تاهمي وليد
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 30 نوفمبر 2006
- المشاركات
- 283
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
تقول راوية القصّة : بدأَتْ قصَّتي مع بداية الإجازة الصّيفيّة للعام الدّراسي الماضي . سافرَتْ أمّي مع أبي وجدّتي للعلاج خارج البلاد , وتَركوني مع إخوتي الصّغار تحت رعاية عمّتي , وهي نصف أُمِّيَّة , لا تَفقَهُ كثيرًا في أمور الحياة .
كنتُ أشعر بالكآبة والملَل , فهي المرّة الأولى التي أفارقُ فيها أمِّي . فبدأتُ أشغَلُ نفسي بالتّسلِّي على الإنترنت , وأتجوَّل في عدّة مواقع , وأُطيلُ الحوار في غُرف الدّردشة . ولأنّني تربَّيتُ تربيةً فاضلة , لَم أخشَ على نَفسي من مخاطر هذه المحادثات .
تعرَّفتُ على شابّ من نفس بلدتي عن طريق الإنترنت , وبدأتُ أُطيلُ الحديث معه بحُجَّة التَّسلية وملئ الفراغ , ثمّ طلبَ منّي أن يُحدّثني على المسّنجر , فوافقتُ .
أصبحنا نتحاور يوميًّا ولِساعات طويلة حتّى الفجر ! كنّا نتناقش في عدّة مواضيع مفيدة . عرفتُ أنّه شابٌّ طائش , قد جرّب أنواعَ الحرام . وبلباقتي استطعتُ أن أُغيِّر مجرى حياته , فبدأ بالصَّلاة والالتزام .
بعد فترة قصيرة صارحني بأنّه يُحبُّني , وأنّ سلوكه قد تحسَّن بعد أن اقتنع بأنّ حياته السّابقة كانت طيشًا . وبعد أيّام من ذلك اكتشفتُ بأنّني قد تعلّقتُ به , وأصبحتُ أنتظر بفارغ الصّبر موعد لقائي معه على المسّنجر ! ثمّ طلب منّي أن نَلتقي , فوافقتُ شرط أن يكون في مكانٍ عامّ , ولِدقائقَ فقط لِيَرى شكلي .
في يوم اللّقاء , تحجّجتُ لعمَّتي بأنّني سأزور صديقتي , وذهبتُ لِمُلاقاة الشّابّ . كنتُ أرتجف , وقلبي يَدقّ بسرعة , حتّى رأيتُه وجهًا لوجه . لَم أكُن أتصوَّر أنّه بهذه الوسامة ! رأيتُ فيه فارس أحلامي , وتحاورنا لدقائق أبدَى فيها إعجابه الشّديد بصورتي , وأنّني أجمل مِمَّا كان يظنّ ! ثمّ افترقْنَا , وعدتُ إلى المنزل والدّنيا لا تكاد تَسعُني من السّعادة , لدرجة أنّ معاملتي لِإخوتي تغيَّرتْ , وأصبحتُ شُعلةً من الحنان معهم !
تغيّر أسلوبُنا في الحديث , ووعدني بأنّه سيتقدّم لِخطبتي فور رجوع والديّ من السَّفر , ولكنّني رفضتُ وطلبتُ منه أن يتريّثَ حتّى أُنْهي دراستي . تكرَّرتْ لِقاءاتُنا خلال الإجازة ثلاث مرّات , وكنتُ في كلّ مرّة أعود أكثر سعادة . ثمّ عاد والديّ وجدّتي من السّفر مكتئبين لأنّ العلاج فَشل .
مع بداية السّنة الدِّراسيّة طلب منّي أن نَلتقي , فرفضتُ لأنّني لا أجرأ على فعل ذلك بوجود أمّي . ولكنّه أَصرّ , وأخبرني بأنّه يحمل مفاجأة سارَّة لي . فوافقتُ , وفي الموعد المحدَّد تقابلنا , وقدَّم لي دبلة خطوبة , ففرحتُ كثيرًا بها . أصرَّ على زيارة أهلي , ولكنّني رفضتُ بحجّة الدّراسة .
ثمّ , وفي ذلك اللّقاء المشؤوم , وفي لحظات ضُعف , استسلمنا للشّيطان , وفقدتُ أعزَّ ما أملك ! نعم , فقدتُ عُذريَّتي , وأنا التي تربَّيتُ على الفضيلة والأخلاق ! أخذ يُواسيني بأنّه سيتقدَّم لخطبتي في أقرب وقت , وانتهى اللّقاء بعد أن وعدْتُه بأنّني سأفكّر في الموضوع وأحدّد له موعدًا مع أهلي .
رجعتُ إلى المنزل مكسورةً حزينة , وعشتُ أيّامًا لا أُطيق فيها رؤية أحد . تأثَّر مستواي الدّراسي كثيرًا , وكان هو يُكلِّمني كلّ يوم ليطمئنّ على حالتي . بعد حوالي أسبوعين من الحادثة , فكّرتُ في أنّ اللّه لَن يفضح فعلتي , فبدأتُ أهدأ وأستعيد صحَّتي تدريجيّا . اتّفقتُ معه على أن يزور أهلي مع نهاية الشّهر لِيَطلُبني للزّواج . لكنّه تغيَّب عنّي لفترة أسبوع بدون سابق إنذار ! كانت فترة طويلة بالنّسبة لي , حاولتُ أن أُحدِّثه فيها فلم أجده .
بعد طول انتظار , وجدتُ في بريدي رسالةً منه مُختصَرة وغريبة ! لَم أَفهم مُحْتَواها , فطلبتُه بالهاتف لأستوضح الأمر . التقيتُ به بعد ساعة من الاتّصال , فوجدتُ حزنًا عميقًا في عينيه ! حاولتُ أن أعرف السّبب دون جدوى , ثمّ انهار فجأة في البكاء ! لَم أتصوَّر أن أراه يومًا بهذا المنظر ! كان كلُّ جسمه يرتجف ! ظننتُ أنّ سوءًا حلَّ بأحد أفراد أسرته ! طلب منّي أن أنساه , لَم أفهم قصده , فبكيتُ واتَّهمْتُه بأنّه يريد التّخلّص منّي !
ثمّ أخبرني بالسّبب . لن أنسَى ما حَييتُ وجههُ الحزين , وهو يقول لي بأنّه مُصابٌ بِمَرض الإيدز , وأنّه اكتشفَ مرضَه بعد فوات الأوان !
أيّ مرض ؟! وأيّ أوان ؟!
لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنتُ من الظَّالمين .
وأنت , يا مَن تقرأ الآن هذه الكلمات , نصيحتي إليك بصدق : إذا لَم تستطع إلى الآن أن تتوب من بعض المعاصي , فعلى الأقلّ لا تخسر كلّ شيء !
حاوِلْ في المقابل أن تقدّم شيئا لدينك , كأن تساهم في كفالة أيتام , أو إعالَة أسرة فقيرة , أو توزيع كتب وأشرطة دينيّة من جيبك الخاصّ , أو تمويل موقع إنترنت لنشر الإسلام , أو تربية أبنائك وبناتك على الالتزام بتعاليم الدِّين , فإنّ ثواب هذه الأعمال كبيرٌ ويَمتدُّ إلى ما بعد مماتك .
وتَخَيَّلْ مَدَى فرحتكَ يوم القيامة عند لقاء ربِّكَ , وأنتَ تقول : يا رَبِّ , لقد كنتُ سببًا في إسلام فُلان , وفُلان هذا أسلَم على يدَيْه فُلان وفُلان , وكنتُ سببًا في توبة فُلان من شُرب الخمر , وتركتُ بناتي من ورائي مُحجّبات عفيفات , وبنيتُ مسكنًا لِإيواء جارتنا الفقيرة وأبنائها , وفعلتُ , وفعلتُ , وفعلتُ .
وإذا كانت لديك تساؤلات حول الخالق والكون والدّيانات والجنّة والنّار , فأنصحك بتحميل كتاب : أما آن لك أن تعود إلى اللّه .. جهّز نفسك للبكاء !
مجّانًا من الموقع التّالي :
الطريق إلى اللهwww.allahway.com
وستجد فيه كلّ ما تبحث عنه , مفصَّلا بأسلوب علمي ومنطقي واضح وسهل , ربّما لن تجده في أيّ موضع آخر .
كنتُ أشعر بالكآبة والملَل , فهي المرّة الأولى التي أفارقُ فيها أمِّي . فبدأتُ أشغَلُ نفسي بالتّسلِّي على الإنترنت , وأتجوَّل في عدّة مواقع , وأُطيلُ الحوار في غُرف الدّردشة . ولأنّني تربَّيتُ تربيةً فاضلة , لَم أخشَ على نَفسي من مخاطر هذه المحادثات .
تعرَّفتُ على شابّ من نفس بلدتي عن طريق الإنترنت , وبدأتُ أُطيلُ الحديث معه بحُجَّة التَّسلية وملئ الفراغ , ثمّ طلبَ منّي أن يُحدّثني على المسّنجر , فوافقتُ .
أصبحنا نتحاور يوميًّا ولِساعات طويلة حتّى الفجر ! كنّا نتناقش في عدّة مواضيع مفيدة . عرفتُ أنّه شابٌّ طائش , قد جرّب أنواعَ الحرام . وبلباقتي استطعتُ أن أُغيِّر مجرى حياته , فبدأ بالصَّلاة والالتزام .
بعد فترة قصيرة صارحني بأنّه يُحبُّني , وأنّ سلوكه قد تحسَّن بعد أن اقتنع بأنّ حياته السّابقة كانت طيشًا . وبعد أيّام من ذلك اكتشفتُ بأنّني قد تعلّقتُ به , وأصبحتُ أنتظر بفارغ الصّبر موعد لقائي معه على المسّنجر ! ثمّ طلب منّي أن نَلتقي , فوافقتُ شرط أن يكون في مكانٍ عامّ , ولِدقائقَ فقط لِيَرى شكلي .
في يوم اللّقاء , تحجّجتُ لعمَّتي بأنّني سأزور صديقتي , وذهبتُ لِمُلاقاة الشّابّ . كنتُ أرتجف , وقلبي يَدقّ بسرعة , حتّى رأيتُه وجهًا لوجه . لَم أكُن أتصوَّر أنّه بهذه الوسامة ! رأيتُ فيه فارس أحلامي , وتحاورنا لدقائق أبدَى فيها إعجابه الشّديد بصورتي , وأنّني أجمل مِمَّا كان يظنّ ! ثمّ افترقْنَا , وعدتُ إلى المنزل والدّنيا لا تكاد تَسعُني من السّعادة , لدرجة أنّ معاملتي لِإخوتي تغيَّرتْ , وأصبحتُ شُعلةً من الحنان معهم !
تغيّر أسلوبُنا في الحديث , ووعدني بأنّه سيتقدّم لِخطبتي فور رجوع والديّ من السَّفر , ولكنّني رفضتُ وطلبتُ منه أن يتريّثَ حتّى أُنْهي دراستي . تكرَّرتْ لِقاءاتُنا خلال الإجازة ثلاث مرّات , وكنتُ في كلّ مرّة أعود أكثر سعادة . ثمّ عاد والديّ وجدّتي من السّفر مكتئبين لأنّ العلاج فَشل .
مع بداية السّنة الدِّراسيّة طلب منّي أن نَلتقي , فرفضتُ لأنّني لا أجرأ على فعل ذلك بوجود أمّي . ولكنّه أَصرّ , وأخبرني بأنّه يحمل مفاجأة سارَّة لي . فوافقتُ , وفي الموعد المحدَّد تقابلنا , وقدَّم لي دبلة خطوبة , ففرحتُ كثيرًا بها . أصرَّ على زيارة أهلي , ولكنّني رفضتُ بحجّة الدّراسة .
ثمّ , وفي ذلك اللّقاء المشؤوم , وفي لحظات ضُعف , استسلمنا للشّيطان , وفقدتُ أعزَّ ما أملك ! نعم , فقدتُ عُذريَّتي , وأنا التي تربَّيتُ على الفضيلة والأخلاق ! أخذ يُواسيني بأنّه سيتقدَّم لخطبتي في أقرب وقت , وانتهى اللّقاء بعد أن وعدْتُه بأنّني سأفكّر في الموضوع وأحدّد له موعدًا مع أهلي .
رجعتُ إلى المنزل مكسورةً حزينة , وعشتُ أيّامًا لا أُطيق فيها رؤية أحد . تأثَّر مستواي الدّراسي كثيرًا , وكان هو يُكلِّمني كلّ يوم ليطمئنّ على حالتي . بعد حوالي أسبوعين من الحادثة , فكّرتُ في أنّ اللّه لَن يفضح فعلتي , فبدأتُ أهدأ وأستعيد صحَّتي تدريجيّا . اتّفقتُ معه على أن يزور أهلي مع نهاية الشّهر لِيَطلُبني للزّواج . لكنّه تغيَّب عنّي لفترة أسبوع بدون سابق إنذار ! كانت فترة طويلة بالنّسبة لي , حاولتُ أن أُحدِّثه فيها فلم أجده .
بعد طول انتظار , وجدتُ في بريدي رسالةً منه مُختصَرة وغريبة ! لَم أَفهم مُحْتَواها , فطلبتُه بالهاتف لأستوضح الأمر . التقيتُ به بعد ساعة من الاتّصال , فوجدتُ حزنًا عميقًا في عينيه ! حاولتُ أن أعرف السّبب دون جدوى , ثمّ انهار فجأة في البكاء ! لَم أتصوَّر أن أراه يومًا بهذا المنظر ! كان كلُّ جسمه يرتجف ! ظننتُ أنّ سوءًا حلَّ بأحد أفراد أسرته ! طلب منّي أن أنساه , لَم أفهم قصده , فبكيتُ واتَّهمْتُه بأنّه يريد التّخلّص منّي !
ثمّ أخبرني بالسّبب . لن أنسَى ما حَييتُ وجههُ الحزين , وهو يقول لي بأنّه مُصابٌ بِمَرض الإيدز , وأنّه اكتشفَ مرضَه بعد فوات الأوان !
أيّ مرض ؟! وأيّ أوان ؟!
لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنتُ من الظَّالمين .
وأنت , يا مَن تقرأ الآن هذه الكلمات , نصيحتي إليك بصدق : إذا لَم تستطع إلى الآن أن تتوب من بعض المعاصي , فعلى الأقلّ لا تخسر كلّ شيء !
حاوِلْ في المقابل أن تقدّم شيئا لدينك , كأن تساهم في كفالة أيتام , أو إعالَة أسرة فقيرة , أو توزيع كتب وأشرطة دينيّة من جيبك الخاصّ , أو تمويل موقع إنترنت لنشر الإسلام , أو تربية أبنائك وبناتك على الالتزام بتعاليم الدِّين , فإنّ ثواب هذه الأعمال كبيرٌ ويَمتدُّ إلى ما بعد مماتك .
وتَخَيَّلْ مَدَى فرحتكَ يوم القيامة عند لقاء ربِّكَ , وأنتَ تقول : يا رَبِّ , لقد كنتُ سببًا في إسلام فُلان , وفُلان هذا أسلَم على يدَيْه فُلان وفُلان , وكنتُ سببًا في توبة فُلان من شُرب الخمر , وتركتُ بناتي من ورائي مُحجّبات عفيفات , وبنيتُ مسكنًا لِإيواء جارتنا الفقيرة وأبنائها , وفعلتُ , وفعلتُ , وفعلتُ .
وإذا كانت لديك تساؤلات حول الخالق والكون والدّيانات والجنّة والنّار , فأنصحك بتحميل كتاب : أما آن لك أن تعود إلى اللّه .. جهّز نفسك للبكاء !
مجّانًا من الموقع التّالي :
الطريق إلى اللهwww.allahway.com
وستجد فيه كلّ ما تبحث عنه , مفصَّلا بأسلوب علمي ومنطقي واضح وسهل , ربّما لن تجده في أيّ موضع آخر .
وكشفنا عنك غطا ئك فبصرك اليوم حديد