شيماء الشرق
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 18 أوت 2008
- المشاركات
- 112
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
التحرش الجنسي .. وجع في جسد الوطن العربي
قهر.. كبت.. فراغ ثقافي.. أسباب للتحرش الجنسي، الذي أصبح بركاناً علي وشك أن يثور، يلقي علينا بحممه بين الحين والآخر، مما يمثل أجراس إنذار، لكنها فيما يبدو لا تصل إلي الآذان، فحوادث التحرش تتكرر، يكشف عن بعضها بالمصادفة لكن الكثير منها لا يتم الإعلان عنه، في ظل موروث ثقافي لا يشجع علي المواجهة.
الأمر الذي أصبح وجعاً في جسد كل عربي ، ليس إلا نذير شؤم علي بنياننا الاجتماعي، خاصة أن دراسات وتقارير عديدة تشير إلي أن التحرش ليس في الشارع فقط، بل في منازلنا وأماكن عملنا أيضاً.
محللون نفسيون: المتحرش مضطرب نفسيا.. مغامرلا يقدّر العواقب
كتب دارين فرغلي ١٠/ ١٠/ ٢٠٠٨
«شخصية ضد المجتمع.. مضطرب نفسيا.. مغامر لا يقدر العواقب، ودود ولكنه منطوٍ في بعض الأحيان».. بهذه الكلمات وصف خبراء في الطب النفسي شخصية «المتحرش»، مشيرين إلي أن التحرش لا يرتبط بمرحلة عمرية معينة وهو ما كشفته بعض الدراسات الميدانية التي اظهرت أن التحرش قد يبدأ من سن ٩ سنوات وصولا إلي ٧٠ عاما.
تصف الدكتورة غادة عبد الوهاب، إستشاري الطب النفسي، شخصية المتحرش بأنه مضطرب نفسيا ومن الشخصيات التي يطلق عليها «شخصية ضد المجتمع» ولكنه في الوقت نفسه مسؤول عن تصرفاته جميعها، تقول عبد الوهاب «قد يكون المتحرش شخصية جذابة ولطيفة في معاملاته العادية مع أهله أو أصدقائه وهذا هو النوع الأول،
أما النوع الثاني فقد اعتاد أن يكون شخصا عدوانيا منذ صغره يتطاول بالضرب علي أسرته وأصدقائه، حتي إن معظمهم يميل إلي إيذاء ال*****ات الصغيرة مثل القطط أو الطيور مثل الحمام وغيرها، وعندما يصل إلي منصب يكون فيه مسؤولاً فإنه يندرج تحت نوعيةwork harssant وهو يسمي «التحرش في العمل» حيث يستغل منصبه في التحرش بموظفة لديه أو زميلة له في العمل.
وتضيف عبد الوهاب «المتحرش شخصية لديها كميات هائلة من الطاقات العاطفية والفكرية والإبداعية المكبوتة، وعندما لا يتم توجيه تلك الطاقات إلي عمل أو هواية أو حتي رياضة معينة، فإنها تتحول إلي طاقات سلبية تغذي فكرة التحرش لديه، هذا بالإضافة إلي أن حالة الإحباط العام التي يعاني منها معظم الشباب الآن تجعلهم يشعرون بأنه ليس لديهم أمل في اليوم أو الغد ولا يجدون أمامهم إلا التحرش كطريقة لتفريغ طاقاتهم الجنسية».
الدكتور محمد حسن غانم، أستاذ علم النفس يصف المتحرش بانه «شخص مغامر لا يقدر العواقب فهو يعاني من الكبت الجنسي مع الأخذ في الاعتبار أن التحرش لا يرتبط بمرحلة عمرية معينة، إذ وجدت بعض الدراسات الميدانية التي تمت في مصر أن التحرش قد يبدأ من عمر ٩ سنوات ليصل إلي ٧٠ عامًا، كما أنه لا يرتبط بما إذا كان الشخص متزوجًا أم لا، فمن الممكن أن نجد شخصًا متزوجًا وله أولاد بل وفي بعض الأحيان أحفاد أيضا، إلا أنه ورغم كل ذلك يتحرش بالفتيات والنساء في الشوارع بغض النظر عن أعمارهن .
ويضيف غانم «المتحرش يجد إشباعا وقتيا فيما يفعله، إذ إنه مجرد أن يلمس فتاة أو يتفوه بلفظ خادش للحياء يشعر بلذة مؤقتة وهو في ذلك مغامر لا يقدر العواقب التي قد تنتج عن فعلته تلك، فهو مستعد لتحمل أي إهانة يتعرض لها بعد ارتكابه فعل التحرش، وهذه النوعية من الأشخاص يعانون من عدم ارتواء جنسي أي أن الجنس هو أساس ومحور حياتهم».
ويتابع غانم «هناك نوع آخر من المتحرشين خجول ومنطوٍ إلا أنه ينتهز الزحام ليتحرش بالفتيات لأنه يعتبره وسيلة تستطيع فيها شخصيته أن تذوب وسط الشخصيات الأخري، وهذه هي نظرية الحشد حيث إنه لا يجرؤ علي أن يقدم علي هذا الفعل وهو منفرد، إنما يجب أن يكون وسط مجموعة لتأتيه شجاعة الإقدام علي التحرش بأي فتاة،
وهناك نوع آخر فهم المتحرشون الذين يتبعون النظرية السيكوباتية، وهم أشخاص عدوانيون إلي أقصي حد، ومن الممكن أن يتحرشوا بالفتيات والنساء في الشوارع الخالية والمظلمة وهؤلاء قد يتمادون في جريمتهم إلي حد الاختطاف أو القتل، أما النوع الأخير من المتحرشين فهم الأقل خطورة، حيث تجده شخصًا مؤدبًا وودودًا ولكنه يميل إلي تقليد أصدقائه خاصة إذا صادف ووجد أحد أصدقائه يخرج بنتيجة إيجابية بعد قيامه بفعل التحرش، إذا ابتسمت له الفتاة أو عبرت له عن رغبتها في التعرف عليه.
الدكتور سعيد عبدالعظيم، يري أنه إذا قمنا بتحليل حالات التحرش التي حدثت مؤخرا سنجد أن هناك ٤ عوامل رئيسية وراءها، أولها حالة الكبت التي يعاني منها هؤلاء الشباب وثانيها تعرضهم لأفلام وبرامج وأغان مثيرة علي بعض الفضائيات مما يجعلهم لا يجدون أي منفذ متاح لهم لإقامة العلاقات الجنسية إلا التحرش، أما العامل الثالث فهو أن المتحرش شخص يشعر بعدم الاهتمام من أهله، ولا يجد من يتابع تصرفاته، لذا ينطوي علي نفسه ويلجأ إلي تفريغ طاقاته الجنسية المكبوتة عن طريق التحرش.
قد يبدو للبعض طرح مثل هذه المواضيع قلة حياء ، و لكني أرى العكس تماما فتحريم الحديث في مثل هذه الأمور زاد من تفاقم المشكلة و الخوف من الفضيحة أو تلويث السمعة مازاد الحالة الا سوءا ، و لن نصل أبدا الى علاج ناجع ما دمنا لم نكشف عن المرض بكل مصداقية.
أسباب التكتم في حالات التحرش
1- حساسية الموضوع ، وأن كثيراً من ضحايا التحرش تخاف من : الفضيحة ، وتلويث السمعة ، فأن أصابع الاتهام ستشير إليها بالدرجة الأولى ، لذلك فهي تفتقد الجرأة والشجاعة في التحدث عن معاناتها .تقول الأستاذة "عزة سليمان" مدير مركز قضايا المرأة المصرية : أن ظاهرة التحرش الجنسي هي قضية "مسكوت عنها" في المجتمع نظرا لحساسية هذه القضية...ثم تقول:لا توجد إحصائيات أو أرقام توضح مدى هذا التحرش، وهو ما يجعل الوقوف على أثار الظاهرة صعباً. - المرجع : شبكة الأخبار العربية محيط .
2- بعض الضحايا تخاف من فقد عملها ، فهذه - جيوفانا ريفيري – من تشيلي ، تذكر كيف أنها كانت تكره الذهاب إلى عملها في وزارة الزراعة حيث كان رئيسها يتحرش بها جنسيا كل يوم. وتقول إنها شعرت بكونها أسيرة الحاجة لكسب عيشها وبالعجز عن مقاومة إساءاته وتحرشاته المباشرة. – المرجع موقع ومينز إي نيوز .
3- الخوف من تعثر الدراسة جعل بعض الضحايا يلتزمن الصمت . وهنا تقول أمينة طالبة جزائرية : "عمري 23 سنة أدرس سنة ثالثة حقوق رسبت سنة لأنني ببساطة رفضت المواعيد الغرامية التي كان يضربها لي أستاذي الفاضل، لا أحد من عائلتي يعلم بالأمر ، فقط صديقاتي . و لحسن حظي أنه لم يدرسني خلال السنة التي تلت". وإن فضلت أمينة التنازل عن سنة من عمرها، و مثيلاتها كثيرات ، فإن أخريات رضخن للأمر الواقع سواء إختصارا للطريق أو هروبا من شبح الرسوب ، بينما لا تزال أخريات لحد الآن يعانين من المساومة، و هناك أستاذ ينتظر منهن الإجابة بنعم ، وإلا فإن النجاح سيصبح صعب المنال .- المرجع موقع بوابة المرأة .
4- شعور الضحايا بأن الجاني عليها لن يجد العقاب الرادع له ، وأن رئيسها المباشر لن يسمع لها خوفا على سمعة عمله. ففي اليابان مثلاً شكت معظم ضحايا التحرش من العاملات من امتناع مسؤولي العمل عن اتخاذ أي إجراء عقابي أو رادع بحق المتحرشين بهن .- المرجع موقع إسلام أون لاين.
5- إثبات حدوث التحرش من أصعب الأمور على المرأة ، فعند سؤال نجاة وصديقتها فيما إذا كانتا تعلمان أن القانون المغربي يمنع التحرش الجنسي ويعاقب عليه، أبديتا استغرابهما قائلتين" هل من (يتسبل) علي أستطيع أن أقاضيه ؟!" وبعد إخبارهما بأن الفصل 503 من القانون الجنائي المغربي يعاقب على التحرش، قالت نجاة : «لم يكن في علمي ذلك»، قبل أن تستدرك ولكن «كيف أستطيع أن اثبت أن ذلك الرجل تحرش بي؟!- المرجع موقع العربية نت نقلا عن صحيفة "الأحداث" المغربية!"
لهذه الأسباب وغيرها سيظل موضوع التحرش الجنسي بعيداً عن المعرفة الكاملة لصورته الحقيقية
التحرش في العالم العربي:
صرح فيه مدير منظمة العمل العربية إبراهيم قويدر : بعد أن لاحظت منظمة العمل العربية انتشارا للموضوع في الوطن العربي بشكل مخيف من خلال ارتفاع حالات شكاوى النساء الإدارية ضد مرؤوسيهن تحت مسميات مختلفة تخفي غالبيتها خلفيات تحرش . – المرجع : موقع مركز الأخبار - أمان.
وفي مصر:
الأرقام التي تثير الفزع جاءت تحذر أن من بين مائة امرأة يوجد 68 تعرضن فعلا للتحرش الجنسي داخل محيط العمل سواء كان هذا التحرش لفظيا أو بدنيا! – المرجع :موقع صحيفة أخبار الحوادث المصرية .
وأشارت الأستاذة - عزة سليمان- مدير مركز قضايا المرأة المصرية :أن ظاهرة التحرش الجنسي هي قضية "مسكوت عنها" في المجتمع المصري نظرا لحساسية هذه القضية، بالإضافة لعدم امتلاكنا ثقافة كيفية لمواجهة مثل هذه الأمور. - المرجع : شبكة الأخبار العربية محيط .
أما الجزائر : فأصبح "التحرش الجنسي " واحداً من كوابيس المرأة الجزائرية العاملة منها والطالبة الجامعية ، يحضر يوميا بحياتها وبشكل مؤذي ، برغم القانون الذي يجرمه والذي تم سنه خلال السنوات القليلة الماضية لردع المتحرشين بها وحمايتها من هذا الاعتداء الذي لا يظهر للعيان ، بل تحضره غالبا الضحية والمتهم .
لهذا فتحت وطأة التحرش الجنسي تعاني جزائريات كثيرات في صمت مطبق خوفا من الفضيحة في مجتمع لا يرحم ، ويشهر بالمرأة قبل حتى أن يفصل فيما إذا كانت متورطة أو ضحية ، ومن لم تخف من الفضيحة فهي تفكر وتمعن التفكير قبل أن تطرق أبواب المحاكم . – المرجع :موقع بوابة المرأة .
وفي المغرب : تعاني الكثير من الفتيات والسيدات المغربيات من ظاهرة "التحرش الجنسي" المتفشية في كثير من مؤسسات القطاع الخاص في المغرب، ويتبع بعض أرباب ورؤساء العمل طرقا شتى من التحرش للإيقاع بضحاياهم ، مستغلين في معظم الأحيان سطوتهم وحاجة تلك النساء للعمل. – المرجع:موقع العربية نت نقلا عن صحيفة "الأحداث" المغربية!".
وفي السعودية :
التي بها قبلة المسلمين ، ومسجد وقبر خاتم المرسلين ، يبقى الموضوع له شأن آخر حيث يعد وضع المرأة هناك أشبه ما يكون بالدر المكنون ، فهي في مأمن كبير من وقوع التحرش الجنسي بها لعدم وجود الاختلاط في أماكن الدراسة ، وأماكن العمل ، والفصل التام بين الجنسين ، وهذه قناعة تصل إلى حد اليقين عند الحكومة ، ويزيدها قوة ونجاح في أرض الواقع تربية الناس هناك أبناءهم منذ نعومة أظفارهم على هذه المبادئ السامية في الحياة . وهذا الكلام لا يعني أنها في سلامة تامة من هذه الظاهرة لكنها تحدث في نطاق ضيق وبصور فردية لا تصل إلى حد الظاهرة ، ولا تقارن بما يحدث في بلدان العالم الأخرى ، ورغم محافظة المجتمع إلا أن الانفتاح وخروج المرأة للعمل المختلط في بعض المواقع سبب لها عيش معاناة التحرش الجنسي ، فقد جاء في تحقيق أجرته صحيفة اليوم السعودية ، الجمعة 28 – 4-2006 ، عن هذه الظاهرة أن "ندى" - موظفة قطاع خاص - تقول: تعتقد الكثيرات من الزميلات أنني استغل الزملاء الرجال عاطفيا للاستفادة منهم بأداء خدمات لي داخل العمل وخارجه. وهذا غير صحيح.. مشكلتي كانت تكمن في أنني كنت أتعامل مع الزملاء إنسانيا بأسلوب لطيف، فانا لا استطيع الظن بأحد ولا ابدأ بالنوايا السيئة بتاتا كما لا أتوقعها من أحد، وقد دعا ذلك أحدهم، من ذوي النفوس المريضة من الزملاء، لمحاولة التواصل معي بناء على أوهام خاطئة، معتقدا أن لطافتي الطبيعية تلك أبديها له وحده. وتابعت قائلة " وحينما "تعب" ووجد إن إيحاءاته غير مجدية، عمد إلى تلويث سمعتي بين الزملاء والزميلات بالترويج عن علاقة بيني وبينه .
يتبع ...
قهر.. كبت.. فراغ ثقافي.. أسباب للتحرش الجنسي، الذي أصبح بركاناً علي وشك أن يثور، يلقي علينا بحممه بين الحين والآخر، مما يمثل أجراس إنذار، لكنها فيما يبدو لا تصل إلي الآذان، فحوادث التحرش تتكرر، يكشف عن بعضها بالمصادفة لكن الكثير منها لا يتم الإعلان عنه، في ظل موروث ثقافي لا يشجع علي المواجهة.
الأمر الذي أصبح وجعاً في جسد كل عربي ، ليس إلا نذير شؤم علي بنياننا الاجتماعي، خاصة أن دراسات وتقارير عديدة تشير إلي أن التحرش ليس في الشارع فقط، بل في منازلنا وأماكن عملنا أيضاً.
محللون نفسيون: المتحرش مضطرب نفسيا.. مغامرلا يقدّر العواقب
كتب دارين فرغلي ١٠/ ١٠/ ٢٠٠٨
«شخصية ضد المجتمع.. مضطرب نفسيا.. مغامر لا يقدر العواقب، ودود ولكنه منطوٍ في بعض الأحيان».. بهذه الكلمات وصف خبراء في الطب النفسي شخصية «المتحرش»، مشيرين إلي أن التحرش لا يرتبط بمرحلة عمرية معينة وهو ما كشفته بعض الدراسات الميدانية التي اظهرت أن التحرش قد يبدأ من سن ٩ سنوات وصولا إلي ٧٠ عاما.
تصف الدكتورة غادة عبد الوهاب، إستشاري الطب النفسي، شخصية المتحرش بأنه مضطرب نفسيا ومن الشخصيات التي يطلق عليها «شخصية ضد المجتمع» ولكنه في الوقت نفسه مسؤول عن تصرفاته جميعها، تقول عبد الوهاب «قد يكون المتحرش شخصية جذابة ولطيفة في معاملاته العادية مع أهله أو أصدقائه وهذا هو النوع الأول،
أما النوع الثاني فقد اعتاد أن يكون شخصا عدوانيا منذ صغره يتطاول بالضرب علي أسرته وأصدقائه، حتي إن معظمهم يميل إلي إيذاء ال*****ات الصغيرة مثل القطط أو الطيور مثل الحمام وغيرها، وعندما يصل إلي منصب يكون فيه مسؤولاً فإنه يندرج تحت نوعيةwork harssant وهو يسمي «التحرش في العمل» حيث يستغل منصبه في التحرش بموظفة لديه أو زميلة له في العمل.
وتضيف عبد الوهاب «المتحرش شخصية لديها كميات هائلة من الطاقات العاطفية والفكرية والإبداعية المكبوتة، وعندما لا يتم توجيه تلك الطاقات إلي عمل أو هواية أو حتي رياضة معينة، فإنها تتحول إلي طاقات سلبية تغذي فكرة التحرش لديه، هذا بالإضافة إلي أن حالة الإحباط العام التي يعاني منها معظم الشباب الآن تجعلهم يشعرون بأنه ليس لديهم أمل في اليوم أو الغد ولا يجدون أمامهم إلا التحرش كطريقة لتفريغ طاقاتهم الجنسية».
الدكتور محمد حسن غانم، أستاذ علم النفس يصف المتحرش بانه «شخص مغامر لا يقدر العواقب فهو يعاني من الكبت الجنسي مع الأخذ في الاعتبار أن التحرش لا يرتبط بمرحلة عمرية معينة، إذ وجدت بعض الدراسات الميدانية التي تمت في مصر أن التحرش قد يبدأ من عمر ٩ سنوات ليصل إلي ٧٠ عامًا، كما أنه لا يرتبط بما إذا كان الشخص متزوجًا أم لا، فمن الممكن أن نجد شخصًا متزوجًا وله أولاد بل وفي بعض الأحيان أحفاد أيضا، إلا أنه ورغم كل ذلك يتحرش بالفتيات والنساء في الشوارع بغض النظر عن أعمارهن .
ويضيف غانم «المتحرش يجد إشباعا وقتيا فيما يفعله، إذ إنه مجرد أن يلمس فتاة أو يتفوه بلفظ خادش للحياء يشعر بلذة مؤقتة وهو في ذلك مغامر لا يقدر العواقب التي قد تنتج عن فعلته تلك، فهو مستعد لتحمل أي إهانة يتعرض لها بعد ارتكابه فعل التحرش، وهذه النوعية من الأشخاص يعانون من عدم ارتواء جنسي أي أن الجنس هو أساس ومحور حياتهم».
ويتابع غانم «هناك نوع آخر من المتحرشين خجول ومنطوٍ إلا أنه ينتهز الزحام ليتحرش بالفتيات لأنه يعتبره وسيلة تستطيع فيها شخصيته أن تذوب وسط الشخصيات الأخري، وهذه هي نظرية الحشد حيث إنه لا يجرؤ علي أن يقدم علي هذا الفعل وهو منفرد، إنما يجب أن يكون وسط مجموعة لتأتيه شجاعة الإقدام علي التحرش بأي فتاة،
وهناك نوع آخر فهم المتحرشون الذين يتبعون النظرية السيكوباتية، وهم أشخاص عدوانيون إلي أقصي حد، ومن الممكن أن يتحرشوا بالفتيات والنساء في الشوارع الخالية والمظلمة وهؤلاء قد يتمادون في جريمتهم إلي حد الاختطاف أو القتل، أما النوع الأخير من المتحرشين فهم الأقل خطورة، حيث تجده شخصًا مؤدبًا وودودًا ولكنه يميل إلي تقليد أصدقائه خاصة إذا صادف ووجد أحد أصدقائه يخرج بنتيجة إيجابية بعد قيامه بفعل التحرش، إذا ابتسمت له الفتاة أو عبرت له عن رغبتها في التعرف عليه.
الدكتور سعيد عبدالعظيم، يري أنه إذا قمنا بتحليل حالات التحرش التي حدثت مؤخرا سنجد أن هناك ٤ عوامل رئيسية وراءها، أولها حالة الكبت التي يعاني منها هؤلاء الشباب وثانيها تعرضهم لأفلام وبرامج وأغان مثيرة علي بعض الفضائيات مما يجعلهم لا يجدون أي منفذ متاح لهم لإقامة العلاقات الجنسية إلا التحرش، أما العامل الثالث فهو أن المتحرش شخص يشعر بعدم الاهتمام من أهله، ولا يجد من يتابع تصرفاته، لذا ينطوي علي نفسه ويلجأ إلي تفريغ طاقاته الجنسية المكبوتة عن طريق التحرش.
قد يبدو للبعض طرح مثل هذه المواضيع قلة حياء ، و لكني أرى العكس تماما فتحريم الحديث في مثل هذه الأمور زاد من تفاقم المشكلة و الخوف من الفضيحة أو تلويث السمعة مازاد الحالة الا سوءا ، و لن نصل أبدا الى علاج ناجع ما دمنا لم نكشف عن المرض بكل مصداقية.
أسباب التكتم في حالات التحرش
1- حساسية الموضوع ، وأن كثيراً من ضحايا التحرش تخاف من : الفضيحة ، وتلويث السمعة ، فأن أصابع الاتهام ستشير إليها بالدرجة الأولى ، لذلك فهي تفتقد الجرأة والشجاعة في التحدث عن معاناتها .تقول الأستاذة "عزة سليمان" مدير مركز قضايا المرأة المصرية : أن ظاهرة التحرش الجنسي هي قضية "مسكوت عنها" في المجتمع نظرا لحساسية هذه القضية...ثم تقول:لا توجد إحصائيات أو أرقام توضح مدى هذا التحرش، وهو ما يجعل الوقوف على أثار الظاهرة صعباً. - المرجع : شبكة الأخبار العربية محيط .
2- بعض الضحايا تخاف من فقد عملها ، فهذه - جيوفانا ريفيري – من تشيلي ، تذكر كيف أنها كانت تكره الذهاب إلى عملها في وزارة الزراعة حيث كان رئيسها يتحرش بها جنسيا كل يوم. وتقول إنها شعرت بكونها أسيرة الحاجة لكسب عيشها وبالعجز عن مقاومة إساءاته وتحرشاته المباشرة. – المرجع موقع ومينز إي نيوز .
3- الخوف من تعثر الدراسة جعل بعض الضحايا يلتزمن الصمت . وهنا تقول أمينة طالبة جزائرية : "عمري 23 سنة أدرس سنة ثالثة حقوق رسبت سنة لأنني ببساطة رفضت المواعيد الغرامية التي كان يضربها لي أستاذي الفاضل، لا أحد من عائلتي يعلم بالأمر ، فقط صديقاتي . و لحسن حظي أنه لم يدرسني خلال السنة التي تلت". وإن فضلت أمينة التنازل عن سنة من عمرها، و مثيلاتها كثيرات ، فإن أخريات رضخن للأمر الواقع سواء إختصارا للطريق أو هروبا من شبح الرسوب ، بينما لا تزال أخريات لحد الآن يعانين من المساومة، و هناك أستاذ ينتظر منهن الإجابة بنعم ، وإلا فإن النجاح سيصبح صعب المنال .- المرجع موقع بوابة المرأة .
4- شعور الضحايا بأن الجاني عليها لن يجد العقاب الرادع له ، وأن رئيسها المباشر لن يسمع لها خوفا على سمعة عمله. ففي اليابان مثلاً شكت معظم ضحايا التحرش من العاملات من امتناع مسؤولي العمل عن اتخاذ أي إجراء عقابي أو رادع بحق المتحرشين بهن .- المرجع موقع إسلام أون لاين.
5- إثبات حدوث التحرش من أصعب الأمور على المرأة ، فعند سؤال نجاة وصديقتها فيما إذا كانتا تعلمان أن القانون المغربي يمنع التحرش الجنسي ويعاقب عليه، أبديتا استغرابهما قائلتين" هل من (يتسبل) علي أستطيع أن أقاضيه ؟!" وبعد إخبارهما بأن الفصل 503 من القانون الجنائي المغربي يعاقب على التحرش، قالت نجاة : «لم يكن في علمي ذلك»، قبل أن تستدرك ولكن «كيف أستطيع أن اثبت أن ذلك الرجل تحرش بي؟!- المرجع موقع العربية نت نقلا عن صحيفة "الأحداث" المغربية!"
لهذه الأسباب وغيرها سيظل موضوع التحرش الجنسي بعيداً عن المعرفة الكاملة لصورته الحقيقية
التحرش في العالم العربي:
صرح فيه مدير منظمة العمل العربية إبراهيم قويدر : بعد أن لاحظت منظمة العمل العربية انتشارا للموضوع في الوطن العربي بشكل مخيف من خلال ارتفاع حالات شكاوى النساء الإدارية ضد مرؤوسيهن تحت مسميات مختلفة تخفي غالبيتها خلفيات تحرش . – المرجع : موقع مركز الأخبار - أمان.
وفي مصر:
الأرقام التي تثير الفزع جاءت تحذر أن من بين مائة امرأة يوجد 68 تعرضن فعلا للتحرش الجنسي داخل محيط العمل سواء كان هذا التحرش لفظيا أو بدنيا! – المرجع :موقع صحيفة أخبار الحوادث المصرية .
وأشارت الأستاذة - عزة سليمان- مدير مركز قضايا المرأة المصرية :أن ظاهرة التحرش الجنسي هي قضية "مسكوت عنها" في المجتمع المصري نظرا لحساسية هذه القضية، بالإضافة لعدم امتلاكنا ثقافة كيفية لمواجهة مثل هذه الأمور. - المرجع : شبكة الأخبار العربية محيط .
أما الجزائر : فأصبح "التحرش الجنسي " واحداً من كوابيس المرأة الجزائرية العاملة منها والطالبة الجامعية ، يحضر يوميا بحياتها وبشكل مؤذي ، برغم القانون الذي يجرمه والذي تم سنه خلال السنوات القليلة الماضية لردع المتحرشين بها وحمايتها من هذا الاعتداء الذي لا يظهر للعيان ، بل تحضره غالبا الضحية والمتهم .
لهذا فتحت وطأة التحرش الجنسي تعاني جزائريات كثيرات في صمت مطبق خوفا من الفضيحة في مجتمع لا يرحم ، ويشهر بالمرأة قبل حتى أن يفصل فيما إذا كانت متورطة أو ضحية ، ومن لم تخف من الفضيحة فهي تفكر وتمعن التفكير قبل أن تطرق أبواب المحاكم . – المرجع :موقع بوابة المرأة .
وفي المغرب : تعاني الكثير من الفتيات والسيدات المغربيات من ظاهرة "التحرش الجنسي" المتفشية في كثير من مؤسسات القطاع الخاص في المغرب، ويتبع بعض أرباب ورؤساء العمل طرقا شتى من التحرش للإيقاع بضحاياهم ، مستغلين في معظم الأحيان سطوتهم وحاجة تلك النساء للعمل. – المرجع:موقع العربية نت نقلا عن صحيفة "الأحداث" المغربية!".
وفي السعودية :
التي بها قبلة المسلمين ، ومسجد وقبر خاتم المرسلين ، يبقى الموضوع له شأن آخر حيث يعد وضع المرأة هناك أشبه ما يكون بالدر المكنون ، فهي في مأمن كبير من وقوع التحرش الجنسي بها لعدم وجود الاختلاط في أماكن الدراسة ، وأماكن العمل ، والفصل التام بين الجنسين ، وهذه قناعة تصل إلى حد اليقين عند الحكومة ، ويزيدها قوة ونجاح في أرض الواقع تربية الناس هناك أبناءهم منذ نعومة أظفارهم على هذه المبادئ السامية في الحياة . وهذا الكلام لا يعني أنها في سلامة تامة من هذه الظاهرة لكنها تحدث في نطاق ضيق وبصور فردية لا تصل إلى حد الظاهرة ، ولا تقارن بما يحدث في بلدان العالم الأخرى ، ورغم محافظة المجتمع إلا أن الانفتاح وخروج المرأة للعمل المختلط في بعض المواقع سبب لها عيش معاناة التحرش الجنسي ، فقد جاء في تحقيق أجرته صحيفة اليوم السعودية ، الجمعة 28 – 4-2006 ، عن هذه الظاهرة أن "ندى" - موظفة قطاع خاص - تقول: تعتقد الكثيرات من الزميلات أنني استغل الزملاء الرجال عاطفيا للاستفادة منهم بأداء خدمات لي داخل العمل وخارجه. وهذا غير صحيح.. مشكلتي كانت تكمن في أنني كنت أتعامل مع الزملاء إنسانيا بأسلوب لطيف، فانا لا استطيع الظن بأحد ولا ابدأ بالنوايا السيئة بتاتا كما لا أتوقعها من أحد، وقد دعا ذلك أحدهم، من ذوي النفوس المريضة من الزملاء، لمحاولة التواصل معي بناء على أوهام خاطئة، معتقدا أن لطافتي الطبيعية تلك أبديها له وحده. وتابعت قائلة " وحينما "تعب" ووجد إن إيحاءاته غير مجدية، عمد إلى تلويث سمعتي بين الزملاء والزميلات بالترويج عن علاقة بيني وبينه .
يتبع ...