائفية وعرقية طاحنة أواخر القرن العشرين بمنأى عن هذه الظاهرة، لكن ثمة من يرى أن المراكز الإسلامية تمثل أملا جديدا في التصدي السلمي لهذه الظاهرة.

ويؤكد هذا الرأي رئيس العلماء المسلمين في مقدونيا الشيخ سليمان أفندي رجبي الذي يعتبر هذه المراكز "أمل المسلمين الوحيد في البلقان من أجل توطيد وحدتهم وحمايتهم، خصوصا أنهم لم يعودوا يثقون في السياسيين، لأن التجربة أثبتت أن الأحزاب السياسية -الإسلامية منها وغير الإسلامية- لم تنجز لهم شيئا، وأن ثقتهم يجب أن تكون في المراكز أو المنظمات الإسلامية".

ويتفق معه في هذا الطرح إبراهيم ملانوفيتش نائب مفتي سلوفينيا والذي يؤكد أن مسلمي البلقان "من خلال مراجعة الذات والتركيز على الاندماج الإيجابي في المجتمعات والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يكون شرارة للصدام، وجدوا في المراكز الإسلامية شكلا ومضمونا ورافدا مهما لتجسيد الوحدة فيما بينهم وتشجيع التعايش السلمي بينهم وبين غيرهم في البلاد التي يوجدون فيها".

ثبات وتضحيات
ويصر ملانوفيتش على أن شكل المركز لا يقل أهمية عما يقدمه، ويرى أن المراكز يجب أن تواكب التقدم العمراني والهندسي والتقني للبلاد التي توجد فيها، وهذا ما "يسمح لها بالاندماج في محيطها ويسهل لمن يرتادونها الاندماج في مجتمعهم".

وينبه إلى أن انهيار الحكم الشيوعي في يوغسلافيا السابقة و"ما تلاه من صراعات طائفية وإثنية في منطقة البلقان، وما عاناه المسلمون بالذات على أيدي الصرب والكروات الذين خيروهم بين الرجوع عن دينهم أو القتل، كان له أثر بالغ على تشبث المسلمين بدينهم وعودتهم إليه والتضحية بالغالي والنفيس من أجل ذلك، بما في ذلك بناء مراكز تحافظ على هويتهم".

وحسب مفتي بيهاج في البوسنة حسن أحمد ماكتش فإن "البذل في التعليم الديني بمساجد البوسنة مثلا، جعل تلك المساجد تتحول إلى مراكز مهيأة من حيث بناؤها وتجهيزاتها وتدفئتها بشكل أفضل مما عليه الحال في المدارس حتى يعتز بها الأطفال وتكون مثار فخرهم وإعجابهم".

أما بشأن دور هذه المراكز في تخفيف حدة "الإسلاموفوبيا"، فيرى ماكتش أنها تمثل "عنوانا واحدا لمسلمي المنطقة الواحدة، مما يسهل التعارف والتواصل بين هؤلاء المسلمين وغيرهم ويجعل الصلة بينهم وبين غير المسلمين شيئا عاديا"، مضيفا أن كل ما يصب في جعل العلاقات عادية بين المسلمين وغيرهم أمر ينبغي تشجيعه.

تفاوت
لكن اقتناع مسلمي البلقان بأهمية هذه المراكز واستعدادهم للتضحية من أجل تشييدها يقابله في بعض دول المنطقة -كما هي الحال في كثير من البلدان الأوروبية- رفض ومماطلة في أحسن الأحوال.

فلا تكاد تقابل مسلما من الدول الأوروبية إلا وتجد لديه قصة مركز أو مسجد أو مدرسة دينية أو حتى مصلى صغير لم يتمكن المطالبون بالترخيص له من تحقيق هدفهم، بسبب معارضة السلطات أحيانا والسكان المحليين أحيانا وهما معا في أحايين أخرى.

وتختلف الدول الأوروبية في ذلك بين دول تعترف بالإسلام كدين رسمي وبين أخرى تحظر كل مظاهر التدين من خمار للنساء ومنارات للمساجد وغيرها. ولئن كانت المظاهر الإسلامية في البوسنة والهرسك وكوسوفو أمرا مألوفا، فإن الحال في باقي دول يوغسلافيا السابقة مختلفة، باستثناء كرواتيا التي تتميز عن غيرها بأنها تعترف بالإسلام كدين رسمي منذ بداية القرن العشرين.

لكن ثمة مبشرات في بعض هذه الدول كما يقول أفندي رجبي، وهي أن أعداد المسلمين في تزايد مقارنة بغيرهم، وهو ما سيجعلهم في دولة مثل مقدونيا أغلبية خلال أقل من عقد من الزمن.

المصدر: سيد أحمد زروق
موقع قصة الاسلام
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلنا اخوة​
السلام عليكم

ما حقيقة هدم وإغلاق المساجد بأنجولا ؟

95% من سكان أنجولا يَدينون بالمسيحية
يبدو أن هدم مساجد وإغلاق أخرى في أنجولا لم يعد خبرًا تتناقله وسائل الإعلام المحلية والعالمية فحسب، فشهود عيان ومواطنون من داخل البلاد أكدوا للجزيرة نت هذه الأخبار، إضافة إلى سيل الإدانات والاستنكارات التي تدفقت على هذه الدولة الأفريقية من قبل جهات إسلامية في مقدمتها الأزهر الشريف.

ونفت الحكومة الأنجولية الخبر مؤكدة أنها لا تشن حربًا على الإسلام، وأنها تحترم حرية الأديان.

بعد انتشار الخبر كالنار في الهشيم على مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي، تواصلت الجزيرة نت مع مؤسسات دولية وأشخاص من الجاليات المسلمة داخل أنجولا لاستقصاء حقيقة الموضوع.

يقول المصري عبد الناصر الذي يعمل منذ عشرين سنة في أنجولا: إن الحكومة -على الرغم من أن دستور البلاد يضمن حرية التدين لجميع المواطنين- لا تعترف بالإسلام؛ لأن نحو 95% من السكان يَدينون بالمسيحية، وتذرعوا بالحوادث الأخيرة التي جرت في إفريقيا وآخرها هجوم نيروبي لتقديم صورة مشوهة عن الإسلام.

هدم وإغلاق
وأكد للجزيرة نت أن السلطات الأنجولية هدمت مسجدين وأغلقت مثلهما خلال الأشهر القليلة الماضية، وهناك تهديد بهدم المساجد الباقية التي يبلغ عددها نحو عشرين مسجدًا؛ وذلك بذريعة أن المساجد بُنيت دون رخصة؛ وأوضح أن المساجد الباقية مفتوحة وتُقام فيها الشعائر بشكل طبيعي حتى الآن.

واستدرك بالقول: إن السلطات توقفت عن هذه السياسة -على ما يبدو- خصوصًا بعد تواصل سفراء الدول العربية المعتمدين في أنجولا مع سلطات البلاد.

وأوضح أن حملة الحكومة شملت 170 دار عبادة غير مرخصة، بينها مساجد للمسلمين الذين يقدر عددهم بنحو مليون شخص من نحو 19 مليونًا يعيشون في أنجولا، ونفى تعرض المسلمين في البلاد لأي مضايقات أو اعتداءات من قبل الشرطة.

أما السنغالي "صار" المشرف على أحد المساجد في أنجولا، فقد أكد للجزيرة نت أن الحكومة هدمت مسجدين وأغلقت سبعة أخرى في أنحاء البلاد، ومنعت إقامة الشعائر الدينية فيها، وأضاف: إن الإسلام على الرغم من حداثة عهده في البلاد (يعود لنحو ثلاثة عقود) فإنه منتشر في جميع أنحاء أنجولا، وإن الحكومة الأنجولية رفضت مرات عدة إعطاء ترخيص لبناء مسجد؛ ولفت النظر إلى أن الشرطة لم تعتدِ على المسلمين في البلاد أو تلاحقهم أو تسجنهم.

في السياق نفسه أشار أحد أفراد الجالية الموريتانية في أنجولا إلى أن الحكومة أغلقت عدة مساجد في العاصمة بحجة بنائها دون ترخيص، وأضاف: إن الهجوم على المركز التجاري في نيروبي الشهر الماضي أثر سلبًا على المسلمين في البلاد؛ حيث قامت السلطات بمضايقة بعضهم. وختم قائلاً: إن الجالية المسلمة في أنجولا كبيرة وأغلب أفرادها من دول غرب إفريقيا.

من جهته تحدى المتحدث باسم المسلمين في أنجولا -ديفد جا- الحكومة أن تكشف عن عدد المساجد التي أغلقتها، وأدان ما وصفه بـ"الاضطهاد السياسي والتعصب الديني" في البلاد.

وتحدث جا لوكالة الصحافة الفرنسية عن إغلاق الحكومة مسجدًا في منطقة هويامبو في الجنوب وتعرض المسلمين لضغوط لإغلاق مسجد في العاصمة لواندا.

واتصلت الجزيرة نت بالمتحدثة باسم منظمة العفو الدولية في مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سارة حشاش، التي لم تؤكد أو تنفِ الأمر، وطالبت بمزيد من الوقت لتوثيق ما يجري على الأرض.

مجرد شائعات
وكان عدد من المسلمين دعوا أمس عبر صفحاتهم على موقع تويتر إلى "الدعاء لمسلمي أنجولا"، ونشروا صورًا قالوا: إنها لمساجد هدمت في البلاد.

في المقابل نفت الحكومة الأنجولية أنها حظرت الإسلام وأغلقت المساجد في البلاد، وأكد مسئول في وزارة الثقافة لوكالة الصحافة الفرنسية أنه ليس هناك حرب على الإسلام أو على أي ديانة أخرى، وشدد أنه ليس هناك أي مسئول في الدولة يريد هدم أو إغلاق أي مكان عبادة لأي من الديانات.

ونقلت وسائل إعلام عن مسئول في السفارة الأنجولية في واشنطن، أن ما تردد عن حظر الإسلام في بلاده مجرد شائعات، وأكد أن أنجولا لا تتدخل في إقامة الشعائر الدينية؛ لأن القانون يكفل حرية ممارسات هذه الشعائر، خصوصًا أن سكان أنجولا خليط من عدة طوائف.

وكانت صحيفة "لانوفال تريبيون" الصادرة في جمهورية بنين نقلت عن محافظ العاصمة الأنجولية قوله: إن "المسلمين المتطرفين" غير مرحب بهم في بلاده، وأوضح أن الحكومة ليست مستعدة "لتقنين وجود المساجد في البلاد".

وأوردت الصحيفة -أيضًا- تصريحات لوزيرة الثقافة روزا كروز أكدت فيها أن عملية تقنين الإسلام لم يتم إقرارها بعد من قبل وزارة العدالة وحقوق الإنسان؛ لذلك فإن مساجدهم ستغلق حتى إشعار لاحق.
من جهتها ذكرت صحيفة "ذي لاس فيجاس جارديان إكسبرس" أنه تم حظر الدين الإسلامي؛ لتكون أنجولا أول بلد في العالم يتخذ مثل هذا الموقف "القاسي" ضد المسلمين.

ونقلت الصحيفة ذاتها عن كروز أن قرار إغلاق المساجد هو الخطوة الأخيرة في جهود البلاد من أجل الطوائف الدينية "غير المشروعة"، بموجب القوانين الجديدة التي ستجعل اعتناق عدد من الديانات "جريمة".

إدانات واستنكارات
واستدعت هذه الممارسات ردًّا سريعًا من الأزهر الذي طالب الحكومة الأنجولية بتوضيح حقيقة عدم ترحيبها بوجود المسلمين وهدمها للمساجد، وتحديد موقف صريح من ذلك.

ودعا الأزهر المواطنين المسلمين في أنجولا لأن يكونوا دعاة سلام وأمن وأخوة وطنيّة، وطالب المُنظمات الإسلاميَّة بإرسال لجنة لتقصي الحقائق والأوضاع الخاصة بالمواطنين المسلمين.

بدوره استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشدة هذا الموضوع، وأوضح أن الحكومة الأنجولية اتخذت هذا القرار بحجة أنها لا ترحب "بالمسلمين المتشددين" على أراضيها، لافتًا إلى أنها هدمت مسجدًا في بلدية فيانازانغو بالعاصمة لواندا يوم 17 من أكتوبر 2013م.
كما طالب الاتحاد منظمة الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإنصاف الأقلية المسلمة في أنجولا، والدفاع عن حقها في ممارسة شعائرها الدينية.

وأبدت منظمة التعاون الإسلامي قلقها من أنباء حظر الإسلام في أنجولا، داعية المجتمع الدولي لاتخاذ قرار حاسم ضد القرار الأنجولي.

واعتبر مفتي الديار المصرية شوقي علام أن حظر الإسلام في أنجولا لن يستفز المسلمين هناك؛ بل سيغضب مليارًا ونصف مليار مسلم حول العالم.

المصدر: الجزيرة نت
 
رد: ملفات ساخنة- متجدد

كلنا اخوة​
السلام عليكم

إفريقيا الوسطى .. حرب على الإسلام

http://islamstory.com/sites/default..._fullcontent_img/public/14/02/07/images_2.jpg
أفريقيا الوسطى
قتل وتشريد وتهجير بيوت وحرب إبادة وتطهير عرقي، معارك مستمرة واقتتال طائفي بين المسلمين والمسيحيين، وسط تأجيج صليبي واضح للصراع يقابله صمت فاضح للمنظمات والحكومات الإسلامية ..هذا وضع المسلمين في إفريقيا الوسطى.

فما هو تاريخ الإسلام في إفريقيا الوسطى ؟ وما هو مسلسل الصراع وطبيعته ؟

إفريقيا الوسطى .. المعلومات الجغرافية
تقع جمهورية إفريقيا الوسطى في قلب القارة الإفريقية، في منتصف المسافة تقريبا بين رأس الرجاء الصالح والبحر المتوسط، وبين المحيط الأطلسي وخلج عدن، وتبعد أكثر من ألف كيلو متر عن أقرب نقطة لها من المحيط. تحدها السودان من الشمال الشرقي، وجنوب السودان من الشرق وتشاد من الشمال، وزائير (الكونغو الديمقراطية) والكونغو من الجنوب، والكاميرون من الغرب.

تبلغ مساحة جمهورية إفريقيا الوسطى 622.984 كيلو مترا مربعا. وتتألف من هضبة قليلة الارتفاع يبلغ معدل ارتفاعها حوالي 600م فوق مستوى سطح البحر، ويسودها المناخ المداري.

تغطي الغابات المدارية الأجزاء الجنوبية، وحشائش السافانا الأجزاء الشمالية، وتتكلف الغابات على طول مجاري الأنهار.

أفريقيا الوسطى دولة حبيسة، لا تطل على أي بحار أو محيطات ولا تمتلك أي موانئ، تعتمد في اقتصادها على الزراعة، فتنتج القطن والبن والكاكاو، وهي غنية بالثروة الخشبية، واكتشف فيها الماس في الجنوب الغربي قرب بربراتي وفي الشمال الشرقي قرب بيراو. وأهم الصناعات بها المناجم ونشر الخشب والماس والنسيج. وتعتبر الأنهار هي أهم سبل المواصلات.

ورغم ما تتمتع به إفريقيا الوسطى من موارد اقتصادية غنية جدا، واحتياطات من الماس والذهب، إلا أنها تعد من أفقر الدول.

تنقسم جمهورية أفريقيا الوسطى إلى 16 ولاية، و إقليم واحد هو إقليم بانغي العاصمة. وينتمي السكان إلى شعب البانتو، وأهم قبائل هذا الشعب (الباندا)، ويشكلون ثلث السكان، والبايا في الغرب، والمانغا في الوسط، واللندا في الشرق، والزاندي في الجنوب الشرقي، وفي الشمال الشرقي يوجد قبائل سودانية مستعربة، كما تعيش قبائل البيل والبورورو في المرتفعات الغربية، ولا تزال في غاباتها ترتع مجموعات الأقزام التي تحيا حياة بدائية. والظاهرة الأكثر لفتا للأنظار في أفريقيا الوسطى هي تعدد القبائل، فهناك 80 قبيلة مختلفة.

وأما اللغات السائدة فهي الأوبانغي والفرنسية وسانفو والعربية والسواحلية، بينما لكل قبيلة لغتها الخاصة، واللغة الرسمية هي الفرنسية [1].

تعداد سكان إفريقيا الوسطى
يقدر عدد سكان إفريقيا الوسطى حوالي خمسة مليون نسمة اعتبارا من عام 2008م، ويشكل المسلمون نحو 15٪ من سكان جمهورية أفريقيا الوسطى، مما يجعلها ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد المسيحية التي يدين بها نصف السكان (25% بروتستانت و25% كاثوليك)، أما بقية السكان فإنهم يدينون بديانات محلية.

ومعظم المساجد في جمهورية إفريقيا الوسطى متواضعة البناء، تبنى من الخامات المحلية، والكثير منها في حاجة إلى إصلاح أو إعادة البناء، وتنتشر المساجد رغم بساطتها في معظم المدن، ولكن أكثرها في العاصمة، ففيها 11 مسجدًا، ومعظمها ألحقت بها المدارس القرآنية، وتوجد المساجد في معظم المدن الكبرى

ويعيش معظم مسلمو أفريقيا الوسطى في الشمال بالقرب من الحدود مع تشاد المسلمة، حيث خرج من بينهم ميشال دجوتوديا كأول رئيس مسلم للبلاد وأنصاره المقاتلون في تحالف سيليكا [2].

الإسلام في إفريقيا الوسطى
انتشر الإسلام في إفريقيا الوسطى في مطلع القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي، عندما بدأ الدعاة يفدون إلى المنطقة، ومن أشهرهم محمد بن عبد الكريم المغيلي، الذي جاء من شمالي إفريقية، كما خضعت أجزاؤه الشمالية والشمالية الشرقية للمالك الإسلامية التي قامت في منطقة تشاد وفي غربي السودان، فزاد انتشار الإسلام، ما وصل إليها الدعاة السنوسيون من ليبيا والدعاة الذين أرسلهم المهدي في السودان وذلك في نهاية القرن الثالث عشر الهجري وبداية القرن الرابع عشر الهجري.

ومع تقدم الإنجليز في السودان للقضاء على المهديين، كان الفرنسيون يتقدمون في أراضي إفريقيا الوسطى، ووصلت طلائعهم عام 1307هـ/ 1889م إلى العاصمة بانغي، ولم يلبثوا أن حولوا المنطقة التي كانت معروفة آنذاك باسم (أوبانغي – شاري) إلى إقليم تحت استعمار فرنسي، ثم ضم إلى تشاد عام 1324هـ/ 1906م، وبعد أربعة أعوام أصبحت إفريقية الاستوائية الفرنسية مؤلفة من أربعة أقاليم: تشاد، أوبانغي – شاري، الغابون، الكونغو، واستمر هذا الوضع حتى الحرب العالمية الثانية.

ظهر برثلومي بوغندا كزعيم سياسي بعد الحرب العالمية الثانية، وتولى رئاسة أول حكومة عام 1377هـ/ 1957م، وصوتت البلاد لصالح مشروع ديغول، وأصبح اسم البلاد: جمهورية إفريقيا الوسطى، واشتدت مقاومة البلاد للاستعمار الفرنسي حتى حصلت على الاستقلال عام 1380هـ/ 1960م. وتوفي بوغندا في حادث طائرة مفاجئ [3].

انتخب دافيد داكو رئيسا للبلاد على أساس النظام الرئاسي والحزب الواحد. ولم تمض على حكم داكو إلا مدة قصيرة حتى أطاح به انقلاب عسكري مفاجئ قاده في عام 1966م جان بيديل بوكاسا، وقد مرت البلاد في عهد بوكاسا بمرحلة من عدم الاستقرار والفساد، نجم عنهما أسوأ العواقب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية [4]، انتهت بإعلانه عام 1976م قيام إمبراطورية إفريقية الوسطى بدلاً من الجمهورية، وأعلن إسلامه عام 1396هـ/ 1976م، وأسلم معه العديد من أفراد قبيلته، وصار اسمه (صلاح الدين أحمد بوكاسا) [5]. وفي عام 1979م، أطاح مؤيدو داكو ببوكاسا، وأعادوا داكو رئيسًا مرة أخرى. وأعيد أيضًا تغيير اسم البلاد إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، وعلى إثر ذلك، ذهب بوكاسا ليعيش في المنفى بفرنسا. وفي عام 1981م، أصبحت البلاد دولة متعددة الأحزاب مرة أخرى، وانتخب داكو رئيسًا. وفي سبتمبر 1981م، أطاح ضباط من الجيش مرة ثانية بداكو واستولوا على الحكم، وحظرت الحكومة العسكرية الجديدة جميع الأحزاب السياسية. وفي عام 1992م، رفعت الحكومة الحظر عن الأحزاب السياسية. وفي عام 1993م، أجريت انتخابات رئاسية وأصبح أنجي فيلكس باتاسي رئيسًا للبلاد وحتى عام 2003م، حتى أطيح به من قبل الجنرال فرانسوا بوزيزي، ومنذ ذلك الحين وإفريقيا الوسطى تعيش مأساة الانقلابات العسكرية، والتي كان آخرها الانقلاب الذي قاده القائد المسلم ميشال دجوتوديا الذي يناصره مسلحو تحالف "سيليكا"، الذين أغلب عناصرهم من المسلمين، أطاح بالرئيس المسيحي "فرانسوا بوزيزى" الذي تناصره ميليشيات "مناهضو بالاكا" المسيحية في مارس/آذار 2013م[6].

http://www.islamstory.com/uploads/afreqya.jpg

ميشال دجوتوديا .. الرئيس المسلم
وصل المسلمون لأول مرة إلى الرئاسة في جمهورية إفريقيا الوسطى، وذلك بوصول الرئيس ميشال جوتوديا إلى الحكم في شهر مارس 2013م، وقد حرص الرئيس المسلم الجديد لإفريقيا الوسطي على طمأنة الجميع، وقال: "إن إفريقيا الوسطى دولة علمانية، يعيش المسيحيون والمسلمون في دولة علمانية، صحيح أنني مسلم لكن من واجبي خدمة وطني، جميع مواطني إفريقيا الوسطى"، لكنه أقر بأن "بعض الأشخاص من أصحاب النيات السيئة أرادوا جر البلاد إلى نزاع ديني".

وقال أيضًا: "أطلب من الله -عز وجل- إعطائي القوة والذكاء لي ولرئيس الوزراء، لإدارة شؤون إفريقيا الوسطى بشكل جيد خلال السنوات الثلاث المقبلة. سنسلم السلطة إلى من سيخلفنا" أي في عام 2016م، وقال: "إن وجدنا أنفسنا على رأس الدولة، فذلك صدقوني ليس ناتجاً من طموح سياسي معين، بل عن واجب وطني"، وفي تلميح إلى الشخصيات السابقة في نظام فرنسوا بوزيزيه، أطلق دجوتوديا نداء وطنياً وأخوياً إلى جميع الذين سلكوا طريق المنفى للعودة إلى البلاد، وقال: "لن يكون هناك مطاردة لأن علينا إرساء التسامح والصفح والحوار كطريق لإدارة شؤون الدولة".

وبدأت الخلافات تصيب نظام الرئيس المسلم، بعد فشل الحكومة في السيطرة على الأمن في البلاد، نتيجة للأعمال الإجرامية والفوضوية التي تقوم بها الميلشيات المسيحية المسلحة (مناهضو بالاكا)، لتبدأ حالة فوضى غير مسبوقة قُتل على إثرها المسلمون بطريقة عشوائية على أيدي الميلشيات المسيحية، إلى أن اضطر دجوتوديا للتنحي بضغط من رؤساء دول وسط أفريقيا في مطلع يناير/كانون الثاني 2014م [7].

تحالف مقاتلو سيليكا
"سيليكا" هو تحالف تشكل من عدة فصائل مسلحة معارضة لحكم الرئيس (فرانسوا بوزيزى) أغلبهم من المسلمين، ويقال أن هذا التحالف يعود إلى حرب الأدغال (2004-2007م) .. ويُعتقد أن بعض أعضاء التحالف من تشاد والسودان، كما يوجد من بين عناصره أعداد ليست قليلة من المسيحيين .

لا يوجد ما يدلل على أن تحالف "سيليكا" يتشكل من جماعات إسلامية دعوية أو جهادية، ويصعب الوقوف على أي خلفيات أو مظاهر دينية لأعضائه اللهم إلا أن بعض قادته يجيدون الحديث باللغة العربية ويصلون طبعا.

يقدر تعداد مقاتلي سيليكا بنحو 25 ألف مقاتل وفق بعض التقديرات، ويتزعم الائتلاف ميشال دجوتوديا (الذي كان يحمل اسم "محمد ضحية" قبل أن يغير اسمه).

في 13 سبتمبر/أيلول 2013م قام الرئيس دجوتوديا رسمياً بحلّ قوات "سيليكا"، كما تم الإعلان عن دمج بعض مقاتليهم في الجيش، لكن -على ما يبدو- لم يفلح الحل، ولم يكن الدمج في الجيش فعالا، فبقيت القوات محتفظة بقياداتها وبتماسكها.

وفي الـ 9 من ديسمبر 2013م أقدمت القوات الفرنسية بالتعاون مع القوات الأفريقية الموجودة في البلاد على نزع أسلحة أكثر من سبعة آلاف من مقاتلي سيليكا، ووضعهم في ثكنات مختلفة في العاصمة. وهو إجراء أغضب المسلمين باعتبار أن هذه القوات كانت تمثل لهم شيئا من الحماية في مواجهة الميليشيات المسيحية. ولذلك نظم المسلمون احتجاجات في بعض شوارع العاصمة، منددين بالانحياز الفرنسي لصالح المسيحيين، وأقاموا المتاريس بالإطارات والحجارة احتجاجا على انتشار القوات الفرنسية. وقالوا أن هذا الأمر يترك المسلمين عزل بدون حماية من ميليشيا (مناهضو بالاكا).

كما ظهرت احتجاجات أخرى ضد القوات الفرنسية عقب مقتل ثلاثة من مقاتلي سيليكا في اشتباكات مع الفرنسيين، ومن جهته، قال زعيم سابق في سيليكا واسمه (ساودي): "العملية العسكرية الفرنسية منحازة، إنهم يقتلون الناس المحسوبين على جهة معينة، ويسمحون بإعدام الناس".

مناهضو بالاكا
(مناهضو بالاكا) أو (مناهضة السواطير بلغة السانغو)، تعرف أيضا بالميليشيات المسيحية للدفاع الذاتي. وهي جماعات مسلحة محلية أنشأها الرئيس المسيحي (فرنسوا بوزيزي)، وتضم في صفوفها بعض جنود الجيش الذين خدموا في عهد بوزيزي.

وقد مارست (بالاكا) عمليات قتل وحشية ضد المدنيين المسلمين بالرغم من عجزها عن تحقيقي أي نتيجة أمام تحالف (سيليكا).. وتضمنت جرائم هذه الميليشيات بحق المسلمين حرق الجثث وبتر الأعضاء وتدمير المساجد وتهجير أعداد كبيرة من السكان المسلمين.

فرنسا وتأجيج الصراع الطائفي
منذ فترات طويلة كان المسيحيون والمسلمون يتعايشون في وئام، يقول ديفيد سميث، من مركز أوكابي للاستشارات الإعلامية في جوهانسبرغ: "لم تشهد جمهورية أفريقيا الوسطى من قبل مواجهات تقوم على أساس ديني". وفي تقرير ميداني لها، تنقل وكالة رويترز عن المواطنة المسلمة عائشة عبد الكريم (31 عاما) ، قولها: "لم نعهد أعمال عنف بهذه الوحشية من قبل... لقد تملك الشيطان من بلدنا".

أم كريستين، وهي سيدة مسيحية ، فتقول: "كنا نعيش دائما مع بعضنا البعض، وكان زوجي مسلما. كما أن أحد جيراننا من المسلمين هو من ساعدني للوصول إلى الملجأ هربا من القتال". وتساءلت قائلة: "لا أفهم ما الذي أوصلنا إلى هذا الوضع؟"، حسبما نقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية.

ربما لا يبدو الصراع الدائر في إفريقيا الوسطى أنه صراع طائفي ولكن ما تؤكده الوقائع وما نراه على الأرض من ممارسات بحق المسلمين وما تقوم به حكومات الغرب وخاصة فرنسا، يؤكد أن ما يدور في إفريقيا الوسطى حرب على الإسلام وإبادة لكل ما هو مسلم، وهو ما يؤكده أحد الجنرالات العسكرية المسيحية في إفريقيا الوسطى اللواء (يايا إسكوت) -الذي خدم في الجيش الحكومي إبان حكم الرئيس السابق فرانسوا بوزيزى، تنقل عنه وكالة الأناضول -وقد زارت معسكر سيليكا "بييل" بالعاصمة بانجي- قوله إنه "على الرغم من العنف الطائفي الجاري عندنا، إلا أن الجنود المسيحيون والمسلمون يعيشون معا داخل الثكنات في وئام".

واتهم الجنرال يايا إسكوت القوات الفرنسية بأنها "مسؤولة عن التحريض على العنف الطائفي بين المسلمين والمسيحيين في أفريقيا الوسطى". وأشار إسكوت إلى أن "المسلمين والمسيحيين كانوا يعيشون في وئام حتى شرع بعض الساسة المحليين -الذين يتم تمويلهم من جانب فرنسا- في تحريض المسيحيين ضد المسلمين".

وكان الرئيس المسيحي (فرنسوا بوزيزي) قد استنجد بفرنسا والولايات المتحدة لمساعدة نظامه على التصدي لمقاتلي "سيليكا" وهم يتقدمون نحو العاصمة. وقال بوزيزي -أمام حشد بالميدان الرئيسي في بانجي : "نطلب من أبناء عمومتنا الفرنسيين والولايات المتحدة باعتبارهما قوتين كبيرتين أن يساعدونا على دحر المتمردين" [8].

حرب إبادة ضد المسلمين في إفريقيا الوسطى
منذ تنحي دجوتوديا مطلع يناير/كانون الثاني 2014م غرقت البلاد في دوامة من العنف الطائفي والأعمال الانتقامية التي تشنها الميليشيات المسيحية ضد مسلحي سيليكا والمدنيين المسلمين. وزاد استهداف المسلمين منذ تولت سامبا-بانزا، وهي مسيحية رئاسة البلاد. وتتحدث التقارير الواردة من هناك عن طرق بشعة للقتل باستخدام السواطير والفؤوس، وبدون تمييز بين رجل أو امرأة أو طفل.

وأدى انسحاب مسلحي سيليكا من مدينة بودا (شمال غرب) في 29 يناير/كانون الثاني 2014م إلى موجة عنف غير مسبوقة أسفرت عن مقتل 84 شخصا بينهم مسلمون ومسيحيون، بحسب الصليب الأحمر المحلي.

وحسب منظمة العفو الدولية، فإن ميليشيات مناهضو بالاكا المسيحية شنت في 18 من شهر يناير 2014م هجوما على مدينة بوسيمبتيليه (غرب)، ما أسفر عن سقوط أكثر من مائة قتيل بين السكان المسلمين.

وأدت أعمال العنف الطائفية إلى نزوح ربع سكان البلاد -البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة تقريبا- عن مناطقهم خوفا من الهجمات الانتقامية التي أودت بحياة ما لا يقل عن ألفي شخص. وفر عشرات الآلاف من المسلمين النازحين إلى دولتي الكاميرون وتشاد المجاورتين.

ومع اتساع نطاق نزوح المسلمين، أعلن مدير الطوارئ في منظمة هيومان رايتس ووتش "بيتر بوكارت" أنها مسألة أيام وسيغادر جميع المسلمين أفريقيا الوسطى فراراً من العنف، مضيفا توجد أحياء كاملة ذهب سكانها من المسلمين بالكامل، ويتم هدم منازلهم بصورة ممنهجة، حيث يتم نزع الأبواب والنوافذ والأسقف، وتوجد أدلة على محو وجودهم بالكامل.

وقال بوكارت إنه شاهد بنفسه جثة رجل مسلم تحرق في الشارع، كما رأى الميليشيات المسيحية تلقي القبض على مسلم آخر وتضربه حتى الموت.

وقبل ذلك، اغتيل النائب البرلماني جان إيمانويل نجاروا بعد إعلانه معارضته القوية للهجمات التي تستهدف قتل المسلمين في البلاد.

وقد فاد شهود عيان بأن ميليشيات نصرانية اعتدت على مسجد الرحمة في عاصمة أفريقيا الوسطى بانغي، بحجة أن فيه أسلحة، ما أسفر عن تدميره بشكل جزئي.

فاعتدت العناصر النصرانية المسلحة بالمناجل والهراوات على أجزاء من المسجد، وأضرمت النيران في عدد من السيارات التي كانت متوقفة خارجه، كما قامت بسرقة جميع محتويات المسجد وما استطاعت الوصول إليه من ممتلكات [9].

موقف العالم الإسلامي
في ظل ما يتعرض له المسلمون في إفريقيا الوسطى من عمليات إبادة جماعية فإننا لم نسمع عن موقف إدانة واحد من دول العالم الإسلامي أو مؤسساته العلمية أو الدعوية، سوى بيانات الاستنكار والإدانة التي منها بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ووزارة الخارجية التركية وبعض الشخصيات الدينية.

لتضاف مأساة مسلمي إفريقيا الوسطى إلى مآسي المسلمين التي لا تنتهي .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

[1] محمود شاكر- إسماعيل أحمد ياغي: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر، دار المريخ للنشر 1993م، جـ2/ 220- 221.
- جمال عبد الهادي- علي لبن: المجتمع الإسلامي المعاصر – إفريقيا، دار الوفاء للطباعة والنشر 1994م، ص82- 83.
[2] عبد الرحمن أبو العُلا: ماذا يحدث لمسلمي أفريقيا الوسطى؟، تقرير لموقع الجزيرة نت - الأربعاء 12/2/2014م.
- المسلمون في إفريقيا الوسطى .. آمال مشرقة بعد الوصول للسلطة، شبكة رسالة الإسلام.
[3] محمود شاكر- إسماعيل أحمد ياغي: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر، جـ2/ 221- 222.
[4] جمهورية إفريقيا الوسطى - الموسوعة العربية.
[5] جمال عبد الهادي- علي لبن: المجتمع الإسلامي المعاصر – إفريقيا، ص83.
[6] جمهورية إفريقيا الوسطى - موسوعة Kacem.
[7] المسلمون في إفريقيا الوسطى .. آمال مشرقة بعد الوصول للسلطة، شبكة رسالة الإسلام.
- شبكة برس نت.
- عبد الرحمن أبو العُلا: ماذا يحدث لمسلمي أفريقيا الوسطى؟، تقرير لموقع الجزيرة نت - الأربعاء 12/2/2014م.
[8] علي عبد العال: طبيعة الصراع في (أفريقيا الوسطى) وموضع المسلمين منه، موقع الإسلاميون.
[9] ماذا يحدث لمسلمي أفريقيا الوسطى؟، تقرير لموقع الجزيرة نت.
- ماذا يحدث في إفريقيا الوسطي؟، مركز التأصيل للدراسات والبحوث.

موقع قصة الاسلام
 

المواضيع المشابهة

لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top