السلام عليكم ورحمة الله
يعتبر شهر رمضان الفضيل بالنسبة للجزائريين تحديدا أحد أهم المواعيد الدينية والمحطات الروحانية الأكثر أهمية والأكثر قدسية يوليها الصغير والكبير الأجير والأمير اهتماما بالغا في عدة جوانب تخص التحضير والتجهيز والاستعداد لهذا الشهر المبارك حيث يتفق الجميع على أنه مجمع العبادات ومنبع البركات والرحمات ومبتغى التائبين والتائبات يستقبلونه بفرح وترحاب ويودعونه بلهفة واشتياق على أمل بلوغه لأعوام مديدة ان كان في الأعمار بقية.
لا تختلف كثيرا أجواء التحضير والاستعداد لاستقبال شهر الصيام و الطاعات بين مناطق الجزائر الشاسعة الا في بعض العادات والتقاليد المتوارثة عن الأجداد تخص أغلبها الأطباق والأكلات غير أن التقارب والتشابه والتقليد ساد بفضل انتشار وتوسع وسائل وفضاءات التواصل والاعلام والثقافة والسياحة من أنترنت وفضائيات تلفزية وغيرها جعلت كل هذه العادات تندمج وتمتزج في بعضها لتشكل لنا طابعا ومشهدا جزائريا ثريا ومتميزا عن باقي الأقطار العربية والاسلامية.
من بين أهم العادات أو التحضيرات التي عكف عليها الجزائريون عند كل موعد رمضاني هو تجهيز بيوت الله لاستقبال جموع العابدين يقصدون المساجد لتأدية فرائض الصلاة و قراءة القرآن وحضور الدروس الرمضانية المبرمجة طيلة ايام الشهر وكذا تأدية صلاة التراويح الموعد المقدس الذي ينتظره الجميع ويولونه منزلة وعناية خاصة فيتنافس فيه المأدون لهذه الصلاة في اختيار المساجد والساحات واختيار المقرئين البارعين وأجود القراءات وقد يتفق بعضهم على تخصيص مسجد مختلف لكل ليلة من ليالي رمضان المباركة ويتنقل الكثيرون بين مساجد المنطقة او مساجد مناطق مجاورة وفي هذه الفرصة الشعائرية تتزين كل المساجد لمرتاديها وتصدح جنباتها بتلاوات القرآن والدروس وأصوات الوعاظ وتعمرها حلق الدارسين والحفاظ و يتزين المقبلون عليها بدورهم بارتداء أبهى الأقمصة والألبسة وقد يخصصون جزءا من مصروفهم لاقتناء لباس مخصص لهذه المواعيد وعطور وسواك وسجادات ومسبحات وكل ما يشعرهم بخصوصية أيامه وقدسية أوقاته لمن أراد اغتنامها في زيادة الأجر والثواب وطلب المغفرة و الرحمة والانعتاق.
وتبقى المظاهر والعادات ملحقات لماهو أجلّ وأعظم كطهارة النفس والقلب والصدق والاخلاص في تأدية العبادات والثبات على طيب المعاملة و حسن الاخلاق في سائر الأشهر والأيام.
اللهم بلغنا رمضان اللهم سلمنا لرمضان و سلم رمضان لنا و تسلمه منا متقبلا يا رب العالمين.