- إنضم
- 24 ديسمبر 2016
- المشاركات
- 5,056
- نقاط التفاعل
- 15,515
- النقاط
- 2,256
- العمر
- 39
- محل الإقامة
- فرنسا الجزائر وطني
قصة الخيال
※※※※ خطوة ※※※※
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إخوتي اخواتي
اريد قبل أن تقرأو القصة ان تعلمو أنها من نسج خيالي
وأعتذر من هذا المنبر مسبقا لإخوتي في غزة لأنني لا أعرف لهجتهم
سمعت الكثير من الاناشيد الفلسطينية لاتمكن من كتابة الحوار ،وبحثت في النت عن اللباس والاكل ،...ووو لكي اتمكن من كتابة هذه القصة،لكن لم يكفني الوقت أجري بحثا عن التضاريس والجو فعذرا ...
فسامحوني اهل غزة وفلسطين ان وجدتم كلمات ليست من لهجتكم فقد حاولت ......
☆☆☆☆☆القصة ☆☆☆☆☆
ركضت هیلین نحو والدتها وهي تبكي من شدة ألم الوقعة التي وقعتها من الدراجة " أمي أمي لقد آلمتني یدي أنا أتألم ..!!" كانت والدتها تحمل قصتها المفضلة كعادتها وتستمتع بمنظر الحدیقة وهوائها العلیل ،مسحت على یدها وقبلت جبینها بعد أن أبعدت خصلات الشعر الذهبیة عن عينيها ... "' لا بأس حبیبتي لیس هناك شيء انتبهي وأنت تلعبين بدراجتك ،كوني حذرة " ابتسمت هیلین لأمها وعانقتها ورجعت الى دراجتها كأن شیئا لم يكن ،كانت براءة الأطفال ظاهرة عليها وهي تتناسى ألمها أمام قُبل أمها وكأنها قد ألقت علیها سحرا ،لعبت ولعبت حتى انهكها التعب فألقت بنفسها على العشب الاخضر وراحت تتأمل الغيمات التي تشكل أشكالا كثیرة استمتعت كثيرا بالتخمین...." هذه دجاجة ،هذا دب هذه شجرة وهذا ارنب جميل ..." و بينما هي كذلك سمعت صوتا قادما من بین الحشائش فالتفتت فإذا بأرنب صغیر جميل ينظر اليها محاولا اللعب معها ركضت نحوه في فرح محاولة إمساكه ولكنه فرّ بعیدا، تبعته في غفلة من والدتها التي كانت منهمكة في قراءة قصتها،
ركضت خلف الارنب في شقاوة كبیرة حتى وصل الارنب إلى بركة صغیرة من الماء كانت قد تكونت من جراء أمطار الأيام الماضية راقبته وهو يقترب منها ويتأملها ثم يتقدم ببطء نحوها وما إن خطا خطوة إلى البركة حتى اختفى بداخلها ،استغربت ولم تصدق عينيها وظنت انه قد سقط داخلها وغرق لحقت به على أمل أن تنقذه لكنها لم تجده ودارت حول البركة الصغيرة في استغراب شدید وقررت أن تقترب أكثر لتنظر عن كثب عندها رأت ضوءا قادما من الماء يزداد شدة شيئا فشيئا أخذ يجذبها اليه دون شعور ثم ارتأت أن تفعل مثل الأرنب وأن تخطو خطوة نحو البركة وترى ما الذي سيحصل ،كانت في قمة السعادة والغبطة وهي تخطو تلك الخطوة لتلعب بالطین وتتبين مصدر الضوء الشديد ...
خطت هیلین بنت السبع سنوات خطوة في البركة الصغیرة وأُبْ اختفت لم تعد موجودة ،كانت كمن یسبح في فضاء واسع الأرجاء ،شعرت بالثقل والتخدیر بقدميها ثم أحست برغبة في النوم فنامت بعمق شديد وهي لا ترى سوى ضوء شديد في نهاية نفق طوييل .
في ثواني أحست أنها نامت الف الف عام ، استفاقت بعد نوم عميق وراحة كبيرة لتجد نفسها تحت سماء زرقاء صافية لا غيم فيها واحسّت أن شيئا تغير شيئا ما فيها تغير فبدأت تتحسس جسدها النحیل ووجهها ،وأحست بتغیر في أعضائها لم تعد هي الطفلة هیلین صاحبة السبع سنوات لقد أصبحت امرأة ناضجة بكل تفاصيلها،استغربت حالها وبكت بكاء طفلة تائهة ونادت على والدتها بصوتها الذي كان متغیرا قلیلا وشعرها صار أقصر من ذي قبل لقد عرفت تماما وتأكدت أن شیئا ما تغیر فیها ، أحست بالاستغراب الشدید مما
جعلها تتكور في مكانها وتبقى بلا حراك ودموعها لا تتوقف حتى ملابسها لم تعد على مقاسها صارت تنورتها قصيرة فوق ركبتيها النحيلتين ،جلست على تلك الحال فترة من الزمن على أمل ان تفيق من النوم لتجد نفسها في حلم واذا أصوات أجراس تخترق صمت المكان وصوت بعبعة خراف يقترب وهاهو قطیع صغير من الماشية بكل الاعمار وصغارها تدور حولها و تلهو البعض بفستانها القصیر ،ارتعبت قلیلا ثم مدت یدیها لتلعب معهم متناسية حالها لبضع ثواني فهي ما تزال تلك الطفلة الحالمة صاحبة السبع سنوات .
و بينما هي على هذه الحال إذ تقدمت نحوها فتاة في الثامنة عشرة من عمرها بيضاء البشرة تميل الى السمرة قليلا وخصلات من شعرها الاسود تتدلى على كتفيها هاربة من خمارها الأبيض والأسود الذي كان يربط رأسها بإحكام، وهي تحمل في يدها عصا طويلة وقوية كأنها فدائیة ذاهبة الى حرب ما ، كانت ترتدي جلابة سوداء مطرزة تطریزا احمرا جميلا جدا وعلى خصرها حزام عريض تعلق به خيوطا كثيرة ،كان شكلها غريبا جدا على هیلین
اقتربت عايدة منها وهي حذرة جدا وكأنها تقترب من لغم ما، أمّا هيلين فقد بقیت مذعورة تنظر إلیها وتنتظر ما الذيسیحدث لها ثم نطقت اخیرا :" مم م ممن أنت وم م ماذا تفعلین هنا !؟"
تبسمت عایدة في استهزاء " ههه واش أسوي هان انا فْأرضْ أبوي وجدي وأنت اللي أمرك عجب منین طحت باالله علیك ،حتى حدیثك بيوحي أنك غریبة أنت صهیونیة ولا صحافیة جت تكسر روسنا مع ها المسا ،روحي لحال سبیلك ما عدنا شي نڤولو ...! "
استغربت هیلین من لهجة الفتاة ومما اخبرتها به " أین أنا أرجوك أخبریني أنا لا أفهم شیئا كنت ألعب في الحدیقة بالدراجة وفجأة وجدت نفسي هنا "
عایدة تقرب العصا من وجه هيلين:" هه تلعبي لیش انت زغیرة يعني،إنت هان في غزة غزة یا محتلة ڤومي روحي على وطنك بعدین أضربك ها !"
هیلین ترتعب من الخوف وتبدأ في البكاء والصراخ :" آآ أنا حقا لا أفهم شیئا هذا أغرب شيء حصل معي منذ ولدت عمري سبع سنوات فقط لما لا تصدقیني ....!"
عایدة في استغراب :" هاي اللي ماحَسبْتلها حساب أنك تكوني مخبولة تاهت من أهَلْها ،واش أسوّي ها الحین معاك أتركك في ها الخلا ولا واش أسوي ،أنا دیني الاسلام یا بنیة ما یسمح لي أسیب حتى كافرة وراي فها الوَعَر تعالي اتبعیني هسّا ڤبل لا أغير رايي بلكي نلڤا اهلك في الطريڤ يدورون عليك .."
هیلین تفهم كلمة اتبعیني فقد كانت والدتها في المانیا تحرص علیها كل الحرص أن تتعلم اللغة العربیة فتعلمتها واتقتنتها منذ أن كانت في سن الخامسة ،لذلك كانت تتحدث العربیة الفصحى باتقان .
تبعت هیلین عایدة وهي ترتجف من الخوف والبرد في آن واحد تبعتها من تلة لتلة وعایدة تحمل عصاها وتصرخ على قطیعها بالابتعاد عن الأسلاك الشائكة التي كانت منتشرة في كل مكان ،كانت ترعى أغنام أبیها الذي صار مقعدا منذ أن أصیب في مواجهة مع جنود المستوطن المغتصب وصار لا یقوى على الحراك وتهتم بشؤونه وشؤون أخواها الصغيرين أحمد وغانم كانت أمها تساعدها بكل ما أوتیت من قوة وجدها الختيار يساعد بما يستطيع هو أيضا .
جعلت هیلین تحث الخطا ثم تسقط و تبكي فلا تجد أمها لتقبلها وتنسيها الألم ،كانت كل مرة تتأكد أنها تحلم مما رأته حولها من أسلاك شائكة وقفار واسعة فتضرب نفسها لتستفیق من الحلم، عندما رأت عایدة المنظر زادها يقينا أنها مجنونة " یا حسرة هذا اللي كان ناڤصني مجنونة بالبیت وتكمل.... الحمد الله یارب اللي تجي من عندك منيحة وزینة ،أروح عل البیت وأبدلها ملابسها المعترة هاي ماهي لابسة شي شلون یلبسو بناتهم هیك ما یخافون من ولاد الحرام...! "
كانت هیلین طوال الطریق تارة تبكي من الخوف وتارة تبكي من وخز الشوك في رجلیها ،لم تصدق عایدة متى وصلت إلى البیت فقد سببت لها هيلين صداعا ببكائها الكثير
حبست القطیع في مكانه وأمسكتها من یدها وأدخلتها إلى البیت حیث كان أخویها یلعبان ووالدها یتفرج على تلفاز صغیر اسود وأبیض كل الأخبار المتعلقة بغزة وتطورات القضیة ،وكانت والدتها تعد الطعام للجمیع،والشيخ كان مايزال في الخارج يلملم حبات الزيتون التي جمعها ليضعها في أكياس صغيرة ،عندما رأى الجمیع المنظر توقفوا عن الحراك وبقو یحملقون في هیلین وجمالها وتنورتها القصيرة جدا ،كانت شقراء جمیلة بعیون خضراء فاتنة ومما زادها جمالا هو احمرار وجهها من البكاء والبرد...
" واش هذا عایدة بنتي منو هاذي خیر بنتي ما جابك بكیر !" ،سألت الام في استغراب شدید
عایدة :" لڤیتها فالخلا یما تایهة یظهر أنها مجنونة شفقت ع حالها ،اتركها لولاد الحرام ڤولیلي بيرضاها رب العالمین ؟،ما هانت علي شوفي حالتها ولبسها انتِ تتركيها لو كنت مكاني ؟"
الام :" بلكي رب العالمين بعثها النا لنحميها ،ادخلي يا بنيتي ادخلي ،خذيها يا عايدة ولبسيها أَشي من لبسك واعطيها شبشب ها المسكينة تمشي حافية ...! "
دخلت هیلین الى البيت وهي تنظر في كل الارجاء مستغربة من بساطة المكان وفقر الحال فالبیت كان عبارة عن غرفة كبيرة واسعة فيها غرفة النوم مع المطبخ مع غرفة الجلوس ،كانت تنظر في استغراب وهي تحاول أن تفهم على الأقل أین هي ،بینما أحمد وغانم كانا یدوران حولها مستغربین من أجنبیة تدخل إلى البیت ...
سحبتها عايدة من بينهما وأدخلتها إلى غرفة صغیرة ضیقة بها نافذة صغيرة عالية وكأنها زنزانة وقدمت لها جلابیة مطرزة مثل التي كانت ترتدیها وطلبت منها أن ترتدیها وقدمت لها حذاء قديما تملكه وخرجت تاركة إیاها في حالة من الاستغراب التامة، التفتت الى الجدران البالیة والىالسقف والى أشیاء عایدة الموضوعة على طاولة قدیمة ومرآة قد علاها الغبار معلقة جانب الطاولة ،تقدمت هیلین نحوها ببطء ومسحت عنها الغبار وأطلت برأسها على وجهها ،ثم وضعت یدها على فمها ودموعها تنهمر دون توقف وأخذت تتحسس
وجهها علها تتأكد أنها لیست هي من في المرآة ،لكن للأسف كانت هي تلك المرأة الجمیلة بعینین خضراوین وبشعر ذهبي مسدل على كتفیها وبوجهها البريء نعم حتى أنها صارت أطول وتصل الى مستوى المرآة ،لبست تلك الجلابیة وهي تبكي ولم تستطع التوقف عن البكاء فقد أحست بالهزال في جسمها وضعف غریب .
خرجت بعد نصف ساعة لتجد عایدة تجهز طاولة مستدیرة صغیرة على الأرض وتضع علیها طبقا كبیرا به ما يشبه البطاطا المهروسة لكن لونها كان یمیل إلى الاخضر اشمأزت منه وأدارت رأسها ثم جلست فوق حجر بجانب فرشة الوالد وأخذت تراقب الجمیع....
أحمد " یا سلام مدمّس بالعدس أحلى أكلة عندي یسلمو إیدینك یمّا لیتها كل یوم ..."
عایدة :" غسل إیدیك ڤبل لا توكل ،وانت یا بنت الغرب ڤربي ع الاكل ،تعالي تأكلي اكلمك فصحى بلكي تفهمي.."
یقترب غانم من هیلین ویمسك یدها محاولا سحبها نحو مائدة الطعام لكنها تتفلت منه في خوف وریبة فهي لم تفهم لحد الان ماذا حصل لها ولما هي بین هؤلاء الناس ومن هم ولماذا أصبحت شابة فجأة بعد أن كانت طفلة في السابعة من عمرها ،تملصت من یده
وهي تبكي والجمیع ینظر إلیها نظرة شفقة تجمعت العائلة على مائدة الاكل وهمو بالأكل من نفس الطبق حینما صرخت هیلین " تأكلون من طبق واحد هذا غریب ،نحن نأكل كل واحد في صحن !"
عایدة :" و أخيرا نطڤت ،حنا هان بناكل بصحن واحد مو أحنا عیلة واحدة لیش نأكل متفرڨین عیب ،إذا كنت جوعانة ڤربي توكلي معنا "
هیلین " لكن قلت العائلة فقط تأكل معا وأنا لست من عائلتكم كیف یمكنني أن آكل معكم ؟"
عایدة :" حنّا الضیف نعتبروه واحد من العیلة حتى یغادرنا ما تخافي ما بناكلوش البشر نحنا بشر مسلمین عادیین وأهل أرض بعد ..."
هیلین مستغربة :" ضیف ومن العائلة نحن مع أننا عائلة لم نجتمع یوما على مائدة الاكل " تقترب ببطء وخوف نحو المائدة التيكانت مستدیرة وكل من الوالدة والوالد و الصغیران والشيخ العجوز جد عایدة وعایدة كانو مجتمعین لم تجد مكانا لكن غانم الصغیر وقف
وترك مكانه لها في فرحة عارمة وجلس على ركبتي أمه كان ینظر إلیها بفرحة وإعجاب شدیدین في براءة للاطفال وكأنه أحس أنها طفلة ولیست إمرأة ،لم تكن مرتاحة في جلوسها فهي ولا مرة جلست على الأرض مثلهم وأخذت ملعقة وأكلت قلیلا ثم وجدت أن
الطعم رائع ،فأكلت بشراهة وكأنها لم تأكل منذ شهر أكلت وأكلت الجميع توقف وأخذ يراقبها كیف تأكل حتى الشیخ العجوز ابتسم وهو یراقبها وكأنه صنع شیئا عظیما ،كانت أخلاق العرب منذ الأزل وما زالت إكرام الضیف .عندما أنهى الجمیع أكلهم وزار اللیل قطاع غزة ولم یعد یرى من بیت عایدة سوى تلك الاضواء الحقیرة على طول الصور وعلى
الشِباك الشائكة ، ذهبت والدة عایدة الى الخارج وأحظرت قلیلا من الجبن الذي تصنعه بنفسها وتعلقه في جدار البیت لكي لا یفسد وأعطته لهیلین كوجبة إضافیة ترحیبا بها ،لكن غالب كان یرید القلیل من الجبن وأصر وبكا وبما أن العائلة لا تملك الكثیر من الطعام
بسبب الحصار المفروض فقد كانت كل وجبة محسوبة ورفضت الأم أن تعطیه جبنا ،أخذت هیلین الجبن ونظرت إلى غالب ولم تفهم لماذا والدته لم تعطه قلیلا معها
هیلین :" لكن لما لم تقدمي لابنك قلیلا من الجبن ؟"
عایدة تجیب في حسرة وغیظ :" الجبن للضیوف ،ولأوقات الصعبة نِحنا محاصرین یا ..واش اسمك إنتِ ما سألتك؟"
" اسمي هیلین هیلین وانت. ...!" ردت هیلین وهي تتذكر أنها لم تخبرهم اسمها
عایدة :" أنا عایدة وهذا جدي الختیار وهذا أبوي وهاذي والدتي وهذا أخوي الصغیر أحمد عمرو عشر سنوات ،وهذا غانم عمرو ست سنین "
هیلین :" عن أي حصار تتحدثین وأین أنا أخبریني... "
عایدة :" یعني عایزة تقنعیني أنك نزلت من السما ومش عارفة حاجة واصل ،أنا بدیت أشك أنك داسوسة "
أحمد یضحك وهو يقلب صفحات كتابه ليراجع دروسه :" هههههههههه داسوسة یا عایدة كفاك أفلام في راسك خیتي هاذي داسوسة حیاتها كلها بكي ما تعرف غیرو "
عایدة تنظر الى أحمد في غضب :" شو نسیت ولا أفكرك أنو أخوك الكبیر قابع فالسجن وأبوك منو اللي خلاه هیك میش الصهیوني المحتل ،من شان خروف ڤرب للسلك هُما الیهود هیك بیخافو من بعوضة نسیت ولا أفكرك"
هیلین :" صدقا لا أعرف كیف وصلت إلى هنا ولا أین أنا ولا لما أصبحت امرأة بعد أن كنت فتاة في السابعة من عمري "
عایدة تنفجر ضاحكة " هههههههههه زغیرة وسبع سنین یا حبیبي كملت معنا الخبل للعظم ...هذا اللي كان ناڤصني واالله ،جیتي أنتِ وكملتیه یعني الیهود والجوع والحصار ومخبولة كملت معي ...رحماك يا الله "
أحمد :" واالله من جهة تصرفاتها خیتي أشوف عندها سبع سنین هههههه نكتة واحنا مو بوقت الضحك هسا "
یقترب غانم من هیلین وینظر إلى قطعة الجبن محاولا إفهامها أنه یرید أن یأكل منها ،فتبتسم وتقطع الجبن بملعقة الحطب وتطعمه في فمه ففرح كثیرا وجلس على ركبتیها وهو ینظر إلیها نظرة فیها "شكرا جزیلا" ،استغربت فهي لا تملك إخوة ولم تجرب هذا
الشعور في حیاتها لكنها إغتبطت كثیرا وراحت تطعمه لقمة وراء لقمة حتى أكمل قطعة الجبن كلها وحده وأخذ یلعب بخصلات شعرها الذهبیة حتى نام على ركبتیها .
كانت عايدة تنظر اليها ولا تعرف أهي حقا صادقة وليست مجنونة ام انها مجنونة وستنهض ليلا لتفعل شيئا خطيرا .....
حملت غانم ووضعته في ركن من الغرفة كان به فراش متفرق هنا وهناك كل یظهر له مكانه الذي ینام فیه بوضوح كانت هیلین تراقب كل ما یحدث بانتباه حتى طلبت منها عایدة أن تخلد الى النوم إن كانت نعسانة .
لقد كان الجمیع معلقا عیناه في تلك الشاشة الصغیرة بالابیض والاسود لیسمعوا كل الأخبار المتعلقة بالحصار وهل سینتهي وماذا أجمع العرب أمرهم ،كانت عایدة تستشیط غضبا من
العرب وقراراتهم ،وجدها یهدؤها تارة وتارة یشتم كل الیهود والامریكان لكن ما لاحظته هیلین أن تاریخ الاخبار یعود إلى 2007 ،فاستغربت لأنها كانت قبل قلیل في 2017 ما الذي یحدث ؟ولما كبرت في السن ؟ وعادت إلى هذا الزمن؟ وهذا المكان بالذات لكن عقلها الصغير لم يستوعب شيئا ولأنها منهكة ،نامت دون أن تشعر من التعب وهي تفكر أنها ربما لو نامت ستستیقظ صباحا وتجد أن كل شيء كان كابوسا مخیفا وفقط .... لم تنم عايدة جيدا وهي تراقب هيلين ،متوقعة انها ربما تفعل شيئا خطيرا ........
يتبع
في الغد باذن الله
※※※※ خطوة ※※※※
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إخوتي اخواتي
اريد قبل أن تقرأو القصة ان تعلمو أنها من نسج خيالي
وأعتذر من هذا المنبر مسبقا لإخوتي في غزة لأنني لا أعرف لهجتهم
سمعت الكثير من الاناشيد الفلسطينية لاتمكن من كتابة الحوار ،وبحثت في النت عن اللباس والاكل ،...ووو لكي اتمكن من كتابة هذه القصة،لكن لم يكفني الوقت أجري بحثا عن التضاريس والجو فعذرا ...
فسامحوني اهل غزة وفلسطين ان وجدتم كلمات ليست من لهجتكم فقد حاولت ......
☆☆☆☆☆القصة ☆☆☆☆☆
ركضت هیلین نحو والدتها وهي تبكي من شدة ألم الوقعة التي وقعتها من الدراجة " أمي أمي لقد آلمتني یدي أنا أتألم ..!!" كانت والدتها تحمل قصتها المفضلة كعادتها وتستمتع بمنظر الحدیقة وهوائها العلیل ،مسحت على یدها وقبلت جبینها بعد أن أبعدت خصلات الشعر الذهبیة عن عينيها ... "' لا بأس حبیبتي لیس هناك شيء انتبهي وأنت تلعبين بدراجتك ،كوني حذرة " ابتسمت هیلین لأمها وعانقتها ورجعت الى دراجتها كأن شیئا لم يكن ،كانت براءة الأطفال ظاهرة عليها وهي تتناسى ألمها أمام قُبل أمها وكأنها قد ألقت علیها سحرا ،لعبت ولعبت حتى انهكها التعب فألقت بنفسها على العشب الاخضر وراحت تتأمل الغيمات التي تشكل أشكالا كثیرة استمتعت كثيرا بالتخمین...." هذه دجاجة ،هذا دب هذه شجرة وهذا ارنب جميل ..." و بينما هي كذلك سمعت صوتا قادما من بین الحشائش فالتفتت فإذا بأرنب صغیر جميل ينظر اليها محاولا اللعب معها ركضت نحوه في فرح محاولة إمساكه ولكنه فرّ بعیدا، تبعته في غفلة من والدتها التي كانت منهمكة في قراءة قصتها،
ركضت خلف الارنب في شقاوة كبیرة حتى وصل الارنب إلى بركة صغیرة من الماء كانت قد تكونت من جراء أمطار الأيام الماضية راقبته وهو يقترب منها ويتأملها ثم يتقدم ببطء نحوها وما إن خطا خطوة إلى البركة حتى اختفى بداخلها ،استغربت ولم تصدق عينيها وظنت انه قد سقط داخلها وغرق لحقت به على أمل أن تنقذه لكنها لم تجده ودارت حول البركة الصغيرة في استغراب شدید وقررت أن تقترب أكثر لتنظر عن كثب عندها رأت ضوءا قادما من الماء يزداد شدة شيئا فشيئا أخذ يجذبها اليه دون شعور ثم ارتأت أن تفعل مثل الأرنب وأن تخطو خطوة نحو البركة وترى ما الذي سيحصل ،كانت في قمة السعادة والغبطة وهي تخطو تلك الخطوة لتلعب بالطین وتتبين مصدر الضوء الشديد ...
خطت هیلین بنت السبع سنوات خطوة في البركة الصغیرة وأُبْ اختفت لم تعد موجودة ،كانت كمن یسبح في فضاء واسع الأرجاء ،شعرت بالثقل والتخدیر بقدميها ثم أحست برغبة في النوم فنامت بعمق شديد وهي لا ترى سوى ضوء شديد في نهاية نفق طوييل .
في ثواني أحست أنها نامت الف الف عام ، استفاقت بعد نوم عميق وراحة كبيرة لتجد نفسها تحت سماء زرقاء صافية لا غيم فيها واحسّت أن شيئا تغير شيئا ما فيها تغير فبدأت تتحسس جسدها النحیل ووجهها ،وأحست بتغیر في أعضائها لم تعد هي الطفلة هیلین صاحبة السبع سنوات لقد أصبحت امرأة ناضجة بكل تفاصيلها،استغربت حالها وبكت بكاء طفلة تائهة ونادت على والدتها بصوتها الذي كان متغیرا قلیلا وشعرها صار أقصر من ذي قبل لقد عرفت تماما وتأكدت أن شیئا ما تغیر فیها ، أحست بالاستغراب الشدید مما
جعلها تتكور في مكانها وتبقى بلا حراك ودموعها لا تتوقف حتى ملابسها لم تعد على مقاسها صارت تنورتها قصيرة فوق ركبتيها النحيلتين ،جلست على تلك الحال فترة من الزمن على أمل ان تفيق من النوم لتجد نفسها في حلم واذا أصوات أجراس تخترق صمت المكان وصوت بعبعة خراف يقترب وهاهو قطیع صغير من الماشية بكل الاعمار وصغارها تدور حولها و تلهو البعض بفستانها القصیر ،ارتعبت قلیلا ثم مدت یدیها لتلعب معهم متناسية حالها لبضع ثواني فهي ما تزال تلك الطفلة الحالمة صاحبة السبع سنوات .
و بينما هي على هذه الحال إذ تقدمت نحوها فتاة في الثامنة عشرة من عمرها بيضاء البشرة تميل الى السمرة قليلا وخصلات من شعرها الاسود تتدلى على كتفيها هاربة من خمارها الأبيض والأسود الذي كان يربط رأسها بإحكام، وهي تحمل في يدها عصا طويلة وقوية كأنها فدائیة ذاهبة الى حرب ما ، كانت ترتدي جلابة سوداء مطرزة تطریزا احمرا جميلا جدا وعلى خصرها حزام عريض تعلق به خيوطا كثيرة ،كان شكلها غريبا جدا على هیلین
اقتربت عايدة منها وهي حذرة جدا وكأنها تقترب من لغم ما، أمّا هيلين فقد بقیت مذعورة تنظر إلیها وتنتظر ما الذيسیحدث لها ثم نطقت اخیرا :" مم م ممن أنت وم م ماذا تفعلین هنا !؟"
تبسمت عایدة في استهزاء " ههه واش أسوي هان انا فْأرضْ أبوي وجدي وأنت اللي أمرك عجب منین طحت باالله علیك ،حتى حدیثك بيوحي أنك غریبة أنت صهیونیة ولا صحافیة جت تكسر روسنا مع ها المسا ،روحي لحال سبیلك ما عدنا شي نڤولو ...! "
استغربت هیلین من لهجة الفتاة ومما اخبرتها به " أین أنا أرجوك أخبریني أنا لا أفهم شیئا كنت ألعب في الحدیقة بالدراجة وفجأة وجدت نفسي هنا "
عایدة تقرب العصا من وجه هيلين:" هه تلعبي لیش انت زغیرة يعني،إنت هان في غزة غزة یا محتلة ڤومي روحي على وطنك بعدین أضربك ها !"
هیلین ترتعب من الخوف وتبدأ في البكاء والصراخ :" آآ أنا حقا لا أفهم شیئا هذا أغرب شيء حصل معي منذ ولدت عمري سبع سنوات فقط لما لا تصدقیني ....!"
عایدة في استغراب :" هاي اللي ماحَسبْتلها حساب أنك تكوني مخبولة تاهت من أهَلْها ،واش أسوّي ها الحین معاك أتركك في ها الخلا ولا واش أسوي ،أنا دیني الاسلام یا بنیة ما یسمح لي أسیب حتى كافرة وراي فها الوَعَر تعالي اتبعیني هسّا ڤبل لا أغير رايي بلكي نلڤا اهلك في الطريڤ يدورون عليك .."
هیلین تفهم كلمة اتبعیني فقد كانت والدتها في المانیا تحرص علیها كل الحرص أن تتعلم اللغة العربیة فتعلمتها واتقتنتها منذ أن كانت في سن الخامسة ،لذلك كانت تتحدث العربیة الفصحى باتقان .
تبعت هیلین عایدة وهي ترتجف من الخوف والبرد في آن واحد تبعتها من تلة لتلة وعایدة تحمل عصاها وتصرخ على قطیعها بالابتعاد عن الأسلاك الشائكة التي كانت منتشرة في كل مكان ،كانت ترعى أغنام أبیها الذي صار مقعدا منذ أن أصیب في مواجهة مع جنود المستوطن المغتصب وصار لا یقوى على الحراك وتهتم بشؤونه وشؤون أخواها الصغيرين أحمد وغانم كانت أمها تساعدها بكل ما أوتیت من قوة وجدها الختيار يساعد بما يستطيع هو أيضا .
جعلت هیلین تحث الخطا ثم تسقط و تبكي فلا تجد أمها لتقبلها وتنسيها الألم ،كانت كل مرة تتأكد أنها تحلم مما رأته حولها من أسلاك شائكة وقفار واسعة فتضرب نفسها لتستفیق من الحلم، عندما رأت عایدة المنظر زادها يقينا أنها مجنونة " یا حسرة هذا اللي كان ناڤصني مجنونة بالبیت وتكمل.... الحمد الله یارب اللي تجي من عندك منيحة وزینة ،أروح عل البیت وأبدلها ملابسها المعترة هاي ماهي لابسة شي شلون یلبسو بناتهم هیك ما یخافون من ولاد الحرام...! "
كانت هیلین طوال الطریق تارة تبكي من الخوف وتارة تبكي من وخز الشوك في رجلیها ،لم تصدق عایدة متى وصلت إلى البیت فقد سببت لها هيلين صداعا ببكائها الكثير
حبست القطیع في مكانه وأمسكتها من یدها وأدخلتها إلى البیت حیث كان أخویها یلعبان ووالدها یتفرج على تلفاز صغیر اسود وأبیض كل الأخبار المتعلقة بغزة وتطورات القضیة ،وكانت والدتها تعد الطعام للجمیع،والشيخ كان مايزال في الخارج يلملم حبات الزيتون التي جمعها ليضعها في أكياس صغيرة ،عندما رأى الجمیع المنظر توقفوا عن الحراك وبقو یحملقون في هیلین وجمالها وتنورتها القصيرة جدا ،كانت شقراء جمیلة بعیون خضراء فاتنة ومما زادها جمالا هو احمرار وجهها من البكاء والبرد...
" واش هذا عایدة بنتي منو هاذي خیر بنتي ما جابك بكیر !" ،سألت الام في استغراب شدید
عایدة :" لڤیتها فالخلا یما تایهة یظهر أنها مجنونة شفقت ع حالها ،اتركها لولاد الحرام ڤولیلي بيرضاها رب العالمین ؟،ما هانت علي شوفي حالتها ولبسها انتِ تتركيها لو كنت مكاني ؟"
الام :" بلكي رب العالمين بعثها النا لنحميها ،ادخلي يا بنيتي ادخلي ،خذيها يا عايدة ولبسيها أَشي من لبسك واعطيها شبشب ها المسكينة تمشي حافية ...! "
دخلت هیلین الى البيت وهي تنظر في كل الارجاء مستغربة من بساطة المكان وفقر الحال فالبیت كان عبارة عن غرفة كبيرة واسعة فيها غرفة النوم مع المطبخ مع غرفة الجلوس ،كانت تنظر في استغراب وهي تحاول أن تفهم على الأقل أین هي ،بینما أحمد وغانم كانا یدوران حولها مستغربین من أجنبیة تدخل إلى البیت ...
سحبتها عايدة من بينهما وأدخلتها إلى غرفة صغیرة ضیقة بها نافذة صغيرة عالية وكأنها زنزانة وقدمت لها جلابیة مطرزة مثل التي كانت ترتدیها وطلبت منها أن ترتدیها وقدمت لها حذاء قديما تملكه وخرجت تاركة إیاها في حالة من الاستغراب التامة، التفتت الى الجدران البالیة والىالسقف والى أشیاء عایدة الموضوعة على طاولة قدیمة ومرآة قد علاها الغبار معلقة جانب الطاولة ،تقدمت هیلین نحوها ببطء ومسحت عنها الغبار وأطلت برأسها على وجهها ،ثم وضعت یدها على فمها ودموعها تنهمر دون توقف وأخذت تتحسس
وجهها علها تتأكد أنها لیست هي من في المرآة ،لكن للأسف كانت هي تلك المرأة الجمیلة بعینین خضراوین وبشعر ذهبي مسدل على كتفیها وبوجهها البريء نعم حتى أنها صارت أطول وتصل الى مستوى المرآة ،لبست تلك الجلابیة وهي تبكي ولم تستطع التوقف عن البكاء فقد أحست بالهزال في جسمها وضعف غریب .
خرجت بعد نصف ساعة لتجد عایدة تجهز طاولة مستدیرة صغیرة على الأرض وتضع علیها طبقا كبیرا به ما يشبه البطاطا المهروسة لكن لونها كان یمیل إلى الاخضر اشمأزت منه وأدارت رأسها ثم جلست فوق حجر بجانب فرشة الوالد وأخذت تراقب الجمیع....
أحمد " یا سلام مدمّس بالعدس أحلى أكلة عندي یسلمو إیدینك یمّا لیتها كل یوم ..."
عایدة :" غسل إیدیك ڤبل لا توكل ،وانت یا بنت الغرب ڤربي ع الاكل ،تعالي تأكلي اكلمك فصحى بلكي تفهمي.."
یقترب غانم من هیلین ویمسك یدها محاولا سحبها نحو مائدة الطعام لكنها تتفلت منه في خوف وریبة فهي لم تفهم لحد الان ماذا حصل لها ولما هي بین هؤلاء الناس ومن هم ولماذا أصبحت شابة فجأة بعد أن كانت طفلة في السابعة من عمرها ،تملصت من یده
وهي تبكي والجمیع ینظر إلیها نظرة شفقة تجمعت العائلة على مائدة الاكل وهمو بالأكل من نفس الطبق حینما صرخت هیلین " تأكلون من طبق واحد هذا غریب ،نحن نأكل كل واحد في صحن !"
عایدة :" و أخيرا نطڤت ،حنا هان بناكل بصحن واحد مو أحنا عیلة واحدة لیش نأكل متفرڨین عیب ،إذا كنت جوعانة ڤربي توكلي معنا "
هیلین " لكن قلت العائلة فقط تأكل معا وأنا لست من عائلتكم كیف یمكنني أن آكل معكم ؟"
عایدة :" حنّا الضیف نعتبروه واحد من العیلة حتى یغادرنا ما تخافي ما بناكلوش البشر نحنا بشر مسلمین عادیین وأهل أرض بعد ..."
هیلین مستغربة :" ضیف ومن العائلة نحن مع أننا عائلة لم نجتمع یوما على مائدة الاكل " تقترب ببطء وخوف نحو المائدة التيكانت مستدیرة وكل من الوالدة والوالد و الصغیران والشيخ العجوز جد عایدة وعایدة كانو مجتمعین لم تجد مكانا لكن غانم الصغیر وقف
وترك مكانه لها في فرحة عارمة وجلس على ركبتي أمه كان ینظر إلیها بفرحة وإعجاب شدیدین في براءة للاطفال وكأنه أحس أنها طفلة ولیست إمرأة ،لم تكن مرتاحة في جلوسها فهي ولا مرة جلست على الأرض مثلهم وأخذت ملعقة وأكلت قلیلا ثم وجدت أن
الطعم رائع ،فأكلت بشراهة وكأنها لم تأكل منذ شهر أكلت وأكلت الجميع توقف وأخذ يراقبها كیف تأكل حتى الشیخ العجوز ابتسم وهو یراقبها وكأنه صنع شیئا عظیما ،كانت أخلاق العرب منذ الأزل وما زالت إكرام الضیف .عندما أنهى الجمیع أكلهم وزار اللیل قطاع غزة ولم یعد یرى من بیت عایدة سوى تلك الاضواء الحقیرة على طول الصور وعلى
الشِباك الشائكة ، ذهبت والدة عایدة الى الخارج وأحظرت قلیلا من الجبن الذي تصنعه بنفسها وتعلقه في جدار البیت لكي لا یفسد وأعطته لهیلین كوجبة إضافیة ترحیبا بها ،لكن غالب كان یرید القلیل من الجبن وأصر وبكا وبما أن العائلة لا تملك الكثیر من الطعام
بسبب الحصار المفروض فقد كانت كل وجبة محسوبة ورفضت الأم أن تعطیه جبنا ،أخذت هیلین الجبن ونظرت إلى غالب ولم تفهم لماذا والدته لم تعطه قلیلا معها
هیلین :" لكن لما لم تقدمي لابنك قلیلا من الجبن ؟"
عایدة تجیب في حسرة وغیظ :" الجبن للضیوف ،ولأوقات الصعبة نِحنا محاصرین یا ..واش اسمك إنتِ ما سألتك؟"
" اسمي هیلین هیلین وانت. ...!" ردت هیلین وهي تتذكر أنها لم تخبرهم اسمها
عایدة :" أنا عایدة وهذا جدي الختیار وهذا أبوي وهاذي والدتي وهذا أخوي الصغیر أحمد عمرو عشر سنوات ،وهذا غانم عمرو ست سنین "
هیلین :" عن أي حصار تتحدثین وأین أنا أخبریني... "
عایدة :" یعني عایزة تقنعیني أنك نزلت من السما ومش عارفة حاجة واصل ،أنا بدیت أشك أنك داسوسة "
أحمد یضحك وهو يقلب صفحات كتابه ليراجع دروسه :" هههههههههه داسوسة یا عایدة كفاك أفلام في راسك خیتي هاذي داسوسة حیاتها كلها بكي ما تعرف غیرو "
عایدة تنظر الى أحمد في غضب :" شو نسیت ولا أفكرك أنو أخوك الكبیر قابع فالسجن وأبوك منو اللي خلاه هیك میش الصهیوني المحتل ،من شان خروف ڤرب للسلك هُما الیهود هیك بیخافو من بعوضة نسیت ولا أفكرك"
هیلین :" صدقا لا أعرف كیف وصلت إلى هنا ولا أین أنا ولا لما أصبحت امرأة بعد أن كنت فتاة في السابعة من عمري "
عایدة تنفجر ضاحكة " هههههههههه زغیرة وسبع سنین یا حبیبي كملت معنا الخبل للعظم ...هذا اللي كان ناڤصني واالله ،جیتي أنتِ وكملتیه یعني الیهود والجوع والحصار ومخبولة كملت معي ...رحماك يا الله "
أحمد :" واالله من جهة تصرفاتها خیتي أشوف عندها سبع سنین هههههه نكتة واحنا مو بوقت الضحك هسا "
یقترب غانم من هیلین وینظر إلى قطعة الجبن محاولا إفهامها أنه یرید أن یأكل منها ،فتبتسم وتقطع الجبن بملعقة الحطب وتطعمه في فمه ففرح كثیرا وجلس على ركبتیها وهو ینظر إلیها نظرة فیها "شكرا جزیلا" ،استغربت فهي لا تملك إخوة ولم تجرب هذا
الشعور في حیاتها لكنها إغتبطت كثیرا وراحت تطعمه لقمة وراء لقمة حتى أكمل قطعة الجبن كلها وحده وأخذ یلعب بخصلات شعرها الذهبیة حتى نام على ركبتیها .
كانت عايدة تنظر اليها ولا تعرف أهي حقا صادقة وليست مجنونة ام انها مجنونة وستنهض ليلا لتفعل شيئا خطيرا .....
حملت غانم ووضعته في ركن من الغرفة كان به فراش متفرق هنا وهناك كل یظهر له مكانه الذي ینام فیه بوضوح كانت هیلین تراقب كل ما یحدث بانتباه حتى طلبت منها عایدة أن تخلد الى النوم إن كانت نعسانة .
لقد كان الجمیع معلقا عیناه في تلك الشاشة الصغیرة بالابیض والاسود لیسمعوا كل الأخبار المتعلقة بالحصار وهل سینتهي وماذا أجمع العرب أمرهم ،كانت عایدة تستشیط غضبا من
العرب وقراراتهم ،وجدها یهدؤها تارة وتارة یشتم كل الیهود والامریكان لكن ما لاحظته هیلین أن تاریخ الاخبار یعود إلى 2007 ،فاستغربت لأنها كانت قبل قلیل في 2017 ما الذي یحدث ؟ولما كبرت في السن ؟ وعادت إلى هذا الزمن؟ وهذا المكان بالذات لكن عقلها الصغير لم يستوعب شيئا ولأنها منهكة ،نامت دون أن تشعر من التعب وهي تفكر أنها ربما لو نامت ستستیقظ صباحا وتجد أن كل شيء كان كابوسا مخیفا وفقط .... لم تنم عايدة جيدا وهي تراقب هيلين ،متوقعة انها ربما تفعل شيئا خطيرا ........
يتبع
في الغد باذن الله