• [ مسابقة الماهر بالقرآن ]: هنيئا لأختنا فاطمة عليليش "Tama Aliche" الفوز بالمركز الأول في مسابقة الماهر بالقرآن التي نظمت من قبل إذاعة جيجل الجهوية وتحت إشراف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية جيجل. ونيابة عن كافة أعضاء وطاقم عمل منتدى اللمة الجزائرية نهنئك بهذا الفوز فألف ألف ألف مليوون مبروك هذا النجاح كما نتمنى لك المزيد من النجاحات والتوفيق وأن يكون هذا الإنجاز إلا بداية لإنجازات أكبر في المستقبل القريب بإذن الله. موضوع التهنئة

غطسة ليلية بين رايبي جميلة وكلاب البلاد

space-cowboy

:: عضو مُشارك ::
صُنّآع آلمُحْتَوَى
إنضم
17 سبتمبر 2020
المشاركات
270
نقاط التفاعل
766
النقاط
21
العمر
42
محل الإقامة
باريس
الجنس
ذكر




صيف عام 2018، وصلت إلى المغرب بعد غياب، وفي الليلة الأولى شعرت بحاجة إلى بعض الهواء النقي. الساعة كانت الثانية صباحًا، فقررت الخروج في جولة قصيرة لأحرّك قدميّ وانفض عن كتفي غبار بعض الحنين. الجو هادئ لدرجة مريبة. سرت حتى وصلت إلى شارع "طريق الغرب"، شارع لا ينام مبكرًا، حيث تظل الدكاكين مفتوحة حتى الفجر، أو هكذا يبدو. وفي طريق العودة، توقفت عند بقالة، اشتريت قنينة "بومز"، وأخرى "هواي"، ثم – ولسبب لا أفسّره حتى الآن – قررت شراء ثماني عبوات من رايبي جميلة. هل كانت لحظة حنين؟ ربما كانت لحظة ضعف… أو حب قديم.


في طريق العودة, وصلت إلى نقطة الانعطاف المؤدية إلى المنزل، كان أمامي خياران:

1- الطريق الأول : طريق مضاء، آمن، يسلكه الناس، كأنه طريق أهل الحكمة... لكنه أطول قليلًا.
2- الطريق الثاني : طريق مظلم، مهجور، تحيط به بقايا مؤسسة عمومية من جهة، وساحة شاحنات الرمل من جهة أخرى، حيث تحوم الكلاب كأنها ملوك الليل.


الدماغ قال: "اللي خاف اسلم"
القلب قال: "ولد البلاد ما يخافش."


الخيار العقلاني؟ الطريق الآمن.
الخيار الذي اخترته؟ الطريق الثاني، طبعًا. لأنني من من يتبعون قلوبهم. قلت في نفسي: "أنا ابن هذا المكان. تربيت هنا، أأخاف الآن؟ سأريك من اكون ايتها الكائنات اللعينة"


تقدمت في اتجاه الظلمة الحالكة في ليلة نام فيها القمر. اكاد لا ارى شيئا. والسكون سكون المآرب. بدا كل شيء هادئًا. لا نباح، لا حركة. قلت: "اللهم لك الحمد، الكلاب ناعسة." لكن، ما إن وضعت قدمي على أول رصيف بعد الظلمة… حتى سمعت نباحًا قويًا، صريحًا، واضحًا. نباح من النوع الذي لا يقبل إلا تأويلًا واحداً "أنت في عداد الأموات."

التفتُّ… كلب يجري وكأنه عنده ثأر شخصي معي. كلب من النوع اللي ترعرع في إطار عجلة شاحنة, وتغذّى على الخبز اليابس والحقد. وتدرّب في دوجو سري حيث تنحني الكلاب الأخرى أمامه حتى تخرج بدرجة نينجا حراسة. إنه كلب البلاد الحقيقي... محترف, قاسٍ, لا يرحم..

لا وقت للتفكير، لا وقت للشجاعة. ركضت بكل ما أوتيت من خوف، ناسيًا كرامتي، ومتذكّرًا أن النجاة أهم من الصورة.. وأنا أركض، واجهت أسوأ عدو في البلاد: الرصيف غير المتّفق عليه. الأرصفة هناك ليست أرصفة، بل فخاخ هندسية. كل جار بنى رصيفه حسب ذوقه ومزاجه الهندسي، وبعضها ينتهي فجأة بلا سابق إنذار.

وما حدث؟ ركضت فوق "رصيف الموت"، ثم فجأة… فراغ... غطسة تاريخية فـــي زوبية. والأجمل؟ عبوات رايبي جميلة تنفجر فوقي، وحدة تلوى الاخرى، كأنها مهرجان ألوان… بطعم الحليب والفراولة. تيشيرتي أحمر، مكتوب عليه بخط أبيض واضح: WTF
نعم… "ما هذا بحق الله؟" بكل لغات العالم.

الكلب؟ توقف فجأة. نظر إليّ وأنا مبلّل بالرايبي والمهانة، ثم استدار وعاد أدراجه. هل شعر بالرحمة؟ هل فهم أنني تعلمت الدرس؟ أم رأى أني نلت عقابي؟
لا يهم… النتيجة أنه غادر. وكُنتُ ممتناً له على تفهم الموقف وحفظه لما تبقى لي من ماء وجهي الشاحب.



بعد أيام، رويت القصة لابن عمي. ضحك حتى دمعت عيناه. ثم التقط حجرًا من الأرض، رفعه كمن يستعد لفتح مدرسة قتالية. قال لي بنبرة حكيم من زمن المجاعة: "كي تشوف شي كلب؟ هزّ حجرة، وريها لو… غادي يهبّط راسو." آه نعم…حل عبقري, في توقيت قاتل. كأن الوقت كان يسمح لي ألعب شطرنج نفسي مع الكلب، وأُقنِعَهُ أنني نينجا مضاد.


بعد أسبوع، مررت من نفس المكان. بقايا رايبي لا تزال على الأرض. مشققة، محترقة من الشمس، ككنوز أثرية شاهدة على لحظة إذلال بطولية.. لكن في قلبي؟ قصة عظيمة.

لأن العبرة تقول: حين تسقط… على الأقل، اجعل السقطة اضحوكة.
 
ههههههههههههه اضحك الله سنك
ردا على الناصح عندما قال لك احمل حجرا
اخبره ان عنترا لما رأى ثورا و فر هاربا
قيل له انت عنتر و تهرب من الثور
رد عليهم انا اعرف انني عنتر و لكن
هل الثور يعرف اني عنتر ههههه

ربما الكلب كان يمزح و انت لم تعرف هذا
الاهم انه خرج ناس ملاح و رأف بك
انا قصتي مع الكلب انتهت بنهشة
و حقن بالعشرات هههه
 
آخر تعديل:
لم يكن لهذا الموضوع مكان مناسب سوى منتدى فرغ واش في قلبك هههه وقد فرغته باسلوب فكاهي جعل من محنتك سكاتش من سكاتشات رمضان التلفزيونية
لولا الاختيار الخاطئ لما كانت الحكاية ولولا السقطة لما بانت الحكمة ولولا الرايبي لما اشفق الكلب

ربي يبارك فيك ضحكتني في هاذ الصباح 😀
 
ههههه هذا كلب يعف عند المقدره
حينما رأى حالك أبت نفسه ان تشارك الدهر عليك .. جميل بوحك ، شكرا ..
 
ههههههههههههه اضحك الله سنك
ردا على الناصح عندما قال لك احمل حجرا
اخبره ان عنترا لما رأى ثورا و فر هاربا
قيل له انت عنتر و تهرب من الثور
رد عليهم انا اعرف انني عنتر و لكن
هل الثور يعرف اني عنتر ههههه

ربما الكلب كان يمزح و انت لم تعرف هذا
الاهم انه خرج ناس ملاح و رأف بك
انا قصتي مع الكلب انتهت بنهشة
و حقن بالعشرات هههه


سأل عمرو بن العاص معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: "لقد أعياني أن أعلم، أجبانٌ أنت أم شجاع؟"
فقال معاوية: "شجاعٌ إذا ما أمكنتني فرصة، وإلا تكن لي فرصة... فجبانُ."

ومن فراسة المؤمن أن يزن الموقف برزانة. الكلب؟ عنده أنياب ومخالب، وأنا؟ كنت أحمل ساك بلاستيك فيه قنينات "بومز" و"هواي" ورايبي بالفراولة! يعني معركة غير متكافئة على جميع الأصعدة.

ثم كما يُقال: الحرب خدعة، والهروب ليس جبنًا، بل فنٌّ من فنون الكرّ والفرّ، وقد استخدمته قبائل كاملة في معاركها! ... على الأقل هذا ما نقوله نحن، معشر الفارّين، حين تضع الحرب أوزارها وننجو بأطرافنا كاملة ههههه


وإن أحببت أن أزيدك من تراث العائلة، فإليك هذه: قيل لي إن في إحدى المناطق المعروفة بخطورتها لكثرة الكلاب الضالة، كان الناس يتجنّبون المرور منها، إلا جدي، رحمه الله، كان من أهل الجلد، قليل الخوف، وهي خصلة – على ما يبدو – لم تُورّث إليّ بالتمام والكمال حسب تصوركم عن صاحبكم ههههه

تقول القصة : مرّ جدي ذات ليلة من هناك، فانقضّ عليه كبير الكلاب… فأمسكه جدي من فكيه، وقصمهما بيديه. أسطورة؟ حقيقة؟ الله أعلم. لكن مما تتداوله أفواه الشيوخ: "ربّي ولدك شيخ، لا تربيهش رقبة." ومعنى هذه الحكمة انه عليك ان تربّي ابنك على الرزانة والدبلوماسية، لا على التهوّر المذموم باسم الشجاعة. ولا يقول هذا الكلام إلا من استفاد من نكسات التهور تحت اسم الشجاعة.


على سلامتك أخي الأمين محمد، فعلاً أخطر ما في الموقف ليس العضة في حد ذاته، بل أثر العضة وما قد يترتّب عليها، خصوصًا وأن الكلاب عندنا، حسب علمي، غير ملقّحة...


نسأل الله السلامة للجميع
شكرا لمرورك الجميل وتعقيبك الأجمل
 
آخر تعديل:
لم يكن لهذا الموضوع مكان مناسب سوى منتدى فرغ واش في قلبك هههه وقد فرغته باسلوب فكاهي جعل من محنتك سكاتش من سكاتشات رمضان التلفزيونية
لولا الاختيار الخاطئ لما كانت الحكاية ولولا السقطة لما بانت الحكمة ولولا الرايبي لما اشفق الكلب

ربي يبارك فيك ضحكتني في هاذ الصباح 😀


القلب واش راه رافد هههههه
أحببت أن أشارككم هذه القصة كنوع من الأطروفة، تناسب شيء من الترفيه في أجواء رمضان المباركة.
تفكّرت "سكيتشات بلا حدود" لي كنا نتفرجوا فيها في التسعينات... آه يا ليّام.
كان رمضان فيه بركة عجيبة... مزيج من العبادة والضحك، اللعب والاجتماع مع العائلة، السهر وتهليلات الفجر...
نوستالجيا لن أغرق فيها كثيرًا...
اتركونا مع السقطة المدوّية بنكهة الفراولة 🍓


بارك الله فيك أخي أبو عاتكة (واخا ولفت نقول فريد ابو فيصل... ان شاء الله ما تكون غيرت الاسم لزعل مع فيصل هههههه)

تشرفت بمرورك ونوّرت الموضوع بتعليقك المرح.
 
ههههه هذا كلب يعف عند المقدره
حينما رأى حالك أبت نفسه ان تشارك الدهر عليك .. جميل بوحك ، شكرا ..


هههههه
صدقتَ أخي الجنتل،
ذلك كلبٌ حليم… يعفّ عند المقدرة.
يا ليت الإنسان يتعلّم من حِلم الكلاب، ووفاء الكلاب، وشجاعة الكلاب،
لكن رغم هذه الخصال الجليلة، لا يزال "صديق الإنسان" يُسب بإسمه الإنسان والأيام، ويُقال:
"تتكالب عليك الأيام!"


يا ليت الأيام تتكالب علينا، ولا "تتأنسن" علينا...


شكراً لك على مرورك الراقي،
نورتنا بتعليقك الأجمل.
 


أكتب ردك هنا...
العودة
Top