سهرت أعين ، ونامـت عيـون
في أمـور تكـون أو لا تكـون
فادرأ الهم ما استعطت عن النفس
فحملانـك الهـمـوم جـنـون
إن رباً كفاك بالأمس مـا كـان
سيكفيك فـي غـدٍ مـا يكـون
أرى حمراً ترعى وتعلف ما تهوى
وأسداً جياعاً تظمأ الدهر لا تروى
وأشراف قومٍ لا ينالـون قوتهـم
وقوماً لئاماً تأكل المن والسلـوى
قضـاء لديـانٍ الخلائـق سابـق
وليس على مر القضاء أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه
تصبر للبلوى ولم يظهر الشكـوى
أصبحت مطرحاً في معشر جهلـوا
حق الأديب فباعوا الـرأس بالذنـب
والناس يجمعهـم شمـل ، وبينهـم
في العقل فرق وفي الآداب والحسب
كمثل ما للذهب اللإبريـز بشركـة
في لونه الأصفر والتفضيل للذهـب
ولاعود لو لم تطب منـه روائحـه
لم يفرق الناس بين العود والحطـب
ليت الكلاب لنا كانت مجـاورة
وليتنا لا نرى مما نـرى أحـدا
أن الكلاب لتهدتي في مواطنهـا
والخلق ليس بهاد شرهـم أبـدا
فاهرب بنفسك واستأنس بوحدتها
تبقى سعيداً إذا ما كنت منفـرداً
أحب من الأخـوان كـل مواتـى
وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يوافقني فـي كـل أمـر أريـده
ويحفظنـي حيـاً وبعـد مماتـي
فمن لي بهذا ؟ ليت أنـي أصبتـه
لقاسمته ما لـي مـن الحسنـات
تصفحت إخوانـي فكـان أقلهـم
على كثرة الإخوان أهـل ثقاتـي
كن ساكناً في ذي الزمان بسير
هوعن الورى كن راهباً في ديره
واغسل يديك من الزمان وأهله
وإحذر مودتهم تنل من خيـره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحباً
أصحبه في الدهر ولا في غيره
فتركت أسفلهـم لكثـرة شـره
وتركت أعلاهـم لقلـة خيـره
تمنى رجالٌ أن أمـوت وإن أمـت
فتلك سبيـل لسـت فيهـا بأوحـد
وما موت من قد مات قبلي بضائري
ولا عيش من قد عشا بعدي بمخلدي
لعل الذي يرجـو فنائـي ويدعـيبه
قبل موتي أن يكون هو الـردى
فقل للذي يبقى خلاف الذي مضـى
تهيـأ لأخـرى مثلهـا فكـأن قـد
ولما قسا قلبي ، وضاقت مذاهبـي
جعلت الرجا منـي لعفـوك سلمـا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنـتـه
بعفوك ربي كـان عفـوك أعظمـا
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل
تجـود وتعفـو مـنـة وتكـرمـا
فلولاك لم يصمـد لابليـس عابـ
دفيكف وقد اغـوى صفيـك آدمـا
فلله در العـارف الـنـدب أنــه
تفيض لفرط الوجـد أجفانـه دمـا
يقيـم إذا مـا الليـل مـد ظلامـه
على نفسه من شدة الخوف مأتمـا
فصيحاً إذا ما كان فـي ذكـر بـه
وفي ما سواه في الورى كان أعجماٍ
ويذكر أياماً مضـت مـن شبابـه
وما كان فيهـا بالجهالـة أجرمـا
فصار قرين الهـم طـول نهـاره
أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول حبيبي أنت سؤلـي وبغيتـي
كفى بك للراجيـن سـؤلاً ومغنمـا
ألسـت الـذي عديتنـي وهديتنـي
ولا زلـت منانـاً علـي ومنعمـا
عسى من له الإحسان يغفر زلت
ـيويستـر أوزاري ومـا قـد تقدمـا