استفاقت في نفس الحديقة, نفس الجمال و الأحاسيس الهادئة هاهي تعيش اندهاشها من روعة الحديقة مرة ثانية وفجأة تصاعدت من على سريرها مندهشة من الصوت الذي أحدثه أخوها عند تحريكه الكرسي لينهمك في سهره المعتاد مع الدراسة وما ان رآها حتى أسرع نحوها :حبيبتي أنت يا امريتي نامي نامي ,بئست حين طردت النوم عن جفنك نامي
استلقت مجددا على سريرها وهي تحدث نفسها :الى متى؟ الى متى و أنا لا أفرق بين الأحلام و الحقيقة ,آه منك يا أحلامي !جعلتني أتوهم الاستيقاظ وأنا لازلت غريقة في أكاذيبك
نعم انها أكاذيب فلا وجود في هاته الحياة لحديقة نعيش بكل راحة دون أن أرى تورم قدمي أبي من عمله المضني, دون أن أرى تعب أمي وحيرتها و دون أن أرى تلك الهالات على عيون أخي وكله لأجلي لأجل أن يوفروا لي حياة أحسن من التي عاشوها .فجأة انقطع حديث فرح مع ذاتها بصوت أمها التي دخلت منزعجة الى الغرفة :أنامت فرح ؟
أجابها وليد : نعم نامت فتنهدت حامدة ثم استرسلت بحسرة وهي لا تعلم أن فرح ليست بنائمة:أتعلم لقد أتى صاحب البيت رفض أن يضيف لنا أيام بعد أن عجز أبوك عن توفير مبلغ الايجار في الوقت و أمرنا بالمغادرة غدا
وليد : ماذا؟وغدا!......
حزن وليد كثيرا
فرح استيقضت من احلام اليقضة و الخبر الذي حملته امها اليهما هو السبب في استيقاضها
وقفت فرح على قدميها .. لم تستطع الوقوف فجلست .. لقد كانت فرح تتظاهر بالقوة والشجاعة وذلك كله من اجل والديها واخوها وليد
كانت فرح رقيقة من الداخل مرهفة بالاحساسيس وخائفة
خرجت من غرفتها لتجد اباها وامها جالسان وبدت ملامحهما حزينة
كانت عائلة فرح كليل بلا قمر في سماء بلا نجوم
كانت العائلة الطيبة بلا امل
صاحب المنزل الحقيقي طالبهم بالخروج غدا من منزله .. كان صاحب المنزل رجلا طيبا
لقد طلب من عائلة فرح الخروج غدا لسبب واحدا فقط وهو ان ارضه عانت الجفاف فقرر بيع منزله
في اليوم التالي خرجت فرح باكرا وملامحا حزينة فمشت حتى وصلت الى شجرة كبيرة مثمرة ثم جلست لتستظل تحتها
فجاة سمعت صوتا يناديها ويقول .. فرح .. فرح
استغربت فرح فنظرت يمينا وشمالا فلم تجد احدا
سمعت اسمها مجددا .. فرح فرح.. فنظرت الى السماء واذا بها امراة بجناحين بدت عليها الطيبة .. كانت تلك المراة تنظر الى فرح وهي تبتسم
فرح : من انت
المراة : انا صديقتك السحابة يا فرح ...