ردود المواضيع بين المجاملة والحقيقة

متهجئ الحرف

:: عضو مُشارك ::
إنضم
17 أوت 2016
المشاركات
328
نقاط التفاعل
1,131
النقاط
141
العمر
39
محل الإقامة
الأردن - عمّان
الجنس
ذكر
تحية طيبة

.
.


كثيرةٌ هي المنتديات المتنوعة على شبكة الانترنت ومن كافة الجنسيات العربية ، منها ما هو مُختّصٌ بمجالٍ مُعيّن ومنها ما هو عامٌ يحتوي على أقسامٌ عديدة ، ونلاحظ أن أغلب الأعضاء يطرحون كل يوم عشرات المواضيع المُختلفة ( الحصري المكتوب بقلم العضو - والمنقول )
وبعد ذلك نشاهد ونقرأ ردود الأعضاء على هذه المواضيع الكثيرة والمُختلفة
وهذا ليس فعلاً غريباً بل هو مناخٌ صحيّ جدًا
ولكن الغريب حقّا مساحة هذه الردود بين المجاملات الزائفة والرد الصريح الواعي الثقيف
المعروف أن العملية الإبداعية مشتركة بين الناص والمتلقي
تتعمّق هذه الأزمة بأكثر حد في المنتديات الأدبية بشكلٍ خاص وبشكلٍ عام في الأقسام الأخرى ، وذلك لحساسية هذا الجنس من أي زوائد قد توصل صورة خاطئة لكل من يمارس الفعل الأدبي والثقافي ، وأبسط مثالٌ على ما نقول أن يكتب عضو نصًّا ما فترى الردود كلها مادحة بشكلٍ مصطنع ومزوّر علماً أن النصّ الذي كتبه العضو لا يتعدّى كونه موضوع إنشاء وأحياناً كخطبة الجمعة من أدعية اختلطت بعبارة أدبية لإضفاء شيءٍ من الشرعية عليه ، هذه الردود الزائفة لا تجعل من العضو شيئًا كبيرًا بل إنّها تحط من مكانته ومكانة من كتبها لأننها تتضح سريعًا لأيّ شخصٍ فاهم وعلى دراية ، لا بأس بتشجيع أي كاتب في كل المجالات ضمن الحدود المعقولة ، ويجب التنبيه للأخطاء إن وُجدت لأجل تداركها في المرات القادمة وشد عزيمته نحو الأفضل دائمًا ، ثم أنّه واجبٌ علينا دعم كل موهبة ضمن الأُطر المعروفة حتّى يصل لمرحلة الأمان الأدبي بحيث يضع موضوعه باطمئنان دون توجس من كل نقد ، يمكن إسقاط التفصيل الذي أوردته بشأن المنتديات الأدبية على الأقسام الأخرى وبنسبٍ متفاوتة ، وما تناولي للمنتديات الأدبية إلاّ لأنها تمثّل العمود الفقري لأي منتدى وتُعد الجاذب الرئيس للأعضاء والزوار ، الآن يخطر في بالي عدة اسئلة لنفتح بها باب النقاش علّها تُنوّر تلك المفاهيم الخاطئة لدى البعض وتنقص من وتيرة المجاملات الزائفة.



- هل يجب عليك كتابة ردًا جميلاً وفيه مديحًا هائلاً لعضو كتب موضوعا ما لأنه صديقك أو تربطك به علاقة ود ، علمًا أن الموضوع الذي كتبه لا يستحق؟


- هل أنت مستعد لتقبّل النقد الفاهم والواعي من خلال موضوعاتك خاصةً في الأعمال الأدبية ؟ وإذا كان لا فلماذا؟



- تُرى ما الفائدة المرجوة من المديح الزائد عن حده ، وكلنا نعرف كل ما زاد عن حدّه انقلب ضده؟!




- الموضوع الجميل الذي يزخر بالإبداع يستحق الإطراء والإشادة به وبكاتبه خاصةً الأعمال الأدبية الحصرية وغيرها ولكن ضمن لغةٍ مُعبرة وردٌ موجز يُشير ولا يقول ، أليس كذلك؟!




- قرأنا في سير بعض الأدباء الكبار ومنهم من كان ينفي صفة الإبداع عنه لشيءٍ نعتقد أنّه أكبر من التواضع وحتّى أكبر من كل الأدب الجامع ، شاعرنا المعروف درويش كان يردد أحيانًا أنا لستُ بشاعر أنا عابر سبيل ، والروائي المشهور نجيب محفوظ يقول كأنني لم أكتب شيئًا رغم أنّهُ حاز على جائزة نوبل للأداب ، مصطفى العقاد يقول أنا فاشلٌ جدًا ، الشاعرة العراقية نازك الملائكة تقول كل قصائدي هُراء ، وغيرهم لا يتسع المجال لذكرهم ، وبرأيي أن نفي صِفة الإبداع هنا ما هو إلاّ إمتداد لشيءٍ أكبر وأكثر بياضًا لا يراه إلاّ من يشتشعر براعة هؤلاء المبدعين من خلال أعمالها العديدة ، أما نحن وحين نكتب موضوعًا عابرًا لا يحتمل أيّ صفة من صفات الإبداع لماذا يُصيبنا الانتفاخ وعدم تقبّل نصيحة الآخر حين يوجهنا لما هو فيه خيرٌ لنا؟!!!





 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جدّ مهم
وما راقني فيه أنه بقلمك وحصري ويدرس ظاهرة معينة داخل المنتديات
وهذا ليس مجاملة بكل تأكيد :)
لي عودة بحول الله للنقاش​
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جدّ مهم
وما راقني فيه أنه بقلمك وحصري ويدرس ظاهرة معينة داخل المنتديات
وهذا ليس مجاملة بكل تأكيد :)
لي عودة بحول الله للنقاش​


أهلين

كل ما كتبته وما سأكتبه هو من وحي إحساسي
الغريب أنكم كل ذاهبون وعلّّقتم إيابكم ، ما بالكم يا قوم:)
سننتظر عودتك.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدنا والحمد لله، بصراحة فضلت العودة لاحقا للرد على الموضوع لأنني كنت بالهاتف والرد بالهاتف جد متعب لذلك أجلت الرد
إلى حين دخول اللمة عبر الحاسوب، فهكذا سيكون الرد أكثر سهولة :) المهم بالعودة لموضوعك أخي الكريم
فإن الردود على المواضيع كثيرون يرونها مجرد رقم يضاف إلى مشاركاتهم وفقط بينما هي في الحقيقة قد تكون نقطة تحوّل في حياة الكثيرين
وبما أنّك حصرت موضوعك بين المواضيع الأدبية وبين المجاملة والنقد فسأحاول التركيز في ردي على ذلك، وأبدأ بنفسي، أولا أنا لست
ممن يضع شكرا وبارك الله فيك وفقط، أحبّ قراءة الموضوع والتمعّن فيه وإعطاء رأيي فيه كما يجب، قليلا؛ لا بل نادرا ما أضع انتقادا
ليس مجاملة للغير أو أن تلك صديقتي أو ماشابه، ولكن أولا لست أهلا للنقد حتى انتقد خواطر أدبيّة أو شعرًا، يكفي أن أقرأ وأفهم
وتنال الخاطرة فعلا إعجابي على العموم فأبدي اعجابي بها، ربّما أحيانا في قسم القصص أحاول إبداء رأيي والانتقاد في نقاط قليلة
التي تخص معرفتي وفقط، أما ماهو خارج مجال فهمي وخبرتي فأكتفي بالرد كوني قارئة وفقط وليس كاتبة أو ناقدة فالنقد له أصول وله أهله
ثانيا وهي نقطة مهمة أظنها ومن وجهة نظري وهي زرع القوّة والطموح في نفس الكاتب، قبل مدّة من الزمن رأيت رسومات بعض الرسامين
الهوات قبل سنوات على مواقع التواصل الاجتماعي وهي في الحقيقة لا علاقة لها بالرسم لا من قريب ولا من بعيد ولو رآها أحدنا
لقال لمن رسمها بأنه لم يخلق ليرسم ولكان ذلك الرسام توقف عن الرسم مباشرة، لكن لما رأيت رسومات نفس الشخص بعد سنوات انبهرت
محترفة ومبدعة وحينها أدركت أن الكلمة الطيبة تبني مستقبلا زاهرا، بمجرد تشجيع أحدهم على التمسك بهوايته وطموحه ربما سيكون
له مستقبل زاهر لاحقا المهم أن يحب ما يفعل، أدرك تماما أن للنقد قواعد وفرق بين النقد الهدام والنقد البناء ولكن الكثيرون يفقتدون
لقواعد النقد ولذلك أفضل قول كلمة طيبة ومشجعة أفضل من تحطيم طموح أحدهم، وبالتالي أكون أجبت على أول أسئلتك، أما عن
السؤال الثاني فنعم أتقبل النقد كيفما كان، بصراحة أنا لا أميل لقسم الخواطر والبوح كثيرا ماعدا المدونات بينما اشارك بكثرة في قسم
المحاولات القصصية ودائما ما أترجى الأعضاء على انتقادي لأنني من تلك الانتقادات تغيّرت وتعلّمت الكثير وأصلحت أخطائي
لذلك أنا من محبّي الانتقاد البناء طبعا فهو يساندي على تخطي هفواتي والسير نحو طموحي بشكل سليم، أما عن السؤال الموالي فكما قلت سابقا
الكلمة الطيبة لها دور في تطوّر الموهبة وكذلك النقد له أهمية لأنه يوجه نحو الطريق الصحيح، لذلك قليل من هذا وقليل من ذاك حتى نزرع
ثقة وحبّا للأدب في نفوس الأعضاء فكلّ شخصيته وكلّ حالته النفسية، وهذا ليس تعظيما كبيرا لنا أو لهم فجميعنا في بحار العلم والمعرفة
نحن لسنا سوى قطرة، لكن التشجيع يساعد كثيرا على الدعم والوصول نحو الأهداف
أتمنى أن يكون ردي في محله وأن لا يكون خارج مجال موضوعك، سررت بمشاركتك إيانا هذا الموضوع القيم ان شاء الله مزيد من التوفيق
تحياتي


 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أعجبني موضوعك أخي الكريم بكل صراحة أعجبني وبدون مبالغة لأنك طرحته بطريقة جميلة
*****"****"******

سأرد بكل صراحة أخي الكريم
في المنتديات لسنا كلنا نعرف بعضنا ابدا أنا قبل عامين لا أعرف أحدا هنا ودخلت الى المنتدى جديد ومع ذلك الكل يرد بطريقة جميلة في معظم الأحيان
وفي المواضيع التي ليسو على توافق معي فيها مثل مواضيع النقاش نختلف ولكن بكل احترام نوصل فكرتنا لبعضنا
أما عن جهة الادب والخاطرة والشعر والقصص فليس كل منتسب عالم بقواعد اللغة بشكل واسع ولأكن صريح ،ليس كل من هو هنا يحمل شهادة تعليم عالي أو حتى بكالوريا ورغم ذلك نحاول أن نواكب الركب وننقد بما نعرف ،لا أقصد أن الجميع ليسو متعلمين وحتى غير المتعلمين على قدر عال من الثقافة ولكن أحيانا ليس بيدنا تلك الأدلة لإصلاح العطب وأحيانا تحس أن هناك خلل ما ولا تستطيع تحديده بالضبط
أعطيك مثال
تعطلت سيارتي وتوقفت ،ولست على دراية بالميكانيك إلا القليل منه هل أستطيع تحديد مكان العطب فيها دون اللجوء إلى ميكانيكي محترف ؟
قد أفتح المحرك وأضيف بعض الزيت أو الماء للمحرك لكن لا يمكن لشخص غير عارف بالميكانيك أن يصلحها إذا كان العطب كبير
تخيل معي أنني في طريق وحيد وتوقفت سيارتي وتوقف شخص ليساعدني لا أعرفه حتى هل أعرف أنه على دراية بالميكانيك ،سيفتح المحرك ويحاول إصلاحها بما يعرف هو إن نجح مدحته وشكرته وإن لم ينجح شكرته ومدحته وفي الحالتين قلت له كلاما معسولا ولست أدري إن كان ميكانيكيا أم شخص على دراية .
أسقط المثال على المنتديات ،أقسام الأدب واسعة وروادها كثر ،هل نستطيع نحن بسطاء المعرفة باللغة من هو المتمكن ممن هو غير متمكن .
نحن نشجع كل من لديه هواية ويحب أن يكتب وإذا كان هناك خطأ ظاهر نبهنا إليه بكل صراحة ولا خوف .
هل يجب عليك كتابة ردًا جميلاً وفيه مديحًا هائلاً لعضو كتب موضوعا ما لأنه صديقك أو تربطك به علاقة ود ، علمًا أن الموضوع الذي كتبه لا يستحق؟

لا يجب علي كتابة رد جميل ،بل أنا مخير في ذلك وإن لم يعجبني موضوع أو خاطرة أو قصة لا أرد أصلا،لا أملك أي شخص تربطني به علاقة خاصة هنا ،الكل إخوة وأخوات في الدين واللغة والعروبة والوطن ويملكون نفس درجة التقدير والاحترام
هل أنت مستعد لتقبّل النقد الفاهم والواعي من خلال موضوعاتك خاصةً في الأعمال الأدبية ؟ وإذا كان لا فلماذا؟

أكيد مستعد وأسعد به كثيرا
لكن في حدود إحترامي كشخص وليس تصغيري كأني لا شيء لأن هناك أشخاص بدل أن ينقد ويصحح يكتب كلاما جارحا ،مثل لو كنت أنا لاختفيت خلف السحاب قبل أن أكتب هذا وووو إلى غيره من الكلام الجارح البعيد كل البعد عن روح المساعدة

يجب على الناقد أن يضع نصب عينيه أن من ينقده قد يكون أمضى كل يومه أو أسبوع يحضر عملا بالنسبة له مبهر ،على الأقل نبدأ بكلمة مشكور على المجهود الواضح ،لكن عندي تعقيب في كذا وكذا ولو استعملت كذا لكان أحسن ،حتى المتلقي يحس أنه يجب أن يتعلم أكثر ليعجب الناس عمله .
أذكر كتبت قصة وتوجد أخت الله يذكرها بالخير لامتني على محتواها واوصلت لي اللوم بطريقة خجلت فيها من نفسي ،وقررت من يومها إن كتبت خربشات سأكتب خربشات مفيدة أو لا أكتب .
أما التصحيح والنقد فأنا أحبهما ،كثيرا بالعكس من يجد في وقتنا هذا معلم بالمجان يا أخي والله عجيب أمر البشر ...

تُرى ما الفائدة المرجوة من المديح الزائد عن حده ، وكلنا نعرف كل ما زاد عن حدّه انقلب ضده؟!

هنا لا أوافقك الرأي أخي كل شيء زاد عن حده إنقلب الى ضده سوى الكلمة الطيبة مهما أكثرت منها فهي تنقلب اليك خيرا كثيرا .
هذا هو المغزى من الرد الجميل المنمق ،حتى الأب عندما يدخل الى البيت يجد أحد أبنائه يتفرج ولا يلقي له بالا ،والآخر يلعب لا يلقي له بالا لكن من يركض إليه عند الباب دائما ويعانقه ويقول له أبي أحبك تجده أقرب أبنائه إليه
هكذا البشر جبلو على حب الكلام الطيب والمديح ،أن أكون العقاد أو المنفلوطي أو أو .. فهذا يعطيني معرفة بنفسي أنني مهما زدت علما لا أستحق أن أمدح ،أما أن أكون شخصا بسيطا وعاديا تربيت في أسرة بسيطة وتعلمت تعليما بسيطا وأمي لم تهتم بي بل اهتمت بأخي الذي يليني مباشرة واهتمت بإخوة عشرة أو أكثر ،وأبي لم أره في طفولتي سوى طيف يأتي ويذهب ،وعندما أكبر أواجه متاعب الحياة القاسية وأعود الى البيت منهكا مقطع النفس بين هذا وذاك ،فأفتح هاتفي لأجد أخا كتب لي ،ما أروع ما تكتب هنا حتى وإن لم يقرأ ما كتبت أتعرف ماذا فعل بي لقد نقلني من حالة إلى حالة وهذا مثال أغلب الناس فما بالك لو أعجب بها فعلا ....

أنا أحب أن أرد ردا جميلا أحب أن أزرع الفرحة في قلب من كتب شيئا لأنه ضيع من وقته ليكتبه،هذه فلسفتي في الردود وكما قلت سابقا إن لم أعجب بموضوع لا أستطيع المساعدة في جعله أجمل لا أرد أصلا لكي لا أضطر لقول ما لا أريد
أما كل من رددت عليهم لحد الآن وعلى مواضيعهم فهم يعجبوني إما الأسلوب أو الفكرة أو العبارات الجميلة .
الموضوع الجميل الذي يزخر بالإبداع يستحق الإطراء والإشادة به وبكاتبه خاصةً الأعمال الأدبية الحصرية وغيرها ولكن ضمن لغةٍ مُعبرة وردٌ موجز يُشير ولا يقول ، أليس كذلك؟!
لم أستطع الرد لأنني لم افهم هذه النقطة بالذات اتقصد الذي يرد أم الذي يكتب الموضوع الادبي

في الأخير أخي الكريم
نحن لسنا كلنا متشابهون نحن مختلفون
أنا أحب أن أرد ردا فيه إطراء فيه كلام جميل يسعد صاحبه لأنني فعلا أحببت ما كتب ولا وجود للمبالغة في نظري ،فما دام تعب وفكر وكتب شيئا نال إعجابي فهو يستحق الاطراء والتقدير


بارك الله فيك على الموضوع القيم والذي يتيح لنا الفرصة لنفكر فعلا بشكل أعمق وبطريقة مختلفة
حقا في بعض الأحيان يجب على الواحد منا أن يقف عند أخطائه وما أجمل أن ينقدك أخ لك لم تتعرف عليه سوى من اشهر ويرشدك بحِلم الى تصحيح أخطائك
جزاك الله خيرا كثيرا وبارك الله لك في عمرك
تقبل مروري مع فائق الاحترام والتقدير
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أعجبني موضوعك أخي الكريم بكل صراحة أعجبني وبدون مبالغة لأنك طرحته بطريقة جميلة
*****"****"******

سأرد بكل صراحة أخي الكريم
في المنتديات لسنا كلنا نعرف بعضنا ابدا أنا قبل عامين لا أعرف أحدا هنا ودخلت الى المنتدى جديد ومع ذلك الكل يرد بطريقة جميلة في معظم الأحيان
وفي المواضيع التي ليسو على توافق معي فيها مثل مواضيع النقاش نختلف ولكن بكل احترام نوصل فكرتنا لبعضنا
أما عن جهة الادب والخاطرة والشعر والقصص فليس كل منتسب عالم بقواعد اللغة بشكل واسع ولأكن صريح ،ليس كل من هو هنا يحمل شهادة تعليم عالي أو حتى بكالوريا ورغم ذلك نحاول أن نواكب الركب وننقد بما نعرف ،لا أقصد أن الجميع ليسو متعلمين وحتى غير المتعلمين على قدر عال من الثقافة ولكن أحيانا ليس بيدنا تلك الأدلة لإصلاح العطب وأحيانا تحس أن هناك خلل ما ولا تستطيع تحديده بالضبط
أعطيك مثال
تعطلت سيارتي وتوقفت ،ولست على دراية بالميكانيك إلا القليل منه هل أستطيع تحديد مكان العطب فيها دون اللجوء إلى ميكانيكي محترف ؟
قد أفتح المحرك وأضيف بعض الزيت أو الماء للمحرك لكن لا يمكن لشخص غير عارف بالميكانيك أن يصلحها إذا كان العطب كبير
تخيل معي أنني في طريق وحيد وتوقفت سيارتي وتوقف شخص ليساعدني لا أعرفه حتى هل أعرف أنه على دراية بالميكانيك ،سيفتح المحرك ويحاول إصلاحها بما يعرف هو إن نجح مدحته وشكرته وإن لم ينجح شكرته ومدحته وفي الحالتين قلت له كلاما معسولا ولست أدري إن كان ميكانيكيا أم شخص على دراية .
أسقط المثال على المنتديات ،أقسام الأدب واسعة وروادها كثر ،هل نستطيع نحن بسطاء المعرفة باللغة من هو المتمكن ممن هو غير متمكن .
نحن نشجع كل من لديه هواية ويحب أن يكتب وإذا كان هناك خطأ ظاهر نبهنا إليه بكل صراحة ولا خوف .


لا يجب علي كتابة رد جميل ،بل أنا مخير في ذلك وإن لم يعجبني موضوع أو خاطرة أو قصة لا أرد أصلا،لا أملك أي شخص تربطني به علاقة خاصة هنا ،الكل إخوة وأخوات في الدين واللغة والعروبة والوطن ويملكون نفس درجة التقدير والاحترام


أكيد مستعد وأسعد به كثيرا
لكن في حدود إحترامي كشخص وليس تصغيري كأني لا شيء لأن هناك أشخاص بدل أن ينقد ويصحح يكتب كلاما جارحا ،مثل لو كنت أنا لاختفيت خلف السحاب قبل أن أكتب هذا وووو إلى غيره من الكلام الجارح البعيد كل البعد عن روح المساعدة

يجب على الناقد أن يضع نصب عينيه أن من ينقده قد يكون أمضى كل يومه أو أسبوع يحضر عملا بالنسبة له مبهر ،على الأقل نبدأ بكلمة مشكور على المجهود الواضح ،لكن عندي تعقيب في كذا وكذا ولو استعملت كذا لكان أحسن ،حتى المتلقي يحس أنه يجب أن يتعلم أكثر ليعجب الناس عمله .
أذكر كتبت قصة وتوجد أخت الله يذكرها بالخير لامتني على محتواها واوصلت لي اللوم بطريقة خجلت فيها من نفسي ،وقررت من يومها إن كتبت خربشات سأكتب خربشات مفيدة أو لا أكتب .
أما التصحيح والنقد فأنا أحبهما ،كثيرا بالعكس من يجد في وقتنا هذا معلم بالمجان يا أخي والله عجيب أمر البشر ...



هنا لا أوافقك الرأي أخي كل شيء زاد عن حده إنقلب الى ضده سوى الكلمة الطيبة مهما أكثرت منها فهي تنقلب اليك خيرا كثيرا .
هذا هو المغزى من الرد الجميل المنمق ،حتى الأب عندما يدخل الى البيت يجد أحد أبنائه يتفرج ولا يلقي له بالا ،والآخر يلعب لا يلقي له بالا لكن من يركض إليه عند الباب دائما ويعانقه ويقول له أبي أحبك تجده أقرب أبنائه إليه
هكذا البشر جبلو على حب الكلام الطيب والمديح ،أن أكون العقاد أو المنفلوطي أو أو .. فهذا يعطيني معرفة بنفسي أنني مهما زدت علما لا أستحق أن أمدح ،أما أن أكون شخصا بسيطا وعاديا تربيت في أسرة بسيطة وتعلمت تعليما بسيطا وأمي لم تهتم بي بل اهتمت بأخي الذي يليني مباشرة واهتمت بإخوة عشرة أو أكثر ،وأبي لم أره في طفولتي سوى طيف يأتي ويذهب ،وعندما أكبر أواجه متاعب الحياة القاسية وأعود الى البيت منهكا مقطع النفس بين هذا وذاك ،فأفتح هاتفي لأجد أخا كتب لي ،ما أروع ما تكتب هنا حتى وإن لم يقرأ ما كتبت أتعرف ماذا فعل بي لقد نقلني من حالة إلى حالة وهذا مثال أغلب الناس فما بالك لو أعجب بها فعلا ....

أنا أحب أن أرد ردا جميلا أحب أن أزرع الفرحة في قلب من كتب شيئا لأنه ضيع من وقته ليكتبه،هذه فلسفتي في الردود وكما قلت سابقا إن لم أعجب بموضوع لا أستطيع المساعدة في جعله أجمل لا أرد أصلا لكي لا أضطر لقول ما لا أريد
أما كل من رددت عليهم لحد الآن وعلى مواضيعهم فهم يعجبوني إما الأسلوب أو الفكرة أو العبارات الجميلة .

لم أستطع الرد لأنني لم افهم هذه النقطة بالذات اتقصد الذي يرد أم الذي يكتب الموضوع الادبي

في الأخير أخي الكريم
نحن لسنا كلنا متشابهون نحن مختلفون
أنا أحب أن أرد ردا فيه إطراء فيه كلام جميل يسعد صاحبه لأنني فعلا أحببت ما كتب ولا وجود للمبالغة في نظري ،فما دام تعب وفكر وكتب شيئا نال إعجابي فهو يستحق الاطراء والتقدير


بارك الله فيك على الموضوع القيم والذي يتيح لنا الفرصة لنفكر فعلا بشكل أعمق وبطريقة مختلفة
حقا في بعض الأحيان يجب على الواحد منا أن يقف عند أخطائه وما أجمل أن ينقدك أخ لك لم تتعرف عليه سوى من اشهر ويرشدك بحِلم الى تصحيح أخطائك
جزاك الله خيرا كثيرا وبارك الله لك في عمرك
تقبل مروري مع فائق الاحترام والتقدير
أخي الكبير، تعجزني دائما عن الرد ماشاء الله لا قوة الا بالله تبارك الذي بيده الملك
اعتقد اني وحسب ما اتذكر انتقذتك مرارا في بعض النقاط لذا اريد ان اعرف ان ازعجك كلامي او جرحك او اسات اليك بطريقة ما، ان حدث ارجو منك المعذرة لم اقصد والله
تحياتي احترامي وتقديري
 
السلام عليكم ورحمة الله
- هل يجب عليك كتابة ردًا جميلاً وفيه مديحًا هائلاً لعضو كتب موضوعا ما لأنه صديقك أو تربطك به علاقة ود ، علمًا أن الموضوع الذي كتبه لا يستحق؟
موضوعك دكرني بموضوع قديم للاخ السوفي الحمة على ما اضن
يا اخي لا اضن ان هناك موضوعا لا يستحق المتابعة
انا في رأيي كل المواضيع تستحق المتابعة بمنافعها ومساوئها ان كان الموضوع مفيد استفيد منه ويكون ردي جميلا ومديحا هائلا لصاحب الموضوع بغض النضر عن العلاقة التي تربط بيني وبينه وهدا اقل شيء اقوم به تجاهه سواء كان الموضوع حصري او منقول هدا ما تعلمناه في حياتنا الافتراضية
اما ان كان الموضوع لا يستحق كما قلت يكون الرد جميلا لمجهود العضو ربما ينقصه المديح لنقص فائدته


- هل أنت مستعد لتقبّل النقد الفاهم والواعي من خلال موضوعاتك خاصةً في الأعمال الأدبية ؟ وإذا كان لا فلماذا؟
انا شخصيا لا اكتب في الاقسام الادبية كثيرا ربما خواطر فقط والخاطرة نزيف القلوب لا تحتاج الى مقاييس معينة على الاقل بالنسبة لي ولكثير من الاعضاء يكتبون ما يحسون به ولا يهمهم الباقي
بالنسبة لمواضيعي الحصرية اتقبل النقد بصدر رحب لأن النقد هو ما يدفع العضو للامام ويجعله يصحح القادم من اعماله لكن النقد يكون بطريقة سلسة وغير محرجة مع الاخد بعين الاعتبار سن العضو
- تُرى ما الفائدة المرجوة من المديح الزائد عن حده ، وكلنا نعرف كل ما زاد عن حدّه انقلب ضده؟!
المديح الزائد اضنه تملق وهدا لا يليق
وكثير من الردود تدكرني بحركات الطاووس
- الموضوع الجميل الذي يزخر بالإبداع يستحق الإطراء والإشادة به وبكاتبه خاصةً الأعمال الأدبية الحصرية وغيرها ولكن ضمن لغةٍ مُعبرة وردٌ موجز يُشير ولا يقول ، أليس كذلك؟!
هدا اكيد اخي
لكن اضن انك تتكلم بلسان الناقد وليس كل من في المنتدى بدالك المستوى اللدي تراه على الاقل في الاقسام الادبية بالخصوص
بالنسبة للاقسام الاخرى كل في مجاله زعيم

بورك فيك في طرحك
جزيل الشكر على المجهود المبدول والموضوع الطيب
كل الاحترام والتقدير لك
انار الله طريقك ورزقك من حيثلا تحتسب
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله لا قوة الا بالله تبارك الذي بيده الملك
بارك الله فيك وجزاك كل خير للموضوع الجميل والمميز جدا والمهم كذلك في نفس الوقت
سلمت يمناك لما خطته اخي الكريم الطيب

من جهة المجاملات، كل الاعضاء يعرفونني ويعرفون اني لا اجامل ابدا والحمد لله وصريحة لحد الوقاحة لكن وفق حدودي، لانه تنتهي حقوقي حين تبذا حقوق غيري، وحين اقول ان موضوع اعجبني فانما قد اعجبني ولكن اقولها بطريقتي وفي الواقع لليوم لم اصادف موضوعا لم يعجبني فكلها استفيذ منها بطريقة ما ان شاء الله والحمد لله

فلنقل كلمة اخطاء، حين يخطيء البعض لا يحق لي الحكم عليهم سواء في الكتابة او غيره، يمكنني فقط نصحهم ان شاء الله
والنصيحة عندها ضوابط في الاسلام، يجب ان لا أجرح المتلقي وان تكون بالحسنى وان اتيقن من صحة وصدق كلامي، وقبلها اسال عن الخطا واستفسر عن السبب الذي جعل ذلك الانسان يخطيء في الاصل واعرف رأيه في ذلك الامر وان كان عن قصد او عن غير قصد وآخد اسبابه في كلا الحالتي بعين الاعتبار
وحينها أقرر نوع النصيحة التي اعطيها له، حتى وان كان نقذا الا انه في ديننا يوجد حدود والتجريح ليس من اخلاق المسلم في شيء

اتمنى أني لم أخطيء في حق أحد في نقذي او نصيحتي ان شاء الله يارب

واجابة على اسئلتك:


- هل يجب عليك كتابة ردًا جميلاً وفيه مديحًا هائلاً لعضو كتب موضوعا ما لأنه صديقك أو تربطك به علاقة ود ، علمًا أن الموضوع الذي كتبه لا يستحق؟


لا أهتم بمن كتب الموضوع، ولا يؤثر ذلك في ردي مهما كان الا في الكلفة فان كانوا صديقاتي او اخوتي فانا امازحهم واتكلم معهم باريحية اكثر لانهم يعرفون اسلوبي في الكلام ويعرفون جنوني ومزاحي، اما ان لم يكونوا كذلك فلا مزاح الا بحدود
اما ردودي فحين ارد واقول ان ذلك الامر يعجبني فهو اعجبني واذا وجدت امرا خاطيئا فهذا لا يعني ان ذلك الموضوع لا يستحق فيكفي شرف المحاولة وانما ذلك العضو يحتاج الى توجيه لكن بطريقة لطيفة تتناسب واخلاقنا نحن المسملين وليس بطريقة التجريح
فالكلمة الطيبة صدقة

- هل أنت مستعد لتقبّل النقد الفاهم والواعي من خلال موضوعاتك خاصةً في الأعمال الأدبية ؟ وإذا كان لا فلماذا؟

احب وافرح كثيرا جدا حين اقرا نقذا على اي شيء اضعه واحب النقاش البناء، ذلك امر جميل جدا حينها نفيذ ونستفيذ ان شاء الله تعالى
لكن فرق كبير بين ان تتناقش وتنتقذ الناس بطريقة بناءة وبين التهجم عليهم وقول كلام جارح لهم والحكم عليهم من بعض كلمات
الفرق كبيييييييييييييييير جدا

- تُرى ما الفائدة المرجوة من المديح الزائد عن حده ، وكلنا نعرف كل ما زاد عن حدّه انقلب ضده؟!

يوجد الكلمة الطيبة والتي هي من اخلاق المسلمين الحسنة، وهذا ما افعله والحمد لله وكل من يعرفونني في اللمة او في الواقع يعرفون جيدا اني لا امدح اي شيء لا يعجبني واكون صريحة وتقريبا وقحة من اختاي لانهما اختاي ويعرفان اسلوبي واني لا امدح الا مايعجبني اما الاخرون يوجد طريقة معينة وبالنسبة لي هي النصيحة فيما اعلم وبالاخص في امور الدين
اما من جهة الادب اعلق على المحتوى وان اعجبتني المعاني ولا اهتم كثيرا بالقواعد الادبية، كما لا تهمني القواعد الادبية في كتاباتي اكتب للافاذة والاستمتاع فقط ان شاء الله لا غير وكل ما يهمني ان تصل فكرتي ان شاء الله وتفيذ اما الاسلوب وتلك القيود الاذبية لا تهمني كثيرا ورغم ذلك ساحب ان ينتقذني الاخرون وساحب ان يعرفوا اسلوبي الذي لا لون له


- الموضوع الجميل الذي يزخر بالإبداع يستحق الإطراء والإشادة به وبكاتبه خاصةً الأعمال الأدبية الحصرية وغيرها ولكن ضمن لغةٍ مُعبرة وردٌ موجز يُشير ولا يقول ، أليس كذلك؟!

كل الاعمال تستحق الاشادة والاطراء، فان يقرر عضو ما كتابة شيء علنا واناس لا يعرفونه ولا يعرفون شخصيته او طريقة تفكيرهم ويستعد للنقذ قبل الاطراء هذه وحدها شجاعة يجب ان يتم الاطراء عليها وان نهنئه عليها ماشاء الله لا قوة الا بالله

- قرأنا في سير بعض الأدباء الكبار ومنهم من كان ينفي صفة الإبداع عنه لشيءٍ نعتقد أنّه أكبر من التواضع وحتّى أكبر من كل الأدب الجامع ، شاعرنا المعروف درويش كان يردد أحيانًا أنا لستُ بشاعر أنا عابر سبيل ، والروائي المشهور نجيب محفوظ يقول كأنني لم أكتب شيئًا رغم أنّهُ حاز على جائزة نوبل للأداب ، مصطفى العقاد يقول أنا فاشلٌ جدًا ، الشاعرة العراقية نازك الملائكة تقول كل قصائدي هُراء ، وغيرهم لا يتسع المجال لذكرهم ، وبرأيي أن نفي صِفة الإبداع هنا ما هو إلاّ إمتداد لشيءٍ أكبر وأكثر بياضًا لا يراه إلاّ من يشتشعر براعة هؤلاء المبدعين من خلال أعمالها العديدة ، أما نحن وحين نكتب موضوعًا عابرًا لا يحتمل أيّ صفة من صفات الإبداع لماذا يُصيبنا الانتفاخ وعدم تقبّل نصيحة الآخر حين يوجهنا لما هو فيه خيرٌ لنا؟!!!

السؤال الذي تبادر الى ذهني حين قرات هذا الكلام، من الدي يحدد الابداع ؟؟؟
أليس القاريء من يفعل ذلك؟؟ وايضا كل قاريء ومايستهويه لقد خلقنا مختلفون ولنا اذواق مختلفة فما يعجبك لا يعجب غيرك ونفس الشيء بالنسبة لي، وهذا لا يعطيني الحق في انتقاذ جهد انسان اخر لان عله او كلامه لا يعجبني فربما لم افهمه ولم افهم مغزاه
وايضا من حدد الاداب التي يجب ان نكتب عليها ؟؟ لما يتم نبذ الاختلاف ؟؟؟ كل واحد وله اسلوبه وله طريقة تفكيره والطريقة التي تريحه كي يعبر بها عن ارائه وافكاره ويجب علينا ان نحترم اراء وافكار الاخرين حتى وان لم تعجبنا
المشكل ليس في النصية بل في طريقة النصح وفي اسلوب الكلام
هناك فرق شاسع بين ان تنصح بالحسنى وان تنتقذ بكلام لاذع دون ان تسال اولا عن قصد ذلك الشخص ولما فعل ذلك
ولا يحق لنا ايضا ان نحكم على الاخرين من كلمة او كلمتين بل لا يحق لنا ان نحكم عليهم اصلا، كيف نعرف انه اصابهم الانتفاخ ؟؟؟

وحتى وان اصابهم الانتفاخ لا يحق لنا انتقاذهم هم احرار المهم انهم لم يؤذوننا بانتفاخهم ذاك وهم ان اخطؤوا فانما يخطؤون في انفسهم ويقفلون عن انفسهم باب التعلم وهذا ان كانت النصيحة بالحسنى اما ان كانت بكلام لاذع اظنني اتفهم رغم انه لا يجب ان ترد الاساءة بالاساءة

سلمت يمناك على موضوعك الجميل المميز
ننتظر المزيد من مواضيعك الذهبية ومعانيها الجوهرية
أرجو تقبل مروري اخي الكريم الطيب
تحياتي احترامي وتقديري لشخصكم الكريم الطيب
في امان الله وحفظه
 
أصول وآداب النقد

كلام أهل العلم ونقْدهم في مختلف الفنون هو وسيلة لإدراك غاية، فليس من مقاصدهم الخوض في أعراض الناس؛ لذا التزموا الاعتدال في بيان الأحوال، والوزن بالقسط في إصدار الأحكام، وكانت لهم قواعد عامة في نقد القائل، وقواعد في نقد القول، يراعى فيها التفريق بين الرأي وصاحبه.
وامتاز علماء الحديث بتقعيد قواعد الجرح والتعديل، وهاته القواعد كان يلتزمها مَن ينتقد غيره في علوم أُخر، ويصل في مقام نقده للفكرة أو المقالة إلى نقد القائل.
فبعض المسائل النقدية في العقائد، لا تُلزم الراد أو المجادل التطرُّق لحال خَصمه أو محاوره، وبعضها يُقر على المنتقد الكلام عن صاحب المقالة وبيان حاله، أهو من أهل العلم؟ أم من الدُّخلاء من أصحاب البدع، أم لا؟


وبيان عدالته وثقته في ما يروي من الأخبار وأقوال العلماء وغيرها، مما يقتضيه مقام النقد، وأهم قواعد نقد الرجال وتقييم المُعيَّن هي:
1- الأمانة في الحكم: بذكر ما له وما عليه، وفضائله ومساوئه.
2- الدقة في الحكم: ببيان كل ما له صلة بالنقد، ثم صدور الحكم المناسب.
3- التزام الأدب: يقول المزني: سَمِعني الشافعي يومًا وأنا أقول: فلان كذاب، فقال لي: يا إبراهيم، اكسُ ألفاظك أحسنَها، ولا تقل: كذاب، ولكن قل: حديثه ليس بشيءٍ[1].


وقد اهتمَّ المسلمون بصيانة العلوم، وإتقان الفنون، فمن أصول الجودة منع التقليد، ومكافحة الرديء، ومراقبة المنتج، وهذه مبادئ تسري على العلوم والفنون، فكان دأب أهل العلوم أن يقوم على كل فن أهله، يَزِنون أقواله، وينتقدون مصنَّفاته، ويختبرون أهله، فيصنفون أهل الفن ونتاجهم.
وبذا الصنيع يدرَؤون عن العلوم الدَّخَن، ويذبُّون عن الفنون الدخل، فتطلع مصنَّفاتهم وعلومهم فنًّا حِيك بأيدي صاغة مَهَرة، عليه ختْم النقد، ودلائل الجودة والحُسن.
فأسَّسوا لذلك علوم النقد، من فنون الجدل، وآداب البحث والمناظرة، والردود، وعلم الجرح والتعديل، ونقد الرجال، ووضَعوا لكل فن أصولاً؛ فللعقائد أصول الدين، وللفقه أصول الفقه، وللحديث علم المصطلح، وللتفسير أصول التفسير، وهَلُمَّ جرًّا باقي الفنون؛ من تاريخ، ولغة، وسياسة.


أ- أصول النقد:
نعرض جملة من أصول النقد لدى أهل العلم، مع اختصارها في ما يخص العقائد، ومنها:
1- أهلية الناقد:
من حسن إسلام المرء ترْكه ما لا يَعنيه، ومما لا يَعنيه ما لا يَعِيه، ومن فِطنة العاقل معرفة قدره، ووزن قدْر مَن ينتقد؛ إذ النقد وسيلة لغاية مقدرة بمقصد، وترجيح وقته ومشروعيته في المُعيَّن والزمان، مرتبط بمقتضى المصلحة الشرعية، وهي راجحة بين توارد الخير، وتدافع المفسدة، فكان ذا الباب عويصًا على المبتدي الشادي، مشكلاً على الطالب الحادي، يتريَّث فيه أولو العزم من أصحاب العوالي.
غير أن حماسة الأعصاب، وجرأة الإقدام، تدفع مَن لا باع له لتصدُّر المقام، وأوْلَى له ثم أولى ترْك الفرس لفارسها، والسهم لباريها، والتولي عن الزحف على مَن لا قِبَل له بهم.
فإذا كان من الحق ألا يُمنَع صاحب الحق عن حقِّه، فمن الحق ألا يُعطى هذا الحق لمن لا يستحقه، ومن الحكمة والعقل والأدب في الرجل: ألا يعترض على ما ليس له أهلاً، ولا يدخل فيما ليس هو فيه كُفؤًا.
ومن قوادح الأهلية: تلبُّس الناقد بباطل ما ينتقد، أو جهله بالحق أصلاً، أو ألا يُجيد الدفاع عن الحق، ولا يدري مسالك الباطل؛ لذلك فليس كل أحد مؤهلاً للدخول في حوار صحي صحيح، يؤتي ثمرة يانعًا ونتاجًا طيبًا.
فالجاهل بالشيء ليس كفؤًا للعالِم به، ومَن لا يعلم لا يجوز له جدال من يعلم.
وتقرير ذلك في قول إبراهيم: ﴿ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ﴾ [مريم: 43].


ومن البلاء نقد الجهلة للعلماء، ومناطحة الأصاغر للأكابر، فالواجب على مَن لا يعلم: أن يسأل ويتفهَّم، لا أن يعترض وينتقد، وهي سيرة أُولي العزم من الرسل: ﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴾ [الكهف: 66].

وليس كل من يعلم الحق مؤهلاً للدفاع عن الحق والجدل عنه؛ فحصول المعرفة لا يقتضي توفُّر مَلكة الدفاع عنها، وإدراك شيء من الحق لا يلزمه القدرة على كشف أشياء من الباطل، فقد يدري الناقد المتصدر للنقد قولاً، ولا يعلم بأوجه أُخَر، ويستوعب قاعدة ولا يَفطن لشروط، ويدرك مسالك ولا يعي عللاً، ويحفظ دليلاً ولا يستنبط وجه الاستدلال منه، ويظن أن ما معه حق يقابله لزامًا غيره من الباطل.
فما كان على قواعد الأصول، أو مردود إليها، فليس ببدعة ولا ضلالة، وذا قول مَن درى السنن وقواعدها، وفقه النصوص وأصولها، ولا يتأتَّى ذلك إلا لمن له الباع الطويل من العلم الصحيح والدراية بالشريعة ومقاصدها.


فالعلم يسوقه: النظر الفاحص، وتتبُّع النصوص وجمْعها، وحمل بعضها على بعض، وإعمال كلام الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم- ما أمكن، واستيعاب الآثار، والدراية بأقوال أهل العلم، والمطالعة لمسالكهم في الاستدلال، وطُرقهم في الاستنباط.
فهم أُلزموا الفتوى، ولم يُلزَموا إيراد دليلها، فيكون لبعضهم كلام مما يرى غيره أن لا مستدل له عليه، غير أن هدي العلماء حمْل كلام مَن يُوثق في علمه ودينه على حُسن الظن، والأصل في مَن تكلَّم في دين الله، ألا يَقْفُوَ ما ليس له به علم، فدُرِي لزامًا أن قول العالم لدليلٍ عرَفه، وجهْله غيرَه، وإن كان قوله مرجوحًا.


فهدي الأئمة: تتبُّع السنن، وجمع النصوص، وإعمال القواعد والأصول؛ لذا لن تجد فيما قرروه أو استحبوا ما يخالف نصًّا إلا لمعارض عندهم، ولا ظاهرًا إلا بتأويل مقبول.
ولا تجد بينهم من يبدع مخالفه، أو يُضلله، لعلمه بأن له متمسكًا بما يصلح له ترجيحه، وإن عارض ترجيح غيره.


بناءً على ذاك: لا يجوز أن يطلق أحد لسانه بالنقد، ولم يبلغ رشد العلم، ولا تأهل لملكة الرد، فكان لزامًا في الناقد توافر أهلية القيام بالنقد؛ لبيان الحق، وإبرام أدلته، ونصبها دليلاً عليه، وإلا فقد ذمَّ الله- تعالى- من يحاج بلا علم، فقال- سبحانه -: ﴿هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 66].
فينزل كل عالم منزلته، ويحسب بتأهله، وما يفتح الله به عليه: فمن العلماء من يكون تأهله للرد على الملاحدة ومَن في حكمهم، ومنهم من يكون للرد على أهل الملل والأديان الباطلة، ومنهم المتأهل للرد على أصحاب الصغار من المبتدعة المنتسبين إلى الإسلام، ومنهم المتمكن لتولي الرد على أرباب الشذوذات الفقهية، ومنهم مَن يجمع الله له كسر هذه الصنوف، ومحاجتهم بالحق، كما هيأ الله- سبحانه- ذلك في أفذاذ من العلماء.
ومنهم من يدري الحق غير أنه لا ملكة عنده في المناظرة، ولا الجدل، أو النقد، وهم بين ذلك درجات.
فمن كان محصلاً على شيء من العلم، فالأولى له التفرغ لتحصيل ما تبقَّى، وإدراك ما هو فرض عين في حقه، لا تتبُّع أزقة الطريق، والاشتغال بالترصد لأخطاء الآخرين عن تكملة علمه، مدعيًا أنه يقوم بواجب الدعوة بما تعلم طلبًا للحق.


يقول أبو حامد الغزالي: "ويطلعك على هذا التلبيس ما أذكره، وهو أن التعاون على طلب الحق من الدين، ولكن له شروط وعلامات ثمان.

1-ألا يشتغل به، وهو من فروض الكفايات.
فمن لم يتفرغ من فروض الأعيان، ومَن عليه فرض عين، فاشتغل بفرض كفاية، وزعم أن مقصده الحق- فهو كذاب.
ومثاله من يترك الصلاة في نفسه، ويتجرد في تحصيل الثياب ونسْجها، ويقول غرضي ستر عورة من يصلي عريانًا ولا يجد ثوبًا، فإن ذلك ربما يتفق- ووقوعه ممكن- كما يزعم الفقيه أن وقوع النوادر التي عناها البحث في الخلاف ممكن.
والمشتغلون بالمناظرة مهملون لأمور هي فرض عين بالاتفاق، ومن توجه عليه ردُّ وديعة في الحال، فقام وأحرم بالصلاة، التي هي أقرب القربات إلى الله- تعالى- عصى به.
فلا يكفي في كون الشخص مطيعًا، كون فعْله من جنس الطاعات، ما لم يُراع فيه الوقت، والشروط، والترتيب"[2].


2- تحديد محل النزاع:
تحرير محل النزاع مع المخالف: يضمن عدم تشعُّب الخلاف فيما لا خلاف فيه، ويتم التحرير بالاعتناء بالمضمون المتنازع فيه، وتقريب شقة الخلاف، بحيث يسقط منها الخلاف اللفظي.
وتوضيح مآخذ المخالفة، وإحكام إدراكها، أساس في ترتيب النقض، وضبط محل النزاع يقرب المفاهيم، ويختصر زمن الجدل والنقاش، فيقضي على الخلاف اللفظي، ويوجه دَفة النقد نحو صلب الموضوع، ويساعد على بحث دقائق الإشكالات، بدل الخوض في الحواشي والأطراف، فقد يكون الطرفان متفقين في النتائج، متغايرين في منهج العرض، مجتمعين في مبدأ الاستدلال، غير أن تعبير كل واحد بمصطلحاته، يوهم بنوع من الخلاف، يسبِّبه تحكُّم كل طرف في مقالة الآخر بمفاهيمه هو.
وكثير من النزاع بين الجماعات الإسلامية، نزاع لفظي، فتحول الملاسنة والتطاول دون فهمه والتدقيق في مضمونه، فيضخم ويتولَّد، وينمو ويتشقَّق، ويتفرع ويترعرع في خُطب، ومطبوعات، وأشرطة تسجيلات، وتندلع معارك خطابية، ومساجلات كلامية، تتناسل منها الفُرقة والشر.


3- توثيق النقد:
والتوثيق يكون من الأصل لا من الكتب التي ترد على من ينتقد، أو تحكي عنهم، أو فيما يقال عنهم، فهي مراجع بين التابعة والثانوية وما لا قيمة له، إلا أن يشقَّ بلوغ الأصل، وعلم من الناقل أنه ثقة عدل فيما يروي.
وذا مسلك بالغ الأهمية، وبالأخص في المسائل التي يترتَّب عليها حُكم، أو تخالف منهج المنتقد وأقواله.
فكثير من التُّهم أو أوصاف التناقض والتخبط، قد تلحق بعض المردود عليهم، غير أن الناقد لم يراعِ أنه لم ينتقد نصوصهم، بل نقد الفهم الموثق عن كلامه؛ إما من أتباعهم، أو من معارضيهم.
ومسالك نقل الكلام متعددة، فقد يكون مشافهة أو مكاتبة، وقد يكون ملخصًا لما فهِم من الكلام، أو لازمًا للقول، وقد حصل من هذا الكثير، فكم من عائب لقولٍ لعالم، ولم يدر نسبة القول له من مصنفاته، بل من مؤلفات خصومه.
والأصل هناك إعمال قواعد قبول الرواية، فقد ينقل من مصادر تابعة، فينظر لمنهج صاحبها في نقل كلام غيره، والرد عليهم، ونقْدهم.
فمن الغلط الفاحش قَبول تقوُّل الناس بعضهم على بعض، ثم يبني عليه السامع حبًّا وبغضًا، ومدحًا وذمًّا، فالواجب على العاقل: التثبت، والتحرُّز، وعدم التسرع، وبهذا يعرف دين العبد، ورزانته، وعقله.


و"المراد من التبين: التعرُّف والتفحص، ومن التثبت: الأناة، وعدم العجلة، والتبصر في الأمر الواقع، والخبر الوارد حتى يتضح ويظهر"[3].
ولنا في الردود على أهل الكتاب في القرآن- ونقد عقائدهم- مثلُ، ففيها تورد عليهم أقوالهم من كتبهم، ويتحاكم في نقد تحريفهم لمصادرهم، فيرد باطلهم بمراجعهم: ﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [آل عمران: 93- 95].
فالأصل في النقد أو الفتيا: الأخذ من المصدر، أو من الثقة الذي ضبط ما معه من المصدر، إن تعذَّر التماس الأصل.


وهذه القاعدة عامة في العلم كافة؛ قال القرافي: "كان الأصل يقتضي ألا تجوز الفتيا إلا بما يرويه العدل عن العدل، عن المجتهد الذي يقلده المفتي، حتى يصح ذلك عند المفتي، كما تصح الأحاديث عند المجتهد؛ لأنه نقل لدين الله- تعالى- في الوصفين، وغير هذا كان ينبغي أن يحرم.
غير أن الناس توسعوا في هذا العصر، فصاروا يُفْتُون من كتب يطالعونها من غير رواية، وهو خطر عظيم في الدين، وخروج عن القواعد.
وعلى هذا تُحرَّم الفتوى من الكتب الغريبة التي لم تَشتهر؛ حتى تتضافر عليها الخواطر، ويعلم صحة ما فيها، وكذلك الكتب الحديثة التصنيف، إذا لم يشتهر عزو ما فيها من النقول إلى الكتب المشهورة، أو يعلم أن مصنفها كان يعتمد هذا النوع من الصحة، وهو موثوق بعدالته، وكذلك حواشي الكتب تحرم الفتوى بها؛ لعدم صحتها والوثوق بها"[4].


4- ضبط الثوابت والمسلمات:
إذ محل النزاع لا يستدل به، ولا يحاجج مخالف بما لا يرى مصداقية له في الاستدلال، ولا يلزم بما لا يعده مصدرًا للحِجَاج.
ومن لم يضبط معه المسلَّمات، يَخُضْ في مِرَاء لا آخر له، كلما جاءه دليل كفَر به، كأن يحاور مسلم شيوعيًّا بنص الكتاب في الربوبية والألوهية؛ إذ النقاش معه لا يَبتدئ من هنا، والنقد حيث انتهى إلى مقدِّمات يسلم بها العام والخاص، فقد تَمَّ، وبعدها جدل سفسطائي.
غير أن هنالك بعض المقدمات التي تكون خاصة: إما بطائفة فن معيَّن، أو مذهب في مجال ما، فما من بد في بيان تلك المقدمات في مبدأ النقد، ووضع خريطة مفاهيم، وتصنيف وتوضيح المصطلحات التي ستتداول حال المناقشة والنقد، وبهذا الترتيب تكون حدود حَلْبة النقد واضحة، وقوانين الأخذ والرد والجدل والنقد، بيِّنة لكلا الطرفين، فلا يحدث التناقض، ولا يكون أحدهما مشرِّقًا والآخر مغرِّبًا.


فالنقد المقصود منه الفائدة، لا يتم إلا بتحديد أصول يحترمها ويُقر بها كل طرف من الناقد والمنتقد، فيكون معينًا على أقوالهما عند التنازع، فيرجعان إليه؛ كما قال الكناني ت (240هـ)[5]، بين يدي مناظرته لبشر المريسي ت (218هـ‍)[6]، بحضرة الخليفة المأمون العباسي: "كل متناظرين على غير أصل يكون بينهما، يرجعان إليه إذا اختلفا في شيء من الفروع؛ فهما كالسائر على غير طريق، وهو لا يعرف المحجة فيَتبعها، ولا يعرف الموضع الذي يريد فيقصده، وهولا يدري من أين جاء فيرجع، فيطلب الطريق وهو على ضلال.
ولكنا نؤصِّل بيننا أصلاً، فإذا اختلفنا في شيء من الفروع، ردَدناه إلى الأصل، فإن وجدناه فيه، وإلا رمينا به، ولم نلتفت إليه"[7].


وذي طريقة قرآنية؛ كما في قوله- تعالى -: ﴿ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ * بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [المؤمنون: 84- 92].

5- ضبط المصطلحات والمفاهيم:
لأن الإجمال في الكلام، والنقد بمعجم خاص، هو تحكُّم في مراد المردود عليه، وإلزام للغير بفهْم لا يبغي إليه سبيلاً.
فعلى الناقد أن يَعِيَ لغة من ينتقد ومنهجه في الكلام، والدلالة الاستعمالية لمفردات المنتقد، فيدري مذهبه ونِحلته، وبالوقوف عند الثوابت والمسلَّمات، والانطلاق منها؛ ليتحدد مريد الحق؛ ممن لا يريد إلا المراء والجدل والسفسطة.
فالتواصل الصحيح لا يتم إلا في ظل وضوح المفاهيم، واستعمال دقيق للمصطلحات، فالنزاع يقع غالبًا نتيجة لاستعمال المتناظرين أسماء مشتركة مع اختلاف الحقائق، فإذا اتَّضحت المعاني بالاستفسار عن الحقائق المقصودة، زال الخلاف، أو أسماء متواطئة مع تفاوت الحقائق، فإذا تبيَّن أن أنواع جنس الحقيقة فيه تفاوت، ارتفَع النزاع.
وينبغي تجنب استعمال الألفاظ المجملة المشتبهة، فإن كان ولا بدَّ منها، وجب الاستفسار عن معانيها، وتفصيل حقائقها؛ حتى يتضح المقصود، ولا يجوز تبني لفظ مجمل إلا بعد حصول البيان.


6- النقد بالدليل:
فرد أقوال الآخرين ونقدها، لا يكون مزاجًا متبعًا، ولا هوًى مفتعلاً، دليله أن الناقد لا يتذوَّققول صاحبه.
ولا يكفي في نقده بيان أنه خلاف ما يعلم الناقد، فجهل الناقد لا يفيد العدم، وكم من عالِم فاته ما عند من هو أقل منه حظًّا في العلم والفهم، فالخَضِر كان معه من العلم ما لم يدركه موسى- عليه السلام- ولم يحط به خُبْرًا، وموسى- عليه السلام- رسول نبي من أولي العزم، وكان هو الناقد لأفعال الخَضِر، إلا أن برهان الخضر أقوى وأجلى من نقد موسى، والهدهد أحاط بما لم يُحِطْ به نبي الله سليمان- عليه السلام- وجاءه من سبأ بنبأ يقين، ونبي الله مُسخَّرة له الجنُّ والريح، وأُوتي من المُلك ما لا ينبغي لأحد بعده، لم يدر ما يجاور مملكته.
وفي الكتاب المبين طلب الله- تعالى- من نبيه أن يجادل الكفار، ويطالبهم بدليل مزاعمهم: ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 111].
﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي ﴾ [الأنبياء: 24].
﴿ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [آل عمران: 93].
وبُني على ذي قاعدة: "إن كنت ناقلاً فالصحة، وإن كنت مدعيًا فالدليل"؛ فالإقناع بالدليل شرط لإفحام الخَصم، وإظهار عجزه، ويكون بالحجة والبرهان لا بمجرد الكلام، والنقد بلا دليل هدمٌ ليقين علم بشك.
والدليل: كل ما يصلح وجه الاستدلال به، وقاد نحو مدلوله، مع المتابعة لأهل العلم في قواعد الاستنباط؛ فالإشكال ليس في وجود الدليل، بل في قوامة وجه الاستدلال.
يقول الشاطبي: "يجب على كل ناظر في الدليل الشرعي، مراعاة ما فهم منه الأوَّلون، وما كانوا عليه في العمل به، فهو أحرى بالصواب، وأقوم في العلم والعمل"[8].


7- ألا يكون الدليل عين الدعوى:
فمحل النزاع لا يستدل به، ومن ينحا إلى ذاك، فهو يعد دليل بطلان قول من ينتقد مجرد المخالفة لما يعتقد؛ أي: إن دليل صدق نقده، جهله بقول من ينتقد.
وسِيَمُ أصحاب هذا الأسلوب "الآبائية"، فجملة أدلة نقدهم: "ما علمنا هذا في آبائنا الأولين"، وخلاصة ردهم أن المردود عليه يبغي منهم أن يتركوا ما اعتادوا أنه حقيق بالاتباع.
فلا تلتمس جدية في النقد، ولا مصداقية في الحوار، ومنتهى الكلام حيث بدأ، بلا تدبُّر لقول المخالف، ولا تمعُّن في فَهْم أدلته، فضلاً أن ينظرَ فيها.
ولدى بعض النقاد مَلَكة في حياكة زخرف القول؛ حتى يتوهَّم السامع أنه أتاه بسلطان مبين، وواقع حاله فَرِيٌّ، وحقيق كلامه تزويق ألفاظ، وتنميق عبارات، وقوة خطابة، وسيَلان قلم، وهو مفوَّه بلا فهْمٍ، زُبدة كلامه زبَدٌ، وجدل حواره كبد، ملخص نقده شغَبٌ، لا يُسمن ولا يغني من جوع، فزاعة نقده من قشٍّ وصوف.


8- انتفاء التناقض:
فالمتناقض ساقط بداهة، وهو حامل للنقد والنقد المضاد بداخله، ودلالته تكون باهتة، ورميه يرتد عليه؛ لذا بيَّن أهل العلم ضوابط وشروطًا تصلح منطق المتكلم؛ مخافة الوقوع في التناقض أثناء المباحثة، وغالب من يزل في هذا يكون: إما لم يتبصر رأي من ينتقده، أو أنه يخوض معركة شخصية لا أكثر، فيحشد لها ما يحرق به أطراف رأيه.
وأمثلة ذلك كثيرة، من أوضحها: نقد الكفار لأنبيائهم، وفي نقد كل قوم لنبيهم كلمة تواصوا بها، وإن فرَّقتهم الأرضون والسنون: ﴿ كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴾ [الذاريات: 52].
فشأن الساحر العقل والفِطنة، والمجنون لا عقل معه البتة، وهذا منهم تهافت وتناقض بيِّن.
فهم يرمون نبيهم بالجنون والهذيان؛ ليُنفروا منه مَن لم يلقه بعدُ، ولكثرة مريديه وأتباعه قالوا: ساحر، فرفعوه من مستوى دون العقل إلى الدهاء والفطنة العالية، لكن مع شرٍّ فيما يأتي به من صنيع، وفي قوله- تعالى- عن كلام كفار قريش: ﴿ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ﴾ [القمر: 2]، والسحر لا يكون مستمرًّا، والمستمر لا يكون سحرًا، وفي قوله- تعالى-: ﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 80].
فهذه مطالبة لهم بتصحيح دعواهم، وترديد لهذه المطالبة بين أمرين لا بد من واحد منهما، وقد تعيَّن بُطلان أحدهما، فلزِم ثبوت الآخر، فإن قولهم: لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة، خبر عن غيب لا يعلم إلا بوحي.
فإما أن يكون قولاً على الله بلا علم، فيكون كاذبًا، وإما أن يكون مستندًا إلى وحي من الله، وعهدًا عهده إلى المخبر، وهذا منتفٍ قطعًا، فتعيَّن أن يكون خبرًا كاذبًا، قائله كاذب على الله- تعالى[9].


 
9- مراعاة قطعية النتائج ونسبيَّتها:
من المسائل العقدية ما يعد من الاختلاف القابل للاجتهاد، ومنها أصول قطعية وأركان في الدين، الخلاف فيها سالب لأصل الإسلام، فكان ولا بد على الناقد أن يدري الفوارق، ويعلم كلام سلف الأمة فيما ينتقد من مسائل وفي تقرير، فمن المسائل العقَدية ما هو محل أخذ وردٍّ، تتجاذبها الأقوال والاجتهادات في نسق واحد، حدوده النصوص والآثار، غير أن المفاهيم تتنازعه، والنتائج في هذا نسبية، لا يشنع على المخالف فيها، ولا ينكر على اختيارات أحد من أهل العلم، كما لا يفرض من ترجُّح رأيه على شيء راجحه على الغير، فراجحه عنده مرجوح لدى غيره، وقطعيُّه ظني عند غيره.
والسلف ما تنازعوا فيه أقروا عليه، وساغ لهم العمل به من اجتهاد العلماء والأمراء والملوك، وهم تنازعوا في مسائل علمية اعتقادية؛ كسماع الميت صوت الحي، وتعذيب الميت ببكاء أهله، ورؤية محمد- صلى الله عليه وسلم- لربه قبل الموت، مع بقاء الجماعة والأُلفة.
ومذهب أهل السنة والجماعة: أنه لا إثم على مَن اجتهد، وإن أخطأ، ويعد من اختلاف التضاد المقبول، وهو نوعان:
الأول: ما قام الدليل على تصويب أحد المذهبين، فالحق ما وافق الدليل القوي، وما خالفه خطأ، وحيث كان المختلفون مجتهدين، فكل منهم محمود ومأجور، للمصيب أجران، وللمخطئ واحد، وذنب خطئه مغفور؛ لقوله- سبحانه وتعالى -: ﴿ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 5].
وحينئذٍ فكل من المختلفين- وإن كان القولان متضادين- محمود، وكل منهما مأجور، وإن كان الحق مع أحدهما.
الثاني: اختلاف بين أوجه كلها قوية الاستدلال، ولا يتجلى فيها الصواب بين الأقوال، ولا تعارض دليلاً شرعيًّا- جاز العمل بأحدهما دون إنكار على الآخر المخالف.
وهذا هو التضاد الذي يقول فيه أهل العلم: لا إنكار في مسائل الخلاف، وهناك أعذار لذلك للمجتهد، ونتائجه نسبية يرجى الصواب فيما اتُّبِع فيها، ويعتذر للمخطئ فيما خالف.


10- إحكام النقض:
لكشف الشبهة في المرجوح من القول، وهذا من قذف الباطل بالحق حتى يتلجلج، ليبقى الحق بعده أبلج، وقد يوهن الحق لوهن النقد، فيزيد في تعمية الصواب، إن لم يكن بالصنيع هذا إعانة لشد عَضُد الباطل، أو مستمسك لبقاء الخطأ تحت سقف "اختلاف أوجه نظر".
ومن غايات النقد السليم كشْف مراتب الخلاف، فقد يكون الخلاف حقًّا اختلافَ أوجه نظر، وقد يكون من باب التنوع المحقِّق للتكامل، فيؤزر الحق بالحق، مع تنوُّع العبارة.
ويحذر من ذكر الشبهة نقدًا وردها نسيئة: بأن يحلل ويفصل القول المرجوح، ويعرض مقاصد قائله، ويبسط بيان أدلته ووجه الدلالة فيها، ثم يختم بالإحالة على الجواب في موضع آخر، أو مصنف مغاير؛ فهذا مسلك متردد أبدًا بين العجز والحيدة، وفي كل منهما هضْم للحق، وتقوية للباطل، وكسْر لجانب الصواب، وسلامة لجنب الخطأ، فتلصق الشبهة في ذهن القارئ، وهيْهات إن وقع نظره على الرد، أو وعى بعدها النقد، فمقتضى النقد يدًا بيد، وهاءً بهاء.
فمن أهل العلم من كان يُقرر في مسائل كثيرة مذاهب الخصوم وشُبههم بأتم عبارة، فإذا جاء إلى الجواب اقتنع بالإشارة، كالرازي[10]؛ حيث وصفه بعض المغاربة بأنه يورد الشبه نقدًا ويحلها نسيئة؛ حتى نقَم عليه كثير من العلماء، واتَّهمه بعضهم بنصر الباطل عبر هذه المسالك، واعتذر له البعض بأنه حريص على الحق، فكان بذلك يستفرغ جهدًا في تقرير شُبَه خصومه لا يُبقي منها واحدًا إلا أوردها، فإن بلغ الرد ضَعُفت قريحته، وكلَّت من كده في تقرير الشبه، واستفراغه الجهد في تتبُّع الشبه.


ب- آداب النقد:
رأس أدب النقد تلمُّس الحق، والسعي للوصول إليه، والحرص على الالتزام به، فالعاقل الصادق: طالب حق، باحث عن الحقيقة، ينشد الصواب، ويتجنب الخطأ.
وأول آداب النقد- شرط صحة فيه-: الإخلاص بتوفر سلامة النية والقصد في جهاده لله؛ حراسة للشريعة، والذب عنها، ودلالة الناس على الهدى، ورعاية شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في الأمر والنهي عن البدعة، وتقديم الأهم فالمهم[11].
"والأمر بالسنة، والنهي عن البدعة هو أمر بمعروف، ونهي عن منكر، وهو من أفضل الأعمال الصالحة، فيجب أن يبتغى به وجه الله، وأن يكون مطابقًا للأمر.
وفي الحديث: من أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر؛ فينبغي أن يكون:
• عليمًا بما يأمر به.
• عليمًا بما ينهى عنه.
• رفيقًا فيما يأمر به.
• رفيقًا فيما ينهى عنه.
• حليمًا فيما يأمر به.
• حليمًا فيما ينهى عنه.


فالعلم قبل الأمر، والرفق مع الأمر، والحلم بعد الأمر.
فإن لم يكن عالمًا؛ لم يكن له أن يقفوَ ما ليس له به علم.
وإن كان عالمًا، ولم يكن رفيقًا، كان كالطبيب الذي لا رفق فيه، فيغلظ على المريض، فلا يقبل منه.
وكالمؤدِّب الغليظ الذي لا يقبل منه الولد، وقد قال- تعالى- لموسى وهارون: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 44].
فإن الإنسان عليه أولاً: أن يكون أمره لله، وقصده طاعة الله فيما أمره به، وهو يحب صلاح المأمور، أو إقامة الحجة عليه.
فإن فعل ذلك لطلب الرياسة لنفسه ولطائفته، وتنقيص غيره- كان ذلك حميَّة، لا يقبله الله، وكذلك إذا فعل ذلك لطلب السمعة والرياء، كان عمله حابطًا.
ثم إذا رُدَّ عليه ذلك وأُوذي، أو نُسِب إلى أنه مخطئ وغرضه فاسد- طلبت نفسه الانتصار لنفسه، وأتاه الشيطان.
فكان مبدأ عمله لله، ثم صار له هوى يطلب به أن ينتصر على من آذاه، وربما اعتدى على ذلك المؤذي.
وهكذا يصيب أصحاب المقالات المختلفة، إذا كان كل منهم يعتقد أن الحق معه، وأنه على السنة، فإن أكثرهم قد صار لهم في ذلك هوى، أن ينتصر جاههم، أو رياستهم، وما نسِب إليهم، لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يكون الدين كله لله، بل يغضبون على من خالفهم، وإن كان مجتهدًا معذورًا لا يغضب الله عليه.
ويرضون عمن يوافقهم، وإن كان جاهلاً سيِّئ القصد، ليس له علم ولا حُسن قصدٍ.
فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله، ويذموا من لم يذمه الله ورسوله، وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم، لا على دين الله ورسوله.
وهذا حال الكفار الذين لا يطلبون إلا أهواءهم، ويقولون هذا صديقنا وهذا عدونا، لا ينظرون إلى موالاة الله ورسوله، ومعاداة الله ورسوله.
ومن هنا تنشأ الفتن بين الناس؛ قال الله- تعالى -: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾ [الأنفال: 39]، فإذا لم يكن الدين كله لله، كانت الفتنة.
وأصل الدين: أن يكون الحب لله، والبغض لله، والموالاة لله، والمعاداة لله، والعبادة لله، والاستعانة بالله، والخوف من الله، والرجاء من الله "[12].
فعلى طالب الحق "أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة، لا يفرق بين أن تظهر الضالة على يده، أو على يد من يعاونه، ويرى رفيقه معينًا لا خصمًا، ويشكره إذا عرَّفه الخطأ وأظهر له الحق، كما لو أخذ طريقًا في طلب ضالته، فنبَّهه صاحبه على ضالته في طريق آخر، فإنه كان يشكره ولا يذمه، ويكرمه ويفرح به، فهكذا كانت مشاورات الصحابة- رضي الله عنهم- حتى إن امرأة ردت على عمر- رضي الله عنه- ونبهته على الحق وهو في خطبته على ملأ من الناس، فقال: أصابت امرأة، وأخطأ عمر"[13].
ومن شروط الإخلاص: نبْذ التعصب، وترك ازدراء المخالف ولو كان للحق، والتعصب: عدم قبول الحق بعد ظهور الدليل، فيُصر على قوله وخطئه؛ استبدادًا برأيه، وحميَّة لشخصه، ومن ثَمَّ يستمر في باطله ومخالفته، ومن كان بهذه المثابة، فإن الجدال لا يُجدي معه، وإنما يرد عليه إذا كان في ذلك مصلحة لغيره[14].
و"العامي إذا صُرِف عن الحق بنوع جدلٍ، يمكن أن يردَّ إليه بمثله، قبل أن يشتدَّ التعصُّب للأهواء، فإذا اشتدَّ تعصُّبهم، وقع اليأس منهم؛ إذ التعصب سبب يرسِّخ العقائد في النفوس، وهو من آفات علماء السوء، فإنهم يبالغون في التعصب للحق، وينظرون إلى المخالفين بعين الازدراء والاستحقار.
فتنبعث منهم الدعوى بالمكافأة، والمقابلة، والمعاملة، وتتوفَّر بواعثهم على طلب نصرة الباطل، ويقوى غرضهم في التمسك بما نُسبوا إليه، ولو جاؤوا من جانب اللطف والرحمة والنصح في الخَلوة، لا في معرض التعصب والتحقير- لنجحوا فيه.
ولكن لَمَّا كان الجاه لا يقوم إلا بالاستتباع، ولا يستميل الأتباع مثل التعصب واللعن والشتم للخصوم- اتخذوا التعصب عادتهم وآلتهم، وسموه ذبًّا عن الدين، ونضالاً عن المسلمين، وفيه على التحقيق هلاك الخلق، ورسوخ البدعة"[15].
وشرط الإخلاص لا يكمل دون شرط المتابعة لسُنة النبي- صلى الله عليه وسلم- وسلف الأمة في دفع الباطل، فلا يُرَدُّ باطل بباطل، ولا يُبتدَع للبدعة بدعةٌ تردُّها، ففي الحق غنًى عن عون الباطل.
ومن أدبيات النقد: لزوم الحسنى في المقال، وانتقاء اللفظ، وتخيُّر الكلمات، فما كان اللين في شيء إلا زانه، وما نزع من محله إلا شانه، والله تعالى أمر رسوله- صلى الله عليه وسلم- ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الإسراء: 53]، ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]، فحق الفطن اللبيب- في عَرْضه للحق- التشبه بالطبيب، يرفق وينأى بنفسه عن أسلوب الطعن والتجريح، والهُزء والسخرية، وألوان الاحتقار، والإثارة والاستفزاز.
فمبلغ ذلك نقد لشخص لا لقوله، والحمية تصم عن سماع الكلم- ولوكان حقًّا- ومنتهى هذا الأسلوب في النقد أنه يخاطب قوم "تُبَّع"، يرضيهم بجارح القول لمخالفيهم، ولا مصلحة في ذلك: لا لصحبه، ولا للطرف الآخر ومن معه، ولا لمن ليس معهما.
ومن يستدل بفعل أهل العلم في مثل هذا، فمردود عليه قوله، أن مقام الجرح علم غير مقام النقد، والتقييم يكون للرجال ولمقالاتهم، فيفرق بين الكلام في فن الجرح والتعديل، وبحث حال الرواة، والردود على: المقالات، والأقوال، والنظريات، والمصنفات.
زد على ذلك أن باب الجرح والتعديل علم عزيز، له نخبته، وهم أهل للكلام فيه، فأسواره عالية، وحصونه ممتنعة، وما ولج هذا العلم الدخلاء الأصاغر، إلا كثر الهرج والمرج في الأعراض.
ولن يُبقي المتطفل على ذي عمامة إلا حلق له رأسه، فلا يدرى للدين عالم، ولا للفنون صاحب، وسنة الله فيهم بادية، ما أن يتكاثر الدخلاء فيه، لا يألون في ذي علم إلاًّ ولا ذمة، فهم لا يعون خلاف العلماء بينهم، ولا يستوعبون صراع الأقران، ويخلطون بين الخلاف العلمي والحقد الشخصي، ويقرنون بين البدعة والجهل، والسنة والعلم، وتلك مفردات عندهم متناقضة، لا تجتمع ولا ترتفع، فمن لحقه مسمى البدعة، رفِع عنه العلم، والعكس كذلك.
"وأهل السنة والجماعة كانوا يختلفون فيما بينهم على المسائل العلمية والعملية، ولكنهم يضبطون سلوكهم- مهما كان حجم الاختلاف- بأدب الاختلاف: من الود، والألفة، والاحترام المتبادل، في الإطار أساسي، هو: المحافظة على الجماعة والائتلاف، وجمع الشمل، ونبذ التفرق والاتهام"[16].
ومن الإرشادات الإلهية لنبي الهداية، الانصراف عن رد الباطل بحدة الحق، بل عرض الحق في أسلوب هادئ، أو تأجيل النقد وتعميم الرد؛ قال- عز من قائل- لنبيه: ﴿ وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ [الحج: 68- 69]، وقوله: ﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [سبأ: 24].
مع أن بطلانهم ظاهر، وحجتهم داحضة.
ويلحق بما سلف تجنب نهج التحدي، والتعسف في الحديث، وأسلوب التعجيز، وإحراج الخصم، ولو كانت الحجة بيِّنة والدليل دامغًا، فكسب القلوب مقدَّم على كسب المواقف.
وحلية النقد بجلب أطايب الكلام، مسوقًا بقدر الحاجة في وقت الحاجة، نهج هذا: "أنفقوا في المناظرات بالمعروف"، وهذا شأن المستيقن بما لديه، المستقر عليه، واحترام المصيب لقدره، وقيمته، ومُروءته، وهو من كرم المعاملة، ومنزلة كريمة تعلو رتبة المخاصمة.
أما ما زاد عن ذلك من النبز بالألقاب الشنيعة، والفظاظة والشتائم الفظيعة، فشيمة أهل الأهواء، وسيمة أبي الجهل، وأخي الوهم، صنيعهم رَواج مقالهم بصخب وجعجعة أن "نحن هنا"، "القامعون للباطل، المرابطون على ثغور الحق"، وما حقيق فعلهم إلا حمية جاهلية، وبلادة لا جلادة.
وفيهم من هو حلاَّف مَهِين، همَّاز مشَّاء بنَمِيم، منَّاع للخير معتدٍ أثيم، عُتُلٌّ بعد ذلك، شغله الوقوع على الجراح، والتنقيب على العثرات، وبعثرة في المخلفات، لتصيد الزلات.
وتجد هاته الخصال بين أهل البدع عامة، ومنها ما تسرب لأهل السنة خاصة، وفي الشباب ممن تقودهم حمية المراهقة للتصعيد في المواجهة مع الخصم من بينهم أو من غيرهم، ومن طلبة العلم وبعض المشايخ من ينحو ذلك في ردوده، حتى صار شعارًا له، وعرفًا بين أتباعه.
وحلية أدب الكلام مقدمة على الشدة والحدة؛ فاللين أصل والإغلاظ استثناء، وخذه معيارًا دقيقًا: "إن الرد العاطل من هذه الحلية، لا يكون إلا حين يختل شرط من شروطه الأساسية: النية، المتابعة، الأهلية".
والرد بمجرد الشتم والتهويل، لا يَعجِز عنه أحد، لكنه لا يغيِّر من القول المردود عليه شيئًا، بل يبقى مكانه.
فالراد هنا: لا ينكأ صيدًا، ولا يقتل عدوًّا، بل هو بمنزلة الحوالة على العدم أو مجهول، كمعصوم الرافضة، وغوث الصوفية، وكل هذا لا يغني من الحق شيئًا.
فالأصل في صياغة الرد: أن يكون بالتي هي أحسن، واللجوء إلى أساليب تأنيب الخصم، وتقريعه، والقسوة عليه، ضرورة تقدَّر بقدرها؛ لأن منشأها هو الخصم ذاته، بما يأتي به: من كذب، وإرجاف، وتهويل، وسباب، وتلبيس، وعناد"[17].
وقد تفحم الخصم، وتدمغه فتزهق قوله، غير أنك لا تقنعه، وقد تخرصه بحجة؛ ولكنك لا تكسب تسليمه وإذعانه، فأسلوب التحدي والاستعراض يمنع التسليم، حتى مع توافر القناعة العقلية.
فذي طبائع بشرية، وليست نفوسًا ملائكية، والهجوم مع حمية يوقد حمية مضادة، فتكون حربًا كلامية، تؤجِّج أغبرة فكرية، وتعزز أحقادًا نفسية، يتولد عنها إصرار المبطل على باطله، بل تقوية باطله ودعْمه بإسناد فكري، واستجلاب لأدلة من كل صوب وحدَبٍ، فيكون الخلاف في أوله قطرة، فيفيض ويغرق ما حوله من الوفاق، وتاريخ المسلمين جلي، وسيرة الفرق واضحة في تصاعد الخلاف من مسألة إلى مذهب.
ولنا في مناظرة ابن عباس- رضي الله عنهما- للخوارج أسوة حسنة، ويكفيه: مقامه، ونسبه، وعلمه، وصحبته، أن يخرص من ليس فيهم صحابي واحد من الخوارج، ورغم أنهم قوم جلف واستفزازهم له في الجدل جلي، إلا أنه رفق بهم في المناظرة، وأجابهم عن كل استشكالاتهم واحدة واحدة بأدب ولين، فرجع معه رهط منهم.


فالحرص على القلوب، واستلال السخائم، أهم وأولى من استكثار الأعداء والضغائن، واستكفاء الإناء.
على أن بعض الحال استثنائي، يسوغ فيه اللجوء للإفحام؛ وذلك فيما إذا استطال المردود عليه، وتجاوز الحد، وبطر الحق الجلي، وكابر مكابرة بينة، وفي مثل هذا جاءت الآية الكريمة: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ﴾ [العنكبوت: 46].
﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ﴾ [النساء: 148].
فالظلم والبغي قد يسمح بالهجوم الحاد، وتسفيه رأيه؛ لأنه يمثل الباطل، وحسن أن يرى الناس الباطل مهزومًا مدحورًا.
ومنهج نقد الآخر في القرآن الكريم نجد فيه تنوعًا في الخطاب والأسلوب، ومسالك متباينة حسب ما تقتضيه الحكمة، فنجد نقد القرآن للمشركين غالبًا ما يكون جدال هداية ودلالة، وقد يشتمل على تخطئة لبعض مزاعمهم وافتراءاتهم، بينما نجد نقده لأهل الكتاب نقد إلزام وتخطئة؛ لأنهم على علم، أما نقده للمنافقين، فيتسم بالشدة والقسوة، مع الوعيد والتهديد.
فيجب مراعاة مقام المتكلم فيه، فمرتبة العالم وسط أهل العلم تسمح له ما لا يسمح لمن هو دونه، فقد يكون من يحمل الباطل أشهر وأكثر نفيرًا، فلا يجدي معه إغلاظ ولا حِدَّة، بل ينقلب ذلك على الناقد ونقده، ويصير ما بين بُطلانه في حق أتباع من نقد حقًّا حميَّة لشيخهم؛ قال أبو المعالي الجويني: "وعليك بالمحافظة على قدرك وقدر خَصمك، وإنزال كل أحد في وجه كلامك معه، درجته ومنزلته، فتميز بين النظير وبين المسترشد، وبين الأستاذ ومن يصلح لك.
ولا تناظر النظير مناظرة المبتدئ والمسترشد، ولا تناظر أستاذك مناظرة الأكفاء والنُّظراء، بل تناظر كلاًّ على حقه، وتحفظ كلاًّ على رُتبته"[18].
ولا شك أن الناس بين ذلك درجات في عقولهم وفهومهم، فهذا عقله متسع بنفس رحبة، وهذا ضيِّق العَطَن، وآخر يميل للأحوط، وآخر يميل للتوسيع، وهذه العقليات والمدارك تؤثر في فهْم ما يقال.
و"من رُزِق فَهمًا في كتاب الله- تعالى- ودراية بالسنة النبوية، وطريقة سلف هذه الأمة- رأى من المعالم الإيمانية في نصوص المجادلة ووقائع المناظرة، ما يستخلصه شروطًا وآدابًا، للرد على المخالفين: في تكييف حال الراد، والمردود عليه، ونوعية الدافع، وتجلية الطريق، وكيف ترتب النتيجة، وهي ضوابط، وآداب، وشروط، وأحكام، متى توفرت، ظفِر الطالب المحق ببُغيته، وصار بمنأًى عن الغلط والاضطراب، وهي قواعد العلم وضوابطه.


وهذه الشروط والآداب، وإن كانت مستقرة في الجملة، لكنَّ الشرط في ذاته مراتبُ، تتنوَّع بتنوُّع كل مخالف ومخالفته؛ فقد تكون المخالفة لا يقوى على نقضها إلا فحول العلماء، وقد تكون دون ذلك، وقد تكون فيما لا نزاع فيه أصلاً، فردها من اليسر والوضوح بمكان؛ ولهذا فإن السلف- رحمهم تعالى- مع أنهم أكمل الناس في معرفة الحق، ونقض ما يعارضه، لكنهم كانوا في هذا درجات"[19].
فلا مقام لمن يستدل للحِدة والشدة في النقد بكلام مَن سبَق؛ لاختلاف المقام، فالخلاف ليس في أصل الجواز، بل في متى، ومن، وفي مَن؟
ومن آداب النقد: إنصاف الخصم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 135].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8].
فالله يحب العدل والإنصاف على الموافق والمخالف، وما يضر المتعصب بغير حق إلا نفسه، فهذه نزاهة الرد بالتزام العدل والإنصاف، ومناشدة الحقيقة وحدها؛ سواء ظهرت منه، أم من المخالف في مسألة ما.
فالمسلم الحق كناشد الضالة يطلبها، أدركها هو أم غيره، فمغنمُها له؛ ولهذا يتعيَّن طرح العبارات المرهقة بالمعاني المحملة بالعموم والإطلاق.
وليُحمل كلام الخَصم على أحسن المحامل ما أمكن إلى ذلك سبيلاً، وليُفتح باب العودة للخَصم وطريق الاحتواء، فيُحمل كلامه على أحسنه؛ لأن غاية النقد تُبنى على أمرين: العمل على دلالة المخالف- أي: الصراط المستقيم- لكسْب أوْبَته للسنة، وفَتْل الخَصم عن مخالفته إلى الحق بحجته والإذعان له.


والأصل في النقد هو الستر، والعمل على دفع دواعي الفرقة، والوحشة، وعدم الموافقة، فالرد ينصبُّ على المقالة المخالفة المذمومة، لا على قائلها، وتعيين اسم قائلها حسب مقتضى الأحوال، كفحش المقالة وخطرها البالغ، أو كان صاحبها يدعو إليها ويُشهرها بين الناس، وهنا مقام لأهل الاجتهاد والفُتيا، فلا يقربنَّه أحد ولو كان ما معه من حق كعلمٍ في رأسه نار.



رابط الموضوع: أصول وآداب النقد
 

السلام عليكم ,,

قرأت الموضوع البارحة ولكن لم استطع الرد من الجوال,,
الحقيقة استغربت عندما قرأت موضوعكم ,, هل يجب أن نكتب فقط عندما نكون متمكنين أو شعراء ,,
و حتى نرد يجب أن نكون نقادا؟!
ثم هل يوجد نقادا هنا من أهل الاختصاص ؟
فأنا أعتب عليهم إذا لم يشاركونا أرائهم..
ربما لم أفهم المقصود ولكن هذا ما خطر لي ’’
عموما أتفق مع الأخوة و الأخوات فيما قالوه خصوصا في النقطة المتعلقة بأن ليس الجميع هنا شاعرا أو كاتبا فضلا عن أن يكون ناقدا ,,
.....

وبالعودة إلى النقاط التي أشرتم إليها ..
هل يجب عليك كتابة ردًا جميلاً وفيه مديحًا هائلاً لعضو كتب موضوعا ما لأنه صديقك أو تربطك به علاقة ود ، علمًا أن الموضوع الذي كتبه لا يستحق؟

الرد الجميل أعتبره كلمة طيبة كما قال الأعضاء ,, ربما أقول كلاما جميلا أقدر فيه جهد الكاتب ، وقد لا أعلق على الكلام ،، وأحيانا في حال المواضيع المنقولة قد نقرأ ويقتصر الرد على جزيت خيرا, أما المدح الهائل فاتفق من حيث المبدأ أنه أمر غير محبب لي شخصيا وكذلك المحاباة الزائدة خصوصا وقد قرأت قبل هذا الموضوع ,موضوعا مشابها قالوا فيه أن الردود تقتصر غالبا على المجاملة أو رد الجميل ,, ولكن من أين سنعرف أن العضو لم يعجب بالموضوع بل كتب رده لأن هذا صديقه ,, و كيف سنعرف أن الموضوع لا يستحق؟!
الأذواق تختلف فما يعجبني قد لا يعجب غيري ,, طبيعي .. أنا عدت إلى هنا قبل شهور . .. والحقيقة لا أعرف أحدا ولا يعرفني أحد ,



- هل أنت مستعد لتقبّل النقد الفاهم والواعي من خلال موضوعاتك خاصةً في الأعمال الأدبية ؟ وإذا كان لا فلماذا؟

نعم شخصيا أحب النقد لأنه معروف أنه مقوم للسلوكيات والأفكار وكل شيء لا يستقيم إلا به ولكن لا أقبل به من غير أهله ,,
فليس كل ناقد هو خبير كما أسلفت ,,
فإذا وجد ناقدا مختصا أو صاحب خبرة ليس أتقبل النقد البناء منه فقط ,, بل أعد هذا الأمر احتياج..


- تُرى ما الفائدة المرجوة من المديح الزائد عن حده ، وكلنا نعرف كل ما زاد عن حدّه انقلب ضده؟!

أؤيد الأخت مريم في هذه النقطة عندما قالت أنه يشجع الشخص أن يخرج أفضل مالديه ،،وبالطبع الناس مختلفين ,,
هناك من يحفزه الأطراء - دون مبالغة -والبعض يحفزه النقد .. ولأننا لا نعرف من يكون الكاتب وما الأثر الذي ستتركه كلماتنا أفضل أن أسلك الطريق الأضمن ..


- الموضوع الجميل الذي يزخر بالإبداع يستحق الإطراء والإشادة به وبكاتبه خاصةً الأعمال الأدبية الحصرية وغيرها ولكن ضمن لغةٍ مُعبرة وردٌ موجز يُشير ولا يقول ، أليس كذلك؟!

وإذا كان غير ذلك ,, برأيكم كيف يمكن أن اتصرف أنا العضوة التي تكتب هواية وليس اختصاصا,,

..
تحيتي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدنا والحمد لله، بصراحة فضلت العودة لاحقا للرد على الموضوع لأنني كنت بالهاتف والرد بالهاتف جد متعب لذلك أجلت الرد
إلى حين دخول اللمة عبر الحاسوب، فهكذا سيكون الرد أكثر سهولة :) المهم بالعودة لموضوعك أخي الكريم
فإن الردود على المواضيع كثيرون يرونها مجرد رقم يضاف إلى مشاركاتهم وفقط بينما هي في الحقيقة قد تكون نقطة تحوّل في حياة الكثيرين
وبما أنّك حصرت موضوعك بين المواضيع الأدبية وبين المجاملة والنقد فسأحاول التركيز في ردي على ذلك، وأبدأ بنفسي، أولا أنا لست
ممن يضع شكرا وبارك الله فيك وفقط، أحبّ قراءة الموضوع والتمعّن فيه وإعطاء رأيي فيه كما يجب، قليلا؛ لا بل نادرا ما أضع انتقادا
ليس مجاملة للغير أو أن تلك صديقتي أو ماشابه، ولكن أولا لست أهلا للنقد حتى انتقد خواطر أدبيّة أو شعرًا، يكفي أن أقرأ وأفهم
وتنال الخاطرة فعلا إعجابي على العموم فأبدي اعجابي بها، ربّما أحيانا في قسم القصص أحاول إبداء رأيي والانتقاد في نقاط قليلة
التي تخص معرفتي وفقط، أما ماهو خارج مجال فهمي وخبرتي فأكتفي بالرد كوني قارئة وفقط وليس كاتبة أو ناقدة فالنقد له أصول وله أهله
ثانيا وهي نقطة مهمة أظنها ومن وجهة نظري وهي زرع القوّة والطموح في نفس الكاتب، قبل مدّة من الزمن رأيت رسومات بعض الرسامين
الهوات قبل سنوات على مواقع التواصل الاجتماعي وهي في الحقيقة لا علاقة لها بالرسم لا من قريب ولا من بعيد ولو رآها أحدنا
لقال لمن رسمها بأنه لم يخلق ليرسم ولكان ذلك الرسام توقف عن الرسم مباشرة، لكن لما رأيت رسومات نفس الشخص بعد سنوات انبهرت
محترفة ومبدعة وحينها أدركت أن الكلمة الطيبة تبني مستقبلا زاهرا، بمجرد تشجيع أحدهم على التمسك بهوايته وطموحه ربما سيكون
له مستقبل زاهر لاحقا المهم أن يحب ما يفعل، أدرك تماما أن للنقد قواعد وفرق بين النقد الهدام والنقد البناء ولكن الكثيرون يفقتدون
لقواعد النقد ولذلك أفضل قول كلمة طيبة ومشجعة أفضل من تحطيم طموح أحدهم، وبالتالي أكون أجبت على أول أسئلتك، أما عن
السؤال الثاني فنعم أتقبل النقد كيفما كان، بصراحة أنا لا أميل لقسم الخواطر والبوح كثيرا ماعدا المدونات بينما اشارك بكثرة في قسم
المحاولات القصصية ودائما ما أترجى الأعضاء على انتقادي لأنني من تلك الانتقادات تغيّرت وتعلّمت الكثير وأصلحت أخطائي
لذلك أنا من محبّي الانتقاد البناء طبعا فهو يساندي على تخطي هفواتي والسير نحو طموحي بشكل سليم، أما عن السؤال الموالي فكما قلت سابقا
الكلمة الطيبة لها دور في تطوّر الموهبة وكذلك النقد له أهمية لأنه يوجه نحو الطريق الصحيح، لذلك قليل من هذا وقليل من ذاك حتى نزرع
ثقة وحبّا للأدب في نفوس الأعضاء فكلّ شخصيته وكلّ حالته النفسية، وهذا ليس تعظيما كبيرا لنا أو لهم فجميعنا في بحار العلم والمعرفة
نحن لسنا سوى قطرة، لكن التشجيع يساعد كثيرا على الدعم والوصول نحو الأهداف
أتمنى أن يكون ردي في محله وأن لا يكون خارج مجال موضوعك، سررت بمشاركتك إيانا هذا الموضوع القيم ان شاء الله مزيد من التوفيق
تحياتي




حياك الله


كلاّ ، أنا لم أحصر الموضوع بين المواضيع الأدبية وإنما كانت مثالاً وأسباب الاختيار ذكرتها أعلاه ، وصحيح أن للنقد قواعده وأصوله المتشعبة ولكنه ليس حكرًا على أحد بعينه ذاك أنّهُ بالأساس يتغّذى على القراءات والمخزون اللغوي والثقافة التي التف حولها كل علم وهذه لا يدركها إلاّ القليل ، ومثال بسيط ما جاء في ردك ( أحاول إبداء رأيي والانتقاد في نقاط قليلة التي تخص معرفتي ) نجد أن هنا الارتكاز على المعرفة القليلة بوصفك ، فانظري يا رعاكِ الله لو كانت هذه المعرفة شاسعة ، سوزان برنار الناقدة الفرنسية تقدمت برسالة وما عُرف لاحقاً بأسس قصيدة النثر بعد قراءة مجمل الشعر الفرنسي فتمخضت لديها رؤى عديدة استطاعت بها الغوص عميقًا داخل هذا الجنس الأدبي الجديد آنذاك ، شكرا لذوقكم الرفيع ونظرتكم العميقة وجميل كلامكم.
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أعجبني موضوعك أخي الكريم بكل صراحة أعجبني وبدون مبالغة لأنك طرحته بطريقة جميلة
*****"****"******

سأرد بكل صراحة أخي الكريم
في المنتديات لسنا كلنا نعرف بعضنا ابدا أنا قبل عامين لا أعرف أحدا هنا ودخلت الى المنتدى جديد ومع ذلك الكل يرد بطريقة جميلة في معظم الأحيان
وفي المواضيع التي ليسو على توافق معي فيها مثل مواضيع النقاش نختلف ولكن بكل احترام نوصل فكرتنا لبعضنا
أما عن جهة الادب والخاطرة والشعر والقصص فليس كل منتسب عالم بقواعد اللغة بشكل واسع ولأكن صريح ،ليس كل من هو هنا يحمل شهادة تعليم عالي أو حتى بكالوريا ورغم ذلك نحاول أن نواكب الركب وننقد بما نعرف ،لا أقصد أن الجميع ليسو متعلمين وحتى غير المتعلمين على قدر عال من الثقافة ولكن أحيانا ليس بيدنا تلك الأدلة لإصلاح العطب وأحيانا تحس أن هناك خلل ما ولا تستطيع تحديده بالضبط
أعطيك مثال
تعطلت سيارتي وتوقفت ،ولست على دراية بالميكانيك إلا القليل منه هل أستطيع تحديد مكان العطب فيها دون اللجوء إلى ميكانيكي محترف ؟
قد أفتح المحرك وأضيف بعض الزيت أو الماء للمحرك لكن لا يمكن لشخص غير عارف بالميكانيك أن يصلحها إذا كان العطب كبير
تخيل معي أنني في طريق وحيد وتوقفت سيارتي وتوقف شخص ليساعدني لا أعرفه حتى هل أعرف أنه على دراية بالميكانيك ،سيفتح المحرك ويحاول إصلاحها بما يعرف هو إن نجح مدحته وشكرته وإن لم ينجح شكرته ومدحته وفي الحالتين قلت له كلاما معسولا ولست أدري إن كان ميكانيكيا أم شخص على دراية .
أسقط المثال على المنتديات ،أقسام الأدب واسعة وروادها كثر ،هل نستطيع نحن بسطاء المعرفة باللغة من هو المتمكن ممن هو غير متمكن .
نحن نشجع كل من لديه هواية ويحب أن يكتب وإذا كان هناك خطأ ظاهر نبهنا إليه بكل صراحة ولا خوف .


لا يجب علي كتابة رد جميل ،بل أنا مخير في ذلك وإن لم يعجبني موضوع أو خاطرة أو قصة لا أرد أصلا،لا أملك أي شخص تربطني به علاقة خاصة هنا ،الكل إخوة وأخوات في الدين واللغة والعروبة والوطن ويملكون نفس درجة التقدير والاحترام


أكيد مستعد وأسعد به كثيرا
لكن في حدود إحترامي كشخص وليس تصغيري كأني لا شيء لأن هناك أشخاص بدل أن ينقد ويصحح يكتب كلاما جارحا ،مثل لو كنت أنا لاختفيت خلف السحاب قبل أن أكتب هذا وووو إلى غيره من الكلام الجارح البعيد كل البعد عن روح المساعدة

يجب على الناقد أن يضع نصب عينيه أن من ينقده قد يكون أمضى كل يومه أو أسبوع يحضر عملا بالنسبة له مبهر ،على الأقل نبدأ بكلمة مشكور على المجهود الواضح ،لكن عندي تعقيب في كذا وكذا ولو استعملت كذا لكان أحسن ،حتى المتلقي يحس أنه يجب أن يتعلم أكثر ليعجب الناس عمله .
أذكر كتبت قصة وتوجد أخت الله يذكرها بالخير لامتني على محتواها واوصلت لي اللوم بطريقة خجلت فيها من نفسي ،وقررت من يومها إن كتبت خربشات سأكتب خربشات مفيدة أو لا أكتب .
أما التصحيح والنقد فأنا أحبهما ،كثيرا بالعكس من يجد في وقتنا هذا معلم بالمجان يا أخي والله عجيب أمر البشر ...



هنا لا أوافقك الرأي أخي كل شيء زاد عن حده إنقلب الى ضده سوى الكلمة الطيبة مهما أكثرت منها فهي تنقلب اليك خيرا كثيرا .
هذا هو المغزى من الرد الجميل المنمق ،حتى الأب عندما يدخل الى البيت يجد أحد أبنائه يتفرج ولا يلقي له بالا ،والآخر يلعب لا يلقي له بالا لكن من يركض إليه عند الباب دائما ويعانقه ويقول له أبي أحبك تجده أقرب أبنائه إليه
هكذا البشر جبلو على حب الكلام الطيب والمديح ،أن أكون العقاد أو المنفلوطي أو أو .. فهذا يعطيني معرفة بنفسي أنني مهما زدت علما لا أستحق أن أمدح ،أما أن أكون شخصا بسيطا وعاديا تربيت في أسرة بسيطة وتعلمت تعليما بسيطا وأمي لم تهتم بي بل اهتمت بأخي الذي يليني مباشرة واهتمت بإخوة عشرة أو أكثر ،وأبي لم أره في طفولتي سوى طيف يأتي ويذهب ،وعندما أكبر أواجه متاعب الحياة القاسية وأعود الى البيت منهكا مقطع النفس بين هذا وذاك ،فأفتح هاتفي لأجد أخا كتب لي ،ما أروع ما تكتب هنا حتى وإن لم يقرأ ما كتبت أتعرف ماذا فعل بي لقد نقلني من حالة إلى حالة وهذا مثال أغلب الناس فما بالك لو أعجب بها فعلا ....

أنا أحب أن أرد ردا جميلا أحب أن أزرع الفرحة في قلب من كتب شيئا لأنه ضيع من وقته ليكتبه،هذه فلسفتي في الردود وكما قلت سابقا إن لم أعجب بموضوع لا أستطيع المساعدة في جعله أجمل لا أرد أصلا لكي لا أضطر لقول ما لا أريد
أما كل من رددت عليهم لحد الآن وعلى مواضيعهم فهم يعجبوني إما الأسلوب أو الفكرة أو العبارات الجميلة .

لم أستطع الرد لأنني لم افهم هذه النقطة بالذات اتقصد الذي يرد أم الذي يكتب الموضوع الادبي

في الأخير أخي الكريم
نحن لسنا كلنا متشابهون نحن مختلفون
أنا أحب أن أرد ردا فيه إطراء فيه كلام جميل يسعد صاحبه لأنني فعلا أحببت ما كتب ولا وجود للمبالغة في نظري ،فما دام تعب وفكر وكتب شيئا نال إعجابي فهو يستحق الاطراء والتقدير


بارك الله فيك على الموضوع القيم والذي يتيح لنا الفرصة لنفكر فعلا بشكل أعمق وبطريقة مختلفة
حقا في بعض الأحيان يجب على الواحد منا أن يقف عند أخطائه وما أجمل أن ينقدك أخ لك لم تتعرف عليه سوى من اشهر ويرشدك بحِلم الى تصحيح أخطائك
جزاك الله خيرا كثيرا وبارك الله لك في عمرك
تقبل مروري مع فائق الاحترام والتقدير


أهلاً أهلاً

بالنسبة لمن كتبت لك ردًا ولامتك حتّى جعلتك تخجل من نفسك فهذا ربما لأنك حساس ورهف المشاعر فأثرت مداخلتها في ذاتك ، ولكن أقول لك لا تخجل أبدًا مما كتبت مهما كان بسيطًا ومتواضعًا ، استقبل النقد الموجه للنص وحاول أن تعرف من هذا الذي ينتقد مواطن الضعف ، خذ وقتك في الكتابة لا تستعجل ، دع الفكرة تختمر برأسك ، قلبها كيفما تشاء حتّى تستوي ومن ثُمّ باشر الكتابة ، أما لنقطة التي لم تفهمها نعم أقصد المُتلقي فهو يشارك في إضافة جماله على النص البديع من خلال قوة بلاغته والإشارة لفنيات النص ، شكري وتقديري العالي لسيل مشاعركم الذي تشرفت به عاليا
 
السلام عليكم ورحمة الله
- هل يجب عليك كتابة ردًا جميلاً وفيه مديحًا هائلاً لعضو كتب موضوعا ما لأنه صديقك أو تربطك به علاقة ود ، علمًا أن الموضوع الذي كتبه لا يستحق؟
موضوعك دكرني بموضوع قديم للاخ السوفي الحمة على ما اضن
يا اخي لا اضن ان هناك موضوعا لا يستحق المتابعة
انا في رأيي كل المواضيع تستحق المتابعة بمنافعها ومساوئها ان كان الموضوع مفيد استفيد منه ويكون ردي جميلا ومديحا هائلا لصاحب الموضوع بغض النضر عن العلاقة التي تربط بيني وبينه وهدا اقل شيء اقوم به تجاهه سواء كان الموضوع حصري او منقول هدا ما تعلمناه في حياتنا الافتراضية
اما ان كان الموضوع لا يستحق كما قلت يكون الرد جميلا لمجهود العضو ربما ينقصه المديح لنقص فائدته


- هل أنت مستعد لتقبّل النقد الفاهم والواعي من خلال موضوعاتك خاصةً في الأعمال الأدبية ؟ وإذا كان لا فلماذا؟
انا شخصيا لا اكتب في الاقسام الادبية كثيرا ربما خواطر فقط والخاطرة نزيف القلوب لا تحتاج الى مقاييس معينة على الاقل بالنسبة لي ولكثير من الاعضاء يكتبون ما يحسون به ولا يهمهم الباقي
بالنسبة لمواضيعي الحصرية اتقبل النقد بصدر رحب لأن النقد هو ما يدفع العضو للامام ويجعله يصحح القادم من اعماله لكن النقد يكون بطريقة سلسة وغير محرجة مع الاخد بعين الاعتبار سن العضو
- تُرى ما الفائدة المرجوة من المديح الزائد عن حده ، وكلنا نعرف كل ما زاد عن حدّه انقلب ضده؟!
المديح الزائد اضنه تملق وهدا لا يليق
وكثير من الردود تدكرني بحركات الطاووس
- الموضوع الجميل الذي يزخر بالإبداع يستحق الإطراء والإشادة به وبكاتبه خاصةً الأعمال الأدبية الحصرية وغيرها ولكن ضمن لغةٍ مُعبرة وردٌ موجز يُشير ولا يقول ، أليس كذلك؟!
هدا اكيد اخي
لكن اضن انك تتكلم بلسان الناقد وليس كل من في المنتدى بدالك المستوى اللدي تراه على الاقل في الاقسام الادبية بالخصوص
بالنسبة للاقسام الاخرى كل في مجاله زعيم

بورك فيك في طرحك
جزيل الشكر على المجهود المبدول والموضوع الطيب
كل الاحترام والتقدير لك
انار الله طريقك ورزقك من حيثلا تحتسب


يا مرحبا


لا خلاف فيما تفضلتم به ، سوى أننا لا نتكلم بلسان ناقد ، بل بلسان متهجئٍ للحرف أحيانًا يصيب وأحيانًا يُخطئ ، وأحيانًا كثيرة لا يُميّز بين المبتدأ والخبر :) ، شكري العالي لنظراتكم ورؤيتكم الجميلة والراقية حول الموضوع .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله لا قوة الا بالله تبارك الذي بيده الملك
بارك الله فيك وجزاك كل خير للموضوع الجميل والمميز جدا والمهم كذلك في نفس الوقت
سلمت يمناك لما خطته اخي الكريم الطيب


من جهة المجاملات، كل الاعضاء يعرفونني ويعرفون اني لا اجامل ابدا والحمد لله وصريحة لحد الوقاحة لكن وفق حدودي، لانه تنتهي حقوقي حين تبذا حقوق غيري، وحين اقول ان موضوع اعجبني فانما قد اعجبني ولكن اقولها بطريقتي وفي الواقع لليوم لم اصادف موضوعا لم يعجبني فكلها استفيذ منها بطريقة ما ان شاء الله والحمد لله
فلنقل كلمة اخطاء، حين يخطيء البعض لا يحق لي الحكم عليهم سواء في الكتابة او غيره، يمكنني فقط نصحهم ان شاء الله
والنصيحة عندها ضوابط في الاسلام، يجب ان لا أجرح المتلقي وان تكون بالحسنى وان اتيقن من صحة وصدق كلامي، وقبلها اسال عن الخطا واستفسر عن السبب الذي جعل ذلك الانسان يخطيء في الاصل واعرف رأيه في ذلك الامر وان كان عن قصد او عن غير قصد وآخد اسبابه في كلا الحالتي بعين الاعتبار
وحينها أقرر نوع النصيحة التي اعطيها له، حتى وان كان نقذا الا انه في ديننا يوجد حدود والتجريح ليس من اخلاق المسلم في شيء

اتمنى أني لم أخطيء في حق أحد في نقذي او نصيحتي ان شاء الله يارب

واجابة على اسئلتك:




لا أهتم بمن كتب الموضوع، ولا يؤثر ذلك في ردي مهما كان الا في الكلفة فان كانوا صديقاتي او اخوتي فانا امازحهم واتكلم معهم باريحية اكثر لانهم يعرفون اسلوبي في الكلام ويعرفون جنوني ومزاحي، اما ان لم يكونوا كذلك فلا مزاح الا بحدود
اما ردودي فحين ارد واقول ان ذلك الامر يعجبني فهو اعجبني واذا وجدت امرا خاطيئا فهذا لا يعني ان ذلك الموضوع لا يستحق فيكفي شرف المحاولة وانما ذلك العضو يحتاج الى توجيه لكن بطريقة لطيفة تتناسب واخلاقنا نحن المسملين وليس بطريقة التجريح
فالكلمة الطيبة صدقة



احب وافرح كثيرا جدا حين اقرا نقذا على اي شيء اضعه واحب النقاش البناء، ذلك امر جميل جدا حينها نفيذ ونستفيذ ان شاء الله تعالى
لكن فرق كبير بين ان تتناقش وتنتقذ الناس بطريقة بناءة وبين التهجم عليهم وقول كلام جارح لهم والحكم عليهم من بعض كلمات
الفرق كبيييييييييييييييير جدا



يوجد الكلمة الطيبة والتي هي من اخلاق المسلمين الحسنة، وهذا ما افعله والحمد لله وكل من يعرفونني في اللمة او في الواقع يعرفون جيدا اني لا امدح اي شيء لا يعجبني واكون صريحة وتقريبا وقحة من اختاي لانهما اختاي ويعرفان اسلوبي واني لا امدح الا مايعجبني اما الاخرون يوجد طريقة معينة وبالنسبة لي هي النصيحة فيما اعلم وبالاخص في امور الدين
اما من جهة الادب اعلق على المحتوى وان اعجبتني المعاني ولا اهتم كثيرا بالقواعد الادبية، كما لا تهمني القواعد الادبية في كتاباتي اكتب للافاذة والاستمتاع فقط ان شاء الله لا غير وكل ما يهمني ان تصل فكرتي ان شاء الله وتفيذ اما الاسلوب وتلك القيود الاذبية لا تهمني كثيرا ورغم ذلك ساحب ان ينتقذني الاخرون وساحب ان يعرفوا اسلوبي الذي لا لون له




كل الاعمال تستحق الاشادة والاطراء، فان يقرر عضو ما كتابة شيء علنا واناس لا يعرفونه ولا يعرفون شخصيته او طريقة تفكيرهم ويستعد للنقذ قبل الاطراء هذه وحدها شجاعة يجب ان يتم الاطراء عليها وان نهنئه عليها ماشاء الله لا قوة الا بالله



السؤال الذي تبادر الى ذهني حين قرات هذا الكلام، من الدي يحدد الابداع ؟؟؟
أليس القاريء من يفعل ذلك؟؟ وايضا كل قاريء ومايستهويه لقد خلقنا مختلفون ولنا اذواق مختلفة فما يعجبك لا يعجب غيرك ونفس الشيء بالنسبة لي، وهذا لا يعطيني الحق في انتقاذ جهد انسان اخر لان عله او كلامه لا يعجبني فربما لم افهمه ولم افهم مغزاه
وايضا من حدد الاداب التي يجب ان نكتب عليها ؟؟ لما يتم نبذ الاختلاف ؟؟؟ كل واحد وله اسلوبه وله طريقة تفكيره والطريقة التي تريحه كي يعبر بها عن ارائه وافكاره ويجب علينا ان نحترم اراء وافكار الاخرين حتى وان لم تعجبنا
المشكل ليس في النصية بل في طريقة النصح وفي اسلوب الكلام
هناك فرق شاسع بين ان تنصح بالحسنى وان تنتقذ بكلام لاذع دون ان تسال اولا عن قصد ذلك الشخص ولما فعل ذلك
ولا يحق لنا ايضا ان نحكم على الاخرين من كلمة او كلمتين بل لا يحق لنا ان نحكم عليهم اصلا، كيف نعرف انه اصابهم الانتفاخ ؟؟؟

وحتى وان اصابهم الانتفاخ لا يحق لنا انتقاذهم هم احرار المهم انهم لم يؤذوننا بانتفاخهم ذاك وهم ان اخطؤوا فانما يخطؤون في انفسهم ويقفلون عن انفسهم باب التعلم وهذا ان كانت النصيحة بالحسنى اما ان كانت بكلام لاذع اظنني اتفهم رغم انه لا يجب ان ترد الاساءة بالاساءة

سلمت يمناك على موضوعك الجميل المميز
ننتظر المزيد من مواضيعك الذهبية ومعانيها الجوهرية
أرجو تقبل مروري اخي الكريم الطيب
تحياتي احترامي وتقديري لشخصكم الكريم الطيب
في امان الله وحفظه
يا هلا

صريحة لحد الوقاحة لكن وفق حدودي!!!

طيب هل يليق هذا بمن يبدأ كلامه بذكر الله ، ومتى اقترنت الصراحة بالوقاحة ، أي حدود هذه التي تجيز هذا الأمر ، المحاور الجيد هو الذي يقدّم الحجج والبراهين ويدعم رأيه بكل أدب واحترام دون شخصنة الرد واغتيال الآخر ، أما المحاور السيئ فيلجأ للشتم والسباب والوقاحة لتغطية جهله فهو يجدها أسهل طريقة يدافع بها عن نفسه ، ثم أنك لا تهتمين للقواعد الأدبية فهذا شأنك ، وليس القارئ هو من يضفي سمة الإبداع حسب رأيه كما تقولي ولو كانت لكان الأدب ( خيار وفقوس ) فمثلاً كتب كتبت أحد الأشخاص نصا ما وصفّق له أحدهم وقال أوووه قصيدتك روعة وما كتبه لا يتعدّى كونه خاطر أدبي ، هل يعرف ذلك القارئ الشعر وأنواعه وأوزانه وبحوره ، ما تقولي أشبه بانطباع يُحترم فقط ، شكرًا لك للمشاركة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top