صباحيات ... 34

سعد606

:: عضو فعّال ::
صُنّآع آلمُحْتَوَى
إنضم
3 جانفي 2019
المشاركات
2,389
نقاط التفاعل
4,324
النقاط
111
العمر
63
محل الإقامة
تقرت
الجنس
ذكر
جميل في كل صباح أن نقبل على الحياة سعيا على من نعيل، طلبا للمعاش، أو اكتسابا للعلوم، فإذا كان استحضار كل المعاني الجميلة في مستهل اليوم، يعين على بداية مشرقة وانطلاقة مستبشرة، فإن استذكار حقيقة الموت في هذه السانحة، لا يمكن أن يكون نذير شؤم يُتطير به، بل على العكس تماما هو نذير دعوة إلى البدار والعمل والمسارعة لآداء الحقوق وابراء الذمم، ورد النظام، فإن الأعمار مهما طالت، لن تجنبنا ذاك اللقاء محتوم، والحتف المعلوم.
البدار البدار إلى كل عمل ينحي من المهالك، ويثقل الموازين يوم العرض على المالك، فمذ بعث الله نبيه الكريم، أخبره النبأ اليقين "اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ".
وخاطبه وهو النبي المصطفى والحبيب المجتبى " إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ". تأكيدا على أن الموت الذي نفر منه مدكرنا لا مفر، وملاقينا لا محالة طالت الأعمار أو قصرت، فالكيس من اتعظ بمصير غيره وذان نفسه وزان عمله قد أن يوزن، وسارع للعمل قبل انقضاء الأجل.
لست أجد أعظم من رهبة ذلك الموقف أن ترتدي أجمل الثياب صباحا وتتخضب بابهى العطور، وأنت لا تدري أتضع عنك ثوبك في المساء كما لبستها، أم تنتهي بين يدي غسال يخلع عنك كل ما تجملت به، ليجهزك للرحلة الأخيرة، لصلاة ستتقدم صفوفها لكنك لن تصليها، لصلاة سمعت نداءها يوم استهللت الحياة، كنت تظنها بعيدة، لكنها مرت سريعا تلك الرحلة الطويلة كيوم، بل كساعة.
رحم الله عمي علي الرجل الطيب الهادئ الناصح المسالم، وربط على قلب زوجه، وألهم أبناءه وذويه صبرا يجتازون به محنة الفقد و يُعظم لهم به أجر الثبات والجلد.
إنا لله وإنا إليه راجعون
.
 
سلمت يمناك على الطرح القيم جعله الله في ميزان حسناتك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top