فرشت حصيرتي على ذاك الرمل الاصفر وسط غابة النخيــل ...
قبيل الغروب بدقائق معدوده...
والشمس تعلن رحيلها لتغوص داخل أعماق السماء .
.أما أمامي فكأنها تغوص داخل .
ولكم ان تتصوروا غروب الشمس وسط كثبان الرمــل ..
حل الظلام أخيرا وانسلت أشعة الشمس الذهبيه ليحل محلها بريق القمر الساحر ..
غطتني وسادة زرقاء كبيره لم أعرف أين بدايتها وأين نهايتها...
ومن تلك الوسادة المعتمه برزت همسة متحدثة لم اعرف من هي! ومن تخاطب؟
في هذا الوقت لفحتني نسمة ريح هادئة هدوء طبيعة الصحراء ......
تجيب على الهمسة المتحدثة قائلة :
نعم أيتها النجمة إنه صديقي الذي اعتدت على حضوره هنا
لم أعي ما اسمع أيعقل أن حوارا يدور بين نسمة ريح ونجمه؟؟!!!
وعن مني !!! أهي عني ؟؟
ضحكت النجمة وقالت :
عزيزتي لاتنظري باندهاش فأنا أعرفه جيدا وأراقبه من عليتي ....
وأعلم مايختلجه من هموم ومايعتريه من احزان ... ومتى تكون سعادته وبهجة نفسه..
همست النسمــــة أما انا فأراه في فترات متباعدة متى مازرت هذا المكان ولكنه اليوم على غير عادته يبدو حزينا ووحيدا ... فما الذي جرى عزيزي؟؟
أرسلت نظرة إلى السماء واحسست برغبة في التحليق الى تلك النجمة لأرى الناس كما تراني أو بالأحرى لأبحث عن من غاب عن سمائي ...
قالت النسمــــة وكأنها أحست مابي:
إن كان حبا صادقا فلن يرحل وسيبقى منيرا مشرقا مهما حالت الظروف بين تلاقيكم ..
أجبتها:
يا نسمتـــي الغاليه قد يأست نفسي من هذه الكلمة وقد مسحت كل مفرداتها فلم يبقى لها أثر.
قاطعتني موجة عارمه شديده هاجت وارتطمت بكثبان تتموج تموجات البحر في سكونه تتناثر حبات الرمل من حولي ...
وجائني نداء من القريب يقوا ((لا )) لاتيأس
إنها الرمال مستودع أفراحي وأتراحي..
إنه من يقبل كل شكواي برحب وسعه وينصت إلي ً دون كلل..
قالت لا تياس وكن قويا مثلي .
قالت النسمة :
نعم كن مثلي ضاربة هبوبي في الصحراء متحدية كل الصعاب
أحسست حينها بتبدل في حالي ونورا أشع في داخلي مزيحا عتمة اليأس
هممت بالرحيل فقال الرمل مهلا عزيزي :
قبل ان ترحل أريدك أن تقبل مني هديتي ياصاحب القلب الكبير كن قويا شامخا في وجه الصعاب.
وهمست نجمتي :
وانا اهديك الأمل الذي سينير لك فضاء دربك كما أنير فضاء الكون
وهتفت النسمة :
اما انا فأهديك العطاء فلا تبخل به على من حولك خصوصا حبيبتك الغائبة عن هذا القلب الذي يحبها ولن تتخلى عنه ابدا .
فأرسلت قبلاتي الحاره ونظرات شكر وامتنان للرمل ونجمتي الرقيقه ونسمتي العليلة
وودعتهم حاملاً هداياي معي...
لأبدأ بها زمنا جديداَ
مع أمل جديد ..