وعليكم السلام ورحمة الله
قبل أن أعلّق على أي شيء، لا أدري كيف فاتتني هذه في الجزء الأول
"تصادمت الأسئلة برأسي ولم أجد لها جواب"
جوابًا
مزية عاودتيها باش تبان p:
~
نعود إذن إلى القصة:
1/ يبدو أنّ دمج الرّاوي "البطل" مع الراوي الداخلي كان هنا أحسن وأكثر إتقانا، وأظنّ أنّ لتخلّصك
من قال وقالت يدا في هذا، فهنيئا.
2/ كما أنّ الوصف تحسّن كثيرا، فلم يعد يقتصر على الشخصيات (وصف الكعكة) بل وتطوّر من مجرّد نعوت
إلى
استعارات (
ونبدأ بالبحث وسط الأكياس عن مفاجأة لذيذة تختبئ بداخلها / صنبور المياه وهو يبكي قطرات من الماء)
وتشبيهات (
كأنه خوار ثور هائج / كالنمر المفترس/ كأنه حجر عالق بحلقي)
وكنايات (
كادت أحبالي الصوتية تنقطع)
بل و
جمل إنشائية طويلة
(
أدفن وجهي داخل ذراعيّ وجسدي ينتفض بين الحين والآخر من شدّة البكاء / امتلأت عيناي بالدّمع ثم فاضت به)
~
لكنّ ما عاب هذا الجزء كان وتيرة الأحداث (The pacing). هذا النمط المتسارع التصاعدي ناسب الجزء الأول
لأنّه انطلق من الوضع العادي إلى الرعب، وكلما تسارعت الأحداث المرعبة كلّما زاد تأثيرها. لكن هنا في هذا الجزء
اخترتِ أن تقلّلي لحظات الرّعب، أو على الأقل أن تساويها بما تخللها من لحظات طمأنينة وأمل. لكنّك لم تغيّري
تسارع الأحداث بين الوضعين.
لذا يفترض أن تُبقي على التّسارع خلال الأحداث المرعبة (أفعال كثيرة متقاربة وحروف عطف)
وأن تأخذي وقتك مع الأحداث الهادئة (وصف أكثر وتفصيل أدق).
~
هذا ما لدي، ولننتقل إلى التّنقيح:
تصادمت الأسئلة برأسي ولم أجد لها جواب "أين أنا؟ .. ومن هؤلاء؟ .. وما قصة هذا التاريخ يا ترى؟"
جوابا
وكما أسلفت في الجزء الأول، النّقطتان ".." ليستا من علامات الوقف، لذا احذفيهما.
"أين أنا؟ ومن هؤلاء؟ وما قصة هذا التاريخ يا ترى؟"
ليس في الجملة خطأ، لكنّها فرصة مناسبة لطرح فائدة حول "كلا وكلتا" اللّذان يستخدمان للتوكيد المعنوي
فيكونان ملحقين بالاسم المثنى، ويعربان مثله (رفعا بالألف، ونصبا وجرا بالياء) على شرط أن يسبقهما الاسم المؤكّد
ويتّصلا بضمير (قرأتُ الجزأينِ كِلَيهِما).
أما في الحالة المقتبسة أعلاه (حين يتّصل كلا/كلتا باسم ظاهر) فيكتبان بالألف في كلّ الأحوال (رفعا، نصبا وجرّا)
ويُعربان بالحركات المقدّرة، وهما مضافان. والاسم الظاهر (يديّ) مضاف إليه.
فجأة فُتح الباب الخارجي وأُغلق بعدها بثواني قليلة
بثوانٍ
يجرّ (ويُرفع) بحذف الياء والتنوين لأنّه جارٍ مجرى الاسم المنقوص.
أتذكّر عودة والدِي من العمل مساءا
مساءً
إذا سُبقت الهمزة المتطرفة بألف في تنوين النّصب، اكتفينا بتنوينها، ولا نضيف ألفا بعدها.
وأرى صورته تزيّنها اِبتسامته الحنونة وهو يدخل من ذلك الباب حاملًا معه كيس الخضروات في يده اليمنى وكيس الفواكه في يده اليسرى ثم يضعهما على طاولة المطبخ؛ فأقترب أنا وأختاي ونبدأ بالبحث وسط الأكياس عن مفاجأة لذيذة تختبئ بداخلها وبعدما يخيب ظننا وُنبدي اِستياءنا يطلق والدِي ضحكات رنانة كأنها موسيقى عذبة ثم يُخرج من داخل سترته علبة شوكولا لذيذة فنقفز فرحا عند رؤيتها
إمّا أنّ البنات غبيات (باش تنحشالهم كل مرة)، والأب (سامط، باش يحشيهالهم كل مرة).
أو أنّك ينبغي أن تستخدمي أفعالا ماضية إذا سردتِ ذكرى حدثٍ حصل مرّة واحدة.
"وأرى صورته تزيّنها اِبتسامته الحنونة وقد دخل من ذلك الباب حاملًا معه كيس الخضروات في يده اليمنى،
وكيس الفواكه في يده اليسرى. ثم وضعهما على طاولة المطبخ. فأقترب أنا وأختاي ونبدأ بالبحث وسط
الأكياس عن مفاجأة لذيذة تختبئ بداخلها. وبعدما خاب ظننا وأبدينا اِستياءنا، يطلق والدِي ضحكات رنانة
كأنها موسيقى عذبة، ثم يُخرج من داخل سترته علبة شوكولا لذيذة فنقفز فرحا عند رؤيتها."
~
وقد أزهرت في رأسي ذكرى جميلة اِستطاعت أن تحوّل هذا الكابوس للحظات لضباب متناثر
استخدام لام الجر مرتين تواليا يصيب الجملة بالركاكة والثقل، لذا فالاستعانة بإلى قد تكون أنسب.
(و"إلى" تناسب الفعل تحوّل أكثر من اللام بأية حال)
كما أنّ لفظ "متناثر" قد لا يناسب الضّباب. لذا أقترح ألفاظا مناسبة أكثر للغازات كمنحسر أو منقشع أو منكشف.
للحظاتٍ إلى ضباب منقشع.
~
كان يحتضن اِبنته بيده اليسرى أما بيده اليمنى كان يحمل علبة مربعة الشكل تبدو وكأنها علبة حلوى أو ربما كعكة
أمّا حرف شرط وتوكيد، ويستلزم في جوابه "الفاء" على الدوام.
أما بيده اليمنى فكان ...
...
تبدو وكأنها علبة حلوى أو ربما كعكة.
"أو ربما كعكة" تبدو زائدة عن الحاجة، فالتشبيه بعلبة الحلوى كافٍ.
ومن مضمون القصة، أعتقد أنّ التّشبيه كلّه زائد عن الحاجة،
فنحن نعلم سلفًا أنّها علبة كعكة الميلاد آنفة الذكر، بمجرّد قول البطلة "يحمل علبة مربّعة الشكل".
~
أبدت الأم اعجابها وهي تلقي نظرة عليها
إعجابها
همزة القطع الساقطة سهوا كالعادة.
~
وُضعت على يمينها شرائح الفراولة بشكل متتابع كأنها مروحة أما على الجانب الأيسر تتابعت شرائح التفاح بشكل دائري لتشكل وردة أما قطع الشوكولاتة فغرست داخل الكعكة على شكل سجائر أما وسط الكعكة كُتب "عيد ميلاد سعيد أمل"
أما... فـ
ولا يفوتني أن أنوّه بجودة الوصف هنا.
~
حاولت تحريكها يمينا ويسارًا دون جدوى ثم رفعت يديّ إلى وجهي أتأملهما في حزن وأنا شاردة أفكر فيما يحدث معي لتظهر صورة مخيفة على وجه الكعكة مشوهة .. مرعبة .. وكأنه وجه معفّن غارق في الدّم تميّزه عينانِ جاحظتان وضحكات مقززة، قفزت من مكاني وتراجعت للوراء قليلا وأنفاسي ودقات قلبي تتسارع وكأن كلّا منهما تسابق الأخرى أيهما تخرج من جسدي أولا
مشهد ممتاز (لايك p
~
وفي نفس الوقت دقات قلبي تضربُ بقوّة
هذا من الـ nitpicking، لكنّه التّنقيح فصبرا.
يقال عن "نفس وعين" أنّهما إذا كانتا للتوكيد المعنوي وجب أن يسبقهما المؤكّد (الوقت نفسه، والشّخص عينه ...)
لكن على العكس من هذا، جاء في بعض كتب المتقدّمين استخدامهما قبل الاسم المؤكّد، لكنّ القاعدة أسلم.
لذا فجملتك صحيحة، ولكنّ الأصحّ "وفي الوقت نفسه، دقات قلبي تضرب بقوة".
~
بل تكاد تلمسني فأنا اشعر بأنفاسها
أشعر
همزة القطع الواقعة سهوا مجددا.
~
فوجدتُني وسط المطبخ نفسه والمكان خالي من البشر
خالٍ
اسم منقوص مرفوع، لذا حُذفت ياؤه ونُوِّن.
~
بعد لحظات فتحتُ عينيّ ببطء لأجد نفسي أقف في نفس المكان ولكن ظهري هو من يقابل الباب
يُخصص الاسم الموصول "من" للعاقل، أمّا لغير العاقل كـ "الظهر" فتستخدم 'ما' و"الّذي".
"ولكنّ ظهري هو ما يقابل الباب"
"ولكنّ ظهري هو الّذي يقابل الباب"
~
لم أفهم شيئا استدرت وأعدت الكرّة فوجدتُ نفسي مجددا في نفس المكان
لا أشير هنا إلى خطأٍ ما، وإنّما هو اقتراح.
أكثرتِ من استخدام "وجدتُ نفسي / وجدتني / أجدني"
لذا أقترح أن تستعيضي أحيانا بـ "فإذا أنا" / "فإذ بي"
(وأعدت الكرّة فإذا أنا في المكان نفسه.)
(وأعدت الكرّة فإذ بي في المكان نفسه.)
~
نهاية مشوّقة كسابقتها، وأنا في انتظار التتمّة، فبالتّوفيق.