hakim4algeria
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 7 أوت 2006
- المشاركات
- 144
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
- العمر
- 50
الدولة الجزائرية وقنابل فرنسا
والشرط الثاني: أن لا تشكل هذه القواعد خطرا على الصحة العمومية في الجزائر أو خارجها·· هذان الشرطان المذكوران في كتاب سيرج مورو لا يظهران بشكل واضح في نص الاتفاقية، هذا النص الذي لا يشير أيضا بوضوح لإمكانية إجراء تفجيرات، كما يدعي المسؤولون الفرنسيون·· وعن سؤال لنا للسيد دحو ولد قابلية، الرئيس الحالي لجمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة ''مالف'' أثناء محاضرة ألقاها في المركز الوطني للأرشيف ببئر خادم، هل سمحتم بشكل علني أو سري مباشر وغير مباشر لفرنسا باستعمال الأراضي الجزائرية لإجراء تفجيرات ذرية؟ فقال ولد قابلية ـ الذي كان وقتها في الثورة مسؤول القسم العسكري بقاعدة ديدوش مراد بطرابس، وكان ضمن اللجنة التي درست الاقتراحات الفرنسية وزودت الوفد الذي ترأسه كريم بلقاسم بالإجابات، قال: أبدا ''محال''·· مؤكدا تحليل سيرج مورو القائل: إن المفاوض الجزائري لم يسمح بأي شكل لفرنسا بتفجير قنابل ذرية في الصحراء الجزائرية· أما الحكومة الجزائرية بعد الاستقلال فإنها احتجت على تفجير فرنسا قنبلة ''زمرد'' يوم 18 مارس .1963 واجتمع مجلس الوزراء يوم السبت 17 مارس وحذر فرنسا وطالبها بعدم إجراء التفجير، وأخذت المأساة أبعاد أزمة، حيث قام وزير الخارجية المرحوم محمد خميستي بتحذير السفير الفرنسي· كما تم استدعاء سفير الجزائر بباريس آنذاك عبد اللطيف رحال (المستشار الديبلوماسي الحالي لرئيس الجمهورية)· اجتمع المجلس التأسيسي للتنديد بالتفجير الفرنسي والمطالبة باتخاذ إجراءات ضد الدولة الفرنسية· كما نظم الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين مظاهرات عارمة رفعت فيها شعارات ''القنبلة في باريس''، ''إعادة النظر في اتفاقيات إيفيان''، واجتمع الرئيس بن بلة بالطلبة لتهدئة الأمور وتفادي أعمال عنف ضد الفرنسيين في الجزائر· كل هذه الأحداث التي تناقلتها وكالة الأنباء الفرنسية، ومبعوث جريدة ''لوموند'' فيليب هرمان، تكذب أطروحة بيرتران فولد شميث· لكن بعض الغموض لايزال يخيم على هذه المسألة، سيما وأن فرنسا أجرت تسع تجارب أخرى في الهفار، وكانت التجربة الأخيرة باسم ''جورجيت'' يوم 16 فيفري .1966 وفي سؤال للرئيس السابق أحمد بن بلة، في عام 2005، أكد لنا أنه رفض التجارب واستعملها ورقة ضغط لتأميم الأراضي الفلاحية وبالخصوص متيجة، وهي من أخصب الأراضي في العالم· وما كان بالإمكان استرجاعها لأن اتفاقيات إيفيان تنص صراحة على بقاء الملكية المكتسبة للأوروبيين· وقد غادر الجيش الفرنسي قواعد ''رفان'' تاركا عشرات الآلاف من الأطنان والمعدات المشعة تحت الرمال، وأحاط جبال إنيكر بالأسلاك الشائكة، في الوقت الذي صرفت فيه فرنسا ملايير الفرنكات لتطهير جزر موروروا وفانفاتوفا ببولينيزيا الفرنسية، وتفكيك المنشآت التي تركتها هناك· وهو الشيء الذي لم يحدث في الجزائر التي أودت فيها الإشعاعات النووية بحياة الإنسان والحيوان، وستبقى خطرا دائما على صحة السكان والبيئة لعدة قرون، دون أن تشغل هذه المسألة الخطيرة اهتمام السلطة.