لَعْنُ النِّسَاءِ مُحَـرَّمٌ يَـا أَهْـدَلِي ** وَأَرَاكَ تَلْعَـنُ دُونَ أَيِّ تَمَهُّـلِ
فَلِمَ السِّبَابُ وَأَنْتَ شَيْـخٌ فَاضِلٌ ** وَالسَّبُّ شَيْءٌ مِنْ صَنِيْعِ الْخُذَّلِ
إِنْ كَانَ كُلٌّ كَالأَفَاعِـي مَلْمَسًـا ** فَاسْتَثْنِ أُمًّا مِنْ سِبَابٍ مُذْهِـلِ
فَنُعُومَـةُ الأُمِّ الْعَظِيْمَـةِ رَحْمَـةٌ ** وَدُمُوعُهَا لَيْسَتْ كَدَمْعَـةِ بُزَّلِ
وَاسْتَوْصِ خَيْرًا بِـالنِّسَاءِ فَقَدْ أَتَى ** أَثَرٌ عَنِ الْمُخْتَارِ مَفْهُومٌ جَـلِي
وَابْحَثْ تَجِدْ قَلْبًا كَشَمْسٍ مُشْرِقًا ** بَيْنَ النِّسَـاءِ وَمَنْطِقًا كَالسَّلْسَلِ
لَيْسَ الْجَمِيْعُ كَمَا تَرَى فِي غَيْهَبٍ ** فِيْهِنَّ ذَاتُ الدِّيْـنِ مِثْلَ الْكُمَّلِ
يَجْمَعْنَ أَخْـلاَقًا وَحِفْـظَ مَـوَدَّةٍ ** وَعَنِ السَّفَاهَةِ وَالْفُجُورِ بِمَعْزِلِ
ثُمَّ الرَّسُوْلُ أَحَبَّهُـنَّ فَمَـا تَرَى ** فِي حُبِّهِ فَاحْذَرْ سَتَسْقُطُ مِنْ عَلِ
فَاللهُ قَـدْ جَعَـلَ الْمَـوَدَّةَ بَيْنَنَا ** وَأَرَاكَ مُحْرُومَ الْمَـوَدَّةِ تَصْطَلِي
وَإِذَا ابْتُلِيْتَ بِمَكْـرِ أُنْـثَى مَرَّةً ** وَوَقَعْتَ فِي أَصْلٍ كَطَعْمِ الْحَنْظَلِ
فَلَعَلَّ أُخْـرَى يَا بْنَ أَهْدَلَ بَلْسَمٌ ** تَشْفِي الْجِـرَاحَ بِرِقَّـةٍ وَتَدَلُّلِ
فِيهَا الأَصَـالَـةُ مَنْبَعٌ وَحَـدِيثُهَا ** يَرْوِي الْفُـؤَادَ كَوَجْهِهَا الْمُتَهَلِّلِ
فَاظْفَـرْ بِذَاتِ الدِّيْنِ تَلْقَ مَـوَدَّةً ** وَمَحَبَّـةً وَعَنِ اللَّكِيْعَةِ فَـارْحَلِ
وَارْجِعْ عَنِ اللَّعْنِ الْمَشِيْنِ بِتَوْبَـةٍ ** لَيْسَ الْجَمِيْعُ بِقَعْـرِ لَيْلٍ أَلْيَـلِ
فَالصَّـالِحَـاتُ الْقَانِتَاتُ لآلِـئٌ ** هُنَّ الصَّفَاءُ عَلَى الْكَوَاكِبِ يَعْتَلِي
هُنَّ الزُّهُـوْرُ بِرَوْضَةٍ وَنَسِيمُهَـا ** أَخْـلاَقُهُنَّ مِـنَ الطِّـرَازِ الأَوَّلِ
للهِ مِنْ خُلُـقٍ وَوَجْـهٍ مُشْـرِقٍ ** وَرِيَاضِ أُنْسٍ فِي نُعُـومَـةِ مَنْهَلِ
هُنَّ النَّسِيْمُ وَهُـنَّ بَسْمَـةُ وَرْدَةٍ ** فِيْهَا الْجَمَالُ يَزِيْنُ رُكْـنَ الْمَنْزِلِ
إِذْهَبْ إِلَى عَمَلٍ وَعُدْ تَجِدِ الْمُنَى ** أَيَجُوزُ أَنْ تُهْجَى بِرَبِّـكَ فَاعْدِلِ