- إنضم
- 24 جوان 2008
- المشاركات
- 6,291
- نقاط التفاعل
- 88
- نقاط الجوائز
- 1,017

حدود الأخلاق

((( للأخلاق حدود فلا تتعدوها )))
للأخلاق حد
متى جاوزته صارت عدواناً ،
و متى قصرت عنه كان نقصاً و مهانه .

فللغضب حد
و هو الشجاعة المحمودة و الأنفة من الرذائل و النقائص ، و هذا كماله . فإذا جاوز حدّه تعدى صاحبه و جار ،
و إن نقص عنه جبن و لم يأنف من الرذائل .

و للحرص حد
و هو الكفاية في أمور الدنيا و حصول البلاغ منها ، فمتى نقص من ذلك كان مهانة و إضاعة ، و متى زاد عليه كان شرهاً و رغبه فيما لا تحمد الرغبة فيه .

وللحسد حد
وهو المنافسه في طلب الكمال و الأنفةُ أن يتقدم عليه نظيره ، فمتى تعدّى ذلك صار بغياً و ظلماً يتمنى زوال النعمه عن المحسود و يحرص على إيذائه ، و متى نقص عن ذلك كان دناءة و ضعف همّه و صغر نفس .

و للشهوة حد
و هو راحة القلب و العقل من كد الطاعه و اكتساب الفضائل و الاستعانه بقضائها على ذلك ، فمتى زادت على ذلك صارت نهمة و التحق صاحبها بدرجة الحيوانات ، و متى نقصت عنه و لم يكن فراغاً في طلب الكمال و الفضل كانت ضعفاً و عجزاً و مهانه .

و للراحة حد
و هو إجمام النفس و القوى المدركه الفعّاله للإستعداد للطاعه و اكتساب الفضائل و توفرها على ذلك بحيث لا يُضعفها الكد و التعب و يضعف أثرها ، فمتى زاد على ذلك صار توانياً و كسلاً و إضاعه و فات به أكثر مصالح العبد ، و متى نقص عنه صار مُضّراً بالقوى موهناً لها و ربما انقطع به .

و الجود له حد بين طرفين
، فمتى جاوز حده صار إسرافاً و تبذيراً ، و متى نقص عنه كان بخلاً و تقتيراً .

و الغيره لها حد
اذا جاوزته صارت تهمه و ظناً سيئاً بالبرئ ، و اذا قصّرت عنه كانت نغافلاً و مبادئ دياثه .

و للتواضع حد
اذا جاوزه كان ذلاً و مهانه ،
و من قصر عنه انحرف الى الكبر و الفخر .

و للعزِّ حد
اذا جاوزه كان كبراً و خلقاً مذموماً ،
و إن قصّر عنه انحرف الى الذلّ و المهانه .

و ضابط هذا كله العدل ، و هو الأخذ بالوسط الموضوع بين طرفي الإفراط و التفريط .
فخير الأمور الوسط
الفوائد
ابن قيم الجوزيه