- إنضم
- 24 ديسمبر 2016
- المشاركات
- 5,056
- نقاط التفاعل
- 15,515
- النقاط
- 2,256
- العمر
- 39
- محل الإقامة
- فرنسا الجزائر وطني
نزولا عند رغبة الاخوة والاخوات أن اضع الحلقات على شكل مواضيع
الحلقة الثانية من سلسلة صيادو الحياة
الستة رجال في عرض البحر وحيدين ،بين السماء والبحر ،والخوف بدأ يتسلل الى نفوسهم والتعب النفسي من التفكير بوقود السفينة ومؤونتهم وعائلاتهم ،لكنها كانت فرصة التأمل والرجوع الى الوراء.
جلس كل واحد وهو يسترجع شريط حياته ببطء
.............
جابر هو الابن الوحيد لوالديه وانجباه عن كبر، بعد ان انفقا ثروة على العلاج، ووالده يملك مزرعة صغيرة على قدره هو وعائلته .
جابر عشق البحر منذ نعومة اظافره كان خاله صيادا كبيرا وكان ياخذه معه في الرحلات الصغيرة ،والداه عارضا الفكرة لكن خاله اقنعهما،ترك مقاعد الدراسة في سن مبكرة ليلتحق بالبحر مع خاله حتى اشتد عوده وهو عامل بسيط على متن السفينة ،ثم سرعان ما اكتسب معرفة وخبرة في المجال، فقرر خاله بيعه السفينة بعد أن وصل الى سن التقاعد ،فهو اولى من الغريب لان له فيها ذكريات الطفوله .
أخذ جابر قرضا واشتراه ورممه وحسن فيه.
وجد صعوبته الكبيره في ايجاد ملاح للسفينة.
بقي عام كامل يبحث عن ملاح متمرس،فالملاح الذي كان يعمل معهم كبر في السن ولم يعد يطيق ركوب البحر،والملاحين الذين مرو عليه لم يرضو غروره لانه كان جديا في عمله.
وفي يوم من ايام الصيف والشمس كأنها تنتظر خروج احد لتزداد حرقة ،كان جابر يعمل في الحقل مساعدا لوالده كعادته وفجأة سمع صوت انين ناحية اشجار التفاح القريبة منه،واذا هو والده وقد وقع ارضا ولا يتحرك ولم يبقى منه سوى الانين ،هرع اليه واخذه الى المستشفى على جناح السرعة ولم يخبر والدته ودموعه لا تفارق خدوده وكأنها ساقية من نبع لا ينتهي تدفقه.
وصل المستشفى وضع ابوه على نقالة المستشفى وأخذ يصرخ "طبيب اريد طبيب ارجوكم"،سمعته ممرضة من الداخل يصرخ فخرجت اليه غاضبة "لما صراخك ياسيدي لست وحيدا في المستشفى هناك مرضى هنا"،نظر حوله لم يجد أحدا في الانتظار!
فتشبث في مئزرها ودموعه لا تفارقه - فهو أول مرة يرى والده على هذا النحو ،كان دائما قويا في نظره ولا تهزه الامراض، "أرجوكم انقضو والدي يرحمكم الله ليس لي انا وأمي سواه وان عرفت امي ستصاب بسكتة قلبية" طمأنته وذهبت وبقي ابوه على النقالة يئن مثل الرضيع الذي يحتاج مساعدة.
عاد جابر للصراخ ولعن المستشفى وعمالها ... وفجأة خرج من بين غرف الاسعاف رجل في متوسط العمر وقد اشفق على حال جابر وهو يبكي وثيابه كلها طين وشعره اشعث وشفتاه مشققتان ، غاب لحظة وأحظر ممرضة يعرفها في المستشفى وطلب منها مساعدته ،فجاءت على جناح السرعة وأخذت والده الى غرفة الاسعافات الأولية ونادت لطبيب مناوب ليفحصه .
كان جابر مذهولا من الرجل وكيف سارت الامور على نحو بسيط معه !! لكنه طنش كل هذا وتبع والده الى اين اخذوه ،عرف فيما بعد انه ارهاق وان المسنين لا يجب أن يرهقو انفسهم تحت اشعة الشمس الحارقة وضعو لابيه مصلا وبقي ينتظر في قاعة الانتظار.
تذكر الرجل وشهامته ،قرر الذهاب اليه والإعتذار وتقديم الشكر كامتنان لما فعله معه،قادته خطواته في هدوء نحو الغرفة التي خرج منها الرجل ،وبينما هو يهيء نفسه ليدق الباب سمع صراخا وشجارا داميا بين الرجل والتي تظهر من الحديث انها زوجته، تعاتبه على عدم احضار البطانية من البيت وان بطانيات المستشفى لا يليقون بها ،واسردت تخبره أنها ابنة عز وجاه وما هو الا عاطل عن العمل وأنها تنفق عليه ،وأنه لا يصلح لشيء !! وهو يطيب خاطرها ويخبرها أنها ستخرج بعد ساعتين وما حاجتكي للبطانية !!!
وبين اخذ ورد ظهر فيه أن الزوجة هي المسيطرة الوحيدة على الموقف، خرج الرجل مخنوقا ويستغفر الله من بطش زوجته تبعته شتائم الى خارج الغرفةوصراخ " عمر عمر هل تسمعني ؟ مع من اتحدث؟ " ،وجد جابر عند باب الغرفة مذهولا ،ذعر الفتى وطأطأ رأسه خجلا من الموقف الذي وضع فيه امام هذا الرجل الطيب، أسترسل قائلا بسرعة :" أ أ أ ردت أن أشكرك على ما فعلت مع والدي فعلا انت شخص طيب وجزاك الله كل خير عني وعن أبي .
مشيا معا الى غاية باب خروج المستشفى والصمت يخيم عليهما ،اشعل الرجل سيجارة وراح يستنشق وينفث وكأنه ينتقم من حديث زوجته ويداه ترتجفان ،...... الجو اصبح اكثر رطوبة مع حلول صلاة العشاء ،فطلب منه جابر أن يذهبا الى المسجد لصلاة العشاء عند أقرب مسجد وأن يستغفر الله ويصبر على البلاء فالله سميع بصير.
انقضت الصلاة وتنهد الرجلان وتنفسا وكأنهما عادا للحياة بعد موت، دعى جابر عمر الى احتساء فنجان قهوة،، وهاتف هذا الاخير لا يتوقف عن الرنين لكنه لا يجيب ولا يعيره انتباها.
جلسا يحتسيا القهوة وعمر لا ينفك عن سجائره وجابر غاطط في تفكير عميق عن حال والده، حتى قاطع الصمت صوت جابر يسأل عمر "لما زوجتك تعاملك هكذا واعذرني على السؤال" فأجابه انها متفاخرة بأبيها ونسبها وهي حامل وأحظرها الى المستشفى لأنها متوعكة "لكن فمها ليس متوعكا" أسرد قائلا .ضحك جابر وعمر وسط ما هما فيه ." لست ادري لما أخبرك بهذا لقد ارتحت لك يا ولد ", قال عمر لجابر وهو ينظر اليه بتمعن.
شكر جابر عمر على الاطراء وسأله سؤالا غير حياة الرجلين وربطهما ببعضهما سنوات طويلة .
قال له : ما هو عملك يا عمي عمر؟
عمر : أنا أعمل في كل شيء يبعدني عن حربائي، لكنني في الاصل ملاح ولا أجد عملا في هذا لأن كل سفينة تملك ملاحا ، ماذا افعل العين بصيرة واليد قصيرة.
جابر : ملاح يالمفارقة الاقدار وأنا أبحث عن ملاح منذ عام كامل ولكنني لم أجد شخصا يعجبني في عمله. هل تقبل العمل معي في سفينة صيدي المتواضعة (الحياة) ،اجل اسماها خالي الحياة لأنه كل مرة يخرج للصيد ويعود سالما يحمد الله ويشكره على الحياة الثانية التي وهبه إياها.
فرح عمر كثيرا بالفكرة وأسرد: وأنا موافق طالما سأغيب شهر او اسابيع عن علتي في الدنيا ،وصاحبة الجلالة الموقرة هي وعائلتها شكرا لك بني وجزاك الله خيرا.
في الجانب الاخر من البحار الواسعة يصارع ستة رجال جمعتهم الاقدار الموت ،وقد مر على وجودهم في عرض البحر اربعة ايام وثلاثة ليال ولا هاتف يعمل ولا رادارهم أشار بإشارة وكأن البحر رمى بهم الى نهاية العالم ،وبينما هم جالسون على سطح السفينة نزل يوسف الى المطبخ ليحضر شيئا للأكل ،سمعو صرخته التي افزعت الطاقم، نزلو اليه مسرعين .......!!!!!
ماذا حصل مع يوسف ؟ وهل سينجو جابر وطاقمه؟ سنعرف هذا في الحلقة القادمة من سلسلة صيادو الحياة
الحلقة الثانية من سلسلة صيادو الحياة
الستة رجال في عرض البحر وحيدين ،بين السماء والبحر ،والخوف بدأ يتسلل الى نفوسهم والتعب النفسي من التفكير بوقود السفينة ومؤونتهم وعائلاتهم ،لكنها كانت فرصة التأمل والرجوع الى الوراء.
جلس كل واحد وهو يسترجع شريط حياته ببطء
.............
جابر هو الابن الوحيد لوالديه وانجباه عن كبر، بعد ان انفقا ثروة على العلاج، ووالده يملك مزرعة صغيرة على قدره هو وعائلته .
جابر عشق البحر منذ نعومة اظافره كان خاله صيادا كبيرا وكان ياخذه معه في الرحلات الصغيرة ،والداه عارضا الفكرة لكن خاله اقنعهما،ترك مقاعد الدراسة في سن مبكرة ليلتحق بالبحر مع خاله حتى اشتد عوده وهو عامل بسيط على متن السفينة ،ثم سرعان ما اكتسب معرفة وخبرة في المجال، فقرر خاله بيعه السفينة بعد أن وصل الى سن التقاعد ،فهو اولى من الغريب لان له فيها ذكريات الطفوله .
أخذ جابر قرضا واشتراه ورممه وحسن فيه.
وجد صعوبته الكبيره في ايجاد ملاح للسفينة.
بقي عام كامل يبحث عن ملاح متمرس،فالملاح الذي كان يعمل معهم كبر في السن ولم يعد يطيق ركوب البحر،والملاحين الذين مرو عليه لم يرضو غروره لانه كان جديا في عمله.
وفي يوم من ايام الصيف والشمس كأنها تنتظر خروج احد لتزداد حرقة ،كان جابر يعمل في الحقل مساعدا لوالده كعادته وفجأة سمع صوت انين ناحية اشجار التفاح القريبة منه،واذا هو والده وقد وقع ارضا ولا يتحرك ولم يبقى منه سوى الانين ،هرع اليه واخذه الى المستشفى على جناح السرعة ولم يخبر والدته ودموعه لا تفارق خدوده وكأنها ساقية من نبع لا ينتهي تدفقه.
وصل المستشفى وضع ابوه على نقالة المستشفى وأخذ يصرخ "طبيب اريد طبيب ارجوكم"،سمعته ممرضة من الداخل يصرخ فخرجت اليه غاضبة "لما صراخك ياسيدي لست وحيدا في المستشفى هناك مرضى هنا"،نظر حوله لم يجد أحدا في الانتظار!
فتشبث في مئزرها ودموعه لا تفارقه - فهو أول مرة يرى والده على هذا النحو ،كان دائما قويا في نظره ولا تهزه الامراض، "أرجوكم انقضو والدي يرحمكم الله ليس لي انا وأمي سواه وان عرفت امي ستصاب بسكتة قلبية" طمأنته وذهبت وبقي ابوه على النقالة يئن مثل الرضيع الذي يحتاج مساعدة.
عاد جابر للصراخ ولعن المستشفى وعمالها ... وفجأة خرج من بين غرف الاسعاف رجل في متوسط العمر وقد اشفق على حال جابر وهو يبكي وثيابه كلها طين وشعره اشعث وشفتاه مشققتان ، غاب لحظة وأحظر ممرضة يعرفها في المستشفى وطلب منها مساعدته ،فجاءت على جناح السرعة وأخذت والده الى غرفة الاسعافات الأولية ونادت لطبيب مناوب ليفحصه .
كان جابر مذهولا من الرجل وكيف سارت الامور على نحو بسيط معه !! لكنه طنش كل هذا وتبع والده الى اين اخذوه ،عرف فيما بعد انه ارهاق وان المسنين لا يجب أن يرهقو انفسهم تحت اشعة الشمس الحارقة وضعو لابيه مصلا وبقي ينتظر في قاعة الانتظار.
تذكر الرجل وشهامته ،قرر الذهاب اليه والإعتذار وتقديم الشكر كامتنان لما فعله معه،قادته خطواته في هدوء نحو الغرفة التي خرج منها الرجل ،وبينما هو يهيء نفسه ليدق الباب سمع صراخا وشجارا داميا بين الرجل والتي تظهر من الحديث انها زوجته، تعاتبه على عدم احضار البطانية من البيت وان بطانيات المستشفى لا يليقون بها ،واسردت تخبره أنها ابنة عز وجاه وما هو الا عاطل عن العمل وأنها تنفق عليه ،وأنه لا يصلح لشيء !! وهو يطيب خاطرها ويخبرها أنها ستخرج بعد ساعتين وما حاجتكي للبطانية !!!
وبين اخذ ورد ظهر فيه أن الزوجة هي المسيطرة الوحيدة على الموقف، خرج الرجل مخنوقا ويستغفر الله من بطش زوجته تبعته شتائم الى خارج الغرفةوصراخ " عمر عمر هل تسمعني ؟ مع من اتحدث؟ " ،وجد جابر عند باب الغرفة مذهولا ،ذعر الفتى وطأطأ رأسه خجلا من الموقف الذي وضع فيه امام هذا الرجل الطيب، أسترسل قائلا بسرعة :" أ أ أ ردت أن أشكرك على ما فعلت مع والدي فعلا انت شخص طيب وجزاك الله كل خير عني وعن أبي .
مشيا معا الى غاية باب خروج المستشفى والصمت يخيم عليهما ،اشعل الرجل سيجارة وراح يستنشق وينفث وكأنه ينتقم من حديث زوجته ويداه ترتجفان ،...... الجو اصبح اكثر رطوبة مع حلول صلاة العشاء ،فطلب منه جابر أن يذهبا الى المسجد لصلاة العشاء عند أقرب مسجد وأن يستغفر الله ويصبر على البلاء فالله سميع بصير.
انقضت الصلاة وتنهد الرجلان وتنفسا وكأنهما عادا للحياة بعد موت، دعى جابر عمر الى احتساء فنجان قهوة،، وهاتف هذا الاخير لا يتوقف عن الرنين لكنه لا يجيب ولا يعيره انتباها.
جلسا يحتسيا القهوة وعمر لا ينفك عن سجائره وجابر غاطط في تفكير عميق عن حال والده، حتى قاطع الصمت صوت جابر يسأل عمر "لما زوجتك تعاملك هكذا واعذرني على السؤال" فأجابه انها متفاخرة بأبيها ونسبها وهي حامل وأحظرها الى المستشفى لأنها متوعكة "لكن فمها ليس متوعكا" أسرد قائلا .ضحك جابر وعمر وسط ما هما فيه ." لست ادري لما أخبرك بهذا لقد ارتحت لك يا ولد ", قال عمر لجابر وهو ينظر اليه بتمعن.
شكر جابر عمر على الاطراء وسأله سؤالا غير حياة الرجلين وربطهما ببعضهما سنوات طويلة .
قال له : ما هو عملك يا عمي عمر؟
عمر : أنا أعمل في كل شيء يبعدني عن حربائي، لكنني في الاصل ملاح ولا أجد عملا في هذا لأن كل سفينة تملك ملاحا ، ماذا افعل العين بصيرة واليد قصيرة.
جابر : ملاح يالمفارقة الاقدار وأنا أبحث عن ملاح منذ عام كامل ولكنني لم أجد شخصا يعجبني في عمله. هل تقبل العمل معي في سفينة صيدي المتواضعة (الحياة) ،اجل اسماها خالي الحياة لأنه كل مرة يخرج للصيد ويعود سالما يحمد الله ويشكره على الحياة الثانية التي وهبه إياها.
فرح عمر كثيرا بالفكرة وأسرد: وأنا موافق طالما سأغيب شهر او اسابيع عن علتي في الدنيا ،وصاحبة الجلالة الموقرة هي وعائلتها شكرا لك بني وجزاك الله خيرا.
في الجانب الاخر من البحار الواسعة يصارع ستة رجال جمعتهم الاقدار الموت ،وقد مر على وجودهم في عرض البحر اربعة ايام وثلاثة ليال ولا هاتف يعمل ولا رادارهم أشار بإشارة وكأن البحر رمى بهم الى نهاية العالم ،وبينما هم جالسون على سطح السفينة نزل يوسف الى المطبخ ليحضر شيئا للأكل ،سمعو صرخته التي افزعت الطاقم، نزلو اليه مسرعين .......!!!!!
ماذا حصل مع يوسف ؟ وهل سينجو جابر وطاقمه؟ سنعرف هذا في الحلقة القادمة من سلسلة صيادو الحياة
آخر تعديل بواسطة المشرف: