فقير الى رحمته
:: عضو مثابر ::
- إنضم
- 14 سبتمبر 2009
- المشاركات
- 981
- نقاط التفاعل
- 5
- نقاط الجوائز
- 157
انها الثامنة صباحا قد يبدا اليوم من هذه الساعة ...او قبلها بقليل ، و لكنها نقطة المركز في المعلم المتعامد الامتجانس ليوم
جزائري الصبغة ، تتناطح ساعاته الروتينية لترسم من العدم بعض الاحداث القابلة للتدوين .........
تخرج الجموع كلها في نفس الوقت و كأن القلوب تضرب
موعدا على الارصفة و في الطرقات ، الى وجهات مختلفة
قادرة على تبذير ما في اليوم من ساعات ، فبين العمل و
الدراسة ، قليلون من يحرمون اجفانهم من نومة صباحية
دافئة و يخرجون في مثل هذه الساعة المبكرة.
قد يحسد الراجل من معه سيارة في بلد غير الجزائر، حيث
تعتبر زحمة السير من المقبلات التي يتناولها الجزائري حتى
قبل فطور صباحه ، فتفتح شهيته على مصراعيها لمزاج
مضطرب و نفسية معكرة منذ الساعات الاولى من اليوم ،
فعوض ان يفتح يومه باذكار صباحية و توكل على الله ،
الجزائري لا يتوقف لسانه عن قذف الشتائم لهذا و ذاك
منذ ان يضع يديه على مقود السيارة.....
حتى الراجل منا ، لا يملك خيارا للتنقل فنحن شعب ( يحترم
مواعيده و شديد الانظباط ) لا بد له من اقتناء حافلة للوصول
في الوقت المحدد في عقد العمل ، هناك في مواقف الحافلات
ترى العشرات مصطفين على طول الرصيف فتتوقع ان الجزائريين كلهم لا يملكون سيارات و ما ان تتوقف الحافلة
حتى تنهمر الجموع الى داخلها ، يتعجب الواحد منا كيف
امتصت كل من كانو في الموقف ؟؟ السر يكمن في
ان الواقف منهم اكثر من الجالس .......
في حافلة اكل الدهر عليها و شرب تبدا رحلتك الصباحية ،
تتمايل الحافلة المسكينة كالحوامل في الطريق ، من كثر ما
تحمله من ركاب فاق سعتها بكثير رغم ذلك ، تسمع صوت
محصل ثمن التذاكر يكرر تلك العبارة المألوفة : زيد خويا
افونسي شويا ...الله يعيشك ، يطالب من خلالها حبات
السردين المتراصة بالانتظام بطريقة تمكنه من زيادة عدد الركاب الواقفين في الحافلة ، هده المسكينة التي غالبا ما تكون
من زمن السبعينات لا زالت تحتفظ فقط بلاصقة في مؤخرتها
كتب عليها : الرجاء اعطاء الاولوية لهذه الحافلة عندما تمر
كشهادة تعتز بها بعدما امتلأت الطرقات بسيارات آخر طراز....
اه ........لقد نسيت الطريق السريع ، انه اجمل صورة صباحية
في الجزائر حيث يتحول الى مدمار لسباق السيارات ، المؤهلة
لذلك و غير المؤهلة ، و هناك تمارس النخوة و الرجولة و القومية ، و يحاول كل من في يده مقود ان يبرز مدى علمه
بالسياقة و التفنن فيها .
و عوض ان يحمل السائق علم بلده ، يتم تحديد هويته من خلال
ترقيم سيارته فقد تكون السيارة محلية الترقيم او اجنبية .
اما المحلية فتحمل رقم الولاية ، و على هذا الاساس يحكم على
الفائز في النهاية ، و قد تمارس بدل القومية ابراز الرجولة
و عرض العضلات فالرجل لا يجوز ان (تدوبليه) امراة او
سيارة تحمل رقم 80 (المبتدئين) فذلك عار عليه ، و قد يفسد
ذلك ما تبقى من يومه ..........
عند منتصف اليوم ، تتغير الصورة بطريقة جذرية ، حينئذ
لا يرى الجزائري بين عينيه سوى صحن لوبيا او مجموعة
من رقائق (المحاجب) السخونين الحارين ، فلا يقوى امام
بطنه الفارغ لا على سباق و لا عرض عضلات ، بل يغدو
كالحمل الوديع ينى حتى الشتائم ، و يتتبع رائحة الاكل
و لو سيرا على الاقدام المهم ان ياكل ، فتكتظ حينئذ المطاعم
و محلات الاكل الخفيف ، و انت امام هذه المحلات في مثل
تلك الساعة لا تسمع ٍإلا القهقهات من هنا و هناك كدليل
قاطع على ان رضى النفس من رضى البطن ، و اذا شبعت الكرش تقول للراس غني .............
لم ينته اليوم بعد لا تفوتكم التتمة .......و لنا عودة ان شاء الله
جزائري الصبغة ، تتناطح ساعاته الروتينية لترسم من العدم بعض الاحداث القابلة للتدوين .........
تخرج الجموع كلها في نفس الوقت و كأن القلوب تضرب
موعدا على الارصفة و في الطرقات ، الى وجهات مختلفة
قادرة على تبذير ما في اليوم من ساعات ، فبين العمل و
الدراسة ، قليلون من يحرمون اجفانهم من نومة صباحية
دافئة و يخرجون في مثل هذه الساعة المبكرة.
قد يحسد الراجل من معه سيارة في بلد غير الجزائر، حيث
تعتبر زحمة السير من المقبلات التي يتناولها الجزائري حتى
قبل فطور صباحه ، فتفتح شهيته على مصراعيها لمزاج
مضطرب و نفسية معكرة منذ الساعات الاولى من اليوم ،
فعوض ان يفتح يومه باذكار صباحية و توكل على الله ،
الجزائري لا يتوقف لسانه عن قذف الشتائم لهذا و ذاك
منذ ان يضع يديه على مقود السيارة.....
حتى الراجل منا ، لا يملك خيارا للتنقل فنحن شعب ( يحترم
مواعيده و شديد الانظباط ) لا بد له من اقتناء حافلة للوصول
في الوقت المحدد في عقد العمل ، هناك في مواقف الحافلات
ترى العشرات مصطفين على طول الرصيف فتتوقع ان الجزائريين كلهم لا يملكون سيارات و ما ان تتوقف الحافلة
حتى تنهمر الجموع الى داخلها ، يتعجب الواحد منا كيف
امتصت كل من كانو في الموقف ؟؟ السر يكمن في
ان الواقف منهم اكثر من الجالس .......
في حافلة اكل الدهر عليها و شرب تبدا رحلتك الصباحية ،
تتمايل الحافلة المسكينة كالحوامل في الطريق ، من كثر ما
تحمله من ركاب فاق سعتها بكثير رغم ذلك ، تسمع صوت
محصل ثمن التذاكر يكرر تلك العبارة المألوفة : زيد خويا
افونسي شويا ...الله يعيشك ، يطالب من خلالها حبات
السردين المتراصة بالانتظام بطريقة تمكنه من زيادة عدد الركاب الواقفين في الحافلة ، هده المسكينة التي غالبا ما تكون
من زمن السبعينات لا زالت تحتفظ فقط بلاصقة في مؤخرتها
كتب عليها : الرجاء اعطاء الاولوية لهذه الحافلة عندما تمر
كشهادة تعتز بها بعدما امتلأت الطرقات بسيارات آخر طراز....
اه ........لقد نسيت الطريق السريع ، انه اجمل صورة صباحية
في الجزائر حيث يتحول الى مدمار لسباق السيارات ، المؤهلة
لذلك و غير المؤهلة ، و هناك تمارس النخوة و الرجولة و القومية ، و يحاول كل من في يده مقود ان يبرز مدى علمه
بالسياقة و التفنن فيها .
و عوض ان يحمل السائق علم بلده ، يتم تحديد هويته من خلال
ترقيم سيارته فقد تكون السيارة محلية الترقيم او اجنبية .
اما المحلية فتحمل رقم الولاية ، و على هذا الاساس يحكم على
الفائز في النهاية ، و قد تمارس بدل القومية ابراز الرجولة
و عرض العضلات فالرجل لا يجوز ان (تدوبليه) امراة او
سيارة تحمل رقم 80 (المبتدئين) فذلك عار عليه ، و قد يفسد
ذلك ما تبقى من يومه ..........
عند منتصف اليوم ، تتغير الصورة بطريقة جذرية ، حينئذ
لا يرى الجزائري بين عينيه سوى صحن لوبيا او مجموعة
من رقائق (المحاجب) السخونين الحارين ، فلا يقوى امام
بطنه الفارغ لا على سباق و لا عرض عضلات ، بل يغدو
كالحمل الوديع ينى حتى الشتائم ، و يتتبع رائحة الاكل
و لو سيرا على الاقدام المهم ان ياكل ، فتكتظ حينئذ المطاعم
و محلات الاكل الخفيف ، و انت امام هذه المحلات في مثل
تلك الساعة لا تسمع ٍإلا القهقهات من هنا و هناك كدليل
قاطع على ان رضى النفس من رضى البطن ، و اذا شبعت الكرش تقول للراس غني .............
لم ينته اليوم بعد لا تفوتكم التتمة .......و لنا عودة ان شاء الله