سنبدا اليوم علي بركة الله بالتعريف بكافة الادباء والشعراء العرب القديم والمعاصر
تاريخهم كتابتهم وكل شيء عنهم وارجو من كافة الاعضاء المشاركة معنا لتطوير هذه الموسوعة التي لن تجدها الا في منتدي تونيزيا سات
ونبدا علي بركة الله
أحمد أمين
هو أديب ومفكر مصري لقب بصاحب فجر الإسلام وضحاه وفجره . ولد بالقاهرة في الأول من أكتوبر عام 1886 . وتوفي بها في 31 مايو عام 1954 . قرا مدة قصيرة في الازهر وتخرج بمدرسة القضاء الشرعي ودرس بها إلى سنة 1921 وتولى القضاء ببعض المحاكم الشرعية ثم عين مدرساً بكلية الآداب بالجامعة المصرية وانتخب عميداً لها عام 1939 وعين مديراً للإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية عام 1947 واستمر إلى أن توفي . كان من اعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق ومجمع اللغة بالقاهرة والمجمع العلمي العراقي ببغداد ومنحته جامعة القاهرة عام 1948 لقب دكتور فخري . من أعماله إشرافه على لجنة النشر والتأليف لمدة ثلاثين سنة وكان رئيساً لها وبلغت مقالاته في المجلات العربية ولاسيما مجلتي " الرسالة " و " الثقافة " عشرة مجلدات جمعها في كتابه " فيض الخاطر " في ستة أجزاء ومن مؤلفاته المطبوعة : " فجر الإسلام " و " ضحى الإسلام " و " ظهر الإسلام " و " يوم الإسلام " و " النقد الأدبي " في جزأين و " زعماء الإصلاح في العصر الحديث " و " إلى ولدي " و " حياتي " و " قاموس العادات " و " الصعلكة والفتوة في الإسلام " و " مبادئ الفلسفة " مترجم .
أحمد حسن الزيات
هو أديب مصري صاحب " الرسالة " ولد بالقاهرة عام 1885 وتوفي بها في 12 يونيو 1968 . كان أحمد حسن الزيات داعية لتصفية اللغة العربية من الشوائب التي خالطتها طيلة عصور الانحطاط واستبدلت روعتها وجمالها وموسيقاها سماجة وقبحاً ونشازاً . وامتاز أسلوبه بالترسل وتبسيط العربية والسعي لربط جمال الكلمة بجمال الفكرة . وبعد تخرجه من الأزهر أصبح الزيات معلماً بالمدارس الأهلية بالقاهرة وكان يشعر بالرسالة التي يتعين على المثقفين العرب أداءها خدمة للعربية ولآدابها وكان يعيش لهذه الرسالة ولا أدل على ذلك من اختياره " الرسالة " اسماً لمجلته التي أحدثها فكانت نقطة الانطلاق في الأدب العربي الجديد وميداناً واسعاً تتبارى فيه الأقلام العربية من جميع أجزاء الوطن العربي الكبير . من مؤلفاته : " وحي الرسالة " و كتاب في أصول الأدب وكتاب " دفاع عن البلاغة " اما آخر كتاب صدر له بالقاهرة فكان " ذكرى عهود " وقد فاز أحمد حسن الزيات بجائزة الدولة عام 1962 جزاء ما قدم من الأيادي البيضاء للعربية وآدابها وتاريخها .
أحمد زكي أبو شادي
كاتب مصري يعتبر قمة من قمم الأدب العربي وثمرة من ثمار التيارات المختلفة التي سبقته مثل تيارات البعث عند البارودي وشوقي وحركة الديوان عند شكري والعقاد والمازني. ولد بحي عابدين بالقاهرة في أسرة غنية ومثقفة وشاعرة في الخامس من فبراير عام 1892 وتوفي بواشنطن في 12 ابريل عام 1955 . وكان أبوه ذا مكانة مرموقة في المجتمع نقيباً للمحامين وصاحب جريدة " الظاهر " وله صالون أدبي يلتقي فيه كبار شعراء مصر وأدبائها وفي هذا الجو نشأ أحمد زكي أبو شادي . دخل المدرسة وهو ابن الرابعة من عمره وبعد أن أتم تعليمه الثانوي التحق بمدرسة الطب ومكث فيها سنة واحدة ثم سافر إلى انجلترا وظل بها منذ 1912 إلى 1922 وتزوج من سيدة انجليزية فوفرت له الجو الملائم وقد أتم دراسة الطب وتخصص في علمي الأمراض الباطنية والجراثيم وفاز في عامين متتاليين بشهادة الشرف وجائزة " وب " في علم البكتريولوجي من مدرسة مستشفى " سانت جورج " وهي إحدى مدارس جامعة لندن الشهيرة وعندما رجع الدكتور أحمد زكي أبو شادي إلى وطنه مصر عمل طبيباً متنقلاً بين القاهرة والاسكندرية والسويس وبورسعيد وظل يعمل في الوظيفة العمومية حتى أصبح وكيلاً لكلية الطب بجامعة الاسكندرية . ورغم مسؤولياته لم ينشغل عن الشعر والأدب حيث أسس سنة 1932 جماعة " أبولو " ومجلتها اللتين كان لهما دور كبير في الحركة الشعرية العربية . وفي سنة 1946 هاجر إلى الولايات المتحدة واستقر بها وكتب في بعض صحفها العربية وعمل في التجارة وفي الاذاعة من " صوت أمريكا " وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها " رابطة منيرفا " مع نعمة الحاج الذي كان رئيساً لهذه الجمعية في حين أن أباشادي كان أمين سرها وهي رابطة شعرية أدبية نظمها على غرار جمعية " أبولو " كما قام بتدريس العربية في معهد آسيا بنيويورك . امتازت شخصية أبي شادي بالطموح والايمان القوي بقدرات الانسان والتشبث بالمثل العليا والكفاح من أجل تحقيق ما يصبو إليه في مجال خلق التعاون والاخاء الأدبي وخدمة اللغة العربية والنقد . وقد أنتج فيضاً من الدواوين الشعرية منها " الشفق الباكي " ، " أطياف الربيع " ، " أنين ورنين " ، " أنداء الفجر " ، " أغاني أبي شادي " ، " مصريات " ، " شعر الوجدان " ، " أشعة وظلال " ، " فوق العباب والينبوع " ، " الشعلة " ، " الكائن الثاني " و " دعوة الراعي " . كما نظم قصصاً تمثيلية منها : " أردشير " ، " إحسان " ، " عبده بك " ، " الزباء " وغيرها
شخصية لها مكانتها في العالم العربي والعالم الغربي لعبت دوراً أساسياً في توجيه الفكر نحو الحضارة العربية . ولد بالفريكة احدى قرى لبنان في 24 نوفمبر عام 1876 وتوفي في 9 ديسمبر عام 1940 وتعلم في مدرسة ابتدائية ورحل إلى أمريكا وهو في الحادية عشرة من عمره مع احد أعمامه ثم لحق بهما أبوه فارس فاشتغلوا بالتجارة في نيويورك وأولع أمين بالتمثيل فلحق بفرقة جال معها في عدة ولايات ودخل في كلية الحقوق ولم يستمر وعاد إلى لبنان فدرس شيئاً من قواعد اللغة العربية وحفظ كثيراً من لزوميات المعري وتردد بين بلاد الشام وأمريكا ثماني مرات في خمسين عاماً من عام 1888 - 1938 وزار نجداً والحجاز واليمن والعراق ومصر وفلسطين والمغرب والاندلس ولندن وباريس وكتب خطب بالعربية والانجليزية واختاره معهد الدراسات العربية في المغرب الاسباني رئيس شرف كما انتخبه المجمع العلمي العربي عضواً مراسلاً عام 1921 وكان يقال له " فيلسوف الفريكة " ونسبة جده عبد الأحد البجاني إلى قرية بجة بلبنان والريحاني إلى الريحان النبات المعروف . من مؤلفاته : " الريحانيات " في أربعة أجزاء و " ملوك العرب " جزآن و " تاريخ نجد الحديث " و " فيصل الأول " و " قلب العراق " و " المغرب الأقصى " و له بالانجليزية " الرباعيات لأبي العلاء المعري " و " اللزوميات للمعري " و " تحدر البلشفية " و " أنشودة المتصوفين " و " مسالك النفس " و " ابن سعود ونجد " و " حول الشواطئ العربية " و " بلاد اليمن "
إبراهيم عبدالقادر المازني
ولد في القاهرة عام 1890 وتوفي بها في 10 أغسطس عام 1949 . من الأدباء العرب الذين برعوا في عدة مجالات حيث يجمع بين كونه شاعراً وناثراً إذ بدأ حياته كشاعر ثم اعتزل الشعر ليكون ناثراً فقط . نشأ في بيئة متوسطة في حي من الأحياء الفقيرة وعاش مدة طويلة في حي الإمام الشافعي المجاور للصحراء وكان أبوه محامياً شرعياً مات وهو صبي فذاق مرارة اليتم وشظف العيش .. مما ولد في نفسه الحساسة شعوراً الحرمان وإحساساً بعدم الوصول إلى ما يصل إليه أنداده وأقرانه ؟ التحق المازني بالمدرسة القريبة ثم التوفيقية فالخديوية ثم دخل مدرسة المعلمين العليا وتخرج فيها سنه 1909 واشتغل أول الأمر بالتدريس في المدارس الأميرية ثم تركها إلى المدارس الحرة . بقي في مهنة التدريس إثنى عشر عاماً وقد اشتغل اكثر وقته في الترجمة عن اللغة الإنجليزية .. فكان من خير المترجمين . وكان المازني مفرط الحس سريع البديهة مطبوعاً على الكتابة وكان يشقيه انه قصير القامة .. كما انه أصيب في ساقه إصابة شديدة انتهت به إلى العرج بقية حياته . وتوالت عليه الكوارث ففقد زوجته ثم ابنته فزاد إحساسه بشقائه وبؤسه وحرمانه . وكان شعوره مرآة تعكس نفسه الحزينة وشقاءه وكآبته الشديدة والمثال على ذلك قصيدة له بعنوان " ليلة وصباح " وتدل عناوين قصائده على ما يسودها من التشاؤم والحزن والكآبة مثل " الوردة الذابلة " و " أحلام الموتى " و " خواطر الظلام " و " الليل البهيم " و " فتى في سياق الموت " و " الشاعر المحتضر" . وقد كان المازني يدعوا إلى وجوب جعل القصيدة ذات وحدة موضوعية بحيث يكون كل بيت فيها جزء من كل . ويعد المازني في طليعة من نادوا بالقومية العربية إذ كتب في سنة 1935 يقول " لقد أحاطتنا قوميتنا بمثل سور الصين ولو إن هذه القومية العربية لم تكن إلا وهما لا سند له من حقائق الحياة والتاريخ لوجب ان نخلقها خلقاً فما للأمم الصغيرة أمل في حياة مأمونة وان أبة دولة تتاح لها الفرصة تستطيع أن تثب عليهم وتأكلهم أكلاً بلحمهم وعظمهم ولكن مليون فلسطين إذا أضيف إليه مليونا الشام وملايين مصر والعراق سيصبحون شيئاً له بأس يتقى " . نشر المازني مجموعات كثيرة من المقالات من أهمها " حصاد الهشيم " و " قبض الريح " و " صندوق الدنيا " و " خيط العنكبوت " وأكثرها مقالات اجتماعية ونقدية وفكاهية وخلف المازني بجانب المقالات مجموعات من القصص مثل " إبراهيم الكاتب " و" ثلاثة رجال وامرأة " و" ميدو وشركاه " و " عود على بدء " وهو يكتب بأسلوب فكاهي ممتع وكتابته زاخرة بظرفه وخفة روحه وما حشده فيها من أحداث حياته اليومية .
إحسان عبد القدوس
كاتب وروائي مصري . ولد بالقاهرة في 1 يناير عام 1919 وتوفي بها في 12 يناير عام 1990 . نشأ إحسان عبد القدوس في بيئة فنية . فوالده محمد عبد القدوس كان ممثلاً ومؤلفاً وأمه فاطمة اليوسف الشهيرة بـ " روز اليوسف " عملت ممثلة فترة طويلة ثم انتقلت إلى الصحافة حيث افتتحت داراً تحمل اسمها وهي الدار التي خطا فيها إحسان أول خطواته في عالم الصحافة والأدب حيث التقى في مكتب والدته بأحمد شوقي أمير الشعراء وعباس محمود العقاد والصحفي توفيق دياب ومحمد التابعي . وخلال فترة دراسته بكلية الحقوق التي تخرج منها عام 1942 بدأ إحسان عبد القدوس عمله في الصحافة بمجلة " روز اليوسف " مخبراً صحفياً . وتنقل إحسان عبد القدوس قبل أن يتولى رئاسة تحرير مجلة " رزو اليوسف " بين جميع الصحف والمجلات المصرية حيث عمل بمؤسسة دار الهلال و" آخر ساعة " و صحف " المصري " و " الأهرام " و " الزمان " . ومن القضايا الهامة التي فجرها إحسان بقلمه الحر وكان لها صدى كبير قضية الاسلحة الفاسدة عقب حرب فلسطين في الأربعينيات . ومن خلال عرض هذه القضية تعرف إحسان عبد القدوس في مجلة " رزو اليوسف " على الزعيمين جمال عبد الناصر و أنور السادات كما صادق خالد محي الدين ورشاد مهنا وحسن عزت الذين كانوا يترددون على المجلة . وتعرض إحسان بعد إثارته هذه القضية إلى أولى محاولات اغتياله بالطعن بالسكين من الخلف واستمرت هذه المحاولات حتى بلغت أربع محاولات على مدى عمره . وكما كان إحسان صاحب مدرسة في الصحافة كان أيضاً صاحب مدرسة في فن القصة والرواية حيث بلغ إنتاجه أكثر من ستمائة قصة . وكانت المرأة دائما محور اهتمامه وتفكيره . وقد علل ذلك بان سلوك المرأة أكثر تعقيداً بسبب اختلاف ظروفها الاجتماعية عن سلوك الرجل . وهاجم إحسان الأدب الذي يعتمد على إثارة الغرائز وقال إنه أدب رخيص ويعتمد في قصصه على أسلوب السرد لتصوير العلاقة بين الإنسان وبيئته . وقدمت أعمال إحسان في السينما والإذاعة والتلفزيون والمسرح . ومن قصصه التي تحولت الى أفلام " الله معنا " و " لا تطفئ الشمس " و " في بيتنا رجل " و" لا أنام " و " أنا حرة " و " الطريق المسدود " و " الوسادة الخالية " و " دمي ودموعي وابتسامتي " و " الخيط الرفيع " و " العذراء والشعر الأبيض " . والكاتب إحسان عبد القدوس هو صاحب فكرة إنشاء نادي القصة والمجلس الأعلى للفنون والآداب وشاركه في تنفيذها صديق عمره الكاتب يوسف السباعي وتوفيق الحكيم ومحمود تيمور
أحمد زكي
كاتب مصري اقترن اسمه بمجلتين كبيرتين في الثقافة العربية . الأولى مجلة الرسالة لأحمد حسن الزيات والثانية مجلة العربي التي كان يرأس تحريرها ويعطيها من قلبه وفكره روائع الأدب والعلم الرفيع . كان احمد زكي من أعلام الثقافة في العالم العربي وشخصية علمية وأدبية له جمهور كبير من القراء والمعجبين في مختلف المستويات الثقافية . ولد احمد زكي في السويس وانتقلت أسرته إلى القاهرة عام 1900 وفيها أكمل دراسته وتخرج في القسم العلمي من مدرسة المعلمين العليا وعمل في التدريس من عام 1914 إلى 1918 ثم استقال خلال ثورة سعد زغلول وسافر الى إنجلترا للدراسة فقضى فيها عشر سنوات متواصلة نال خلالها شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة ليفربول وأخرى في العلوم من جامعة لندن . وعاد الدكتور احمد زكي إلى مصر وأصبح أستاذاً للكيمياء في جامعة القاهرة ثم انتخب عميداً لكلية العلوم ثم أبعد عن العمادة لأسباب سياسية إلى مصلحة الكيمياء المصرية عام 1936 . وفي عام 1945 أختير مديراً لمؤسسة البحوث العلمية المصرية الجديدة التي سميت باسم مجلس فؤاد الأول للبحوث العلمية بدرجة وكيل وزارة . وبعد أن قدم فيها خدمات علمية جليلة وبنى مختبرات أصبحت من مفاخر مصر العلمية عين وزيراً للشؤون الاجتماعية عام 1951 . وبعد ثورة 23 يوليو عينته الحكومة رئيساً لجامعة القاهرة . فبقى في هذا المنصب حتى بلوغه سن التقاعد القانونية . وكان الدكتور إلى جانب رئاسته لتحرير مجلة العربي والإشراف على إعداها وإخراجها يكتب في كل عدد من أعدادها مقالين أو ثلاثاً في شتى الموضوعات العلمية والسياسية والمستقبلية وكانت مقالاته من أمتع أبواب المجلة وأرقاها مستوى . وقد مارس احمد زكي الكتابة منذ عام 1914 وهو أحد مؤسسي لجنه التأليف والترجمة والنشر ومن ابرز كتاب الرسالة منذ صدورها ومن كتبه المشهورة " قصة المكروب " و " جان دارك " وهي مسرحية معربة عن برناردشو. و " ومرجريت " أو " غادة الكاميليا " وهي رواية معربة عن ألكسندر دوما الابن . وعلى الرغم من اختصاص الدكتور احمد زكي في الكيمياء فان ثقافته العامة و اطلاعه في التاريخ والسياسة والأدب واللغة أضفى على كتاباته طابعاً موسوعياً وكانت له قدرة فائقة في تبسيط الموضوعات العلمية المعقدة ليفهمها غير المختصين والناشئة وتقديمها إلى القراء بأسلوب شيق ولغة عربية فصيحة فيها قوه وفيها جمال
رئيس مجمع اللغة العربية . يلقب بأستاذ الجيل وهو من كبار المفكرين في العصر الحديث ومن أبرز الشخصيات العربية التي اسهمت في مختلف الحركات القومية . ولد بالسنبلاوين في 5 إبريل عام 1872 وتوفي بالقاهرة في 5 مارس عام 1963 . ولد أستاذ الجيل بقرية "برقين " بمركز "السنبلاوين "بمصر وتخرج بمدرسة الحقوق في القاهرة عام 1889 وعمل في المحاماة وشارك في تأليف "حزب الأمة " عام 1908 فكان أمينه العام وحرر صحيفة "الجريدة " اليومية إلى عام 1914 . وكان من أعضاء الحزب الوطني القدماء ومن أعضاء "الوفد المصري " وتحول الى "الأحرار الدستوريين " وعين مديراً لدار الكتب المصرية فمديراً للجامعة عدة مرات ثم وزيراً للمعارف والداخلية والخارجية عام 1946 فعضواً بمجلس الشيوخ عام 1949 . ثم عين رئيساً لمجمع اللغة العربية عام 1950 واستمر في هذا المنصب إلى أن توفي . تأثر بملازمة جمال الدين الأفغاني مدة في اسطنبول وبقراءة كتب أرسطو ونقل منها إلى العربية " علم الطبيعة " و" السياسة " و"الكون " والفساد و " الأخلاق " وجمع إسماعيل مظهر مقالاته في " صفحات مطوية من تاريخ الحركة الاستقلالية " و" المنتخبات " جزآن و " تأملات في الفلسفة والأدب والسياسة والاجتماع " وهو أول من سهل للفتيات دخول الجامعة في بدء إنشائها ومما جاء في تأبين طه حسين لأستاذه وزميله قوله : " أما أنا فلم أجد إلا شخصك الحبيب وحديثك العذب وصوتك الحلو ولكن روحك في قلبي لا تفارقه وهل قلوب الناس إلا قبور حية لأمثالك الأصدقاء والأحباء وعظام الرجال .. امض الآن إلى جوار الله وسيصحبك قلبي وعقلي وضميري وستبقى مائلاً في نفسي لا أنساك ولا يمكن أن أنساك حتى ألقاك في الدار التي سبقتني إليها و ائذن لي أن استعير منك هذين البيتين أودعك بهما كما ودعت بهما أنت مصطفى كامل رحمه الله :
إنا إلى الله راجعون لقد
أصبح حزني عليك ألواناً
حزن اشتياق وحزن مزرئة
إذا انقضى عاد كالذي كانا
وفي ذمة الله أيها الأب البر الشفيق وفي ذمة الله أيها الصديق الوفي الحميم وفي رضوان الله أيها الأستاذ العزيز الحكيم " .
البشير خريف
أديب تونسي .. ولد في 10 ابريل 1917 وتوفي في 18 ديسمبر 1983 . ولد البشير خريف بنفطه بالجريد التونسي ولم تمض على إقامته بالجريد ثلاث سنوات حتى انتقلت أسرته إلى العاصمة واستقرت بأحد أحياء المدينة العتيقة . التحق بمدرسة دار الجلد حيث أنهى تعليمه الابتدائي ثم انخرط في المعهد العلوي ومنها إلى معهد الخلدونيه فحصل على شهادة " البروفي " والتحق بمدرسة العطارين فنال الدبلوم ثم تفرغ للتجارة التي هي حرفة أبيه وجده وفتح دكانا بسوق الكبابجية لبيع الحرير حيث كانت سوقها رائجة . وبعد الحرب العالمية الثانية شعر بكساد سوق التجارة فاستعمل شهاداته العلمية والتحق بالتعليم حيث قضى تسعة عشر عاما ثم أحيل على المعاش عام 1966 ليتفرغ للكتابة والتأليف .. كتب المقال والقصة القصيرة والرواية والمسرحية وترجمت إثارة إلى عدد من اللغات الأجنبية : الفرنسية والروسية والإسبانية . ومن مؤلفاته الروائية والقصصية المنشورة " برق الليل " رواية حصل بها على جائزة بلدية تونس 1960 وتعود أحداثها الى القرن العاشر الهجري في فترة احتلال خير الدين بريروس لتونس العاصمة وقد جعل من التاريخ إطاراً لا هدفاً لتحريك القصة ولم ينس تصوير الحياة التونسية في ذلك العهد وله " الدقلة في عراجينها " 1969 و" مشموم الفل " مجموعة قصص 1971 و" حبك درباني " قصة طويله نشرت على حلقات في مجلة الفكر بعنوان " إفلاس " 1959 ثم جمعت في كتاب عام 1980
توفيق الحكيم
هو أديب مصري أول من وضع المسرح الذهني أو مسرح اللامعقول في تاريخ الأدب العربي . ولد بالاسكندرية في 8 أكتوبر عام 1898 وتوفي بالقاهرة في 25 يونيو عام 1987 . وبعد دراسته الابتدائية بالاسكندرية انتقل إلى القاهرة حيث اكمل دراسته الثانوية وهناك سجن لمشاركته في ثورة 1919 ثم افرج عنه ودرس الحقوق تلبية لرغبة ابيه دونما انقطاع عن اشباع ميوله الادبية . رحل إلى باريس لمتابعة دراسته القانونية فتعرف اكثر على المسرح وعند عودته إلى مصر عام 1928 عين في احدى محاكم الاسكندرية ثم تنقل بين عدة مدن مصرية وشرع في العمل بوزارة المعارف من 1934 - 1939 ومنها الى وزارة الشؤون الاجتماعية ومنذ العام 1943 تفرغ للعمل الادبي وفي عام 1951 عين مديراً لدار الكتب المصرية ثم عضواً في المجلس الأعلى للآداب عام 1956 ونال جائزة الدولة قبل ثورة 1952 وبعدها قلده الرئيس جمال عبد الناصر اكبر وسام للثقافة عام 1961 عاش توفيق الحكيم 88 عاماً قضاها في تحقيق ذاته والبحث عن الحقيقة واخيراً وجدها في الموت ومن اشهر مؤلفاته " شهرزاد " و " أهل الكهف " و " التعادلية " وبيجماليون
شاعر وكاتب وروائي لبناني . ولد في 7 أكتوبر عام 1911 وتوفي في 16 إبريل 1989 . نشأ توفيق يوسف عواد في بحر صاف بقضاء المتن الشمالي في لبنان . وعرف في طفولته وطأة الاحتلال التركي الذي رزح تحته لبنان خلال الحرب العالمية الأولى ووسمت هذه الحقبة شخصيته وأدبه بطابع مأساوي وثوري عنيف صوره خصوصاً في " الرغيف " . وبدأ عام 1920 دراسته تحت سنديانة دير ماريوسف في بحر صاف ثم في مدرسة المعونات في ساقية المسك فمدرسة سيدة النجاة بكفيا حيث نال الشهادة الابتدائية ثم أرسله والده عام 1923 إلى بيروت حيث دخل كلية القديس يوسف للآباء اليسوعيين وعهدت إليه المطبعة الكاثوليكية ترجمة روايتين من الفرنسية إلى العربية قبل نيله البكالوريا بسنة . نشر في مجلة العرائس لصاحبها عبدالله حشيمة سلسلة مقالات نقدية حمل فيها على أدب التقليد وألقى محاضرات في ذلك داعياً إلى التجديد تفكيراً وتعبيراً . بدا ممارسة الصحافة في " البرق " لصاحبها الشاعر الأخطل الصغير بشارة الخوري ثم في " النداء " ففي " البيرق " حيث كتب سلسلة مقالات عن العادات والتقاليد اللبنانية . أوفدته البيرق إلى دمشق حيث تولى سكرتارية التحرير في " القبس " لنجيب الريس وهناك تخرج من كلية الحقوق . كتب عام 1932 في " البيرق " مقالات عن الأديب اللبناني الراحل ميخائيل نعيمة العائد من نيويورك بعنوان " ناسك الشخروب " واشتغل رئيساً لتحرير " الراصد " . تولي سكرتارية التحرير في صحيفة النهار ثمان سنوات وساهم في تطوير الصحافة اللبنانية ناشرا مقالاته تحت عنوان " نهاريات " في أسلوب عرف بالتلميح والقسوة . كتب في " المكشوف " التي لعبت دوراً عميقاً في الحركة الأدبية خلال الثلاثينات وكان من أركان هذه الحركة تأليفا وتوجيها . ألقت سلطات الانتداب القبض عليه عام 1941 وبقي في السجن شهراً . استقال من " النهار " وانشأ " الجديد " الأسبوعية التي عرفت بخطها الوطني في معرضة الانتداب الفرنسي والمطالبة بالاستقلال . انضم السلك الدبلوماسي عام 1946 وعين قنصلا للبنان في الأرجنتين ونقل عام 1949 إلى رئاسة الدائرة العربية في وزارة الخارجية والمغتربين ثم نقل قائما أصيلاً بالأعمال إلى إسبانيا وألحق عام 1956 بسفارة لبنان في القاهرة برتبة وزير مستشار ثم رأس البعثة قائماً بالأعمال بالوكالة وعين عام 1959 وزيراً مفوضاً في المكسيك . واستدعي سنه 1960 إلى الإدارة المركزية وأسندت إليه مديرية الشؤون الثقافية والاجتماعية . كتب في 1962 سلسلة يومية في صحيفة الحياة تحت عنوان " فنجان قهوة " وعين عام 1966 سفيراً في اليابان واعتمد في الوقت نفسه سفيراً غير مقيم لدى الصين الوطنية . من مؤلفاته "الصبي الأعرج " عام 1936 و " قميص الصوف " عام 1937 و " الرغيف " عام 1939 و " العذارى " عام 1944 و " السائح والترجمان " عام 1962 و " فرسان الكلام " عام 1963 و " غبار الأيام " عام 1963 و " قوافل الزمان " عام 1973 و " مطار الصقيع " عام 1982 و " حصاد العمر " 1983 . وصدرت له " المؤلفات الكاملة " في السنوات الأخيرة . توفي يوسف عواد من جراء القصف المدفعي الذي طال منزل صهره السفير الإسباني لدى لبنان في الحدث ( ضاحية بيروت المسيحية ) حيث أسدلت وفاته الستار على شخصية أدبية لبنانية كان لها دور عميق في الحركة الأدبية اللبنانية والعربية طوال اكثر من نصف قرن .
جبران خليل جبران
هو مفكر وشاعر وأديب عالمي . ولد في بشرّي بلبنان في 6 ديسمبر عام 1883 وتوفي في نيويورك في 10 ابريل عام 1931 . عمل والده مع بعض الإقطاعيين وكان يقسو على زوجته وأبنائه أما والدة جبران واسمها " كاملة " فقد ترملت من زواج سابق وانجبت ولداً دعي " بطرس " ورزقت من زواجها بخليل جبران أولاداً ثلاثة هم جبران ومريانا وسلطانة . في طفولته خيم الفقر على البيت الذي نشأ فيه وتميز البيت بالفوضى وكثرة الخصام وهو ما دفعه منذ حداثته إلى البحث عن الوحدة واعتزال الأصحاب لينصرف إلى الطبيعة ويغرق في التأمل والتفكير وفي عام 1895 ضاقت سبل العيش بأسرة جبران فهاجرت الأم مع أولادها إلى أمريكا الشمالية حيث نزلت حياً فقيراً في مدينة بوسطن وبينما انكب الكل على العمل أرسل جبران إلى المدرسة وكان في الثانية عشرة من عمره . وبعد ثلاث سنوات عاد جبران إلى لبنان ليتعلم العربية فالتحق بمدرسة الحكمة في بيروت حيث أتقن العربية والفرنسية وتمرس بأصول الكتابة وعمد إلى دراسة نهج البلاغة كما اطلع على آثار الرومنطيقيين الفرنسيين أمثال هيغو ولامرتين وشاتوبريان وموسيه . وكان جبران يتردد إلى مسقط رأسه ليزور أباه وأقاربه معلق قلبه بفتاة من أهل الغنى والنفوذ في محيطه فحالت تقاليد الطبقات دون زواجهما ولقي الحبيبان قسوة الحرمان وظلم الأهل فكانا يلتقيان في الطبيعة بعيداً عن أعين الرقباء وقد أدرك في هذا الحب عمق الهوة بين طبقات المجتمع وعاد إلى أمريكا يجر أذيال الخيبة . وفي عام 1912 استقر جبران في نيويورك حيث انصرف إلى التأليف والرسم وتعرف إلى جماعة من الأدباء اللبنانيين في المهجر أمثال ميخائيل نعيمة وايليا أبي ماضي ورشيد أيوب فأنشأوا معاً " الرابطة القلمية " عام 1920 ومهمتها تنشيط الحياة الأدبية في المهجر . ومن أشهر مؤلفاته : " عرائس المروج " و " الأرواح المتمردة " و " دمعة وابتسامة " و " المواكب " و " الأجنحة المتكسرة " و " العواصف " و " النبي " كما وضع مجموعة من الكتب بالانجليزية نقلت إلى العربية منها : " السابق " و " المجنون " و " رمل وزبد " و " حديقة النبي " .
جرجي زيدان
أديب وباحث لبناني منشئ مجلة " الهلال " بمصر وصاحب التصانيف الكثيرة . ولد ببيروت في 14 ديسمبر عام 1861 وتوفي بالقاهرة في 21 أغسطس عام 1914 . كان ميالاً منذ صباه إلى العلم والأدب فانصرف إلى المطالعة ينهل من الكتب ما يروي به ظمأه إلى المعرفة وتابع دراسته في الطب ثم في الصيدلية . ثم رحل إلى مصر واشتغل بتحرير جريدة " الزمان " في صيف عام 1886 زار إنجلترا وعاد إلى القاهرة حيث عمل في مجلة " المقتطف " حتى أوائل عام 1888 عندما انصرف كلياً إلى الكتابة والتأليف وقد صنف " تاريخ مصر الحديث " في مجلدين . ثم درس في المدرسة العبيدية الكبرى في القاهرة والف يومئذ رواية " الملك الشارد " وفي سنه 1892 أسس مجلة " الهلال " التي لعبت دوراً مهما في الثقافة العربية الحديثة ولا تزال تصدر إلى الآن . كما أسس دار الهلال للطباعة والنشر فكان بذلك أحد مؤسسي النهضة الصحفية في العالم العربي وكان يتقن اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والعبرية . وقد أحرز منزله كبرى لدر العلماء المستشرقين . ولجرجي زيدان بالإضافة مؤلفاته الروائية التي يتناول فيها التاريخ الإسلامي بهذا الأسلوب الشيق مؤلفات أدبية وتاريخية قيمة نذكر منها " تاريخ التمدن الإسلامي " في خمسة أجزاء و " تاريخ العرب قبل الإسلام " و" تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر" و" تاريخ آداب اللغة العربية " و " أنساب العرب القدماء " والتاريخ العام منذ الخليقة إلى الآن "
هو كاتب وشاعر ومؤرخ صاحب " الأعلام " . ولد ببيروت في 25 يونيو 1893 وتوفي بالقاهرة في 25 نوفمبر عام 1976 . نشأ بدمشق ودرس فيها وبعد الحرب العالمية الأولى أصدر جريدة " لسان العرب " وعلى إثر معركة ميسلون وفي صباح اليوم الذي دخل فيه الفرنسيون دمشق عام 1920 غادرها إلى فلسطين فمصر فالحجاز وصدر حكم الفرنسيين غيابياً باعدامه وحجز أملاكه وفي عام 1921 تجنس بالجنسية العربية في الحجاز وانتدبه الملك حسين بن علي لمساعدة ابنه الامير عبد الله وهو في طريقه إلى شرقي الأردن فعاد إلى مصر فالقدس فعمان ومهد السبيل لدخول عبد الله وانشاء الحكومة الاولى في عمان وسمي في تلك الحكومة مفتشاً عاماً للمعارف فرئيساً لديوان رئاسة الحكومة من 1921 - 1923 وفي خلال ذلك أبلغت حكومة فرنسا بيته في دمشق أنها قررت وقف تنفيذ حكمها عليه فكانت فرصة له لزيارة دمشق والعودة منها بعائلته إلى العاصمة الأردنية . وفي أواخر عام 1923 قصد مصر وأنشأ " المطبعة العربية " في القاهرة وطبع فيها بعض كتبه ثم عينته الحكومة السعودية مستشاراً للوكالة العربية السعودية بالقاهرة وكان أحد المندوبين السعوديين في انشاء جامعة الدول العربية ثم في التوقيع على ميثاقها وفي عام 1946 انتدب لادارة وزارة الخارجية في جدة وسمي عام 1951 وزيراً مفوضاً ومندوباً دائماً لدى الجامعة العربية وفي عام 1957 عين سفيراً في المغرب حيث آلت إليه عمادة السلك السياسي فأقام بها لمدة ثلاث سنوات ودعي إلى الرياض فمنح إجازة غير محدودة واختار الإقامة في بيروت وكان المجمع العلمي العربي بدمشق قد ضمه إلى أعضائه عام 1930 وكذلك مجمع اللغة العربية بمصر عام 1946 والمجمع العلمي العراقي في بغداد عام 1960 من أهم مؤلفاته : " الجزء الأول من ديوانه الشعري و " الأعلام " ثلاثة أجزاء و " شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبد العزيز " .
روفائيل بطي
هو كاتب وصحافي عراقي من مؤرخي الأدب الحديث ورجاله . ولد بالموصل عام 1901 وتوفي ببغداد في 9 ابريل عام 1956 . كان أبوه حائكاً فقيراً وقد نشأ وتعلم في الموصل ثم في كلية الحقوق ببغداد وتخرج بها محامياً سنة 1929 وتراس قبل ذلك تحرير جريدة " العراق " البغدادية من 1921 - 1924 واصدر مجلة " الحرية " في الفترة من 1923 - 1925 ثم جريدة " الربيع " وعين ملاحظاً في مديرية المطبوعات وفصل عام 1929 لخطبة سياسية القاها في تابين سعد زغلول وفي هذه السنة انشا جريدة " البلاد " اليومية والتي عاشت 27 عاماً وكانت أرقى الصحف العراقية لكن الحكومات المتعاقبة في العراق قاومتها فغرمته وحبسته لبعض مقالاته ومنها مقالة للشاعر معروف الرصافي عنوانها " خطرات " رأت فيها الحكومة تطاولاً على الملك فيصل الأول وأقفلت الجريدة عدة مرات فكان في خلال توقفها يصدر غيرها مثل " صوت العراق " و " التقدم " و " الجهاد " و " الشعب " و " الزمان " و " نداء الشعب " . وانتخب نائباً عن لواء البصرة في مجلس الأمة ست مرات . كانت له مواقف شديدة في المعارضة وانتخب عميداً للصحفيين وهاجر إلى مصر عام 1946 وبقي بها حتى 1948 وعين مديراً عاماً في وزارة الخارجية ببغداد من 1950 - 1952 ثم كان وزير دولة عام 1953 مرتين ونيطت به شؤون الدعاية والصحافة فاضطر إلى الدفاع عن سياسة الوزارة ففقد شعبيته ولم يطل عهده في الوزارة فحاول العودة إلى النيابة فلم يفلح وتوفي فجأة في داره ببغداد . من مؤلفاته : " الأدب العصري في العراق العربي " ترجم فيه لطائفة من شعراء العراق المعاصرين و " سحر الشعر " و " أمين الريحاني في العراق " و " الربيعيات " و " الصحافة في العراق " محاضرات ألقاها في معهد الدراسات العليا بمصر وله أيضاً " فيلسوف في بغداد في القرن العشرين ، الزهاوي " .
زكي مبارك
كاتب مصرى من الأدباء الكبار الذين خلدوا أسماءهم وبحوثهم وآثارهم وأطالوا عمر الكلمة وفتحوا مجالات لغوية وأدبية عديدة . ولد بمصر في 5 أغسطس 1891 وتوفي بالقاهرة في 23 يناير 1952 . ولد في قرية سنتريس بمحافظة المنوفية بمصر وتعلم بالأزهر وأحرز لقب " دكتور في الآداب من الجامعة المصرية واطلع على الأدب الفرنسي في باريس واشتغل بالتدريس في مصر . ثم انتدب للعمل مدرساً في بغداد وعاد إلى مصر فعين مفتشاً بوزارة المعارف ونشر مؤلفاته في فترات مختلفة . وكان في أعوامه الأخيرة يوالي نشر فصول من مذكراته وذكرياته في فنون من الأدب والتاريخ الحديث تحت عنوان " الحديث ذو شجون " . أصيب بصدمة من " عربة خيل " أدت إلى ارتجاج في مخه فلم يعش بعدها غير ساعات . له نحو ثلاثين كتابا منها " النثر الفني في القرن الرابع " جزآن و " البدائع " مقالات في الأدب والإصلاح و " حب ابن أبي ربيعة وشعره " و " التصوف الإسلامي " و " ألحان الخلود " ديوان شعره و " ليلي المريضة في العراق " ثلاثة أجزاء و " الاسمار والأحاديث " و " ذكريات باريس " و " الأخلاق عند الغزالي " و " وحي بغداد " و " ملامح المجتمع العراقي " و " اللغة والحديث في حياة الاستقلال " . كان الدكتور زكي مبارك معتداً بنفسه وبمعارفه يخافه الأدباء والنقاد حتى إن العقاد اعتزل مناوشته لما يعلم من شدة تجربة . خاصمه مرة أحد الأساتذة الجامعيين وقال له : أنت يقولون عنك الدكاترة فأنا الجهابذة . فقال زكي مبارك : فسألته عن مفرد الجهابذة فنطقها بالتحريف . قال زكي مبارك انه اهتم بالشعر في مطلع شبابه فلما اتصل بالجامعة واختتم دراستها لم يعد ينظم الشعر إلا إذا جاءت النفس وفاض القلب .
شاعر لبناني معرب الالياذة عن اليونانية شعراً في أحد عشر ألف بيت . ولد بلبنان في 22 مايو 1856 وتوفي بنيويورك في الأول من يونيو عام 1925 . تعلم في بيروت ومارس التعليم وحرر في مجلتي " الجنة " و " الجنان " وتولى تحرير " الجنينة " وساهم في وضع " دائرة المعارف " وسافر إلى العراق حيث أقام ثماني سنوات فأسس مدرسة ثم عين عضواً في محكمة بغداد التجارية ومنها عاد إلى لبنان ومنها إلى اسطنبول فالقاهرة حيث انتخب عضواً في هيئة التريس بالجامعة المصرية وقد طاف بأرجاء أوروبا وأمريكا باحثاً دارساً منقباً مقتبساً المعارف والآداب ولما عاد إلى لبنان انتخب عضواً في مجلس المبعوثان ولكنه لم يبق فيه طويلاً إذ عينه السلطان عضواً في مجلس الأعيان العثماني ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة ولما نشبت الحرب العالمية الأولى استقال من الوزارة وقصد أوروبا فأقام في سويسرا مدة الحرب ثم سافر إلى أمريكا فتوفي في نيويورك وحمل إلى بيروت . ولعل سليمان البستاني يذكر بعمل أدبي خالد هو تعريبه " إلياذة " هوميروس عن اليونانية شعراً إذ نظمها في أحد عشر ألف بيت مؤلفة من أربعة وعشرين نشيداً وتقع في 1260 صفحة مع مقدمة وافية من تأليفه وله " عبرة وذكرى " و " الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده " و " تاريخ العرب " أربعة مجلدات و " الاختزال العربي " وساعد في اصدار ثلاثة أجزاء من " دائرة المعارف " البستانية ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف
شكيب أرسلان
كاتب ومجاهد عربي واسلامي لقب بأمير البيان ولد في الشويفات بلبنان عام 1869 وتوفي في بيروت في 9 ديسمبر عام 1946 . كان الأمير شكيب أرسلان عالماً بالأدب والسياسة ومؤرخاً جليلاً وشخصية سياسية عربية وكاتباً من أكابر الكتاب . ولد في أسرة معروفة تنتسب إلى التنوخين ملوك الحيرة وتعلم في مدرسة الحكمة ببيروت وعين مديراً لناحية الشويفات ثم قائم مقام في الشوف ثم نائباً عن حوران في مجلس المبعوثان العثماني . عالج السياسة الاسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية وكان يؤمل في أن تمنح تركيا الولايات العربية حكماً ذاتياً بعد انتهاء الحرب ولذلك عارض ثورة الشريف حسين في الحجاز ولم يؤيدها ولما انتهت الحرب سافر إلى برلين فموسكو ثم انتقل إلى جنيف فأقام فيها نحواً من ربع قرن يدافع عن حقوق العرب وقضاياهم وفيها أصدر صحيفة باللغة الفرنسية سماها " الأمة العربية " بالاشتراك مع احسان الجابري وواصل اصدارها حتى نشوب الحرب العالمية الثانية كما واصل جهاده بقلمه حاملاً على الاستعمار داعياً إلى استقلال العرب وقام بسياحات كثيرة في أوروبا وبلاد العرب وزار أمريكا في سنة 1927 بدعوة من عرب المهجر لترؤس مؤتمرهم كما جاب أنحاء الحجاز ووضع كتابه " الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف " . من اشهر مؤلفاته المطبوعة : " خلاصة تاريخ الأندلس " و " لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم " و " محاسن المساعي في مناقب الإمام الأوزاعي " و " حاضر العالم الإسلامي " في أربعة أجزاء و " أناتول فرانس في مباذله " و " تاريخ غزوات العرب في فرنسا وشمالي إيطاليا وسويسرا وجزر البحر المتوسط " و " النهضة العربية في العصر الحديث " . وله آثار مخطوطة اخرى ونظم جيد نشر منه " الباكورة " و " ديوان الأمير شكيب "
طه حسين
عميد الأدب العربي ول في 14 نوفمبر عام 1889 وتوفي في 28 أكتوبر عام 1973 . قال طه حسين قبل ساعات من وفاته " أية حماقة ؟ هل يمكن أن تجعل من الأعمى قائد سفينة " . لكن الأعمى قاد سفينة الفكر والأدب وارتاد بها بحوراً لم تعرفها ولم توقفه الأمواج والأعاصير التي أرادت ان تقتلعه من مكانه وأن تغرف سفينته . ولد طه حسين في عزبة " الكيلو " بالصعيد المصري ونشأ في الريف . فقد بصره طفلا وحفظ القرآن في كتاب القرية وهو في التاسعة وقدم إلى القاهرة عام 1902 للدراسة في الأزهر . وشهد الشاب طه حسين حلقات الدرس في الأزهر بين ( 1902-1908) تلقى فيها أكابر مشايخه علوم العربية فضلاً عن أصول الفقه الإسلامي . كان من أساتذته في التوحيد الشيخ محمد مصطفى المراغي وفي الأدب الشيخ سيد المرصفي . ثم ترك الدراسة الأزهرية إلى الجامعة المصرية حيث الأساتذة المحاضرون من صفوه العلماء العرب الذين يجمعون إلى وفرة محصولهم من الثقافة القديمة العربية سعة الاطلاع على الثقافة الحديثة الأوروبية . تلقى بالجامعة المصرية دروساً في الأدب الفرنسي وكان الطالب طه حسين حريصاً على حضورها بعد أن تعلم اللغة الفرنسية واستأنس في نفسه القدرة على متابعة ما يلقى بها على طلاب الآداب الأجنبية . وخرج طه حسين من هذه المرحلة بالباكورة الأولى من آثاره الباقية وهي رسالته " تجديد ذكر أبي العلاء " التي نوقشت في 15 مايو عام 1914 ونال بها أول دكتوراة منحتها جامعة مصرية . وعلى إثر ذلك قررت الجامعة المصرية إيفاده في بعثة على نفقتها وحدد يوم سفره 2 أغسطس فاعترضه نشوب الحرب العالمية وتقدم الجيوش الألمانية في زحفها على فرنسا حتى أوشكت أن تبلغ نهر السين متجهة إلى العاصمة الفرنسية . ولع طه حسين بالتراث القديم كما ولع بالتجديد في دراسة التراث مبتدئاً بتحقيقه وتمحيص مصادره فأصدر كتابه " في الشعر الجاهلي " وقد أثار هذا الكتاب المجتمع ضد صاحبه وكان عامل الحزبية المعارضة هو المحرك الأول لها سبقتها قبل سنوات ضجة من اجل كتاب " تجديد ذكرى أبي العلاء " وقد اتهم فيه صاحبه بالكفر والإلحاد . كان طه حسين عميد الأدب العربي وهو لقب ارتضى العرب في كل مكان أن يطلقه عليه دون غيره من الأدباء والأعلام عميدا لكلية الآداب بجامعة القاهرة فوزيراً للمعارف وفي هذه المرحلة جعل التعليم الثانوي والفني مجاناً وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي المراسلين بدمشق ثم رئيساً لمجمع اللغة بمصر . أقبل الناس على كتبه ومن المطبوع منها " في الأدب الجاهلي " و حديث الأربعاء و " وفادة الفكر " و " مع أبي العلاء في سجنه " و " أحاديث " و " الأيام " و " علي وبنوه " و " أحلام شهرزاد " و " دعاء الكروان " و " شجرة البؤس " و " المعذبون في الأرض " .
شاعرة وأديبة مصرية ولدت بالقاهرة عام 1840 وتوفت بالقاهرة أيضاً في 27 ابريل 1902 لمع اسمها في نهاية القرن التاسع عشر لسببين الأول لأن المرأة في هذا الزمان الذي انطلقت فيه عائشة بإبداعاتها الفكرية لم يكن تعاطي الأدب من اهتماماتها إذ كان نشاطها يقتصر على الأشغال اليدوية النسائية والتسابق لحذق فنون شؤون البيت والعناية بالأسرة .والثاني لأن إبداعاتها توزعت على لغات ثلاثة هي العربية والتركية والفارسية وهو ما لفت انتباه كبار أدباء الشرق في ذلك العصر وشدهم إلى كتاباتها . تزوجت من السيد محمد توفيق الاسلامبولي سنة 1854 وقد كان عمرها آنذاك أربعة عشر عاماً فانتقلت معه إلى الأستانة . وعادت إلى مصر سنة 1861 فعكفت على الأدب ونشرت مقالات في الصحف وعلت شهرتها . لها " حلية الطراز " في الأدب و " كشوفة " ديوان شعرها التركي وهي شقيقة أحمد تيمور باشا
عباس محمود العقاد
أديب مصري . من أعلام اللغة العربية . ولد في أسوان عام 1889 وتوفي بالقاهرة في 13 مارس عام 1964 . الدارس لتاريخ الأدب العربي المعاصر يدرك عن كثب أن عباس محمود العقاد أقام مدرسة فكرية على أسس واضحة المناهج تعتمد على العقل أولاً والأدب ثانياً . فقد نظر العقاد في الشؤون الفكرية نظرة عميقة ثاقبة فطلع على الناس بأبحاث جديدة وآراء نيرة ومنهجية أدبية سديدة . لقد كان من أحرص الناس على سلامة الأدب والفكر . عاش من أجل الفكر فقدم للناس تراثاً عقلياً خالداً لأن تراثه نبع من العقل والقلب وهيهات أن يموت التراث الذي مصدره القلب ومجراه العقل . لقد ترك العقاد تراثاً أدبياً ضخماً من ثلاثة وثمانين مؤلفاً بينها عشرة دواوين شعر . ولم يكن هذا التراث إلا ثمرة التكوين الشخصي والانصراف التام إلى الإبداع لأن الفقيد لم يحمل من الشهادات إلا شهادة الابتدائية ولم يتمسك بالوظيفة إلا لفترة محدودة من الزمن ثم أعرض عنها واقبل على التأليف رغم العنت والألم والمشقة ورغم ظلم كثير من القابضين على أطراف الحياة ألأادبية في عصره . عندما أعلن في مصر دستور عام 1930 وتجددت المقاومة الشعبية من أجله بزر العقاد حاملاً على الوزارات والأحزاب ورجالات الدولة وكان في هذه الفترة نائباً في البرلمان وحين تكشفت نوايا الملك فؤاد لحل البرلمان وقف العقاد في مجلس الأمة وقال كلمته الخالدة : " إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد من أجل صيانة الدستور " . واعتقل العقاد في 14 أكتوبر عام 1930 بتهمة النيل من الذات الملكية وحكم عليه بالسجن تسعة اشهر ولما خرج من السجن ألقى قصيدة حماسية وطنية جاء فيها :
ظللت جنين السجن تسعة أشهر
وها أنذا في ساحة الخلد أولد
أعدائي وصحبي لا اختلاف عليهما
سيعهـدني كلٌ كما كان يعهد
وهكذا جدد العهد والميثاق وناهض الاستبداد على صفحات جريدة " الجهاد " حتى استقلت مصر والوطن العربي والإسلامي . ولا يقل نضال عباس محمود العقاد السياسي عن جهاده الفكري والأدبي النقدي الرفيع . أوجد مدرسة هي " مدرسة الديوان " حولت مجرى الشعر العربي الذي كان يسير تبعاً للقديم البالي واقتدى به . ومدرسة الديوان هذه على ما فيها من عنف في النقد وشدة غذت الجيل المعاصر بالمقاييس النقدية التي يجب ان يطبقها في دراسة الشعر ونقده وشرحه ونظمه . هذه المدرسة شيدت بتأليف أول أثر أدبي نقدي ألفه العقاد والمازني وهو أثر يسمى " الديوان " فيه حملة نقدية على الشاعرين الكبيرين شوقي وحافظ إبراهيم " . فقد كانت حالة الشعر العربي في أوائل القرن العشرين حالة غير مرضيه ثم لم يكن النقد الأدبي موجوداً إذ كان يتمثل في مناقشات ومساجلات . يقول العقاد في مقدمة الديوان : " أوجز ما نصف به عملنا أن فيه إقامة حد بين عهدين لم يبق ما يسوغ اتصالهما والاختلاط بينهما وأقرب ما نميز به مذهبنا أنه مذهب إنساني مصري عربي إنساني لأنه من ناحية يترجم عن طبع الإنسان خالصاً من تقليد الصناعة الشائعة ولأنه من ناحية أخرى يمثل لقاح القرائح الإنسانية عامة ومظهر الوجدان المشترك بين النفوس قاطبة " . في عام 1936 أتم العقاد كتابه عن " سعد زغلول سيرة وتحية " وكتب " هتلر في الميزان " 1940 و" النازية والأديان " في العام نفسه . وأحس العملاق أن الوقت قد حان ليعرِّف بعباقرة المسلمين الذين جاءوا بالإسلام وكانوا حماته منذ فجر الإسلام . فكتب " عبقرية محمد " و " عبقرية عمر " 1942 كما كتب عن " الصديقة بنت الصديق " 1943 و " عمرو بن العاص " و " عبقرية الصديق " 1951 و " فاطمة الزهراء " وغيرها الكثير من الكتب .
عبد الحميد جودة السحار
كاتب مصري . توفي في 17 فبراير عام 1974 . كانت له نظريات علمية جريئة في أصل اللغة المصرية القديمة وأصل اللغة العربية . وكان السحار نتاجاً أدبياً لمجموعة معقدة من العوامل الفكرية والاقتصادية التي كونت المجتمع في مصر ما قبل الثورة وكان في الثلاثينات يريد أن يصنع شيئاً على أساس أن الشباب الممتلئ بتجارب الطفولة يمكن أن ينتفض بالكلمات الطيبة . وأمامه كان صديق كنجيب محفوظ وقد تخرج عام 1934 يحرص على تقديم اسمه لقرائه مفعماً بشذا التاريخ وبرع من خلال فنه القصصي في التعبير عن الشعب المصري بظروفه وآماله وبساطته . وبهذا الموقف الواضح دلف السحار إلى عالم القصة مسلحاً بقدر كبير من المعاناة الشخصية فاجتمع النقاد على انه لا يكتب إلا عن تجارب شخصية غير أنه لم يجد في ذلك نقصاً ولا عيباً بل لعله استشعر ضرورته وبخاصة عندما نجحت مجموعته القصصية " في الوظيفة " ومجموعته " التعاقب " في عامي 1944 و1946 . و نستطيع ان نقرر أن قصص السحار هي الشعب المصري بظرفه وآماله وفقره ومن يقرأ " النقاب " و" صدى السنين " و " أم العروسة " و " السهول البيض " وغيرها كثير يعرف كيف كان المصريون عنده يحبون ويكرهون ويكدون ويمكرون ويغنون . وباعتماده على الأسلوب القصصي كتب السيرة النبوية بعد أن درس شخصياتها دراسة واقعية سليمة غير انه لم يجد بدا من استخدام خياله الناقد البناء في سد الثغرات التي تقطع التسلسل الزمني بشرط أن ينسجم هذا الخيال مع المادة العلمية ومن ثم تبرز الأحداث وفق التسلسل المنطقي المعروف . ولئن دل ذلك على شئ فعلى أن أسلوبه الخاص القصصي في السيرة لم يختلف عن أسلوبه في القصص العادي فقد حاول أن يحافظ على الحقيقة التاريخية حتى أنه ليصرح بأنه لم يدون واقعة إلا وكان من ورائها
عبد الرحمن الكواكبي
أديب ورحالة عربي من رجال الإصلاح الإسلامي يلقب بالسيد الفراتي . ولد في حلب عام 1849 وتوفي في يونيو عام 1902 . ولد من أسرة شريفة ذات نفوذ علمي وإداري . درس الكواكبي علوم العربية التقليدية والحديثة وأجاد اللغة التركية والفارسية . ورغم انه اشتغل لفترة بالتجارة فلم ينس الحياة الثقافية وظل مرتبطاً بها يعطيها ويتفاعل معها ويعيش كصوت مسموع في دنيا الكلمة المعبرة . تقلد الكواكبي عدة مناصب وباشر عدة أعمال فقد تولي منصب القضاء الشرعي وتولي رئاسة التحرير في بعض المجلات الرسمية وتولى أيضاً رئاسة البلدية واكتسب كثيراً من الفوائد خلال تقلبه في الوظائف الإدارية إلا انه رغب في دخول عالم التجارة التي لم تستطع أن تصرفه عن الثقافة والعلم والتفكير في مصير أمته بل ظل ذلك المفكر الحر الصوت الصادق الذي ترى فيه الجماهير آمالها العريضة . له من الكتب " أم القرى " و " طبائع الاستبداد " والذي سلك فيه الكواكبي طريقة أفلاطون في المحاورات .. أما كتاب " طبائع الاستبداد " فلم يضع الكواكبي عليه اسمه بل اكتفى على غلافه بهذه العبارة " محررها الرحالة ك " . اشتغل الكواكبي بالصحافة وهو في الثانية والعشرين من عمرة وقد اصدر" الشهباء " وهي أولى الصحف العربية بمدينة حلب وبعد أن ألغاها الأتراك اصدر صحيفة " الاعتدال " فوجدت هي الأخرى نفس المصير . دخل الكواكبي السجن متهماً بمحاولة اغتيال الوالي التركي وحكم عليه بالإعدام من طرف القضاء التركي ثم برأته محكمة بيروت من تهمة الاتفاق مع دول أجنبية ضد الدولة العثمانية . كان الكواكبي كبيراً في عقله وعلمه و من كبار رجال النهضة العربية الحديثة .
كاتب مصري من أعضاء المجامع اللغوية العلمية في سوريا والعراق ومصر وإيران . ولد بالشوبك ( من قرى الجيزة بمصر )عام 1894 وتوفي بالرياض في 18 يناير عام 1959 . وهو واحد من طائفة قليلة عاشت في محيط الجامعة المصرية في إبان معركتها بين القيم الأصيلة والقيم والوافدة . وقد استطاعت هذه الطائفة أن تثبت على إيمانها وهو شبيه بصورة " رفاعة رافع الطهطاوي " الذي كان إماماً للبعثة المصرية الأولى إلى أوروبا ذهب معها مؤذناً وإماماً فسبقها ولمع اسمه . وكذلك كان عبد الوهاب عزام حيث ذهب إلى لندن إماماً للصلاة في السفارة المصرية فاستطاع بجده وإيمانه أن يدرس وأن يتصل بالجامعة وأن يصل فيها إلى أرقى الدرجات وهو ابن الأزهر أولاً ومدرسة القضاء الشرعي ثانياً . غير أنه استطاع أن يشق طريقه إلى الدراسات العليا وأن يجيد الإنجليزية والفرنسية والتركية والفارسية . دخل الأزهر وتخرج بمدرسة القضاء الشرعي " بالقاهرة " واتجه إلى الجامعة المصرية القديمة فنال شهادتها في الآداب والفلسفة عام 1923 واختير مستشاراً للشؤون الدينية في السفارة المصرية بلندن فالتحق بقسم اللغات الشرقية بجامعة لندن ونال منها درجة الدكتوراة في الآداب الفارسية من كلية الآداب بالجامعة المصرية . ثم كان عميداً لتلك الكلية إلى أن عين وزيراً مفوضاً لمصر في المملكة العربية السعودية عام 1948 ونقل إلى باكستان ثم أعيد إلى السعودية سفيراً عام 1954 ولم يلبث أن أحيل إلى التقاعد فكلفته السعودية إنشاء جامعة الملك سعود في الرياض . فأنشأها وتوفي بالسكتة القلبية فجأة بمنزله بالرياض ونقل بالطائرة إلى القاهرة ودفن في حلوان . من كتبه المطبوعة : " ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام " و " محمد إقبال سيرته وفلسفته وشعره " و " مجالس السلطان الغوري " و " الأوابد " مقالات ومنظومات ورحلات جزأن و" الشوارد " و " النفحات " و " المعتمد بن عباد " وهو آخر ما ألَّف
علي الدوعاجي
أديب وشاعر وكاتب مسرحي تونسي يلقب بفنان الشعب . ولد بتونس العاصمة في 14 يناير عام 1909 وتوفي بها في 27 مايو عام 1949 . وهو من أسرة تنحدر من أصل تركي . مات أبوه وهو في سن الثالثة من عمره وتلقى تعليمه الابتدائي في المدرسة العرفانية القرآنية ثم اشتغل بالتجارة في أسواق المدينة قبل أن يتخلى عن هذه المهنة ويبدأ في التردد على بعض المقاهي التي كان رجال الأدب والفكر في عصره يلتقون فيها من أمثال مقهى المرابط ومقهى القصبة . وهناك تعرف على ثلة من رجال الأدب كأبي القاسم الشابي ومصطفى خريف والطاهر الحداد والهادي العبيدي ومحمد الحبيب والعربي الكبادي . بدأ حياته الفنية رساماً وخطاطاً بمجلة " العالم الأدبي " ثم اتصل بمحمود بيرم التونسي لدى قدومه إلى تونس عام 1932 ومنه تعلم فن الزجل ونبغ فيه فيما بعد وكان يطالع ويكتب بالليل ويبقى ساهراً حتى مطلع الفجر . ويعتبر علي الدوعاجي رائداً من رواد الأدب العربي عامة والتونسي خاصة فقد مكنته رهافة ذوقه ودقة حاسته الفنية من إدراك عمق رسالة الأدب في العصر الحاضر . وكان عطاءه الأدبي يتدفق حيوية وطرافة وحرارة واقعية استمدها من صميم الحياة الشعبية وكان معظم ما كتب يدور في نطاق الأقاصيص والمسرحيات والتمثيليات الإذاعية والأزجال الغنائية وجميعها باللغة الدارجة كما أنه كتب بتفوق فصولاً ومترجمات ودراسات أدبية بالقلم الفصيح .
لويس عوض
كاتب وناقد مصري وآخر أبطال الرومانسية المصرية . من ولد عام 1915 وتوفي في 9 سبتمبر عام 1990 . نشأ لويس عوض في قرية " شارونة " بمركز مغاغة بالمنيا بصعيد مصر وكان أبوه حنا عوض موظفاً سابقاً بالسودان تقاعد في شرخ شبابه لخلاف مع رؤسائه الإنجليز ولم يلتحق بعمل آخر بعد ذلك . تخرج لويس عوض بتفوق في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1937 . ثم سافر إلى إنجلترا وحصل على الماجستير عام 1940 من جامعة كامبردج وعين مدرساً مساعداً بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة . وفي 1952 حصل على الدكتوارة في موضوع " أسطورة بروميثيوس الإغريقية في الأدب الإنجليزي والفرنسي " من جامعة برنستون الأمريكية . وعقب عودته عين أستاذاً بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة . أجاد لويس عوض اللغات الإنجليزية والفرنسية واللاتينية وقدم للمكتبة العربية نحو 48 كتاباً مؤلفاً ومترجماً في الأدب والفن وتاريخ الفكر . ارتبط لويس عوض سياسياً باليسار في مراحل من حياته . وان أكد انه لم يرتبط بتنظيم معين . كما أبقى دائماً على بعض الملامح الليبرالية في فكره وشيئاً من انتمائه الوجداني القديم للوفد حزب ثورة 1919 التي تفتحت عليها عيون جيله . وقد تخرج لويس عوض من الجامعة عام 1954 واعتقل أثناء الحملة على الشيوعيين عام 1959 وقضي في المعتقل 18 شهرا . وارتبط لويس عوض بالصحافة عقب ثورة 1952 ثم امتهنها بعد خروجه من الجامعة فقد أشرف على القسم الأدبي في جريدة الجمهورية عقب صدورها لتكون جريدة الثورة عام 1952 . ثم عمل في الأمم المتحدة عام 1955 لمدة عام ونصف العام . وبعد عودته إلى مصر عمل بجريدة الشعب ثم مديراً عاماً بوزارة الثقافة حتى اعتقاله وفي 1961 عين مستشاراً ثقافياً لمؤسسة الأهرام من 1962 ولمدة 20عاما . آخر ما قدم لويس سيرته الذاتية التي صدر جزؤها الأول عام 1990 بعنوان " أوراق العمر .. سنوات التكوين " وهو كتاب آثار جدلاً واسع النطاق ويتناول الكتاب المرحلة الأولى من حياة لويس عوض حتى تخرجه من الجامعة . وفي هذا الكتاب يصف لويس عوض نفسه بأنه "مثقف مشاغب " ويقول : ان مرحلة " اللاتفاهم الكبير " بيني وبين المجتمع التقليدي " بدأت منذ التخرج عام 1937.
هو من كبار الكتاب الاسلاميين ومن أوائل مؤسسي " جمعية الشبان المسلمين " ولد بدمشق عام 1886 وتوفي بالقاهرة في 30 ديسمبر 1969 . تلقى تعليمه في دمشق واسطنبول وشارك في انشاء جمعية بدمشق سميت " النهضة العربية " وفي عام 1909 رحل إلى القاهرة فعمل في تحرير المؤيد وانتدبته إحدى الجمعيات العربية في أوائل الحرب العالمية الأولى للاتصال بأمراء العرب فاعتقله الانجليز في البصرة سبعة أشهر وأعلنت في مكة المكرمة الثورة العربية عام 1916 فقصدها وحرر جريدة " القبلة " وحكم عليه الاتراك بالاعدام غيابياً ولما جلا العثمانيون عن دمشق عاد إليها عام 1918 وتولى إدارة جريدة العاصمة وفر بعد دخول الفرنسيين عام 1920 فاستقر بالقاهرة وعمل محرراً في " الأهرام " وأصدر مجلتيه " الزهراء " و " الفتح " وتولى تحرير " مجلة الأزهر " ست سنوات وأنشأ المطبعة السلفية ومكتبتها فأشرف على نشر عدد كبير من كتب التراث وغيره
محمود تيمور
كاتب مصري ولد بالقاهرة عام 1894 وتوفي في لوزان بسويسرا في 26 أغسطس عام 1973 . ورث محمود تيمور اتجاهه الأدبي عن أبيه المرحوم أحمد باشا تيمور وعن أخيه المرحوم محمد تيمور ومارس في مطلع حياته الأدبية كتابة القصة القصيرة ثم تدرج إلى الرواية وكتب المسرحية وفي الآونة الأخيرة من حياته كرس جل جهده لخدمة اللغة عن طريق تعريب ألفاظ الحضارة في ظل مجمع اللغة العربية . الظاهرة المميزة والملفتة في شخصية محمود تيمور أنه كان دقيقاً صبوراً منظماً إلى حد يثير الإعجاب والعجب بهذه الدقة والصبر والتنظيم . كان موفور الانتاج متعدد الجوانب يؤلف القصة والمسلاة والرواية والمسرحية ويكتب المقال في شتى فنون الأدب وينشئ المصنفات في بحوث اللغة وتعريب " ألفاظ الحضارة " ثم يضيف إلى ذلك كله ترجمة ذاتية عن حياته وأعماله الأدبية يزودها بالاضافات الجديدة كل عام ويرصدها في نشرة خاصة يوزعها على من يطلبها ومن لا يطلبها من الكتاب والنقاد والصحفيين وجمهرة الأصدقاء . وبهذه الدقة والصبر أيضاً كان يعيش حياته الأدبية مرتين مرة وهو يصوغ أفكاره سطوراً على الورق وفصولاً تنشر في مجلة أو كتاب ومرة أخرى عندما يمارس عادته المحببة فيكتب كيف خطرت له هذه الأفكار وما صادفه وحدث له أثناء كتابتها ثم يقدمها هي الأخرى لتنشر في مجلة أو كتاب يختار له العنوان المشهور " اعترافات " أو " كيف أكتب قصصي " . لقد أعطى محمود تيمور للقصة وفاء العمر كله على امتداد نشاطه الأدبي الموصول لأكثر من خمسين عاماً لم تنطفئ في قلبه لحظة شعلة الحماسة والإيثار للقصة كتبها قصيرة ومطولة وكتبها للقراءة والمسرح واستلهم في كتابتها روح العصر وأحداث التاريخ وطوف بالمدينة وبالريف وبالبادية . مشي بكتاباته القصصية في دروب الواقع خطوات وحلق في آفاق الخيال مرات ومرات واستجاب لهواتف المسرات والأحزان وكشف من سرائر النفوس وعالج من مشكلات الحياة والمجتمع . على أن حدث الأحداث في حياة تيمور كان عندما امتحنه القدر بوفاة ولده محمد سعيد وهو في سن العشرين فقد هزه ذلك الحادث هزاً عنيفاً بيد أنه لم يلبث أن تجلد واستمسك ثم استغرق في ابداع كتابه الخالد " أبو الهول يطير " وفيه يبدو تيمور في صورة الصوفي المؤمن حين يطلق نفسه من قيوده ويصور آلامه في حنان " ... لقد تطايرت من بيننا يا بني كما يتطاير العطر من قارورة رفعت سدادتها فلم نرك بأبصارنا ولكننا ظللنا نشمك طيباً تشيع فيما حولنا من أجواء ... " وعاش تيمور حتى آخر لحظات العمر مشرع القلم يكتب في شتى فنون الأدب يزود فن القصة باضافات جديدة متميزة وأبهى جوانب الحياة في رأي تيمور هما " الحب والجمال " ومع مسيرة الجهاد في حياته الأدبية ظفر تيمور بتقدير الهيئات الأدبية في مصر وفي كثير من بلاد العالم توج المجمع اللغوي انتاجه ومنحه جائزة التتويج عام 1947 وظفر بجائزة الدولة للآداب سنة 1950 وحصل على جائزة واصف غالي بباريس عام 1951 عن كتابه المترجم إلى الفرنسية " عزرائيل القرية " واختير عضواً في مجمع اللغة العربية عام 1950 كما اختير عضواً في المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية وكذلك عين عضواً بالمجمع اللغوي العراقي والمجمع اللغوي المجري . ومنح تيمور جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1962 كما منح وسام الاستحقاق الثقافي من الطبقة الأولى عام 1962 وأنعم عليه بوسام العلوم والفنون من الطبقة الأولىعام 1963 . قال له طه حسين " لا أكاد أصدق أن كاتباً مصرياً وصل إلى الجماهير المثقفة وغير المثقفة كما وصلت إليها أنت فلا تكاد تكتب ولا يكاد الناس يسمعون بعض ما تكتب حتى يصل إلى قلوبهم كما يصل الفاتح إلى المدينة التي يقهرها فيستأثر بها الاستئثار كله " . وآثار تيمور متنوعة فمنها القصة والمسرحية والبحث وترجم كثير منها إلى اللغات الفرنسية والانجليزية والألمانية والايطالية والروسية والصينية والاسبانية ومن كتبه المطبوعة " قال الراوي " و " دنيا جديدة " و " نداء المجهول " و " صقر قريش " و " النبي الانسان " و " مشكلات اللغة العربية " .
مي زيادة
أديبة مصرية . ولدت عام 1886 وتوفيت في 19 أكتوبر 1941 . لا تذكر النهضة النسائية في الشرق الأوسط العربي إلا ويتسابق إلى الأذهان اسم " مي " الأديبة التي عاشت ما كتبت فكانت حياتها الثرية خير ما تركت من الأثار . اسمها الأصلي " ماري " وهي بنت إلباس زيادة وكان والدها من أهل "كسروان " بلبنان . أقام مدة في " الناصرة " بفلسطين فولدت بها ماري وتعلمت في إحدى مدارسها الابتدائية ثم درست في مدرسة " عين طورة " وانتقلت إلى مصر مع أبويها ودرست في كلية الآداب وأتقنت الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والألمانية ولكن معرفتها بالفرنسية كانت عميقة جداً ولها بها شعر جميل . كتبت " ماري " زيادة في جريدة " المحروسة " وفي مجلة " الزهور " ثم في " الرسالة " وفي صحف كثيرة أخرى وكانت توقع مقالاتها باسم " مي " حتى اشتهرت به وطغى على اسمها الأصلي . اشهر كتبها دراسة عن " باحثة البادية " و " بين المد والجزر" و" سوانح فتاة " و" الصحائف " . كان للآنسة مي صالون أدبي تستقبل فيه زوارها في يوم الثلاثاء من كل أسبوع يتردد عليه كبار الأدباء والشخصيات المصرية . وكان صالونها مجلسا على مستوى عال من حيث مرتاديه ومن حيث الموضوعات التي يدور البحث حولها فيه ؟ ومع ذلك فقد وقع في غرامها عدد من أدباء مصر بينهم على ما يقال الرافعي والعقاد ومنصور فهمي وإسماعيل صبري باشا الذي قال فيها :
إن لم أمتع بمي ناظري غداً
أنكرت صبحك يا يوم الثلاثاء
وكانت بينها وبين جبران مراسلات تطورت لتتخذ صيغة غرامية عنيفة على الرغم من أنهما لم يلتقيا قط ومع ذلك فلعل جبران هو الوحيد الذي بادلته حباً بحب ... على ما فهم من رسائلها وإن كان حباً وحباً خالصاً وعنيفاً . لم تتزوج مي على كثرة عشاقها . ومات أبوها ثم أمها فشعرت بالوحدة وغلبها الحزن ؟ فاعتزلت الناس وانقطعت عن الكتابة وتغلبت عليها الوساوس ومرضت عام 1936 فبقيت في اضطراب عقلي نحو عامين وعولجت في مستشفى العصفورية الشهير في لبنان ثم استعادت صحتها بعض الشي ونشرت لها بعض المقالات وألقت بعض محاضرات في بيروت والقاهرة ثم عاودها المرض ونقلت إلى مستشفى المعادي بالقاهرة وتوفيت فيه وعمرها 55 عاماً
كاتب مسرحي مصري . ولد بميت غمر ( مصر ) في 27 يناير عام 1918 وتوفي بالقاهرة في 5 إبريل عام 1987 . كان موهبة مسرحية كبيرة استطاع أن يقوم بدور مميز وأساسي في المسرح العربي وأن يقدم مسرحاً مغياراً لما ساد الواقع الأدبي قبله بالصورة التي أصبح بها وفوده إلى ساحة المشهد المسرحي علامة فارقة في مسيرة المسرح العرب برمته . ومع أن نعمان عاشور بدأ حياته المسرحية بعد تخرجه من قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة عام 1942 بكتابة مسرحية " المغناطيس " عام 1950 فان بدايته الحقيقة في أذهان الجميع في مسرحية " الناس اللي تحت " والتي قدمتها فرقة المسرح الحر عام 1956 فأصبحت علامة فارقة في تاريخ المسرح العربي وغيرت الحساسية المسرحية بشكل جذري . وقد استطاع مسرح نعمان أن يصبح علامة تحول فارقة في تاريخ المسرح لأنه وضع ضرورات القضية الاجتماعية قبل مقتضبات الحبكة جيدة الصنع وقدم صدق المشاعر الإنسانية على متطلبات المسرحيات العادية في تلك الفترة . فقد كانت أعماله علامة تحول في بنية المسرح المصري وفي لغته وفي منطق تعامله مع الواقع معا . فمن خلال تشابك مصائر الشخصيات وسلوكياتها اليومية خلق عالماً أقرب ما يكون في لغته وبنيته إلى عامل تشيكوف الذي لا يحدث فيه شئ ولكنه يغلي في الوقت نفسه بالمشاعر الجياشة والرؤى والصراع المحتدم الذي تفجرت فيه لغة نعمان عاشور المسرحية المنحوتة من أديم لغة الحديث اليومي المألوفة بطاقات من الشعر المسرحي المتوتر بالمشاعر . المثقل بالرؤى العامر بالحركة .
يوسف ادريس
كاتب مصري من رواد القصة القصيرة في مصر والعالم العربي ولد في 9 مايو 1927 وتوفي أول أغسطس 1991 ويوصف الكاتب المبدع يوسف ادريس بأنه أنطون تشيكوف القصة القصيرة فهو لا يقل عن الكاتب الروسي تمكناً من فنه القصصي . عمق الفكرة ودقة الرصد والحكمة من خلال بؤرة زمنية مكثفة والمأساة التي وصل إليها البشر والحزن الذي يخيم على أبطال القصص ومسعاهم الدائم للبحث عن مكان دافئ في العالم . لقد لفت يوسف ادريس الأنظار بمجموعته القصصية الأولى " أرخص ليالي " الصادرة عام 1954 ثم ازداد ترسيخ اسم يوسف ادريس كأمير للقصة المصرية لمجموعته " جمهورية فرحات " وقد استفاد من تخصصه كطبيب جراح في كتابة القصة فهو يشرح الأبطال وكأنهم على مائدة العمليات ويستخرج من داخلهم أعماقهم . ويوسف ادريس رجل سكنته مصر فاستطاع بامتلائه بها أن يسكن قلب كل مصري وأن يفرض نفسه على العالم فتجاوز حدود المحلية إلى العالمية دون أن يرتب أو يخطط لذلك .. فرض نفسه على عشاقه بالقوة نفسها التي فرضها على الذين ضاقوا باهتمامه بمصر واهتمام مصر به . وهو من مواليد محافظة الشرقية بمصر تخرج من كلية الطب بالقصرالعيني وعمل طبيباً لعدة سنوات إلا أن هوايته للكتابة وخاصة كتابة القصة القصيرة طغت عليه فتفرغ للكتابة والصحافة . عمل في صحيفة " المصري " الناطقة بلسان حزب الوفد قبل ثورة 1952 ثم عمل بعد الثورة في جريدة " الجمهورية " وانتقل منها إلى صحيفة " الأهرام " التي ظل يعمل بها حتى عام 1983 وله عدة مجموعات قصصية منها " بيت من لحم " و " الحرام " و " لغة الآي آي " و " رجال وثيران " وله في المسرح تجارب ناجحة في مسرح السامر حيث كتب " الفرافير " و " جمهورية فرحات " و " البهلوان " . كما كان يوسف إدريس كاتباً جريئاً وله آراء في السياسة والحياة العامة ضمنها مقالاته التي استمر يكتبها منذ عام 1980 في صحيفة " الأهرام " وجمع بعضها في كتب بعد ذلك وتتضمن وجهة نظره في الفترة التي عاشها وهي مقالات فنية استحوذت على اعجاب القراء ووسعت من دائرة شهرته الأدبية وفي الستينات وبداية السبعينات جاءت مرحلة جديدة في حياة يوسف ادريس كان من أبرز ما قدم فيها مجموعات " آخر الدنيا " عام 1961 و " العسكري الأسود " عام 1962 و " لغة الآي آي " عام 1965 و " النداهة " عام 1969 و " بيت من لحم " عام 1971 ومن أبرز مسرحيات يوسف ادريس " ملك القطن " عام 1957 والتي ركز فيها على استغلال مالك الأرض للفلاح و " جمهورية فرحات " التي قدمت في نفس العام ويحلم فيها بالمجتمع المثالي الفاضل و " اللحظة الحرجة " عام 1960 والتي حلل فيها حالة أسرة مصرية إبان حرب 1956 وردود فعل أفرادها تجاه الحرب وفي الستينات أحدث يوسف ادريس هزة في المجتمع الأدبي المصري بمجموعة من الدراسات دعا فيها إلى مسرح مصري خالص يستمد أفكاره وأدواته وأساليبه الفنية من التراث الشعبي المصري دون الابتعاد عن أحدث ما أنتجه المسرح العالمي واتبع هذه الدراسات بمسرحية " الفرافير " عام 1964 التي أقدم فيها إدريس المولع بالتجديد وكسر القوالب على محاولة لإيجاد شكل جديد للمسرح يجمع بين صيغة السامر الشعبي المصري وأحدث أشكال المسرح السريالي والعبثي الأوروبي وبجرأته المعهودة نشر إدريس عام 1969 مسرحية " المخططين " التي يناقش فيها بأسلوب الفنتازيا كيف تتحول الأفكار الثورية إلى نظام شمولي بعيد عن الديموقراطية ولم يكتب لهذه المسرحية أن تعرض إلا ليلة واحدة في العام التالي وصدر قرار بإيقاف عرضها في تلك الليلة لكنها عرضت بعد ذلك على مسرح الطليعة عام 1972 .توفي يوسف إدريس في لندن متأثراً بنزيف دموي حاد في المخ وقد كان نقل إلى بريطانيا يوم 24 إبريل عام 1991 على طائرة خاصة وتم ادخاله إلى مصحة على نفقة الحكومة المصرية .
يوسف السباعي
أديب مصري . قتل في نيقوسيا عاصمة قبرص في 18 فبراير عام 1978 . كان يشغل عدة مناصب رسمية وكان بحكم منصبه يعتبر همزة الوصل بين الأدباء والمفكرين والفنانين وبين الدول ... فكان السكرتير العام للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب .. والسكرتير العام للمؤتمر الآسيوي الإفريقي ورئيس صحيفة الأهرام المصرية ورئيس نادي القصة الذي يضم عدداً كبيراً من كتاب القصة . والأديب يوسف السباعي قاص معروف تتهافت دور النشر على شراء القصص التي يكتبها . وله قصص تحولت إلى أفلام على الشاشة نذكر منها " بين الأطلال " و " رد قلبي " و " أم رتيبة " و " إني راحلة " و " آثار على الرمال " و " صلاح الدين الأيوبي" . ولاشك أن يوسف السباعي واحد من الأدباء القلائل الذين فازو بالدنيا أما الفوز بالآخرة فيجيب عليه كتاب صدر أخيراً في بيروت بعنوان " الفكر والفن في ادب يوسف السباعي " وهو مجموعة مقالات نقدية بأقلام أجيال مختلفة على رأسهم طه حسين وقد أشرف الكاتب غالي شكري على تقديم هذا الكتاب وإعداده وأعلن أن أدب يوسف السباعي في مجمله ظاهرة اجتماعية فمن هنا تنبع الأهمية القصوى في إصدار هذه النماذج بين دفتي كتاب حول أدب يوسف السباعي . أما توفيق الحكيم فيصف أسلوب السباعي بأنه سهل عذب باسم ساخر ويحدد محور كتبه بقوله انه يتناول بالرمز والسخرية بعض عيوب المجتمع المصري ويتفق فريد أبو حديد مع توفيق الحكيم فيعلن أن أسلوب السباعي سائغ عذب سهل سليم قوي متين . ويعرض الدكتور محمد مندور لرواية " السقا مات " فيعلن ان يوسف السباعي أديب من أدباء الحياة بل من أدباء السوق التي تعج بالحياة والأحياء وتزدحم بالأشخاص والمهن . وتعرض بنت الشاطئ لرواية " أرض النفاق " فتعترف ان كثرة أخطاء يوسف السباعي اللغوية صدمتها في أول الأمر فصرفتها عن قراءة مؤلفاته لكنها حين قرأت أرض النفاق اضطرت أن تغير رأيها .
شاعر تونسي عملاق . ولد بالشابية ( تونس ) في 24 فبراير عام 1909 وتوفي بتونس في 9 أكتوبر عام 1934 . أبو القاسم الشابي شاعر الحياة والخلود شاعر الفجر المتوهج والبعث الجديد . سما بشعره إلى عالم من النور مشرق جميل فيه الخير وفيه الحب وفيه الجمال .. عبر به عن القلق والحرمان اللذين عاشا معه وقاسماه الحياة .. عبر عن المطالب السامية للنفس الإنسانية . رحل دون أن يتخطى سن الخامسة والعشرين مما جعل الكثيرين يمثلونه بالنيزك أو الشهاب الذي مرق في سماء تونس كالحلم مخلفاً وراءه أخدوداً وهاجاً من الأثر الساطع والألق الفائق . احترق في عز الشباب وفي عمر تفجر المواهب .. صور مآسي شعبه وأماله وأحلامه وطموحاته في أروع أنشودة وطنية .
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد للـيل أن ينجـلي
ولابد للقـيد أن ينكسـر
تخطى الشابي بشعره قيود الثقافة وحدود السن وأرسلها إشعاعات قوية الوهج قوية اللمعان ثم مضى .. تلقى تعليمه الأولى في الكتاتيب القرآنية كما تلقى عن أبيه أصول اللغة العربية ومبادئ العلوم وفي عام 1921 توجه إلى تونس العاصمة حيث التحق بالكلية الزيتونية ليتخرج منها عام 1927 ومن هناك إلى كلية الحقوق . وخاض الشابي معارك الشباب في هذه المرحلة لإصلاح مناهج التعليم وساعد في تأسيس جمعية الشبان المسلمين والنادي الأدبي في تونس . وفي عام 1929 توفي والده ليثير ذلك صدمة عنيفة في نفسية الشابي قلبت حياته وقصائده إلى يأس وألم جارفين إلى أن اغتاله الموت شاباً بدائي القلب والصدر وهو على أعتاب عامه الخامس والعشرين . كان من الشعراء الذين تغنوا بالمستقبل وآمنوا بالتجديد ورفضوا الجمود والتقليد وسكبوا ذاتهم في واقعهم الاجتماعي فهو يتغنى بالحياة والفن والوطن والطبيعة والثورة وتزخر قصائده " صلوات في هيكل الحب " ونشيد الجبار" و" أغاني الرعاة " و " تحت الغصون " وغيرها من القصائد بنزعة تأملية تجعله يعود مراراً إلى نفسه ومعنى ذلك أنا لشابي حينما بعود إلى نفسه لابد وأن يتأمل واقعه الاجتماعي وقد تستبد به حالات اليأس والغربة غير انه سرعان ما يعود إلى هذا الواقع من خلال تجاربه الذاتية وتبعاً لذلك تكون رومانسيته داعية إلى التغيير . يقول الشابي في قصيدة " نشيد الأمس "
ما للحياة نقية حولي وينبوعي مشوب ؟
ما للصباح يعود للدنيا وصبحي لا يؤوب ؟
مالي يضيق لأوجاع الكآبة والكآبة لا تجيب ؟
إني أنا الروح الذي سيظل في الدنيا غريب
موضوع الموت إذاً من الموضوعات التي شغلت الشابي نظراً لأنه كان يهدده باستمرار بل عصف به وهو في بداية الخامسة والعشرين من عمره وأحياناً عندما يشتد اليأس يضيق الشابي بعمق الألم ويرى الموت قاب قوسين أو أدنى ينطلق بصرخاته تحدياً للموت ومقاومة لهذا الوجود يقول في قصيدة " نشيد الجبار "
سأعيش رغم الداء والأعداء
كالنسر فوق القمة الشماء
أحمد رامي
شاعر غنائي مصري . ولد بالقاهرة عام 1892 وتوفي بها في 5 يونيو عام 1981 . حمل رسالة أدبية وقومية ضخمة هي رسالة الوثوب بالأغنية الدارجة من السفوح الى القمم في الكلمة والمعنى معاً . واستطاع أن يطوع الصور والمعاني الشاعرية للكلمة العامية وان يرقق عواطف العامة بالشجى والأنين والذكريات وغيرها من الكلمات التي تخلق الصور والتي لم تعهدها الأغنية الدارجة من قبل حتى صارت أغنية رامي مميزة على كل أغنية بشئ جديد هو قربها الى الشعر وحتى أصبح رامي زعيم مدرسة في الغناء لم يتأثر بها المؤلفون المحدثون وحدهم و إنما امتد تأثيرها الى روح الملحن وحنجرة المغنى أيضاً . ولد احمد والنغم ملء أذنيه وهو يذكر فيما يتذكر من خيالات طفولته الأولى أن جماعة من أهل الفن والطرب كانت تلتقي دائماً في بيت أبيه وان أباه كان شغوفاً بالفن . فلما تخرج الأب من مدرسة الطب اختاره الخديوي عباس ليكون طبيا لجزيرة " طاشيوز " وهي جزيرة صغيره على مقربة من " قوله " مسقط رأس محمد علي وكانت يومئذ من أعمال تركيا وهي اليوم من أعمال اليونان وكانت هذه الجزيرة ملكاً خاصاً لعباس الثاني . مارس رامي ثلاثة ألوان من الأدب هي الشعر الوجداني والعاطفي والوطني . ثم أدب المسرح فقد زود المسرح المصري بذخيرة ضخمة تبلغ نحو خمس عشرة مسرحية مترجمة عن شكسبير منها " هاملت " و" يوليوس قيصر " و " العاصفة " و " روميو وجولييت " و " النسر الصغير " وغيرها مما قدمته المسارح ثم انتهى إلى نظم الأغنيات وبها اشتهر وذاع صيته حتى أوشك الناس أن ينسوا رامي شاعر الفصحى ورامي كاتب المسرح ولم يذكروا إلا شاعر الأغاني إلى أن عاد لقناعته بالشعر . كانت أم كلثوم حدث الأحداث في حياة رامي غيرت طريق حياته . كان ذلك في اليوم الثالث لعودته من باريس حين راح يسمع أم كلثوم فإذا هي تغني قصيدة له مطلعها " الصب تفضحه عيونه " . ثم التقى بمحمد عبد الوهاب وكان يعرفه في عهد سيد درويش فوجد فيه أداة أخرى لتحقيق حلمه . ونظم له أغنية " غاير من اللي هواكي " ثم توثقت الصلة بينه وبين عبد الوهاب ونظم له أغاني فيلم " الوردة البيضاء " و فيلم " دموع الحب " و أغنية " سكت ليه يالساني " و" على غصون البان " وغيره
أحمد شوقي
شاعر مصري بلقب بأمير الشعراء . ولد بالقاهرة في 16 أكتوبر عام 1868 وتوفى بها في 14 أكتوبر عام 1932 . لم يكن شوقي شاعر مصر وأمير الشعراء في مصر فقط بل كان صاحب تلك الإمارة في جميع البلاد التي يتكلم أهلها العربية ولا تجد تلميذاً في مدرسة أو طالباً في جامعة في مصر أو في غيرها من الأقطار العربية إلا ويحفظ لشوقي أبياتاً قد سارت مسير الأمثال ومن منا يجهل قوله :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ولم يجرؤ أحد على منازعة شوقي عرش الإمارة في دولة الأدب فقد كان الجميع يعترفون له بها ويبايعونه عليها . وقد نشأ هذا الشاعر في أحضان المجد وكان متصلا منذ نعومة أظفاره بالأسرة المالكة ولذلك جاء شعره مصقولاً بعيداً عن خشونة البداوة وعن التغني بالسيف والرمح اللذين اعتاد أن يتغنى بهما شعراء العرب الأقدمين . وقد ظهرت آثار البيئة التي نشأ وترعرع فيها ظهوراً جلياً في جميع ما نظمه ومع علو منزلته في الشعر كان كثير التواضع يكره الظهور ولا يخاطب إلا بوداعة واحترام بل ولقد يخيل إليك إذا ذكر اسمه أن الحياء يعلو محياه . وشوقي زعيم جيل كامل في الأدب العربي هو زعيم مصر سيحمل اسمه في تاريخنا الأدبي وإذا كان لشوقي ما يفاخر به أنداده وما يسمو به على أقرانه فهي تلك الروايات التي شعر معها فن التمثيل في الشرق بقوة جديدة خالدة تدب فيه . وإذا وضعنا كل ما نظمه شوقي في كفة والروايات التي نظمها في آخر عهده في كفة وجدنا كفة الروايات ترجح وتميل . فان شوقي لخالد في رواياته أكثر منه في قصائده مع كل ما تحويه هذه القصائد من روعة البيان ونفحة الخلود . وشوقي في شعره الروائي مثله في شعره العادي . فهو هو ذلك النسر المحلق بل هو ذلك الموسيقي المبدع الذي يسحرك بفيض وحيه وإلهامه ويتلاعب بلبك ويطربك بفنه ويعلو بك بسمو معانيه وصوره الخلابة ورسومه الفريدة في روعة مشاهدها وجلاها إلا انه في رواياته هو مبتكر ذلك الطراز الراقي الذي لم يسبقه في اللغة العربية أحد إليه وإن كان هناك من سبقه إليه فان شوقي بلغ في هذا الفن مرحلة من الإبداع وترك الذين سبقوه في أول الطريق . ولد أمير الشعراء أحمد شوقي بالقاهرة لأسرة موسرة بالحال امتزجت فيها الدماء العربية والتركية واليونانية والجركسية . ولد بحي الحنفي بالقاهرة والتحق بكتاب الشيخ صالح .. ثم المدرسة الخديوية فمدرسة الحقوق ( قسم الترجمة ) ثم سافر إلى فرنسا لدراسة الحقوق والآداب عام 1887 وعاد عام 1891 .. أبعده الاستعمار البريطاني الى أسبانيا وبقي هناك طوال خمس سنوات واطلع على آثار الحضارة العربية الأندلسية .. وتغنى بها في بعض قصائده وبعد عودته إلى الوطن كان اقرب إلى الشعور بقضايا الشعب ومشكلاته حتى أصبح شاعر الشعب والعروبة والإسلام . كان نصيراً للمرأة في عصر تكاتفت حولها القيود . فدعا في الكثير من شعره إلى تحرير المرأة ومنحها حقوقها السياسية والمدنية وتقديس الزوجية والأمومة ودعم روابط الأسرة . ويعد أول من كتب المسرحية الغنائية وقد كتب سبع مسرحيات هي : " علي بك الكبير" و " مصرع كليوباترا " و " قمبيز " و " مجنون ليلى " و " عنترة " و " أميرة الأندلس " و " البخيلة " التي لم تطبع حتى الآن . خلف شوقي في الشعر الغنائي ديواناً ضخماً سماه " الشوقيات " وهو يقع في أربعة أجزاء أكثرها قصائد طويلة وقد عثر على أكثر من مائة قصيدة لم يسبق نشرها في دواوينه ..
شاعر عربي . توفي في 21 مايو 1983 . انصب اهتمامه على التراث العربي المكتوب باللغة الفصحى ومن هنا كان اول دواوينه الذي صدر عام 1969 يحمل عنوانا ومضامين مستلهمة من التراث فكان " البناء بين يدي زرقاء اليمامة " على الرغم من ان الشاعر في أغلب الأحيان يقول قصيدته ويمضي اعني انه يتركنا نواجه قصيدته أو يترك قصيدته تواجهنا او يضعنا نحن والقصيدة وجها لوجه فنستكشف بأنفسنا خباياها وأسرارها وندرك معانيها دون توجيه من أحد او وصاية منه حتى لو كان الشاعر ذاته فان أمل دنقل لا يملك إلا أن يتدخل لأنه شاعر لا يعبر عن مشاعره فحسب ولكنه يستعمل تلك المشاعر عبر الكلمات وسيلة للرمز الواضح أي انه يتخذ من احدثا التاريخ العربي مصدرا يستلهم منه ما يريد أن تكون قصائده هدفا لابد لها ان تصل إليه وحتى لا يختلط والخيال بالحقيقة فيذهب الغموض بها جميعا وتضيع هباء فانه يتدخل بالنثر موضحا ومفسرا ومبنيا خاصة في قصيدته الطويلتين " مقتل كليب" أو الوصايا العشر " التي اشتهرت بعنوانها الفرعي المعبر " لا تصالح و" أقوال اليمامة وهما اللتان ضمها سفرا واحدا كأنه عنوانه " أقوال جديدة عن حرب البسوس" ومن هنا نجده وكما فعل في وصايا كليب العشر يضع مقدمة لما أدلت به اليمامة من أقوال عبر شعره ينقلها من السيرة أو الملحمة الشعبية الذائعة " الزير سالم " حيث يقول الرواة : فلما جاءته الوفود ساعية إلى الصلح قال لهم الأمير سالم : أصالح إذا صالحت اليمامة فقصدت اليمامة إلى أمها جليلة ومن معها من نساء سادات القبيلة فدخلن إليها وسلمن جميعا عليها وقبلت جليلة بنتها وقالت : أما كفى ؟ فقد هلكت رجالنا وساءت أحوالنا وماتت فرساننا وأبطالنا فأجابتها اليمامة : أنا لا أصالح ولم يبق منا أحد يقدر أن يكافح " وبهذه المقدمة المختصرة يكون الرمز المعنى واضحا في القصيدة وتبكي اليمامة ويبكي أمل دنقل بعد شهد قبل وفاته وفي أتون جسده المحترق بالمرض بداية عصر الانفتاح فسالت دموع أمل دنقل وصرخت على لسان اليمامة الرمز للأمة الرافضة " لعبرنه " الوجدان والمشاعر :
صار ميراثنا في يد الغرباء
وصارت سيوف العدو سقوف منازلنا
أايليا أبو ماضي
شاعر مهجري وأحد رجال النهضة الأدبية في المهجر الأمريكي وأحد أركان الرابطة القلمية في نيويورك . ولد أبو ماضي في المحيدثة بلبنان عام 1889 وتوفي في 23 نوفمبر عام 1957 . هاجر إلى مصر وهو حدث في الحادية عشرة من عمره ليعمل بالتجارة في تلك السن المبكرة وأخذ لنفسه دكاناً لبيع السجائر والتبغ مستغلاً أوقات فراغه في المطالعة والدراسة وهناك بدأ محاولاته الأولى في نظم الشعر ووقع عليه نظر انطوان الجميل ورآه يكتب شعراً في الدكان فقرأه وأعجبه ونشر شيئاً منه في مجلة " الزهور " التي كان يصدرها ثم طبع أبوماضي في مصر ما تجمع من شعره في ديوان سماه " تذكار الماضي " لكن النقاد هاجموه متخذين ما يشوب لغته من ضعف حجة عليه . وبعد أن قضى في مصر أحد عشر عاماً شد رحاله إلى أمريكا في سنة 1911 فأقام في مدينة سنسناتي أولاً وفيها عمل بالتجارة بضعة أعوام كان خلالها يقرأ الشعر ويتأمل في الوجود ويرنو إلى الآخرة ويسجل خطرات نفسه وومضات روحه في شعره . وفي سنة 1916 انتقل إلى نيويورك وهناك اتصل بأدباء المهجر الذين سبقوه إليها كجبران ونعيمة ونسيب عريضة وفيها طبع الجزء الثاني من ديوانه مصدراً بمقدمة كتبها جبران . ويعد هذا الجزء الثاني من ديوان إيليا أبي ماضي مرحلة جديدة مرّ بها شعره قبل أن يزدهر شعره في " الجداول " . وظل أبوماضي في نيويورك يسهم في جهود الرابطة القلمية ويساعد في تحرير جريدة " زحلة الفتاة " وينشر شيئاً من شعره وفيها تزوج ابنة نجيب دياب صاحب جريدة " مرآة الغرب " فأخذ يحرر في هذه الجريدة ثم أصبح رئيساً لتحريرها وكان ينشر أكثر شعره في جريدة " السائح " التي كانت لسان الرابطة القلمية ولاسيما في أعدادها السنوية الممتازة . وفي سنة 1927 صدر ديوانه " الجداول " فكان ذلك حدثاً مهما في أدب المهجر . وفي هذا الديوان الذي كتب مقدمته ميخائيل نعيمة تظهر شخصية أبي ماضي الحقيقية في قوتها وصفاتها وفيه تخلص من أغلب نقاط الضعف التي تؤخذ على دواوينه في السابق ومن أشهر ما ضم ديوان الجداول قصيدة " لست أدري " التي انتشرت كثيراً ولاقت شهرة واسعة . وبعد مرور 18 عاماً على صدور " الجداول " صدر لأبي ماضي ديوان آخر باسم " الخمائل " في سنة 1945 وكان آخر دواوينه . ورغم أن إيليا أبو ماضي كان من أعلام مدرسة المهجر الفريدة فإنه يجب أن يقرأ ويدرس كاستثناء من اتجاهها العام المتسم بالرومانسية المفرطة والتشاؤم فهو يمتاز عن شعراء هذه المدرسة بفلسفته الواقعية وتفاؤله ولعل خير ما يلخص فلسفة أبي ماضي ونظراته إلى الحياة هو قوله : " كن جميلاً ترى الوجود جميلاً
بشارة الخوري
أول رئيس جمهورية للبنان بعد استقلاله . وينعت بأبي الاستقلال . ولد في بيروت 1890 وتوفي بها في 11 يناير 1964 . تعلم ببيروت ثم بباريس حيث حصل على شهادة الحقوق 1912 واحترف المحاماة ولجأ إلى مصر في أوائل الحرب العالمية عام 1914 خوفا من الترك لمشاركته في التوقيع على عريضة بطلب استقلال لبنان قدمت إلى القنصلية الفرنسية ببيروت وقعت في يد العثمانيين . وعاد بعد الحرب عام 1919 ليعمل في المحاماة وشارك في تأليف حزب سياسي سمي " حزب التقدم " وعين في عهد الانتداب وزيرا للداخلية 1927 فرئيسا للوزراء واستقال 1928 وتكررت رئاسته ثانيه وثالثة وانتخب نقيبا للمحامين 1930 وشارك في تأليف " الكتلة الدستورية " سنه 1933 وعمل في صفوف المعارضة وفي 21 سبتمبر 1943 انتخب رئيسا للجمهورية وفي ليل 10 نوفمبر اعتقله الفرنسيون بتهمة " التآمر ضد سلطات الانتداب " واقتيد الى قلعة راشيا مع رئيس وزرائه رياض الصلح والوزراء .. وقامت ثورة وتدخلات انتهت بالإفراج عنه وعن رفاقه واعتراف فرنسا باستقلال لبنان في 22 نوفمبر واستمر في رئاسة الجمهورية إلى 1952 وطالب المعارضون باستقالته فاستقال واعتزل السياسة المحلية الى ان توفي وكانت أيامه من أيام الرخاء والاستقرار في لبنان واصدر في عهد رئاسته " مجموعة خطبه " من ثلاثة اجزاء وبعد الرئاسة اصدر جزأين من مذكراته باسم " حقائق لبنانيه " .
شاعر عراقي من طلائع نهضة الأدب العربي في القرن العشرين . ولد في بغداد عام 1863 وتوفي بها في 24 فبراير 1936 . اشتهر بالزهاوي لأن جده هاجر إلى " زهاو " بإيران وسكنها عدة سنين واقترن بسيدة زهاوية جاء منها بابنه جميل صدقي . وقد سمي في شبابه " الطائش" لخفته وإيغاله في اللهو . وفي كهولته سمي " الجرئ " لمقاومته الاستبداد . وسمي في شيخوخته " بالزنديق " لمجاهرته بآرائه الفلسفية . عاش جميل صدقي الزهاوي شطراً مهماً من عمره في القرن التاسع عشر ولم تكن مراحل التعليم قد نظمت بعد ولم يكن نظام الشهادات قد استقر ونظم كما هو الشأن اليوم . لذلك كانت نشأته الثقافية تعتمد على التعليم الأسري وعلى الحلقات المسجدية والاطلاع الحر . تعلم كثيراً من علوم الأولين وكثيراً من علوم الآخرين وسافر كثيراً فأثرى تجربته وتطورت معارفه وتعلم الفارسية وهو صبي و أتتقنها إلى درجة أنه ترجم بها " رباعيات الخيام " . عمل الزهاوي في مختلف الأعمال فقد عين عضواً بمجلس المعارف في بغداد وهو شاب وأرسل مع البعثة الإصلاحية واعظاً عاماً إلى اليمن وعمل أستاذاً للفلسفة الإسلامية بالجامعة الملكية وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون . واشتغل بنشر مقالاته في بعض المجلات كمجلة " المؤيد " التي نشر فهيا مقالات دافع فيها عن المرأة فثار الشعب ضده وقذفه خصومه بالطوب. يتميز إنتاج جميل صدقي الزهاوي بالكثرة والتنوع بين الشعر والنثر . ومن آثاره " الكائنات " في الفلسفة 1896 و" أجمل ما رأيت " في الأفلاك وسيرها 1924 و " الجاذبية وتعليلها " في النثر 1910 و " رباعيات الخيام " ترجمها عن الفارسية و " ديوان الزهاوي " وقد طبع عدة مرات و " الكلام المنظوم " أو دواوين الزهاوي 1908 و " رباعيات الزهاوي " ديوان شعر طبع في بيروت 1928 و " اللباب " ديوان شعر منفصل يضم خلاصة شعر الزهاوي 1928 و " الأوشال " ديوان شعر فيه قصائد جاشت بها نفسه في آخر حياته وكتب مقدمته بخط يده 1934 . و يعد الزهاوي رغم ذلك أول شاعر عراقي اتصل بالحياة وعالج مشكلات المجتمع فبشر بالتجديد وخرج عن مناهج قومه في التفكير .
حافظ إبراهيم
شاعر مصري يلقب بشاعر النيل .. ولد بصعيد مصر في 4 فبراير 1872 وتوفي بالقاهرة في 21 يوليو 1932 . لم يولد حافظ إبراهيم في بيت على سطح الأرض ... وإنما ولد في عائمة على وجه النيل ببلدة ديروط ؟ بصعيد مصر ؟ ولعل ارتباط مولده بالنيل كان من الأسباب التي دعت الى تلقيبه بشاعر النيل . ولعل منها أيضاً انه عاشر النيل على طول امتداده في مصر والسودان وهام بهما . وتغنى بأحداثهما واستثار الهمم أحيانا بقسوة بالغة لتصحو من غفوتها وتأخذ مكانها في الحياة . نشأ في حجر الفقر واليتم فقد مات ابوه وخلفه لأعاصير الحياة وهو في الرابعة من عمره فحملته أمه إلى بيت خاله وهو مهندس متواضع ضيق الرزق في مصلحة التنظيم فعالهما . وانتقلت الأسرة الى طنطا حيث تلقى حافظ على الكتاتيب في طفولته . فما ان أدركه الصبا حتى نفر من هذا لعلم وتطلع المتطلعات الادبية . وضاق به خاله واحس حافظ بهذا الضيق فترك له البيت بعد ان كتب له هذين البيتين :
ثقلت عليك مؤونتي
إني أراها واهية
فافرح فإني ذاهب
متوجه في داهية
وينم هذان البيتان على خفة الظل التي كانت من سمات حافظ طوال حياته حتى في اشد ساعات بؤسه .. وها هو ذا يخرج من بيت خاله صبياً هائما على وجهه في دروب مدينة السيد البدوي والبسمة الساخرة على شفتيه الى ان تقوده قدماه الى مكتب محام يختاره له القدر هو محمد بك أبو شادي الذي اصبح بعدئذ من أساطير حزب الوفد وزعماء ثورة 1919 وهو ابو الشاعر الدكتور احمد زكي ابو شادي مؤسس جمعية " أبوللو" وأمينها العام . ولم تكن المحاماة يومئذ تتطلب درجة علمية معينه بل كانت تتخذ بالممارسة وينبه فيها ذكر المتحدث اللبق مما لم يكن ينقص شاعرنا هذا إلا انه أفاد من صحبة أبى شادي الكبير ومرافقته ما عنده من الكتب . وهكذا عمل بالمحاماة حينا وهو لا ينفك يقرأ في الأدب ويلتهم ما حوله من أمهات الكتب وكان مما قرأه فاستهواه سيرة الشاعر الثائر صاحب السيف والقلم محمود سامي البارودي فراوده حلم كبير وهو ان يحذو حذوه في مسيرة حياته لعله يبلغ مبلغه يوماً ما . فالتحق بالمدرسة الحربية وتخرج فيها وعمل بالشرطة تارة وبالجيش تارة إلى ان نقلت فرقته إلى السودان . كان حافظ إبراهيم محبوبا من طرف معاصريه على اختلافهم لما امتاز به من أخلاق عالية فهو صريح صادق عطوف ساخر كريم الى حد التبذير في بيته وخارج بيته في المقاهي حيث كان إنفاقه لا حدود له . من آثار حافظ إبراهيم ديوان شعر أكثره مدح ورثاء واجتماعيات وله في النثر كتاب " ليالي سطيح " نهج فيه أسلوب المقامات كما ترجم رواية " البؤساء" لفكتور هيغو الكاتب الفرنسي وترجم كتابا فرنسيا في الاقتصاد بالاشتراك مع الشاعر خليل مطران
صلاح عبد الصبور
شاعر مصري . ولد في 3 مايو عام 1931 وتوفي في 14 أغسطس عام 1981 . اشتهر صلاح عبد الصبور واعتنى الدارسون بأدبه وسيرته فكتبوا عنها مستندين إلى آثاره المنشورة وأحاديثه الصحفية . كان الرجل رئيسا لمجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب كثير التنقل والاتصال والمحاضرة . ولد في مدينة الزقازيق بمصر وبها تلقى دراسته المتوسطة ثم رحل إلى القاهرة ليلتحق بكلية الآداب ويحصل منها على الليسانس عام 1951 . بدا ينشر طلائع أعماله في مجلة الثقافة بالقاهرة ثم مجلة الآداب البيروتية وقد صدر ديوان عبد الصبور الأول " الناس في بلادي " عام 1958 وديوانه الثاني " أقول لكم " في عام 1961 . عرف صلاح عبد الصبور بشغفه بالمطالعة وتنوع قراءته .. ينهل من المنابع ويرتاد مختلف الآفاق فاستطاع حسب اعترافاته أن يقرأ التراث العربي قراءة جيدة في فترة الدراسة الجامعية واستطاع في ذات الوقت أن يتصل بالثقافة الأوروبية وامتزج زاده الثقافي العربي بالغربي والتقليد وبالتجديد والقديم بالحديث . عاش في بلدته الزقازيق في جو رومانسي مشبوب المشاعر مع كتب المنفلوطي وجبران وميخائيل نعيمة . واستهوته أشعار محمود حسن إسماعيل . ثم عرف الفيلسوف الألماني " نيتشه " من خلال كتاب مترجم له هو كتاب " هكذا تكلم زرادشت " ترجمة فليكس فارس . ومثل هذا المزج بين الثقافتين العربية والغربية هو الكفيل حسب اعتقاد عبد الصبور بصنع الإنسان العربي الجديد . اعتنق الماركسية قبيل تخرجه من الجامعة وظل هذا المذهب حتى ظهور ديوانه الأول " الناس في بلادي " عام 1958 . غير أن عبد الصبور بدأ يهتم بالوجودية اهتماماً أعمق حين وجد أن الماركسية لم تعجز فقط عن تقديم التفسير الشامل الذي وعدت به بل أوشكت أن تسخر موهبته الشعرية لخدمتها . وقد امتدت مرحلة الوجودية في حياة عبد الصبور طوال الستينات وجاءت بعد ذلك مرحلة القومية والليبرالية ثم التجاوب مع التجربة الصوفية . ومن عطاء صلاح عبد الصبور تبقى للأجيال دواوينه ومسرحياته " الناس في بلادي " و " أقول لكم " و " أحلام الفارس القديم " و " والإبحار في الذاكرة " و " كتابة على وجه الريح " و " انتظار الليل والنهار " و " شجر الحلاج " قراءة جديدة لشعرنا القديم - و " رحلة الضمير المصري " و " حياتي في الشعر " . خلق صلاح عبد الصبور فناناً وعاش فناناً ورحل في ليل الحزن شاعراً فناناً وإنساناً نبيلاً . رحل الشاعر الفنان رائد الشعر الجديد وهو في الخمسين من عمره القصير . كما رحل المتنبي وكما مات علي محمود طه وإبراهيم ناجي ومحمود حسن إسماعيل .
أديب وشاعر سعودي . ولد بمكة المكرمة عام 1906 . وتوفي في 20 يوليو عام 1987 . ولد الأستاذ طاهر زمخشري أو بابا طاهر كما يحب أن يلقب في مكة المكرمة وتلقى تعليمه بمدارس الفلاح عمل في مختلف أنشطة الدولة والدوائر الحكومية بدأ بشؤون الصحافة والطباعة من مصحح إلى مراقب عام واشرف على جريدة " أم القرى " ثم عمل في شؤون الجمارك في وزارة المالية فتقلد سكرتير الديوان وساهم في تنظيم اللوائح والأنظمة الأساسية . ثم شارك في تأسيس الإذاعة السعودية وكان من أوائل الذين عملوا فيها وقدم مختلف البرامج الإذاعية والتمثيليات وبرامج الأطفال وكل ما يتعلق بالإنتاج الإذاعي حتى أصبح مراقباً عاماً لها . ثم انشأ أول مجلة سعودية خاصة بالأطفال كما شارك في إنشاء وتحرير معظم المجلات والجرائد في بلده . نظم الشعر العمودي والحر ولم يكفه التشجيع الأدبي بل أنفق من جيبه الخاص على كل موهبة فنية تنبأ لها بالمستقبل الواعد ... وكان يعتبر كل فنان أو فنانة أو مثقف تربطه به أواصر الصداقة إلا ويكون الترجمان له والمحامي الذي لا يكل ولا يمل . صارع الأيام وصارعته وصارع المرض حتى صرعه ولم يشك ولم يهن ولم يغصب ولم ييأس . أصدر طاهر ديوانه الأول " أحلام الربيع " 1946 . وكان أول ديوان يصدر في السعودية بعد فترة طويلة من غياب المطبوعات عنها وعن منطقة الخليج . وترك بعد رحلته الشعرية الطويلة مجموعة مؤلفات ودواوين منها " أنفاس الربيع " و " أغاريد الصحراء " و" على الضفاف " و" ألحان مغترب " و" لبيك " و" أحلام " ورمضان كريم " و " عبير الذكريات " و " من الخيام " و" أصداء الربيع "و" مع الأصيل " وهي مجموعة من التأملات والدراسات النفسية مع بعض الرباعيات الشعرية " العين بحر " وهو بحث يتضمن ما قاله بعض الشعراء في العين و " ليالي ابن الرومي " وهي دراسة لبيئة ابن الرومي وعصره مع عرض نماذج من أشعاره و " حبيبي على القمر " . قبل حصوله على جائزة الدولة التقديرية 1983 عاش الزمخشري حياة المعاناة والبؤس والغربة وأقام طويلاً في مصر ثم انتقل الى تونس حيث كرمته الحكومة التونسية ومنحته وساما رفيعا . وكان الزمخشري أحد الذين حلموا مشعل تجديد الرسالة الفكرية في الجزيرة العربية ونجح في إخراج الشعر السعودي من دائرة المحلية وأطلقه إلى مصر ولبنان وسوريا والعراق ثم إلى المغرب العربي عندما أقام في تونس .
عبدالمحسن الكاظمي
شاعر عراقي يلقب بشاعر العرب . ولد في بغداد عام 1867 وتوفي بمصر في 18 إبريل عام 1935 . نشأ في محلة "الدهانة ببغداد ثم انتقل إلى الكاظمية فنسب إليها . استهواه الأدب فقرا علومه وحفظ شعراً كثيراً وأول ما نظم الغزل فالرثاء فالفخر . ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق فاتصل به فاتجهت إليه الجاسوسية وكان العهد الحميدي فطورد فلاذ بالوكالة الإيرانية بغداد ثم خاف النفي أو الاعتقال فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند ووصل إلى مصر عام ولقي من مودة الشيخ محمد عبده وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر فأقام بها وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلا . ملأ الصحف والمجلات شعراً وجمع اكثر مما حفظ من شعره في ديوان " الكاظمي " مجلدان
شاعر مصري من رجال الأدب واللغة والقضاء . ولد عام 1898 وتوفي بالقاهرة في 11 يونيو 1973 . نشأ في " الربع ماية " بالشرقية وتخرج بالحقوق في القاهرة عام 1923 وعمل في المحاماة ثم كان مدعياً عاماً فقاضياً ثم عضواً في مجلس النواب عام 1929 وتولى أعمالاً إدارية فكان حاكماً عسكرياً لمنطقة القناة عام 1941 فمديراً لأسيوط عام 1947 وعين عضواً بمجلس الشيوخ ثم بمجمع اللغة العربية عام 1959 والمجمع العلمي العراقي . من مؤلفاته : " ديوان " و " أنات حائرة " و " قيس ولبنى " مسرحية و " العباسة " مسرحية و " عبد الرحمن الناصر " و " شجرة الدر " و " أوراق الخريف " و " قافلة النور " و " قيصر " و " آخر ما كتبه قبل وفاته " من إشرا قات السيرة النبوية " .
علي الجارم
أديب وشاعر مصري ولد سنة 1881 وتوفي بالقاهرة في 8 فبراير 1949 ولد في رشيد وتعلم بالقاهرة وانجلترا وجعل كبيرا لمفتشي اللغة العربية بمصر . فوكيلا لدار العلوم حتى سنة 1924 ومثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية وكان من أعضاء المجمع اللغوي له ديوان في أربعة أجزاء و" ديوان الجارم " و" قصة العرب في أسبانيا " ترجمة عن الإنجليزية وهو من تأليف ستانلي لين بول ." وفارس بني حمدان " و" شاعر وملك " و" غادة رشيد " و" هاتف من الأندلس " قصة ولادة مع ابن زيدون و" الذين قتلتهم أشعارهم " نشر تباعا في مجلة الكتاب و" مرح الوليد " في سيرة الوليد بن يزيد الأموي و " الشاعر الطموح " المتنبي و" خاتمة المطاف " نهاية المتنبي . توفي فجأة بينما كان يصغي إلى أحد أبنائه وهو يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراشي .
علي الجندي
شاعر مصري من أعضاء المجمع اللغوي ومجلس الفنون والآداب . ولد بالقاهرة عام 1900 وتوفي بها في 30 مايو عام 1973 . نشأ في سندويل بسوهاج ( صعيد مصر ) وتخرج بكلية دار العلوم في القاهرة عام 1925 وصار عميداً لها عام 1950 . له خمسة دواوين شعرية ونحو 30 مؤلفاً في الأدب منها : " أغاريد السحر " و " ألحان الأصيل " و " ترانيم الليل " و " شعر الحرب " و " فن التشبيه " و " أدب الربيع " و " خمسة أيام في دمشق الفيحاء " و " سياسة النساء " و " البلاغة الفتية " و " الشعراء وإنشاد الشعر " .
علي محمود طه
شاعر مصري يلقب بشاعر الحب والجمال . ولد في المنصورة عام 1902 وتوفي بالقاهرة في 17 نوفمبر عام 1949 . ولد لأسرة متوسطة الحال والتحق بالكتاب أولاً ثم بالمدرسة الابتدائية وقبل إتمام دراسته الثانوية التحق بمدرسة الفنون والصنائع وتخرج منها عام 1924 . ثم عين مهندساً معمارياً بالمنصورة وهناك التقى بمجموعة من الأدباء من بينهم إبراهيم ناجي وأحمد حسن الزيات . شرع في نشر شعره منذ عام 1933 وانتقل إلى القاهرة ليعمل مديراً للمعهد الخاص بوزارة التجارة ثم مديراً لمكتب الوزير بها . وعمل بعد ذلك بسكرتارية مجلس النواب . قام برحلات كثيرة إلى أوروبا منذ عام 1938 كان لها أثر بالغ على شعره . توقف لمدة خمس سنوات عن العمل بالحكومة ثم عاد إليه عام 1949 حيث عين وكيلاً لدار الكتب المصرية . وقد عرف بتعلقه بالحياة وإقباله على كل جميل وممتع فيها وعشقه للطبيعة وغرامه بالموسيقى وشعره يعكس ذلك كله . ترك علي محمود طه ثلاثة دواوين شعرية من بينها مسرحيتين شعريتين هما " أرواح وأشباح " 1942 و " ليالي الملاح التائه " 1940 و " أرواح شاردة " 1941 و" أشواق العائد " 1945 و " شرق وغرب " 1947 وأخيراً " أغنية الرياح الأربع " 1948 . يقول بعض الذين كتبوا عن علي محمود طه : أنه يعتبر ثمرة من ثمار المدرسة الحديثة في الشعر التي حملت تيارات مطران وشكري وفي نفس الوقت فقد تأثر بشعراء المهجر وبالشعراء الرومانسيين الفرنسيين أمثال " بودلير " و " فرلين " . وحينما يذكر علي محمود طه يذكرنا بالدكتور إبراهيم ناجي فيقال الطبيب الشاعر عن ناجي والمهندس الشاعر عن طه وما يفيد أن الازدواج بين العلوم والآداب أمر قائم وممكن . لم يضع علي محمود طه في دنيا الرومانسية وأحلامها بل لقد التفت إلى الواقع وعايش الأحداث وشارك الناس اهتماماتهم . وتوفرت لعلي محمود طه في شعره جزالة الألفاظ وعذوبة إيقاعها مما جعل الملحنين يتسابقون لتلحين هذا الشعر الجذاب وكلنا يذكر أن قصائد ( الجندول وفلسطين و كليوباترا ) غناها الموسيقار محمد عبد الوهاب وثمة قصائد وأشعار أخرى لطه دخلت عالم الغناء وخلدت هذا الاسم الكبير .
عمر أبو ريشة
شاعر سوري يعد أحد الرواد الراسخين لتيار الكلاسيكية العربية الجديدة في الغزل والوطنيات والطبيعة . ولد عام 1908 وتوفي في 15 يونيو 1990 نشأ في عكا وفيها تلقى تعليمه الأولي لينتقل بعدها إلى حلب فإلى الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1924 حيث تفتحت للشاعر آفاق الاختبارات والتفاعلات الانسانية والسياسية والابداعية وهمومها وفي شكل خاص القضايا الوطنية والنضالية واشكاليات الظلم والطغيان من ناحية وحضور المرأة كحلم يسفر وجهه وكشغف يضج في لا وعي الشاعر وأحاسيسه الملموسة ويكسر حدة المسافة بين القلب وجرحه من ناحية ثانية حيث يرتمي الاطار الطبيعي ليحتضن هذين الموضوعين اللذين فتنا أبوريشة وتحكما في مفاتيح اللعبة الشعرية وأسرارها لديه وبات الاستسلام لهما بمثابة الانحياز إلى حالة النبع في تفجره اللانهائي وانسيابه اللاوعي الهادئ والصاخب نحو غايته الأدبية . وفي الجامعة الأمريكية وبعدها في لندن وباريس ثم في بلاده والدول العربية يغوص أبو ريشة في هذين الهاجسين متلمساً دورهما في تفجير مكامن الابداع والريادة واتاحة الفرصة لنسج اللغة التي تمكن العصر وانسانه ولترسيخ الاتصال الحميمي بين الشعر والانسان من خلال فهم الحركة الداخلية للابداع الأدبي ومواجهة التحدي الذي تفرضه اللغة المعاصرة لمعالجة الموقف الانساني في مختلف ظروفه . وفي توجهه الشعري انطلق أبوريشة في البدايات متأثراً بالشعر التقليدي الذي ينسج على منوال القديم والتراثي في صوغ الألفاظ القاموسية والأخذ بتراكيب القدماء وصورهم مأخوذاً بالجمالية الكلاسيكية للغة وبالإرث الشعري لكبار الشعراء العباسيين الذين تأثروا بتوجهاتهم . وفي هذا الصدد يقول أبو ريشة " وإني وإن استفدت شيئاً من هؤلاء فإنما استفدت اللغة والتراكيب أما الفكرة الشعرية فقد خبا دونها خيالهم الكسيح .. سئمت هذا الشعر وهذه الزمرة من الشعراء " . وهكذا فإن انصراف أبو ريشة إلى هذا الإرث لم يشغله عن مسألة العصر وهمومه الخاصة والعامة والتفتيش عن لغة تحفظ للقديم بنيته الكلاسيكية وتنطلق في رومانسية رهيفة مشبعة بالرنين الحزين والنبرة الباكية متأثراً بخصوصيات الشعر المهجري حيث الحضور الفادح لعبارات السعير واللظى وتباريح الهوى والدمع والقلب والغصة والأنين والموت ومجمل عناصر المعجم الطبيعي . وللشاعر أبوريشة العديد من الأعمال الأدبية حيث كانت باكورة أعماله مسرحية شعرية بعنوان " ذوي قار " إضافة إلى مسرحية شعرية بعنوان " الطرفان " وأخرى بعنوان " سمير أمين " وملحمة كبرى عن أمجاد العرب إضافة إلى العديد من المؤلفات والدواوين الأخرى .
شاعر مصري . ولد عام 1908 وتوفي في 30 نوفمبر عام 1965 . ولد في " نوسا البحر " ودخل الأزهر ولم يستمر فعمد إلى المطالعة ومجالسة الأدباء وحفظ كثيراً من الشعر وعمل في الصحافة عام 1935 ونشر على صفحاتها كثيراً من الشعر . له " إعترافات أبي نواس " و " ساعات " و " شعر كامل الشناوي " و ديوان " لا تكذبي "
محمود بيرم التونسي
شاعر غنائي مصري ولد بالاسكندرية في 4 مارس 1893 وتوفي بها في 15 يناير 1961 . ولد من أسرة تونسية وفد عميدها الأول مصطفى بيرم التونسي إلى الاسكندرية وتعلم محمود في مسجد بالاسكندرية ثم افتتح دكان بقالة واستهوته قراءة الكتب ونظم شعراً وزجلاً وأقفل الدكان وأصدر نشرة باسم " المسلة " فصادرتها الحكومة في عددها الثالث عشر وولد فاروق ابن السلطان فؤاد عام 1920 وتهامس المصريون بأنه ولد بعد أربعة أشهر من زفاف أمه " نازلي " إلى أبيه فنظم محمود زجلاً عنوانه " القرع الملوكي والبامية السلطاني " كله تعريض وهاج القصر السلطاني إلا أن محمود بيرم كان لايزال تونسي الجنسية في حماية " الحماية الفرنسية " وأصدر عدداً واحداً من نشرة سماها " الخازوق " فصودر وشكته السلطات المصرية إلى المندوب السامي البريطاني والسفير الفرنسي فنفاه الثاني إلى فرنسا في العام نفسه . عاش محمود بيرم التونسي منفياً مشرداً من سنة 1920 إلى سنة 1938 تنقل فيها من تونس إلى ليون وباريس ودمشق وبيروت والسنغال وأمضى منها عامين في مصر إذ كان قد جاءها خلسة في الفترة من 1922 - 1924 ولكن عيون الشرطة اهتدت إليه فأعادته إلى منفاه من جديد بعد أن كان قد تزوج خلال هذين العامين وفي سنة 1938 استطاع أن ينزل في ميناء بورسعيد خلسة وفي غفلة من رجال الشرطة استقل القطار إلى القاهرة حيث اختفى عند بعض أصدقائه في حين بدأت المفاوضات بين بعض هؤلاء الأصدقاء وبين القائمين على شؤون الحكم من أجل إصدار عفو عنه يضمن له الاستقرار في وطنه . ولعل من حسن حظ بيرم في هذه المرة أن يكون على رأس الوزارة في ذلك العهد " محمد محمود باشا " الذي كان يقدر لبيرم أدبه وفنه . وأن يكون على رأس وزارة الداخلية " محمود فهمي النقراشي " أحد أبناء الاسكندرية وأحد المعجبين بفن بيرم وأن ينضم إليهما أحمد حسنين باشا الذي كان يقدر بيرم حق التقدير والذي كان في الوقت نفسه أبعد رجال السراي في ذلك العهد نفوذاً . واتفق هذا الثالوث على إعادة الاستقرار لهذا الطريد الخائف المشرد ونظم بيرم تحت ضغط الظروف المحيطة به زجلاً مبكياً يستعطف فيه الملك ويصف فيه ما لاقاه من عذاب الغربة ولوعه التشرد وقسوة الحنين إلى الوطن ونشرت الأهرام هذا الزجل في صفحتها الأولى ولم تكن الأهرام بالتي تنشر أزجالاً من قبل ولكن نشر هذا الزجل كان جزءاً من الخطة التي رسمها هذا الثالوث . وسمح لبيرم بالبقاء على أرض الوطن بعد مفاوضات شاقة كللت بالنجاح وكان أن بدأ بيرم حياته الفنية من جديد فأبدع ما شاء من الأغاني الوطنية والعاطفية والتقى بزوجته التي كان قد اقترن بها في أثناء هربه الأول من 1922 - 1924 وكانت قد تزوجت من بعده ومات عنها زوجها فأعاد زواجه منها من جديد . وقامت الثورة المصرية في يوليو 1952 فكان بيرم أحد أقلامها الكاتبة وألسنتها الناطقة وقد عبر بيرم في أمانة وصدق بأزجاله وأغانيه عن مواقفها البطولية المختلفة وسجل كثيراً من الصور الحية لكفاحها وانتصاراتها . ولهذا منحته الجنسية المصرية وكان ذلك عام 1954 وكتب بيرم البرامج العديدة للإذاعة والتي كان آخرها " فوازير رمضان " كما شارك في برامج التليفزيون المصري عند انشائه وقد كرمته الثورة لقاء ما قدم لبلاده من جهد وفن وعرق وتعب وجهاد وكفاح بأن منحته وسام الفنون من الدرجة الأولى وقلده إياه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بيده في أحد أعياد العلم.
محمود حسن إسماعيل
شاعر مصري .. ولد في 2 يوليو 1910 وتوفي في 25 إبريل 1977 . ولد في قرية النخيلة مركز أبو تيج بمحافظه أسيوط من صعيد مصر . أثرى الحياة الأدبية والشعرية بروائع نتاجه الفكري . منذ ان أصدر أول ديوان له عام 1934 " أغاني الكوخ " متغنياً بالقرية والوطن والطبيعة واستمر بعد ذلك يغني للحرية والثورة في دواوينه الأخرى " هكذا أغنى " 1937 و " أين المفر" 1947 و " نار وأصفاد " 1959 و " قاب قوسين " 1946 و " لابد " 1966 و " التائهون " 1968 و "هدير البرزخ" 1969 و " السلام الذي أعرف " قصيدة طويلة ألقاها في مهرجان الشعر الدولي يوم 15 أغسطس 1969 بمدينه ستروجا بمقدونيا في يوغسلافيا " نهر الحقيقة " 1972 الى جانب أعماله التي لم تنشر بعد . عبر محمود حسن إسماعيل عن ثورة الشباب في مصر عام 1935 وثوره 23 يوليو 1952 وتعبر قصائده عن الشخصية في بعدها العربي والإسلامي واعني قضية فلسطين التي يتبلور إحساس الشاعر بها منذ وقت مبكر وفلسطين في شعر محمود حسن إسماعيل تمثل الرمز الأساسي في رؤياه الإبداعية المعادل للجهاد ذلك انه منذ عام 1935 وهو يصور مفهوم البطولة ويلهب حماسة الشباب ويحرك مشاعر مواطنيه . كان نهاره عملا وتأملا ثم يفرغ الى وحدته ليلا في بيته بحي الرميثه بالكويت لا يفتح بابه كما تعود إلا بإذن وحذر ولعدد محدود جدا من الأصدقاء وحتى جاءه زائر على غير انتظار وهل يطلب القدر إذناً ؟ وفي لحظه ينفجر شريان وتدور في رأسه معركه صامته : الغازي فيها دم القلب والهدف شمس العقل وتغرب الشمس في الشفق الدامي يستكين القلب وتنتهي المعركة .. وان إلى ربك المنتهى .
نبذة عن الشاعر هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن حعفر بن كلاب العامري يكنى أبو عقيل كان من شعراء الجاهلية وفرسانهم أدرك الأسلام وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني كلاب فأسلموا ثم رجعوا إلى بلادهم ثم قدم لبيد الكوفة و بنوه ، فأقام بها ورجع بنوه إلى البادية بعد ذلك لم يقل في لإسلام إلا بيتاً واحداً قيل هو : الحمدلله الذي لم يأتني أجلي * حتى كساني من الإسلام سربالاً
وقيل بل هو : ما عاتب المرء الكريم كنفسه * والمرء يصلحه الجليس الصالح .
قال له عمر أنشدني من شعرك فقرأ سورة البقرة وقال : ما كنت لأقول شعراً بعد إذ علمني الله البقرة وآل عمران . توفي في خلافة معاوية وله مئة وسبع وخمسين سنة
الشاعر أوس بن حَجَر
95 - 2 ق. هـ / 530 - 620 م
أوس بن حجر بن مالك التميمي أبو شريح.
شاعر تميم في الجاهلية، أو من كبار شعرائها، أبوه حجر هو زوج أم زهير بن أبي سلمى، كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة. عمّر طويلاً ولم يدرك الإسلام.
في شعره حكمة ورقة، وكانت تميم تقدمه على سائر الشعراء العرب. وكان غزلاً مغرماً بالنساء.
المرقش الأكبر
نبذة عن الشاعر هو ربيعة وقيل عمرو بن سعد بن مالك من ضبيعة بن قيس وسمي المرقش لقوله : الدار قفرٌ والرسوم كما * رقَّـش في ظهر الأديم قلم
من عشاق العرب وصاحبته ابنة عمه أسماء بنت عوف بن مالك
الحرث بن حلزة اليشكرى
البلد العراق
نبذة عن الشاعر هو الحارث بن حلزة بن مكروه من بني يشكر من بني بكر بن وائل شاعر جاهلي من أهل بادية العراق ، أحد أصحاب المعلقات ، كان أبرص فخوراً ، ارتجل معلقته بين يدي عمرو بن هند ملك الحيرة جمع فيها كثيراً من أخبار العرب ووقائعهم ويقال في المثل (( افخر من الحارث بن حلزة )) لكثرة فخره في هذه المعلقة
الشاعر للشنفرى المتوفي نحو 70 قبل الهجرة
وهو ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى ، نشأ بين بني سلامان من بني فهم الذين أسروه وهو صغير ، فلما عرف بالقصة حلف أن يقتل منهم مائة رجل ، وقد تمكن من قتل تسعة وتسعين منهم ، وأما المائة فقيل إنه رفس جمجمة الشنفرى بعد موته فكانت سبباً في موته .
وهو - أي الشنفرى - من أشهر عدَّائي الصعاليك كتأبط شراً وعمرو بن براقة ، ومن أشهرهم جرأة وقد عاش في البراري والجبال
الأعشى
نبذة عن الشاعر هو ميمون بن قيس كان أعمى جاهلياً قديماً أدرك الإسلام فخرج يريد الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية قيل أن أبو سفيان لقيه فسأله عن وجهه الذي يريد فقال أريد محمد فقال له أبو سفيان أنه يحرم عليك الخمر والزنا والقمار فقال: أما الزنا فقد تركني ولم أتركه ، وأما الخمر فقد قضيت منها وطراً وأما القمار فلعلي أصيب منها خلفاً قال : أبو سفيان فهل لك إلى خير : قال : ما هو ؟ بيننا وبينه هدنة فترجع عامك هذا وتأخذ مائة ناقة حمراء فأن ظهر ظهر بعد ذلك أتيته ، وأن ظفرنا به كنت قد أصبت عوضاً فجمت له قريش مائة ناقة حمرا فانصرف فلما كان بناحية اليمامة ألقاه بعيره فقتله . وكان يسمى صناجة العرب لأنه ذكر الصَّنج في شعره إذ شبه العود بالصنج ، وقد كثرة الألفاظ الفارسية في شعره لما كان يفد على ملوك فارس
الحارث بن عباد
البلد العراق
نبذة عن الشاعر هو الحارث بن عباد بن قيس بن ثعلبة البكري.
من شعراء العصر الجاهلي
توفي سنة 74 ق.هـ - 550 م
من أهل العراق، أحد فحول شعراء الطبقة الثانية، وأحد سادات العرب وحكمائها وشجعانها، انتهت إليه إمرة بني ضبيعة وهو شاب وفي أيامه كانت حرب البسوس فاعتزل القتال مع قبائل من بكر
النابغة الذبيانى
نبذة عن الشاعر هو زياد بن معاوية من غطفان، أبو أمامة ويقال أبو ثمامة نبغ في الشعر بعدما طعن في السن وكان مع النعمان بن المنذر ومع أبيه وجده وكانوا له مكرمين ، كانت له قبةٌ في سوق عكاظ تأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها .
وأكثر من مدح النعمان وهو القائل فيه : فأنك شمس والملوك كواكب * إذا طلعت لم يبد منهن كوكب ، وغضب عليه الملك فهرب منه إلى الغساسنة ثم عاد بعد مدة وقال قصائده في الاعتذار واختلف في السبب فقيل أنه هجا الملك والأقرب للصواب أنه دخل على الملك وزوجته عنده فقال له صفها لي في شعرك يا أبا امامة فقال قصيدته التي أولها :أمن آل مية رائح أو مغتدِ ثم وصف بطنها وعكنها ومتنها وروادفها ثم فرجها ، فقال أحد ندماء الملك ما يقول هذا الكلام إلا من قد جرب فوقر ذلك في نفسه . فهرب النابغة إلى الغساسنة ثم عاد فاعتذر إليه بقصيدة التي مطلعها
عمرو بن كلثوم
نبذة عن الشاعر هو من بني تغلب من عتاب جاهلي قديم ، أمه هي ليلى بنت المهلهل (الزير سالم كما يطلق عليه ) . وهو الذي قتل عمرو بن هند ملك الحيرة
عنترة بن عمرو بن شداد
نبذة عن الشاعر هو عنترة بن عمرو بن شداد
وشداد جده غلب على اسم أبيه ، وإنما أدعاه أبوه بعد الكبر وذلك أنه كان لأمة سوداء يقال لها زبيبة وكانت العرب في الجاهلية إذا كان للرجل منهم ولد من أمة أستعبده ، كان بعض أحياء العرب قد أغاروا على بني عبس فأصابوا منهم فتبعهم العبسيون فلحقوهم فقاتلوهم عمّا معهم وعنترة فيهم ، فقال له أبوه : كر يا عنترة قال : العبد لا يحسن الكر ، إنما يحسن الحلاب والصَّر، فقال : كر وأنت حر فكرَّ وهو يقول : أنا الهجين عنترة * كل امرئ يحمي حره أسـودة وأحمرة * والواردات مشفـرة فقاتل وأبلى واستنقذ ما كان بأيدي عدوهم من الغنيمة فادّعاه أبوه وألحق به نسبه وكان لا يقول من الشعر إلا بيتين أو ثلاثة حتى سابه رجل من بني عبس فرد عليه وافتخر بأفعاله في الغزوات والغارات وكان أول ما قال : هل غادر الشعراء من متردم
نبذة عن الشاعر إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.
شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.
كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.
أبو فراس الحمداني
البلد بغداد
نبذة عن الشاعر الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.
شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة. له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.
جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.
قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر، وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.
أبوالعلاء المعري
نبذة عن الشاعر 363 - 449 هـ / 973 - 1057 م
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).
علي بن محمد بن الحسن بن يوسف أبو الحسن كمال الدين.
شاعر منشئ من أهل مصر، مدح الأيوبيين وتولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف موسى ورحل إلى نصيبين فسكنها وتوفي بها.
له (ديوان شعر -ط) صغير انتقاه من مجموع شعره.
بديع الزمان الهمذاني
نبذة عن الشاعر أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل
أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر.
ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380ه* فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382ه* ولم تكن قد ذاعت شهرته.
فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق.
ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه.
كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه.
وفاته في هراة مسموماً.
وله (ديوان شعر -ط) صغير و(رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و(مقامات -ط). . . . . .
دوقلة المنبجي
نبذة عن الشاعر الحسين بن محمد المنبجي، المعروف بدوقلة.
شاعر مغمور، تنسب إليه القصيدة المشهورة باليتيمة، ووقعت نسبتها إليه في فهرست ابن خير الأندلسي وهي القصيدة التي حلف أربعون من الشعراء على انتحالها ثم غلب عليها اثنان هما أبو الشيص والعكوك العباسيان، وتنسب في بعض المصادر إلى ذي الرمة، وشذ الآلوسي في بلوغ الأرب فجعلها من الشعر الجاهلي، وتابعه جرجي زيدان في مجلة الهلال (14-174)، وخلاصة القول أن القصيدة كانت معروفة منذ القرن الثالث الهجري عند علماء الشعر، وأول من ذهب أنها لدوقلة هو ثعلب المتوفى سنة 291هـ