الحلقة الثالثة من سلسلة صيادو الحياة
ركض الكل الى قبو السفينة حيث المطبخ حيث وجدو يوسف جالسا على ركبتيه واضعا المؤونة امامه وهو ينتحب وعندما راهم بدا نظر اليهم مشيرا لما امامه محاولا افهامهم أن هذا كل ما تبقى وحين لم يتلقى اي استجابة صاح فيهم : " أي خطة وضعتموها حتى نبقى على قيد الحياة ؟ ما أنتم إلا زمرة من الفاشلين! فبهده المؤونة سنموت ! سنموت جوعا لا محالة بعد ثلاثة أيام على أقل تقدير" .
تقدم نحوه عبد الرحمان ويداه ترتجفان من هول صرخته ،وانتحابه الشديد ممسكا اياه من ياقة ملابسه جاعلا اياه واقفا على قدميه ولكمه لكمة أعادته ارضا ثانية ،لم يتسنى للبقية التدخل فقد حدث كل دلك فجأة ،ركض محمد نحو عبد الرحمان محاولا تهدئته لكن يوسف نهض مسرعا محاولا الانتقام لاستعادة كرامته ،عندئذ صرخ فيهم زيد :" الن توقفا هذه المهزله ،إذا أردتما سأحضر لكما خنجرين لتقتلا بعضكما ونرمي بكما في البحر فيلتهمكما سمك القرش". كان يوسف وعبد الرحمان شديدا العراك بسبب تناقضهما الشديد لم يبدا نقاشا إلا وقد كان اخره شجار.
ساد صمت في المطبخ لحظات ،عقبه تنهد عميق لجابر محاولا التكلم لكن الكلمات غصت في حلقه .
عندئذ تكلم محمد وقال: "نحن نعلم اننا في مأزق ولكن يجب علينا أن نتكاتف ونتضامن لا أن نتعارك،اليس كذلك يا عبد الرحمان؟".
عبد الرحمان كان حدادا فيما مضى يصنع أروع التحف بيديه ،تعلم حرفته عن والده قبل أن يتوفى ،كان الاخ الاكبر لأربعة بنات ،قوي البنية، متدين ومحافظ جدا ،أخواته البنات يعتبرنه أبا ثانيا وليس أخا بسبب حنانه وطيبته و في نفس الوقت كن يهبنه ويخفن منه لأنه شديد .
علمته الحياة كثيرا ،كما اصيب بصدمة حين توفي والده بحادث سيارة تاركا له مسؤولية خمس نساء ليعيلهن مع دكان الحدادة والكثير من الديون . إجتمع أصحاب الديون ليطالبو بحقوقهم عقب موت والده مما أضطره الى بيع الدكان والعدة كاملة لسداد الديون ،مر هو وعائلته بأوقات عصيبة جدا كعدم استطاعته شراء الادوات المدرسيه لأختيه الصغيرتين ،أما الكبيرتين فقد تركتا الدراسة وأصبحتا تعملان في مجال الخياطة مع والدتهما لتساعدا في مصروف البيت .
تاه على وجهه محاولا إيجاد عمل يعيلهم، دون جدوى . وفي أحد الايام كان يتمشى على شاطىء البحر حاملا من الهم وسعه ،وإذ به يسمع صراخا قويا "ساعدوني ،ساعدوني !!" ركض بسرعة صوب الصوت وإذا بفتاة لو لم تكن قدميها عالقتين في شباك صيد كبيرة جدا لكاد يجزم أنها حورية خرجت من البحر ،وقف يراقبها مذهولا وهي تحاول الخلاص منها وعندما رأته على حالته صرخت فيه: " ما الذي تنتظره خلصني من هذه الشبكة الملعونة", عندئذ استفاق اثر صرختها وقد كان صوتها أعذب صوت سمعه ،لكنه لم ينسى أنها صرخت في وجهه فلم يحرك ساكنا طالبا منها الاعتذار حتى يقوم بتخليصها ،لكنها رفضت ان تعتذر محاولة إفهامه أنه ليس وقت الاعتذار وأنها يجب أن تعود الى البيت وإلا نالت العقاب من والدها، لم يفهم عبد الرحمان ما قالته لأنه كان ثائرا فلم يكلمه أحد من قبل بهذه الطريقه ولا حتى أمه بسبب هيبته.
بقي ينتظر الاعتذار ويقول في قرارة نفسه لو كنت رجلا لأبرحتك ضربا، ثم طأطأت رأسها واعتذرت بصوت خافت: " أعتذر أووووف" ،فقال لها :" أعيدي لم أسمع !" ، كان يجب أن تعتذر فهو حلها الوحيد ،فاعتذرت وتقدم نحوها وأخرج سكينا من جيبه ،فهلعت وقالت له :" ما الذي تحاول فعله؟...." لكن عبد الرحمان لم يتكلم وتقدم اكثر وراحت الفتاة ترفسه برجليها ،لكنه امسك رجليها وراح يقطع شباك الصيد ،عندما رأت ذلك هدأت واحمرت وجنتاها من الخجل وصمتت عندئذ، ترك رجليها وراح يقطع الشباك ويحل الجيد منها كأنه متمرس وهي تراقبه بخجل.
عندما حررها لف شباك الصيد جيدا ،وطلب منها أن تتقدمه ليوصلها الى البيت مع الشباك لم يرضى أن يمشي بجانبها،وهي الغربية عنه حفاظا على دينه.
مشت الفتاة ورأسها في الارض من الخجل حتى وصلت الى البيت وهو يراقبها من بعيد ، وبعد طرق على الباب دام ساعة خرج رجل تظهر عليه الهيبة وبطنه التي امامه توحي انه شره ،فعرف أنه والدها على الفور .
لم تشر من قبل انها استعملت اي جهاز للاتصال لتعلم والدها بالدي حدث
كان يجب ان تقول : مشت الفتاة ورأسها في الارض من الخجل مخرجة هاتفها لتخبر والدها عن سبب تاخرها وحمدت الله ان البحر لم يبلل هاتفها وهو يراقبها من بعيد متسائلا عن الطرف الدي تكلمه حتى وصلا للبيت
وضع الشباك عند رجليه وهم أن يخبره ما حصل ،لكنه قاطعه وربت على كتفه قائلا:" بارك الله فيك لقد أخبرتني ابنتي بكل شيء إنك شهم حقا وعلى خلق رفيع" ، " الم تخبرك أنها كانت وقحة أيضا" قالها عبد الرحمان في سره ،ولم يشعر إلا ويد الرجل تجره الى الداخل ويطلب منه أن يتناول العشاء عندهم وتمنع كثيرا ،لكن الرجل كان مصرا بسبب امتنانه الشديد وفي نفس الوقت روحه فكاهية وكثير الضحك.
لم تدكر ان عبد الرحمن قد قبل الدخول ، كان يجب ان تقول :
بسبب اصرار الرجل وامتنانه الشديد قبل عبد الرحمن ضيافته على مضض شاكرا اياه وعرف بعدها انه كثير الضحك ودو روح فكاهية
" ها ها ها هذه ابنتي المجنونة ظنت أنها بإخفائها شبكة الصيد لن أدهب للصيد ثانية ههههه، لقد أخذت الشبكة لترميها وقد وقعت فيها خخخخ هههه " ،لم يستطع التوقف عن الضحك .
سأله عبد الرحمان :" تعمل في الصيد إذا؟"
الرجل " نعم أعمل في الصيد وعندي سفينة أسميتها الحياة, وبالمناسبه رأيت انك استعملت طريقة للمحافظة على سلامة الشبكة أأنت صياد؟"
عبد الرحمان : " لا يا عمي كنت حدادا وانا الان عاطل" .
الرجل: " ها ها اتحب البحر؟"
استغرب عبد الرحمان هذا السؤال لم يفكر من قبل أن يبحر، وصمت ولم يجب.
الرجل :" ما رأيك بمغامرة الصيد معي أظن انكك شهم وتحب العمل"
أجابه بالايجاب طبعا فليس له خيار آخر ليعيل العائلة ،عندئذ دخلت ابنة الصياد تحمل العشاء مبتسمة لعبد الرحمان الدي تفاجأ من ابتسامتها الرائعة واستغفر الله في سره ،لكن قلبه بقي يخفق بشدة رغم انه يستغفر فقال في سره :" ما الذي حدث لي لما لا استطيع التنفس بشكل جيد ؟ لما لا أشيح نظري عنها ،أهي ملاك أم ماذا؟""
تعشى وخرج فرحا بالعمل الذي سيبدأه الاسبوع القادم ،ولكن سعادته الكبرى كانت في شيء آخر أكثر عمقا .
أحبت رقية عبد الرحمان ولم ترى بعده رجلا يملأ لها العين ،وأحبها عبد الرحمان وأصبح يراها في الميناء عندما تأتي لتودع أبيها في رحلة الصيد ،ولكنها تودعه بعينيها ولسان حالها يقول :" كنت أودع أبي بحرقة والان صارت حرقتان" .
وبما أنه محافظ جدا لم يرضى لنفسه ولا لها الحرام ،فقد تقدم الى خطبتها بعد أعوام من الخدمة مع والدها ومع جابر اليافع.
القدر وضع عبد الرحمان في طريق خال جابر ،وعندما تقاعد خال جابر بقي عبد الرحمان عاما كاملا بلا عمل وقاسى الامرين لانه عاطل. وبعد إيجاد الملاح المناسب اتصل به جابر ليكمل العمل وليبحرا مجددا ،ولتجمعهما مغامرات جديده.
استغفر عبد الرحمان الله و خرج يوسف مسرعا الى سطح السفينة ضاربا الباب بقدمه ،لملم محمد الطعام ووضعه جانبا قائلا : أن يوسف أخبرنا بالحقيقة المرة ،أنظرو الى الماء ،لم يبقى ما يكفي يجب أن نقتصد في كل شيء ،
جابر: " نعم معك حق ،عمر اصعد الى قمرة القيادة وحاول مع الرادارات ، زيد إذهب وأوقف محركات السفينة لنقتصد في الوقود ،وسنحاول مع هواتفنا جميعا على السطح ،يجب أن نحاول قدر المستطاع".
ذهب الجميع لينفذو أوامر البحار الصغير وكلهم أمل ،بينما صعد جابر الى السطح حاملا هاتفه ويحاول الحصول على شبكة اتصال وبينما هو كذلك رأى سفينة في الافق تبدو بعيدة جدا ، و أراها لمحمد الدي بدت له كأنها عصفور طائر أو قمامة متجمعة على سطح الماء.
ترى هل هي سفينة ؟ إذا كانت سفينة لمن هذه السفينة ؟ هل هم خفر السواحل لدولة أخرى؟ هل هم قراصنة ؟
في الحلقة القادمة إن شاء الله سنعرف .
كل الشرف لي اخي الكبير
اتمنى ان لا يغضبك دلك
يوجد كثير من الاحداث التي غفلت عن دكرها
انت مخطيء في كتابة الموضوع مباشرة بعد انتفكر فيه
يجب ان تضعه في مدونة وورد وان تصحح الاخطاء والافكار فقد تغفل عن بعضها اول الامر
وفيك بارك الرحمن اخي الكبير
كل الشكر لك اخي الكبير وجدا اسفة ان ازعجك تدخلي
تحياتي احترامي وتقديري
