- إنضم
- 7 أفريل 2015
- المشاركات
- 17,257
- الحلول
- 1
- نقاط التفاعل
- 50,411
- النقاط
- 1,886
- محل الإقامة
- الجزائر الحبيبة
- الجنس
- ذكر
تــــم الاطلاع أخيبذرة الخوارج نشأة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ففي حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - جاء عبدالله ذو الخويصرة التميمي فقال "اعْدِلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ قَالَ دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ..." رواه البخاري (6933) ومسلم (1063) وبعد ما جرى بين علي - رضي الله عنه - من جهة ومعاوية وعمرو بن العاص من جهة في موقعة صفين ورفع أصحاب معاوية المصاحف طلباً للتحكيم ثم رضوا بالتحكيم وأن يرجع معاوية للشام وعلي للكوفة خرجت الخوارج على علي وكانوا معه فكفروه لأنه رضي بالتحكيم والله يقول ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة: 44] وطلبوا منه التوبة من الكفر واجتمعوا بحروراء وأرسل علي ابن عباس - رضي الله عنه - لمناظرتهم ثم رجع منهم خلق كثير ثم استباحوا دماء مخالفيهم فقتلوا من اجتاز بهم من المسلمين فمر بهم عبد الله بن خباب بن الأرت ومعه سرية وهي حامل فقتلوه وبقروا بطن سريته عن ولد فبلغ عليا فخرج إليهم وحصل بينهم واقعة النهروان ونال منهم ولم يبق منهم إلا القليل الذي حمل فكرهم.
من أسماء الخوارج الحرورية نسبة إلى حروراء مكان قرب الكوفة حينما تجمعوا بها ضد علي - رضي الله عنه - والشراة حينما أدعوا أن شروا أنفسهم أي باعوها لله والمحكمة حينما انكروا التحكيم بين علي وخصومه - رضي الله عنه -
• من صفات الخوارج أنهم يتنطعون في الدين فيظهرون من الزهد والتخشع مالم يأذن به الله ففي رواية للبخاري (7562) لحديث أبي سعيد - رضي الله عنه - "مَا سِيمَاهُمْ؟ قَالَ سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ أَوْ قَالَ التَّسْبِيدُ" أي أنهم يحلقون شعر الرأس تعبدا في غير النسك.
• من صفاتهم أن قياداتهم شابة غير راشدة ففي حديث علي - رضي الله عنه - "سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ" رواه البخاري (6930) ومسلم (1066).
• من صفاتهم الجهل بالعلم الشرعي فلم يعرفوا بالتتلمذ على العلماء العاملين فهم يعتمدون على فهمهم للنصوص دون الرجوع إلى أهل العلم وما ضل من ضل إلا بذلك ففي حديث علي - رضي الله عنه - "يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ" وفي حديث أبي سعيد "يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ" رواه البخاري (5058) ومسلم (1064) فهم يقرأون القرآن ويستدلون به من غير فهم فحفظهم للقرآن مجرد حفظ الألفاظ من غير فقه فيه ومعرفة متشابهه. وهذا معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ".
• من صفاتهم أن عندهم كثرة عبادة ففي حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - "تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ".
• من صفاتهم اعتراضهم على العلماء العاملين فقدوتهم ذو الخويصرة التميمي قال "اعْدِلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ" وخلفه كفروا الصحابة - رضي الله عنه - وطلبوا منهم التوبة من الكفر في حادثة التحكيم.
• من معتقد الخوارج تكفير أصحاب الكبائر فكفروا بعض الصحابة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/ 468) النواصب الخوارج المارقون إذ قالوا: إن عثمان وعلي بن أبي طالب ومن معهما كانوا كفارا مرتدين.
• من معتقدهم أنهم يستحلون دماء المسلمين فينشغلون بالمسلمين عن الكفار ففي حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - "يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ" رواه البخاري (3344) ومسلم (1064) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (12/301) الخوارج لما حكموا بكفر من خالفهم استباحوا دماءهم وتركوا أهل الذمة فقالوا نفي لهم بعهدهم وتركوا قتال المشركين واشتغلوا بقتال المسلمين وهذا كله من آثار عبادة الجهال.
• من معتقدهم تخليد أصحاب الكبائر في النار واستدلوا بنصوص الوعيد كقوله تعالى ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93] وكحديث "لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ" رواه البخاري (2475) ومسلم (57) عن أبي هريرة - رضي الله عنه.
فمن أسباب جهلهم عدم جمعهم بين النصوص أحياناً وحمل النصوص الواردة في الكفار على المسلمين سئل نافع كيف كان رأي بن عمر - رضي الله عنه - في الحرورية قال كان يراهم شرار خلق الله انطلقوا إلى آيات الكفار فجعلوها في المؤمنين صحح إسناده ابن حجر في الفتح (12/286).
• من معتقدهم أنهم ينكرون بعض السنة بحجة مخالفتها للقرآن أحياناً ولكفر من نقلها من الصحابة - رضي الله عنه - أحياناً فمثلا أنكروا حد الرجم لأن الذي جاء بالقرآن هو الجلد فقط وأنكروا نصاب السرقة فالقرآن أطلق قطع يد السارق وأنكر عامتهم عذاب القبر.
من معتقدهم يرون الخروج المسلح على الحاكم الشرعي بسبب المعصية وإن كان متأولا فخرجوا على علي - رضي الله عنه -.
إلى هنا إنتهى المقصود من نقل الكلام و راجع للتمام فقد قرب وقت الصلاة.
رابط الموضوع: من هم الخوارج؟
قرأت و أعدت القراءة