كانت أمسية برق ورعد وسماء ملبدة بالغيوم صاحبتها أمطار ... وقفت لتغلق نافذتها فاذا بظله الطويل يمر أمامها ومن ثم توقف عندها ليلج غرفتها وقفت متأملة لذاك الطيف الذي يزورها كل مساء ويحاول اقتحام وطنها انه الحنين... نعم الحنين الذي يزداد كلما تعانقت أشواقها مع صقيع الشتاء
حين أغلق أبواب قصري وأخبئ المفتاح تحت الوسادة أكون حينها استرجعت ذكريات وطني الذي أهداني أغلى الجروح أعاتبه فلايرد علي وأكرر ذاك العتاب لكنه يصمت ويصمت ويصمت ثم يصمت اكثر واكثر فهل اللجوء الى وطن آخر حل بدون حياة؟.. أو ستظل حياتي بدون وطن
ماأصعب أن اكون امرأة لاجئة تنتظر قدوم ربيع جديد لتنسى ذاك الشتاء الكئيب وطن بلاأشواك ماأتمناه
خيبات الحياة كيف تحدث؟ ان كان العقل هو اشارة المرور التي ترشد وتحذر وتنصح... نعم وجدتها فالعقل يفعل كل هذا لكنه لايمنع حصول الحوادث التي يتسبب فيها القلب
وحدة غربة خوف وعدم أمان بل هو أكثر من هذا هو موت بطيئ لايترك لصاحبه فرصة لملمة أشلائه المبعثرة فيباغته فجأة دون سابق انذار هكذا قالوا وهكذا قلت انا معهم
بالحنين الى الشواطئ ا لمهجورة أكره أن أبكي وأضحك في الوقت نفسه أكره أن أتذكر أني ربما ذكرى من صفحات ماضيهم أكره وبشدة هذا كله ولكني أفرح حين أتذكر أن الأمل لن ينقطع مادامت هناك حياة -بين كره الماضي والتأمل الى مستقبل ابهى-
مرهقة وكأن الماضي يعود من جديد انها طقوس أحاسيسي تعود من جديد وفائي للماضي انهكني أرهقتني كثرة الدموع والأوجاع والصدمات أنا الآن كتحفة بيضاء شاحبة قابعة بين حنايا الظلام أنتظرأن أدفنها يوماما بين طيات أوراقي وأعلن بيعها رسميا في مزاد علني لتكف تلك الأحاسيس عن ملازمتي
كم اشفق على تلك التي تظن انها امتلكت أبناء آدم فقط لأنها محط اعجابهم وتناست أنها كالعلكة التي تمضغ لمدة قصيرة ومن ثم ترسل الى
سلة المهملات
-فعلا اشفق على كل انثى ترضى الذل لنفسها وغيرها بمذلتها يفرح- صوني نفسك لم نقل ان الحب جريمة لكن الجريمة الكبرى ان يقذف بكي بين هذا وذاك وتصبحين كالريشة في مهب الريح- سحقا لكل فتاة مثل هذه
وكم اشتاق الى ارتشاف فنجان قهوة صباحية بنكهة الغائبين عن حياتي يتصاعد بخارها الى أعلى مشكلا لي كل تلك الوجوه البعيدة فأتخيلهم معي وكيف أنساهم ان كانوا أصلا بالقلب ماكثون
جلسة محاكمة القاتل يسأل الضحية : كيف هي أحوالك؟ تتعجب له الضحية قائلة: أتستمتع بجراحي ؟ أتستمتع بقطرات الدماء التي سالت؟ هل تناسيت انك ذبحتني بسكين باردة؟ لاأزال على قيد الحياة فقط فهمت من أنت ؟ أنت حقيقة غير سوية
فلتغلق الجلسة ليس للمجانين مكان في قلبي ولن أحبك مرة أخرى فقد كنت غلطة حياتي.