صدام بكل فخر، تم حظره "حظر دائم". السبب: سب وقذف وتهديد والتطاول على الإدارة بألفاظ نابية، والتحريض ضدها سواء في المنتدى أو في الشبكات الإجتماعية. تم التنبيه مرارًا وتكرارًا ولكن دون جدوى.
لعل أغلب الشعب الجزائري كان في السابق يحلم و يمني نفسه ان يرى شبكة تلفزية منوعة تخدم الصالح العام و تغنيه عن التلفزة الواحدة و هيمنة قناة اليتيمة الحكومية وانفرادها في المشهد الاعلامي التي كانت طبعا ولازالت محدودة في برامجها و المواد الاعلامية المقدمة فيها ،و المتميزة دائما بالموالات المفرط للنظام الحاكم هذا من جهة، و من جهة أخرى عدم اشباع المواطن بمواد اعلامية " دسمة " تضاهي ما يقدم في مجمل المحطات الاجنبية و العربية بوجه خاص، بالرغم من الميزانية الضخمة التي كانت تضخ في خزائنها من اموال الشعب، هذا الاخير الذي اضطر مرغما لهجرانها و الاتجاه نحو مختلف القنوات العربية .... و لعل جميعنا يتذكر كيف واجهنا الترسانة الاعلامية المصرية الضخمة ابان الازمة الكروية التي حدثت قبل و بعد " مباراة ام درمان الشهيرة "، وادركنا حينها مدى التخلف الاعلامي الوطني و لولا دروع الاوراق الصحفية التي كانت تعبر عن الشعب وتطفئ غليانه نوعا ما لمزقتنا النيران الاعلامية المصرية الثقيلة .....
بعد ثورة الربيع العربي ان صحت تسميتها بربيع ، لجئت الحكومة الجزائرية مكرهة او ربما كحيلة لاخماد ما يمكن ان يندلع نتيجة الشرارات الثورية المتطيرة في دول الجوار، الى خوصصة قطاع السمعي البصري و فتح مجال الاستثمار في هذا الميدان لاطراف معروفة و بعضها مجهول النوايا ، و تنفس المواطن الصعداء و هلل الكثيرون لهذه الخطوة التي سبقونا اليها البعض منذ عقود من الزمن ، و مع توالي الايام و الشهور بدأت الحركة الاعلامية الوطنية تزدان كل مرة، بمولود اعلامي تلفزي جديد ، طبعا اغلب المواليد هم في الحقيقة " جرائد الامس " ، لذا قد يستنكر البعض مصطلح مولود ، لانها في الحقيقة ترقية من رتبة الى رتبة أعلى ، و كانت اغلبية هاته القنوات تبدأ مشوارها الاعلامي بالاناشيد و الاغاني الثورية الوطنية كاستفتاح ، ما جعلنا نتشوق شوق اليتيم لامه للمواد التلفزية التي ستقدمها لنا هذه القنوات ، و نطمح لرأيت قنوات وطنية تعبر عنا و تنصفنا و توصل أصواتنا ، نفخر بها و تغنينا عن باقي المحطات ، و بدأنا فعلا بمشاهدت البرامج و المسلسلات و المواضيع البرمجية المنوعة ، و بدأت الصورة تتضح لنا أكثر و أكثر ، و أدركنا حينها اننا انتظرنا السراب ، فاليتيمة اضحى لها إخوة و اخوات " يتامى " ، بل بعضنا تحسر على اليتيمة الواحدة ، فما الداعي لعدة يتامى يقول المواطن البسيط المصدوم، فلا برامج تصلح للمشاهدة و لا ابداع و لا هم يحزنون ، فاليتيمة بعيوبها كنا ندرك من يسيرها و لصالح من تقف ، لكن اليتامى الجدد مجهولوا النسب لم و ربما لن نفهمهم لانهم ابداعوا في فن المراوغة و الإحتيال و الركوب على شتى الأمواج و بختلاف الإتجاهات، و المتمعن جيدا لمضمون هذه القنوات سيفهم بكل يسر ، فحوى تلك الكلمات ، و الأمثلة كثيرة و لعل مناسبة الانتخابات المتكررة خير دليل ، فالمشاهد التي نراها كل مرة تتكرر ، و كمثال اخر واضح هي البرامج التي تقدم في هذه القنوات فتارة يتكلمون عن الدين و تارة يدعون للانحلال الاخلاقي و تارة يدافعون عن المواطن و هم في الاصل يدعمون رموز النظام الفاسد و النظيف ، و تبقى الدسائس و النية الخبيثة الطابع المميز لأغلب هذه القنوات ، و التي اصبحت بشكل مباشر السبب الفعال لنكسات هذا الوطن و هنا وجب الاشارة لخيبات المنتخب الوطني لكرة القدم المتتالية ، الذي اضحى بين ليلة وضحاها من منتخب مونديالي قوي ، يحسب له ألف حساب ، الى منتخب هش وضعيف يحصد النتائج السلبية ، بالرغم إمتلاكه لكل مقومات النجاح ، وهذا نتاج للحملات الاعلامية العشوائية لبعض القنوات ، و تصفية الحسابات داخل مختلف البلاطوهات..... و لاحظنا دائما تسابق هذه القنوات لاشغال الرأي العام بقضايا لا معنى لها ، و الغرض منها هو اسكات الشعب و التشويش على القضايا المهمة ، فما الفائدة مثلا في إثارة قصة " إكرام " و ما دخل المواطن في قضايا اسرية غير مفهومة ، و المداعي لنبش مثل هذه الفضائح و نشرها في الملأ ، و العديد من القضايا التافهة و الإشاعات و لربما قضية " لعبة الحوت الأزرق " و الزوبعة الإعلامية الكبيرة التي صاحبتها خير دليل ، فحتى لو فرضنا ان حالات الانتحار و النجات و الحكايات التي تم روايتها حقيقي ( بالرغم ان اغلبها استغباء للشعب و لا يوجد دلائل ثابتة او روايات مقنعة ) ، إلا ان الطريقة التي تم معالجة الموضوع بها " غبية " و بعيدة عن الإحترافية ، ببساطة لانهم قدموا إشهار مجاني قوي لهذه اللعبة و ساهموا بشكل مباشر في التعريف بها و حث الناس على ان يلعبوها و يحملوها ، و هنا نضع الف علامة استفهام عن الهدف وراء إثارة و تضخيم هذه المواضيع .
بين هذا وذاك يظل المواطن البسيط يتخبط و يتراما بين مضامين و نوايا هذه المحطات ، لكن الخطر الحقيقي الذي يجهله العديد و خصوصا المواطن العادي، الذي يفتقر للرؤيا العميقة لخفايا الامور ، هو خطر تهديم الاسر و كذا بعث التفاهات في مكونات المجتمع ، فالجميع تفاجئ ببعض البرامج البعيدة كل البعد عن ثقافتنا و هويتنا الجزائرية ، و تبني برامج ( بداعي الترفيه ) تدعوا للاختلاط بين الرجال و النساء ، و ضيوف بلباس فاضح وتصرفات صبيانية مستفزة ، لا يصح ان تشاهدها الاسرة البسيطة مجتمعة ، و حتى خلال شهر رمضان لم تسلم الاسرة الجزائرية من عشوائية البرامج ، و الرسائل الخبيثة المنبعثة ، برامج تدعوا و تشجع على العنف ، وبرامج ادخلت نجوم الكبريهات الى بيوت الجزائريين ، مع سبق الإصرار في استغباء و استحمار هذا الشعب ، و كذا شبه إنعدام الابداع و النهوض بالثقافة الحقيقية ، و كي نكون منصفين و غير مهاجمين فهذه البرامج لم تصنع في الجزائر ، بل هي افكار مستوردة من وراء البحار ، تتبناها قنواتنا بكل بلاهة و انعدام لروح المسؤولية تجاه هذا الوطن ، كي لا نقول انهم يقصدون نشرها و هذا غير بعيد عن عبدة الأشخاص و الأموال .
وجب على المواطن ان لايغفل على ما يشاهده و الاهم ان يأطر ما تتابعه اسرته ، و يكون حصن منيع ضد هذه القنوات و الرسائل الفاسدة التي تسعى لنشرها ، كما وجب السعي لتطوير المنظومة الاعلامية ، و التطوير ليس معناه التقليد فلكل امة ثقافة وتقاليد و هوية تميزها لا يجب ان تمس ، فنحن امة مسلمة و محافظة و حتى ان كانت لدينا عيوب لا يجب نشرها على الشاشات فلكل مقام مقال ، و يبقى الإبداع هو ما يريده و يبحث عنه الجزائري ، لكن بضوابط أخلاقية لان الهدف الاسمى للصحافة هو البناء و ليس التهديم .