عاشق سيرتا
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 8 جويلية 2008
- المشاركات
- 75
- نقاط التفاعل
- 0
- نقاط الجوائز
- 1
- آخر نشاط
رقـصــة المـــوت ( رواية مشوقة بأجـزاء ) /// الجزء الأول /// بقلم هشـــام

رقصة الموت
" أي قدر هذا الذي أوجدنا بهذا العالم المملوء بالتناقضات , و أي حماقة رمت بنا إلى المجهول .
.... المجهول , الضياع , الذات ... هذه الثلاثية التي تستقطب وجودنا , تستحضر أنفاسنا , و تستقطر إحساسنا , تجعلنا ننضد قصيدة , نتوهم أسطورة , نجعل من العدم معركة مصير .. ننأى بذواتنا فوق معطيات الواقع , نؤثر و نتأثر , نحترق كالشمع كي ننير دربا للآخرين . "
.... المجهول , الضياع , الذات ... هذه الثلاثية التي تستقطب وجودنا , تستحضر أنفاسنا , و تستقطر إحساسنا , تجعلنا ننضد قصيدة , نتوهم أسطورة , نجعل من العدم معركة مصير .. ننأى بذواتنا فوق معطيات الواقع , نؤثر و نتأثر , نحترق كالشمع كي ننير دربا للآخرين . "
كان هذا آخر ما عثرت عليه من كتابات أحمد و أنا أفتش في أوراقه المبعثرة هنا و هناك بغرفته العلوية بذاك الفندق الحقير - فندق روز – الذي لا يقصده سوى الباحثين عن الرذيلة و اللذات الخبيثة .
هذا الفندق الذي شاع صيته و أصبح مضرب الأمثال هو و صاحبته ذات الأصل التركي مدام روز , و الذي ينشط للأسف بترخيص من طرف الجهات الإدارية للمدينة السابحة في الضباب .
كل المدينة استفاقت يومها على الخبر المشئوم , الذي تناقلته الألسنة تباعا على مختلف لهجاتها المتنوعة ... لقد وجدوا أحمد العربي الشاعر مشنوقا بإحدى غرف نزل مدام روز , و قد صرح محافظ الشرطة لبعض الصحفيين بأن كل الدلائل و القرائن تدل على أنه انتحر .
أحمد الشاعر هو صديق لي من أيام الدراسة , كان دائما يحلم بالعيش بباريس أو لندن , كان مولعا بالشعر و الأدب . و كنت عندما لا أجده بساحة الجامعة , أبحث عنه بالمكتبة العامة فقد كان شديد المطالعة و القراءة و لطالما كنت أجلس إليه يحدثني عن قصيدة النثر و عن الحداثة فقد كان مولعا بكل ما هو جديد , كنت دائما أنصت إليه و عيوني تفضح إعجابي بشخصيته و ثقافته و كذا طريقته الفريدة في الكلام , فقد كان يملك قدرة كبيرة في جلب انتباه و اهتمام أي كان , كانت ملامحه توحي بشيء غريب
و تجذبك في انسياب و سلاسة رهيبة . كنت أعتبره أفضل صديق منحته لي الحياة , و كان يبادلني نفس الشعور , و لطالما كان يأتمنني على أسراره و يسرد لي حتى تفاصيل أسرار حياته الخاصة , و مشاكله مع أسرته و خاصة أعمامه حول الميراث . فقد كان من عائلة ثرية و تملك أراضي واسعة و عقارات متعددة .
كان متذمرا من هذا التناحر بينه و بين أعمامه حول التركة , فمنذ وفاة والده و جده بحادث السيارة الملعون , وجد نفسه ملزما بالتصدي لأطماع أعمامه الأربعة الذين ما انفكوا محاولين هضم حقوق عائلته الصغيرة .
كان أحمد يعيش مع والدته و أخته الوحيدة "كامليا", و التي كان يناديها دوما ب " كامي " فقد كنت أشهد روعة علاقتهما أثناء زياراتي المتعددة له بالفيلا التي يقطنها برفقتهما , و قد كانت " كامي " مدللة جدا و كان أحمد لا يرفض لها طلبا , كان يحس بمسؤوليته اتجاهها وحاول قدر الإمكان أن يعوضها عن فقدانها لحنان الأب و خصوصا و أنها لم تتجاوز الثالثة عشر بعد .
أما والدته فقد كانت في منتهى الطيبة , و كانت دوما تصر عليً أن أتناول معهم وجبة العشاء كلما حللت ضيفا عليهم , و كانت دوما تشكو لي أحمد لأنه لا يتابع دروسه بالشكل المطلوب و أن الشعر قد لحس مخه .
و أنها قد ملت من أشرطة الشعر التي يستمع لها في كل ليلة , و من كومة الأوراق التي تجدها مبعثرة كل صباح بغرفته و لفائف التبغ المحترقة .
كنت دوما أبتسم في وجهها , و أخبرها بأن أحمد أصبح رجلا و يمكن الاعتماد عليه , و أنًه بلا شك يعرف كيف يوفق بين دراسته و جنونه .
لم أتصور يوما أن نهايته ستكون بشعة و بحبل معلق بسقف إحدى الغرف الحقيرة بفندق من فنادق الدرجة الثالثة بلندن .
هذا الفندق الذي شاع صيته و أصبح مضرب الأمثال هو و صاحبته ذات الأصل التركي مدام روز , و الذي ينشط للأسف بترخيص من طرف الجهات الإدارية للمدينة السابحة في الضباب .
كل المدينة استفاقت يومها على الخبر المشئوم , الذي تناقلته الألسنة تباعا على مختلف لهجاتها المتنوعة ... لقد وجدوا أحمد العربي الشاعر مشنوقا بإحدى غرف نزل مدام روز , و قد صرح محافظ الشرطة لبعض الصحفيين بأن كل الدلائل و القرائن تدل على أنه انتحر .
أحمد الشاعر هو صديق لي من أيام الدراسة , كان دائما يحلم بالعيش بباريس أو لندن , كان مولعا بالشعر و الأدب . و كنت عندما لا أجده بساحة الجامعة , أبحث عنه بالمكتبة العامة فقد كان شديد المطالعة و القراءة و لطالما كنت أجلس إليه يحدثني عن قصيدة النثر و عن الحداثة فقد كان مولعا بكل ما هو جديد , كنت دائما أنصت إليه و عيوني تفضح إعجابي بشخصيته و ثقافته و كذا طريقته الفريدة في الكلام , فقد كان يملك قدرة كبيرة في جلب انتباه و اهتمام أي كان , كانت ملامحه توحي بشيء غريب
و تجذبك في انسياب و سلاسة رهيبة . كنت أعتبره أفضل صديق منحته لي الحياة , و كان يبادلني نفس الشعور , و لطالما كان يأتمنني على أسراره و يسرد لي حتى تفاصيل أسرار حياته الخاصة , و مشاكله مع أسرته و خاصة أعمامه حول الميراث . فقد كان من عائلة ثرية و تملك أراضي واسعة و عقارات متعددة .
كان متذمرا من هذا التناحر بينه و بين أعمامه حول التركة , فمنذ وفاة والده و جده بحادث السيارة الملعون , وجد نفسه ملزما بالتصدي لأطماع أعمامه الأربعة الذين ما انفكوا محاولين هضم حقوق عائلته الصغيرة .
كان أحمد يعيش مع والدته و أخته الوحيدة "كامليا", و التي كان يناديها دوما ب " كامي " فقد كنت أشهد روعة علاقتهما أثناء زياراتي المتعددة له بالفيلا التي يقطنها برفقتهما , و قد كانت " كامي " مدللة جدا و كان أحمد لا يرفض لها طلبا , كان يحس بمسؤوليته اتجاهها وحاول قدر الإمكان أن يعوضها عن فقدانها لحنان الأب و خصوصا و أنها لم تتجاوز الثالثة عشر بعد .
أما والدته فقد كانت في منتهى الطيبة , و كانت دوما تصر عليً أن أتناول معهم وجبة العشاء كلما حللت ضيفا عليهم , و كانت دوما تشكو لي أحمد لأنه لا يتابع دروسه بالشكل المطلوب و أن الشعر قد لحس مخه .
و أنها قد ملت من أشرطة الشعر التي يستمع لها في كل ليلة , و من كومة الأوراق التي تجدها مبعثرة كل صباح بغرفته و لفائف التبغ المحترقة .
كنت دوما أبتسم في وجهها , و أخبرها بأن أحمد أصبح رجلا و يمكن الاعتماد عليه , و أنًه بلا شك يعرف كيف يوفق بين دراسته و جنونه .
لم أتصور يوما أن نهايته ستكون بشعة و بحبل معلق بسقف إحدى الغرف الحقيرة بفندق من فنادق الدرجة الثالثة بلندن .
يتبع .....
بقلم / هشـــام