السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت أن أضع بين أيديكم فكرة تتحدث عن بعض السلوكيات والممارسات التي تقودنا إلى التيه وربما فقدان تقديرنا لذواتنا ،،من خلال هذه القصة الرمزية البسيطة جدا ،، قصة الفراشة الحالمة ،،
........
في أحد البساتين ،،
حيث الخضرة ، والجداول الرقراقة ..
الهدوء والأنفاس النقية ،
تداعب الفراشات الملونة الزهور المتمايلة يمنة ويسرة ،، إيقاع جميل ،، تغرد الطيور بما يطرب الأسماع !
في المساء يعم السكون أرجاء البستان ..
......
بينما وعلى بعد عشرات الكيلو مترات ،،
تتلألأ الأضواء ، نجوم براقة وسط عبوس الدجى !
إنها المدينة التي أعتادت أحد الفراشات مراقبتها كل ليلة من بعيد ..
تحلق بها الأحلام ، والبهارج الصاخبة ، بعيدا عن واقعها الذي لم يعد يحتمل !
...
كان هذا ما استحوذ على لبها ،،
وأصبحت تحلم بمغادرة موطنها الطبيعي ، الذي يخلو تماما من مظاهر التحضر والتجديد !
وفي يوم اللقاء الموعود بالحلم المزعوم ،،
بعد توديع صويحباتها غير آبهة بدموعهن ،، توسلاتهن ..
تنقلت الفراشة الجميلة ..
تدافع الريح ، و تقاوم حرارة الشمس ،،
فلأجل الحصول على العسل ، لابد من تحمل لسع النحل ..
وفي المساء .. وصلت الفراشة إلى المدينة ،،
تتلألأ أنوار المصابيح في عينيها عن قرب ،
وأخيرا .. أصبحت داخل منظومة .. التطور ، التمدن !
تجولت في أرجاء المدينة ، سحرها جمال الحياة هناك ، ..
إلا أن جمال المصابيح لا يقارن بغيره ، فبقيت تتأمله وقد سلبها عقلها..
أقتربت منه قليلا ، ثم .. قليلا ..
شعرت بشيء من الدفء ، ..
وبجهل منها أقتربت بسرعة مذهلة من المصباح ،،
ارتطمت بزجاجة المصباح أولا ،
ولكنها أصرت على بلوغه ، بلهفة ، وبشيء من الغباء!
بعد ثوان ،، احترقت الفراشة .. وحيدة ..
هوت رمادا متناثرا ..
داسته الأقدام ،،
فلا هي بقيت في موطنها الطبيعي مستأنسة ،
ولا هي تأقلمت مع صخب المدينة ،، و برود الوحدة..
فكانت نهايتها المقيتة
لا إلى هولاء ولا إلى هولاء !
تقديري
Autumn leaves
.........
أحببت أن أضع بين أيديكم فكرة تتحدث عن بعض السلوكيات والممارسات التي تقودنا إلى التيه وربما فقدان تقديرنا لذواتنا ،،من خلال هذه القصة الرمزية البسيطة جدا ،، قصة الفراشة الحالمة ،،
........
في أحد البساتين ،،
حيث الخضرة ، والجداول الرقراقة ..
الهدوء والأنفاس النقية ،
تداعب الفراشات الملونة الزهور المتمايلة يمنة ويسرة ،، إيقاع جميل ،، تغرد الطيور بما يطرب الأسماع !
في المساء يعم السكون أرجاء البستان ..
......
بينما وعلى بعد عشرات الكيلو مترات ،،
تتلألأ الأضواء ، نجوم براقة وسط عبوس الدجى !
إنها المدينة التي أعتادت أحد الفراشات مراقبتها كل ليلة من بعيد ..
تحلق بها الأحلام ، والبهارج الصاخبة ، بعيدا عن واقعها الذي لم يعد يحتمل !
...
كان هذا ما استحوذ على لبها ،،
وأصبحت تحلم بمغادرة موطنها الطبيعي ، الذي يخلو تماما من مظاهر التحضر والتجديد !
وفي يوم اللقاء الموعود بالحلم المزعوم ،،
بعد توديع صويحباتها غير آبهة بدموعهن ،، توسلاتهن ..
تنقلت الفراشة الجميلة ..
تدافع الريح ، و تقاوم حرارة الشمس ،،
فلأجل الحصول على العسل ، لابد من تحمل لسع النحل ..
وفي المساء .. وصلت الفراشة إلى المدينة ،،
تتلألأ أنوار المصابيح في عينيها عن قرب ،
وأخيرا .. أصبحت داخل منظومة .. التطور ، التمدن !
تجولت في أرجاء المدينة ، سحرها جمال الحياة هناك ، ..
إلا أن جمال المصابيح لا يقارن بغيره ، فبقيت تتأمله وقد سلبها عقلها..
أقتربت منه قليلا ، ثم .. قليلا ..
شعرت بشيء من الدفء ، ..
وبجهل منها أقتربت بسرعة مذهلة من المصباح ،،
ارتطمت بزجاجة المصباح أولا ،
ولكنها أصرت على بلوغه ، بلهفة ، وبشيء من الغباء!
بعد ثوان ،، احترقت الفراشة .. وحيدة ..
هوت رمادا متناثرا ..
داسته الأقدام ،،
فلا هي بقيت في موطنها الطبيعي مستأنسة ،
ولا هي تأقلمت مع صخب المدينة ،، و برود الوحدة..
فكانت نهايتها المقيتة
لا إلى هولاء ولا إلى هولاء !
تقديري
Autumn leaves
.........