السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا، مساء الخير
أبدأ أولا بالإجابة عن سؤال هل تصدق أن الجن يدخل ويستوطن فالجسد
من الأدلة على ذلك أنَّ النبي ﷺ كان يقول: ( اخرج عدو الله أنا رسول الله. ) في علاجه لصبي مجنون، وهذا دليل على أن الجن يدخل ويستوطن جسد الانسان، فكيف له أن يخرج إن لم يدخل ؟
كذلك قوله تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) .
و حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق.)
إضافة إلى أنَّ دخول الجني في جسد الإنسي ليس موضع خلاف في عقيدة أهل السنة والجماعة بل هو أمر ثابت لا خلاف فيه،
ومن أقوال بعض العلماء في هذا الشأن :
قال الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة: "إنهم (أي أهل السنة) يقولون : إن الجني يدخل في بدن المصروع"
قال عبد الله ابن الإمام أحمد: " قلت لأبي: إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة
أما فيما يخص قولك :
"زعمه ربي سبحانُ يخلق فينا ثغرة لدرجة ان مخلوق اخر يقدر يسلط عليك و يأذيك عادي؟"
يمكنني أن أعيد طرح نفس السؤال عليك بصيغة أخرى،
زعما ربي سبحانو يخلق فينا ثغرة لدرجة أن عقرب أو ثعبان يقدر يلدغك ويأذيك عادي ؟
بالطبع كل شيء بقدر، و لن يؤذيك شيء أو يسبب لك ضررا إلا بإذن الله، الجن محاط بنا طوال الوقت، ولا يتلبسنا أو يؤذينا، لماذا ؟ لأنه غير قادر على فعل شيء إلا أن يأذن الله له.
فيما يخص نقطة المعالجين والرقاة، كل يسير على هواه فمنهم الصالح والطالح، ولا يجوز التعميم على الجميع، فمنهم التقي الذي يخاف الله وعمله خالص لوجهه الكريم، ومنهم الفاجر الذي يتخذ الدين تجارة،
كما لا يصح أن تنفى الرقية الشرعية واعتبارها مجرد وسيلة للرقاة لكسب المال والشهرة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله رقاه جبريل عليه السلام، قال: «بسم الله أرقيك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، وشر كل ذي عين». مما يدل على وجود الرقية.
أما عن ان المصاب بالمس هو مجرد مريض نفسي أو شخص يتوهم بسبب ضغوطات الحياة فهذا خلط للأمور،
فالمكتئب مكانه عند الطبيب النفسي لا الرقاة، والمصاب بالمس مكانه عند الرقاء لا الطبيب النفسي،
والفرق بينهما بيِّن، فللإكتئاب أعراضه وللمس أعراضه
في أمان الله