- إنضم
- 24 ديسمبر 2016
- المشاركات
- 5,056
- نقاط التفاعل
- 15,515
- النقاط
- 2,256
- العمر
- 39
- محل الإقامة
- فرنسا الجزائر وطني
مسرحية أيتام رمضان
يرفع الستار
طفل صغير متكور على نفسه في زاوية من المسرح وضوء خافت مسلط عليه
بعد لحظات قليلة يسمع صوت الأذان " الله أكبر ،الله أكبر ،أشهد أن لا إله إلا الله ......"
يسلط ضوء ثاني على امرأة قريبة من قدر فوق نار وقد حاوطها خمسة من الاطفال بين صبي وفتاة وهم منهمكون في الأكل
نهض الطفل صاحب الثلاثة عشرة سنة مترنحا من شدة التعب ...
جرى الاطفال الخمسة في كل أنحاء المسرح
وبقي الطفل بجانب أمه ينتظر أن تصب له مما طبخت
{جمال تعال ، لقد طبخت لك ككل يوم حساء الخضار التي أشتريها من السوق في نهايته لأنها تكون أرخص ،واشتريت بعض الخبز تعال وافطر تبدو متعبا }
قالتها الأم وهي تبدي ملامح الشفقة على ابنها
{ الخضار سبعون بالمئة منها فاسد أمي لذلك هي رخيصة ،والخبز أعرف أنك تنتظرين الخباز الى إن ينتهي من يومه وتطلبين منه الخبز القديم ،الى متى ونحن هكذا ؟}
قالها جمال وهو يتناول قطعة خبز ويحمل ملعقة ويأكل الحساء وحشرجة بكاء في كلامه واضحة
{ لما لا تأكلين يا أمي؟ } سأل جمال والدته التي كانت تنظر اليه تارة وتارة الى صغارها الذين كانو يركضون حفاة
{ سأنتظر حتى تنهي ثم آكل لا تقلق ،فقد أطعمت إخوتك وأخاف أن لا تشبع يا حبيبي وأنت تدرس وتحتاج الى الطاقة }
وضع جمال الملعقة جانبا ونهض
{ لن آكل لقمة أخرى إن لم تأكلي معي ،كم يوما تفعلين هذا ستسقطين من الصوم ليل نهار هيا إن لم تأكلي اليوم لن آكل !!!}
{ حسن ،حسن ،إجلس جمال سآكل معك ...}
تحمل الأم ملعقة وتأكل وهي لا تملؤها بشكل كامل لكي يشبع ابنها
{ لما كان والدي حيا ،كنا نأكل الخبز المصنوع في البيت ونأكل على الأقل حساء خضار طازجة وفي بعض الأحيان نأكل لحما ،أشفق على إخوتي الصغار لم يتذوقو لحما في حياتهم ! سئمت هذا الوضع ،لقد قررت أن أترك الدراسة وأعمل في البناء }
تنتفض والدته وتقف وتتجه صوب الجمهور وهي تضع يدها على صدرها
{ إياك ،إياك حبيبي جمال أن تفعلها لقد عانيت وتعبت كل هذه السنين لكي تدرس وتعيش أحسن عيشة ...}
يخرج جمال من المسرح راكضا وهو يصرخ
{ لن أذهب الى المدرسة ثانية لقد سئمت ،هذا قراري }
تلحق به والدته
ويسدل الستار
.........
يرفع الستار
بقعة الضوء تتبع جمال وهو يتمشى ليقف عند عمود كهرباء مضاء
يجلس بجانبه وهو يبكي ويتكلم بصوت مرتفع
{ مات والدي من سنتين في حادث في العمل ولم يعوضوه لأنه كان يعمل بلا تأمين ...أمي ...تعمل في البيوت لكي تجني بعض الدنانير وتدفع الكراء والفواتير وبعض الاكل ،لا يذهب اخي الصغير الى المدرسة ،ليس لديه حذاء ليذهب ولا كراسات ... لدينا أقارب لكنهم سئمو منا ،الجيران لا أحد يدق الباب علينا ،كم من مرة نبيت جميعا بلا أكل وجيراننا يشترون لأطفالهم الألعاب الجديدة ،أنا لا أحاسب أحد لكن الله وصى على الجار ،كيف أبيت شبعانا وجاري جائع ....لن أذهب الى المدرسة لقد قررت }
يسلط ضوء بعيد على والدته في الظلام وهي تبحث عنه في لهفة
{ جمال ،جمال حبيبي ،تعال الله يفرجها علينا جماااال أين أنت ،يا إلهي ليس من عادته أن يخرج ليلا أنا خائفة عليه ...جمااال}
تركض في كل أنحاء الخشبة كالمجنونة
يسلط الضوء على جمال وهو يمشي بخطوات ثابتة
{ لابد أن أمي قلقة سأعود الى البيت لأصالحها }
يرى من بعيد بقعة ضوء مسلطة على حشد من الناس يحيطون بشيء ما ،يقترب ليرى فضولا وإذا بها والدته وقد دهستها سيارة على حسب ما سمع من الموجودين
يبتعد الجمع الى الوراء ويتركون له الطريق وهو يحمل رجليه حملا وكأنهما ثقلتا فجإة ،وكأنهما لا تريدانه أن يصل الى أمه
يركع عند صدر أمه وهو يذرف دموع الخوف ،دموع الوحدة ،
تمسك يده وهي تشدها الى صدرها بقوة
{ جمال إخوتك أمانة في عنقك ،سامحني حبيبي لأنني سأترككم في هذا العالم وحدكم .....}
تشهق شهقة عميقة وتفلت يده ويتأكد في تلك اللحظة أنه يتيم للمرة الثانية ،أنه وسط هذه الدنيا وحيد
يبكي ويضع رأسه على صدرها ويحاول إيقاضها
{ أمي ..أميييييي إنهضي لا تتركيني وحيدا ،لم أعتذر بعد ،سامحيني لأنني أغضبتك وجعلتك تخرجين في مثل هذه الساعة ،أعدك سأذهب الى المدرسة إنهضي فقط وعانقيني ،وإخوتي ماذا أفعل بهم ؟؟؟؟ لا تتركيني آآآ أمي }
يقترب منه سائق السيارة ويعطيه بعض النقود ،ويعزيه في والدته ويغيب ويغيب الجميع ويجتمع إخوته حول والدتهم
يظهر رجل في كل مرة من الظلام ليأخذ واحدا منهم وهو يمد ذراعيه نحو أمه باكيا صارخا ،يحاول جمال منعهم لكنهم يأخذونهم غصبا حتى بقي هو ووالدته وحيدين ،وجاء دوره ليقف أمامه رجل ويمسك بيده ويجره لكنه يوقفه وينظر الى الجمهور وهو يقول :
{ لو كان المسلمون يدفعون الزكاة لأمثالنا ما ماتت والدتي ولا تشردنا بعدها ،رمضان شهر الخير لكنني لا أرى هذا الخير سوى فوق موائد الأغنياء ،كم من جمال في هذه البلاد إبحثو ستجدونهم ،كم من أم جمال تعمل في البيوت لتعيل أولادها الأيتام إبحثو حولكم ستجدونها ،عودو الى طريق الله فأموالكم ليست ملككم بل هي ملك الأيتام وستحاسبون علينا يوم القيامة }
يطأطأ رأسه ويتبع الرجل مستسلماتاركا والدته وراءه
يسدل الستار
يرفع الستار مرة أخرى على الكل واقف بجانب بعضهم
وقالو معا
{ لا تنسى اليتيم في رمضان ،وفي غير رمضان ،لا تنسى أن تدفع زكاة مالك
أرسم على وجهه ابتسامة مثلما تحب لابنك أن يكون سعيدا }
يسدل الستار
أرجو أن تنال إعجابكم
إحترامي وتقديري
حلم كبير
يوم 29 ماي 2018
يرفع الستار
طفل صغير متكور على نفسه في زاوية من المسرح وضوء خافت مسلط عليه
بعد لحظات قليلة يسمع صوت الأذان " الله أكبر ،الله أكبر ،أشهد أن لا إله إلا الله ......"
يسلط ضوء ثاني على امرأة قريبة من قدر فوق نار وقد حاوطها خمسة من الاطفال بين صبي وفتاة وهم منهمكون في الأكل
نهض الطفل صاحب الثلاثة عشرة سنة مترنحا من شدة التعب ...
جرى الاطفال الخمسة في كل أنحاء المسرح
وبقي الطفل بجانب أمه ينتظر أن تصب له مما طبخت
{جمال تعال ، لقد طبخت لك ككل يوم حساء الخضار التي أشتريها من السوق في نهايته لأنها تكون أرخص ،واشتريت بعض الخبز تعال وافطر تبدو متعبا }
قالتها الأم وهي تبدي ملامح الشفقة على ابنها
{ الخضار سبعون بالمئة منها فاسد أمي لذلك هي رخيصة ،والخبز أعرف أنك تنتظرين الخباز الى إن ينتهي من يومه وتطلبين منه الخبز القديم ،الى متى ونحن هكذا ؟}
قالها جمال وهو يتناول قطعة خبز ويحمل ملعقة ويأكل الحساء وحشرجة بكاء في كلامه واضحة
{ لما لا تأكلين يا أمي؟ } سأل جمال والدته التي كانت تنظر اليه تارة وتارة الى صغارها الذين كانو يركضون حفاة
{ سأنتظر حتى تنهي ثم آكل لا تقلق ،فقد أطعمت إخوتك وأخاف أن لا تشبع يا حبيبي وأنت تدرس وتحتاج الى الطاقة }
وضع جمال الملعقة جانبا ونهض
{ لن آكل لقمة أخرى إن لم تأكلي معي ،كم يوما تفعلين هذا ستسقطين من الصوم ليل نهار هيا إن لم تأكلي اليوم لن آكل !!!}
{ حسن ،حسن ،إجلس جمال سآكل معك ...}
تحمل الأم ملعقة وتأكل وهي لا تملؤها بشكل كامل لكي يشبع ابنها
{ لما كان والدي حيا ،كنا نأكل الخبز المصنوع في البيت ونأكل على الأقل حساء خضار طازجة وفي بعض الأحيان نأكل لحما ،أشفق على إخوتي الصغار لم يتذوقو لحما في حياتهم ! سئمت هذا الوضع ،لقد قررت أن أترك الدراسة وأعمل في البناء }
تنتفض والدته وتقف وتتجه صوب الجمهور وهي تضع يدها على صدرها
{ إياك ،إياك حبيبي جمال أن تفعلها لقد عانيت وتعبت كل هذه السنين لكي تدرس وتعيش أحسن عيشة ...}
يخرج جمال من المسرح راكضا وهو يصرخ
{ لن أذهب الى المدرسة ثانية لقد سئمت ،هذا قراري }
تلحق به والدته
ويسدل الستار
.........
يرفع الستار
بقعة الضوء تتبع جمال وهو يتمشى ليقف عند عمود كهرباء مضاء
يجلس بجانبه وهو يبكي ويتكلم بصوت مرتفع
{ مات والدي من سنتين في حادث في العمل ولم يعوضوه لأنه كان يعمل بلا تأمين ...أمي ...تعمل في البيوت لكي تجني بعض الدنانير وتدفع الكراء والفواتير وبعض الاكل ،لا يذهب اخي الصغير الى المدرسة ،ليس لديه حذاء ليذهب ولا كراسات ... لدينا أقارب لكنهم سئمو منا ،الجيران لا أحد يدق الباب علينا ،كم من مرة نبيت جميعا بلا أكل وجيراننا يشترون لأطفالهم الألعاب الجديدة ،أنا لا أحاسب أحد لكن الله وصى على الجار ،كيف أبيت شبعانا وجاري جائع ....لن أذهب الى المدرسة لقد قررت }
يسلط ضوء بعيد على والدته في الظلام وهي تبحث عنه في لهفة
{ جمال ،جمال حبيبي ،تعال الله يفرجها علينا جماااال أين أنت ،يا إلهي ليس من عادته أن يخرج ليلا أنا خائفة عليه ...جمااال}
تركض في كل أنحاء الخشبة كالمجنونة
يسلط الضوء على جمال وهو يمشي بخطوات ثابتة
{ لابد أن أمي قلقة سأعود الى البيت لأصالحها }
يرى من بعيد بقعة ضوء مسلطة على حشد من الناس يحيطون بشيء ما ،يقترب ليرى فضولا وإذا بها والدته وقد دهستها سيارة على حسب ما سمع من الموجودين
يبتعد الجمع الى الوراء ويتركون له الطريق وهو يحمل رجليه حملا وكأنهما ثقلتا فجإة ،وكأنهما لا تريدانه أن يصل الى أمه
يركع عند صدر أمه وهو يذرف دموع الخوف ،دموع الوحدة ،
تمسك يده وهي تشدها الى صدرها بقوة
{ جمال إخوتك أمانة في عنقك ،سامحني حبيبي لأنني سأترككم في هذا العالم وحدكم .....}
تشهق شهقة عميقة وتفلت يده ويتأكد في تلك اللحظة أنه يتيم للمرة الثانية ،أنه وسط هذه الدنيا وحيد
يبكي ويضع رأسه على صدرها ويحاول إيقاضها
{ أمي ..أميييييي إنهضي لا تتركيني وحيدا ،لم أعتذر بعد ،سامحيني لأنني أغضبتك وجعلتك تخرجين في مثل هذه الساعة ،أعدك سأذهب الى المدرسة إنهضي فقط وعانقيني ،وإخوتي ماذا أفعل بهم ؟؟؟؟ لا تتركيني آآآ أمي }
يقترب منه سائق السيارة ويعطيه بعض النقود ،ويعزيه في والدته ويغيب ويغيب الجميع ويجتمع إخوته حول والدتهم
يظهر رجل في كل مرة من الظلام ليأخذ واحدا منهم وهو يمد ذراعيه نحو أمه باكيا صارخا ،يحاول جمال منعهم لكنهم يأخذونهم غصبا حتى بقي هو ووالدته وحيدين ،وجاء دوره ليقف أمامه رجل ويمسك بيده ويجره لكنه يوقفه وينظر الى الجمهور وهو يقول :
{ لو كان المسلمون يدفعون الزكاة لأمثالنا ما ماتت والدتي ولا تشردنا بعدها ،رمضان شهر الخير لكنني لا أرى هذا الخير سوى فوق موائد الأغنياء ،كم من جمال في هذه البلاد إبحثو ستجدونهم ،كم من أم جمال تعمل في البيوت لتعيل أولادها الأيتام إبحثو حولكم ستجدونها ،عودو الى طريق الله فأموالكم ليست ملككم بل هي ملك الأيتام وستحاسبون علينا يوم القيامة }
يطأطأ رأسه ويتبع الرجل مستسلماتاركا والدته وراءه
يسدل الستار
يرفع الستار مرة أخرى على الكل واقف بجانب بعضهم
وقالو معا
{ لا تنسى اليتيم في رمضان ،وفي غير رمضان ،لا تنسى أن تدفع زكاة مالك
أرسم على وجهه ابتسامة مثلما تحب لابنك أن يكون سعيدا }
يسدل الستار
أرجو أن تنال إعجابكم
إحترامي وتقديري
حلم كبير
يوم 29 ماي 2018