♥ خـيالـي المفـزوع.. والجريـمـة الصـباحـية ♥ .... بقـلمـي :)

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

مهديmido

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
18 مارس 2009
المشاركات
6,389
نقاط التفاعل
55
النقاط
317
العمر
37
icon.aspx
1213061123_13400_1130275973.gif

منفعلةً كنتُ في هذا اليوم، فمنذ أن تفتحت عيناي على هذا الصباح، وشعلةٌ من دوران الفكر قد استيقظت معي.. لم يُفد في إطفاءها لا رشةُ ماءِ باردة، ولا قهوة منعشةٌ ساخنةٌ، ولا رشةُ عطرٍ منعشة..حـِرتُ في حيرتي وفي هذا القلق والتوتر اللذان سكناني، ولم أعرفُ لهما مصدرًا.. ورُحتُ ألاعبُ فكري الذي يهوى المُراوغة والسرحان بالأفكار، فمرَّةً آخذه في ردهةٍ من ردهات التفكير الواقعي.. حتى يسكـُر منه حتى الثمالة.. ومرَّةً أشُدُّهُ شدًّا إلى دهاليز الخيال اللذيذ.. حتى تنتعش مساماته التي أصبحت في سباتٍ هذا الصَّباح.. ومرَّةً أرميه في مسبح الأحلام ليغطس بُرهةً.. ويغسل شذرات الواقعية المُرَّة وينتفض من قطراتها..
إلى أن استطعتُ التحايل على فكري (مع أني أعرفُ أنه تحايلٌ مؤقتٌ).. ولكنه منحني بعضًا من الهدنة، حتى أبحث عن طمـأنينتي.. لأجدها مفترشة سرير الضياع، فانتشلتها بسرعةٍ قبل أن تضيع مني من جديد..وجريتُ إلى الباب أفتحه، وخرجتُ مستقبلةً نهاري الجديد.. سميتُ باسم الله، منتظرة هذا اليوم الذي يبدو معتم الأجواء خارجًا.. لا هي الشمس ساطعةٌ ورامية أشعتها على الرؤوس.. ولا هي الغيوم متلبدةٌ لترمي قطرات المطر على الوجوه.. ولا يبدو أثرٌ لزوابع ولا عواصف.. كأنني لمحتُ الجوَّ حائرًا في حاله.. أينشُرُ يومًا صيفيًا حارقًا، أم ربيعيًا منعشًا، أم شتويًا ماطرًا..؟؟
رأيتُ أنه لا زال لديَّ وقتٌ طويل قبل أن أتجه لعملي، فاستقليتُ حافلةً عمومية، وجلستُ على أول مقعدٍ ارتمت عليه نظراتي، فتحتُ الشباك وبدأت أمارس هوايتي وأنا وحيدة.. أقرأ اللافتات المتوزعة فوق رؤوس المحلات، وعلى ربوع الشركات، ووسط سماء اللافتات الإشهارية، ألاحظ التغيرات التي مسَّت الطرق هنا وهنالك، وأحادث نفسي كلما وقعت نظراتي على خلل.. أو كلما تفاجأتُ بمنظر جالبٍ للانتباه.. وكالعادة يدخل الراكبون كلما توقفت الحافلة في إحدى المحطات..
لمحتُ فتاةً تبدو أصغر مني أو أكبر بشيء قليلٍ، جلـَستْ بالقرب من مقعدي، وهي تحمل في يدها صُرَّة كبيرة ملفوفة في كيسٍ أسود، وأثار انتباهي قلقها في كيفية حمل ذاك الكيس.. فمرَّة تُجرّبُ أن تضعه بين يديها.. ثم ما تفتأ أن تحطه بين رجليها.. لتبدّل رأيها وتحطه أرضًا...
ازويط... سمعتُ صوتًا كأزيزٍ.. أو صفيرٍ.. لما التقى الكيس بالأرض؟؟ كأنه صوت احتكاك جسمٍ مبلل بأرضية ندية.. تُرى ما الموجود في ذلك الكيس؟ خاطبتني نفسي الفضولية؟ ولماذا تبدو ملامح الفتاة متوترةً لهذا الحد؟ ولماذا احتارت في مكان وضعه؟ ولماذا تلتفتُ يمنةً ويسرةً كلما توقفت الحافلة في محطةٍ من المحطات؟؟
وبدأتْ مشاهدُ الخيال تتربع أمام خشبة دماغي.. إلى أن ألّفتُ مسرحية حول كنه ما يحدث مع الفتاة.. وأنزلت ستائرُ المشهد الأول إلى الأخير.. ورُحتُ أتفرج:
إنَّها فتاةٌ مسكينة ماتت أمّها وهي طفلة صغيرة..
تزوّج والدها حتى لا يحرمها وإخوتها من حنان الأم..
لكن زوجة الأب كانت شريرة، وقد أطعمتها من الويل ويلاتٍ وسقتها مُرًّا وعلقمًا..
أوقفتها عن الدراسة وهي صغيرة بحجة صعوبة فهمها وثقل تركيزها، وأقنعت والدها بأن تبقى بالبيت تتعلم حرفةً يومًا لتنفعنا ونفسها بها..
وكان لها ما أرادت، ولكنها لم تتعلم لا حرفة ولا صنعة، بل تعلمت من أصناف التعب أنواعًا..
ومن أنواع الضرب والإهانة أصنافًا..
حتى باتت والأسى أخوان لا يفترقان..
مرّت الأيام والسنوات..
وامتلأ قلب الفتاة كـُرهًا وغِلاً لزوجة الأب الشريرة، وبدأت معالم الشر تتعشش في عقل الفتاة، وقررت أن تقضي على هذه المرأة الشريرة التي لم يكفها فقدان أمها، بل وزادتها فقدانًا للحياة البريئة العادية التي تحلم بها أي فتاة في سنها..
وأتى يوم الانتقام..
حيث كان الأب غائبًا ليلاً، فاستغلت الفتاة سكون البيت وتوجهت لغرفة زوجته تحمل سكينًا..
وبكل قوتها ارتمت عليها وهي نائمة في فراشها، وغرزت في قلبها طعناتٍ قاتلةٍ حتى أرْدَتها صريعةً..
لكن غليلها لم يشبع حتى وهي ترى دمائها مرتميةً على أرضية الغرفة..
بل تشجعت وحملت كامل قوتها وقطعتها قطعًا قطعًا وفصصت لحمها فصصًا..
وبسرعة وهي تلهث خوفًا وتتسارع دقات قلبها حملت كيسًا كبيرًا ورمت فيه أطرافها، وأحكمت غلقه، ثم أدخلته في كيسٍ ثانٍ أسودٍ.. وفور طلوع شمس الصباح حملت الكيس وتوجهت خارجًا لترمي به بعيدًا وتُبعد آثار جريمتها. استقلت أول حافلة قابلتها في الطريق، وجلست أمام فتاة (التي هي أنا) وهي خائفة متوترة من أن يُكتشف سرّ الكيس الذي تحمله، تضعه مرّةً على يديها، ومرَّةً فوق رجليها إلى أن استقرَّ في الأرض، وأسمع صوتًا شكّت فيه الجالسة بقربها ...هههههه
أفقتُ فجأةً من خيالي الذي سرح بي كثيــرًا...
وأخذني إلى دنيا أخرى، لأجد الفتاة وقد نهضت تبغي النزول في إحدى المحطات، حملت كيسها وهي ترتجف..
ونزلت من الحافلة بخفة..
اتجهت أنظاري إلى الشباك، تلاحقها عيناي حتى اختفت عن ناظري..
فجأة عمَّت رائحة كريهةٌ بالمكان كادت تقتلع أنفاسي..
بحثت لها عن مصدرٍ ولم أجده..
فجأة ارتمت عيناي على أرضية الحافلة، وبالضبط أين كانت تضع الفتاة كيسها الأسود.. لأجــد قطرات دمٍ حمراء ملونة الأرضية...
ليخرج قلبي من صدري من شدة الرُّعب !!!!!!!!
1213061123_13400_1130275973.gif
1213061123_13400_1130275973.gif



بقلمي (المجنون)
مهدي
 
رائعه هذه الكلمات وتعجز احرفي ان اشكرك


كلمات في قمه الذوق الرفيع

تبوح هنا بنزف واحساس اجمل

يحسها قلبك

شكرا لاناقه قلمك . .

اتمنى ان ارى بوحك اكثر ..

هنا اقف احتراما وتبجيلا ً لما خطته يمناك

سلمت ..


 
رائعه هذه الكلمات وتعجز احرفي ان اشكرك



كلمات في قمه الذوق الرفيع

تبوح هنا بنزف واحساس اجمل

يحسها قلبك

شكرا لاناقه قلمك . .

اتمنى ان ارى بوحك اكثر ..

هنا اقف احتراما وتبجيلا ً لما خطته يمناك

سلمت ..
شكرا على المرور المميز اختي
همسة الجزائر والله تميزنا من تشجيعكم لنا
و اقتدائنا بكم
شكرا على مرة اخرى على المرور
الطيب و المميز
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top