الاخلاق والتعاطف الانتقائي

سعد606

:: عضو فعّال ::
صُنّآع آلمُحْتَوَى
إنضم
3 جانفي 2019
المشاركات
2,357
نقاط التفاعل
4,268
النقاط
111
العمر
63
محل الإقامة
تقرت
الجنس
ذكر
تحية طيبة لأوفياء منتدى اللمة.. و بعد :
أحمل معي موضوعا خاصا و مهما جدا لمن أراد أن ننتناقش و نتباحث فيه خاصة و أنه موضوع وثيق الصلة بسمعة الإنسانية التي هي في انحدار و نزول بعد ما جرى من أحداث مزرية في حق إخوتنا بقطاع غزة التي ندعو الله أن يفك كربتها و أن ينصرها و يحررها من أيادي المغتصب الجبان عدو الإنسانية الذي يلبس لباس الضحية و البراءة بينما هو أكثر كيان وحشي خبيث على وجه الأرض و لذا ندعو الله أن يخلصها من جميع من لا يستحقها من فاسدين و منافقين و خونة و عملاء .. و من كل من لا يحمل قلب صادق محب مؤمن بعدالة القضية ..
فالموضوع بصراحة هو ذو طابع يتعلق بطبيعة و سلوك الناس في التعاطف مع بعضهم بعضا و قد رأيت و سمعت مؤخرا مصطلحا أثار اهتمامي و هو مصطلح) التعاطف الانتقائي ) ( و وجدت بأنه مصطلح دقيق و يصف بدقة ما قاله الفيلسوف الألماني في مثل مشهور و شائع يقول ( إذا قتلت صرصورًا فأنت بطل، وإذا قتلت فراشة فأنت شرير. الأخلاق لها معايير جمالية ( ، و المعنى واضح و هو أن كثير من الناس يمارسون تعاطفا إنتقائيا و ينحازون حتى في مشاعرهم و ذلك يظهر في ملامحهم و أقوالهم و أفعالهم و سلوكياتهم بشكل أو بآخر بحيث لا يشعرون بالألم و التعاطف ناحية شخص يبدو من وجهة نظرهم قبيحا و غير مستحسن لديهم و هو ما عبر عنه الفيلسوف بكلمة الصرصور بينما يشعرون بالألم ناحية شخص جميل و محبب إليهم و هو الفراشة .. و هذا التحيز في التعاطف حقيقي مجرب و ملموس في الطبائع البشرية و ليس من وحي خيال قائله ، و لا نعرف بعد لماذا نحن البشر نتحيز شعوريا و تعاطفيا ناحية ما يثير استحساننا فقط بينما لا نتأثر بالذي لا نشعر نحوه بأي شعور حتى لو لم يرتكب في حقنا بشكل متعمد ما يجعله مستقبح عندنا ، هو فقط انحياز شعوري صادر منا يجعلنا نمارس تعاطفا ذاتيا غير موضوعي بينما لا نبالي كثيرا بالذين لا يلبون حاجتنا إلى رؤية الجمال و الحسن و نذهب إلى نوع من التظاهر الزائف بأننا متعاطفون مع الجميع إلا أن ذلك مجرد قناع زائف تكشف زيفه كثير من المحطات و المواقف .. و الأمر ملاحظ و مجرب ..

و هذه الحقيقة الشعورية التي اكتشفها الفيلسوف نيتشه لا تجعل الفيلسوف نفسه منزه عن الوقوع في نفس ما قام بإدانته في مقولته الشهيرة تلك ، و هذا يفتح تساؤلا عميقا :
لما نحن البشر نتهم و ندعس الصرصور القبيح البريء و نجرمه لقباحته
بينما نبرئ الفراشة الجميلة المذنبة و نتعاطف معها لجمالها ؟ أين الخلل برأيكم ؟
و لما الأخلاق و الحظوظ و المكافآت و العقوبات تحمل صبغة جمالية عندنا كما قال الفيلسوف ؟

و ما ذنب أولئك الذين لا جمال لهم ؟ و كيف يصبحون أبرياء بدون الجمال ؟
 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْهُ، وإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
يقول الشاعر
انما الامم الاخلاق اذا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
بورك فيك على طرحك القيم دمت مبدعا في سماء المنتدى
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top