السلام عليكم و رحمة الله
(كم أشتاق لأن أكتب في منتداي الغالي ، الذي لطالما بعد الله ألجأ إليه ، والذي تشتهي أناملي لياليه لتكتب عن الكثير )
كتكملة لموضوع الأخت @لمعانُ الأحداق في منتدى "قسم النقاش والموضوع الهادف"

عَلى هامشِ الضّوءِ : تأمّلاتٌ في واقعِ الصّحة النّفسيةِ المنسيّة
والذي يتحدث عن "الصحة النفسية المنسية" ، التي تعتبر عقدة بين الناس و مجتمعاتنا ، و ذهابك لطبيب و أخصائي نفسي يعني أنك مختل عقليا ، و يا ريت يتوقف الأمر هنا ، الجميع يتحدث عنك بكلام يؤذي قلبك و مشاعرك ، و لاسيما إذا كنت تملك من الأقارب من هو طبيب مختص في مثل هذه الأمراض النفسية ، فتذهب إليه على أساس القرابة و لأجل أن يعطيك من الوقت ما يكفي لسماع ما تمر به ، لكن حتى هذه المهنة ، مهنة "الطب" لم يعد أحد يحافظ فيها على "سر المريض" فيحكي لإخوته و أقاربك الآخرون عن مرضك لتصبح بينهم كالمجنون الذي يشفقون عنه تارة ، وتارة أخرى يشمتون فيه .. تصبح حديثهم الدائم ، فإذا التقيتهم سألوك عن مرضك وهل شفيت ، فتصاب أنت بالذهول والصدمة لأنك لم تخبر أحدا عن مرضك وعلاجك .. وهنا تفقد الثقة في كل من حولك .. وترى نفسك و كأنك من تطلب الشفقة منهم والتي لا تريدها منهم أصلا ، فلطالما كنت قويا صامدا في وجوههم لا تتخلى عن قوتك التي أعطاها الله لك لتقاوم بها في هذه الدنيا ...
(لقد مررت بهذه التجربة ، فلا أحكيها لكم هكذا لأمررها كلمات فقط)
حين لا يمكنك التجاوز ، وتجد نفسك في دوامة لا تدري كيف وضعت داخلها ، تخفي كل ما تمر به من مشاعر خوف ووساوس مرض لا تعلم عنه شيئا ، ولا يملك الأطباء له أدوية سوى قولهم "أنت طبيب نفسك" وتجد نفسك محملا بأدوية تخفيها عن الناس خيفة أن يقال عنك ما لا يرضى به قلبك فيؤلم ، و ينظرون إليك نظرة "المريض العقلي" وحتى الصيدلي يخبرك أن تخفيها جيدا
وكأنك تشرب "مخدرات" .. "هل حقا أي منا يريد أن يشرب مثل هذه الأدوية ؟ " لم مثل هذه الكلمات دائما ، لماذا مثل هذه النظرات إليك .. ؟
سيمرر إليك أقرب من هم لك أياديهم ليمسكوا بك حين تشتد دموعك فتجري على خديك رغما عنك ، ليحاول كل منهم أن يقربك إليه ، و يا خيبتاه فهم لا يدركون أنهم بهذا يبعدونك عنهم و يجعلونك تكتشف حقيقتهم التي لطالما حاولت الصبر عنها ، إلى حين انتهى كل شيء بين لحظة كما حدث مع سيدنا " نوح" عليه السلام حينما تركه الله يحاول أن يشد ابنه إليه و كان صابرا صبر الحزن وليس صبر الفهم لأنه حينها فرق بينهما الموج هنالك فهم نوح عليه السلام أنه الله حين قال له {إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ..} مهما حاولت فلن تستطيع تغيير شيئا بداخل إنسان ألا و هو القلب الذي إن كان رافضا للتغيير فلن تستطيع فعل حتى القليل و إن حاولت و كنت من "الصابرين" لن تستطيع ..
لكن الله يتركك ليوم سيأتي يوما ما ، إلى حين تصل لقوة العبارة " وصاحبهم في الدنيا معروفا " ، كلمات السمآء دواء لنا و طريق مستقيم لن تقع فيه في الخطأ مرة أخرى ، فقوله تعالى :" واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا " .. ثم ماذا بعد هذا كله .. ؟
عن إبراهيم عليه السلام حين قال لأبيه :"سلام عليكم سأعتزلكم .. ." وانتهى كل شيء هنا بنقطة ما بقي غير الدعآء ، عودة لنفسك التي تخليت عنها و أكثرت عليها اللوم و أرهقتها بما لا طاقة لها به . .
أعطيتهم كل ما لديك ، نظرت إليهم بصفآء قلبك بينك وبين الله يعلم ما كنت تفلعه ، يدري الله ما تمر به .. لكن حين وصلت إليك رسالة "المصيبة" كيف نظر إليك الجميع ..؟ ، نظرة "الجايح"
و
نظرة أن "الجميع يتحدث عنك في كل شيء ، دون معرفة ما أنت عليه .."
هل حاول أحدهم مساعدتك .. ؟ هل تقبل المجتمع و الأقربون فكرة أنك " قد تتغير في لحظة ..؟ ، أو أنك قد تصل لدرجة الحزن الذي يجعلك شخصا آخر ليس كما عهدوه بالأمس .. ؟
للأسف تبقى أخيرا عبارة : "الجميع تخلى عنك ، و خلفك إن لم يفعلوا شيئا فإن كلامهم أشد من الفعل و أقسى . . "
لذلك ستكون هنالك في كل مرة ، أمر فيها على المنتدى رسالة عن "الصحة النفسية المنسية" ..
كيف بدأ البعض منا يعيش فترات حياته من طفولة ، وبدايات معاناته كانت أنه "طفل" لا حول ولا قوة له والتي "لا يحسن عونك فيها حتى واحد " ..
بقلم "Tama Aliche"
(الصحافية الساخرة سابقا و حتى اليوم )
#يتبع (إن شاء الله)
(كم أشتاق لأن أكتب في منتداي الغالي ، الذي لطالما بعد الله ألجأ إليه ، والذي تشتهي أناملي لياليه لتكتب عن الكثير )
كتكملة لموضوع الأخت @لمعانُ الأحداق في منتدى "قسم النقاش والموضوع الهادف"

عَلى هامشِ الضّوءِ : تأمّلاتٌ في واقعِ الصّحة النّفسيةِ المنسيّة
والذي يتحدث عن "الصحة النفسية المنسية" ، التي تعتبر عقدة بين الناس و مجتمعاتنا ، و ذهابك لطبيب و أخصائي نفسي يعني أنك مختل عقليا ، و يا ريت يتوقف الأمر هنا ، الجميع يتحدث عنك بكلام يؤذي قلبك و مشاعرك ، و لاسيما إذا كنت تملك من الأقارب من هو طبيب مختص في مثل هذه الأمراض النفسية ، فتذهب إليه على أساس القرابة و لأجل أن يعطيك من الوقت ما يكفي لسماع ما تمر به ، لكن حتى هذه المهنة ، مهنة "الطب" لم يعد أحد يحافظ فيها على "سر المريض" فيحكي لإخوته و أقاربك الآخرون عن مرضك لتصبح بينهم كالمجنون الذي يشفقون عنه تارة ، وتارة أخرى يشمتون فيه .. تصبح حديثهم الدائم ، فإذا التقيتهم سألوك عن مرضك وهل شفيت ، فتصاب أنت بالذهول والصدمة لأنك لم تخبر أحدا عن مرضك وعلاجك .. وهنا تفقد الثقة في كل من حولك .. وترى نفسك و كأنك من تطلب الشفقة منهم والتي لا تريدها منهم أصلا ، فلطالما كنت قويا صامدا في وجوههم لا تتخلى عن قوتك التي أعطاها الله لك لتقاوم بها في هذه الدنيا ...
(لقد مررت بهذه التجربة ، فلا أحكيها لكم هكذا لأمررها كلمات فقط)
حين لا يمكنك التجاوز ، وتجد نفسك في دوامة لا تدري كيف وضعت داخلها ، تخفي كل ما تمر به من مشاعر خوف ووساوس مرض لا تعلم عنه شيئا ، ولا يملك الأطباء له أدوية سوى قولهم "أنت طبيب نفسك" وتجد نفسك محملا بأدوية تخفيها عن الناس خيفة أن يقال عنك ما لا يرضى به قلبك فيؤلم ، و ينظرون إليك نظرة "المريض العقلي" وحتى الصيدلي يخبرك أن تخفيها جيدا

سيمرر إليك أقرب من هم لك أياديهم ليمسكوا بك حين تشتد دموعك فتجري على خديك رغما عنك ، ليحاول كل منهم أن يقربك إليه ، و يا خيبتاه فهم لا يدركون أنهم بهذا يبعدونك عنهم و يجعلونك تكتشف حقيقتهم التي لطالما حاولت الصبر عنها ، إلى حين انتهى كل شيء بين لحظة كما حدث مع سيدنا " نوح" عليه السلام حينما تركه الله يحاول أن يشد ابنه إليه و كان صابرا صبر الحزن وليس صبر الفهم لأنه حينها فرق بينهما الموج هنالك فهم نوح عليه السلام أنه الله حين قال له {إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ..} مهما حاولت فلن تستطيع تغيير شيئا بداخل إنسان ألا و هو القلب الذي إن كان رافضا للتغيير فلن تستطيع فعل حتى القليل و إن حاولت و كنت من "الصابرين" لن تستطيع ..
لكن الله يتركك ليوم سيأتي يوما ما ، إلى حين تصل لقوة العبارة " وصاحبهم في الدنيا معروفا " ، كلمات السمآء دواء لنا و طريق مستقيم لن تقع فيه في الخطأ مرة أخرى ، فقوله تعالى :" واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا " .. ثم ماذا بعد هذا كله .. ؟
عن إبراهيم عليه السلام حين قال لأبيه :"سلام عليكم سأعتزلكم .. ." وانتهى كل شيء هنا بنقطة ما بقي غير الدعآء ، عودة لنفسك التي تخليت عنها و أكثرت عليها اللوم و أرهقتها بما لا طاقة لها به . .
أعطيتهم كل ما لديك ، نظرت إليهم بصفآء قلبك بينك وبين الله يعلم ما كنت تفلعه ، يدري الله ما تمر به .. لكن حين وصلت إليك رسالة "المصيبة" كيف نظر إليك الجميع ..؟ ، نظرة "الجايح"
و
نظرة أن "الجميع يتحدث عنك في كل شيء ، دون معرفة ما أنت عليه .."
هل حاول أحدهم مساعدتك .. ؟ هل تقبل المجتمع و الأقربون فكرة أنك " قد تتغير في لحظة ..؟ ، أو أنك قد تصل لدرجة الحزن الذي يجعلك شخصا آخر ليس كما عهدوه بالأمس .. ؟
للأسف تبقى أخيرا عبارة : "الجميع تخلى عنك ، و خلفك إن لم يفعلوا شيئا فإن كلامهم أشد من الفعل و أقسى . . "
لذلك ستكون هنالك في كل مرة ، أمر فيها على المنتدى رسالة عن "الصحة النفسية المنسية" ..
كيف بدأ البعض منا يعيش فترات حياته من طفولة ، وبدايات معاناته كانت أنه "طفل" لا حول ولا قوة له والتي "لا يحسن عونك فيها حتى واحد " ..
بقلم "Tama Aliche"
(الصحافية الساخرة سابقا و حتى اليوم )
#يتبع (إن شاء الله)
آخر تعديل: