منذ وعيت على نفسي و الجزائر تحتفل كل عام بذكرى نوفمبر و الحقيقة أني لم أكن أستوعب الأعياد الوطنية ، أو لم أكن أحس بوطنيتي ربما لصغر سني أنذاك أو قلة خبرتي في الحياة .
بالنسبة لي كان شهر نوفمبر ممل ، فالبرنامج التلفزيوني سيصبح مليء بالأشرطة التاريخية تحكي عن ثورة لم أفقه فيها شيء رغم نصوص القراءة التي درسناها و شرح المعلمة الوافي إلا أني كنت كل نوفمبر أشعر بالملل ، و مع مرور الزمن وعندما بدأت أكبر و بمرور الجزائر بأيام العشرية السوداء أدركت أهمية العيش بسلام و أمان فالخوف من الموت شيء رهيب.
جدي رحمه الله كان مجاهدا عضيما و شارك في الحرب العالمية الثانية .
نفته فرنسا من مسقط رأسه بوسعادة إلى تلمسان أين تزوج و كون عائلة ،كان دائما يحب الحديث عن مغامراته و بطولاته ولكن لصغر سني أنذاك لم أكن انصت لكلامه كنت أحب الحكايات الخرافية و مغامرات السندباد الخيالية .
و الآن أنا نادمة لأني لم أطبع بطولات جدي في مخيلتي ولا أستطيع أن أحكي عما كان يفخر به ، وعندما أشاهد أشرطة وثائقية لمجاهدين يتحدثون عن دورهم في الثورة أتذكر وجه جدي الفرح ببطولات لم يسجلها عقلي و أندم ، فالوطنية و الإعتزاز بالإنتماء و الكبرياء شيء رائع ، و مازادني وطنيتا هو يوم قررنا القيام برحلة نحو ولايات وطننا الغالي.
جمال بلادي الأخاذ تغلغل في العروق و كانت آخر وجهتنا " متحف المجاهد " بمقام الشهيد ، هي أول مرة أزور فيها المتحف و بمجرد دخولي كأني بالشهداء في دارهم ، رائحة المكان و صورهم المعلقة تحسها حية تحاول ان ترحب بك و تحكي لك عن قهر عاشوه .
تتجول في المكان الذي يضم أشياءهم فتلمس روحك أرواحهم الطاهرة و تحس آلامهم أنذاك ، حقيقة و بدون مبالغة تعصر قلبي لمجرد بقايا ثياب ملطخة بالدماء و مشاهدتي وسائل التعذيب أمام أعيني .
هناك في ضيافة الشهداء نزلت دموعي الدافئة حراقة أمام مقصلة حقيقية لا مجرد صورة تلفزيونية ، فآآه على أمنا الجزائر كيف آستباحو قتل أبنائها بوحشية فتألمت و تخيلت ألم أم تستقبل نبأ وفاة إبنها فلم أتحمل الأمر ، و أحسست بحقد شديد تجاه العدو الغاصب و ٱستغربت حال شباب يتهافت على الحرڨة ملقيا بنفسه للتهلكة من أجل قاتل أجداده و تمنيت لو أن كل شاب و شابة جزائرية يزورون المتحف لربما تستيقظ الوطنية من سباتها و تكون دافعا نحو حياة عطاء للوطن بلا حدود .
و بميلاد إبني الصغير في 14 من نوفمبر 2017 أصبح هذا الشهر جزء مني .
"كل الخير لبلد العضماء "
بقلمي ذكريات
بالنسبة لي كان شهر نوفمبر ممل ، فالبرنامج التلفزيوني سيصبح مليء بالأشرطة التاريخية تحكي عن ثورة لم أفقه فيها شيء رغم نصوص القراءة التي درسناها و شرح المعلمة الوافي إلا أني كنت كل نوفمبر أشعر بالملل ، و مع مرور الزمن وعندما بدأت أكبر و بمرور الجزائر بأيام العشرية السوداء أدركت أهمية العيش بسلام و أمان فالخوف من الموت شيء رهيب.
جدي رحمه الله كان مجاهدا عضيما و شارك في الحرب العالمية الثانية .
نفته فرنسا من مسقط رأسه بوسعادة إلى تلمسان أين تزوج و كون عائلة ،كان دائما يحب الحديث عن مغامراته و بطولاته ولكن لصغر سني أنذاك لم أكن انصت لكلامه كنت أحب الحكايات الخرافية و مغامرات السندباد الخيالية .
و الآن أنا نادمة لأني لم أطبع بطولات جدي في مخيلتي ولا أستطيع أن أحكي عما كان يفخر به ، وعندما أشاهد أشرطة وثائقية لمجاهدين يتحدثون عن دورهم في الثورة أتذكر وجه جدي الفرح ببطولات لم يسجلها عقلي و أندم ، فالوطنية و الإعتزاز بالإنتماء و الكبرياء شيء رائع ، و مازادني وطنيتا هو يوم قررنا القيام برحلة نحو ولايات وطننا الغالي.
جمال بلادي الأخاذ تغلغل في العروق و كانت آخر وجهتنا " متحف المجاهد " بمقام الشهيد ، هي أول مرة أزور فيها المتحف و بمجرد دخولي كأني بالشهداء في دارهم ، رائحة المكان و صورهم المعلقة تحسها حية تحاول ان ترحب بك و تحكي لك عن قهر عاشوه .
تتجول في المكان الذي يضم أشياءهم فتلمس روحك أرواحهم الطاهرة و تحس آلامهم أنذاك ، حقيقة و بدون مبالغة تعصر قلبي لمجرد بقايا ثياب ملطخة بالدماء و مشاهدتي وسائل التعذيب أمام أعيني .
هناك في ضيافة الشهداء نزلت دموعي الدافئة حراقة أمام مقصلة حقيقية لا مجرد صورة تلفزيونية ، فآآه على أمنا الجزائر كيف آستباحو قتل أبنائها بوحشية فتألمت و تخيلت ألم أم تستقبل نبأ وفاة إبنها فلم أتحمل الأمر ، و أحسست بحقد شديد تجاه العدو الغاصب و ٱستغربت حال شباب يتهافت على الحرڨة ملقيا بنفسه للتهلكة من أجل قاتل أجداده و تمنيت لو أن كل شاب و شابة جزائرية يزورون المتحف لربما تستيقظ الوطنية من سباتها و تكون دافعا نحو حياة عطاء للوطن بلا حدود .
و بميلاد إبني الصغير في 14 من نوفمبر 2017 أصبح هذا الشهر جزء مني .
"كل الخير لبلد العضماء "
بقلمي ذكريات
آخر تعديل بواسطة المشرف: