- إنضم
- 15 أوت 2009
- المشاركات
- 1,509
- نقاط التفاعل
- 3,330
- النقاط
- 76
- محل الإقامة
- الجزائر العاصمة
- الجنس
- أنثى
تولي أمير حكم العراق، وكان لا يعرف أباه في استتباب الأمن، وفرض النظام، وعد أنفاس الرعية، وكان مثل القدر المسلط على حياة العباد.
أمر رئيس جنده أن يطوف المدينة بالليل، وكان قد فرض على الناس عدم التجوال، والنوم إذا ما أذن المغرب، وعلى كل رجل أو امرأة أن يلزم وإلا لعلعل السيف بالدم، وعلى رئيس الجند إذا ما وجد أحدا يمشي ضرب عنقه من غير رحمة.
طاف رئيس الجند ليلة فوجد ثلاثة صبيان، فأحاط بهم وسألهم:
من أنتم حتى خالفتم أمر الأمير؟
فقال الأول شاعراً:
أنا ابن الذي دانت الرقاب له | | ما بين مخزومها وهاشمها |
تأتي إليه الرقاب صاغرة | | يأخذ من مالها ومن دمها |
وقال الثاني:
أنا ابن الذي لا ينـزل الدهر قدره | | وإن نزلت يوما فسوف تعود |
ترى الناس أفواجا إلى ضوء نهاره | | فمنهم قيام حـولها وقعـود |
وقال الثالث:
أن ابن الذي خاض الصفوف بعزمه | وقومها السيف حتى استقامت |
ركاباه لا تنفك رجلاه عنهما | إذا الخيل في يوم الكريهة ولت |
فلما أصبح رفع أمرهم إلى الأمير فأحضرهم، وكشف عن سرهم وحالهم فإذا الأول ابن حلاق، والثاني أبن بائع فول، والثالث ابن حائك ثياب.
فتعجب الأمير من فصاحتهم وقال لجلساته: علموا أولادكم الأدب فلولا فصاحتهم، لضرب أعناقهم ثم أطلقهم وأنشد:
كن ابن من شئت واكتسب أدبا | | يغنيك محموده عن النسب |
إن الفتى من يقول هأنذا | | ليس الفتى من يقول كان أبي |