أحببتـ أنـ أشارككمـ بعض المقاطع المختارة من مذكراتيـ،،،
و حاولتـ قدر الامكانـ اختيار بعض المقاطعـ التيـ لا تكشفـ حياتي الشخصية تماما و لا تجعلـ من كتبـتـ عنهمـ عرضة للتشهير،،،،
فقطـ خطوة علنيـ أستطيعـ اتمامـ الرواية التيـ أنا بصدد تأليفهـا،،،،
___تفضلوا____
الثلاثاء 16 مارس 2010
لمـ أخطئ البارحة عندما قلت لكمـ أنني لن أذهب للجامعة غدا، لأنني لم أنمـ ساعات كافية للراحة، فاليوم على السادسة صباحا حاولت و بذلت أقصى مجهودي من أجل النهوض و الاستيقاظ و لكن هيهات، حتى أمي المسكينة حاولت العديد من المرات لكي توقظني و لكن كان الأمر أشبه بجعلها تمطر في جهنمـ،عاودت النومـ و لمـ أستيقظ إلا قبل انتصاف النهار بقليل، لكنني بقيت أفكر و أحلل إذ كان من الأجدر أن أذهب للجامعة أو لا، فقررت أن أنهض و "نلعن الشيطان"، جهزت نفسي و توجهت الى مكان توقف الحافلة رقم ***، المتواجدة في مكان قريب من مسكني اسمه "***".
لا أعلمـ لماذا أحيانا يخطط لك القدر أن تتحرك و أنت تريد أن تبقى ساكنا و أن يمر كل شيء بسلامـ، فلتعاستي كانت لا تزال لي ثمانون مترا قبل أن أصل إلى مكان توقف الحافلة، لكنني رأيت الحافلة تمر بجانبي بسرعة أربعين كيلومتر في الساعة، ما كان يعني أن هذه الحافلة ستغادر قبل وصولي إليها، و سأضطر إلى انتظار الحافلة الأخرى التي لن تصل إلا بعد عشر دقائق أخرى، مما يعني كذلك أنني لن أصل للجامعة في الوقت المحددة.
فتدخل القدر مرة أخرى ليحمل لي أنباء سارة، جاءت مجموعة من الفتيات من بعيد و بدأن يشرن الى الحافلة حتى تتوقف، بطبيعة الحال في مجتمع النساء فيه قادة و الرجال فيه قواد، توقفت الحافلة على الفور لتقل صاحبات الجلالة، طبعا لو كنت أنا من طلبت منه الانتظار لأهداني شتيمة و انطلق مسرعا، لكن الأمر يتعلق بالجنس اللطيف فكل شيء يهون من أجلهن.
المهم، وصلت الى "***" نصف نائم (كالعادة) و أخذت أهرول لأصل بسرعة الى قاعة المحاضرات دون أن أتأخر، وصلت في الوقت المناسب و أنا ألهث، لكن بعد انتظارنا للأستاذة لربع ساعة تيقنا أنها لن تأتي، لا أذكر ما فعلت حينها لكن أعتقد فعلا أنني بقيت في المدرج أنـا و صديقي "***"، إذ أخذ هو يقوم بـ"وضع النقاط على الحروف'' و أنا أعني ذلك حرفيا، حيث أنه يكتب ببطء شديد الى درجة أنه لا يستطع مجاراة إملاء الأستاذ فيكون حله الوحيد هو الكتابة دون نقاط و في وقت فراغه يقوم بالتنقيط.
بعدما انتهى صديقنا من تنقيط دروسه، أخذت كراسه و قمت بتصويره بهاتفي النقال، فعلا فالحاجة أم الاختراع فقد مللت أخذ كراريس الغير معي الى البيت و البقاء ساهرا ليلا لأكتب الدروس في أسرع وقت ممكن، كي أتمكن من اعادتها في اليوم الموالي، لذا قمت باستحداث طريقة جديدة و أعتقد أنني أول من يقومـ بذلك في مدرجنـا (يا للفخر)، و ذلك بأخذ صور فوتوغرافية للدروس التي تغيبت عنها، ثم أحتفظ بها كملفات في حاسوبي.
تأخرت أستاذة مقياس ***بربع ساعة، فآثر الكثير المغادرة، فحقيقة الحصة..لن أقول عنها مملة و لكنها بديهية لا تحتاج إلى شرح، فيكفي أن تقوم بنسخ أحد كراريس الطلبة النجباء، لكنني لقد أتعبت نفسي بالمجيء الى هنا فالأجدر أن أبقى، فلم الذهاب إلى البيت حيث لا أجد ما أفعل.
جاءت الأستاذة التي أجهل اسمها رغم أنها أستاذتي لعام كامل، فاعتذرت عن تأخرها و قالت أنها لم تصل في الوقت المحدد لأنها كانت تدرس في كلية بعيدة عن كليتنا، فتحية لأخي المهندس الذي جعل "***" تبدو كأنها معتقل، فالسجون منتثرة هنا و هناك، كلما مرت خمسة دقائق من هذه الحصة ازداد غيضي و ندمي على البقاء مجبرا على الاستماع لثرثرة هذه المدرسة.
لحسن الحظ و لرأفة الخالق بنا انتهت الحصة، توجهنا بسرعة الى موقف الحافلات الجامعة و هو حدث نعاني منه يوميا و بسببه أطلقنا العنان لألسنتنا للتفوه بأحدث الشتائم و أكثرها رواجا، بعد أربع دقائق تمكنا من الوصول لنجد الحافلة الأولى قد انطلقت حاملة معها خلقا كثيرا لا يعد و لا يحصى، بعد دقيقتين بدأت الحافلة الثانية في التقدم نحونا فلمحها كل الطلبة المتوجهين سواءا الى "***" حيث يقطن معظم مروجي و متعاطي المخدرات، أو الى "****" حيث تفضل جميع الجميلات النزول لأنها بمحاذاة وسط المدينة، حيث هو المكان المفضل لهن لعرض لوحاتهن الفنية على الهواء الطلق، أما المحطة الأولى " ***" و التي تعني بالفرنسية "***" فلا ينزل هناك عدد كبير.
كما قلت مع تقدم الحافلة يبدي الطلبة استعدادات و تشكيلات أشبه بتحركات الجنود في الحروب و المعارك، أو على الأقل فالأمر أشبه بمشهد من فيلم الرسالة، حيث تصبح المحافظ و المجلدات أسلحة و دروع لشق الطريق للدخول و الظفر بمقعد في الحافلة، ذلك المقعد الذي لم تلامسه مؤخرتي هذه السنة إلا مرات معدودات، فالأجدر بعمادة الجامعة أن تضع تحت تصرفنا اماما لترديد عبارة "تزاحموا تراحموا" فهي العبارة الأدق لوصف هكذا أحداث.
بعد عناء و شد و مد و جزر تمكنت من حجز قدم مربع في تلك الحافلة التعيسة، فوصلت الى "****" و كان مظهري كان كمن سقطت عليه مزهرية من الأعالي، أخذت أمشي لربما كنت أعدوا وصلت إلى البيت....
بعض المقاطع من يومياتيـ،،،،
يوميــــ chemssou007 ــــــــات