في يوم ربيعي مشمس.. عرس أو مهرجان ألوان و أنغام، الأرض تجلّت في أحلى زينة و أبهى حلّة فأنت تراها كما لم تكن من قبل معشوشبة و مبقّعة بمروج الزّهور و النّباتات ، النسّمات العليلة العبقة بأريج البرّية و شذاها تسرح و تلعب في السّماء القريبة مع العصافير و البلابل وهي تقوم باستعراضاتها الجوّية الاحتفاليّة.. ترافقها في شدوها و غناءها و أعراسها ابتهاجا بحلول الموسم ( الرّبيع ) ثمّ تسافر عبر الجبال و الوهاد و السّهول المترامية الأطراف و المحصّلة سيمفونيّة كونيّة معجزة للبشر.. و كأنّ اللّه سبحانه يباهي العباد ويبهر الخلق بلوحة أبدعتها ريشته و أرادتها حكمته..!
في هذا اليوم حيث الشّمس تنشر أشّعتها الذّهبيّة الحانية على الأرض التّواقة إلى الضّوء و الدّفء و حيث الكائنات الصّغير و المغلوبة على أمرها فتسعدها و تبهج حياتها..في هذا اليوم ( لست أدري أيّ يوم من الشّهر أو من السّنة فكلّ ما علمته أنّه فصل الرّبيع ) ولدت في زريبة سيدي عمّار ( كما عرفت بعد ذلك ) وسط الرّوث المتعفّن و بين القطيع،شمشمتني أمّي و لعقتني بحنوّ و إشفاق، لم يلزم لوقوفي على قوائمي الأربع إلاّ بضع دقائق..طبعا مع بعض التّمايل و التّرنّح و التّهادي و التّأرجح في البداية و طبعا لن أخجل من ذكر سقطتين أو ثلاثة..إلى الآن لست أعلم كيف اهتديت إلى ضرع أمّي و الّتي كانت حينها مكتنزة بحليب مقشّد كثيف..ما ألذّه، طعمه السّائغ و لونه المصفرّ.. لم أنساه إلى حدّ هذه السّاعة..!!
لكي أتمكّن من بلوغ الحلمات و الحليب السّاخن الطّازج تحت بطن أمّي فقد ثنيت قائمتي الأماميتين و دفعت رأسي بحماس و اندفاع متشهّيا و طفقت أنهل باشتهاء و تلهّف و تلذّذ و أستمرّيت أمصّ و أطلب المزيد إلى أن دفعتني أمّي برفق، لكنّي عدت و عدت حتّى اكتفيت و شبعت ( لم ألحظ أو لم أبالي بالأرض تحتي و هي مغطّاة بطبقة سميكة رطبة من التّراب و الرّوث و لا ببقيّة القطيع الّذي كان يملأ الزّريبة و كلّهم منشغلون بالتّحديق في اللاّشيئ أو بشئ يلوكونه و لا يتوقّفون عن مضغه طوال الوقت ) و استويت واقفا، نظرت حولي دون أن أفهم أو أدرك ما هناك، الألوان و الحركة و الأصوات كلّها بلا معنى و بلا إسم بالنّسبة لي، بيد أنّي عن طريق تلك القدرة الغريبة الّتي أودعنيها اللّه عرفت أمّي و فرّقتها عمّا سواها،و في ساعات النّهار الأولى لم أكن أميّز سواها تقودني إليها بالّدرجة الأولى رائحتها في ذاكرتي قبل حتّى أن أولد و اعتمادي عليها و على وجودها ، رحت أتبعها كظلّها أينما تحرّكت و حلّت، لا أرتاح و لا أشعر بالأمان إلاّ و أنا بقربها..فجأة بدأت أتبيّن ما حولي، أدركت بالغريزة الخالصة أن أولئك يشبهونني لأنّهم مثلي و من بني جنسي و تربطني بهم مصلحة البقاء و المصير المشترك..، لم أدري و أنا غارق في تفكيري إلاّ و الذّعر يغمر الزّريبة و من بداخلها، كلّ يهرب في اتّجاه و حصل اصطدام و سقوط على الأرض و قفزت جزعا مرتبكا حائرا أنا و أمثالي من الصّغار نثغو و نصيح في إثر أمّهاتنا لا نتركهنّ و لا نبتعد عنهنّ..لم يفكّر و لم يخطر على بال أحدنا أن ينطّ أو يقفز خارج السّياج الّذي يحيط بنا من كلّ جانب...سرعان ما عرفت و استوعبت..سيدي عمّار يقتحم علينا الزّريبة و يشرع بابها بغتة ليسوقنا خارجها حيث الضّياء و العشب و النّباتات البرّية و الفضاء الواسع..و الانطلاق..في يد سيدي عمّار عصا يلوّح و يهشّ بها علينا كلّما انحرفنا عن مسار أو حدود بدا لي أنّها غير موجودة إلاّ في ذهنه، أحيانا يتلقّف حجرا و يرمي من شذّ عن القطيع أو ابتعد..اهتديت إلى أنّ أفضل وسيلة للشّعور بالأمن و تجاهل حيرتي و ارتباكي و عدم فهمي لما يجري و هي البقاء بقرب أمّي أضعها نصب عينيّ، أتتبّع خطاها و أهتدي برائحتها و روحها و نحن نرعى أرضا طافحة بالخير، نملأ بطوننا من برسيم غضّ شهيّ و نباتات فوّاحة، ما أسرع ما استسغتها و أعجبني طعمها..على كلّ فقد أمضينا النّهار كلّه في الّرعي و الأكل تحت أعين سيدي عمّار و قبل الغروب أعاد سوقنا أمامه صوب الزّريبة مجدّدا و لم يغادرنا إلاّ عندما أغلق الباب دوننا و ما إن غرق قرص الشّمس وراء الآفاق حتّى استلقى معظمنا يجترّ ما أكله و يستمتع بمضغه و تذويبه...على مدى عدّة أيّام ( لا أعرف العدّ ) كان هذا دأبنا، في الصّباح نساق باتّجاه التّلال و الحقول و في المساء نعاد إلى زريبتنا،لا أحد اشتكى أو تذمّر أو أعلن عن عدم ارتياحه، الشّيء الجدير بالذّكر أنّ امرأتان تداولتا كلّ ليلة على حلب أمّهاتنا بعد حرماننا نحن الصّغار بتكميم أفواهنا و عزلنا عنهنّ و الحقيقة أنّه لم يكن في أذهاننا شيء نفعله حيال ذلك..كلّما مرّ الوقت يزداد اعتمادنا شيئا فشيئا على العشب و ما تنبته الأرض و بالنّتيجة رحنا نكبر و أحجامنا تزيد إلى أن صرنا نضاهي أمّهاتنا حجما و قوّة و لم نشعر إلاّ و الحرارة ترتفع و الشّمس تلهب أديم الأرض..زالت الخظرة و أينعت الثّمار و المحاصيل و تيبّست سنابل القمح و الشّعير و برزت وحوش حديديّة ( لست أدري من أين قدمت ) راحت تزمجر و تقطع الحقول جيئة و ذهابا دون كلل أو ملل و هي تبتلع في طريقها أمواج السّنابل فتأخذ الحبّ و لا تترك لنا إلاّ التّبن و القشور و ما لم تصله بأسنانها الوحشيّة الدّوارة من سقط السّنابل ..!!
نسيت أمّي و لم أعد بحاجة إليها و الأعجب أنّي لم أعد أميّزها و لا أفرّقها عن باقي القطيع و أوّل ما لفت انتباهي واحد من القطيع بدا لي مزهوّا معجبا بنفسه ضجرا متململا لا أراه إلاّ و رغم أنّه كان أشبه ما يكون بنا إلاّ أنّه اختلف عنّا في شيئين أوّلهما وبره الأسود المنسدل على جسمه و ثانيهما عدم انقطاعه عن الزّمجرة استحوذني إحساس فوّار بالغضب و الانفعال و التّململ من أجل الإناث سيّما و القطيع يضمّ ذكرا آخر كان في مثلي قوّتي و يحمل الإحساس نفسه،أيقنت أنّ القطيع لا يمكن أن يحتمل أكثر من واحد و كان التّشنّج و استعراض القوّة و ضرب الأرض بالقوائم و النّفث في التّراب و التّهديد بهزّ رأسي الأقرن وسيلتي في التّعبير عن تلك الأحاسيس و كم مرّة كدت أتورّط معه في معركة لولا سيّدنا و عصاه إذ أنّه كان على ما يبدو على دراية بما يضمره الواحد منّا تجاه الآخر من مشاعر سيّئة و غير حميدة..و في يوم كان هناك قطيع آخر يرعى فوق تلّة قريبة وفيما كنت أتحيّن الفرصة للتّخلّص من غريمي و إذا بهذا الأخير ينطلق و هو يرغي و يزبد كالوحش المسعور و بعد أن قطع عدّة أمتار توقّف و راح ينفث بمنخريه و يلوّح برأسه و ينبش في التّراب بقوائمه الأماميّة و الخلفيّة و هو يستعدّ لملاقاة كبش آخر كان قد انطلق بدوره من القطيع الآخر، ما لبثا أن تقابلا و هما يزفران و يضربان الأرض و يثيران الغبار من حولهما استعدادا للمعركة، بدأ التّناطح و ارتطام الرّأسين حتّى خيّل لي أنّ طبقات الجوّ العليا اهتزّت لقوّته و لصوته المدوّي، كأنّ أحقادهما السّوداء حددّت مسبقا الغاية الدّمويّة من المعركة و أنّ على أحدهما أن يدفع حياته ثمنا ليخلو المكان و الفضاء للآخر، إذ بعد شطحات و نطحات و كرّ و فرّ تمايل أحدهما إثر نطحة فاصلة و مباشرة و كأنّ دافعها غلّ دفين أو حقد قديم و انقلب يتخبّط و يشخر في دماءه..حصل كلّ ذلك في لمح البصر و انتهى المشهد بوصول سيدي عمّار إلى المقتول و في يده قطعة حديد تلمع من وهج الشّمس ورأيته يميل على المسكين و يجرّ ذلك الشّيء بعنف و فظاعة على رقبته و...و كانت صدمة استفقت بعدها على أنّ القدر خلّصني من غريمي ..يتبع..
في هذا اليوم حيث الشّمس تنشر أشّعتها الذّهبيّة الحانية على الأرض التّواقة إلى الضّوء و الدّفء و حيث الكائنات الصّغير و المغلوبة على أمرها فتسعدها و تبهج حياتها..في هذا اليوم ( لست أدري أيّ يوم من الشّهر أو من السّنة فكلّ ما علمته أنّه فصل الرّبيع ) ولدت في زريبة سيدي عمّار ( كما عرفت بعد ذلك ) وسط الرّوث المتعفّن و بين القطيع،شمشمتني أمّي و لعقتني بحنوّ و إشفاق، لم يلزم لوقوفي على قوائمي الأربع إلاّ بضع دقائق..طبعا مع بعض التّمايل و التّرنّح و التّهادي و التّأرجح في البداية و طبعا لن أخجل من ذكر سقطتين أو ثلاثة..إلى الآن لست أعلم كيف اهتديت إلى ضرع أمّي و الّتي كانت حينها مكتنزة بحليب مقشّد كثيف..ما ألذّه، طعمه السّائغ و لونه المصفرّ.. لم أنساه إلى حدّ هذه السّاعة..!!
لكي أتمكّن من بلوغ الحلمات و الحليب السّاخن الطّازج تحت بطن أمّي فقد ثنيت قائمتي الأماميتين و دفعت رأسي بحماس و اندفاع متشهّيا و طفقت أنهل باشتهاء و تلهّف و تلذّذ و أستمرّيت أمصّ و أطلب المزيد إلى أن دفعتني أمّي برفق، لكنّي عدت و عدت حتّى اكتفيت و شبعت ( لم ألحظ أو لم أبالي بالأرض تحتي و هي مغطّاة بطبقة سميكة رطبة من التّراب و الرّوث و لا ببقيّة القطيع الّذي كان يملأ الزّريبة و كلّهم منشغلون بالتّحديق في اللاّشيئ أو بشئ يلوكونه و لا يتوقّفون عن مضغه طوال الوقت ) و استويت واقفا، نظرت حولي دون أن أفهم أو أدرك ما هناك، الألوان و الحركة و الأصوات كلّها بلا معنى و بلا إسم بالنّسبة لي، بيد أنّي عن طريق تلك القدرة الغريبة الّتي أودعنيها اللّه عرفت أمّي و فرّقتها عمّا سواها،و في ساعات النّهار الأولى لم أكن أميّز سواها تقودني إليها بالّدرجة الأولى رائحتها في ذاكرتي قبل حتّى أن أولد و اعتمادي عليها و على وجودها ، رحت أتبعها كظلّها أينما تحرّكت و حلّت، لا أرتاح و لا أشعر بالأمان إلاّ و أنا بقربها..فجأة بدأت أتبيّن ما حولي، أدركت بالغريزة الخالصة أن أولئك يشبهونني لأنّهم مثلي و من بني جنسي و تربطني بهم مصلحة البقاء و المصير المشترك..، لم أدري و أنا غارق في تفكيري إلاّ و الذّعر يغمر الزّريبة و من بداخلها، كلّ يهرب في اتّجاه و حصل اصطدام و سقوط على الأرض و قفزت جزعا مرتبكا حائرا أنا و أمثالي من الصّغار نثغو و نصيح في إثر أمّهاتنا لا نتركهنّ و لا نبتعد عنهنّ..لم يفكّر و لم يخطر على بال أحدنا أن ينطّ أو يقفز خارج السّياج الّذي يحيط بنا من كلّ جانب...سرعان ما عرفت و استوعبت..سيدي عمّار يقتحم علينا الزّريبة و يشرع بابها بغتة ليسوقنا خارجها حيث الضّياء و العشب و النّباتات البرّية و الفضاء الواسع..و الانطلاق..في يد سيدي عمّار عصا يلوّح و يهشّ بها علينا كلّما انحرفنا عن مسار أو حدود بدا لي أنّها غير موجودة إلاّ في ذهنه، أحيانا يتلقّف حجرا و يرمي من شذّ عن القطيع أو ابتعد..اهتديت إلى أنّ أفضل وسيلة للشّعور بالأمن و تجاهل حيرتي و ارتباكي و عدم فهمي لما يجري و هي البقاء بقرب أمّي أضعها نصب عينيّ، أتتبّع خطاها و أهتدي برائحتها و روحها و نحن نرعى أرضا طافحة بالخير، نملأ بطوننا من برسيم غضّ شهيّ و نباتات فوّاحة، ما أسرع ما استسغتها و أعجبني طعمها..على كلّ فقد أمضينا النّهار كلّه في الّرعي و الأكل تحت أعين سيدي عمّار و قبل الغروب أعاد سوقنا أمامه صوب الزّريبة مجدّدا و لم يغادرنا إلاّ عندما أغلق الباب دوننا و ما إن غرق قرص الشّمس وراء الآفاق حتّى استلقى معظمنا يجترّ ما أكله و يستمتع بمضغه و تذويبه...على مدى عدّة أيّام ( لا أعرف العدّ ) كان هذا دأبنا، في الصّباح نساق باتّجاه التّلال و الحقول و في المساء نعاد إلى زريبتنا،لا أحد اشتكى أو تذمّر أو أعلن عن عدم ارتياحه، الشّيء الجدير بالذّكر أنّ امرأتان تداولتا كلّ ليلة على حلب أمّهاتنا بعد حرماننا نحن الصّغار بتكميم أفواهنا و عزلنا عنهنّ و الحقيقة أنّه لم يكن في أذهاننا شيء نفعله حيال ذلك..كلّما مرّ الوقت يزداد اعتمادنا شيئا فشيئا على العشب و ما تنبته الأرض و بالنّتيجة رحنا نكبر و أحجامنا تزيد إلى أن صرنا نضاهي أمّهاتنا حجما و قوّة و لم نشعر إلاّ و الحرارة ترتفع و الشّمس تلهب أديم الأرض..زالت الخظرة و أينعت الثّمار و المحاصيل و تيبّست سنابل القمح و الشّعير و برزت وحوش حديديّة ( لست أدري من أين قدمت ) راحت تزمجر و تقطع الحقول جيئة و ذهابا دون كلل أو ملل و هي تبتلع في طريقها أمواج السّنابل فتأخذ الحبّ و لا تترك لنا إلاّ التّبن و القشور و ما لم تصله بأسنانها الوحشيّة الدّوارة من سقط السّنابل ..!!
نسيت أمّي و لم أعد بحاجة إليها و الأعجب أنّي لم أعد أميّزها و لا أفرّقها عن باقي القطيع و أوّل ما لفت انتباهي واحد من القطيع بدا لي مزهوّا معجبا بنفسه ضجرا متململا لا أراه إلاّ و رغم أنّه كان أشبه ما يكون بنا إلاّ أنّه اختلف عنّا في شيئين أوّلهما وبره الأسود المنسدل على جسمه و ثانيهما عدم انقطاعه عن الزّمجرة استحوذني إحساس فوّار بالغضب و الانفعال و التّململ من أجل الإناث سيّما و القطيع يضمّ ذكرا آخر كان في مثلي قوّتي و يحمل الإحساس نفسه،أيقنت أنّ القطيع لا يمكن أن يحتمل أكثر من واحد و كان التّشنّج و استعراض القوّة و ضرب الأرض بالقوائم و النّفث في التّراب و التّهديد بهزّ رأسي الأقرن وسيلتي في التّعبير عن تلك الأحاسيس و كم مرّة كدت أتورّط معه في معركة لولا سيّدنا و عصاه إذ أنّه كان على ما يبدو على دراية بما يضمره الواحد منّا تجاه الآخر من مشاعر سيّئة و غير حميدة..و في يوم كان هناك قطيع آخر يرعى فوق تلّة قريبة وفيما كنت أتحيّن الفرصة للتّخلّص من غريمي و إذا بهذا الأخير ينطلق و هو يرغي و يزبد كالوحش المسعور و بعد أن قطع عدّة أمتار توقّف و راح ينفث بمنخريه و يلوّح برأسه و ينبش في التّراب بقوائمه الأماميّة و الخلفيّة و هو يستعدّ لملاقاة كبش آخر كان قد انطلق بدوره من القطيع الآخر، ما لبثا أن تقابلا و هما يزفران و يضربان الأرض و يثيران الغبار من حولهما استعدادا للمعركة، بدأ التّناطح و ارتطام الرّأسين حتّى خيّل لي أنّ طبقات الجوّ العليا اهتزّت لقوّته و لصوته المدوّي، كأنّ أحقادهما السّوداء حددّت مسبقا الغاية الدّمويّة من المعركة و أنّ على أحدهما أن يدفع حياته ثمنا ليخلو المكان و الفضاء للآخر، إذ بعد شطحات و نطحات و كرّ و فرّ تمايل أحدهما إثر نطحة فاصلة و مباشرة و كأنّ دافعها غلّ دفين أو حقد قديم و انقلب يتخبّط و يشخر في دماءه..حصل كلّ ذلك في لمح البصر و انتهى المشهد بوصول سيدي عمّار إلى المقتول و في يده قطعة حديد تلمع من وهج الشّمس ورأيته يميل على المسكين و يجرّ ذلك الشّيء بعنف و فظاعة على رقبته و...و كانت صدمة استفقت بعدها على أنّ القدر خلّصني من غريمي ..يتبع..