صور كثيره في حياتي تحكي مراحلها على مرور الزمن ؛ صور متناثره هنا وهناك كل منها لها حكاية وذكرى في حياتي ؛ منها تظهرني بشكلي البريء ايام طفولتي التي ربما لم تكن بريئه كما اتظاهر ان تكون كذلك ؛؛ ومنها تحكي ايام بدايات مراهقتي ومنها ما يظهرني بشعيرات متناثره على الذقن ومنها بشارب وبدونه وأخريات قبل الغترة والعقال .. لحظات التقطتها تلك الصور من حياتي ؛ خلقت على الورق بلى زمن فقط لحظات قديمه صامته منزوعة الوقت كما هي منزوعة الحركه لكنها تحكي لحظات الشكل والتحولات في زمن ولّى .. اقارنها بما انا عليه اليوم فتبدو على المحيا إبتسامة لا تخلو من التحسّر كيف كنت وكيف اصبحت .. قمت بترتيب تلك الصور على شكل شجرة بحيث يكون جذع تتفرع منه الاغصان مراعيا في عملية الترتيب التحولات التي طرأت على كل صوره مبتدئا من الاصغر للأكبر ؛ لكنني وبعد النظر إلى الشجرة التي خلقتها من لحظات مختلفة عدة ، اكتشفتُ أن أهم لحظة عشتها ، أُسقطتْ من الحسبان ، من الذاكرة ، من التاريخ .! وهي جذع الشجره التي لابد ان تكون عروقها ضاربة في كبد الارض حتى تتفرع منها الغصون فأنا لست الا فرعا من تلك الغصون .. فتذكرتُ أُمي " رحمها الله " هي من انجبتني بعد ان امضيت في بطنها حملا تسعة أشهر على شكل شرنقةٍ لاتكاد تذكر ..! أمي التي احتفظ لها بصوره مبروزه ومشكلة بخطوط ذهبيه معلقة بالبهو يراها كل من يلج للبيت ..! هي وحدها من يجب ان تكون الاساس وهي وحدها من يجب ان تكون بداية تلك الشجره التي تتفرع منها الاغصان ؛؛ ومالبثت حتى سرحت بي الهواجس متمنيا لو أني رأيتها كيف تتكلم وكيف تسير وكيف تنام وتنوض .. كنت أتمنى لو اني سمعت صوتها وكيفية طريقتها بالكلام كنت اتمنى لو انني جلستُ معها ساعة زمن .. لكن " نحن نريد والله يفعل ما يريد " كانت تلك الهواجس تتصل بالذاكره وتحضر لي ذكريات طفولتي لدرجة انني تذكرت معايرة " خزنه" بنت جيراننا التي حينما العب معها لاتنفك عن ترديد " يا مسكين انا عندي ام وانت ماعندك أم " لاادري في أي مرحلة من عمري عرفت ان أُمي ميته وانها ضمن أُولئك المدفونين تحت التراب لكنني عرفت ..! مع تلك الهواجس والذكريات نسيت صوري وشجرتها واخذت أتأمل صورة أمي وأتمنى كثيرا من الامنيات التي اعلم يقينا انها لن تحصل لكنها أماني وعلى الله الاماني ..! ذات يوم سألتُ والدي " اطال الله في عمره " عن شهادة وفاة أمي لكنه تمتم بكلمات فهمت منها انه لايملكها مع اني اشك وربما له مآرب في ذلك فسألته عن المستشفى الذي توفيت به واخبرني وفي صبيحة اليوم التالي توجهت للمستشفى الذي توفيت به امي واستخرجت شهادة وفاتها وعرفت انها توفيت في الساعه السابعه والنصف من مساء يوم 14/ 11..... كنت مندفعا ان اعرف عنها كل شيء ربما لنوعية الهم والغم الذي احمله دور في ذلك ؛؛ اخذت اتردد على المشفى كي اطلع على ملفها رحمها الله لكن كل من اقابله يقول لي ممنوع الا بحكم محكمه رأيت بين طاقم الارشيف ممرضة مصريه إسمها " سيده " واخذت اتحنسها واستلطفها ولا ادري لماذا اخترتها دون غيرها حتى اقنعتها بعد جهد جهيد فأدخلتني للأرشيف واخذت رقم شهادة الوفاه وادخلته في كمبيوترها وذهبت الى احد الادراج واستخرجت ملفها ووضعته على الطاوله امامي فنظرت اليه وقلت الا تعلمي ياسيده ان هذا البروفايل هو امي فصمتت وانا ارى عينيها وقد اغرورقت .. اخذت اقلب صفحات الملف ولم افهم منه شيئا .. شكرت سيده وتركتها وملف امي عندها ... وذهبت وانا اردد ...
ماما ماما يا ماما يا عالية المقاما لكِ حبي احتراما كيف ما يكون الكون ...
أحبتي من كانت امه لازالت حية ترزق فليحافظ عليها فالأم لاتعوض ....
رحم الله أمي رحمة واسعه وادخلها فسيح جناته ...
ماما ماما يا ماما يا عالية المقاما لكِ حبي احتراما كيف ما يكون الكون ...
أحبتي من كانت امه لازالت حية ترزق فليحافظ عليها فالأم لاتعوض ....
رحم الله أمي رحمة واسعه وادخلها فسيح جناته ...