أبو بكر الجزائري.. مؤلف كتاب "منهاج المسلم"
أبو بكر جابر عالم وداعية جزائري رحل إلى السعودية منتصف القرن العشرين،
حيث تولى التدريس بالمسجد النبوي الشريف لخمسين عاما وعمل أستاذا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وألف كتبا أشهرها "منهاج المسلم".
المولد والنشأة:
ولد أبو بكر جابر بن موسى بن عبد القادر الجزائري الأنصاري عام 1921 بقرية ليوة بولاية بسكرة جنوب الجزائر وقد نشأ يتيما في بيئة صحراوية متدينة.
الدراسة والتكوين:
بدأ دراسته بحفظ القرآن الكريم وبعض المتون في اللغة والفقه المالكي، ثم انتقل إلى مدينة بسكرة ودرس على مشايخها جملة من العلوم النقلية والعقلية.
ولاحقا انتقل إلى الجزائر العاصمة فدرس على الطيّب العقبي
واستقر في مدرسة عبد الحميد بن باديس ثم سافر إلى السعودية ودرس على عمر برّي ومحمد الحافظ ومحمد الخيال وعبد العزيز بن صالح.
في عام 1961 نال الشهادة العالية من كلية الشريعة بجامعة الرياض
كما حصل على إجازة من رئاسة القضاء للتدريس في المسجد النبوي الشريف.
الوظائف والمسؤوليات :
عمل في الصحافة فأنشأ "مجلّة الداعي"، وأسندت إليه إدارة جريدة اللواء.
وبعد رحيله إلى السعودية 1953 اشتغل بالتعليم فتولى التدريس بعض المدارس التابعة لوزارة المعارف وفي دار الحديث في المدينة المنورة، كما عمل أستاذا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منذ 1960 وحتى تقاعده 1986، وتولى التدريس بالمسجد النبوي الشريف لمدة خمسين عاما.
التجربة السياسية والعلمية:
قبل مغادرته وطنه انخرط أبو بكر الجزائري في المجال السياسي وشارك في "حزب البيان"، كما شارك في تأسيس حركة "شباب الموحّدين" ذات التوجه الإسلامي الوحدوي، وقد عرف لاحقا بمعارضته لنظام هواري بو مدين
وبعد استقراره في السعودية، ركز على الجانب العلمي دون أن يغفل الحديث في جوانب فكرية وعقدية ترتبط بالسياسة، فقد أعلن معارضته لتكفير الحكام المسلمين والخروج عليهم، ورأى أن ذلك كله لا يتحقق إلا على ضوء الكتاب والسنة والرجوع إليهما.
وأيد الجزائري انخراط الشباب العربي والإسلامي في الجهاد ضد الاحتلال السوفياتي لأفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي.
ورغم كونه يعتبر عالما سلفيا من حيث الفكر والمعتقد فإن الجزائري أفتى بمشروعية النظام الديمقراطي، وقد حث الجزائريين على التصويت في بعض المناسبات الانتخابية.
وقد دفع هذا الموقف بعض السلفيين السعوديين إلى القول إنه لا ينتمي إلى علماء السنة من منطلق أن "الحكم لله" وليس عبر النظام الديمقراطي،
لكن أكابر علماء السعودية يعتبرون الجزائري واحدا من أبرز شيوخ السلفية ولا يرون في تقبّله للانتخابات سببا للانتقاص منه.
وإلى جانب الوسط السلفي حظي الجزائري بتقدير الأوساط العلمية في البلدان العربية والإسلامية واعتبره الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين واحدا "من أبرز العلماء الربانيين والمفكرين الذي عرف عنه الورع والتقوى والعلم".
وقد عرف أبو بكر الجزائري على نطاق واسع بحكم ممارسته للتدريس بالحرم النبوي الشريف لخمسين عاما مما أكسب دروسه وكتبه زخما كبيرا، ويعد كتابه "منهاج المسلم" من أكثر مصنفاته قبولا وانتشارا في البلدان العربية.
كما اكتسب مكانة مهمة في الوسط الأكاديمي الشرعي من خلال عمله أستاذا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لأزيد من عشرين عاما.
وقد رفض أبو بكر الجزائري مجاملة القطاع المالي فحذر من الربا في كتابه "إلى اللاعبين بالنار".
وفي الجانب الطائفي رد أبو بكر الجزائري على علماء الشيعة وشنّع عليهم بخصوص استئثار آل البيت بمعارف نبوية وإلهية، وألف كتابا بالخصوص عنونه "نصيحتي إلى كل شيعي".
المؤلفات :
ومن مؤلفاته: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، حقوق المرأة في الإسلام، الدستور الإسلامي، الجهاد الأفغاني فرصة ذهبيّة للأمّة الإسلاميّة، إلى اللاعبين بالنار، أسس الدعوة وأدب الدعاة، من المسؤول عن ضياع الإسلام،
كما ألف "رسائل الجزائري" وهي 23 رسالة تبحث في الإسلام والدعوة.
ويبقى أشهر كتبه منهاج المسلم وهو كتاب عقائد وآداب وأخلاق وعبادات ومعاملات.
رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء