بين القلب والعقل

Oktavio_hinda

:: عضو فعّال ::
أوفياء اللمة
إنضم
15 أوت 2009
المشاركات
1,945
الحلول المقدمة
1
نقاط التفاعل
5,444
نقاط الجوائز
600
الجنس
أنثى
8ea54432a8cf3b2ee6742a882af2b114.jpg

بين القلب والعقل

القلب يمثل العاطفة الأحاسيس الانجذاب والرحمة هو صوت الإحساس الداخلي الذي لا يخضع دائما للمنطق لكنه يعكس مشاعر الإنسان ورغباته العميقة

العقل يمثل المنطق التحليل الحكمة والحسابات الدقيقة هو الذي يزن الأمور بالعقلانية ويبحث عن الحلول الواقعية.



ميزان القلب والعقل يعني:

الوصول إلى حالة من الانسجام، حيث لا يطغى القلب فيقودنا إلى قرارات متهورة ولا يطغى العقل فيجردنا من إنسانيتنا هو السعي لقرار متزن يجد صداه في القلب ويوافقه العقل.

c339b53cc7ebfcea4323a9b9820dcf1b.jpg
ما رأيكم انتم
 

المرفقات

  • 8ea54432a8cf3b2ee6742a882af2b114.jpg
    8ea54432a8cf3b2ee6742a882af2b114.jpg
    34.3 KB · المشاهدات: 0
قالَ الله تَعالى فِي سورَة الحَج، آيَة رقَم (46) "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا"، وَقيلَ لابنِ عَباس، بِماذا نلتَ العلمِ، قالَ: بِلسانِ سَؤول وَقلبِ عَقول، خَلق الله الإنسَان وَميزهُ بالعَقل الذي به يُدرك مُحدثات وحَقائق الأشيَاء، وَأكرَمهُ بَأن جَعلهُ عَاقلاً مفكّراً، فالعقلُ هوَ القُوة التي تُساعدهُ عَلى استنباطِ التَرابطَات وَحلّ المُشكلات بِصورة عَقلانيّة، وَأنعمَ عَليه بقَلب ينبضُ بين ضُلوعه ليقيمَ شَعائر الحَياة.

العَقل والقَلب مُتضادان مُتكاملان، فالعقلُ امتازَ بالصَلابة والقُوة، إذ يرتكزُ دَائماً على المنطقِ والاستِدلال، ويحكُم في مُختلف القَضايا وفقَ مَعايير جَازمة، بينمَا اختصَّ القَلب باللينِ واليُسر، وَكلاهمَا لا غِنى للإنسَانِ وبنائهِ الروحِي عَنهما، فصلابةُ العَقل تلطفُها رقّة القَلب، ولِين القَلب يُهذبه تَدبير العَقل. يَعيشُ الإنسَان في حَياته بِمحركات مِن مُقتضى حِكمته وفَيض مشاعره، أي أن عَقله وقَلبه هُما اللّذان يُحددان سُلوكه ويستَأثران في طبَيعةِ مَساره وَفعالياته. قَد يَختلف العَقل عَن القَلب تبِعاً لانقسَامه الذاتيّ وَمن ثُم الخَارجي، حيثُ أنَّ المُتعارف عَليه بأنَّ العَقل يرتبطُ بالمَاديات والعَاطفة بالمَشاعر.



وفيمَا يَتعلق بمشَاعر الحُب وَالتَقدير؛ فَلابدّ من استخدَام العَقل أولاً للاقتناعِ بالفكرَة والهَدف، بمعنى أنَّ القَلبَ يحتاجُ إلى ما يَستوثقه بأنَّ الشَخص الذي حازَ عَلى مَشاعر الإعجَاب والاهتمَام يَستحقُ ذلك، وإذا كانَ العَقل هوَ وقودُ العِلم والمَعرفة؛ فإنَّ القَلب هوَ صُندوق المَشاعر لسَكينة الإنسَان ولصَالح استِقراره النَفسي والفِكري والمَادي، وَقيلَ ضَع قَليلاً مِن قلبكَ عَلى عَقلكَ فَيلين، وَضع قليلاً مِن عَقلكَ عَلى قلبكَ فيستقيم.



جَعل الله محَل العَقل في القَلب، وهَذا يُدلل لنا أنَّ القَلب هُو مَحل الإدرَاك والتَمييز، وأنَّ بصَلاحه يَصلح البَدن، ويُصحصح الحَقَّ ويَظهر، وبِسَوادها يظلمُ الإنسَان وَيجهَل​

التَفضيلُ بينَ اختيارات العَقل والقَلب قد يكونُ مُتعذراً في كَثير منَ الأحيَان، ويزدادُ الطينُ بلّة إذا كَانت المَواقف تَستدعي إفتاءً في التوّ واللَحظة، فقد يَكون هُناك أشخَاص نِظامهم الفِكريّ يَطفحُ عَلى نِظامهم العَاطفيّ، وَآخرينَ نظامهم العَاطفي يَطفح عَلى الفكري، وَهذا هُو جَوهر الفِرق بين الفِكريينَ والعَاطفيينَ، إلا أن هُناك تَداخل كَبير في أعمَال القَلب والعَقل، وإن كانَ التَفاوت كبير بينهُما، فكلّ منهمَا يكمّل الآخَر، فالعَقل يختارُ ويُدرك المَوقف، فهو مَناط التَكليف، ثمّ يُقدم الدَليل، فَيستفتي القَلب، فيَقوم القَلب بالنظَر إليهَ من زاويتهِ الخَاصّة، ثمّ بَعد ذلكَ تَصدر الأحكَام قولاً وفعلاً.

إنّ أسلوبَ الجَمع التناغُمي والانسجَام بينَ العَقل والقَلب، وقِيام القَلب والعَقل بتأديةِ وَظائفهما مَعاً في آن واحِد، وَعدمِ الاستِسلامِ لأحدهمَا بطابِع الأنَانية، والانجرَاف لأهواءٍ ذَاتية مُفتقرة الرُوح الإنسانيّة، يَجعل من حياتنا صُورة مُتكاملة بطريقةٍ مُتوازنة، ويَضمنُ لنا السَير نَحو الطَريق السَديد بَعيداً عَن المُؤثرات الخَارجية. لَقد عُني الإسلامُ في بناءِ المُوازنة في الحَياة بينَ العَقل والقَلب، وقَد ظهرَ ذلكَ في وَصف الله تَباركك وتعالى المُؤمنين في سُورة الفَتح، آيةِ رقم (29)، قَال الله تعالى في كتابهِ العَزيز الكَريم: "أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ"، وهذهِ مِن صِفات الأضدَاد، أن يكونَ المُؤمن شَديداً عَنيفاً عَلى الكُفار، رَحيماً بالأخيَار، فالأولَى من العَقل والثَانية منَ القَلب. استوقَفتني أيضاً آية رقم (90) من سُورة النَحل، قَال الله تعالى في كتابهِ العزيز الكريم: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ"، جَاء الأمرُ الإلهيّ جَلياً في التوازنِ والتوافقِ بينَ العَدل والإحسَان، فالعَدل هُو المِيزان العَقلي ومُقتضَى الحكمَة، والإحسَان هوَ الرَحمَة القَلبية وفَيض العَاطفة.



جَعل الله محَل العَقل في القَلب، وهَذا يُدلل لنا أنَّ القَلب هُو مَحل الإدرَاك والتَمييز، وأنَّ بصَلاحه يَصلح البَدن، ويُصحصح الحَقَّ ويَظهر، وبِسَوادها يظلمُ الإنسَان وَيجهَل، فقَلبُ الإنسَان له دَورٌ في التَعقّل والإدرَاك والمَنطق، ولبياضِه دَور في نجاةِ الإنسَان مِن الشَهوات والشُبهات، والوُصول بالطَاعات إلى أعَلى الجَنات، وجَعل الله تعالى أيضاً العَقل الذي يَميز بينَ الحَق والبَاطل، وبينَ المَعروف والمُنكر، وبينَ الخَير والشَر، في القَلب.. النَبضُ عليكَ بالمُحافظَة عَلى نَقاءِ قَلبك وَصفَاء عَقلك، وابتغِ مِن حُسن عَقلك، يَقظة قَلبك، فالسَعادة مَناطها السَير بعقلٍ يتدبّر، وَقلبٍ يتصوّر.. "العَقلُ يُنذرنَا بِما يَنبغي تَجنبَه، والقَلب يَقول لنَا مَا يَنبغِي فعلهُ".
 
آخر تعديل:
اخي الياس ردك هذا موضوع بحد نفسه فعلا يحمل الكثير من الحكم شكرا لك على الإضافة القيمة والمفيدة
شكرا لمرورك والاضافة المفيدة
تحيتي لك
 
أمممم عندما يأتي حديث القلب
اجده يخفق بسرعة ههههههه
عندما يكون الامر يخص المجتمع عموما انا استعمل عقلي كثيرا
و لا اندفع بل افكر قبل اي قرار او اي علاقة او تواصل او عمل
لكن عندما يتعلق الامر بأسرتي تغلبني عاطفتي و قلبي
ربما عواطفي تصبح جياشة معاهن خاصة انهن بنات و يستحققن عطفا اكثر و حماية اكثر
و حبا اكثر و رعاية اكثر اصبح حساسا اكثر و يغلبني قلبي
فقلبي ليس ملكي بل ملك اسرتي المدام و البنات
 
شخصيًا، أجد نفسي كثيرًا في صراع بين ما يشعر به قلبي وما يمليه عليّ عقلي
قلبي يدفعني أحيانًا نحو قرارات جريئة، مليئة بالشغف، حتى لو لم تكن محسوبة بالكامل
أما عقلي، فهو يحاول دائمًا أن يحميني، أن يبطئني، أن يجعلني أرى الصورة من بعيد

أبحث عن توازن بين العقل والقلب في كل مرة …
توازن لا يلغي الشعور ولا يُطفئ التفكير، بل يجعل كلاً منهما مرشدًا للآخر ..

شكرا هند
 
هل الخوف محسوب مع القلب ام هو طرف ثالث متحرر مستقل عن العقل والقلب لانو كثير الحصور في الاجتماعات المغلقة بينهما بل انه عمي الحاج الذي يقعد دوما في الحي ولا يتركنا نلعب خارج البيت.

اغلب القرارات تباشرها الحوافز و الاحلام وينهيها الخوف من العواقب شكلها شكل جامعة الدول العربية. العقل يريد والقلب يريد والخوف يمرق الحالة.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 🌹
جزاك الله خيرا اختي على الموضوع القيم
عن نفسي اقدم عقلي ومنطقي على قلبي وعاطفتي هكذا رباني والديا بعقلانية أكثر من تربية عاطفية لا اقصد بالعاطفة أنهم حرموني من الحنان والعاطفة بل اقصد ربوني على مبدأ عقلاني منطقي لا بمبدأ هي بنتي صغيرة واخر العنقود مدللة نغمض العين عن خطاها أو نتركها على هواها بسبب رقة قلبيهما نحوي بل ربوني على مبدأ صح او خطأ لا مجال عاطفي بينهما مبدأ حق أو باطل حرام او حلال اسود او ابيض .فكبرت على هذا المبدأ العقل ثم العقل ثم العقل وبعد تأتي العاطفة وحسب ما تطلبه المواقف.واذا تساوى عقلي وعاطفتي هنا اغلب عقلي على عاطفتي لأن اتباع العاطفة اغلب الاوقات يؤدي للمهالك لكن اتباع العقل حتى لو تتالم اول الامر تربح راحتك مستقبلا عكس العاطفة
 
السلام عليكم

الكثير يرى القلب و العقل خصمان
و دائما القلب يلعب دور ذلك المتهور الذي تحكمه مشاعره و سلطان الهوى قائدا عليه فتُطمس الحقائق و يُزيَن القبيح لانه القلب يهواه فيمكن ان تكون عواقبه سيئة عكس العقل الذي يحكم بعد تحليل الحقاىق غير متسرع يعطي احتمالات كثيرة يظهرلنا الجانب السيء و الجانب الجيد بنسب متداخلة و هذا ما لا يفعله القلب اللي يدمرك في واد في الكثير من الأحيان هههه

لكن لو نرى القضية من منظور آخر تشاركي ، أرى القلب والعقل ليسا خصمين، بل شريكين في رحلة اتخاذ القرار. القلب يعطي للقرار روح ومعنى، والعقل يعطيه توازن واستمرارية. لما يسيران بالتوازي و ترابط منطقي بينهما ، فغالبا نصل لنتائج ترضينا على المدى القريب والبعيد..


بارك الله فيك على الموضوع
 
بعد التجارب اللي مريت بيها تذكرت قول أحد القضاة درسني في الكفاء المهنية للمحاماة قال إذا أردت أن تنجح في مجال القضاء و المحاماة لا تحكم قلبك إطلاقا لأنه قد يغريك بملذات الحياة أو يجني عليك لتنساق لما هو مخالف لمبادئك و ما هو منطقي..
 
العودة
Top