- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,346
- نقاط التفاعل
- 27,662
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
الخاطب المتسلسل… رجال يطرقون ألف بيت قبل الزواج
يحسب نفسه كازانوفا، بينما لم تطأ قدمه البندقية، ويبحث عن روز بينما لا يشبه هو جاك في تايتانيك… لديه عقدة أوديب، ولكنه لا يفقه المصطلحات النفسية، يدخل البيوت من أبوابها، ولكنه يغادرها من فجوات السقف خجلا. إنه الخاطب المتسلسل، الذي ضبطته الشروق العربي متلبسا ببوكيه ورد وعلبة حلوى رخيصة.في حالات عدة، يخطب الرجل مرات عدة لحاجة في نفس يعقوب. فهناك من يدمن الرؤية الشرعية ويدعي أنه لا امرأة تناسبه وتشطب كل خانات شروطه… هذه حال حكيم، شاب خطب أكثر من خمس مرات، وفي كل مرة يكلف نفسه شراء الحلوى وباقة الورد، وحتى خاتم الشوفة، ولكنه في آخر لحظة “يبطل”، لأسباب واهية.. فهذه طويلة عليه. وهذه ثخينة. وهذه سمراء جدا. وأخرى أسنانها ليست مصطفة كاللؤلؤ المنضود.. وأصبحت سمعته بين الناس سيئة ومقرونة بإدمانه الشوفة، وبقي على هذه الحال حتى خيرته أمه إما أن يتزوج فتاة من معارفه، وإما أن يصرف نظره عن الزواج نهائيا… أذعن حكيم، وهو الآن أب سعيد لولدين.
رحلة البحث عن الفوسيت
منير، حطم رقم حكيم في عدد الخطوبات التي وصلت ثماني مرات، ولم تكلل أي منها بالزواج.. وهو الآن لا يزال يبحث عن امرأة مثالية لا تعيش إلا في عالم أوتوبيا الخرافي.. وعن شروطه قال: “أريدها جميلة ومتعلمة وعاملة في سلك الطب أو التعليم وأن تكون بيضاء البشرة وشعرها أملس ولديها غمازة أي “الفوسيت”، وابتسامتها هوليوودية”… قائمة قد تطول إن أضفنا: لديها سيارة أو سكن ولا بد لها من أن تحترم أمه”.. الحديث عن منير ينقلنا إلى نهلة، التي جاء لخطبتها أكثر من أربعة خطاب، ولم يبد أحدهم نية الزواج. هذا الرفض المتواصل عصف بثقتها، وأصبحت ترفض الخطاب الذين يأتون ويروحون دون أن تتكلل هذه المراسم بالزيجة.عن مغامرات دان جوان الجزائر، والخاطب المتسلسل الأكثر فتكا من جاك سفاح لندن، نجد سيد علي، الذي خطب تسع مرات ما بين طلة خفيفة وشوفة أولية وخطوبة رسمية.. وخسر نقودا كثيرة بين الهدايا والحلويات والبوكيهات وبعض الخرجات المحترمة. ورغم أن في نيته الزواج، إلا أنه تمادى في الاختيار إلى درجة أنه حين تزوج طلق سريعا بسبب أهوائه المتقلبة.. منال، تفسر لنا وجهة نظر قد لا تخلو من حقيقة “الرجل كثير التردد على البيوت للخطبة، رجل ضعيف الشخصية أو كثير المغامرات… سمعت عن بعض الشباب الطائشين، الذين يتلاعبون بمشاعر البنات، ويدعون أن كل البنات لسن بنات فاميليا”. وتستطرد: “حين ينوي الزواج تهتز ثقته في نفسه، ويهرع من بيت إلى آخر، باحثا عن الفتاة التي لم يمسسها بشر”.
رجال على عتبة الحلال
السيدة نسرين، أخصائية في علم النفس الاجتماعي، تلخص مشكلة هذا النوع من الرجال في كونهم يريدون امرأة تشبه أمهم، دون أن يعوا ذلك.. وهذه حال معظم الشباب حاليا، ممن عاشوا وسط عائلات متفككة أو تخضع لسلطة الأب..وبمقارنة هذا الرأي مع رأي نوال، وهي طالبة في الطب، نجد أن هوة الأفكار سحيقة بين النساء، فهي ترى بأنه من حق الرجل أن يبحث عن المرأة التي يحلم بها، لكن عليه البحث الحثيث والتأكد من أن من سيخطبها تلائمه حقا. وهناك طرق شرعية للتأكد من ذلك. وهذا قبل أن يطرق الباب ويلج بيتا بحرمته وقداسته، ويرى ويمحص وكأن بنات الناس سلعة.. وتسترسل نوال في حديثها الممتع، وفاجأتني بتشبيه أراه بليغا: “إن كنت يا رجل تبحث عن هيام في سوق الجواري، فلن تنال إلا شجرة الدر تنهال عليك بقبقابها”.